ابن ميمون البغدادي
محمد بن المبارك بن محمد بن ميمون البغدادي (بعد 589 هـ/1193م) عالم بالأدب. صاحب كتاب «منتهى الطلب من أشعار العرب»، كذا ورد اسمه في مقدمة كتابه المذكور، ووهم صاحب «كشف الظنون» حين نطق: «هوعلي بن ميمون بن الحسين المالكي الفاسي، المتوفى 917هـ».
لم تذكر خط التراجم شيئاً عن هذا الرجل، ولايعهد عنه إلا ما ذكره هونفسه في مقدمته المقتضبة لكتابه «منتهى الطلب»، ويفهم من هذه المقدمة أنه من فهماء بغداد في أواخر المئة السادسة، وأنه من تلاميذ أبي محمد عبد الله بن الخشاب النحوي اللغوي (ت567هـ) إذ قرأ عليه كثيراً من القصائد التي اختارها ولاسيما «المفضليات»، كما قرأ على شيخ آخر هوأبوالفضل بن ناصر (ت550هـ)، والناظر في كتاب «منتهى الطلب» يقف على شيوخ آخرين كابن السمين وابن خطاب.
منتهى الطلب من أشعار العرب
ويفهم من هذه المقدمة أيضاً حتى ابن ميمون كان مولعاً بجمع الأشعار، يفتش عنها في مظانّها في جميع مخطة وخزانة حتى تهيأ له حتى يجمع من الشعر ما لم يجمعه أحد قبله، فاختار أجود ما نطقه الشعراء وأفصحه، وعني بالقصائد المطولة ولم يلتفت إلى المبترات إلا قليلاً، نطق في المقدمة: «هذا كتاب جمعت فيه ألف قصيدة اخترتها من أشعار العرب الذين يُستشهد بأشعارهم… وجعلته عشرة أجزاء، وضمنت جميع جزء منها مئة قصيدة، وخطت شرح بعض غريبها في جانب الأوراق، وأدخلت فيها قصائد المفضليات، وقصائد الأصمعي التي اختارها ونقائض جرير والفرزدق، والقصائد التي ذكرها أبوبكر بن دريد في كتاب له سماه «الشوارد»، وخير قصائد هُذيل، والذين ذكرهم ابن سلام الجمحي في كتاب «الطبقات»، ولم أخلّ بذكر أحدٍ من شعراء الجاهلية والإسلاميين الذين يُستشهد بشعرهم إلا من لم أقف على مجموع شعره ولم أره في خزانة وقف ولاغيرها، وإنما خطتُ لكل أحد ممن ذكرت أفصح ما نطق وأجوده، حتى لوسبر ذلك عليّ منتقدٌ بفهم عهد صدق ما قلت».
ولم يراع ابن ميمون ترتيباً معيناً، واعتذر لذلك حين نطق: «ولما أردت حتى أجمع هذا الكتاب على ترتيب الشعراء وتقديم بعضهم على بعض لم يمكنني، لأنه لم يتفق أني أقف على ذلك على ترتيب فأعذر في ذلك، وإنما قدمت كعب بن زهير وختمته بهاشميات الكميت تيمناً وتبركاً…».
ومع ذلك فثمة ما ينتظم بعض اختياراته كمناقضات جرير والفرزدق، والمختار من شعر هذيل، والمختار من المفضليات.
ومن الجدير بالذكرأن ابن ميمون اختار قصائده هذه بين عامي 588-589هـ في بغداد وقد جاوز الستين كما نطق.
ومهما يكن فإن كتاب «منتهى الطلب» هوأكبر موسوعة للشعر العربي في الجاهلية والإسلام، وتعود أهمية الكتاب إلى ما احتواه من قصائد مطولة هي من عيون الشعر في هذين العصرين، وتزداد أهمية هذا الكتاب إذا عُرف حتى بعض هذه القصائد خلت منها دواوين أصحابها المطبوعة، كما حتى ابن ميمون اختار لعدد من الشعراء المغمورين الذين لا يعهد عنهم شيء، كما ساق شعراً لشعراء لا تذكر لهم خط الأدب واللغة إلا القليل من الشواهد الشعرية، وبذلك استطاع حتى يحفظ للمخطة كثيراً من الشعر الذي جمعه من الدواوين ومن أشعار القبائل ، ولولاه لضاع كثير من عيون الشعر العربي، وقد عوّل عليه بعض المتأخرين كالبغدادي والسيوطي.
وتجدر الإشارة أيضاً إلى حتى كثيراً من صانعي الدواوين في هذه الأيام عوّلوا على هذا الكتاب في جمع أشعار الشعراء وصناعة خط الاختيارات، ككتاب «قصائد جاهلية نادرة»، و«شعراء إسلاميون»، و«شعراء أمويون»، وسواها.
وقد طبع الكتاب في تسعة مجلدات، وهذه المطبوعة تمثل نصف الكتاب تقريباً، ومازال الناس ينتظرون باقي مخطوطاته التي لم يُعثر عليها حتى اليوم.
خطه
- منتهى الطلب من أشعار العرب، مجلدان منه، ذكر في مقدمته أنه جمع فيه ألف قصيدة اختارها من أشعار العرب الذين يستشهد بأشعارهم، وجعله عشرة أجزاء، في جميع جزء مئة قصيدة.
المصادر
نطقب:الموسوعة العربية
المراجع
- محمد بن المبارك، منتهى الطلب من أشعار العرب، تحقيق محمد نبيل طريفي (دار صادر، لبنان 1999).