فرانشسكودل كوسا
فرانشسكودل كوسا Francesco del Cossa (عاش ح. 1430 - ح. 1477) مصور إيطالي، ولد في فيراري Ferrare في إيطاليا، واختص بالتصوير الجصي الجداري (الفريسك fresque)، ويُعدّ من روّاد عصر النهضة المبكر، في منتصف القرن الخامس عشر. كان كوسا تلميذاً للمصور الإيطالي كوزيموتورا، كما تأثر أيضاً بالمبدأ الهندسي والمنظوري الذي تجلى في أعمال مانتينيا، وپييرودلا فرانشيسكا (1416 - 1492).
وقد اهتمّ كوسا بأعمال فنّاني فلورنسا، مثل المصور مازاتشيو(1401- 1428) Masaccio الذي لم يعمّر طويلاً، وقدَّم مع هؤلاء أسلوباً يمثل العودة إلى الشكل الأقرب إلى الواقع والأبعاد الثلاثة، متجاوزين تنطقيد الفن البيزنطي المبسط والرمزي.
كما عاصر هذا الفنان مانتينيا (1431 - 1506) A.Mantegna الذي دفع فن التصوير الزيتي إلى الواقعية القاعدية، ولاسيما في مجال الاهتمام المبدئي بفهم المنظور، ويبدوذلك واضحاً في اللوحات الجدارية الرائعة في قصر سكيفانويا في فرارا، والتي شارك فيها كوسا مع تورا C.Tura. مثّلت هذه اللوحة الصورة الأكمل لفن ذلك العصر، الذي اعتمد على مفهوم الصورة عند أفلاطون، وعلى أهميّة الطبيعة والواقع.
|
|
ومع حتى الواقعية لم تكتمل تماماً في أعمال كوسا، ولكنه مازال يعدّ واحداً من مؤسسي عصر النهضة الإيطالية. وفي عام 1470 وصلت شهرة كوسا إلى أوجها، فكلفه دوق بورسودِسْتِه Borso d’Este إنجاز لوحة جدارية كبرى في غرفة واسعة تدعى غرفة مزي Mesi إحدى غرف قصر سكيفانويا Palazzo Schifanoia الذي يملكه هذا النبيل. كان موضوع هذه اللوحة متأثراً بالاهتمام الواسع في ذلك العصر بفهم الفلك والأجرام السماوية وبحركة الشمس والفصول، وانتقل هذا الاهتمام إلى الفنانين؛ ومنهم كوسا الذي جعل موضوع لوحته الكبرى هذه أشهر السنة؛ موزعة على الفصول الأربعة، وتمثّل الواقع المحلّي والفعاليات الزراعية والعملية التي ترافق هذه الشهور والفصول. وقُسِّمت بشريط عرضاني يمثّل رموزاً فلكية إلى ثلاثة أقسام متساوية، وتوزّعت في هذه الأقسام لوحات واقعية تترجم طبيعة جميع شهر من شهور السنة ومناخه. وفي مقدمة هذه اللوحات الجزئية مجموعة مشاهد مجازية، في وسطها مشهد عن الحياة اليومية لأعضاء أسرة هذا النبيل من أسرة إسته Este. وباختيار لوحة شهر مارس مُعبِّراً عنه بفعاليات مناسبة، تصورها كوسا على هيئة مجموعة من النسوة الشغالات بلباسهن التقليدي اليومي يغزلن، وينسجن على النول، وحولهن مجموعة من الفتيات يتطلعن إلى إنجاز النسيج.
وفي لوحة أخرى تعود أيضاً إلى شهر مارس، صوّر كوسا المزارعين وهم يقلِّمون كروم العنب المعلقة على سنطقات خشبية، وقد بدا في خلفية هذه الصورة رسم عمارة كان قد صممها كوسا.
وفي لوحة أخرى تمثّل فوز فينوس أومينرڤا Minerva، صوَّر مجموعة من النسوة العازفات والمنشدات بلباسهن المحلي الأنيق مع آلاتهن الموسيقية، وقد بدا في أعلى اللوحة رسم لثلاث نسوة عاريات يمثلن «النعم الثلاث» كما بدت في التراث الكلاسي. تُعدّ هذه اللوحة الكبيرة رائعة كوسا، ومازالت تحمل سر مضمونها، وقد اعتمدت على فهم الفلك، الذي اهتم فهماء ذلك العصر بالكشف عنه، وأشار الفنانون إليه في موضوعاتهم، مثل لوحة المصور جوليوپيپي G.Pippi؛ ويطلق عليه اسم رومانوRomano التي أنجزها في قصر الشاي في مانتوڤا (1526).
ولا بدّ من ذكر حتى للمصور كوسا عملاً ضخماً آخر أنجزه في مدينة بولونيا الإيطالية، وقد نقل هذا العمل إلى كنيسة گريفوني Griffoni في مدينة سان پترونيو. عاش كوسا في مدينة بولونيا بقية حياته، وتُوفِّي فيها.
المصادر
- عفيف البهنسي. "كوسا (فرانشيسكودل ـ)". الموسوعة العربية.
وصلات خارجية
- Web Gallery of Art