بيان لوزارة الخارجية السودانية حول تطبيع العلاقات المصرية - الإسرائيلية
بيان لوزارة الخارجية السودانية حول تطبيع العلاقات المصرية - الإسرائيلية، الخرطوم، منشور من "الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1980، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 16، ط 1، ص 81 - 82"، عن جريدة الأيام، الخرطوم، العدد الصادر في 26 فبراير 1980.
المنشور
لقد ظل السودان ملتزما بما أجمعت عليه الأمة العربية من حتى القضية الفلسطينية هي جوهر الصراع العربي - الإسرائيلي.. وأن الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط لا يمكن تحقيقه دون الوصول إلى حل تام وعادل يرتكز على هذه الحقيقة، ويقوم على الانسحاب الكامل لإسرائيل من جميع الأراضي العربية المحتلة بما فيها القدس الشريف واستعادة الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني بما فيها حقه في إقامة دولته المستقلة على أرضه بقيادة منظمة التحرير الفلسطينية ممثله الشرعي الوحيد.
وان السودان يؤيد جميع جهد سلمي مخلص ما دام يحقق هذه الأهداف الثابتة، بيد حتى السودان في الوقت نفسه، والتزاما بهذه الأهداف، يعارض أي عمل يقصر عما أجمعت عليه الأمة العربية ولا يقبل بأية خطوة من شأنها حتى تكرس الحلول الجزئية لقضية العرب المصيرية أوتمس بحقوق الشعب الفلسطيني، ومن خلال هذه المبادئ والأهداف يتحدد موقفنا من قيام أية دولة عربية منفردة بعقد صلح مع إسرائيل أوتبادل التمثيل الدبلوماسي معها.
لقد أقدمت جمهورية مصر العربية اليوم 26 فبراير [شباط] 1980 على تطبيع علاقاتها مع إسرائيل وتبادلت معها السفراء.
وفي هذا الشأن يود السودان حتى يبدي:
أولا: ان العلاقات الأزلية والأخوية بين الشعبين المصري والسوداني ليست ولم تكن في يوم من الأيام في موضع الشك، وقد أعرب السودان حرصه الأكيد وتمسكه بهذه العلاقات التاريخية.
ثانيا: ان السودان يشعر في هذا اليوم بالحزن العميق والأسف البالغ لإقدام مصر- وهي قلب الأمة العربية - على تطبيع علاقاتها مع إسرائيل وتبادل التمثيل الدبلوماسي معها بينما لا تزال إسرائيل المعتدية تحتل أجزاء عزيزة من الوطن العربي بما فيها القدس الشريف، وما يزال الشعب الفلسطيني مشردا، وما تزال إسرائيل ماضية في أطماعها وسياساتها التوسعية.. وإقامة المستوطنات في الأراضي العربية.
ثالثا: ان السودان سيظل يرقب الموقف وما يترتب في المستقبل ويتخذ ما تمليه عليه قناعاته والتزاماته القومية.
رابعا: ان السودان يؤكد عزمه على مواصلة النضال مع أشقائه العرب ضد العدوالصهيوني ومن أجل تحقيق الأهداف التي أجمعت عليها أمتنا العربية، وذلك ضمن استراتيجية عربية موحدة يرى السودان ضرورة الاتفاق عليها وتطبيقها في الفترة الهامة المقبلة.
المصادر
- موسوعة مقاتل من الصحراء