توفيق أبو الهدى

عودة للموسوعة

توفيق أبوالهدى

توفيق أبوالهدى
رئيس وزراء الأردن
في المنصب
4 مايو1954 – 30 مايو1955
العاهل الملك حسين
سبقه فوزي الملقي
خلفه سائد المفتي
رئيس وزراء الأردن
في المنصب
25 يوليو1951 –خمسة مايو1953
العاهل الملك طلال
سبقه سمير الرفاعي
خلفه فوزي المالكي
تفاصيل شخصية
وُلِد 1895
عكا، فلسطين
توفي 1956
عمان
الحزب مستقل
الدين الإسلام السني

توفيق أبوالهدى (1895- 1 يوليو1956) سياسي أردني، تولى رئاسة وزراء الأردن إثنتا عشر مرة.

ولد في مدينة عكا عام 1895 وهوينتمي إلى أسرة التاجي الفاروقي المعروفة في الرملة في فلسطين تلقى دراسته الابتدائية في الرملة والثانوية في بيروت، والتحق بالمخط السلطاني في أسطنبول. وأخذ يفهم الحقوق لمدة ثلاث سنوات عام 1915 دعي للخدمة العسكرية وعين ضابط احتياط. وخدم مأمور للحسابات في جبهة العراق وإيران وحلب حتى انسحبت القوات العثمانية من سوريا. وفي أكتوبر 1918 عُين محررا في مدرسة الحقوق في سوريا الداخلية وظل يخدم فيها إلى ما بعد استيلاء الفرنسيين على دمشق بنحوعامين (1919-1922). ثم انتقل أبوالهدى من دمشق إلى عمان عام 1922 وعين مديراً للواردات، وخلال السنوات الست استطاع أبوالهدى ان يتدرج وبسرعة في سلم المناصب ذات المسؤولية، من مديراً للواردات إلى مديراً للمحاسبة العامة إلى مديراً لدائرة تسجيل الأراضي، وعضوفي المجلس التطبيقي عام 1928 إلى حتى عين سكرتيراً عاماً للحكومة عام 1929. وتولى رئاسة المجلس التطبيقي في سبتمبر 1938.

دوره السياسي

بعد استقلال المملكة الأردنية الهاشمية في 1947، عُين أبوالهدى رئيساً للوزراء مرة أخرى، وعمل على تقليل الاعتماد على المملكة المتحدة. وفي يناير 1948، بأمر من الملك عبد الله، سافر أبوالهدى سراً إلى لندن ليلتقي وزير الخارجية البريطاني إرنست بيڤن للحصول على موافقته على حتى تضم الأردن الأراضي المخصصة للعرب في خطة تقسيم فلسطين، مع التعهد بألا يتوغل الأردنيون إلى الأراضي الممنوحة لليهود. وقد حصل على الموافقة. وقد كان رئيس وزراء الأردن طوال حرب فلسطين 1948 وقام فيها الأردن بضم الضفة الغربية.

بعد اغتيال الملك عبد الله في يوليو1951 في القدس، استنطق رئيس الوزراء سمير الرفاعي، وتولى أبوالهدى الوزارة مرة أخرى.

وكان رئيس الوزراء لمعظم عهد الملك طلال، وكما شهد عهده انطقة الملك طلال.


وزاراته

تولى منصب رئاسة الوزراء اثنتا عشر مرة. الثانية منها فيستة أغسطس 1939 والعاشرة في 30 سبتمبر 1952 .

× التشكيل الاستنطقة الملك
1 28 سبتمبر 1938 6 أغسطس 1939 الملك عبد الله الأول
2 6 أغسطس 1939 24 سبتمبر 1940 الملك عبد الله الأول
3 25 سبتمبر 1940 27 يوليو1941 الملك عبد الله الأول
4 29 يوليو1941 18 مايو1943 الملك عبد الله الأول
5 19 مايو1943 14 أكتوبر 1944 الملك عبد الله الأول
6 18 ديسمبر 1947 3 مايو1949 الملك عبد الله الأول
7 7 مايو1949 12 أبريل 1950 الملك عبد الله الأول
8 25 July 1951 7 سبتمبر 1951 الملك طلال
9 8 سبتمبر 1951 27 سبتمبر 1952 الملك طلال
10 30 سبتمبر 1952 5 مايو1953 الملك حسين
11 4 مايو1954 21 أكتوبر 1954 الملك حسين
12 24 أكتوبر 1954 28 مايو1955 الملك حسين

انتحاره

توفيق أبوالهدى مع الملك حسين.

وفي 1 يوليو1956، عُثر على جثة توفيق أبوالهدى مشنوقاً في حمام منزله.

ويروي ناصر الدين النشاشيبي في كتابه " سنوات في مصر " في صفحة رقم 401 والنشاشيبي من أبرز المصادر التاريخية التي يعتمد عليها في هذه المواضيع لانه كان الناطق الرسمي باسم الملك عبد الله ومن أبرز موظفي الديوان الملكي الأردني قبل حتى يهاجر إلى مصر ليشغل وظيفة رئيس تحرير لجريدة الجمهورية وكان صديقا شخصيا للملك حسين الذي قلده قبل وفاته - وفاة الملك -أعلى الأوسمة الأردنية.

في شهر يوليوعام 1956 عثر رئيس الوزراء الاردني توفيق أبوالهدى مشنوقا في حمام منزله ... وتكتم القصر على الجريمة ولكن اخبارها تسربت الى الناس وتعددت التفسيرات ... فالقصر اعلن ان رئيس الوزراء قد انتحر ... بينما نطقت مصادر المعارضة ان الامير نايف عم الملك حسين هوالذي كتف رئيس الوزراء وشنقه حتى يظهر الامر انتحارا بسبب دور رئيس الوزراء في استبعاد نايف بعد عزل اخيه الملك طلال واختيار حسين بن طلال ملكاً بدلاً من عمه الذي كان وصيا على العرش ويرى نفسه أحق بالحكم.

أما ناصر الدين النشاشيبي فيشير إلى سبب آخر تقشعر له الأبدان حيث يقول : " حتى العلاقة الخاصة والمثيرة للفزع والشك مع الدهشة والتي كانت تشد أبوالهدى إلى كريمته الوحيدة سعاد قد أرغمته في نهاية العمر على حتى يودع الحياة ".

ملخص سيرته من النشاشيبي

في منطق في جريدة الشرق الأوسط فيستة سبتمبر 2001، خط ناصر الدين النشاشيبي:

كانت دائرة عملي الصحفي تكبر وتتسع لكي تضم بلدان العراق ولبنان وسوريا والاردن..! والاردن هو«اقرب» بلد الى فلسطين، والاردن هو«ابعد» بلد عن فلسطين! والمعنى الجغرافي، لم يخفف من ويلات المعنى السياسي! والارض التي ارادها «الشريف» الحسين بن علي في ثورته الكبرى ضد الاتراك ان تكون جزءا «حرا» من الوحدة العربية الكبرى، هي نفس الارض التي ارادها الاستعمار البريطاني ان تكون جزءا من الوطن القومي اليهودي ـ جنبا الى جنب ـ مع فلسطين المستسلمة للانتداب البريطاني بموجب المادة 22 من ميثاق عصبة الامم! وبلاء الاردن القادم اليه من اصدقائه الانجليز بعد الحرب العالمية الاولى، هومقدمة ويلات الاردن القادمة اليه من اعدائه اليهود بعد الحرب العالمية الثانية! وليس على المواطن العربي العادي الا ان يطلع على تعبير معينة وردت في الكتاب القديم والمشهور للمستشرق والسفير البريطاني السابق في العاصمة الاردنية السير «اليك كيركبرايد» وهي في الصفحة 19 وتعود الى يوليوعام 1920 وتقول بالحرف الواحد «كانت حكومة صاحبة الجلالة البريطانية مشغولة جدا في اقامة ادارة مدنية في فلسطين، غرب نهر الاردن ولا يهمنا مطلقا الالتفات اوالتفكير في مناطق اخرى نائية وقاحلة تقع على الشرق من نهر الاردن والتي كان المقصود من وجودها ان تكون ارضا ثانوية تحت الطلب Reserve لكي يتم استعمالها في اعادة توطين العرب بعد ان يتم انشاء الوطن القومي لليهود في فلسطين، ذلك الوعد الذي تعهدت بريطانيا بمناصرته وتطبيقه حتى يصبح حقيقة قائمة». ويكمل السير اليك كيركبرايد ـ وهومن دهاة السياسة الاستعمارية ومهندسيها في الشرق الاوسط ـ كلامه بقوله انه لم يكن لدى بريطانيا اي تفكير في تحويل الارض الواقعة شرق النهر الى دولة مستقلة عربية! وسموم الافعى التي لم ينفثها «كيركبرايد» في اعقاب الحرب العالمية الاولى قد تولى مهمة نفثها رجال من طراز الجنرال «غلوب باشا» و«بيك باشا» خلال الثلاثين سنة التي شهدت مولد الاردن كدولة عربية شبه مستقلة. وتشابكت مصالح البلدين ـ الاردن وفلسطين ـ وتضاربت خطواتهما..! وكان المفروض عند الانجليز، ان يبقى الاردن هوالدولة الحائط اوالسور اوالحاجز الذي يحمي اسرائيل من اخطار العرب في دنيا الشرق، بينما كان المنتظر من الاردن عند العرب انقد يكون القوة الادنى التي تحمي فلسطين من اليهود.

وبسبب احداث فلسطين وحروبها وتقلباتها، خسر الاردن مؤسس مملكته واول ملوكه! وبسبب الاردن وتقلبات احداثه، وبالتحديد بسبب الجنرال غلوب ـ واعوانه ـ وامثاله مع مجموعة من رجال السياسة المراهقين والمحترفين الاردنيين العرب من امثال توفيق ابوالهدى، خسرت فلسطين قلب ارضها في القدس، والمثلث! وغيرهما. وكان المفروض ان تكون الارض واحدة، وانقد يكون المصير واحدا، بدلا من ان يصبح الطرف الواحد مصدر متاعب للطرف الآخر اوان يقع الطرف الآخر ضحية للطرف الواحد! كنت في مصر، على رأس عملي الصحفي، عندما وصلتنا الاخبار المفاجئة بأن «توفيق باشا ابوالهدى» انتحر! ترى من هوتوفيق ابوالهدى،يا ترى؟ انه الشخصية الاولى على مسرح الاردن السياسي منذ عام 1954 حتى عام 1960! وكان استاذنا محمد التابعي يقول لي: ابوالهدى ده مصيبة! وكان حسن صبري الخولي ممثل عبد الناصر يستعيذ بالله من ابوالهدى، وكان صلاح نصر لا يهمه من الشخصيات الاردنية سوى توفيق ابوالهدى. وفي دهاليز السياسة وفي مؤامرات الحرب وفي ممحرر القصر الملكي وفي مؤتمرات لندن وعمان والجامعة العربية، كان توفيق ابوالهدى هو«عامود الخيمة» ومحرك الامور! انه هوالذي نطق للانجليز، ولأرنست بيفن ـ وزير الخارجية ـ بالذات، قبل حرب عام 1948 وقبل وقوع النكبة، ان الاردن سيدخل الى ارض فلسطين مع بقية الجيوش العربية ولكنه لن يتعدى حدود التقسيم.

توفيق أبوالهدى الذي قرر ان يتهرب من مسؤولية تمديد الهدنة الاولى في حرب فلسطين ـ وكان الاجماع العربي بأسره يهدف الى تمديدها بسبب المعونات العسكرية المخيفة التي انهالت على اسرائيل خلال ايام الهدنة مما جعل الموقف برمته ينقلب لصالح اليهود ـ ولكن ابوالهدى الذي كان رئىسا للوزراء قدم استنطقته الى الملك عبد الله ـ فجأة ـ تهربا من مسؤولية الهدنة وخوفا على شعبيته في الشارع العربي! وحسب فهمي، ومعلوماتي، فانه اراد الحصول من الملك عبد الله الاول على اجازة قصيرة يسافر خلالها الى لبنان للراحة والاستجمام بينما كان قصده الحقيقي ان يبقى بعيدا عن المسؤولية عندما بدأ لقاء الوفد الاردني مع الوفد الاسرائيلي في فبراير عام 1949 في جزيرة رودس للتوقيع على اتفاق هدنة دائمة! ولكن اليهود اصروا على انقد يكون توفيق ابوالهدى بالذات على رأس المسقطين الاردنيين مما ارغمه على البقاء في الاردن، وان يتحمل المسؤولية! وعندما ارادت بعض الشخصيات الفلسطينية المشاركة في الوفد الاردني الى «رودس» للمساعدة في رصد المواقع والحدود والمدن والقرى خلال المفاوضات.. اقول عند ذلك، اوعز الى العسكريين الاردنيين برفض الطلب الفلسطيني لان المفاوضات «حسب قولهم» كانت محصورة في النطاق العسكري فقط! وبسبب جميع ذلك، جرت المفاوضات حسب اهواء اليهود وفي ظل التراخي الاردني وضاع المثلث العربي من قلب ارض فلسطين الى اليهود. وسمعت ـ بأذني ـ الدكتور رالف بانش الوسيط الدولي يقول معلقا: ان اليهود طلبوا من العرب اعطاءهم البنطلون فقط، ولكن العرب اعطوهم ـ عن طيب خاطر ـ البنطلون والجاكيت والقميص!! وكان المسؤول الاول والاكبر عن جميع ذلك هودولة السيد توفيق ابوالهدى رئيس الوزراء الاردني. وعندما اغتيل مؤسس المملكة الاردنية، عبد الله بن الحسين، كان السيد سمير الرفاعي رئيسا للوزراء لولا ان الضغوط والممارسات السرية ارغمت سمير الرفاعي على الاستنطقة واتىت بتوفيق ابوالهدى في مكانه. وعندما اتىت الى عمان بعثة رسمية عراقية يرأسها الامير عبد الاله، وتضم نوري السعيد وصالح جبر في مهمة ظاهرها تقديم التعزية في وفاة الملك، ولكن باطنها كان التباحث في امر العلاقة المستقبلية بين بغداد وعمان، بقي ابوالهدى ـ وحده ـ محور التباحث بينه وبين زميله نوري السعيد! وكانت الحقيقة المعروفة لدى الجميع ان توفيق ابوالهدى هوالصديق العزيز المقرب الى قلب نوري السعيد، وانه هوالمحامي الاول لقيام اتحاد هاشمي حديث يضم العراق والاردن، وان الزعيم الفلسطيني الراحل موسى الفهمي هوالذي قام بدور الوسيط في ربط تفكير الرجلين الزعيمين وتشييد روابط الحب والتفاهم بينهما حيث كان توفيق ابوالهدى على صداقة وثيقة مع «الفهمي» عندما اشتغل معه مديرا للمشروع «الانشائي العربي» الذي اسسه «الفهمي» في اواسط الاربعينات في القدس، وكان الجنرال البريطاني «كلاينتون» هوالوسيط، وكان العراق هوالممول لنفقات المشروع برمتها! ولكن.. ورغم جميع ذلك.. ورغم العقول المتجانسة والمصالح المترابطة، وبصورة مفاجئة عجيبة وغريبة لم يتسقطها أحد، ولم ينتظرها اي مسؤول، انقلب السيد توفيق ابوالهدى على سياسة التقارب بين العراق والاردن واعلن الحرب على اي اتحاد هاشمي منتظر أواي تعاون قريب بين البلدين!! كما غسل يديه من نوري السعيد نهائيا! لماذا،يا ترى؟ وما هوالسبب،يا ترى؟ وما هوالسر؟

الجواب جاهز جدا! فقد كان الرجل ـ اعني ابوالهدى ـ ضعيفا جدا امام المال وعندما سافر بدعوة رسمية الى احدى الدول العربية وعاد منها مثقلا بالهدايا والجواهر والمال «النقدي»، لم يستطع مقاومة الاغراء فباع المشاريع والاتحادات والتقارب والضم، وارتمى في احضان الثروة وحبات اللؤلؤ! هذه واحدة.

اما الثانية فقد جرت عندما شعر ابوالهدى ان الشارع الاردني، الذي يحمل للأمير طلال بن عبد الله الكثير من الود والتقدير، راح يتهم الانجليز بانهم يحاربون اسناد العرش الى اكبر انجال الملك عبد الله، فإذ بالسيد ابوالهدى يخوض المعركة وينزل الى الميدان ويتحول الى اكبر محام في الدفاع عن حق «الامير» طلال في العرش الاردني خلفا لوالده، وان الاردن لا يريد الانضمام الى اية وحدة اواتحاد مع العراق قد تسلب «طلال» حقه في العرش الهاشمي الاردني! لقد شاء القدر ان يهيئ للعرب في وجه سياسات ابوالهدى اميرا شابا مثل طلال بن عبد الله والد الحسين بن طلال، اذ بينما كان الامير عبد الله يعمل على اخماد حركة رشيد الكيلاني ضد الانجليز في العراق، كان طلال يرفض علنا قيادة مفرزة عسكرية في اطار القوات البريطانية المتوجهة الى العراق، كما ان طلال حاول تأليب القبائل البدوية في الاردن لاعاقة تقدم القوات البريطانية وهي في طريقها الى العراق مما ادى الى تمرد بعض المفارز العربية في القوة العسكرية التي قادها الجنرال غلوب باشا في الرطبة للقضاء على ثورة رشيد عالي الكيلاني في العراق.

وعندما قرر برلمان الاردن تنحية الملك طلال ـ بسبب تدهور حالته الصحية ـ والمناداة بابنه حسين بن طلال ملكا، مع انشاء مجلس وصاية مكون من ابراهيم هاشم وسليمان طوقان وعبد الرحمن شبيلات.. اقول عند ذلك قرر ابوالهدى ان ينفرد بالسلطة ويتصرف كأي ديكتاتور فرد طاغية لا يجد امامه اي معارض اويعطي لأي مخلوق حق محاسبته! لقد امعن الرجل في تطبيق اوامر الاعتنطق ضد معارضيه واضطهد الصحافة! واستهان بكرامة الرجال واستغل استغلال منافسيه قانون الدفاع كأسوأ استغلال وداس بقدميه على معاني الحريات والكرامات! وقد تسنى لي ان احضر الجلسة التاريخية للمجلس الاردني في 11 نوفمبر عام 1952 وان ألمس مع الاسف والحزن الشديدين مدى الانشقاق الذي طرأ على العلاقة بين الفلسطينيين والاردنيين سواء داخل ذلك البرلمان ام على مستوى الشارع الاردني العام، فقد اوشك ابوالهدى ان يحطم جميع قواعد السياسة الودية التي نتجت بين الاردني والفلسطيني منذ مؤتمر اريحا حتى ذلك اليوم، الى ان اتىت ساعة الخلاص في اليوم الثاني من مايومن عام 1953 حيث تسلم الحسين بن طلال سلطاته الدستورية.

ونزولا عند ارادة الشعب، وتحت الضغوط الشعبية والنقمة العارمة من مختلف انحاء البلاد، قدم ابوالهدى استنطقته. واتىت اول حكومة في عهد الملك ـ الحسين بن طلال ـ برئاسة الدكتور فوزي الملقي..! وكانت اول حكومة في تاريخ الاردن تضمن بيانها الوزاري عبارات جديدة مثل وطنية «دستورية» ومثل «حكم الشعب» و«رغبات الشعب» و«حاجات الشعب».. الخ!. وبادر الملقي ـ وهوالطبيب البيطري الذي لا يفتقر الى الثقافة العامة والذكاء ـ بالافراج عن الفسطينيين وطرد الموظفين المشبوهين وانقلبت الاوضاع من حكم عسكري ظالم كان يقوده توفيق ابوالهدى الى حكم ديمقراطي يرأسه الدكتور فوزي الملقي..! ولكن «ابوالهدى» حتى بعد استنطقة وزارته لم يهدأ ولم يستقر، اذ استمر يعارض وزارة فوزي الملقي ويدس عليها مستعينا بضعف شخصية الملقي وتهاونه وكرم اخلاقه! وكان الملك يعالج ضربات ابوالهدى بدعوة الملقي واعضاء وزارته الى تناول الطعام على مائدته.

لولا ان جميع تلك المهدئات لم تنفع عندما طلب الملك من فوزي الملقي استنطقة الحكومة في اول من مايومن عام 1954. وخرج فوزي الملقي من الباب لكي يعود توفيق ابوالهدى رئىسا جديدا للحكومة من الشباك!! وتلقى الشارع الاردني عودة الديكتاتور بالكثير من الاسى والالم! وحاول ابوالهدى ان يمتص النقمة فوعد باحترام الحريات واحترام الاحزاب وعدم التعرض للقوانين الحرة التي صدرت عن البرلمان السابق..! وعندما طرح ابوالهدى وزارته امام النواب للحصول على ثقتهم في الداخل جرت اغرب حادثة في تاريخ البرلمان الاردني، عندما اعطى النواب ثقتهم للحكومة، ولكنهم حجبوها عن إنسان توفيق ابوالهدى الذي هورئيس تلك الحكومة!! واستبدت الدهشة بتوفيق ابوالهدى امام هذا الحدث المفاجئ الذي اتى قبل دقائق محدودة من طرح الثقة واستسلم لطبيعته الدكتاتورية، وقرر حل البرلمان!! لقد ضرب ضربته واستهان بالسلطة التشريعية واستراح، ثم مضى ينتقم ويتشفى ويحكم بالحديد والنار..! اغلق الصحف، وحظر الاجتماعات العامة، واستمر في سياسة الاعتنطقات واصدار اوامر النفي الى المعتقلات الصحراوية الاردنية!! وجرت انتخابات جديدة.. وعاد الملك حسين وطلب من ابوالهدى تشكيل الوزارة الجديدة، ونطق لي سعيد باشا المفتي، وهويحدثني عن تلك الفترة الشاذة من تاريخ الاردن في منزله بعمان: ان الملك يريد ابوالهدى للحكم ويريدني الاشتراك بهذا الحكم ولكن لي شروطا بأن اشرك معي في الوزارة خمسة اوستة من اصدقائي السياسيين الذين هم في طليعة رجال الاردن ومنهم الدكتور فوزي الملقي وحكمت المصري ولكني ـ والكلام للسيد سعيد باشا المفتي ـ لا ادري ما سر هذا الحب الطارئ من الملك الشاب لواحد مثل توفيق ابوالهدى. انا لا اقدر ان اشهجر في الوزارة الجديدة بعد فشلي في الانتخابات الاخيرة! ولكن الملك وابوالهدى يضغطان علي لكي اتعاون مع هذا «الثعلب» ويقصد ابوالهدى! في تلك الاثناء مضى ابوالهدى الى بيروت ومعه كريمته سعاد ونادىني لملاقاته ولتناول الشاي معه على تراس «فندق سان جورج» المطل على بحر بيروت! وكنت قد حاربته على مدى الشهور الماضية بلا هوادة في مختلف صحف «اخبار اليوم» في القاهرة ونطق لي وهويقدمني لكريمته «سعاد» التي كنت اعهدها جيدا: يا سيدي انا اردت ان نلتقي كعائلة واحدة وان نتصارح ونتصافح ونتعاتب..! ثم اضاف: لا انكر انني بسبب احداث الماضي وظروفه قد قسوت عليك، ولكنك رددت تلك القسوة بأضعافها وهاجمتني وطلبت من الناس اغتيالي! وقلت له انا قاطعا عليه كلامه: ان جميع ما اريده من «دولتك» الآن هوان تسمح لي بالاطلاع على دفتر مذكراتك السياسية وبالأخص عن «النكبة» التي اضاعت مني.. وطني! واشتدت الدهشة بوجه ابوالهدى ونطق بصوت عال سمعه بعض الحراس من حولنا: ان سعاد ستحمل لك فصولا من هذه المذكرات التي ارجوان تعيدها لي بعد الاطلاع عليها.

وسمعت «سعاد» كلام والدها جيدا...! ولا ادري كيف، ومتى، تولى احد حراس توفيق ابوالهدى في تلك الساعة بنقل الكلام بعد اقل من ساعة واحدة الى الملكة زين، والدة الملك حسين، التي كانت تقيم في نفس الفندق والتي اتصلت هاتفيا بأبوالهدى وطلبت منه ان يسلمها فورا ـ نسخة من دفتر مذكراته قبل ان يعطيها لأي فرد...! واختفت مذكرات الديكتاتور قبل ان اطلع عليها.

وقررت ان اغسل يدي نهائيا من هذا الرجل الكريه! لقد قضينا ذلك اللقاء على تراس السان جورج وهويوجه السهام الى جميع سياسي محترم في دنيا الاردن. واذكر انه عندما اتى على ذكر الدكتور فوزي الملقي نطق لي بالحرف الواحد: لقد هانت الامور حتى اصبح شخصا مثل فوزي الملقي رئيسا للحكومة..! ثم اضاف، والله شاهد على صحة هذا الكلام: انا اذكر جيدا انني مضىت ذات يوم وبالتحديد في اوائل عام 1950، للقاءة الملك «عبد الله» لكي اقول له انه يملك تمام الحرية في اختيار من يشاء لأي منصب في الحكومة الاردنية وهذا من حقه باستثناء إنسان «رئيس الحكومة» الذي يجب ان تتوفر فيه عناصر الثقافة والشخصية المجربة والجرأة والولاء والامانة!! وان فوزي الملقي لا يملك شيئا من هذه الصفات! وان مجيئه الى رئاسة الحكومة سيعني «اهانة» للمنصب الذي ادافع عنه واحافظ على كرامته! واستمعت الى هذا الكلام، وابوالهدى يفهم ان فوزي الملقي كان من خيرة اصدقائي فأجبته قائلا: ان ولاء الدكتور الملقي للعرش الاردني والاسرة المالكة ليس محل شك يا باشا! نطق وصوته يعلو: بالعكس تماما! انه جاز لنفسه ان يزعم بأنه المحسوب المدلل على بلاط الملكة زين، وانها لا تقبل بأي إنسان آخر رئيسا للحكومة..!!! قلت: أليس في هذا بعض التجريح وبعض الافتراء يا دولة الرئىس؟

واجابني مقاطعا: يا سيدي لست انا الذي يقول هذا الكلام! انه كلام الدكتور «فوزي الملقي» نفسه الذي يزعم لنفسه امورا كثيرة غريبة لا اسمح لنفسي بأن ارددها! حقا لقد زاد ألمي من توفيق ابوالهدى، كما زادت كراهيتي له.. فقد يحدث فوزي الملقي كزميله هزاع المجالي، ما زالا يومئذ في مقتبل العمر وما زالا يفتقران الى التجارب والتواضع والثقافة السياسية التي كان يتمتع بها ابوالهدى! بل لعل شابا كهزاع المجالي، كان دوما اسير طموحاته السياسية وحبيس تطلعاته للزعامة وللرئاسة، ومثله الدكتور فوزي الملقي، ولكن هزاع، كالملقي، بقيا نموذجا فذا ومقبولا للجيل الاردني العربي الصاعد، القادر على ان يملأ الفراغ وان يتبوأ مكانه في المستقبل بلا عقد ولا دجل... ولا فساد! ولا اعهد انني بكيت شابا كما بكيت اخي وصديقي وزميلي في بلاط الملك عبد الله بن الحسين، العزيز الراحل «هزاع المجالي...!!». كما لا اعهد انني استرحت الى صداقة انسان سياسي، كما استرحت الى صداقة الدكتور الانسان فوزي الملقي! ومما لا ريب فيه انني كنت في معظم الاحيان، اصاب بشعور القرف الشديد عندما كنت اغادر القاهرة الى «عمان» لكي اخط عن معارك الانتخابات اوبيانات الوزارات الجديدة، حيث كنت أشم روائح الرشوة والفساد تلازم تصرفات كبار الوزراء وكبار الضباط وهم يمارسون خطوات المصير لهذا البلد الصغير.. الفقير! لقد سمعت من هزاع المجالي ـ مثلا ـ ان وزير خارجية معروف في الاردن مضى الى سفارة العراق في عمان وطلب «مالا» لكي يدفع لصحافة مصر ما تطلبه لقاء الترويج للسياسة العراقية تجاه الاردن وتجاه حلف بغداد في تلك الايام العصيبة! كما سمعت ان الوزير المذكور قبض ما فيه النصيب وابقى المال في جيبه ولم يدفع شيئا لأي مخلوق! وسمعت من فرحان شبيلات، رئيس الديوان الملكي ان علي ابونوار عندما سمع من الملك حسين انه عازم على طرد «غلوب باشا» من رئاسة الجيش الاردني مضى سرا الى سفارة دولة عربية كبرى في عمان وادعى امامها بأنه صاحب فكرة عملية طرد غلوب ومهندسها وراعيها، ثم طلب مساعدته ماليا على تطبيق بقية المراحل! وتكررت قصص مماثلة وانتشرت روائحها وبقي توفيق ابوالهدى بلؤمه وجشعه وانانيته واسلوبه في الحكم وفي الحياة، يحمل اكبر وزر من هذه الاعمال الشاذة! وانا لا اعهد سياسيا اورئيسا مسؤولا هاجمته بسهام قلمي وخالفت في مهاجمته اصول اللعبة، وطعنته بلا رحمة ولا هوادة، كما هاجمت توفيق ابوالهدى...!

      • كنت في مخطي في صحافة مصر، عندما قدم توفيق ابوالهدى في شهر يوليوعام 1956 على الانتحار بأن شنق نفسه في حمام منزله،يا ترى؟ وعادت بي الذكريات الى ايامي مع ابوالهدى وايامه معي...! اجل لقد كنت حليفا سريا للقصر الملكي ولاخي الراحل سمير باشا الرفاعي ـ رئيس الوزراء الاسبق ـ في مصارعة ابوالهدى ومحاولة الحد من ديكتاتوريته! وكان صديقي سمير الرفاعي يزودني دون انقطاع برسائل خاصة تحمل لي التفاصيل وتصرفات تلك الخفايا ضد الشعب والبلد! وكنت انشر تلك الخفايا في صحف الاخبار، «اخبار اليوم»، و«آخر ساعة» و«الجيل الجديد» مع جميع ما كان يصل لي من صور ورسائل، من اصدقاء لي، مثل هزاع المجالي وحيدر شكري وحكمت المصري وقدري طوقان، وغيرهم. ولا اكشف سرا لوقلت ان انتحار ابوالهدى قد مدني بالكثير من السرور والتشفي! ولم اصدق ان ابوالهدى قد اخذ حياته بيده! فقد قيل يوم ذاك ان شخصية اردنية كبيرة هوالذي زاره في منزله عند منتصف الليل وقيد يديه ورجليه وعلقه في حمام المنزل لكي يظهر وكأنه قد شنق نفسه! لقد عاش ابوالهدى لا يعهد صديقا ولا قريبا! وعاش وهولا يتعهد على زوجته ولا يتحدث معها ولا يزورها ولا يسمح لها بزيارته.. ومات وهوعلى تلك الحال الكئيبة! وقد عاش والكثير من الجهات الدبلوماسية المتنفذة ومن رجالات العائلة المالكة، ومن «سيداتها» لم تر فيه الا عدوا كريها لأكثر من سبب... ولكن، يبقى السؤال بلا جواب ولا تفسير: من اغتال توفيق ابوالهدى؟!
      • انا اقول إذا تجربتي الضعيفة في عالم الاردن ـ على وفرتها وضخامة صفحاتها ـ لم تساعدني على الوصول الى الجواب المطلوب! فقد عشت في الاردن وانا لا اسمع الا اشاعات ووشايات ومؤامرات. كان سليمان النابلسي يهاجم امامي ابوالهدى وسمير الرفاعي! وكان سمير الرفاعي يشتم ابوالهدى والملقي وسعيد المفتي! وكان هذا الاخير يشتم البرلمان وجميع النواب! وكان ابراهيم هاشم يستنشق في أنفه دخان «العطوس» النابلسي الخالص «ثم يعطس ـ على الطريقة النابلسية ـ تستبق العطسة ضد جميع الرؤساء والوزراء في عالم الاردن! وكان البعثيون يهاجمون القصر! وكان القصر يرد سرا على البعث والشيوعيين! وكان هزاع المجالي يهاجم علي ابونوار! وكان اتباع الشام يهاجمون اصدقاء بغداد، وكان نواب الضفة الغربية يولولون من طيش ودس نواب الضفة الشرقية! وكان الكل ضد الكل والجميع ضد الجميع! حقا مجتمع مليء بالكراهية والحسد.. «مجتمع الحسد والنميمة»، كما كان يسميه صديقي الراحل سعد جمعة، رئيس وزراء الاردن السابق.

أعود واسأل:

ـ من هوالمسؤول عن مقتل توفيق ابوالهدى...؟

ـ واجيب: القاتل هوالمستفيد من وراء مقتله...

ـ ويأتي السؤال؟

ـ ومن هوالمستفيد من مقتل توفيق ابوالهدى..؟

ـ واجيب: الاردن كله، بجميع احزابه، وفئاته وتجاره، واعيانه وعماله، هوالمستفيد! لأنه ـ هذا الاردن الحبيب ـ هوبالذات الذي عاش ورأى نهاية الطاغية، ونهاية المكر والخداع ونهاية الدساس والمؤامرات. لقد استغل ابوالهدى ـ بكل شطارة ـ تطاحن الاحزاب في الاردن، وتصارع الشخصيات السياسية والعسكرية لحسابه الخاص. ان هذا الاردن الذي عاش محروما من الثروات الطبيعية اوالبترولية اوحتى السياحية، لم تحرمه الحياة من الثروة البشرية، أعني من ثروة الانسان الاردني الطموح. ان معظم من عهدت من شباب الاردن كان يحلم بأن يصبح رئيسا للوزراء! وكل من عهدت من ضباط الاردن، كان يسعى لكي يحل محل غلوب باشا في رئاسة الجيش... وكان الله في عون الملك حسين...! فقد بقي الملك هوالشخص الوحيد الذي لا يسعى للزعامة، ولا يحلم بالترقية، ولا يلعن الحاضر الاسود بحساب المستقبل الابيض.

انا لا ابكي على توفيق ابوالهدى، ولا افتقده! لقد بكيت فقط على سيرة الحب الطويلة التي ربطت قلب كريمته سعاد ابوالهدى، بقلب شاب اردني مثالي مثقف كان يعمل سكرتيرا لرئيس الحكومة ـ لوالد سعاد ـ وعندما طلب يدها من ابيها رفض الاب ان تتزوج ابنته من شاب عادي ـ ليس مليونيرا ـ وليس ابن عائلة ـ وليس وزيرا ـ وليس مؤيدا لزعامة الرئيس.. الجليل.. وانتهت السيرة بعد ان تحطم القلبان.. الشابان؟

ولعل السماء قد ارادت ان تنتقم فكانت المقادير تتجمع وتترابط وتستعد لكي يدخل ابوالهدى حمام المنزل ولا يخرج منه الا جثة هامدة! لقد نظم مصطفى وهبي التل ـ شاعر الاردن الكبير ـ ووالد وصفي التل، قصيدة في يوم الاستقلال الاردني، كان مطلعها وهويخاطب زعيم طائفة «النور» الرّحل المسمى «هبر»:

يا «هبر» لا بشرى ولا حوارة يطربها عزفك بالقيثارة يا «هبر» حسب الامة الحمارة حكومة براجة بصارة! يا «هبر» استقلالنا الكرتوني «فلان» فيها لولب الوزارة اما «هبر» فهوشيخ قبائل «النور» الرّحل، واما «فلان» فهوبعينه توفيق ابوالهدى، رئيس وزراء الاردن.. اياه! ورحم الله الشاعر مصطفى وهبي التل، ولا اخفي موقفي ـ كصحفي في مصر ـ انني شغلت نفسي بهذا السياسي الاردني الكبير، وان ابوالهدى، شغلني اكثر من غيره معظم منطقاتي وكتاباتي عن الاردن. والسيرة تبدأ من اولها... منذ ان اتى ابوالهدى الى القدس لكي يعمل في معية الزعيم الفلسطيني السيد موسى الفهمي ويصبح رئيسا عاما «للمشروع الانشائي العربي» الذي اسسه الفهمي بأموال العراق وبمساندة خاصة من نوري السعيد ومن صالح جبر. يومذاك تعهدت على توفيق ابوالهدى الذي اختار جناحا كبيرا من اجنحة فندق الملك داوود في القدس ليكون مقرا لاقامته. وكان ذلك في عام 1946، «ثم سقطت النكبة واختارني الملك عبد الله مستشارا سياسيا وامينا عاما للقصر الاردني الهاشمي»، وراح الملك ـ في جلساته وفي اوقات الفراغ يحدثنا عن السيد توفيق ابوالهدى. وكان عبد الله يعجب بأبي الهدى... ويكرهه في آن واحد. وكان يحدثنا في اوقات الفراغ ونحن جلوس على «تراس» قصر «بسمان» عند ساعات العصر عن خدمات ابوالهدى «للبلد» في دفاعه عن مشروع «روتنبرغ» الكهربائي المعطى للصهيوني اليهودي «روتنبرغ» لتوليد الكهرباء، وكان مسقط العمل في المشروع عند ملتقى نهر اليرموك ونهر الاردن ونهر «الشريعة» في الجهة الكائنة ضمن حدود شرق الاردن! وكانت مدة الامتياز لهذا اليهودي تنتهي عام 2000.

كما كان ابوالهدى يدافع بوصفه سكرتيرا للحكومة الاردنية عن امتياز املاح ومعادن «البحر الميت»، حيث كانت حصة الاردن من ثروات هذا البحر لا تزيد عن 2.5 في المائة بينما وصلت حصة اليهود والشركة الصهيونية صاحبة الامتياز الى 97.5 في المائة!! وفي عام 1929، وخلال انعقاد جلسة خاصة للمجلس التشريعي الاردني وقف توفيق ابوالهدى يدافع عن ذلك المشروع الصهيوني ضد صيحات ومعارضة معظم اعضاء المجلس التشريعي من امثال شمس الدين سامي، وعودة القسوس، ونجيب ابوالشعر.. وغيرهم.

وكان ابوالهدى يومذاك، سكرتيرا عاما للحكومة الاردنية، واصبح طلال بن عبد الله ملكا على الاردن بعد اغتيال والده. وفي جلسة للبرلمان الاردني يوم 25/11/52 وكان توفيق ابوالهدى قد اصبح رئيسا للوزراء، وقف النائب الاردني الفلسطيني الاصل عبد الله نعواس ـ وهوزميل وصديق لي ـ قائلا بالحرف الواحد: عندما تولى ابوالهدى الحكم قبل سنة ونصف السنة تضافر الناس جميعا، الشعب ونوابه، على تأييده... واصبح توفيق يشعر كأنه لهذا البلد سيد، بل صنم يُحرق البخور بين يديه، فراح يبتهج بأنه حامي العرش. وللعرش، لويفهم أبوالهدى، شعب هووحده بعد الله، القادر على حمايته...! وختم صديقي نعواس قائلا: أنا أحجب الثقة عن حكومة أبوالهدى! وقامت الضجة، وتدخل النائب حمد بن حجازي فشهر سيفه مهددا.

وصاح ابوالهدى ان الحكومة تأسف لما حدث...

وانسحب نواب المعارضة وعددهم 17 نائبا من الجلسة ثم عادوا الى الجلسة التالية يوم 25/11/1952 والتي طالب فيها النائب هزاع المجالي ـ باسم المعارضة ـ اقصاء أبوالهدى عن الحكم! وقد كنت أسأل نفسي أكثر من مرة:

وماذا عن اتفاقية رودس المشهجرة،يا ترى؟ وماذا كان دور ابوالهدى في هذه الاتفاقية؟! وأجيب: كان للسيد توفيق أبوالهدى رأيه الخاص وموقفه الخاص واجتهاده الخاص، ايضا حيال اتفاقية رودس! انه يعترف بصوته وكلامه بأن اتفاقية رودس بين الاردن واليهود كانت تحوي «كارثة» لا يمكن نكرانها... وهي كارثة المثلث العربي في وسط فلسطين! ولكنه يضع المسؤولية في وقوع هذه الكارثة على الرجال العسكريين في الجيش الاردني، وعلى وزير الدفاع في حكومة سعيد المفتي، ويقول بالحرف الواحد: «ليس للحكومة فهم باتفاقيات أومفاوضات انبثقت عن اتفاقية «رودس». اما عن سيرة التغييرات في الخرائط منذ كان ذلك موضوع البحث في مجلس النواب بتاريخ 21/11/1950 عندما القى وزير الدفاع في حكومة سعيد المفتي بيانا يفهم منه ان مندوبي هيئة الامم لم يروا بالامكان ان تضاف الى الاتفاقية خريطة بمقياس «1 على مائة ألف» ووجدوا من الأسهل اضافة خريطة بمقياس «1» على «250» ألف فقام موظفوهم بعمل خريطتين على هذا المقياس، حيث سقط تحريف فيها لم يفطن اليه اعضاء الوفد العسكري الاردني قبل التوقيع، وان هذا الخطأ الذي سقط عليه الرئيس «علي ابونوار» العضوالعسكري في لجنة الهدنة المشهجرة والذي عزز توثيقه بتوقيع من رئيس أركان حرب الجيش الاردني، هوسر الكارثة!». ثم نطق: «... وفي جلسة النواب يوم 50/11/21 ناقش النواب الشخص المسؤول عن الخطأ فأجابهم وزير الدفاع آنذاك بأن الخريطة المغلوطة قد سقط عليها ـ وعلى طرفها الايسر بالتحديد ـ السيد احمد صدقي الجندي في حين كانت التعليمات صريحة بأن لا يسقط أحد الاعضاء إلا مصحوبا بزميله، وكانت الحكومة على غير فهم بهذه الخارطة لذلك استدعت أمام مجلس الوزراء الضابط المشار اليه واستجوبته ووجهت الى رئاسة الأركان الاستفسار الوارد في البيان، وان هناك قناعة بوجود اهمال وتقصير.. وكذلك عمدت الحكومة الى تأليف لجنة وزارية من وزراء العدل والخارجية والدفاع، وهذه اللجنة بقيت على اتصال بجميع المراجع التي تساعد على الوصول الى الحقيقة وتحديد المسؤولية، واللجنة ماضية في اقامة اسباب التهمة على جميع المتورطين بهذه القضية...!».

انتهى كلام ابوالهدى، ولم يصدقه أحد، ذلك ان الايام قد مرت، والاتفاقية المشؤومة قد عاشت، واللجنة الوزارية ـ المزعومة ـ لم تعمل شيئا، والمسؤولية ضاعت وأسباب التهمة تلاشت... وضاعت معها أغلى وأخصب القرى والمدن في قلب فلسطين في المثلث العربي! لقد أعرب هاشم الجيوسي، أحد وزراء حكومة أبوالهدى، أمام البرلمان وبالفم المليان:

1 ـ ان ابوالهدى بالذات هوالذي وافق على الهدنتين الأولى والثانية مع اسرائيل! 2 ـ وأن ابوالهدى بالذات هوالذي اختار، بل هوالذي عيّن، وفد المفاوضة في مفاوضات رودس بدون انقد يكون في اعضائه أي مستشار من أهل فلسطين الذين يعهدون اسماء القرى والمدن والاوضاع الجغرافية في الداخل.

3 ـ وان ابوالهدى بالذات هوالذي وافق على مفاوضة اليهود حول الجبهتين الاردنية والعراقية بلا رقيب ولا حسيب!!! أربعة ـ وان ابوالهدى بالذات هوالذي أقر اتفاقية رودس المشؤومة مع خارطة (واحد/على 250 ألف)، وهي التي أخذت جميع الاراضي التابعة لمشروع روتنبرغ الصهيوني من العرب!خمسة ـ وان ابوالهدى ـ بالذات ـ هوالذي وافق على توقيع خارطة (واحد على مائة ألف)! وقد أخذ اليهود بموجبها البقية الباقية من أرض المثلث لم تضمها الخارطة المشار اليها في البند الخامس...!ستة ـ وفي عهد توفيق ابوالهدى بالذات برزت للوجود خرائط تحمل تاريخ /6/2249. والتي اشار اليها دولته وهي من مقياس (واحد على 250 ألف) والتي تطبق، الآن وقد نقل اليها اليهود ما في مصلحتهم من الخارطة (واحد على 250 ألف) وهي اراضي مشروع روتنبرغ كما نقلوا اليها البقية الباقية من أراضي المثلث من الخارطة (واحد على مائة ألف) مع تعديلات أخرى لصالح اليهود! وبهذا تم لليهود ابطال الخارطتين استنادا الى ان اي اتفاق يتم بين الطرفين يلغي ما قبله:

ويكمل الوزير الاردني كلامه قائلا:

«وغريب ان تقع جميع هذه الامور الخطيرة في عهد دولة توفيق ابوالهدى وان يحاول في البيان الحكومي الذي القاه، القاء المسؤولية على غيره! إذا هذا القول في حد ذاته يعد اعترافا صريحا بان السيد ابوالهدى كان يفهم بكل ما كان يجري وكان يرضى به ويسكت عنه، وان غياب دولته في بيروت لمدة اسبوع لا ينفي عنه المسؤولية التي اراد ان يلقيها على غيره، حيث ان ابوالهدى كان يحاط فهما بما كان يجري اثناء وجوده في لبنان ويوافق عليه».

وانبرى توفيق ابوالهدى للرد على كلام الوزير، ونطق: إذا كلام الوزير السيد هاشم الجيوسي غير سليم! ورد الجيوسي بعنف: انا استطيع ان اثبت ذلك بالتاريخ... والتفصيل والوثائق...! ورد ابوالهدى قائلا للوزير الجيوسي: التاريخ ليس في رأسك... أساسا لا يناسبك الحق بالقاء خطابك... ولا حتى بالكلام...! وأجاب هاشم الجيوسي على ابوالهدي بكل تحد: لا يناسبك الحق في مقاطعتي! لقد كان باستطاعتك ان تجنب الامة شرور هذه النتيجة المذلة لما لك من دالة لدى «الأوساط» اياها والتي اشرت اليها في الجلسة السابقة ردا على احد النواب! بل كان باستطاعتك يا دولة الرئيس ان تستقيل من الحكم عند اطلاعك على النتيجة المذكورة! انني لم اسكت بالأمس عن تلك الجريمة النكراء ولم اسكت عليها اليوم وأنا وزير ولن اسكت عليها ما دمت حيا! وأطلب من المجلس تشكيل لجنة للتحقيق...!! وصاح ابوالهدى في وجه الوزير هاشم الجيوسي: جميع الناس يستطيعون ان يتحدثوا إلا انت ايها السيد لأن الحقائق التي أدليت بها في الجلسة السرية اثبتت انني لم أكن المسؤول عن اخطاء اتفاقية رودس!!! وتدخل النائب الفلسطيني الاصل «أنور الخطيب» مطالبا بقفل النقاش قائلا بالحرف الواحد: ان الناس قد استفادت من كشف الاخطاء ولكي لا تتكرر!! ماذا،يا ترى؟ كيف من الممكن أن تتكرر،يا ترى؟ متى تتكرر،يا ترى؟ أين تتكرر؟

واستنطقت الوزارة واتى الدكتور فوزي الملقي رئيس الحكومة الجديدة. وفي 6/8/53 عقد البرلمان الاردني ولأول مرة جلسته في مدينة القدس! وحضر الجلسة ـ لألف سبب وسبب ـ الملك حسين الذي اتى من عمان خصيصا لهذا الغرض فتسابق للترحيب به عدد كبير من النواب والوزراء، ونطق السيد عبد الحليم النمر، رئيس المجلس، ان حضور الملك يعني الاخلاص الاكبر للبلد! ونطق هزاع المجالي مقاطعا «نحن نود ان نؤكد لأهل القدس اننا نحافظ على جميع شبر من هذه المدينة المقدسة مهما كلف «الثمن». وقرر المجلس في النهاية اعلانا يرفض الاقرار بالأمر الواقع، اي يرفض تقسيم القدس، والاقرار بأن قضية القدس قضية سياسية قائمة بذاتها إذ ان قضية القدس جزء من قضية فلسطين ويجب حلها على هذا الاساس!!!».

ولكن...؟! في أول شهر يونيومن عام 1954 استنطق فوزي الملقي وعاد توفيق ابوالهدى رئيسا للوزارة التي كان من بين اعضائها هاشم الجيوسي ـ وزيرا للداخلية. يعني عاد السيد هاشم الجيوسي في وزارة يرأسها ابوالهدى الذي اشتبك منذ ايام مع الجيوسي بالذات في اتهامات قاسية حول اتفاقية رودس المشؤومة. واكتملت التمثيلية وصدرت الارادة الملكية بحل مجلس البرلمان في نفس الشهر بسبب انعدام التعاون بين المجلس والحكومة...؟! عاد توفيق ابوالهدى ـ نفس توفيق ابوالهدى اياه ـ رئيسا للوزراء! وفي نوفمبر من عام 1954 تقدم ابوالهدى ببيان الحكومة الجديدة امام المجلس واقترح النواب تعديل المعاهدة مع بريطانيا! ورد عليهم ابوالهدى قائلا: «ليس من المعقول ولا من المعتاد ان توضع النقاط سلفا أمام الرأي العام أوامام هيئة من الهيئات...!!». وبعد شهرين اثنين فقط، استنطقت حكومة ابوالهدى واتىت حكومة جديدة برئاسة سعيد المفتي ومعالي هزاع المجالي وزيرا للداخلية، والذي نطق للنواب ان ليس هناك أي حديث حول تعديل المعاهدة وأن البحث صار حول موضوع «المياه» مع الخبير الدولي المستر جونستون.

ولم ينته عام 1956 حتى جرت انتخابات برلمانية جديدة برئاسة ابراهيم هاشم.... وتبعتها وزارة جديدة برئاسة سليمان النابلسي، وراح سليمان النابلسي ـ بما عهد عليه من جنوح الى التطرف الوطني وركوب الموجات القومية المتنوعة ـ يرسل برقيات التأييد الى عبد الناصر من جهة مع برقيات التهديد والوعيد الى نوري السعيد في بغداد مطالباً ببتر العلاقات مع بريطانيا مع الغاء المعاهدة مع الانجليز، وتكرار التأييد المطلق للملك حسين على طرد «غلوب باشا» من رئاسة الجيش... وطلب تكرارا من ملك العراق اقصاء حكومة نوري السعيد عن الحكم في بغداد كذلك...! نسخة جديدة من معارك ضد طواحين الهواء! واستمر هذا المجلس يحارب طواحين الهواء، ويلعب دور «دون كيشوت»، فيبرق إلى عبد الناصر دفاعا عن مستقبل غزة ثم يلتفت الى المعاهدة الاردنية مع الانجليز تمهيدا لالغائها! وأخيرا وفي العاشر من مارس من عام 1957 صدرت الادارة الملكية الاردنية تعلن انتهاء معاهدة التحالف المعقودة بين الاردن وبريطانيا...! وألقى النائب الفلسطيني الشاعر كمال ناصر على النواب في جلسة البرلمان قصيدة خاصة من نظمه كان مطلعها:

بلادي تململ حلم الجهاد على دربنا فانتشى وانتصر وبقي الإرادة مع الاستمرار على ممارسة سياسة محاربة طواحين الهواء، وصياغة البرقيات، وركوب موجات التطرف الوطني، حيث شهد المجلس النيابي الاردني المذكور الكثير من التطورات العنيفة داخل البرلمان. وفي العواصم العربية شهدنا العدوان الثلاثي على مصر، وشهدنا معه سلسلة من الحوارات المتعلقة بسياسة الاردن الداخلية في حل الاحزاب السياسية، وانطقة حكومة سليمان النابلسي وطرد علي ابونوار، وهروب بعض رجال الحكومة الاردنية الى سوريا، ومجيء ابراهيم هاشم الى الحكم، وبعدها حكومة سمير الرفاعي، وبعدها حكومة هزاع المجالي، كي يلقى مصيره المؤلم في انفجار دار الرئاسة الاردنية في قلب العاصمة.

ويبقى السؤال الكبير وسط جميع ذلك: أين كان توفيق ابوالهدى،يا ترى؟ وماذا جرى لتوفيق ابوالهدى؟... وماذا عمل توفيق ابوالهدى،يا ترى؟ جواب: لقد ولج الرجل المحطم الى حمام منزله... وشنق نفسه! هكذا،يا ترى؟ أجل هكذا...!! عند منتصف الليل وبكل هدوء، شد طرف الحبل الملفوف حول عنقه، ولفظ انفاسه... إذا قصته التي تشبه افلام السينما، ما زالت بحاجة الى من يخطها ويخرجها ويهديها الى الجيل العربي الصاعد لكي يعهد الناس كيف من الممكن أن ومتى ضاع المثلث العربي في قلب فلسطين، وكيف ولد وعاش مشروع روتنبرغ، وكيف سقط مشروع أملاح البحر الميت حلالا في يد اليهود!!! ذلك ان البكاء على فلسطين لم يعد حلالا إلا بعد ان نعهد شيئا عن تفاصيل المواقف التي احترفها الكثيرون من رجالات العرب، خاصة هذه الشخصية التي اتى صاحبها من عكا وصفد قبل نصف قرن واصبح رئيسا للوزراء في الأردن .


الهامش

  1. ^ الحكومة الأردنية - تاريخ الولوج 19 أكتوبر 2008
  2. ^ الحكومة الأردنية - تاريخ الولوج 19 أكتوبر 2008
  3. ^ أسامة فوزي (2007-05-14). "ملك وشوية بدورخاص". عرب تايمز.
  4. ^ ناصر الدين النشاشيبي (2001-09-06). "سنوات في مصر 23: الرؤساء يموتون أويقتلون أويستقيلون .. ولكنهم لا ينتحرون!". جريدة الشرق الأوسط.
تاريخ النشر: 2020-06-04 14:19:58
التصنيفات: صفحات تستعمل قالبا ببيانات مكررة, مواليد 1895, وفيات 1956, أشخاص من عكا, ضباط الجيش العثماني, عثمانيون في الحرب العالمية الأولى, حرب فلسطين 1948, شرق الأردن, رؤساء وزراء الأردن, أردنيون من أصل فلسطيني, سياسيون منتحرون, سياسيون أردنيون

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

كيف أُطعم عائلتي؟.. بنجلاديش تهدم آلاف المتاجر لمسلمي الروهي

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-01-05 22:29:57
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 53%

باجة: تدشين مشروع الانارة العمومية بعدد من الأحياء (صور)

المصدر: تونس الرقمية - تونس التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-01-05 22:33:20
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 54%

برشلونة يفلت من كمين ليناريس ويتأهل لدور الـ16 بكأس إسبانيا.. فيديو

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-01-05 22:28:20
مستوى الصحة: 41% الأهمية: 44%

البيت الأبيض: بايدن سيحمل ترامب مسؤولية اقتحام الكابيتول

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-01-05 22:29:50
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 55%

سعيد في إشارة للبحيري: تم توفير كل الأدوية والاحتياطات له (فيديو)

المصدر: تونس الرقمية - تونس التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-01-05 22:33:14
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 51%

سلسلة هجمات تستهدف التحالف الدولي في سوريا والعراق

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-01-05 22:29:43
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 62%

مغتصب وقاتل الطفل عدنان.. محكمة النقض تُصدر حكمها بشأن الإعدام

المصدر: تيل كيل عربي - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-01-05 22:31:44
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 60%

كأس إفريقيا: لاعبو الغابون يوافقون أخيراً على السفر إلى الكاميرون

المصدر: راديو موزاييك - تونس التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-01-05 22:35:18
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 51%

لجان مقاومة تعتزم إغلاق طريق قومي يربط عدة ولايات بالخرطوم

المصدر: صحيفة التغيير - السودان التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-01-05 22:34:15
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 62%

النمسا تدعو لاتخاذ تدابير ملموسة بشأن نزع السلاح النووي

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-01-05 22:29:38
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 62%

قيس سعيّد يعلّق على وضع البحيري قيد الإقامة الجبرية

المصدر: راديو موزاييك - تونس التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-01-05 22:35:10
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 52%

تحذير من مكمل غذائي يسبب سرطان الرئة وأمراض قلب قاتلة

المصدر: الإمارات اليوم - الإمارات التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-01-05 22:31:29
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 69%

سعيّد: تطبيق القانون على الجميع على قدم المساواة

المصدر: راديو موزاييك - تونس التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-01-05 22:35:17
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 66%

‫رئيس الجمهورية يؤكد حرصه على القطع مع ممارسات التدخل في القضاء

المصدر: جوهرة أف أم - تونس التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-01-05 22:34:14
مستوى الصحة: 40% الأهمية: 43%

نقاش حول الأوضاع بالسودان بين وزيرة الخارجية السابقة ومسؤولة أمريكية

المصدر: صحيفة التغيير - السودان التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-01-05 22:34:22
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 54%

باحث سعودي يثير عاصفة من الجدل بعد تصريحات «مستفزة» عن القبائل

المصدر: الإمارات اليوم - الإمارات التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-01-05 22:31:27
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 54%

إحالة راشد الغنوشي ورئيس الحكومة التونسية السابق إلى المحاكم

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-01-05 22:29:33
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 64%

أريانة: الكشف عن محل لصنع بنادق الصيد دون ترخيص والقبض على ثلاثة أشخاص

المصدر: راديو موزاييك - تونس التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-01-05 22:35:12
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 67%

سعيّد لدى استقباله عميد المحامين: يجب محاسبة كل من أجرم في حق الشعب

المصدر: راديو موزاييك - تونس التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-01-05 22:35:14
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 51%

تحميل تطبيق المنصة العربية