رحلات على ظهر حمار في السيڤان

صورة الغلاف الأصلي للكتاب، رسمها والتر كرين

رحلات على ظهر حمار في السيڤان Travels with a Donkey in the Cévennes (في 1879) هوأحد أوائل أعمال روبرت لويس ستيڤنسون المنشورة وتعتبر عملاً رائداً في أدب الأنشطة الخلوية.

بعد تلك الرحلة الفرنسية الأولى (رحلة بحرية في كانوفي أنهار الشمال) التي انتهت، بعد جميع شيء، على خير، استقر ستيفنسون بعض الوقت في باريس حيث عاش في الحي اللاتيني حياة بوهيمية كان يحلم بها منذ زمن، حيث كان في أوقات فراغه يتجوّل مع امرأته الجديدة فاني في أروقة متحف اللوفر. وإذ كان على فاني حتى تعود الى انكلترا لتطلّق زوجها الأول حتى تتمكن من الزواج من ستيفنسون، عثر هذا الأخير نفسه وحيداً ومن غير أي عمل يقوم به فتوجه الى قرية موناسيتيه في الريف الفرنسي، وهناك اقتنى أتاناً (أنثى الحمار) وضع عليها لفافات أوراقه وحقيبة ثيابه، وانطلق في تلك الرحلة الجديدة عبر منطقة السافان الفرنسية، الرحلة التي بدأها يوم 22 أيلول (سبتمبر) 1878 في وقت كان القراء في لندن قد بدأوا يقرأون فيه فصول كتاب رحلته الأولى.

خريطة المسار

وكانت الرحلة الجديدة هي التي ستشكل مادة كتابه التالي «رحلات على ظهر الحمار في السافان». كان اسم الأتان «مودستين». وكانت بطيئة الحركة الى حد مدهش كما سيروي ستيفنسون في كتابه. فما العمل،يا ترى؟ نُصح بأن يهمزها باستمرار، فنجحت الخطة وراحت مودستين تخب خبباً بحيث «صرت أنا، كما يقول ستيفنسون، من فوري، أسعد حيوان في فرنسا». والحال ان ستيفنسون سيروي في كتابه، وبكل سعادة، كيف من الممكن أن ان تلك الرحلة التي قام بها سيراً على الأقدام في صحبة مودستين، تحولت لتصبح بالنسبة إليه رحلة تعليمية حقيقية «فعند جميع منعطف طريق، كان مشهد خلاب يتراءى أمام عيني... ولكن في الوقت نفسه كان سرعان ما يلوح أمامي صفحة من تاريخ فرنسا ليس عليّ إلا حتى أفك رموزه وأبدأ بربطه بالمشاهد والتواريخ والصفحات الأخرى». إلى غير ذلك إذ يصل الى منطقة جيفودان الضارية، يتأمل المشهد، لكنه في الوقت الذي يستعيد صورة الذئب المتوحش الذي تقول الحكاية انه عاش في المنطقة قبل زمن وأخذ يرهب السكان ويأكل الأطفال... وطوال الطريق هناك جابه ستيفنسون، بجهد حقيقي، جميع تلك الهواجس التي لم تكف عن ملء تاريخ فرنسا كله: الطرقات الصعبة، الظلام، النُزُل الصغيرة التي يصعب على أي كان حتى ينام أويعيش فيها، مخاوف الفلاحين القديمة. ولكنه في لقاء هذا كان، ووفق تعبيره الخاص، لا يكف عن «مجابهة رموز عظمة التاريخ الفرنسي: الأديرة الضخمة العتيقة، سماء الحجيج المكوكبة، نضال الثوار على مدى التاريخ، إخوة الرغيف المتقاسم كما في الأناشيد الإنسانية، ثقافة الرواة الشفهيين...». جميع هذا شاهده ستيفنسون وأحسه خلال رحلته تلك، ثم عبّر عنه في كتابه ليقول ان تلك الأيام التي قضاها وحيداً في صحبة جغرافية فرنسا وتاريخها، كانت مدرسته الحقيقية التي فهمته ان «لا شيء مما هوانساني يمكن حتىقد يكون غريباً». ومن هنا كان يحلولستيفنسون لاحقاً حتى يطلق على رحلته تلك لقب «رحلة الإنسان بحثاً عن انسانيته...».

الهامش

المراجع

المصادر

The Annotated 'Travels with a Donkey in the Cévennes', at Wikisource.
- Background to text
, at Project Gutenberg.
, at Internet Archive - scanned books.
Travels with a Donkey in the Cevennes and Selected Travel Writings, Oxford University Press, USA (January 1, 1993) ISBN 0-19-282629-8

على خطاه

Stevenson Trail GR70, includes map of route.
John Alexander Hammerton. . Bristol, J. W. Arrowsmith; etc., 1907. From Internet Archive. Romantic and delightful views of the trail taken by bicycle about 25 years after Stevenson's trip.
Christopher Rush, To Travel Hopefully (2005), ISBN 1-86197-793-X - powerful personal memoir by Scottish novelist who re-traces Stevenson's journey.
Hillary Macaskill and Molly Wood (2006). Downhill All The Way: Walking with donkeys on the Stevenon Trail. Two British ladies tackle the trail in stages with often humorous results.

غيره