أبلار

أبلار
"أبلاردوس وإلواز يفاجئهما المفهم فولبير Master Fulbert", بريشة الرسام الرومانسي جان ڤينيو(1819)
وُلـِد 1079
العصر فلسفة القرون الوسطى
المنطقة فيلسوف غربي
المدرسة Scholasticism
الاهتمامات الرئيسية
ميتافيزيقا, المنطق, فلسفة اللغة, Theology
الأفكار البارزة
Nominalism, Scholasticism

پيتر أبـِلار (بالإنجليزية: Peter Abelard ، باللاتينية: Petrus Abaelardus ، بالفرنسية: Pierre Abélard ، ولد 21 إبريل 1079 - 1142) هوفيلسوف فرنسي شهير وله الفضل في إنشاء جامعة باريس، ويعتبر شعلة ألهبت عقل أوربا اللاتينية في القرن الثاني عشر ، ويعتبر ممثلا لأخلاق عصره وآدابه ، وأرقى واعظم ما يخلب اللب ويبهر العقل في ذلك العصر. وتعتبر علاقته العاطفية بتلميذته إلواز مضرباً للأمثال.

وُلد أبيلارد قرب نانت بفرنسا. رسم له أبوه، الذي كان من طبقة النبلاء، طريقًا عسكريًا، لكن أبيلارد قرر حتىقد يكون عالمًا. قام بتدريس اللاهوت بباريس في الفترة 1113ـ 1118م. وأسس مع اثنين من زملائه مدرسة تطورت تدريجيًا حتى أصبحت، فيما بعد، جامعة باريس.

أصبح أبيلارد أستاذًا لإلواز عام 1113م، وهي حفيدة أحد مسؤولي كاتدرائية نوتردام، ونشأت سيرة حب بين أبلار والفتاة، وحملت منه. وفي أعقاب مولد طفلهما، عام 1118م، عقدت إلواز وأبلار قرانهما سرًا. فهم فولبير، عمّ إلواز، بخبر حبهما وزقابلما السرِّي، فاستشاط غضبًا. واستأجر في لحظة غضبه تلك مجموعة رجال هاجموا منزل أبيلارد وخصوه. وانفصل أبيلارد وإلواز بعد الحادثة مباشرة. أصبح أبلار راهبًا، والتحقت إلواز بدير للراهبات. وقد ذاعت أسرار حبهما المأساوي من رسائلهما الكثيرة التي تبادلاها.

كان لأبلار إسهامًا كبيرًا في فكر العصور الوسطى الأوروبية، في مجالي المنطق واللاهوت. وقد حث على استعمال المنطق من أجل استيعاب النصرانية والدفاع عنها. ألَّف أبلار كتابًا يدعى "نعم ولا" قوامه الآراء المتضاربة للسلطات اللاهوتية في مختلف المسائل والمبادئ الدينية. أصبح هذا الكتاب أحد الخط التي أثرت في النظام الفلسفي الأوروبي للعصور الوسطى الأوروبية المسمّى المدرسية. كذلك خط أبلار مؤلفًا بالغ الأهمية في الأخلاق، كما نشر سيرته الذاتية، في كتاب سمّاه سيرة بؤسي.

النشأة

ولد أبلار في قرية له باليه Le Pallet القريبة من نانت Nantes إحدى مدن بريطانيا. وكان أبوه المعروف لنا بإسم بيرنجر Bérenger ، صاحب ضيعة متواضعة، وكان بمقدوره حتى يهيئ لأولاده الثلاثة ولابنته تعليماً حراً. وكان بيير Pierrc (ولسنا نعهد اصل لقبه أبلار) أكبر أولئك الأبناء، وكان بمقدوره حتى يطالب بحق الابن الأكبر في ميراث ابيه ؛ ولكنه كان مولعاً بالدرس والتفكير الى حد جعله بعد حتى كبر ينزل لأخويه عن حقه ، وعن نصيبه في أملاك الأسرة، وشرع يطلب الفلسفة، ويلقى بنفسه في معركتها أينما حمى وطيسها ، أوأينما عثر مفهماً ذائع الصيت يدرسها.

Abelard and his pupil, Héloïse, by Edmund Blair Leighton


أبلار وروسلان

كان اعظم ما اثر في حياته المستقبلية حتى كان من أول أساتذته روسلان Roscelin (حوالي 1050- حوالي 1120) ، وهورجل متمرد أنصب عليه كما أنصب على أبلار من بعده سخط الكنيسة وحرمانه من الدين.

وكان المنشأ الذي أثاره روسلان مسألة من مسائل المنطق الجاف الموغل في الجاف ، والتي تبدوا ابعد المسائل كلها عن الأذى ، وهي الوجود الموضوعي (للكليات). وكان (الكلي) في الفلسفة اليونانية وفلسفة العصور الوسطى هوالفكرة العامة التي تدل على صنف من الأمور (كالكتاب، والحجر، والكوكب، والرجل، والنوع الإنساني، والشعب الفرنسي، والكنيسة الكاثوليكية)؛ أوالأعمال (كالقسوة ، والعدالة)؛ أوالصفات (كالجمال، والصدق). وكان أفلاطون ، وهوالعليم بسرعة زوال الكائنات والأمور الفردية، قد نطق بأن الكلي اكثر بقاء، وأنه لذلك اكثر حقيقة، من أي فرد من الصنف الذي يصفه: فالجمال اكثر حقيقة من فريني Phryne، والعدالة اكثر حقيقة من أرستيديز والرجل اكثر حقيقة من سقراط ؛ وهذا هوالذي كانت العصور الوسطى تعبر عنه (بالواقعية). وخالف أرسطوهذا الرأي ونطق حتى (الكلي) ليس إلا فكرةقد يكونها العقل لتمثل صنفاً من الأمور المتماثلة؛ فهويرى حتى الصنف نفسه لا يرى إلا فيصوره أعضائه التي يهجرب هومنها. والناس في وقتنا هذا يتجادلون: هل يوجد (عقل جماعة) منفصلاً عن رغبات الأفراد الذين تتكون منهم هذه الجماعة وأفكارهم ومشاعرهم،يا ترى؟ فأما هيوم فقد نطق حتى (العقل) الفردي نفسه ليس إلا اسماً مجرداً من سلسلة الأحاسيس والأفكار، والإرادات التي في كائن حي ولمجموعها.

ولم يكن اليونان يهتمون اهتماما كبيراً بهذه المسألة، واكتفى فيلسوف من آخر الفلاسفة الوثنيين -هوبرفيري Prophyry (حوالي 232- حوالي 304) الذي أقام في الشام وفي روما - بصياغتها دون حتى يعهد حلاً لها. لكن العصور الوسطى كانت تراها مأساة حيوية.

أبلار وهلواز

أبلار والفلسفة الإدراكية

ألقي أبلار عصا التسيار في مدرسة وليم بعد المثير من التجوال الفهمي 1103 ، وكان وقتئذ في الرابعة والعشرين أوالخامسة والعشرين من عمره. وكان وسيم الخلق حسن القوام ، بهي الطلعة. ذا جبهة عريضة تبعث في النفس الروعة؛ وكانت روحه المرحة تكسب طباعة وحديثة فتنة وحيوية. وكان يستطيع تأليف الأغاني وإنشادها، وكانت فكاهته القوية تزلزل الضعاف في قاعات الجدل. وكان شاباً مرحاً طروباً، عهد في الوقت نفسه باريس والفلسفة.

وكانت عيوبه هي العيوب التي تستلزمها صفاته: فقد كان مغروراً، مزهواً بنفسه، وقحاً، منطوياً على نفسه، دفعه ابتهاجه بمواهبه التي كان يعهدها حق الفهم إلى حتى يطرح بتهور الشباب العقائد التعسفية والعواطف الرقيقة التي كانت سائدة في عصره وبين أساتذته، وقد أسكرته بهجة الفلسفة المحببة إليه؛ فهذا العاشق الذائع الصيت يحب الجدل اكثر مما يحب إلواز. وقد سخر من واقعية أستاذه المسرفة ، وتحداه علناً أمام فرقته: يا عجباً الإنسانية كلها حاضرة في سقراط،يا ترى؟ إذن فحين تكون الإنسانية كلها حاضرة في الاسكندر لا بد حتىقد يكون سقراط (الذي تضمه الإنسانية كلها) حاضراً في الاسكندر. ويخيل إلينا حتى ما كان يقصده وليم هوحتى جميع العناصر الجوهرية التي في الإنسانية حاضرة في جميع كائن بشري. على أننا لم تصل إلينا حجج وليم في هذا النقاش؛ ومهما كانت هذه الحجج فأن أبلار لم يأخذ بشيء منها. فقد عارض واقعية وليم روسلان بالفلسفة التي سميت فيما بعد بالفلسفة الإدراكية.

صورة تبين قبر أبلار وإلواز

وهي تقول حتى الصنف (الإنسان والحجر) ليس له وجود جسمي الا في أفراده التي يتكون منها (الرجال، والحجارة)؛ وأن الصفات (كالبياض، والطيبة، والحقيقة) لا وجود لها إلا في الأجسام، أوالأفعال، أوالأفكار التي تصفها. ولكن الصنف والصفة ليسا مجرد اسمين، بل هما مدركان تكونهما عقولنا من العناصر أوالمظاهر التي نلاحظ وجودها مشهجرة بين طائفة من الأفراد، أوالأجسام، أوالآراء. وهذه العناصر المشهجرة حقيقة، وأن لم تظهر إلا في الصور الفردية. وليست المدركات التي نفكر بها في هذه العناصر المشهجرة -الأفكار الجنسية أوالكلية التي نفكر بها في الأصناف المكونة من أجسام متماثلة- ليست هذه المدركات (رياح الصوت)، بل هي اكثر أدوات التفكير نفعاً وأكثرها ضرورة، وبغيرها لا يمكن حتىقد يكون للفهم ولا للفلسفة وجود. ويقولون حتى أبلار بقي مع وليم (بعض الوقت). ثم شرع هونفسه يفهم في ميلون Melun أولاً ثم في كوربي Corbeil بعدئذ، وتبعد أولى البلدتين أربعين ميلاً عن باريس أما الثانية فتبعد عنها خمسة وعشرين. وقد اخذ عليه بعضهم أنه أنشأ حانوته بعد تدريب جد قصير ؛ ولكن عدداً كبيراً من الطلاب هرع إليه ، لإعجابهم بسرعة بديهيته وزلقة لسانه.

وكان وليم في هذه الأثناء قد اصبح راهباً في دير القديس فكتور حيث طلب إليه حتى يستمر في إلقاء محاضراته ؛ وعاد إليه أبلار تلميذاً بعد سقم شديد. ويبدوأنه كان على عظام فلسفة وليم لحم اكثر مما توحي به القراءة العاجلة لسيرة أبلار الموجزة التي خطها بنفسه، ولكن سرعان ما تجددت مناقشاتهم القديمة، وأرغم أبلار (كما يقول أبلار نفسه) وليم على حتى يعدل فلسفته الواقعية ، وبدأت مكانة وليم في الهبوط.

صورة مقربة لقبر أبلار

وعرض الأستاذ الذي خلفه والذي عينه بنفسه في نتردام حتى يخلي مكانة لأبلار 1109 ، ولكن وليم لم يوافق على هذا العرض. وواصل أبلار محاضراته في ميلون ، ثم فوق جبل سانت جفييف المجاور لباريس. ونشبت بينه وبين وليم ، وببين طلابهما ، حرب كلامية دامت عدة سنين ، واصبح أبلار زعيم المحدثين أي الشبان المتمردين المتحمسين أصحاب المدرسة الحديثة.


الفيلسوف أبلار

بينما هويخوض غمار هذه الحرب ترهب والداه، ولعلهما عملا ذلك استعداداً للموت، واضطر أبلار حتى يعود إلى له باليه Pallet ليكون في وداعهما، وربما كان من مسببات عودته تسوية بعض المشاكل الخاصة بأملاك الأسرة. ثم عاد أبلار الى باريس في عام 1115 ، بعد حتى قضى بعض الوقت يفهم علوم الدين في لاءون ، وأقام مدرسته ، أوبدأ منهج محاضراته، في قاعات نتردام التي كان يجلس فيها وهوطالب قبل ذلك الوقت باثنتي عشرة سنة أونحوها. ويبدوأنه لم يلق في ذلك معرضة ما. وكان وقتئذ من موظفي الكتدرائية وأن لم يصبح من قساوستها. وكان بمقدوره حتى يتطلع إلى الكهنوتية العليا اذا لزم الصمت؛ ولكن هذا الشرط كان ثقيلاً عليه، لأنه تفهم الأدب كما تفهم الفلسفة، وكان أستاذاً في عرض الآراء عرضاً واضحاً لطيفا؛ وكان كغيره من الفرنسيين يرى حتى الوضوح في التعبير واجب تحتمه المبادئ الخلقية، ولم يكن يخشى حتى يخفف من عبء حديثه بقليل من الفكاهة. واقبل الطلاب من كثير من البلاد ليستمعوا إليه، وكانت الفصول التي يفهم لها كبيرة كبراً أغناه بالمال وأذاع شهرته بين الأمم ، تشهد بذلك رسالة بعث بها إليه فولك Foulques رئيس أحد الأديرة يقول فيها: بعثت إليك روما أبناءها تفهمهم. ولم تمنع المسافة الشاسعة، أوالجبال أوالوديان أوالطرق الموبوءة باللصوص، الشبان من الإقبال عليك. وازدحمت فصولك بالشبان الإنجليز الذين عبروا البحر المفحم بالأخطار، واقبل عليك التلاميذ من جميع أنحاء أسبانيا وفلاندرز وألمانيا ، ولم يملّومن الثناء على قوة عقلك. ولست اذكر شيئاً عن سكان باريس، وأقاصي فرنسا التي كانت هي الأخرى ظمأى لتعليمك، كأنه لا يوجد فهم من العلوم لا يستطاع أخذه عنك. وما دام قد بلغ هذه الذروة من المجد والنجاح وبعد الصيت، فلم لا يرقى الى كرس الأسقفية (كما ارتقى إليه وليم)، ثم إلى كرس رئيس الأساقفة، ولم لا يرقى إلى كرسي البابوية.

إلواز

اللقاء

يؤكد أبلار حتى ظل حتى وقت متأخر (مستعففاً إلى أقصى حدود الاستعفاف)، وأنه كان (حريصاً على الامتناع عن جميع ضروب الإفراط). ولكن إلواز ابنة أخي فلبير Fulbert قس الكتدرائية كان لها من جمال الخلق والهيام بالفهم ما اثر جميع ما كان كامنا في أبلار من حساسية مرهفة برجولته وإعجاب بعقليته. وفي خلال تلك السنين المحمومة التي كانت الحرب ناشبة فيها بين أبلار ووليم عن الكلى وغير الكلى شبت إلواز من الطفولة إلى الأنوثة المكتملة ، يتيمة لم يبقى لأبويها اثر. وبعث بها عمها إلى دير في أرجنتي Argentuil لتقضي فيه عدداً كبيراً من السنين ، فلما مضى إليه هامت بما في مخطته الصغيرة من الخط هياما أصبحت معه أنبه راهبة في الدير. ولما عهد فلبير إنها تستطيع لتحدث باللاتينية بنفس الطلاقة التي تتحدث فيها الفرنسية ، وأنها لم تكتف بهذا بل أخذت تتفهم العبرية ، ولما عهد هذا اعجب بها ، واتى لتعيش معه في بيته القريب من الكتدرائية. وكانت في سن السادسة عشر حين اتصلت حياتها بحياة أبلار 1117 ؛ وفي ظنها أنها سمعت به قبل ذلك الوقت بوقت طويل ، وما من اشك أنها كانت قد أبصرت مئات الطلاب تغض بهم الأبهاء وقاعات المحاضرات ، وقد اتىوا ليستمعوا اليه؛ ولعلها هي ذات الحماسة الذهنية القوية قد مضىت خفية أوعلناً لترى وتسمع معبود فهماء باريس ومثلهم الأعلى. وفي وسعنا حتى نتصور حياءها وارتياعها حين اخبرها فلبير حتى أبلار سيسكن معهما ويصبح مفهمها الخاص.

بدأ الحب

هاهوذا الفيلسوف نفسه يفسر لنا أصرح تفسير كيف من الممكن أن وقع هذا: (وكانت هذه الفتاة الصغيرة هي التي... اعتزمت حتى ارتبط بها برباط الحب. والحق حتى هذا العمل من أسهل الأمور. فها هوذا أسمى على جميع لسأن، ولى من مزايا الشباب والجمال ما لا أخشى معه حتى ترفضني امرأة ، أيا كان شأنها، أتعطف عليها بحبي... إلى غير ذلك شرعت، وقلبي ملتهب بحب هذه الفتاة، ابحث عن الوسائل التي تمكنني من حتى أتحدث إليها في جميع يوم حديث المودة الخالية من الكلفة، حتى يسهل علي بذلك حتى أحظى بموافقتها. ومن اجل هذا أقنعت عم الفتاة... حتى يأويني في بيته... نظير اجر قليل أؤديه له... وكان هورجلاً بخيلاً حريصاً على المال و... افترض حتى ابنه أخيه ستفيد كثيراً من تعليمي ... ولقد ذهلت من سذاجة الرجل ، ولوأنه عهد بحمل وديع إلى عناية ذئب مفترس لما كنت اشد من ذلك دهشة وذهولاً... (ولم أطيل القول،يا ترى؟ واجتمعنا أولاً في المسكن الذي أظل حبنا، ثم في القلبين اللذين كانا يحترقان من جنبينا.

وقضينا الساعات الطوال ننعم بسعادة الحب متسترين بستار الدرس ... وكانت قبلاتنا يزيد عديدها على حدثاتنا المنطقية ، وكانت أيدينا اقل بحثاً عن الكتاب منها عن صدرينا ، وكان الحب يجذب عيني جميع منا إلى الآخر. إلى غير ذلك أحالت رقة إلواز العاطفة التي بدأت رغبة جسمية بسيطة. وكانت هذه تجربة جديدة في حياته لهته عن الفلسفة ، فقد استعار من محاضراته وجداً وهياما لحبه ، فأضحت هذه المحاضرات مملة على خلاف عاداتها. وأسف طلابه لما أصاب الجدلي المنطيق ، ولكنهم رحبوا بالعاشق ، وسرهم حتى يعهدوا سقراط نفسه يمكن حتى يأثم ، وعزوا أنفسهم فقدوه من الحجج الدامغة بترديد أغاني الحب التي بدأ يؤلفها ؛ وكانت إلواز تسمع من نافذة بيتها أغاني افتتانه بها تتردد أصداؤها الصاخبة على ألسنة تلاميذه. ولم يمض إلا القليل من الوقت حتى أبلغته أنها حامل ، فما كان منه إلا حتى اختطفها من بيت عمها وأوفدها إلى بيت أخته في بريطانيا.


الزواج من أبلار

دفعه الخوف من جهة والرحمة من جهة أخرى فعرض على عمها الغاضب الحانق حتى يتزوجها بشرط حتى يسنح له فلبير بأن يظل أمر الزواج سراً. ووافق القس على هذا ، وسافر أبلار إلى بريطانيا ليحضر عروسه الرقيقة القلب الغير راضية بالزواج. وكان عمر ابنهما أسطرلاب Astorlabe ثلاثة أيام حين اقبل هوعلى والدته. وظلت إلواز زمناً طويلاً ترفض الزواج به. ذلك حتى إصلاحات ليوالتاسع وجريجورى السابع كانت منذ جيل من الزمان قد حرمت مناصب القسيسين على المتزوجين إلا إذا ترهبت الزوجة ، ولم تكن إلواز مستعدة لأن تفارق رفيقها وابنها على هذا النحو، وعرضت عليه حتى تظل عشيقته بحجة حتى هذه العلاقة ، إذا ظلت سراً يخفى عن الناس بحكمة ، لن تحول بينه وبين الرقى في مناصب الكنيسة كما يحول الزواج. وقد أورد أبلار في كتابه تاريخ مصائي (الفصل السابع) فقرة طويلة يعزوفيها إلى إلواز في هذا الظرف ثبتاً طويلاً من المراجع والأمثلة المعارضة لزواج الفلاسفة ، وحججاً فصيحة قوية في الاعتراض على (حرمان الكنيسة من ضوئه البراق): (تذكر حتى سقراط قد تزوج ، وكيف طهرت الفلسفة من هذا العار الذي دنسها تطهيراً خسيساً حتىقد يكون كثيراً حتى تسمى عشيقتي من حتى يعهد الناس أنها زوجتي ، بل حتى هذاقد يكون أيضاً اشرف لي). ولكنه أقنعها بأن وعدها ألا يعهد الزواج إلا عدد قليل من أوثق الناس صلة بهما. وهجرا اسطرلاب مع أخت أبلار وعادا إلى باريس وتزوجا بحضور فلبير.

النهاية

وأراد أبلار حتى يحتفظ بسرية الزواج فعاد إلى حيث كان يسكن وهوأعزب ، وعادت إلواز الى السكنى مع عمها ، ولم يكن كلا الحبيبين يرى الآخر إلا نادراً وخلسة. ولكن فلبير ، في حرصه على حتى يسترد مكانته ، اخلف الوعد الذي بتره لأبلار وأذاع السر ؛ وأنكرته إلواز ، (وأنزل بها فلبير العقاب بعد العقاب). فما كان من أبلار إلا حتى فر بها مرة ثانية ، وبعث بها هذه المرة على كره منها شديد ، إلى دير أرجنتى ، وأمرها حتى ترتدي ثياب الراهبات ، وألا تقسم اليمين أوتلبس القاب. ويقول أبلار أنه لما سمع فلبير وأقاربه بهذا (أيقنوا أنني قد غدرت بهم اشد الغدر ، وتخلصت إلى أبد الدهر من إلواز إذ أرغمتها على حتى تترهب. فاستشاطوا من هذه غضباً ودبروا مؤامرة على ؛ وبينما كنت نائماً ذات ليلة. في حجرة سرية بمسكني ، إذا اقتحموا على بمعونة خادم من خدمي قدموا له رشوة ، وانتقموا مني انتقاما شنيعاً يجللهم العار. لأنهم بتروا أعضاء جسمي التي عملت بها ما كان سبباً في حزنهم. ولاذوا بالفرار بعد حتى عملوا عملتهم ، ولكن اثنين منهم قُبض عليهما وفقدا أعينهما وأعضاء تناسلهما). ولم يكن في وسع أعدائه حتى يختاروا له عقاباً أدل على مكرهم من هذا العقاب. نعم أنه لم يحط من منزلته لساعته ، فأن باريس كلها بمن فيها من رجال الدين عطفت عليه. واقبل عليه طلابه يواسونه ، وأنكمش فلبير واختفى وجر عليه النسيان ذيوله، وصار الأسقف أملاكه. ولكن أبلار استوعب حتى قد قضى عليه ، وأن (سيرة هذا الاعتداء الشنيع حتى تبلغ أطراف الأرض). ولم يعد يستطيع التفكير في الرقى في مناصب الكنيسة، وأحس حتى سمعته الطيبة قد "محيت من الوجود محواً تاما"، وأنه سيكون مضغة في أفواه الأجيال المقبلة. وشعر بأن في سقوطه هذا قسطاً من العدالة الطبيعية غير الشعرية، فقد أجتث من لحمه ذلك الجزء الذي أذنب ، وغدر به نفس الرجل الذي غدر هوبه من قبل. وأمر هلواز حتى تلبس النقاب وتترهب، ومضى هوإلى دير القديس دنيس وأقسم يمين الرهينة.

رسائل إلواز

ومرت به فترة من السعادة المعتدلة حين قرر سوجر حتى يستخدم البيت الذي في أرجنتي لأغراض أخرى غير الدير. وكانت إلواز مذ افترقت عن أبلار قد عكفت في هذا البيت على أداء الواجبات التي تفرضها عليها حياة الرهبنة حتى عينت رئيس الدير وعلت مكانتها عند الجميع... فأحبها الأساقفة حب الآباء للأبناء، وأحلها رؤساء الأديرة حب الأخوة للأخوات ، وأحبها غير رجال الدين كما يجب الأبناء الأمهات). ولما فهم أبلار حتى إلواز ومن معها من الراهبات يبحثن عن مكان لهن جديد، عرض عليهن مصلى (الروح القدس) ومبانيها ؛ ومضى بنفسه ليساعدهن على تنظيم إقامتهن في مقرهن الجديد. وكثيراً ما كان يزورهن ليعظهن ويعظ القرويين أقاموا بالقرب منهن. وهمس النمامون "أنني لا زالت تسيطر عليّ مباهج الحب الأرضي، وأنا الذي لم أكن أطيق في الأيام الخالية حتى أفارق من امتلئ قلبي بحبها". وكانت هذه الفترة المضطربة التي قضاها رئيساً لدير القديس جلداس هي التي خط فيها سيرته (تاريخ مصائبي) 1132. ولسنا نعهد الباعث له على كتابة هذه السيرة، فهي تتخذ شكل منطقة يواسى بها صديقاً يشكوبؤسه، "حتى إذا وازنت أحزانك بأحزاني، رأيت حتى أولاهما ليست إلى جانب الثانية التي تستحق الذكر"؛ ولكن يظهر حتى هذه السيرة كان يقصد بها حتى يطلع عليها العالم، وأن تكون اعترافاً أخلاقياً، ودفاعاً دينياً.

وتقول رواية قديمة، ولكنها مما لا يمكن تحقيقه، حتى نسخة من الكتاب وصلت إلى يد إلواز، وإنها ردت عليه هذا الرد العجيب: "إلى سيدها، بل أبيها، إلى زوجها، بل أخيها: من خادمته، بل أبنته، عن زوجته، بل أخته: إلى أبلار، من هلواز: "لقد جيء إلى مصادفة منذ زمن بخطابك الذي خطته يا حبيبي تعزية إلى صديق... وقد حوى أشياء لا يستطيع أحد حتى يطلع عليها دون حتى تفيض عيناه بالدمع لأنها تجدد أحزاني كاملة... فباسم الله الذي لا يزال يرعاك... باسم المسيح، ونحن خادماته وخادمتك، نستحلفك حتى تتفضل فتخبرنا في رسائل منك متتابعة عن المصائب التي لازالت تتقاذفك حتى نشاركك على الأقل في أحزانك ومسراتك، نحن الذين بقينا على الدوام أوفياء لك... "أنك لتعهد يا أعز الناس علي - وأن الناس كلهم ليعهدون- ماذا خسرت بفقدك... لقد بدلت ثيابي وقلبي طوعاً لأمرك، كي أظهر لك أنك مالك جسمي وعقلي... ولم أكن أتطلع إلى عهد الزواج، أوإلى مهر تمهرني به... وإذا كان أسم الزوجة يظهر أكثر قداسة وأقوى رابطة، فأن أحب إلي، أسم الصديقة منه وأعذب على الدوام؛ أو، إذا لك يكن في هذا ما تستحي منه، أسم العشيقة أوالعاهرة... وأني لأشهد لله لوحتى أغسطس الذي حكم العالم كله رأى أني خليفة بأنقد يكون لي شرف الزواج به، وأن يملكني العالم بأسره أحكمه حكماً يدوم أبد الدهر، لكان قولهم أني مومسك أحب إلى من قولهم أني إمبراطورته... "وهل بين الملوك أوالفلاسفة من يضارعك في شهرتك،يا ترى؟ وأية مملكة أومدينة أوقرية لم تتحرق شوقاً لرؤيتك،يا ترى؟ ومن من الناس لم يستحث الخطى لينظر إليك، حين تبدوأمام الجماهير؟... وأية زوجة، وأية عذراء، لم تتلهف عليك وأنت غائب، أوتتحرق شوقاً إليك وأنت حاضرة،يا ترى؟ وأية ملكة أوسيدة ذات سلطان لم تحدني على مباهجي وفراشي؟... "هلا حدثتني عن شيء واحد حتى استطعت: لم أهملتني ونسيتني، بعد حتى سلكت سبيل الحياة الدينية التي كنت أنت دون غيرك الآمر بها، فلم أحظ بعدئذ بحدثة منك أونظر إليك تبتهج بها نفسي، أورسالة منك في غيبتك يرتاح لها قلبي،يا ترى؟ ألا فحدثني عن شيء واحد لا أكثر حتى استطعت، أودعني أفض إليك بما أحس به، بل ما يظنه الناس جميعاً: حتى الشهوة الجنسية لا الحب هي التي وثقت الصلة بيني وبينك... فلما حتى نلت ما تبغيه، زال من فوره جميع ما كنت تتظاهر به... ليس هذا يا أحب الناس إلى هوأظنه أنا وحدي، بل ما يظنه الناس جميعاً... وكم كنت أتمنى حتىقد يكون هذا لى دون غيري، وأن يجد حبك من يبرره غيري فخف بذلك بعض الشيء لواعج أحزاني.

"أتوسل إليك حتى تنصت لما أطلبه إليك... في الوقت الذي أخادع نفسي في بوجودك معي في ألفاظك المكتوبة على الأقل - وهي ألفاظ لديك منها الشيء الكثير- أهد إلى صورتك الحلوة... فأنا أستحق منك أكثر منها... بعد حتى عملت من أجلك جميع ما يمكن عمله... أما التي غويت حياة الدير الخشنة في سن الشباب... لا عن تقي وحب الدين بل إطاعة لأمرك لا لشيء سواء... ولست أنتظر ثواباً من الله على هذا العمل، لأني لم أعمال شيئاً لوجه الله كما تعهد ذلك حق الفهم... ولذلك أستحلفك باسم الذي وهبت له نفسك، وأتوسل إليك أما الله حتى تعيد إلي وجودك بأية سبيل في إستطاعتك، ولوبحدثة منك تخفف عن آلامي... وداعاً يا جميع من أحب". لكن أبلار كان عاجزاً عجزاً جسمياً عن حتى يستجيب إلى هذه العواطف الجياشة بعواطف من نوعها، ولهذا كانت الرسالة التي تعزوها إليه الرواية المتواترة تذكيراً لها بالنذر الديني الذي نذر له نفسه: "إلى هلواز أخته العزيزة في المسيح، من أبلار أخيها في المسيح نفسه"؛ وهويوصيها بأن تقبل ما حل بهما من مصائب خاضعة لها، راضية بها، على أنها تطهير وعقاب للنجاة من عند الله. ويطلب إليها حتى تدعوله، وبأمرها حتى تخفف من أحزانها بأملها في حتى يجتمعاً معاً في السماء، ويرجوها حتى تواريه الثرى حين يموت في أراضي "الروح القدس"... وتعيد في رسالتها الثانية عبارات الهيام وعدم النقي فتقول: "لقد كنت على الدوام أخشى حتى أغضبك، لا حتى أغضب الله، وأعمل على رضائك أكثر مما أعمل على رضائه... فأنظر أية حياة تعسة لا بد حتى أحياها إذا كنت أقاسي جميع هذا عبئاً، لا أمل لي في حتى أثاب عليه في المستقبل. لقد ظللت، كما ظل الكثيرون غيرك زمناً طويلاً مغروراً بخداعي وتمويهي فحسبت النفاق ديناً".

فيجيبها بأن المسيح ، لا هو، قد أحبهاً بحق: لقد كان هيامي شهوة جنسية لا حباً، ولقد أشبعت شهوتي الدنيئة فيك، وكان هذا جميع ما أحببت... فاذرفي الدمع من أجل منقذك لا من أجل من منقذك لا من أجل من أغواك، من أجل منجيك لا من أجل مدنسك. ثم يؤلف نادىء مؤثراً يطلب إليها حتى تتلوه من أجله. وتبدوفي رسالتها الثالثة وقد استسلمت لموت حبة الدنيوي؛ ولا تطلب إليه وقتئذ إلا قاعدة جديدة تستطيع هي ومن معها من الراهبات حتى يحيين بها حياة دينية حقة. ويستجيب هوإلى رغبتها ويضع لهن دستوراً رحيماً معتدلاً، ويخط مواعظ يقوي بها إيمانهن، ويبعث بهذه كلها إلى هلواز مسقطة بتوقيع رقيق: "وداعاً في الرب إلى خادمته، من كانت في وقت ما عزيزة على في هذا العالم ، وأضحت الآن أعز الناس في المسيح". لقد كان في ثنايا قلبه المحطم لا يزال يهيم بحبها. وبعد، فهل هذه الرسائل الشهيرة حقيقة،يا ترى؟ حتى هذه المشكلة لتقابلنا قوية مستعصية. ينطق حتى أولى رسائل هلواز قد خطت على أثر ظهور كتابه تاريخ مصائبي وهويذكر فيه عدة زيارات قام بها أبلار لإلواز في الروح القدس ؛ ومع هذا فهي تشكوأنه قد أغفلها. ولكن لعل تاريخه قد ظهر أجزاء منبترة، وأن الأجزاء الأولى منه وحدها هي السابقة على الرسالة. ثم حتى النزعة الشهوانية الجزئية الظاهرة في بعض فقراتها تبدوغير معقولة لصدورها من امرأة أكسبها تقاها وتفانيها في أمور الدين مدى أربعة عشر عاما ذلك الإجلال السامي عند جميع الناس، وهوالإجلال الذي يشهد به بطرس المبجل Peter the Venerable كما يشهد به أبلار.

يضاف إلى هذا ما في الرسائل من تنسيق بلاغي ومقتبسات من خط الأدب القديم، ومن خط الآباء، دالة على الحاذق والتكاتف لا يمكن وجودها في عقل يحس إحساساً صادقاً بالحب أوالتقي أوالندم. وفوق هذا كله فأن أندم مخطوطات هذه الرسائل يرجع تاريخها إلى القرن الثالث عشر. ويبدوحتى جان ده مونج قد ترجمها من اللغة اللاتينية إلى الفرنسية في عام 1285. وإلى حتى نجد أدلة أكثر مما لدينا قوة فأن لنا حتى نختتم هذا الفصل بقولنا أنها من أبدع الوثائق المزورة في التاريخ، وأن حوادثها غير موثوق بصحتها، ولكنها قسم خالد لا يفنى من أدب فرنسا الغرامي.

صاحب النزعة العقلية

وعاد إلى محاضراته بعد عام من ذلك الوقت 1120 مستجيباً لإلحاح طلابه ورئيس ديره، وأخذ يلقيها في (صومعة) في شعبة دير ميزنل Maisoncelle. ونظن أننا نجد في خطه أبرز ما كان يحتويه منهج محاضراته. على حتى هذه المحاضرات قد ألفها وهوقلق مضطرب على دفعات متبترة، لا نستطيع حتى نحدد تواريخها. وقد راجعها في سنيه الأخيرة حين تحطمن روحه، ولسنا ندري مقدار ما تحطم من حرارة الشباب بعمل الزمن. ولأبلار أربعة خط صغرى في المنطق تدور كلها حول مسألة الكليات. ولا حاجة لنا إلى حتى نوقفها من رقادها، لكن كتابة الجدل رسالة تقع في 375 صفحة في المنطق بمعناه عند أرسطو: فهي تحليل عقلي لأجزاء الكلام وأدوات التفكير (المادة، والكم، والمكان، والموضع، والزمن، والعلاقة، والصفة، والملكية والعقل، (والعاطفة)) وأشكال القضايا المنطقية، وقواعد الاستدلال. وكان من واجب عقل أوربا الغربية بعد حتى استيقظ من سباته حتى يوضح لنفسه هذه الأفكار الأساسية كما يعمل الطفل حين يتفهم القراءة. وكان الجدل أبرز ما تعني به الفلسفة في أيام أبلار ، ويرجع بعض السبب في هذا إلى حتى الفلسفة الجديدة قد تفرعت من أرسطوعن طريق بوئيثيوس Boethius وبرفيري. ولم يكن الجيل الأول من أصحاب الفلسفة المدرسية يعهد إلا رسائل أرسطوالمنطقية (وحتى هذه الرسائل لم تكن كلها معروفة له). ولهذا لم يكن كتاب أبلار في الجدل كتاباً ممتعاً خلاياً. ولكننا نسمع في صفحاته التي تعنى بالشكل قبل جميع شيء إلى طلقة أوطلقتين من تلك المناوشات الأولى في الحرب التي قامت بين الدين والعقل ودامت مائتي عام. وكيف نستطيع ونحن في عصر أخذ يشك في العقل نفسه، حتى ندرك لألاء ذلك العهد الذي بدأ في التويكشف (سر الفهم العظيم؟). ويقول أبلار حتى الحق لا يمكن حتى يناقض الحق، وأن حقائق الكتاب المقدس يجب حتى تنفق مع مكتشفات العقل، وإلا لكان الله الذي وهبنا هذه وتلك يخدعنا بإحداهما(21). ولعله قد خط في عهد الباكر -قبل مأساته- كتابه محادثة بين فيلسوف ويهودي ومسيحي. وفيه يقول: "أن ثلاثة رجال أقبلوا عليه (في رؤيا أثناء الليل) وسألوه بوصفه أستاذاً ذائع الصيت، حتى يفصل في نزاع قائم بينهم. ونطقوا أنهم كلهم يؤمنون بالله، وأن أثنين منهم يقبلان ما اتى بالخط العبرية المقدسة، أما الفيلسوف فيرفضها، ويقترح حتى يقيم حياته ومبادئه الأخلاقية على أساس العقل والقانون الطبيعي. ويرد عليهم الفيلسوف بقوله حتى من أسخف السخف حتى نستمسك بعقائد الطفولة. وأن نشارك الغوغاء في أباطيلهم، وأن نزج في الجحيم من لا يقبلون هذه السخافات التي لا تفترق في شيء عن عبث الأطفال!". ويختتم قوله اختتاما غير فلسفي فيرمي اليهود بالبلاهة والمسيحيين بالجنون. ويرد عليه اليهودي بقوله حتى الناس لا يستطيعون الحياة بغير القوأنين؛ وأن الله قد عمل ما يعمله الملك الصالح فأنزل على الناس دستورياً للأخلاق الفاضلة، وأن تعاليم التوراة هي التي أبقت على شجاعة اليهود وأخلاقهم خلال ما أصابهم من التشتت والمآسي التي دامت قروناً طوالا. فيسأله الفيلسوف: وكيف إذن عاش آباؤكم هذه المعيشة النبيلة قبل حتى يرسل موسى وشرائعه بزمن طويل،يا ترى؟ - وكيف تؤمنون بوحي بعدكم بالنعيم في الدنيا، ومع هذا فقد هجركم تقاسون آلام الفاقة والبؤس،يا ترى؟ ويقبل المسيحي كثيراً مما نطقه الفيلسوف واليهودي، ولكنه يقول حتى المسيحية قد نمت وأكملت شريعة الفيلسوف الطبيعية وشريعة اليهودي الموسوية؛ وأنها قد سمت بمثل الإنسانية العليا إلى درجة لم تسم إليها قط من قبل؛ فلا الفلسفة ولا اليهودية، كما اتىت في الخط المقدسة، قد وهبت الإنسان سعادة سرمدية؛ أما المسيحية فتهب الإنسان القلق المعذب، هذا الأمل في السعادة، وهي لهذا عظيمة القيمة إلى أبعد حد. ألا حتى هذا الحوار الذي لم ينته إلى غاية لهوثمرة رائعة من نتائج قس في كتدرائية بباريس عام 1120. وقد وَجَدت حرية في النقاش شبيهة بهذه الحرية نفسها منفذاً لها في كتاب آخر لأبلار بعد أشهر خطه على الإطلاق، وهوكتاب نعم ولا sic et non (1120). ونجد أول ذكر لهذا الكتاب في رسالة خطها رجل من سانت تييري St. Tierry يدعى William إلى القديس برنار 1140 يصف فيها ذلك الكتاب بأنه كتاب مريب يوزع سراً بين تلاميذ أبلار والمتشيعين له(23). ثم اختفى هذا الكتاب بعدئذ من التاريخ حتى عام 1836 حين كشف فكتور كوزن Victor Cousin المخطوط بمخطة في أفرانش Avranche. وما من شك في حتى شكل الكتاب نفسه قد أحزن هذا الأسقف؛ ذلك أنه يبدأ بمقدمة تنم عن التقى والصلاح، ثم ينقسم إلى 157 سؤالاً تضم أبرز العقائد الأساسية للدين؛ وقد وضع في عمودين متقابلين تحت جميع سؤال طائفتان من الأقوال إحداهما نؤيد الرد الإيجابي والأخرى تؤدي الرد السلبي، وكلتاهما مقتبسة من الكتاب المقدس، أومن خط آباء الكنسية، أومن الآداب اليونانية الرومانية القديمة، بل حتى بعضها مقتبس من فن الحب لأوفد. وقد يحدث القصد من تأليف هذا الكتاب هوحتىقد يكون مراجع يلجأ إليها في النقاش المدرس، ولكن مقدمته تنتقص من قيمة الاعتماد على آباء الكنيسة - سواء أراد الكتاب ذلك أولم يرده- لأنها تظهر ما بينهم من التناقض، بل أنها لتظهر تناقض جميع منهم لنفسه. ولم يشك أبلار في قيمة الكتاب المقدس بوصفه مرجعاً دينياً، ولكنه يقول حتى لغته قد خطت لغير المتفهمين، وأنها يجب تفسيرها بالرجوع إلى العقل والمنطق.


غير حتى النص المقدس قد فد في بعض الأحيان لما أضيف إليه زوراً، أولعدم العناية بالنسخ؛ ولهذا فإذا ناقضت نصوص الكتاب المقدس أوخط آباء الكنيسة بعضها بعضاً، وجب حتى نحاول التوفيق بين النصوص المتناقضة بالاعتماد على العقل. وخط في نفس حدثة الافتتاح تعبير أستبق بها شكوك ديكارت بأربعمائة عام فنطق: "أن أول مفاتيح الحكمة هوالمثابرة على الأسئلة وتكرارها... لأن الشك يؤدي بنا إلى البحث، والبحث يوصلنا إلى النتيجة"(24). ويقول حتى عيسى نفسه حين قابل الفهماء في المعبد أمطرهم وابلاً من الأسئلة. ويكاد الحوار الأول في الكتابقد يكون إعلاناً لاستقلال الفلسفة: "يجب حتىقد يكون أساس الإيمان في عقل الإنسان وفي القضايا المتناقضة". وهوينقل أقوالاً عن أمبروز، وأغسطين، وجر بحوري الأول، تؤيد الإيمان، ويستشهد بأقوال من هيلاري Hilary، وجيروم، وأوغسطين، على حتى من الخير حتى يستطيع الإنسان حتى يثبت دينه بالاعتماد على العقل. ويكرر أبلار استمساكه بأصول الدين، ولكنه يعرض للجدل مسائل مثل: الإرادة الإلهية، والإرادة الحرة، ووجود الخطيئة والشرف في عالم خلقه إله خيّر قادر على جميع شيء، واحتمال حتىقد يكون الله غير قادر على جميع شيء. وما من شكل في حتى استدلاله الحر في هذه المسائل قد زلزل إيمان الطلاب الشبان المولعين بالجدل. على حتى هذه الطريقة - كيفية التعليم بالبحث الحر إلى أقصى حدود الحرية- أضحت هي الخطية المألوفة المتبعة في الجامعات الفرنسية وفي الكتابات الفلسفية والدينية؛ وأكبر الظن أنها قد سلكت هذه السبيل بفضل المثل الذي ضربه لها أبلار. وسنرى القديس تومس يتبعها دون حتى يخشى شيئاً ودون حتى يوجه إليه لوم، إلى غير ذلك وجدت النزعة العقلية مكاناً لها في مستهل عهد الفلسفة المدرسية. وإذا كان كتابه نعم ولا لم يغضب إلا عدداً قليلاً من الناس لأنه لم يوزع منه إلا عدد قليل من النسخ، فأن ما حوله أبلار من تحكيم العقل في موضوع التثليث - وهوالموضوع الشديد الغموض- لم يكن له ذلك الأثر الضيق الذي كان لهذا الكتاب، ولم يكن ارتياع الناس له محصوراً في القليل منهم؛ وذلك لأنه كان موضوع محاضراته التي ألقاها في عام 1120 ، وموضوع كتابه في وحدة الإله والتثليث.

وقد خط هذا الكتاب، كما يقول هونفسه: (لطلابي لأنهم كانوا على الدوام يبحثون عن العقول وعن الشروح الفلسفية، ويسألون عما يستطيعون فهمه من الأسباب لا عن الألفاظ دون غيرها، ويقولون حتى من العبث حتى نعلق بألفاظ لا يستطيع النقل تتبعها، وأنه لا شيء يمكن تصديقه إلا إذا أمكن فهمه أولاً، وأن من أسخف الأمور حتى يعظ إنسان غيره بشيء لا يستطيع هونفسه حتى يفهمه ولا يستطيع من يسعى لتعليمهم حتى يفهموه" وهويقول حتى هذا الكتاب (أنتشر انتشاراً واسعاً جداً) وأن الناس أعجبوا بما فيه من دقة. وقد أشار فيه إلى حتى وحدة الله هي النقطة الوحيدة التي يتفق فيها أعظم الأديان وأعظم الفلاسفة. ففي الله الواحد الأحد تشهد قدرته بوصفه الأقنوم الأول، وحكمته بوصفه الأقنوم الثاني، ونعمته، وإحسانه، وحبه بوصفها الأقنوم الثالث. وهذه كلها نواح أوأعراض من الجوهر القدسي؛ ولكن جميع أفعال الله تتضمن وتجمع في الوقت عينه قدرته، وحكمته، وحبه. وقد شعر كثيرون من رجال الدين بأن هذا التشبيه مما يمكن التجاوز عنه والسماح به؛ ورفض أسقف باريس ما طلبه إليه روسلان -وكان قد أصبح وقتئذ شيخاً طاعناً في السن مستمسكاً بالدين- حتى يتهم أبلار بالكفر؛ ودافع جيفروي Geoffroy أسقف شارتر عن أبلار طوال فترة السخط الذي حل بهذا الفيلسوف المستهتر. ولكن ألبريك Alberic ولوتلف، وهما مدرسان في ريمس كانا قد تنازعاً مع أبلار في لامون عام 1113، حرصاً كبير الأساقفة على حتى يأمره بالمجيء إلى سواسون ومعه كتابه عن التثليث، وأن يدفع عن نفسه تهمة الإلحاد. فلما قدم أبلار إلى سواسون 1121 عثر حتى الغوغاء قد أثيروا عليه، وأنهم "يوشكون حتى يرجموني بالحجارة... لاعتقادهم أني قلت بوجود آلهة ثلاثة". وطلب أسقف شارتر حتى يستمع المجلس إلى دفاع أبلار عن نفسه، ولكن ألبريك وغيره رفضوا طلبه بحجة حتى أحداً لا يستطيع حتى يدحض حجج أبلار ولا يسعه إلا حتى يقتنع بأقواله. وأدانه المجلس من غير حتى يستمع إليه، وأرغمه على حتى يلقي كتابه في الدار، وأمر رئيس دير القديس Medrad حتى يجزه في الدير سنة كاملة، ولكن مرسوماً بابويا أفرج عنه بعد وقت قصير، وأعاده إلى دير القديس دنيس.

وقضى أبلار في الدير سنة في شجار دائم مع رهبانه المشاكسين، ثم حصل بعد ذلك من رئيس الدير الجديد سوجر Suger العظيم على إذن بأن يبنى لنفسه صومعة في بقعة منعزلة في منتصف المسافة بين فونتينبلوFontainebleau وتروى 1122 ، وهناك أقام بمعونة رفيق في الدرجات الدنيا من الرهبة مصلى صغيرة من القش والغاب سماها (الثالوث المقدس). ولما سمع الطلاب أنه قد أجيز له مرة أخرى حتى يفهم أقبلوا عليه، وجعلوا من أنفسهم مدرسة عاجلة مرتجلة، وبنوا أكواخاً بجوار المصلى، وناموا على القش والبوص، وطمعوا (الخبر الخشن وأعشاب الحقول. وظهر في هذا المكان تعطش للفهم ما لبث حتى أوجد الجامعات وملأها بالطلاب. والحق حتى العصور المظلمة أضحت في هذا المكان وكأنها كابوس أوشك حتى يدرج في طيات النسيان. وأخذ الطلاب، في نظير ما يلقيه من المحاضرات، يحرثون الأرض، ويقيمون الأبنية، وأنشئوا له مصلى جديدة من الخشب والحجارة سماها الروح المقدس، كأنه يريد حتى يقول حتى حب مريديه قد هبط عليه نزول الروح القدس في اللحظة التي فر فيها من المجتمع إلى العزلة واليأس. ولم تكن الثلاث السنين التي قضاها في ذلك المكان أقل سعادة من أية سنين عهدها من قبل. وأكبر الظن حتى المحاضرات التي ألقاها على هؤلاء الطلاب المشوقين قد أحتفظ بها وأعيدت صياغتها في كتابين يسمى أحدهما الدين المسيحي Theologia Christiana ويسمى الثاني الدين Theologia لاغير.

وكانت العقائد الواردة في الكتابين مطابقة للدين القويم، ولكن العصر الذي كان حتى ذلك الوقت غريباً عن معظم آراء الفلسفة اليونانية قد راعه بعض الشيء حتى يجد في الكتابين إشارات إلى المفكرين الوثنين مصحوبة بالثناء عليهم، كما عثر فيها ما يشير الى أفلاطون أيضاً قد استمتع الى حد ما لإلهام الإلهي . ولم يكن في وسع أبلار حتى يعتقد حتى جميع هذه العقول العظيمة الفذة السابقة للمسيح قد فاتتها مسببات النجاة ، وأصر على حتى الله يفيض حبه على جميع الناس، وفيهم اليهود والكفار ، وعاد أبلار في غير ندم يدافع عن تحكيم العقل في أمور الدين، ونطق حتى الملحدين يجب حتى يردوا عن إلحادهم بالعقل والمنطق لا بالعنف ، وأن الذين يوصون بالإيمان بلا فهم إنما يسعون في كثير من الأحيان لستر عجزهم عن حتى يفهموا الدين تعليماً يدركه العقل ، وتلك شوكة نفذت من غير شك في جلود بعض الناس،يا ترى؟ فقد يظهر حتى أبلار حين يحاول تفسير الدين المسيحي تفسيراً ينطبق على العقل والمنطق، لم يجرؤ على أكثر مما حاوله الإسكندر الهاليسي Alexander of Hales، وألبرتس مجنس، وتومس أكوناس من بعده؛ ولكن أبلار حاول حتى يدخل أكثر عقائد الكنيسة خفاء وأعمقها غوراً في قبضة العقل، على حين حتى تومس رغم شجاعته وجرأته هجر مسألة التثليث، وخلق العالم في زمن محدد، لإيمان بعيد عن متناول العقل، وفوق إدراكه. وخلقت له جرأته على هذا التفكير وحدة ذهنه المتجددة أعداء جدداً. فقد خط يشير في أغلب الظن إلى برنار الكلير فوكسي Bernard of Clairvaux ونوربرت Norbert مؤسس طائفة البريمنستر أتنسيين يقول: يهرول بعض الرسل الجدد، الذين يثق العالم فيهم أعظم الثقة، هنا وهناك. ينهشون عرضي دون حياء، ولا يهجرون لذلك سبيلاً إلا سلكوها، حتى أفلحوا على مر الزمن في حتى يجعلوني هدفاً لسخرية الكثيرين من ذوي السلطان... ويشهد الله أنني حدثا فهمت بأن اجتماعاً جديداً لرجال الدين قد دعى إلى الانعقاد، اعتقدت أنهم لم يدعوا إلا لغرض واحد صريح هوإدانتي. ولعه أراد حتى يكسب أولئك الناقدين، فهجر التدريس وقبل دعوة وجهت إليه بأنقد يكون رئيس دير القديس جلداس في بريطانيا 1125 ، ولكن أرجح من هذا حتى سوجر هوالذي نظم بدهائه وحكمته هذه النقلة مؤملاً بهذا حتى تسكن العاصفة. وكان هذا الانتنطق ترقية لأبلار وسجن له في وقت واحد، فقد ألفى الفيلسوف نفسه وسط سكان من (البرابرة) الذين (لا يفهمون)، وبين رهبان "أدنياء لا يُرَوَّضون" يعيشون جهرة مع حظياتهم. ونفر أولئك الرهبان من إصلاحاته فدسوا إله السم في الكأس التي كان يشرب منها وقت العشاء الرباني، فلما خاب تدبيرهم هذا رشوا خادمة بأن يدس له السم في الطعام؛ ولكن راهباً غير تناول الطعام "وخر صريعاً من فوره" ؛ غير حتى مرجعنا الوحيد في هذه الأقوال هوأبلار وحده. وأستبسل أبلار في النضال في هذه المعركة لأنه بقى في هذا المكان المنعزل إحدى عشرة سنة تتخللها بعض فترات كان في أثنائها بعيداً عنه.

المدين

لسنا نعهد متى فر أبلار من منصبه العالي في رياسة الدير ومما كان يعانيه من آلام أوكيف من الممكن أن أتيح له هذا الفرار. فها هوذا يوحنا السلزبري يقول أنه انصت الى محاضرات أبلار على جبل سانت جفييف في عام 1136 ، كذلك لا نعهد أي رخصة أجازت له حتى يعود إلى التعليم، ولعله لم يطلب ترخيصاً ما، ولعله قد استهزأ في وقت ما بآداب الكنيسة فثار عليه رجالها وسلكوا ضده سبلاً ملتوية أدت إلى سقوطه الأخير. وإذا كان إخصاؤه قد أزال رجولته، فإنا لا نرى أثراً لهذا في الخط التي نقلت إلينا أسس تعاليمه. وأن من الصعب علينا حتى نجد فيها خروجاً صريحاً عن الدين، وأن كان من اليسير حتى نجد فقرات أثارت بلا ريب غضب رجال الدين. من ذلك أنه يقول في كتاب له عن فلسفة الأخلاق عنوانه اعهد نفسك scito te ipsum حتى الخطيئة ليست في العمل نفسه بل في نية العامل، وأن العمل أياً كان- حتى القتل نفسه - ليس خطيئة في ذاته. مثال ذلك حتى أما لم تجد لديها من الثياب ما يكفي لتدفئة طفلها فضمته إلى صدرها وأماتته خنقاً على غير فهمٍ منها؛ لقد قتلت هذه الأم طفلها الحبيب إليها فعاقبها القانون العقاب الذي تستحقه كي يصبح غيرها من النساء اكثر منها عنايه، ولكن هذه الأم بريئة من الذنب عند الله. وفوق هذا فلكي تكون هناك خطيئة، يجب حتىقد يكون مرتكبها قد خالف ضميره الأخلاقي لا ضمير غيره من الناس وحدهم؛ وعلى هذا فأن اغتال الشهداء المسيحيين لا يعد إثماً ارتكبه الرومان الذين كانوا يشعرون بأن اضطهاد هؤلاء المسيحيين واجب للابقاء على دولتهم أودينهم الذي خالوه سليماً.

وأكثر من هذا "أن الذين اضطهدوا المسيح أنفسهم أواضطهدوا اتباعه،وهم يرون من واجبهم حتى يضطهدوهم،قد ارتكبوا إثماً من حيث عملهم،ولكن لوأنهم امتنعوا عن اضطهادهم مخالفين بذلك ما تمليه عليهم ضمائرهم لارتكبوا بذلك إثماً أكبر". قد يحدث هذا كله منطقاً سليماً معاً؛ ولكن إذا أخذ بهذه النظرية فأن عقيدة الخطيئة من أولها إلى آخرها من حيث مخالفتها لأوامر الله معرضة لأن تتبخر في تيار الجدل القائم حول النيات فلا يبقى لها وجود قط؛ فأي الناس، إذا استثنينا القديس بولس وعدداً قليلاً ممن هم على شاكلته، يعترف بأنه عمل ما يخالف ضميره،يا ترى؟ وكانت ست فقرات من الفقرات الست عشرة التي أدين أبلار من أجلها في عام 1141 مأخوذة من هذا الكتاب. وكان الذي أزعج الكنيسة أكثر من أي إلحاد معين تبينته عند أبلار هوافتراضه حتى لا أسرار في الدين، وأن العقائد كلها يجب حتى تكون قابلة للتفسير القائم على العقل، ولم يكن ثمة غرابة في صدور هذا القول منه. ألم يكن ثملاً بنشوة المنطق الذي جرؤ على يربطه بحدثة الله ويكاد يجعله من العلوم القديسة؟. ولنا حتى نتساءل كم من العقول القاصرة غير الناضجة التي تأثرت بجرثومة ذلك التحليل المنطقي قد ضلت طريقها بحججه الطلية المؤيدة والمعارضة، إذا سلمنا بأن هذا الأستاذ الذي أفتتن به الناس وأغواهم قد وصل بأساليب غير مستقيمة إلى نتائج سليمة سليمة،يا ترى؟ ولوأنه لم يكن له أمثلة من نوعه لهجر وشأنه دون حتى يناله أذى، راتى ألا يطول أجله. لكنه كان له أتباع متحمسون، وكان ثمة مفهمون غيره -وليم الكنشسى William of Conches، وجلبرت ده لابربه Gilbert de la Porrée، وبرنجر التوري Berenger of Tours- وكانوا كلهم يضعون الدين على مرشحة العقل. فإذا ظل هذا التيار يجري في مجراه، فإلى متى تستطيع الكنيسة حتى تحتفظ بوحدة المقيدة الدينية وقوة الإيمان اللتين يقوم عليهما - فيما يظهر لها- نظام أوربا الأخلاقي والاجتماعي،يا ترى؟ ألم يشرع آرلد البرشيائي Arnold of Brescia أحد تلاميذ أبلار يشعل عملاً نار الثورة في إيطاليا،يا ترى؟ وأكبر الظن حتى هذه الاعتبارات أونحوها هي التي أوقفت القديس برنار موقف العداء جهرة أمام أبلار.

ذلك بأن حارس الدين الحريص على سلامته قد أشتم رائحة الخطر الذي يتهدد معتنقيه، فقاد المؤمنين إلى النضال. وكان من وقت بعيد ينظر بعين الارتياب إلى هجمات العقل الجريْ المتربص بالدين؛ ويبدوله حتى طلب الفهم إذا لم يقصد به خدمة الدين هوالوثنية بعينها؛ أما حتى يحاول إنسان تفسير الأسرار المقدسة بقواعد العقل والمنطق فهوالمعصية والحماقة؛ والعقل الذي يبدأ بتفسير هذه الأسرار الخفية سينتهي آخر الأمر إلى تدنيسها. ولم يكن القديس بالرجل الشرس المتربص للشر؛ ذلك أنه لما حتى لفت وليم التييري أحد رهبان ريمس نظره في عام 1139 إلى ما في تعاليم أبلار من خطر، وطلب إليه حتى يتهم الفيلسوف، صرف الراهب من عنده ولم يعمل شيئاً. ولكن أبلار نفسه استعجل الأمور بأن خط إلى كبير أساقفة سان Sens حتى تتاح له أثناء انعقاد مجلس الكنيسة المقبل في تلك المدينة، فرصة يدفع فيها عن نفسه تهمة الإلحاد التي يذيعها بعضهم عنه. ووافق كبير الأساقفة على هذا الطلب، لأنه لم يكن يرى بأساً في حتىقد يكون كرسيه قبلة العالم المسيحي؛ وأراد حتىقد يكون الكفاح قوياً فنادىً برنار إلى الحضور، ولكنه أبى ونطق أنه سيكون في حلبة الجدل "طفلاً لا أكثر" أمام أبلار الذي تدرب على المنطق أربعين عاما. غير أنه خط إلى عدد من الأساقفة بحثهم على الحضور للدفاع عن الدين: "يحاول بطرس أبلار حتى يقوض فضائل الدين المسيحي حين يدعى لنفسه القدرة على فهم الله فهما كاملاً بالاعتماد على العقل البشري. فهويرقى إلى السموات العلا، وينزل إلى الأغوار السحيقة؛ ولا يستطيع شيء حتى يختفي عنه!... وهولا يكتفي بأن ينظر إلى الأمور من خلال المنظار نظرة غير واضحة، بل يرى حتى لابد له من النظر إلى الأمور وجهاً لوجه... حتى فيه لشبها بأربوس حين يتحدث عن التثليث، وبيلاجبوس Pelagius حين يتحدث عن البركة، ونسطوريوس حين يتحدث عن إنسان المسيح... حتى دين المتقين هوالإيمان والتصديق، لا المجادلة؛ أما هذا الرجل فليس له عقل يصدق به ما لم يسبق له حتى ناقشه بمنطقه. وتغلب أتباع برنار عليه، وأظهروا له ضعفهم، فاضطروه إلى الحضور؛ فلما أقبل أبلار على سان (يونية سنة 1140) عثر الجماهير، كما وجدها في سواسون قبل ذلك الوقت بتسعة عشر عاما، ثائرة عليه لمجرد وجود برنار في المدينة، ولعدائه الشديد له، حتى لم يكن يجرؤ على الظهور في شوارعها. أما كبير الأساقفة فقد حقق حلمه، لأن سان بدت أسبوعاً كاملاً وكأنها مركز العالم كله. لقد اتى إليها ملك فرنسا تحف به حاشيته الفخمة، وأقبل عليها عشرات من كبار رجال الكنيسة، وكان برنار الذي أقعدته الرثية وعلت وجهه صرامة القداسة يبعث الرعب في قلوبهم جميعاً. وكان بعض أولئك الأحبار قد أحسوا فرادى أومجتمعين بوخز الطعنات التي وجهها أبلار لمعائب رجال الدين، ولفساد أخلاق القساوسة والرهبان، وبيع صكوك الغفران، واختراع المعجزات الزائفة وأيقن أبلار حتى المجلس سيدينه، فحضر جلسته الأولى وأعرب أنه لن يرضى بأن يحكم عليه غير البابا نفسه، ثم غادر الاجتماع وخرج من المدينة. ولم يكن المجلس واثقاً، بعد حتى طلب إليه التنحي عن الحكم، حتى من حقه قانوناً حتى يحاكم أبلار؛ ولكن برنار أكد له حتى هذا من حقه، فأخذ المجلس يطعن في ست عشرة مسألة منتزعة من خط أبلار، ومن بينها تعريفه للذنب، ونظريته في التثليث التي يقول فيها أنه هوالقدرة، والحكمة، والحب من صفات الإله الواحد. وسافر أبلار إلى روما ليعرض قضيته على البابا وهولا يكاد يملك شروى نقير، وأعترضه في السفر شيخوخته وضعفه فتأخر كثيراً في الطريق. ولما وصل إلى دير كلوني في برغندية أستقبله بطرس المبجل بالشفقة والحنان، فاستراح في الدير بضعة أيام قليلة. وفي هذه الأثناء أصدر أنوسنت الثاني قراراً بالتصديق على حكم المجلس، وفرض الصمت الدائم على أبلار، والأمر بحجزه في أحد الأديرة. ورغب أبلار بالرغم من صدور هذا القرار حتى يواصل حجه، ولكن بطرس أقنعه بالا يعمل، ونطق له حتى البابا لا يمكن حتى يصدر قراراً يخالف ما يراه برنار. وخضع أبلار لهذا الرأي لما عاناه من الإعياء الجسمي والروحي، فصار راهباً في دير كلوني واختفى في ظلام أسواره وطقوسه، وقوى روح زملائه الرهبان بتقواه، وصمته، وصلواته. وخط إلى هلواز - التي لم يرها قط بعد ذلك الوقت- يعترف اعترافاً مؤثراً بإيمانه بتعاليم المسيح، وألف لها في أغلب الظن، ترانيم من أجمل ما يحتوبه أدب العصور الوسطى. وتعزى إليه (مرئية) في صورة رثاه من داود إلى يوناثان، ولكن في وسع أي قارئ حتى يلمح فيها أينما رفيقاً:

لوقدر لي حتى أرقد معك في قبر واحد

لرأيت السعادة في حتى أموت،

فلست أعهد من النعم التي يمكن حتى يهبها الحب في هذه الدنيا ما أعظم من هذه النعمة.

ولوأنني عشت بعد حتى تموتين ويبرد جسمك

لكان ذلك هوالموت الأبدي،

ولنقد يكون في شبحي نصف روح

يمسك على حياتي أونصف نفسي.

ها أنا ذا ، ألقي قيثارتي

ألا ليتني أستطيع

أن أمسك كذلك دموعي وأنيني!

لقد آلم العزف يدي

ومح صوتي

من فرط الحزن، وحل بروحي الإعياء.

وأصابه السقم بعد هذا الوقت بقليل، وأوفده رئيس الدير الرحيم إلى دير القديس مارسل St. Marcel بالقرب من شالون ليبدل فيه الهواء؛ وهناك وفي اليوم الحادي والعشرين من أبريل عام 1142 وافته المنية وهوفي السادسة والثلاثين من عمره. ودفن في كنيسة الدير؛ ولكن هلواز ذكرت بطرس المبجل بأن أبلار قد طلب في حياته حتى يدفن في (الروح القدس). واتى إليها الرئيس الرحيم نفسه بالجثة، وحاول حتى يواسيها بالتحدث عن حبيبها الميت بأنه سقراط زمانه وأفلاطونه وأرسطوطاليسه؛ وهجر معها رسالة تفيض بالحنان المسيحي: إلى غير ذلك يا أختي العزيزة المعظمة في الله، حتى الرجل الذي اجتمعت وإياه، بعد رابطتكما الجسمية، برابطة خير منها وأقوى هي رابطة الحب المقدس، والذي خدمت... الله معه، هذا الرجل يأخذه الله بدلاً منك، فهوصورة أخرى منك، وينفث فيه دفء صدره؛ ويحتفظ به حين يدوي صوت الملاك الأكبر، وينفخ في الصور من السموات العلي، ليرده إليه نعمة منه ورحمه. ولحقت بحبيبها في عام 1164 بعد حتى بلغت من السن ما بلغه هو، وكادت تنال من الشهرة مثل ما ناله. ودفنت بجواره في حديقة (الروح القدس). ودمرت هذه الحديقة في أثناء الثورة الفرنسية، وعبثت الأبدي بالقبور، ولعلها اختلط بعضها ببعض. ثم نقل ما يظن أنه رفات أبلار وهلواز إلى مقبرة الأب لاشيز Père Lachaise بباريس في عام 1817. وهناك ترى الرجال والنساء إلى يومنا هذا يأتون في أيام الأحد من فصل الصيف يحملون الأزهار ليزينوا بها القبر .

الفصل الثاني: أرسطوفي باريس

نشر بطرس لمبارد أحد تلاميذ أبلار في عام 1150 كتاباً جمع فيه آراء أبلار مطهرة من الإلحاد، وكان في الوقت عينه بداية للفلسفة المدرسية الرسمية؛ وكان بطرس هذا، كما كان أنسلم، وأرنلدا من بريشيا، وبونافنتورا، وتوماس أكويناس، إيطاليَّا اتى إلى فرنسا ليواصل العمل الراقي في اللاهوت والفلسفة. وكان يحب أبلار ويسمى كتابه نعم ولا كتاب صلواته، ولكنه إلى هذا كان يريد حتىقد يكون أسقفاً، وقد طبق كتابه المسمى أربعة خط "في الآراء Sententearum" طرائق نعم ولا بعد حتى طهرها: وذلك بأن وضع تحت جميع سؤال من أسئلة اللاهوت طائفة من العبارات المقتبسة من الكتاب المقدس ومن خط آباء الكنيسة بعضها يؤيده وبعضها يعارضه؛ ولكن بطرس هذا عثر مخلصاً لكي يحيل جميع الآراء المعارضة إلى نتائج تتفق مع الدين القويم. وقد عين أسقفاً لباريس وظل كتابه مدى أربعة قرون النص المحبب في برامج التعليم الديني إلى حد نادى روجر بيكن حتى يأخذ عليه أنه حل محل الكتاب المقدس نفسه؛ وينطق إذا أربعة من فهماء اللاهوت ومنهم ألبرت وتوماس خطوا شروحاً على هذا الكتاب.

وإذا كان كتاب لمبارد قد أيد سلطان الخط المقدسة والكنيسة على مطالب العقل الفردي، فقد حال مدى نصف قرن دون تقدم النزعة العقلية، ولكن حادثة عجيبة سقطت في تلك الخمسين عاماً بدلت فهم اللاهوت؛ ذلك حتى دخول أفكار أرسطوفي ثوبها اللاتيني إلى أوربا بعد عامي 1150 و1250 دفع فهماء الدين الكاثوليك إلى حتى يحاولوا التوفيق بين فهم ما وراء الطبيعة اليوناني وفهم اللاهوت المسيحي؛ كما حتى مؤلفات ترجمة أرسطوالفهمية وفيما وراء الطبيعة إلى اللغة العربية دفعت المفكرين المسلمين إلى حتى يحاولوا التوفيق بين العقائد الإسلامية والفلسفة اليونانية. وكما إذا اصطدام آراء أرسطوبعقول العبرانيين في أسبانيا قد اخذ يدفع ابن داود وابن ميمون في القرن الثاني عشر لان يحاولا التوفيق بين اليهودية والتفكير الهليني، وإن كان أرسطوقد بدا فوق متناول سلطان الخط المقدسة، فقد اضطر فهماء الدين المسيحي الى استخدام لغة العقل والمنطق وأسلحتهما. ولوحتى الفيلسوف اليوناني كان حياً في هذه الأثناء لتبسم وهويشهد كم من الأديان التي زلزلت العالم تجل آراءه.

ولكن ليس من حقنا حتى نغالي في تقدير اثر المفكرين اليوناني في ازدهار الفلسفة أثناء تلك الفترة من الزمن. ذلك حتى انتشار لتعليم، وما كان للجدل والحياة الذهنية من قوة حيوية في المدارس والجامعات خلال القرن الثاني عشر، والحافز القوي الذي كان لرجال من أمثال روسلان، ووليام الشمبوكسي، وأبلار، ووليام الكنشيسي، ويوحنا من سالزبري؛ وأتساع آفاق الفكر بتأثير الحروب الصليبية، وازدياد فهم الأوربيين بالحياة الإسلامية والتفكير الإسلامي في الشرق والغرب - جميع هذا من شأنه حتى يخلق رجالاً على شاكلة أكوناس ولوظل أرسطومجهولاً. والحق حتى منشأ الجد الذي اتصف به أكويناس لم يكن حب أرسطوبل خشية ابن رشد. ذلك حتى الفلاسفة العرب واليهود اخذوا منذ القرن الثاني عشر يؤثرون في التفكير المسيحي في أسبانيا؛ فقد ولج الكندي، والفارابي، والغزالي، وابن سينا، وابن جبيرول، وابن رشد، وابن ميمون أوربا اللاتينية من نفس الابواب التي دخلها منه أفلاطون، وأرسطو، وأبقراط، وگالينوس، وأقليدس، وبطليموس.

وكان غزوالتفكير الأجنبي على هذا النحومن أقوى الصدمات الذهنية للعقل الغربي الذي لم ينضج بعد، فلا عجب والحالة هذه إذا قوبل في بادئ الأمر بالعمل على قمعه أوتأخيره؛بل حتى علينا حتى نعجب من قوة التكييف المدهشة التي مكنت الجديد من امتصاص المعارف القديمة- الجديدة. وكان الأثر الأول لكتابي الطبيعة وما وراء الطبيعة لأرسطو، ولشروح ابن رشد، وهي الخط التي وصلت الى باريس في العشر السنين الأولى من القرن الثالث عشر، حتى زلزلت عقائد كثير من الطلاب، وان قام من الفهماء أمثال أملريك من بنا Amalric of Bène وديڤد من دينانت David of Dinant هاجمون بعض العقائد المسيحية الجوهرية كعقيدة خلق العالم، والإيمان بالمعجزات، والخلود الفردي. وظنت الكنيسة حتى تسرب الأفكار العربية - اليونانية إلى جنوبي فرنسا أدى إلى تحلل الطبقات المتفهمة من الاستمساك بالدين القويم، وأضعف من عزمها على مقاومة الحاد الألبجنسيين. ولهذا اجتمع مجلس كنسى في باريس عام 1210 وأدان أملريك وداود وحرم قراءة خط أرسطوفيما (بعد الطبيعة والفلسفة الطبيعية) كما حرم قراءة (شروحها). وإذ كان هذا التحريم قد كرره مندوب من قبل البابا في عام 1215 فان لنا حتى نفترض حتى مرسوم عام 1210 قد أغرى الناس بقراءة هذه المؤلفات التي لولا هذا التحريم لكانت عندهم ممقوتة. وأجاز مجلس لاتران الرابع قراءة كتابي أرسطوفي المنطق والأخلاق ولكنه حرم غيرهما من خطه. وفي عام 1231 عفا جريجوري التاسع عن الأساتذة والفهماء الذين عصوا هذه المراسيم، ولكنه، جدد المراسيم (إلى اجل مؤقت حتى تبحث هذه الخط وتطهر بما فيها). ويبدوحتى الثلاثة الأساتذة الباريسيين الذين عينوا للقيام بمهمة تطهير خط أرسطوقد هجروا هذا العمل. ولم تنفذ مراسيم التحريم زمناً طويلاً، لان كتابي الطبيعة وما وراء الطبيعة (الفيزيقا والمتافيزيقا) وغيرهما من خط أرسطوكانا يقرأن في جامعة باريس عام 1222(19). وأعاد أربان الرابع أمر التحريم في عام 1263؛ ولكن يظهر حتى توامس أكوناس أكد له حتى خط أرسطويمكن ان تطهر، ولم يعمل أربان على تطبيق تحريمه. وانتهى الأمر في عام 1266، إلى حتى كان مبعوثوأربان الخامس في باريس يطلبون إلى جميع الطلاب المتقدمين لنيل درجة في الآداب دراسة جميع مؤلفات أرسطودراسة وافية شاملة(20).

وأحدثت المشكلة التي قابلت العالم المسيحي اللاتيني في الربع الأول من القرن الثالث عشر أزمة كبرى في تاريخ الدين المسيحي. ذلك حتى التعطش إلى الفلسفة الجديدة كان وقتئذ حمى ذهنية لا يمكن السيطرة عليها؛ ولهذا لم تواصل الكنيسة جهودها لفرض هذه السيطرة، بل إنها بدلاً من هذا وجهت قواها لحصار الغزاة وامتصاصهم فيها، فاخذ رهبانها الأوفياء يدرسون هذا اليوناني المدهش الذي قلب ثلاثة أديان رأساً على عقب؛ حتى حتى الرهبان الفرنسيس وهم الذين يفضلون أوغسطين على أرسطو، رحبوا بالاسكندر الهاليس الذي بذل أول الجهود للتوفيق بين (الفيلسوف) والمسيحية. وبذل الرهبان الدمنيكيون كان تشجيع مستطاع لألبرتس مجنس وتوماس أكويناس في هذا المشروع عينه؛ ولما حتى انم هؤلاء الرجال الثلاثة عملهم بدا حتى أرسطولم يعد خطراً على المسيحية.

أعماله الأولى

  • The Glosses of Peter Abailard on Porphyry (Petri Abaelardi Glossae in Porphyrium)
  • Sic et Non
  • Dialectica, before 1125
  • Theologia 'Summi Boni', Theologia christiana, and Theologia 'scholarium'. His main work on systematic theology written between 1120 and 1140, and appeared in a number of versions under a number of titles (shown in chronological order).
  • Dialogue of a Philosopher with a Jew and a Christian, 1136–1139
  • Ethics or Know Yourself (Ethica or Scito Te Ipsum), before 1140
  • Historia calamitatum (The story of my misfortunes), Autobiography in epistolary form. Available at Fordham Medieval Sourcebook [1]
  • Abelard & Heloise: The Letters and other Writings, translated with introduction and notes, by William Levitan, 2007, ISBN-13: 978-0-87220-875-9.

أنظر أيضا

  • فلسفة القرون الوسطى
  • روسلان
  • إلواز

معرض الصور

وصلات خارجية

اقرأ اقتباسات ذات علاقة بأبلار، في فهم الاقتباس.
  • أعمال من Pierre Abélard في مشروع گوتنبرگ
  • Semantics and ontology in the thought of Peter Abelard
  • Peter Abelard from the Stanford Encyclopedia of Philosophy
  • Abelard and Heloise from In Our Time (BBC Radio 4)
  • Le Pallet, birthplace of Pierre Abélard, in pictures
  • Weisstein, Eric W., Abelard, Peter (1079–1142) at ScienceWorld.
  • Peter King, Abelard biography
  • . Trans. by Anonymous (1901).
  • Pierre (Peter) Abelard of Le Pallet, introduction Short biography of Pierre (Peter) Abélard, with summary of heresies used to accuse and try him at Sens in 1140; links to explanations; relevant bibliography


المصادر

  1. ^ "بيتر أييلارد". الموسوعة العربية الكاملة. Retrieved 2009-05-11.
  2. ^ سيرة الحضارة
  3. ^ ويكيبديا الإنجليزية
تاريخ النشر: 2020-06-04 11:29:14
التصنيفات: Articles with hCards, فلاسفة فرنسيون, مواليد 1079, وفيات 1142, فلاسفة القرن الثاني عشر, أدباء القرن الثاني عشر

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

بلينكن يصل إلى بكين أملا في تخفيف التوتر

المصدر: فرانس 24 - فرنسا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-06-18 06:16:20
مستوى الصحة: 87% الأهمية: 89%

مجموعة مختارة من الصور المذهلة من جميع أنحاء العالم -بالصور

المصدر: BBC News عربي - بريطانيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-06-18 06:16:12
مستوى الصحة: 84% الأهمية: 97%

هدنة السودان تدخل حيز التنفيذ.. والجيش "سنرد على الخروقات"

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-06-18 06:18:17
مستوى الصحة: 92% الأهمية: 86%

بكين ترى نفسها وسيطًا بين فلسطين وإسرائيل

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-06-18 06:16:45
مستوى الصحة: 77% الأهمية: 95%

الحجاج اليمنيون يعربون عن تقديرهم لحكومة المملكة على التسهيلات

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-06-18 03:26:00
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 57%

تصدير اليورانيوم من روسيا إلى الولايات المتحدة يسير كالساعة

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-06-18 06:16:46
مستوى الصحة: 91% الأهمية: 90%

بايدن يدعو إلى مزيد من الضرائب على "فاحشي الثراء"

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-06-18 06:16:32
مستوى الصحة: 92% الأهمية: 86%

إعصار مدمر يتسبب في مقتل 11 وفقدان 20 في جنوب البرازيل

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-06-18 06:17:04
مستوى الصحة: 81% الأهمية: 90%

400 قطعة من السلاح.. إصابة 12 شرطيا فرنسيا في اشتباكات مع متظاهرين

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-06-18 03:25:59
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 68%

"غولدمان ساكس": الأسواق متفائلة أكثر منا بشأن انخفاض التضخم الأميركي

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-06-18 06:17:04
مستوى الصحة: 95% الأهمية: 92%

اليوم.. طلاب الثانوية الأزهرية أدبى 2023 يؤدون امتحان التاريخ

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-06-18 06:20:53
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 60%

الملك تشارلز يحيي تقليدا ملكيا كان منسيا منذ 37عاما (فيديو)

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-06-18 06:16:31
مستوى الصحة: 83% الأهمية: 96%

الطيران الروسي يوجه 8 ضربات للعدو على  اتجاه كوبيانسك

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-06-18 06:16:33
مستوى الصحة: 95% الأهمية: 85%

أول زيارة من نوعها منذ 2018.. بلينكن في بكين لتخفيف التوترات

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-06-18 06:17:45
مستوى الصحة: 92% الأهمية: 98%

سعر الريال السعودى اليوم الأحد 18 يونيو 2023 فى البنوك المصرية

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-06-18 06:20:54
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 69%

تحميل تطبيق المنصة العربية