آريان وذو اللحية الزرقاء

عودة للموسوعة

آريان وذواللحية الزرقاء

آريان وذواللحية الزرقاء Ariane et Barbe-bleue على عكس العملين الأوبراليين اللذين وضعهما بيلا بارتوك من ناحية، وكلود ديبوسي من ناحية ثانية انطلاقاً من عملين مسرحيين شعريين لموريس مترلينك، لم تحقق أوبرا «آريان وذواللحية الزرقاء» كما وضعها بول دوكاس، أي نجاح شعبي. وقد تجلى ذلك الإخفاق في حتى هذه الأوبرا التي مر أكثر من مئة عام على تقديمها للمرة الأولى على خشبة «أوبرا كوميك» الباريسية سنة 1907، لم تقدم كثيراً منذ ذلك الحين. وفي اللقاء معروف حتى أوبرا بارتوك المأخوذة من النص نفسه لماترلنك، قدمت ولا تزال تقدم عاماً بعد عام، هي التي تحمل عنواناً آخر هو«قلعة الدوق ذواللحية الزرقاء»، كما حتى أوبرا «بيلياس وميليزاند» لديبوسي، المأخوذة أيضاً من نص لماترلنك، يحكي عن الموضوع نفسه تقريباً - ويشكل وجود ميليزاند قاسماً مشهجراً بين النصين - لا تزال لها حياتها حتى اليوم، بل تعتبر من أبرز مساهمات ديبوسي في العمل الأوبرالي. جميع هذا حقيقة يعهدها جمهور الأوبرا والنقاد ومؤرخوالموسيقى. وهؤلاء الأخيرون لا يكفون عن إبداء دهشتهم إزاء هذا الأمر، هم الذين اعتبروا دائماً حتى عمل دوكاس هوالأجمل والأقوى. عمل دوكاس هذا اتى مملوءاً بالجدة والغرابة، وربما من هنا أتى إخفاقه الجماهيري، خصوصاً أمام عمل بارتوك الذي يمت بصلة كبيرة إلى الموسيقى الشعبية في بلاده، المجر. وكان بارتوك معروفاً باهتمامه بالموسيقى الفولكلورية المجرية والبلقانية الشمالية في شكل خاص، ومن هنا لنقد يكون غريباً حتى نجد أنه طوّع النص الشعري لانحناءات الموسيقى وضروراتها، على العكس من دوكاس، الذي دفعته تحديثيته وإيمانه الدائم بأن الموسيقى يجب حتى تكون، في مثل هذا النوع من الأعمال، في خدمة العمل ككل... لا العكس.

Paul Dukas, the composer of Ariane et Barbe-bleue

مهما يكن من أمر، فإن هذه اللاجماهيرية التي عانت منها، دائماً، أوبرا «آريان وذواللحية الزرقاء» لا تقلل فنياً من قيمة دوكاس وجهوده... مع الفهم حتى هذه الأوبرا تعتبر أشهر أعماله إلى جانب الكثير من بتر الباليه والمقدمات والغنائيات، التي صنعت له مكانته الموسيقية. ثم إذا هذه الجماهيرية لا تقلل كذلك من القيمة الأصلية لنص ماترلنك الذي هو، في الأصل، عمل قائم في ذاته... في معنى أنه كان، قبل حتى يشتغل عليه دوكاس، وبارتوك وآخرون، مجرد دراما نثرية من ثلاثة فصول، وصفها ماترلنك نفسه بأنها «دراما خيالية». خيالية، مع حتى للحكاية جذوراً في الذاكرة الشعبية من الممكن تعود إلى الملك الإنگليزي هنري الرابع الذي اشتهر بتعدد زيجاته... وربما تعود أيضاً إلى شهريار «ملك ألف ليلة وليلة» الذي قبل حتى يلتقي شهرزاد، وتروح هذه ممضية لياليها وهي تحكي له حكايات لا تنتهي، بعد حتى كان اعتاد التزوج من امرأة في جميع ليلة وقتلها لاحقاً انتقاماً من النساء جميعاً وخيانتهن.

إذاً، لم يكن ماترلنك مبتكر هذه الشخصية التي استهوت الأدباء والفنانين على مدى العصور... بل هوأخذها من الذاكرة العامة ليحولها مسرحية - قبل حتى تتحول أوبرالياً - يضع في قلبها أفكاره المعتادة تبعاً لنزعته الشاعرية الرمزية التي تجلت في الكثير من الأعمال الشعرية المسرحية التي حققت نجاحات كبيرة على الخشبة حين كانت تمثل عند الحقبة الزمنية بين القرن التاسع عشر والقرن العشرين، وكان معظمها ذا حظوة لدى الموسيقيين، لم تكن لأعمال أي محرر - شاعر مجايل له. وحسبنا للتيقن من هذا حتى نذكر، في هذا السياق فقط، إضافة إلى ما اتى أعلاه، حتى مسرحية موريس مترلينك «بيلياس وميليزاند» وحدها تلقفها أربعة من كبار الموسيقيين ليحولها جميع واحد منهم إلى عمل موسيقي أوبرالي. إذ عدا ديبوسي، الذي ستكون أوبراه الأشهر، هناك أيضاً سيبيليوس الذي حولها مسرحية شعرية، وگابريال فوريه الذي جعلها متتالية أوركسترالية، وأخيراً آرنولد شوينبرگ، الذي جعل منها عند مفتتح القرن العشرين قصيدة سيمفونية طبّق فيها إرهاصات مساهمته في الموسيقى الاثنتي عشرية.

نبذة

أما بالنسبة إلى «آريان وذواللحية الزرقاء»، التي قدمت أولاً كمسرحية سنة 1902، فإنها تقدم لنا هذا الطاغية المزواج وقد قاد زوجته السادسة آريان إلى قصره، ما أثار غضب الفلاحين الذين كانوا قد باتوا على ثقة من أنه اغتال زوجاته الخمس السابقات، وقرروا هذه المرة التخلص منه. في اللقاء لا تصدق آريان حتى سابقاتها قد متن. وهي حين تتسلم مفاتيح الغرف الست، تفتح الأبواب لتجد جداول من الجواهر تتسلل منها. غير أنها لا تبدوراضية إزاء هذا كله... لأنها في الأصل كانت ترغب حتى تتمرد. هكذا، تفتح بنفسها الباب السابع الذي كان فتحه ممنوعاً... لتسمع أصواتاً وسط عتمة تجابهها. وتتقدم بكل شجاعة لتجد النساء الخمس وبينهن ميليزاند التي يشعّ شعرها وسط الظلمات. وتشير النساء نحونافذة مغلقة تحطم آريان زجاجها لتسطع الشمس وتلوح الخضرة في الأفق رائعة منعشة. وإذ تشير آريان بيدها إلى الخارج يندفع الفلاحون مسلحين بالمعاول، ويقفون أمام ذي اللحية الزرقاء. هنا تتساءل آريان عما يحدث وتطلب من المتمردين الانصراف قائلة: «ماذا تريدون منه. إنه لم يسبب لي أي أذى!». وإذ يخرج الفلاحون صاغرين تستولي النساء على الجواهر. لكن ذا اللحية الزرقاء يرفض هنا الهزيمة ويخرج مندفعاً كي يهاجم الفلاحين... لكنه يصاب بجروح ويُسلَّم إلى النساء كي يعملن به ما شئن... بيد حتى النساء يعتنين به بدلاً من الثأر منه. وهوإذ يحسّ بأنه قد شفي يمد يديه نحوآريان محاولاً عناقها، فلاقد يكون منها إلا حتى تصدّه فيما تقوم بقية النساء بإغلاق الأبواب والنوافذ.

من الواضح هنا حتى موريس مترلينك لا يقدم عملاً عنيفاً ولا أمثولة عن الانتقام، بل لا يقدم حتى عملاً اجتماعياً همّه درس الصراع الأزلي بين العدل والظلم وبين الرجال والنساء وبين السلطة والخاضعين لها. لم يكن أي شيء من هذا كله يشغل بال ذلك الشاعر المهووس بجمال العمل الفني وبالأفكار الرمزية التي تتعامل مع الكون والبشر بصفتهم قصيدة شعرية دائمة الحضور. إذا ما أراد ماترلنك حتى يعبر عنه هنا إنما هوشاعرية الحياة. وهوعبّر عن هذه الشاعرية بلغته الفذة التي إذ تنبع موسيقاها من داخلها، تفسر لنا السبب الذي جعل عدداً كبيراً من الموسيقيين يهتم بهذا النص... كما ببقية نصوص ماترلنك الذي يكادقد يكون من أكثر شعراء جيله إثارة لاهتمام الموسيقيين.

ولما كان الشعر صنواً دائماً للشجن، واضح حتى هذا الشجن العميق هوالذي يهيمن هنا، حيث يلاحظ الذين خطوا عن هذا العمل كيف من الممكن أن أنه يقول بوضوح إذا «رغباتنا ومشاعرنا، والحب نفسه، كلها أمور تأخذنا إلى عالم ذلك الشجن... ولكن من دون حتى يفوتها في الوقت نفسه حتى توصلنا إلى نهايات وادعة وشديدة العمق. ومن المؤكد حتى هذا البعد هوالذي تعامل معه بول دوكاس، ما جعل للموسيقى التي وضعها لـ «آريان وذواللحية الزرقاء» بعداً انطباعياً بيّناً».

المؤلف

وموريس مترلينك (1862 - 1949) هوشاعر ومحرر مسرحي بلجيكي من أصول عريقة، كان واحداً من أوائل الذين فازوا بجائزة نوبل الأدبية (1911)... بفضل أعمال كان الاهتمام الأساس فيها منصباً على مسألة الموت ومعنى الحياة، في لغة جددت في التيار الرمزي، كما جددت في اللغة نفسها. ومن أبرز أعمال ماترلنك، إلى ما ذكرنا، مسرحيات مثل: «الأعمى» و«في الداخل» و«الأخت بياتريس» و«العصفور الأزرق» و«ماري ماغدالينا»، إضافة إلى مجموعات شعرية ودراسات ونصوص أدبية متنوعة جعلته من أشهر أدباء بلجيكا في زمنه.


Roles

Georgette Leblanc, who created the role of Ariane
Role Voice type Premiere cast,
10 May 1907
(conductor: François Ruhlmann)
Ariane soprano Georgette Leblanc
La nourrice (Nurse) contralto Cécilie Thévenet
Barbe-bleue (Bluebeard) bass Félix Vieuille
Sélysette, one of Bluebeard's wives contralto Suzanne Brohly
Ygraine, one of Bluebeard's wives soprano Marthe Bakkers
Mélisande, one of Bluebeard's wives soprano Hélène Demellier
Bellangère, one of Bluebeard's wives soprano Berg
Alladine, one of Bluebeard's wives mime Régina Badet
An Old Peasant bass Louis Azéma
2nd Peasant tenor Lucazeau
3rd Peasant bass Tarquini
Chorus: Peasants, Crowd

المصادر

Notes
  1. ^ "آريان وذواللحية الزرقاء". دار الحياة. السبت ١٦ يونيو٢٠١٢. Retrieved 20/6/2012. Unknown parameter |outhor= ignored (help); Check date values in: |accessdate=, |date= (help)
المصادر
  • Amadeus Online (for roles and premiere cast)
  • Cooke, Mervyn, The Cambridge Companion to Twentieth Century Opera (CUP, 2008)
  • Halbreich, Harry, Booklet notes to the Erato recording.
  • Holden, Amanda (Ed.), The New Penguin Opera Guide, New York: Penguin Putnam, 2001. ISBN 0-14-029312-4
تاريخ النشر: 2020-06-04 12:28:34
التصنيفات: Pages with citations using unsupported parameters, CS1 errors: dates, اوپرات اللغة الفرنسية, اوپرات, اوپرات 1907, اوپرات پول دوكاس, مؤلفات پول دوكاس, عروض افتتاحية في اوپرا-كوميك

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

الأمم المتحدة تطالب بوقف المضايقات التي تتعرض لها موظفاتها ف

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-09-12 21:22:48
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 54%

ترحيب غربي بـ«مسودة الدستور الانتقالي» في السودان

المصدر: ألشرق الأوسط - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-09-12 21:23:30
مستوى الصحة: 91% الأهمية: 87%

روسيا: أوكرانيا تستعد لهجوم مضاد في محيط "زابوريجيا النووية"

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-09-12 21:22:19
مستوى الصحة: 36% الأهمية: 50%

السيسي في قطر لـ«تقدم ملموس» في العلاقات

المصدر: ألشرق الأوسط - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-09-12 21:23:24
مستوى الصحة: 79% الأهمية: 93%

الإرياني: ندعو المجتمع الدولي للجم تدخلات إيران في اليمن

المصدر: ألشرق الأوسط - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-09-12 21:23:26
مستوى الصحة: 94% الأهمية: 96%

الوكالة الطاقة الذرية: أوكرانيا وروسيا مهتمتان بإقامة منطقة

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-09-12 21:22:40
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 50%

السفارة الصينية بالقاهرة: قطاع الفضاء المصري شهد تطورا كبيرا

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-09-12 21:22:44
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 65%

تركة صعبة في انتظار الملك تشارلز.. هل يكسب التحدي؟

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-09-12 21:22:28
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 57%

قضية الصحراء المغربية..الرئيس الموريتاني يستقبل دي ميستورا

المصدر: أخبارنا المغربية - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-09-12 21:23:26
مستوى الصحة: 74% الأهمية: 78%

وزراء الصحة الألمان يتمسكون بالارتداء الإجباري للكمامة في وس

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-09-12 21:22:23
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 54%

أبرز ما يتضمنه المجلس الحكومي يوم الخميس المقبل

المصدر: أخبارنا المغربية - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-09-12 21:23:29
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 73%

السودان والأمم المتحدة يتفقان على مواصلة التعاون والتنسيق في

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-09-12 21:22:32
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 70%

انتشار أمني كثيف لقوات الانقلاب في العاصمة السودانية

المصدر: صحيفة التغيير - السودان التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-09-12 21:23:01
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 51%

الاتحاد الأوروبي: شركات الطاقة ستدفع مساهمات تضامن بعد تحقي

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-09-12 21:22:35
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 56%

جنرال مغربي يشارك في مؤتمر بإسرائيل حول التحديث العسكري

المصدر: ألشرق الأوسط - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-09-12 21:23:30
مستوى الصحة: 85% الأهمية: 92%

اليوم السابع: نساء عظيمات ومبادرة رئاسية عملاقة

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-09-12 21:22:18
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 35%

قصيدة للمنشد باسم الكربلائي تثير غضباً شعبياً وسياسياً في العراق

المصدر: ألشرق الأوسط - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-09-12 21:23:29
مستوى الصحة: 78% الأهمية: 96%

تحميل تطبيق المنصة العربية