مصر الفتاة

عودة للموسوعة

مصر الفتاة

مصر الفتاة هي تيار اشتراكي إسلامي عروبي مصري أسسه أحمد حسين كفكرة في 1929 ثم كجمعية سياسية اجتماعية مصرية في 1933. وفي 31 ديسمبر 1936 تحولت جمعية مصر الفتاة إلى حزب سياسي. وقد تم حلها مع باقي الأحزاب المصرية في 1953. ثم أعيد تأسيس الحزب في 1987.

حركة مصر الفتاة هي حركة سياسية قومية مصرية بدأت في 12 أكتوبر 1933 بقيادة أحمد حسين متأثرة بالحركات القومية في تلك الفترة. وظلت طوال عشرين عامل تحارب الاستعمار والإقطاع والرأسمالية المستقلة ونظام الحكم الفاسد مسترخصين أرواحهم ودمائهم وحرياتهم وأرزاقهم في سبيل تحقيق ما آمنوا به ولم السبط من عزائمهم السجون والمعتقلات وكانت ثورة يوليو1952 استمرار لكفاح مصر الفتاة وتحقيق لأهدافها. وقد كان جمال عبد الناصر أحد شباب مصر الفتاة كان هناك أيضا حسن ابراهيم وأنور السادات وحسين الشافعي وغيرهم من الضباط الأحرار كما اختارت ثورة يوليو52 بعد خريجي مدرسة مصر الفتاة أمثال فتحي نصار ونور الدين طراف وزراء في أول وزارة لها

جمعية مصر الفتاة 1878

حسب المستشرق إيڤانوڤ، فإن أديب اسحاق وعبد الله النديم قاما في مطلع سنة 1879- خلافا للأفغاني الذي كان قانع بنشاطه في اطار محفل الشرق الماسوني الذي أسسه – بمحاولة جريئة لتأسيس جمعية أكثر ثورة وتحررا في الاسكندرية – عهدت باسم "جمعية مصر الفتاة" . كان معظم أعضاء الجمعية من العرب النصرانيين ومن أبناء الطائفة اليهودية المصرية ومن الإيطاليين المتمصرين، وكلهم من المؤمنين والمدافعين عن أفكار جمعية "إيطالية التي أسسها ماتزيني". فكانوا يطالبون بالحريات المدنية والسيايسة وبالعدل والمساواة بين المواطنين أمام القانون بصرف النظر عن انتماءاتهم الديني والقومية. وبتشكيل حكومة وطنية حقيقية تكون مسؤولة أمام مجلس نيابي منتخب انتخابا حرا.

على الرغم من الأثر الكبير لجمال الدين الأفغاني على الفكر الاجتماعي–السياسي لدى عبد الله النديم، فاننا نؤكد أيضا حتى الفضل في عقلنة وفهمنة ذلك الفكر وتوظيفه في خدمة الحركة والوطنية والنهضة القومية والأدبية، يرجع في المقام الأول الى الصحافة الحرة التي أنشأها الرائد أديب اسحاق ابتداء من جريدة "مصر" و"التجارة" وانتهاء بجريدة "مصر الفتاة" التي فتحت صدرها أمام النديم، الذي كان يخطوأولى خطواته في ميدان التنوير العربي. ومثل هذا الدور العظيم اضطلعت به "جمعية مصر الفتاة" الاسحاقية التي أذكت الروح الوطنية لدى الجماهير المصرية، فكانت ملاذا للأحرار من العرب والأجانب. وكان عبد الله النديم قد انضم اليها منذ اليوم الأول لتأسيسها. وكان تأثره بها عظيما لدرجة دفعت المستشرق الالماني راثمان لاعتبار النديم خطأ أول محرر لجريدة "مصر الفتاة"، لا بل ان المستشرقة تشيرنوڤسكايا زادت في الطنبور نغما حين عدت النديم "مؤسسا وناشرا ومحررا" للجريدة المذكورة.

أما زلمان لڤين فقد ذكر "أن جماعة "مصر الفتاة" السرية كانت تعارض ديكتاتورية الخديوي إسماعيل وتدعوالى الدستور والى صياغة مجمل الحياة في البلاد صياغة جديدة" ثم تابع كلامه مؤكدا: "إلا حتى النشاط التآمري كان سيتعارض مع معتقدات النديم .. ولذا هجر الجماعة التي سرعان ما انهارت". أضف الى ذلك حتى ليفن أكد واقعة انضمام النديم سنة 1879 الى مصر الفتاة وبقائه مؤقتاً وقتاً قصيرا فيها، ثم خلص الى القول: "وشارك مشاركة نشيطة جدا في انشاء أول جمعية تنويرية في مصر، وهي "الجمعية الخديوية الإسلامية". في حين نسبت الأديبة المستشرقة دولينينا إلى النديم شرف تأسيس "جمعية المقاصد الخيرية" التي جمعت حسبما تقول – "أنصار التنوير البارزين من رجال الفكر والشخصيات الاجتماعية المصرية".

من الملاحظ حتى وقوف النديم بوجه "النشاط التآمري" – كما يزعم ليفين – والتوجه الى الشعب (كما لدى حملت السعيد) كانا من الأسباب الرئيسية لانفصال النديم عن اسحاق وأنصاره، وهذا بنظرهما من الأمور الايجابية التي تستحق الثناء، ناهيك عن المفاضلة الضمنية بين "مصر الفتاة" و"المقاصد الخيرية" لم تكن اطلاقا لصالح الأولى. بيد حتى ابتعاد النديم عن الاسحاقيين كان مغايراً في الحقيقة للأسباب الواردة أعلاه، الأمر الذي نوه عنه المحرر المصري التقدمي أنور عبد الملك، باشارته الى حتى انشقاقا سقط بين أعضاء جمعية مصر الفتاة سببه خلاف سياسي – ديني حاد. فالنديم والأتباع المسلمون القلائل في الجمعية كانوا يناصروا ويدعون إلى أفكار "العثمانيين الجدد"، ولذا انسحبوا من جمعية اسحاق السياسية ليؤسسوا في 18 أبريل جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية".

واذا عدنا بذاكرتنا الى الوراء نرى كيف من الممكن أن حتى أديب اسحاق الوطني المتوقد حماسة واندفاعا، وقد انسحب غاضبا من محفل الأفغاني الماسوني وكيف حتى النديم عينه اقتفى أثره، وكيف التقى الاثنان مجددا في الجوالثوري–الوطني السائد في "جمعية مصر الفتاة" ، وكيف حتى الأفغاني – بسبب تأييده للخديوي توفيق، احتقر "الجناحين المدني والعسكري من الحزب الوطني المصري المؤسس عام 1879، وامتنع في الواقع عن مناصرة "اللائحة الوطنية الأولى" وكيف حتى النديم سقط مجددا في فخ الدعوة إلى الاتحاد العثماني والخضوع والاذعان للسلطان – الخليفة الهجري، ولذلك كله انبتر عن جمعية اسحاق الوطنية الحقة لينشئ المقاصد التي ما كان بإمكانها اطلاقاً حتى تكون أول جمعية تنويرية مصرية، اذا كان الحديث يدور حقا عن التنوير الأصيل، وعلى جميع حال، لم يكن انفصال النديم عن اسحاق انفصالا نهائيا، لسبب سهل وهوان كراسة "قانون الجمعية الخيرية الاسلامية" كانت قد نشرت في مطبعة أديب اسحاق بالاسكندرية سنة 1879.


مشروع القرش

غلاف كتاب "مصر الفتاة" وعليه صورة مؤسسه أحمد حسين وهوبقلم ابنه مجدي أحمد حسين.

تبنى أحمد حسين مع فتحي رضوان "مشروع القرش" سنة 1350 هـ / 1931م؛ وذلك لحث جميع مواطن مصري على حتى يتبرع بقرش واحد لإنقاذ الاقتصاد المصري الذي كان يعاني آنذاك من آثار انخفاض أسعار القطن في الأسواق، ويمكن النظر إلى المشروع من أكثر من زاوية، فمن أهدافه -كما نطق أحمد حسين نفسه- "نشر روح الصناعة الوطنية في جميع مكان"، كما أنه كان بداية للأفكار الاشتراكية لدى الرجل، والتي تقوم على فكرة إنشاء صناعات قومية يساهم فيها الشعب نفسه، وتكون مملوكة له، وهوما عبر عنه بقوله: "ولما كانت الصناعة بحاجة إلى رءوس أموال، لم أشأ حتى تُجمع رءوس الأموال من بضعة أفراد؛ بل رأيت حتى مما يحقق غايتها بكمالها حتى يساهم الشعب مجتمِعا في إنشاء هذه الصناعات القومية؛ ليظل حريصا على تشجيعها فيما بعد".

كما حتى المشروع اتى في إطار معركة شهيرة عهدت في مصر بمعركة الطربوش، فمصر كانت تستورد الطرابيش إلى حتى أنشأ محمد علي باشا –حاكم مصر- مصنعا لتصنيع الطرابيش، لكن بعد تحالف الدول الغربية ضد مشروعه في مصر عام 1840م توقفت كثير من المصانع، ومن بينها مصنع الطرابيش، وعادت مصر إلى الاستيراد مرة أخرى.

لكن المعركة التي اشتعلت في تلك الفترة كان الطربوش فيها يعبر عن رمزية، ورمزيته تعني التمسك بالهوية الوطنية المصرية الشرقية والإسلامية، في لقاء الهويات التي كانت تطرح نفسها في ذلك الوقت، خاصة الانجذاب نحوالغرب؛ حيث كان أنصار هذا الاتجاه يرون حتى القبعة هي بديل الطربوش الذي من المفترض حتى يرتديه المصريون كغطاء للرأس؛ وكان من أنصار القبعة المحرر الشهير سلامة موسى الذي رأى في الطربوش تمسكا بالحكم الهجري، وفي اللقاء كان أنصار الطربوش يلعنون القبعة ومن يرتديها، فكانت معركة كبيرة امتد جدالها وزخمها إلى الشارع المصري، وفي هذه الفترة ظهر مشروع أحمد حسين "القرش"، وكان لما يزل طالبا في الفرقة الثانية بكلية الحقوق، وكان يعتبر أنه من العار على المصريين حتى يستوردوا زيهم القومي من الخارج.

رأت حكومة صدقي باشا في المشروع فرصة لها لتحقيق قدر من الشعبية بين المصريين، وربما لتوظيف فكرة المشروع في إطار صراعه السياسي مع حزب الوفد آنذاك؛ ولذا أصدر أوامره للحكومة بأن تقدم جميع التسهيلات للمشروع، وربما هذا ما يفسر الموقف العدائي الذي اتخذه الوفد من المشروع، حتى إذا زعيم حزب الوفد مصطفى النحاس باشا اتخذ موقفا عدائيا صريحا منه، متهما إياه بأنه مشروع ضد الوطنية المصرية، ونطق: "إن المشروع انحراف بجهود الشباب عن قضية مصر الحقيقية"، ويقصد بها الاستقلال، بل إذا الدكتور طه حسين نفسه رأى في المشروع نوعا من "هروب الشباب عن ثورة الفكر". الطريف أنه في تلك الفترة ظهرت "تنطقيع" للطرابيش؛ مثل استبدال اللون الأحمر التقليدي للطربوش باللون الأخضر، وهولون فهم مصر آنذاك.

شارك آلاف المتطوعين في كافة أنحاء مصر في "مشروع القرش"، وحظي بدعم الكثير من الأحزاب باستثناء الوفد، وحظي بدعم الحكومة، حتى إذا فرق الموسيقى العسكرية كانت تشارك في بعض حملات المشروع، وتقيم لها الحفلات الغنائية، كما شارك الشاعر الكبير أحمد شوقي في دعم المشروع بأشعاره، وكان مما نطقه:

فهم الآباء واهتف قائلا أيها الشعب تعاون واقتصد
إجمع القرش إلى القرش يكن لك من جمعهما مال لبد
أطلب القطن وزاول غيره واتخذ سوقا إذا السوق كسد

كان الكثير من الطلبة في الجامعة يحملون عددا من دفاتر المشروع، ويمضىون بها إلى مدنهم وقراهم لجمع التبرعات، فكانت حملة يغلفها الحماس القوي والوطنية، حتى بلغت حصيلة المشروع في العام الأول نحو(17) ألف جنيه، وفي العام التالي نحو(13) ألف جنيه، وهومبلغ ضخم جدا بمقاييس ذلك الزمن، وكان شعار اللجنة التطبيقية للمشروع "تعاون وتضامن في سبيل الاستقلال الاقتصادي". أسفر مشروع الطربوش بالعمل عن إنشاء مصنع في العباسية (في شارع مصنع الطرابيش) بالتعاقد مع شركة هاريتمان الألمانية، وافتتح المصنع في 15 فبراير 1933م.

في أواخر 1933 بدأ الطربوش المصري يطرح في الأسواق، غير حتى بعض الوفديين قاموا بمظاهرات تنادي بسقوط أحمد حسين، وتقول: "يسقط حرامي القرش"، واتهموه باختلاس أموال المشروع، وكانت حملة تشهير قاسية ضده تغذيها روح السياسة، فاضطرته إلى الاستنطقة من سكرتارية جمعية القرش، وإعلانه قيام جمعية مصر الفتاة.

مصر الفتاة

ظهر اسم مصر الفتاة عام 1929 لأول مرة، ثم بدأت تتكون ملامح تلك الجمعية الوطنية إبان "مشروع القرش"، وفي جمادى الآخرة 1352 هـ / أكتوبر 1933م تشكلت جمعية "مصر الفتاة"، وأعربت رسميا تحت رئاسة "أحمد حسين"، واتخذت من جريدة "الصرخة" لسانا لها، وكانت جمعية ذات أهداف وطنية قد تصل إلى حد التطرف، ولعل ذلك يرجع إلى حالة الاحتلال التي كانت تعيشها مصر، فكان من مبادئها حتى على جميع مصري حتى يؤمن بأن مصر فوق الجميع، وأن يشعل القومية المصرية، وأن تصبح الحدثة المصرية هي العليا وما عداها لغوا، وكان من متطلباتها: "لا تتحدث إلا بالعربية"، و"لا تشتر إلا من مصري"، و"لا تلبس إلا ما خلق في مصر"، و"احتقر جميع ما أجنبي، وتعصب لقوميتك إلى حد الجنون".

كانت الجمعية مقصدا لكثير من الشباب المصريين؛ لما تميزت به من حماسة وحب للوطن، وأنشأت الجماعة جماعات شبه عسكرية عهدت بـ"تشكيلات القمصان الخضراء"، وقد ساندت جماعة مصر الفتاة وزارة علي ماهر باشا في الفترة من يناير إلى مايو1936م، وهوما زاد من قوتها.

في 16 شوال 1355 هـ / 31 ديسمبر 1936م تحولت جمعية مصر الفتاة إلى حزب سياسي، فكان حزبا يتمتع بشعبية وسط الشباب المصري، ويتبنى خطا وطنيا قويا ذا تأثير سلبي على شعبية الوفد بين الشباب؛ لذا اتجه الوفد إلى محاربة مصر الفتاة، كما حتى تولي مصطفى النحاس رئاسة الوزراء في مصر عام 1936م كان مؤشرا على اضطهاد أعضاء مصر الفتاة وتشكيلات القمصان الخضراء، فأنشأ الوفد تشكيلات شبه عسكرية عهدت بـ"القمصان الزرقاء"، واصطدم هؤلاء بتشكيلات مصر الفتاة، ونتج عن ذلك اغتال شخصين، ومن ثم تعرضت مقرات مصر الفتاة للإغلاق، وتوازى مع ذلك حملة سياسية شنها النحاس باشا في مجلس النواب بأن مصر الفتاة تعمل مع دولة أجنبية، خاصة بعد حادث تعرض النحاس باشا لإطلاق نار، فتم إغلاق دور مصر الفتاة، واعتنطق الكثير من أعضائها، وعلى رأسهم أحمد حسين. عندما تولى محمد محمود باشا رئاسة الوزراء في مصر في أواخر 1937م تم استصدار مرسوم يمنع عمل وإنشاء التشكيلات شبه العسكرية في مصر.

كانت "مصر الفتاة" تعتقد حتى جلاء الإنجليز عن مصر لن يتم عن طريق المفاوضات؛ بل إذا بعض أعضاء الحزب تبنوا بعض الآراء الوطنية المتطرفة، فهاجموا الديمقراطية الغربية، بل انحازوا إلى الديمقراطية والفاشستية والنازية التي طبقت في جميع من إيطاليا وألمانيا، وحازت على إعجاب بعض قيادات الحزب؛ حتى إذا أحمد حسين زار ألمانيا في عام 1938م، وتأثر ببعض الأفكار التي كانت سائدة هناك وقتها، وعقب عودته من ألمانيا نادى إلى حتى تحل النظم الديكتاتورية محل النظام القائم، وكان يرى حتى الديمقراطيتين الموجودتين هما ألمانيا وإيطاليا.

وقد وُجهت تهم لأحمد حسين بأنه خائن لاتصاله بالألمان، وبسبب الرسالة التي بعث بها إلى الزعيم الألماني هتلر، والحقيقة حتى رسالة أحمد حسين لهتلر كانت تدعوه إلى الدخول في الإسلام، فصدر أمر باعتنطق أحمد حسين في ربيع الآخر 1360 هـ / مايو1941م إلا أنه تمكن من الهرب، واختفى فترة حتى قبض عليه مرة أخرى.

عندما هبط الألمان الأراضي المصرية إبان الحرب العالمية الثانية وبدءوا يحرزون فوزات على الإنجليز في مصر، تمكن أحمد حسين من الهرب مرة ثانية من السجن في أثناء علاجه في المستشفى، لكن هزيمة الألمان في معركة الفهمين الشهيرة أحبطته؛ إذ كان يأمل حتى يستغل تقدم الألمان لإحداث ثورة شعبية تقود إلى تحرير مصر من الاحتلال الإنجليزي، وهوما جعله يسلم نفسه، فتم حبسه عامين، حتى أفرج عنه عام 1366 هـ / 1946م.

كانت قيادة مصر الفتاة في يد الشباب، ولم تكن في أيدي الساسة الكبار؛ ولذا كانت حماستهم عالية للغاية، فأنشئوا تنظيما شبه عسكري كان الأول من نوعه في مصر، عهد بالقمصان الخضراء، وأصدروا جريدة شهيرة عهدت باسم "الصرخة" التي طالبت بجلاء الإنجليز عن مصر، وإلغاء نظام الامتيازات الأجنبية، وإدخال الخدمة العسكرية العامة إلى مصر، وظهرت مصر الفتاة كجمعية ترغب إصلاح وتطوير البلاد والمجتمع؛ ولذا كانت تتكرر دعواتها لمقاطعة البضائع الإنجليزية، ومقاطعة منتجات ومصانع التبغ التي يديرها الأجانب، ومقاطعة الحانات ودور السكر والخمر. كانت مصر الفتاة تقوم بمسيرات، وتعقد الاجتماعات، وهوما عرض أعضاءها للاصطدام المتكرر بالبوليس، وعرض بعض أعضائها للاضطهاد.

في عام (1938-1939م) أيدت "مصر الفتاة" الملك فاروق، ونادت بإحياء الخلافة في إنسان الملك، وخلعت على الملك فاروق لقب "أمير المؤمنين"، وطالبت بالأخذ بالشريعة الإسلامية باعتبارها أساسا للحياة في مصر، وحمّلت الحضارة الغربية مسئولية تفكك نسيج المجتمع المصري، وإضعاف ما تميز به من تكافل، ونادت بأن تتولى القاهرة زعامة الشرق، وأن يصبح الأزهر الناطق باسم الأمم الإسلامية.

في أواخر الثلاثينيات أولت مصر الفتاة اهتماما بالنواحي الاجتماعية، مثل تحسين مستوى العمال والفلاحين الذين بات الجوع يهددهم، ونادى أحمد حسين إلى حتى ينتظم العمال نقابيا، ونادى إلى تأميم قناة السويس، وإعادة فرض الزكاة على جميع مصري، وتخفيف عبء الضرائب عن الفلاح.

فيثمانية صفر 1359 هـ / 18 مارس 1940م تحول حزب مصر الفتاة إلى "الحزب الوطني القومي الإسلامي"، وقد أشار البعض إلى حتى التوجه الإسلامي في الحزب وفي تسميته كان راجعا إلى محاولة أحمد حسين جذب قطاعات من الشباب والأعضاء إلى حزبه بعدما أخذ الكثير من الشباب ينضمون إلى جماعة الإخوان المسلمين، فكانت منافسة الإخوان المسلمين وراء الأمر، إضافة إلى بروز قضية فلسطين في تلك الفترة التي لعبت دورا مؤثرا في توجه الحزب نحوالإسلامية، وقد نادى الحزب الوطني الإسلامي بالوحدة العربية، والتحرر من جميع نفوذ أجنبي، لكن كانت الفكرة الوطنية المصرية هي الغالبة على فكر الحزب؛ إذ كان أحمد حسين ومؤيدوه يعتبرون مصر كيانا قائما بذاته.


الاشتراكية

في أواخر الأربعينيات كاد حزب مصر الفتاة حتى يختفي من على المسرح السياسي؛ نتيجة الإجراءات القمعية التي مورست ضده، ونتيجة للتغيرات التي حدثت في المجتمع المصري في أثناء الحرب العالمية الثانية وبعدها، وكان أحمد حسين ضيفا متكررا على السجون، وبعد الحرب العالمية الثانية اتخذ موقفا متشددا، وطالب بالجلاء الناجز للإنجليز عن وادي النيل، وشاركت مصر الفتاة مع قوى وطنية أخرى في حملات لمقاطعة البضائع الإنجليزية.

في عام 1948 وضع حزب مصر الفتاة برنامجا سياسيا واجتماعيا كشف عن بعض ميوله نحوالاشتراكية، ودل برنامجه على امتداد التفكير السائد في الحركة الوطنية قبل نهاية الحرب العالمية الثانية، وهوالتغيير في حدود النظام القائم مهما يكن التمرد عليه، وبدت هذه الروح المحافظة في برنامج عام 1948 في أنه أبقى على شعاره التقليدي (الله.. الوطن.. الملك)، معتبرا حتى حجر الزاوية في الدستور هو"الملكية الدستورية"، كما تمثلت الروح المحافظة في برنامجه الاجتماعي، وفي محاولة تحسين الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية وتحقيق الاستقلال، مغفِلا بذلك فكرة الصراع الطبقي.

لكن البرنامج حدد بعض النقاط المهمة في خط التطور الفكري للحزب، وفي تخطيه للمفهوم القديم، فقد نادى لتحريم تملك الأجانب واستئجارهم للأراضي بجميع أنواعها، وتحريم تملك الأجانب للشركات ذات المنفعة العامة، وتصفية شركة قناة السويس بوصف القناة مرفقا مصريا عاما، وطالب البرنامج بوضع حد أعلى للملكية الزراعية، وأن تلغى الضرائب المباشرة وغير المباشرة على السلع الأساسية للشعب، وطالب ببعض الإصلاحات في أجور العمال، وتحديد ساعات عملهم بثماني ساعات يوميا.

طالب الحزب بإلغاء جميع ما يتعارض من القوانين مع الشريعة الإسلامية، مع مراعاة عنصر التطور، ويبدوحتى الهدف المباشر من وراء هذا المطلب كان منافسة الإخوان المسلمين في مسألة الدفاع عن الدين وقضاياه، لكن الحزب طالب بإبقاء القوانين الوضعية مع اقتصار التعديل والتغيير على ما يتعارض منها مع الشريعة الإسلامية، ويرى المستشار والمؤرخ طارق البشري "أن الحزب وضع هذا المطلب في نطقب فهماني" كمحاولة لامتصاص جزء من شعبية الإخوان ورصيدها في الشارع.

كان هناك تطور في فكر الحزب، لكنه لم يصل إلى حد الفكر الثوري، فكانت الأفكار الإصلاحية من داخل النظام، وليست خروجا عليه. في اللقاء كانت أهداف مصر الفتاة مرفوضة من النظام، ويرى البشري "أن برنامج الحزب كان مؤقتا"، ولكنه وضع الحزب على مفترق الطرق، وكان لا بد حتى يخطونحوالأمام للصدام مع النظام القائم.

ثم كان التغيير في حزب مصر الفتاة، ففي البداية كان شعاره (الله.. الوطن.. الملك)، و(الملك نعظمه، ونلتف حول عرشه) ثم استبدل بذلك شعار (الله.. الشعب)، وكان إسقاط الملك من الشعار واستبدال الشعب به دلالة واضحة حول الرغبة في التغيير، بل إنه تغير اسمه من "مصر الفتاة" إلى "الحزب الاشتراكي"، واعتبر أحمد حسين "أن الاشتراكية من لب الإسلام وصميمه".

حدد الحزب في برنامجه الجديد الملكية الزراعية بخمسين فدانا، وطالب بأن يحل الإنتاج الجماعي محل الإنتاج الفردي، وأن تكون الصناعات الكبرى والمرافق وغيرها مملوكة للدولة. كان هدف الحزب تحرير مصر، واستقلال وادي النيل، وتوحيد الشعوب العربية كلها في دولة واحدة على غرار الولايات المتحدة، وتأليف جيش عربي واحد. رفض الحزب مبدأ المفاوضة لتحقيق الاستقلال، وهاجم الولايات المتحدة وزحفها الاقتصادي على مصر من خلال الدولار، وكان يرى حتى تحقيق الاستقلال السياسي والاقتصادي لاقد يكون إلا من خلال إطلاق الحريات على أوسع نطاق.

أوضح الحزب تمايزه في تبنيه الاشتراكية عن الشيوعية، فرأى حتى الشيوعية تتنكر للماضي وتتنكر للدين، في حين حتى الاشتراكية ترى حتى أساسها الدين، وكان أحمد حسين يؤكد دائما على مبدأ الإيمان بالله تعالى، وأن الإسلام دين ودولة، وكان يحمل شعار: "إن الإسلام يحرم الربا فهويحرم الرأسمالية"، وأن الاستعمار هوذروة الرأسمالية، وأن الاشتراكية هي ترياق الاستعمار. كان الحزب معترفا به، وكانت له صحيفة يلتقي من خلالها بالجماهير، فكان أكثر التنظيمات تمتعا بالنشاط العلني.

شكل الحزب مجموعات من المتطوعين في أثناء حرب فلسطين عام 1948م، واشهجر أنصاره في الحرب غير النظامية على العصابات الصهيونية، وكانت بعض معسكرات أتباع أحمد حسين في سوريا.

كانت رؤية الحزب الاشتراكي أنه بقدر ما يتحطم حزب الوفد ينفتح الطريق أمام الثورة القادمة، وحكم هذا المنطق سلوك الحزب الاشتراكي، فكان أحمد حسين وحزبه يشنون هجوما قاسيا على الوفد ورجاله، وكان نقده اللاذع للوفد محاولة منه لتخليص الجماهير من تراث الوفد الماضي الذي أصابه التكلس؛ حتى إذا أحمد حسين نادى في 24 من يناير 1952 بإسقاط حكومة الوفد، ونادى أكثر من مرة إلى تكوين جبهة ثورية، وبذل جهدا كبيرا في التقارب مع التنظيمات الشعبية والثورية.

كانت صحيفته "الاشتراكية" توزع ما يقرب من 80 إلى 100 ألف نسخة؛ وهوما يؤكد حتى نشاط الحزب اتسم بنوع من الإيجابية والفاعلية السياسية. كانت هناك معضلة داخل الحزب الاشتراكي، وهي حتى الطفرة التي حصلت في برنامجه لم تتواكب معها تربية سياسية وفكرية لكادر الحزب، كما حتى الحزب لم يعط اهتماما كبيرا للبناء التنظيمي داخله، وربما كان ذلك ما منح الفرصة قوية لأحمد حسين لأن يسيطر على الحزب سيطرة قوية.

رغم حتى صحيفة الحزب انتشرت في أماكن كثيرة في مصر فإن الحزب لم يستطع حتى ينشئ قواعد ثورية له، فارتكز نشاط الحزب في الأساس على الإثارة السياسية أكثر من الإعداد المنظم للعمل الثوري، ويرى المؤرخ طارق البشري حتى أحمد حسين كان يتأثر بالشعور الشعبي العام؛ بل إنه في بعض استجاباته كان يخضع للجماهير.

في 24 يناير 1952 عقد مؤتمرا صحفيا أعرب فيه أنه قرر الانسحاب من الحياة العامة، متسقطا تردي البلاد في الكوارث، وكان ذلك قبل حريق القاهرة بيومين، وقد وجه له البعض أنه يقف هووحزبه وراء حريق القاهرة الشهير، وقدم إلى المحاكمة، وطالبت الحكومة بإعدامه، وكاد حبل المشنقة حتى يلتف حول رقبته.

كان أحمد حسين هوالعمود الفقري للحزب، فهومن يخط ويخطب ويقابل الجماهير، ويقابل ويقابل الساسة، فكانت مصر الفتاة ومن بعدها الحزب الاشتراكي تنظيما يقوم على الزعامة الفردية، ومن هنا لم ينجح في بناء مؤسسة سياسية قادرة على النشاط والاستمرار بقوتها الذاتية.

حتى إذا الملك رأى حتى التخلص من التيار يكمن في التخلص من أحمد حسين زعيم الحزب، ولعل إدراك أحمد حسين نفسه لهذه النقطة هوما أربك حساباته في فترة حريق القاهرة، وكما يقول "البشري": إذا الحزب الاشتراكي انتشر أكثر مما توغل داخل الجماهير، وكان جيشانا ثوريا أكثر منه قدرة ثورية".

بعد حركة يوليو

أفرج عن أحمد حسين بعد قيام حركة يوليو1952م، وإسقاط النظام الملكي، وعاد لنشاطه، لكن حل الأحزاب ضم حزبه في 1373 هـ / 1953م، ثم ما لبث حتى تعرض للسجن والتعذيب الوحشي في السجن الحربي إبان "أزمة مارس" الشهيرة عام 1954م، والتي دار خلالها صراع على السلطة بين الرئيس محمد نجيب وجمال عبد الناصر الذي كان يشغل منصب رئيس الوزراء، وذلك بسبب برقية أوفدها إلى الطرفين نطق فيها: "إن مصر ليست ضيعة أوعزبة تتداولونها".

عندما أفرج عنه انتقل أحمد حسين إلى منفاه الاختياري في سوريا، ثم لبنان، ثم لندن، ثم السودان، ولم يكف خلال هذا التجوال عن إرسال البرقيات إلى الرئيس جمال عبد الناصر-الذي كان عضوا سابقا في حزب مصر الفتاة- يطالبه فيها بالديمقراطية، ويحذره من الاستبداد والديكتاتورية.

في عام 1376 هـ / 1956م طلب أحمد حسين العودة إلى مصر على حتى يعتزل العمل السياسي، واستجيب لطلبه، فعمل بالمحاماة فترة، ثم اعتزلها عام 1380 هـ / 1960م، وتفرغ للكتابة، وأصدر مجموعة من المؤلفات منها: "موسوعة تاريخ مصر" في خمسة أجزاء، وعدد صفحاتها (1500) صفحة، وإيماني، والأرض الطيبة، وفي الإيمان والإسلام، ووراء القضبان، ورسالة إلى هتلر، وحكومة الوفد، واحترقت القاهرة، والاشتراكية، ثم اتجه إلى تفسير القرآن الكريم لكنه لم يكمله.

توفي أحمد حسين في 17 ذوالحجة 1403هـ الموافق 26 سبتمبر 1982.


اعادة تأسيس الحزب 1987

في 13 أكتوبر 1987 تم إطلاق إشارة البدء بقيام حركة مصر الفتاة في فكرها الجديد وكان أبرز معالم برنامج الحزب العائد.

  1. مشروع النيل الجديد: ويوجز في شق بحري جدير للنيل يخرج من شمال منطقة التوربينان متوغلا في الصحراء الغربية مشكلا لتضيف دائرة عائدا بها إلى المجرى الرئيسي لنهر النيل جنوب الفيوم مكونا الدلتا جديدة مساحتها قرابة ثلاثة مليون فدان مضافا إليها مليون فدان مساحة الشريط الأخضر المشكل النصف الدائري
  2. في باب الاقتصاد: إنشاء المجلس الأعلى للإنتاج للزراعيين على العملية الإنتاجية
  3. في باب الصحة: تعميم العلاج المجاني بإنشاء صندوق الدعم الصحي
  4. في باب الإسكان: إنشاء مدن جديدة واسعة في مداخل الطرق الصحراوية ومنح الأراضي بالمجان للشركات والأفراد لتشجيع العمران وخفض تكلفة الوحدة السكنية وإعفاء شركات الطوب الرملي والأسمنتي من الضرائب
  5. في باب السكان: لا يؤمن البرنامج بوجود معضلة سكانية بل يسلم بوجود معضلة توسيع الرقعة الزراعية والعجز عن تحقيق المعادلة بين البشر والأرض.
  6. في باب الثقافة والإعلان: نادى البرنامج بوجوب وضع سفر المعارف الذي يجمع التراث العربي تاريخيا وجغرافيا واقتصاديا وفهميا وفكريا
  7. في باب المواصلات: رأى الحزب حتى نهر النيل شريان مواصلات حيوي يربط ما بين حلوان وشبرا الخيمة فاقترح استعماله للنقل البشرى الداخلي
  8. في باب الشباب: دعي البرنامج في تطوره الجديد إلى أعداد ثلاثة فرق شبابية ينتظم فيهال شباب مصر وهى:
  • فرقة كنواة يحمين النيل الجديد وحماة البيئة من التلوث ومذابح الأشجار
  • فرقة الدعوة التي تقدم ببث روح الفكر وشرح برنامج الحركة
  • فرقة الإغاثة المشكلة من الحرفيين لخدمة البيئة المنزلية لقاء أجر زهيد يهم في حل معضلة باهظة ثمن الخدمة

9- في باب المرأة : رأى البرنامج حفاظا على الأسرة وعودة الأمومة إلى بيتها حتى يربط بين عمل المرأة وطرف الضرورة .
10-في باب التعليم: ربط العملية التعليمية بالحاجة وليس المجموع على أساس حتى الفهم في خدمة المجتمع.
11-في المجال السوداني الأفريقي: تشكيل برلمان النيل من الدول المنتفعة بمياهه.
12-في المجال العربي: طالب الحزبي بالتكامل الاقتصادي كخطوة نحوالتعامل السياسي وإنشاء السوق العربية المشهجرة وتوقيع ميثاق السلعة العربية والذي يحط على أية دولة عربية مشهجرة في هذا السوق حتى تستورد سلعة خارجية تنتجها إحدى دول المجموعة العربية.

المراجع

  • طارق البشري: الحركة السياسية في مصر (1945-1953)- دار الشروق- الطبعة الثانية- 2002.
  • أحمد عبد الرحيم مصطفى: أحمد حسين وحزب مصر الفتاة- مجلة الهلال- ديسمبر 1994.
  • مجموعة مؤلفين: دائرة سفير للمعارف الإسلامية- شركة سفير الدولية للنشر والتوزيع- القاهرة- بدون تاريخ.
  • علي شلبي: مصر الفتاة ودورها في المجتمع المصري (1933-1941م)- القاهرة 1982.
  • ميساء محمود خليفة: أحمد حسين في السياسة المصرية (1929-1952)- رسالة ماجستير غير منشورة- كلية الدراسات الإنسانية والعربية- جامعة الأزهر- 1989.
  • ^ يغيا نجاريان (1986). "الجمعية الفهمية السورية". . يريڤان، أرمنيا: أكاديمية العلوم الأرمنية.
  • تاريخ النشر: 2020-06-04 11:42:21
    التصنيفات: أحزاب مصرية, تأسيسات 1936, انحلالات 1953

    مقالات أخرى من الموسوعة

    سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

    آخر الأخبار حول العالم

    الضربات الصاروخية عرض قوة من طهران دون التسبب بمواجهة مع واشنطن

    المصدر: فرانس 24 - فرنسا التصنيف: سياسة
    تاريخ الخبر: 2024-01-16 15:08:29
    مستوى الصحة: 86% الأهمية: 92%

    "الإعدام" يتسبب في خلاف حاد بين الحكومة المصرية والبرلمان

    المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
    تاريخ الخبر: 2024-01-16 15:08:58
    مستوى الصحة: 81% الأهمية: 86%

    رئيس مكتب زيلينسكي يناقش الوضع على الجبهة مع سوليفان

    المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
    تاريخ الخبر: 2024-01-16 15:09:01
    مستوى الصحة: 90% الأهمية: 100%

    الاقتصاد الصيني سجّل نموا بنسبة 5,2% في 2023

    المصدر: فرانس 24 - فرنسا التصنيف: سياسة
    تاريخ الخبر: 2024-01-16 15:08:25
    مستوى الصحة: 82% الأهمية: 87%

    رالي دكار: لوب يحقق فوزه الرابع وساينس يحكم قبضته على الصدارة

    المصدر: فرانس 24 - فرنسا التصنيف: سياسة
    تاريخ الخبر: 2024-01-16 15:08:27
    مستوى الصحة: 81% الأهمية: 97%

    صاروخ يصيب سفينة شحن ترفع علم مالطا في البحر الأحمر

    المصدر: فرانس 24 - فرنسا التصنيف: سياسة
    تاريخ الخبر: 2024-01-16 15:08:35
    مستوى الصحة: 86% الأهمية: 99%

    مقتل جندي من الكونغو أثناء عبوره الحدود مع رواندا

    المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
    تاريخ الخبر: 2024-01-16 15:08:54
    مستوى الصحة: 91% الأهمية: 96%

    بن غفير: احتلال غزة ضروري

    المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
    تاريخ الخبر: 2024-01-16 15:08:52
    مستوى الصحة: 88% الأهمية: 97%

    أنقرة: لو لم نكن في شمال العراق لدفعنا أثمانا باهظة داخل مدننا

    المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
    تاريخ الخبر: 2024-01-16 15:08:46
    مستوى الصحة: 91% الأهمية: 100%

    إدارة الوداد تفاضل بين 3 مدن مغربية لإجراء المعسكر التدريبي "المغلق"

    المصدر: البطولة - المغرب التصنيف: رياضة
    تاريخ الخبر: 2024-01-16 15:07:31
    مستوى الصحة: 53% الأهمية: 55%

    🔴مباشر: موريتانيا تواجه بوركينا فاسو في كأس الأمم الأفريقية 2024

    المصدر: فرانس 24 - فرنسا التصنيف: سياسة
    تاريخ الخبر: 2024-01-16 15:08:08
    مستوى الصحة: 84% الأهمية: 100%

    ماذا يعني فوز دونالد ترامب المهيمن في ولاية أيوا بالنسبة لمنافسيه؟

    المصدر: BBC News عربي - بريطانيا التصنيف: سياسة
    تاريخ الخبر: 2024-01-16 15:07:52
    مستوى الصحة: 82% الأهمية: 89%

    تحميل تطبيق المنصة العربية