عز الدين العراقي
عز الدين العراقي | |
---|---|
أمين عام منظمة المؤتمر الإسلامي السابع | |
في المنصب يناير 1997 – 31 ديسمبر 2000 | |
خلفه | عبد الواحد بلقزيز |
رئيس وزراء المغرب | |
في المنصب 30 سبتمبر 1986 – 11 أغسطس 1992 | |
العاهل | الحسن الثاني |
سبقه | محمد كريم العمراني |
خلفه | محمد كريم العمراني |
تفاصيل شخصية | |
وُلِد |
فاس، المغرب |
مايو1, 1928
توفي | 1 فبراير 2010 (80 عاما) الرباط |
الحزب | مستقل |
الجامعة الأم | كلية الطب بباريس |
المهنة | طبيب |
الدين | الإسلام |
عز الدين العراقي (مولد 1929 بفاس - 1 فبراير 2010)، رئيس وزراء المملكة المغربية من 1986 حتى 1992.
مسيرته
درس عز الدين بكلية الطب بباريس التي حصل منها على شهادة الدكتوراه سنة 1957.
- 10 أكتوبر 1977، وزيرا للتربية الوطنية وتكوين الأطر بالحكومة المغربية.
- 12 مارس 1986، نائبا للوزير الأول إلى جانب منصبه كوزير للتربية الوطنية.
- 30 شتنبر 1987، وزير أول في الحكومة المغربية إلى غاية 20 غشت 1992.
- غشت 1994، رئيسا لمجلس إدارة جامعة الأخوين بإيفران.
- ديسمبر 1997 أمينا عاما لمنظمة المؤتمر الإسلامي.
سيرته
يُنسب عز الدين العراقي، لإحدى العائلات الفاسية البورجوازية، وهوما أهله للاختلاط منذ فترة الشباب، بنخبة أبناء البورجوازية المغربية، الذين احترفوا العمل السياسي، لذا كان على صلة وثيقة، بطموحات أبناء شريحته الاجتماعية، وبطبيعة الحال كان المكان "الطبيعي" لعز الدين العراقي الذي كان قد اجتاز حينها - أواخر عقد الأربعينيات من القرن الماضي - مراحل الدراسة حتى الجامعة، هوالانضمام إلى حزب الاستقلال، ووجد مسقطه شبه جاهز في اللجنة التطبيقية للحزب المذكور، باعتباره من نخبة شباب مدينة فاس.
غير حتى المسار الحقيقي للرجل، بدأ حينما تسلم حقيبة وزارة التعليم في حكومة "كريم العمراني" أوائل سنوات السبعينيات من القرن الماضي، حيث انغمر في مشاريع عديدة تداخل فيها الخاص بالعام، كيف من الممكن أن ذلك؟
لقد تبنى الرجل، مشروعا كبيرا، تمثل فيما عُرِف بسياسة تعريب التعليم وتعميمه، ومن صُلب هذا المشروع، حقق "عز الدين العراقي" أكبر معاملاته المالية، حيث إنه في خضم تجهيز مختلف أنحاء البلاد بعشرات المئات من البنايات المدرسية (كانت هذه البنايات في حاجة إلى تأثيث بالكراسي والطاولات، بطبيعة الحال ) لذا اتىت الرجل فكرة إنشاء مصنع حديث لإنتاج حاجيات المدارس الضرورية، من المصنوعات الخشبية المذكورة، وحصل عز الدين العراقي، طبعا على امتياز تموين المدارس العمومية، على امتداد التراب الوطني. ويُمكن للمرء حتى يتصور ضخامة الثروة، التي جناها الرجل، من تلك المعاملات، في مغرب شهد على مدى أزيد من عقد من الزمن، حركة نشيطة، في بناء المدارس والإعداديات والثانويات بمغرب ما بعد الاستقلال.
أما حينما تسلم منصب الوزير الأول، منذ سنة 1986 وعلى مدى السنوات الست المُوالية، فقد سعى أيضا إلى "مُلاءمة" الكثير من المشاريع التجارية والصناعية للدولة، مع استثماراته في تلك المجالات، على غرار الكثير من أفراد البورجوازية المغربية، الذين حرصوا على الاستفادة أكثر فأكثر، من مشاريع الدولة في الكثير من القطاعات.
كما اهتم أيضا بالضيعات الفلاحية، التي لديه منها بضع عشرات في مختلف أنحاء البلاد، غير حتى "أشهرها" تلك التي يقع في وسطها منزله الفخم بطريق زعير بالرباط، وذلك لأنها - أي الضيعة المذكورة شهدت أحداثا تناولتها الصحافة - حينما عمد عز الدين العراقي، إلى الاستفادة، من الخدمات العمومية للمخط الوطني للماء، في سقي عشرات مئات هكتارات ضيعته المذكورة، ، وذلك عبر عملية وصل بأراضيه الزراعية، في المنطقة، على مدى قطر يصل إلى خمسة كيلومترات، وما وقع بعد ذلك، حتى وزارة الأشغال العمومية، قررت إقامة سد على نهر أبي رقراق، وبالتحديد في منطقة الولجة، المتاخمة لعين عودة، حيث توجد ضيعة "عز الدين العراقي"، ليطالب هذا الأخير، حتى يتم إيصال خدمات السقي من السد المذكور بضيعته، وهوما تم بالعمل، وكان حتى كلفت أشغال إقامة شبكة الري المذكورة، سبعة ملايين دولار، واستغل الوزير الأول السابق، هذه الخدمات الضخمة، ليُنجز بحيرة شاسعة في ضيعته، خصصها لتربية الضفادع، الموجهة للتصدير إلى الخارج، وهي تجارة مُربحة جدا، لا تُكلفه أي شيء تقريبا، أي حتى "كلشي من عندهوم" كما نقول باللسان الدارج، وبطبيعة الحال، لم يتسن للرجل حتى يحقق "مشاريعه" الفلاحية تلك، دون حتى يتسبب في أضرار بالغة، لأراضي الفلاحين البسطاء في الجوار، الذين عاينوا كيف من الممكن أن شحت المياه عن مزروعاتهم المعاشية البسيطة.
لم يتوقف الأمر عند ذلك الحد، فقد عادت وزارة الأشغال العمومية، لتقدم المساعدة لعضواللجنة التطبيقية لحزب الاستقلال، ووزير التعليم السابق "العراقي" من خلال تشييد الطريق التي تصل ضيعته بالطريق الرئيسية، وهوما كلف المالية العمومية، مبلغا ضخما، لا يقل عن مليون دولار، أي أزيد من مليار سنتيم، كما حتى المخط الوطني للكهرباء مده بمساعدة أخرى، من خلال تزويد مرافق الضيعة الفلاحية للعراقي بالتجهيزات الكهربائية، بما كلف خزينة الدولة 900000 دولار، أي ما يقرب من مليار آخر (ويجب حتى نضع في الحسبان قيمة المليار الكبيرة منذ أزيد من عشرين سنة ) ويجب حتى نُشير إلى حتى مصدر تلك الأموال كان من قروض أمريكية للحكومة المغربية.
كما حتى "العراقي" فرض على مخط المساهمة المعدنية، حفر آبار لتعزيز مخزون سقي أراضيه، تحسبا لمواسم قلة مخزون سد أبي رقراق من المياه، مستفيدا من وجود صهره "علي بناني" حينها على رأس إدارة المخط المذكور، وبالرغم من التقرير التقني السلبي، الذي أُنجز قبل القيام بعمليات الحفر، إلا حتى "العراقي" تشبث بمطلبه، مما كلف إنفاق 400000 دولار إضافية، في إيصال خدمة أخرى لأراضيه. وكان من شطط تلك المطالب وضخامة تكاليفها، حتى وصلت إلى فهم الحسن الثاني، فغضب من "عز الدين العراقي" فترة من الزمن، واستبعده على مدى أزيد من عقد، من الاضطلاع بمهام حكومية، غير أنه عاد إلى مواقعه السابقة، كاحد كبار رجالات الحسن الثاني، حين عينه هذا الأخير في منصب أول رئيس لجامعة الأخوين بمدينة إفران، وخصص له أجرا شهريا، بقيمة 60 ألف درهم، زائد مُساهمة في التقاعد التكميلي لا تقل عن 120 ألف درهم، شهريا، مستثناة من أية ضريبة على الدخل، وذلك بالرغم من حتى لغة التدريس الأساسية، في الجامعة المذكورة، هي الإنجليزية، والتي لا يفقه فيها "عز الدين العراقي" حدثة واحدة، باستثناء "ثانك يو".. وهوما دفع الرجل، إلى تسجيل نفسه حينها، في إحدى الجامعات الأمريكية بنيويورك، مع إقامة هووباقي أفراد أسرته في فندق "لابلاصا" الشهير، بما يعني أنه كان غائبا أغلب الوقت عن إدارة جامعة الأخوين".
واليوم فإن "عز الدين" العراقي برح جميع المهام الرسمية، منذ رئاسة منظمة المؤتمر الإسلامي، ويُقيم في ضيعته بطريق زعير بالعاصمة، يرعى تربية الضفادع الموجهة للتصدير، خاتما حياته "العملية" بوضع اجتماعي ومادي، أكثر من مريح، باعتباره واحدا من أثرى أثرياء البلاد.
هوامش ومصادر
-
الوزير الأول الأسبق السيد عز الدين العراقي في ذمة الله، من وكالة المغرب العربي للأنباء العربية: نطقب:Description/i18n
- ^ مصطفى حيران. "كيف يغتني السياسيون المغاربة؟". هسبريس.