فرانسيس پونج
فرانسيس پونج Francis Ponge (و.1899 ـت. 1988)شاعر فرنسي ولد في مدينة مونبيلييه Montpellier لأسرة برجوازية بروتستنتية، أظهر منذ طفولته ميلاً للاستقلالية والحرية الفردية.
حياته
سافر إلى بلجيكا وهولندا وإنكلترا وألمانيا وهوما يزال يافعاً. لكن ثمة ثلاث حوادث فاشلة طبعت فترة شبابه: عجزه عن الالتحاق بالجيش في سن السابعة عشرة، كما كان يتمنى، لوعكة صحية ألمت به، وفشله في نطق أي حدثة في الامتحان الشفهي النهائي لنيل الإجازة في الفلسفة، وتكرر ذلك في امتحان مدرسة المفهمين العليا Ecole normale supérieure. أعطى له ارتياده في شبابه مدينة كَن Caen الاطلاع على الأدب من أوسع أبوابه. سافر إلى باريس ودرس هناك ثم عمل في بعض دور النشر، منها گاليمار Gallimard، غير حتى وفاة أبيه، صديقه ونصيحه وقارئ أدبه أثرت فيه كثيراً وهجرته في ضيق شديد.
كان وطنياً صلباً في بداية حياته، وشغفته الثورة الروسية والفكر الشيوعي، لكنه عاش بعيداً عن التيارات والحلقات الأدبية ولم ينضم إلى السريالية إلا في فترة انحسارها عام 1930. كان يحبس نفسه ليال كاملة ليحضر «قنبلته» على حسب تعبيره، أي ليختلي بنفسه ويخط.
عمله
| الأدب الفرنسي |
|---|
| بالتصنيف |
| تاريخ الأدب الفرنسي |
|
العصور الوسطى |
| كتـّاب الفرنسية |
|
قائمة زمنية |
| بوابة فرنسا |
| بوابة الأدب |
ولكنه قبل في عام 1931 العمل في بريد دار هاشيت Les messageries Hachette ليستطيع الزواج، إلا حتى ساعات العمل الطويلة حرمته من متعة الكتابة. انتسب إلى الحزب الشيوعي عام 1937، وصار مسؤولاً نقابياً. فقد عمله خلال إضراب الجبهة الشعبية Le front populaire. هجر باريس منذ بداية الحرب العالمية الثانية وبدأ بمساندة المقاومة التي تطوع فيها عام 1937 وبقي فيها حتى عام 1974، ولدى عودته مع عائلته إلى باريس هجر بونج الحزب الشيوعي وعمل في التدريس. بدأت شهرته محرراً بعد نشر مؤلفه «الانحياز للأشياء» (1942) Le parti pris des choses وخاصة بعد حتى نشر سارتر منطقة عام 1944 نسب فيها بونج إلى الوجودين خطأً. نشر بونج ديوانيه «نثر ـ شعر» (1948) Proème و«غضب التعبير» (1952) La rage de l’expression. وفي الستينات غدا بونج أحد أعلام الشعراء المعاصرين بفضل المحرر الفرنسي فيليپ سولرز Philippe Sollers، واعتبر سليل الشعراء مالارميه وبوالووماليرب الذين اقتبس منهم وتجذر بهم بحسب تعبير بونج.
بداياته الشعرية
لم يكن يعد نفسه شاعراً، وكان يدعوكتاباته «نصوصا» أو«نثر ـ شعر» لكي يميزها من الجنس الشعري، وحدثة «نثر ـ شعر (نثشعر)» Proème نحتها بونج من حدثتي نثرprose وشعر poème، وأراد من هذا التعبير إثبات تداخل الأجناس الأدبية مع بعضها. وكان هدفه فهمياً فاجتهد لبلوغ الكتابة الواضحة، مجرداً اللغة من جميع ماهوإضافي، على غرار الشاعر ماليرب الذي اتخذه مثالاً، كان يريد لنصه حتى يحل محل قاموس «ليتريه» Littré الذي كان يسحره عندما كان طفلاً، إذ اكتشف عالماً لغوياً أكثر واقعية من عالم الأمور.
إن عنوان كتابه «الانحياز للأشياء» يلخص مشروعه، ألا وهوالانفتاح على الأمور، البسيطة بانتباه خاص وحنوشديد. ورأى بونج حتى الأمور مهما بدت بسيطة فهي تحمل معنى قيماً في ذاتها، ونادى إلى تأمل الأمور المحيطة بالناس تأملاً جديداً يشف عن حقيقة غابت لطول إلفتها. لقد أظهرت كتابات بونج رغبته في تعميق هذا الموضوع الجديد في تاريخ الشعر الفرنسي، الذي هو«القصيدة ـ الشيء». إلى غير ذلك حين خط عن المطر والحصاة والشمس وحبة المشمش، وظّف نصه وطوّعه بشكل يخيل للقارئ بأن الأداة هي التي تعبر عن نفسها بنفسها وهي التي تحدد مكانتها الشعرية، وكل ذلك بأسلوب متين وبسيط يتناوب فيه الجد والهزل. فالشاعر كما يراه بونج يعبر عن رسالة حياتية عن طريق مراقبته للأشياء والتعبير عنها، بيد حتى مراقبة الأمور لا تعني إهمال الإنسان، بل إذا هذه الأمور تشكل جزءاً من واقع الإنسان، وهي تقدم ببلاغتها ونادىبتها فرحاً كبيراً للقارئ. إلى غير ذلك يتمكن من تحقيق ما يقدر الأدب وحده على تحقيقه؛ ألا وهو«إعادة خلق العالم، مع جميع ما تحمله حدثة إعادة خلق من معان كثيرة أي صياغة العالم وتجديده وإعادة خلقه».
اعماله
وخط بونج: «اثنا عشر نصاً صغيراً» (1926) Douze petits écrits و«الديوان الكبير» (1961) Le Grand Recueil، و«من أجل الشاعر ماليرب» (1965) Pour un Malherbe، و«الصابون» (1967) Le savon، و«مصنع المرج» (1971) La Fabrique du pré، و«ممارسات في الكتابة» (1984) Pratiques d‘écritures.
انصب اهتمام بونج على الألفاظ في اللغة، إذ رأى حتى المفردات تؤلف عالماً واقعياً خصباً، لا يختلف عن عالمنا الذي نعيش فيه، وزعم حتى كثيراً من الألفاظ يفقد صفاءه وألقه من كثرة استعماله، ولهذا اهتم بفهم التأصيل اللغوي، فتتبع أصول الألفاظ وتطورها ودلالاتها، وانتخب منها ما يسعف قريحته ومعانيه. وكثيراً ما كان يحتفي ببعض الألفاظ التي تتطابق أشكال حروفها مع معانيها ومدلولاتها. وكان يبشر بولادة ألفاظ أُشربت معانٍ جديدة.
كان بونج منفتحاً على الفنون الأخرى، فشارك في المعارض، وزيّّن بعض نصوصه برسوم لرسامين كبار. وشارك في برامج إذاعية وتلفزيونية، وكان يقرأ أعماله أمام الجمهور ويلقي المحاضرات حول شعره داخل فرنسة وخارجها. ومما يؤكد على مكانته الأدبية ما خطه عنه معاصروه مثل سارتر إذ نطق «لقد خط بونج بعض القصائد الرائعة بأسلوب حديث تماماً وبطبيعة مادية خاصة به. وتجدر الإشارة إلى حتى محاولته تلك هي من أطرف المحاولات وأهمها في هذا العصر». ونطق ألبير كاموفي حديثه عن ديوان «الانحياز للأشياء»: «جعلني الكتاب ولأول مرة أشعر حتى الشيء الجامد هومصدر لا يضاهى للانفعال والحساسية والذكاء». أما موريس بلانشوMaurice Blanchot فقد خط قائلاً: «استطاع فرانسيس بونج عن طريق اللغة والأسلوب حتى يكتشف حقيقة الأمور، وحقيقته محرراً فذاً، إنه متوثب الحيوية وسريع وواثق من حركاته وصوره». وقد لاقت أعمال بونج تقديراً رسمياً عبرت عنه الأكاديمية الفرنسية حين منحته جائزتها الكبرى للشعر عام 1984.
المصادر
ميساء سيوفي. "بونج (فرانسيس ـ)". الموسوعة العربية.
وصلات خارجية
- [1]'The Table' (excerpts), World Literature Today, September-October 2006, pp. 52-55.
- Preface to a Bestiary a fascicle.com
- An analysis of Ponge's works (in french)
نطقب:France-writer-stub
