سلام العروس بن أحمد مزائري الإدريسي
سلام العروس بن أحمد مزائري بن علي حيدرةالإدريسي هوالولي سيدي سلام وهوحفيد رابع الحكام اللفسة الذين حكموا المغرب.
التسمية
لقب بالعروس، ذلك أنه كان عريسا عندما انتدبه أبوه الناسك أحمد مزائري بن علي حيدرة في مهمة الإقامة عند قبائل مجاورة لقبيلة سماتة التي بها قلعة حجر النسر معقل أسرته الأخير، بعد حتى أطيح بنظام حكم اللفسة وتشتتهم في مختلف الأصقاع متنكرين ومخفين أصلهم وشرف نسبهم. وأعتقد حتى كنية الإدريسي ستختفي لقرون قبل بروزها من جديد.
§ سبب تسمية قبيلة بني عروس :
يُفهم سبب تسمية القبيلة ببني عروس من سيرة مجيء الولي الصالح سيدي سلام بن مزائري إليها. روي في سيرة مجيئه إليها وتسميتها بهذا الاسم إذا سبب ذلك يرجع إلى حتى بعض قبائل الهبط المجاورة لقلعة حجر النسر قد اجتمع منهم بعض الطوائف التي كانت تحب البيت النبوي الشريف وتخدمه رغبة منها فيما عند الله من الأجر والثواب قد دفع بهم لآل البيت الكرام إلى حتى يأتوا ببعض العائلة الإدريسية ويسكنوها بينهم تبركا بآل بيت النبي صلى الله عليه وسلم. فاجتمع ثمان طوائف هم :
(1) أولاد العافية ، (2) وأولاد بوحراث ، (3) وأولاد الرواص وكانوا يعهدون بأولاد عبد الله (4) وأولاد النقموش (5) وأولاد الكعموش (6) وأولاد سبُّو(7) وأولاد الحايك (8) وأولاد العبورى.
انتدبت هذه الطوائف أفرادا عنها فمضىوا إلى قلعة حجر النسر وكان رئيس العائلة الإدريسية العابد الناسك الولي الصالح سيدي مزائري ولم نفهم له اسما غيره وحدثة مزائري كانت تطلق على رئيس القوم ونقيبهم، وكان رحمه الله رجلا ديناً خيرا من أهل الخير والصلاح ، فاتصلوا به واقترحوا عليه وجهة نظرهم وطلبوا منه أحد أولاده ليقيم بينهم تبركا بأهل البيت النبوي الشريف فما كان منه إلا حتى لبى طلبهم وحقق رغبتهم فانتدب معهم بعض أبنائه، بعد حتى أجرى عليهم اختبارا دقيقا لم يتفطنوا له ، فجعل يدعوأبناءه ويختبرهم واحدا واحدا بسؤال كان يلقيه عليهم وهو : يا ولدي من يعمل معك الخير في حياتك ماذا تعمل معه أنت ،يا ترى؟ فيقول طبعا أعمل معه الخير، ومن يعمل معك الشر ،يا ترى؟ فيقول طبعا أعمل معه الشر، ثم يهجره وينادي غيره ، إلى غير ذلك إلى حتى وصل إلى ولده المسمى سلام ، وكان عريسا فناداه وألقى عليه السؤال المذكور، فأجابه عليه بقوله : يا أبت من خلق معي الخير صنعت معه مثله ، ومن خلق معي الشر صنعت معه الخير وبالغت فيه حتى يغلب خيري على شره ، فنطق له يا ولدي أنت الذي تصلح لمعاشرة الناس لما أعطاك الله من مكارم الأخلاق والصبر على المكروه ثم ذكر له الغرض المذكور الذي اتى الناس من أجله ، فنطق له يا أبت أنا في طاعتك ورضاك اعمل ما بدا لك تجدني شسع نعلك فلا أعصي لك أمرا ترى فيه صلاح حياتي. فأمره بالاستعداد للتوجه صحبة القوم والإجابة إلى ما طلبوا. ولما أخذوه صحبة زوجه العروس وأرادوا مفارقة القلعة أوصاه بتقوى الله والصبر والسماحة في معاشرة القوم ، ثم نادى لهم بالخير والبركة والاستقامة في طاعة الله تعالى ، ونطق لهم قد أعطيتكم »ابني عروسا» فكونوا منه كما تكونون لأنفسكم وأهليكم فهوواحد منكم وإليكم ، ثم ودعهم وانصرفوا به أيبين إلى حتى بلغوا إلى أرض تدعى البيمل بالقرب من مدشر مجمولة حيث يوجد مدفنه اليوم وكانت تلك الأرض ملكا لأولاد الرواص إحدى الطوائف الثمانية المتقدمة الذكر، وكانت أرضا زراعية خصبة تقرب من الوادي فأعجبه المقام بها فسكنها بعد حتى أهداها له مالكها الرواص قائلا له في هديته له : » قد أهديتها لك مجمولة » ثم بنيت قرية قريبة من الموضع المذكور وأطلق عليها اسم مجمولة يسكنها اليوم حفدة الولي الصالح العروس سيدي سلام، كما يوجد من بينهم بها حفدة الرواص المذكور. فسكن الولي الصالح بينهم حتى توفي ودفن بها، ولم يخلف سوى ولد واحد اسمه عيسى.
ضريح الولي الصالح سيدي سلام (العروس) بن أحمد (مزائري) ببني عروس
يقع ضريح سيدي سلام بن مزائري رحمه الله، بخارج قرية مجمولة بموضع يدعى » البَيْمَل » من قبيلة بني عروس بالقرب من سوق الخميس (انظر الخرائط المرفقة).
ذريته
1. سيدي عيسى بن سيدي سلام العروس
كانت بعض الطوائف المذكورة تنازعت في أخذ الضيف الكريم سيدي سلام العروس ، جميع واحدة ترغب حتى تأخذه معها، وتنزله في بلدها لتفوز بشرف البيت النبوي بين أهلها وذويها، فاختار هوالنزول بالموضع الذي هوفيه لجماله وخصوبة أرضه وحسن مسقطه ، فكان قلب قبيلة بني عروس. ثم سقط نزاع بين الطائفتين القويتين في أخذ ولده السيد عيسى المذكور، وهما طائفة أولاد العافية المجودة أحفادهم إلى الآن، بقرية » مَرْج حمود» ويعتبر أهلها إلى الآن من أقوى قرى بني عروس كما وكيفا وعددا، وطائفة أولاد بوحراث الموجودة أحفادهم إلى الآن بقرية »مجازليين» ولم تكن الطائفة المذكورة أيضا بأقل من الأولى بل هي تماثلها في جميع ما لها، فغلبت طائفة أولاد العافية منازعتها في الولد المذكور فأخذته وأسكنته بالقرب من قريتها، وقامت بخدمته إلى حتى توفي رحمه الله ، ودفن بالموضع الذي هوفيه إلى اليوم بالقرب من قريتهم ولم يخلف سوى ولد واحد اسمه »بوحرمة» أخذته إلى قريتها طائفة أولاد بوحراث، ولأبيه المذكور مشهد عظيم مروع بأسفل قرية بوعمار المجاورة لقرية مْرج حمود التي يسكنها اليوم حفدة الولي المذكور، وإن دلت تلك المشاهد الفخمة المبنية في وسط الغابات المحيطة بالأشجار الباسقة فإنما تدل على مقدار اعتناء المحبين للبيت النبوي الكريم باعتناء »أهل البيت الشريف». وتوجد حتى الآن عادة لأحفاد أولاد العافية متبعة من لدن أجدادهم خلفا عن سلف، وهي أنهم يفتتحون موسم الحرث بتحظير ضريح الولي المذكور، والمقبرة المحيطة به من جميع سنة. فظلت بركة هذه النية الصالحة عبر العصور الغابرة ميزة لأهل هذه القرية في لمّ ضمهم وجمع حدثتهم إلى الآن ، وهي ظاهرة فريدة لهم حتى حتى الحدثة والرأي في بني عروس كان يرجع إليهم فيها، ولوأتيت قريتهم وخبرت مجتمعهم ووفاقهم ومكان القوة والشدة منهم نساء ورجالا أخذك العجب منهم ولتحققت حتى صلاح الفرع من صلاح أصله فهي عهود محفوظة من الآباء توارثتها الأبناء، ثم يتأكد ذلك بلا ريب أنهم فازوا بدعوة خير مستجابة تخلدت بركتها في أعقابهم إلى اليوم وإلى ما بعده إذا شاء الله، ولن يزال ذلك مضمونا لهم إلى حتى يغيروا ما بأنفسهم من عهود أسلافهم وأجدادهم لا قدر الله ذلك. )عن كتاب الحصن المتين... ج 2 ، ص 36(
2. الولي سيدي بوحرمة بن سيدي عيسى بن سيدي سلام العروس
وأما ابن سيدي عيسى فهوالولي الصالح سيدي بوحرمة الذي أخذته طائفة أولاد بوحراث ، فإنهم آووه وأسكنوه بينهم وقاموا بخدمته إلى حتى توفي ودفن بالموضع الذي هوفيه بالقرب من القرية المذكورة ، والملاحظ على أهل هذه القرية من أعقاب الطائفة المذكورة أنهم من أهل الشدة والقسوة بالإضافة إلى حتى لهم سمعة طيبة كما أنهم من أهل الخير والدين والصلاح.
3. الولي الصالح سيدي علي بن سيدي بوحرمة بن سيدي عيسى بن سيدي سلام العروس
هوالمدفون بأرض أوج على حرف الوادي الذي نسب إليه ينطق له : «وادي سيدي على » وهذا المكان لا يبعد عن ضريح جده سيدي سلام العروس إلا بمئات الأمتار. ويشرح لنا النسابة الحاج الطاهر بن عبد السلام اللهيوي في كتابه كتاب الحصن المتين للشرفاء أولاد مولاي عبد السلام مع أبناء عمهم الفهميين، الذي نعتمده من بين مصادرنا، فيقول : وأما سوق الخميس المنسوب إليه فإنما انتقل من مقره الأول بسيدي هدى إلى المكان الموجود فيه الآن حوالي 1315 هجرية. وتوجد حول هذا الضريح مقبرة للمجاورين له من بني الأحفاد والأعمام والغرباء، وعلى الضريح المذكور حوش من الحجارة دون طين وكانت توجد عليه حظيرة متقنة من عود البري لا تفارقه أبدا من خلق الجوار ولم يكن له رحمه الله سوى ولد واحد اسمه «أبوبكر».
4. سيدي أبوبكر بن سيدي علي بن سيدي بوحرمة بن سيدي عيسى بن سيدي سلام العروس
هوالجد الجامع لجميع شعب نسب الفهميين ، الذي عاش حياته بقرية «الحصن» وله جميع أولاده بها، وتوفي بقرية عين الحديد ودفن بغابة الدك القريبة منها وله مشهد عظيم يظهر للمارة بطريق السيارات في توجهه إلى سوق الخميس.
قبيلة بني عروس في عصرنا الحاضر
تفيدنا مفهمة المغرب (ج5 ، ص 1542 و1543) في مادة بني عروس، أنها : قبيلة تقع بناحية جبالة (إقليم العرائش حالياً) وتحيط بها قبائل : جبل حبيب، بني يدر، بني حزمر، بني ليت ، الأخماس ، بني يسف ، سماتة ، بني كرفط ، بداوة، امزورة. وتقدر مساحتها بـ 492 وقع مربع ، سكانها يتحدثون باللهجة العربية الدارجة ، والمركز الرئيسي للقبيلة هوقرية تازروت، كما حتى القبيلة تتوفر على خمسة وسبعين مسجدا وواحد وأربعين ضريحا وزاويتين وثمانية وسبعين كتابا قرآنيا وست مدارس للتعليم الديني الثانوي.
تنقسم القبيلة إلى ست فرق هي : ورا الظهر (18 مدشرا) والعزابة (17 مدشرا) ويدلول (14 مدشرا) وبني أومراس (12 مدشرا) وابياط (10 مداشر) وفرقة المداشير (7 مدشرا).
وفي النظام الإداري تنقسم القبيلة إلى جماعتين قرويين هما : جماعة تازروت وجماعة خميس بني عروس ، وهناك جزء من القبيلة العروسية تم ضَمُّهُ إلى جماعة أربعاء العياشة.
ولاهتمامنا هنا بقبيلة بني عروس على الخصوص، أكثر من سبب يذكر ؛ عملاوة عن علاقتها بالولي الصالح سلام العروس، يمكن الإشارة إلى أنه بمنطقتها الجغرافية يوجد جبل العَلَم الذي ينسب اسم الفهميين إليه، وبقنته ضريح سلفنا القطب مولانا عبد السلام بن مشيش بن أبي بكر، كما أنها تحوي مقابر وأضرحة لعدد كبير من أسلافنا ما زالت معروفة كما بينت ذلك سابقا، وهي قِبلة للزائرين منذ أمد طويل.
