كلمنت السابع

عودة للموسوعة

حدثنت السابع

كلنت السابع
Clement VII
Portrait by Sebastiano del Piombo, c. 1531
اعتلى السـُدة 19 November 1523
انتهى سـُدته 25 September 1534
سبقه Adrian VI
خلفه Paul III
تفاصيل شخصية
اسم الميلاد Giulio di Giuliano de' Medici
وُلِد (1478-05-26)26 مايو1478
Florence, Republic of Florence
توفي 25 سبتمبر 1534(1534-09-25) (عن عمر 56 عاماً)
Rome, Papal States
پاپوات آخرون اسمهم حدثنت
"أبطال مسلسل حريم السلطان"
السلطان سليمان خالد أرغنش
ماهي‌دڤران نور فتاح‌اوغلو
هيام مريم اوزيرلي
عائشة حفصة سلطان نباهت چهره
إبراهيم باشا الفرنجي اوكان يالبيك
السلطانة خديجة سلمى ارغتش
فريال خانوم فليز احمد
حدثنت السابع ألپ اويكن
ست درة سلمى كچيك
"كوثر"/گولشان نهان بويوك‌أغاچ
سمبل أغا سليم باركتار
نصوح السلاحي فاتح آل
الأمير مصطفى محمد قونسار
ملكوچ‌اوغلوبالي باي براق اوزچاويد
إذا أردت البابا الدجال (1378-1394) انظر البابا الدجال حدثنت السابع.

البابا حدثنت السابع Pope Clement VII (عاش 26 مايو1478 - 25 سبتمبر 1534)، ولد جوليودي جوليانوده مديتشي، وكان كاردينالاً من 1513 حتى 1523 وكان بابا من 1523 حتى 1534.

الفترة الأولى من حياته

ظل المجمع المقدس الذي اجتمع في أول أكتوبر سنة 1522 سبعة أسابيع في نزاع دائم حول اختيار من يخلف أدريان، ثم انتهى أخيرا بترشيح رجل كان بإجماع الآراء خير من يصلح لهاذ المنصب. كان جويليوده ميديتشي ابنا غير شرعي للرجل الظريف جوليانوالذي خر ضحية مؤامرة باتسي من عشيقة له تدعى فيورنا ما لبثت حتى اختفت من صفحات التاريخ. وأخذ لورندسوالغلام إلى بيته بين أسرته ورباه مع أبنائه؛ وكان منهم ليوالذي أعفي وهوباباجوليومن العقبة القائمة في سبيله، وهي أنه ابن غير شرعي، ثم عينه كبير الأساقفة في فلورنس، ثم رقاه كردنالا، ثم كان المدير الحازم لمدينة روما، وكبير وزراء حكومته البابوية. ولما بلغ حدثنت الخامسة والأربعين كان طويل القامة، وسيم الخلق، عظيم الثراء غزير الفهم، حسن الآداب، طيب السيرة، يعجب بالآداب، والعلوم، والموسيقى، والفن، ويناصرها. ورحبت روما بارتقائه الكرسي البابوي بالفرح والابتهاج ورأت فيه دعوة إلى عهد ليوالمضىي، وتنبأ بمبوبأن حدثنت السابع سيكون خير من عهدتهم الكنيسة من حكامها وأعظمهم حكمة(33).

البابا ليوالعاشر مع ابن عمه الكاردينال جوليوده مديتشي (يسار، وهومن سيطبح حدثنت السابع) - بريشة رفائيل، 1519

وبدأ عهده أحسن بداية، فوزع على الكرادلة جميع المناصب الدينية التي كانت له، والتي كانت تدر عليه دخلاً سنوياً مقداره 60.000 دوقة. وقد جمع حوله قلوب الفهماء والنساخين باجتذابهم إلى خدمته، أونفحهم بالهبات، ووزع العدالة بين الناس بالقسطاس المستقيم، واستمع إلى جميع من له شكاية، ومنح الصدقات بسخاء، إذا كان أقل من سخاء ليوفإنه كان أكثر منه حكمة، وسحر جميع القلوب بمجاملته جميع إنسان وكل طبقة. وقصارى القول حتى بابا من البابوات لم يبدأ حكمه بداية طيبة مثل بدايته ولم يختتمه بأسوأ من خاتمته.

أساليب
{{{papal name
أسلوب الإشارة إليه His Holiness
نمط الحديث Your Holiness
النمط الديني Holy Father
أسلوب بعد الوفاة None


وكان العمل الذي يقابل حدثنت وهوقيادة سفينة البابوية السياسية، الطريق المأمون بين فرانسس وشارل في حرب تكاد تكون حرب حياة أوموت، في الوقت الذي كان الأتراك يجتاحون فيه بلاد المجر، وكانت الثورة تشتعل نارها في ثلث أوربا ضد الكنيسة، كان هذا العمل أكثر مما تستطيعه مقدرة حدثنت كما كان أكثر مما تستطيعه مقدرة ليو. وخليق بنا حتى نقول إذا الصفات التي تبرزها الصورة الفخمة التي رسمها سبستيانودل بيومبولحدثنت في بداية حكمه صورة خادعة. ذلك أنه لم يظهر في أعماله تلك العزيمة الماضية التي تبدوواضحة في ملامح وجهه، وحتى في هذه الصورة يظهر شيء من الملل والضعف في الجفون المتعبة المنسدلة فوق العينين الضجرتين. والحق حتى حدثنت قد اتخذ ضعف العزيمة خطة له وسياسة مرسومة. وكان يسرف في التفكير ويظنه خطأ بديلا من العمل، بدل حتىقد يكون هادياً له ومرشداً. ولقد كان في وسعه حتى يجد مائة سبب وسبب لاتخاذ قرار بإبرام أمر من الأمور، ومائة سبب وسبب مثلها تبرر عدم إبرامه، وكأنما أغبى المخلوقات طُراً يجلس على عرش البابوية. وقد هجاه بيرني في أبيات مريرة تتنبأ بحكم الحلف عليه فنطق:

بابوية تتألف من التحيات،

والمناقشات، والاعتبارات، والمجاملات

ومن عبارات أكثر من هذا، ومن ثم، ونعم، وحسن، وربما،

وقد يحدث، وما إليها من الألفاظ المتناقضة...

ومن قدمين ثقيلتين كالرصاص، وحياد بارد خامل...

وإن شئت الحق الصريح، فإنك ستعيش لترى.

البابا أدريان وقد نودي به قديساً بفضل هذه البابوية(24).

واتخذ له من المستشارين جيان ماتيوجيرتى Gianmatteo Giberti الذي كان يميل إلى فرنسا، ونيقولوس فون اسكونبرج Nikolaus von Segonberg الذي كان يميل إلى الإمبراطورية، وهجر عقله مشتتاً بين الرجلين، ولما حتى قرر الانحياز إلى فرنسا- قبل أسابيع قليلة من الكارثة التي حلت بها في بافيا- استنزل على رأسه وعلى بلده جميع ما يتصف به شارل من مكر ودهاء، وكل ماله من قوة، وكل ما يثور في قلوب الجيش البروتستنتي من غضب دفين صبه على روما.

وكانت الحجة التي يبرر بها حدثنت موقفه أنه يخشى قوة الإمبراطور وفي يده لمباردي ونابلي؛ ويرجوبانحيازه إلى فرنسا حتى يحصل على صوتها حين يعرض شارل فكرته التي تراوده وتقلق خاطره وهي تأليف مجلس عام في أمور الكنيسة. ولما عبر فرانسس جبال الألب بجيش حديث قوامه 26.000 من الفرنسيين، والإيطاليين، والسويسريين، والألمان، واستولى على ميلان، وحاصر بافيا، سقط حدثنت سراً شروط حلف مع فرانسس (12 ديسمبر سنة 1524) في الوقت الذي كان يؤكد فيه لشارل وفاءه ومودته؛ ثم ضم فلورنس والبندقية إلى هذا الحلف، وأجاز لفرانسس المنتصر على كره منه حتى يجمع الجند من الولايات البابوية. وأن يرسل جيشاً ليحارب نابلي مخترقاً أراضي البابا. ولم يغفر له شارل قط هذه الخديعة، وأقسم قائلاً: "لأمضىن إلى إيطاليا، وأثأر لنفسي ممن أساءوا إلي، وعلى رأسهم البابا الجبان النذل. ولعل مارتن لوثر سيصبح رجلا ذا شأن في يوم من الأيام"(25). وفكر بعض الناس وقتئذ في اختيار لوثر بابا، وأشار عدد ممن يحيطون بالإمبراطور حتى يطعن في اختيار حدثنت بحجة أنه ابن غير شرعي(26).

وسير شارل جيشاً ألمانياً بقيادة جورج فن فرندسبرج Georg von Frundsberg وماركيز بيسكارا Marquis of Pescara ليهاجم الفرنسيين خارج بافيا. وعطلت الحركات العسكرية الضعيفة عمل المدفعية الفرنسية، في الوقت الذي كانت فيه نيران البنادق الأسبانية تهزأ برماح السويسريين؛ وكاد الجيش الفرنسي حتى يفنى عن آخره في مسقطة من أشد المواقع الحاسمة في التاريخ (24-25 من فبراير سنة 1525). وسلك فرانسس في هذه المحنة مسلك الشهامة والكرامة: فبينما كان جيشه يتقهقر إذا هويقفز في وسط صفوف العدوويقتل بيده منهم مقتلة عظيمة؛ ولما اغتال جواده من تحته لم ينبتر عن القتال، حتى إذا خارت قواه آخر الأمر، ولم يعد يقوى على المقاومة، سقط في الأسر مع عدد من ضباطه. وخط من خيمة بين المنتصرين إلى أمه رسالة كثيراً ما يقتبس نصف عباراتها المقتبسون، نطق فيها "لقد خسرنا جميع شيء إلا الشرف- وإلا بدني فهوسليم". وأمر شارل وكان وقتئذ في أسبانيا حتى يرسل الملك ليسجن في قلعة قرب مدريد.

وانحازت ميلان إلى الإمبراطور، وشعرت إيطاليا كلها أنها أصبحت تحت رحمته، ونفحته دولة إيطالية في إثر دولة بالرشا المتنوعة لكي يسمح لها بالبقاء. وخشي حدثنت حتى يغزوجيش الإمبراطور بلاده، وأن يثور الشعب في فلورنس على آل ميديتشي، فخرج من حلفه مع فرنسا وأمضى (في أول أبريل سنة 1525) معاهدة مع شارل ده لانوى Charles de Lannoy عامل شارل على نابلي، تعهد فيها البابا والإمبراطور بأن يتعاونا فيما بينهما؛ فيحمي الإمبراطور آل ميديتشي في فلورنس ويرضى حتى يقيم فرانتشيسكوماريا اسفوردسا نائباً عنه في ميلان؛ على حتى يدفع البابا لشارل لقاء إهاناته السابقة له، وضماناً لخدمات الإمبراطور المستقبلية، مائة ألف دوقة (1.250.000 دولار)(27)، كانت الجيوش الإمبراطورية في أشد الحاجة إليها، ولم يمض بعدئذ إلا قليل من الوقت حتى أغض حدثنت البصر عن مؤامرة دبرها جيرولوموموروني Girolomo Morone لتحرير ميلان من سيطرة الإمبراطور. وكشف مركيز إبيسكارا سر هذه المؤامرة لشارل، وزج موروني في السجن. وعامل شارل فرانسس الأسير بالمماطلة التي يعامل بها السنور الفأر الواقع في قبضته، ذلك أنه بعد حتى خدر أعصابه بسجنه ومجاملته أحد عشر شهراً، وافق على حتى يطلق سراحه مشترطاً عليه ذلك الشرط المحال التطبيق، وهوحتى يسلم الملك جميع ما لفرنسا من الحقوق، ثابتة كانت أومزعومة، على جنوى، وميلان، ونابلي، وفلاندرز، وآرتوا، وتورناي، وبرغندية، ونبره (نافار)؛ وأن يمد فرانسس شارل بما يحتاجه من السفن والرجال لتسيير حملة على روما أوعلى الأتراك، وأن يتزوج فرانسس إليانورا أخت شارل، وأن يسلم الملك أكبر ابنيه وهما فرانسس البالغ من العمر عشر سنين، وهنري البالغ تسعاً إلى شارل ليكونا رهينتين عنده ضماناً للوفاء بهذه الشروط. ووافق فرانسس على هذه الشروط كلها بمقتضى معاهدة مدريد (14 يناير سنة 1526). وأكد هذه الموافقة بأغلظ الأيمان، وإن كان ضميره ياجي ويوارب. وسمح له بعدئذ في السابع عشر من مارس حتى يعود إلى فرنسا تاركاً ولديه سجينين في مكانه. فلما وصل إليها أعرب أنه لا ينوي الاستمساك بالوعود التي بذلها تحت الضغط والإرهاب، وأعفاه حدثنت مستعيناً بالقانون الكنسي من التمسك بإيمانه، وفي الثاني والعشرين من مايوسقط فرانسس، وحدثنت، والبندقية، وفلورنس، وفرانتشيسكوماريا اسفوردسا حلف كنياك، وتعهدوا فيه بإرجاع آستي، وجنوي إلى فرنسا، وإعطاء اسفوردسا ميلان إقطاعية فرنسية، وأن ترد إلى جميع ولاية إيطالية جميع ما كان لها من أملاك قبل الحرب، وأن يُفتدى الأسرى الفرنسيون بمليوكرون، وان تمنح نابلي لأي أمير إيطالي يرضى حتى يؤدي عنها إلى ملك فرنسا جزية سنوية مقدارها 75.000 دوقة. ووجهت دعوة رقيقة إلى الإمبراطور لتوقيع هذا الاتفاق؛ وقرر الحلف الجديد أنه إذا رفض الإمبراطور توقيع شروطه، حاربه حتى يطرد هووجميع قواته من إيطاليا(28).

وندد شارل بالحلف وأعرب أنه يناقض الأيمان المقدس الذي أقسمه فرانسس، كما يناقض شروط المعاهدة التي سقطها حدثنت مع لانوى. وإذ كان هوغير قادر على الذهاب إلى إيطاليا في ذلك الوقت، فقد كلف هوجوده منكادا Hugo de Moncada بأن يجتذب حدثنت إلى صفه بالوسائل الدبلوماسية، فإذا عجز أثار ثورة على البابا يقوم بها آل كولنا وسكان روما. وقام منكادا بهذه المهمة أحسن قيام، وأوثق صلات المودة بين حدثنت وآل كولنا، وأقنع البابا بأن يسرح الجنود الذين يقومونه بحراسته، وسمح لآل كولنا بأن يمضوا في تآمرهم للاستيلاء على روما. وبينما كانت المسيحية ماضية في الغدر والاقتتال على هذا النحو، كان الأتراك بقيادة سليمان القانوني يضربون أهل المجر الضربة القاسية في موهاكس Mohacs (29 أغسطس سنة 1526)، ويستولون على بودابست (10 سبتمبر). وارتاع حدثنت لخوفه من حتى لا تصبح أوربا بروتستنتية فحسب، بل مسلمة أيضاً، فأعرب إلى الكرادلة أنه يفكر في الذهاب إلى برشلونة بنفسه ليطلب إلى شارل حتى يعقد الصلح مع فرانسس، وأن يضم العاهلان قواتهما لمحاربة الأتراك. وكان شارل في ذلك الوقت يجهز أسطولاً، يقصد به كما قيل في روما، حتى يغزوإيطاليا ويخلع البابا(29).

وفي العشرين من سبتمبر ولج آل كولنا روما ومعهم خمسة آلاف جندي، وتغلبوا على ما لقوا من مقاومة ضعيفة، ونهبوا قصر الفاتيكان، وكنيسة القديس بطرس، وبورجوفتشيوالقريبة منها، وفر حدثنت إلى قلعة سانت أنجيلو. وجرد قصر البابا من جميع ما فيه بما في ذلك الصور التي رسمها رافائيل على أقمشة الجدران وسرق تاج البابان فسه، والأواني المقدسة، والمخلفات المدخرة، والملابس البابوية الثمينة؛ وخرج جندي استخفه المرح فارتدى ثوب البابا الأبيض، وقلنسوته الحمراء، وأخذ يوزع البركات البابوية بوقار ساخر(30). وفي اليوم التالي رد منكادا لحدثنت التاج البابوي، وأكد له حتى الإمبراطور لا يضمر للبابوية إلا الخير، وأرغم البابا المرتاع حتى يسقط هدنة مع الإمبراطورية تدوم أربعة أشهر، وأن يعفوعن آل كولنا.

ولم يكد منكادا ينسحب إلى نابلي حتى حشد حدثنت قوة بابوية جديدة قوامها سبعة آلاف جندي، أمرها في آخر شهر أكتوبر بأن تزحف على حصون آل كولنا، وطلب في الوقت نفسه إلى فرانسس الأول وهنري الثامن حتى يمداه بالعون، فأما فرانسس فقد بعث إليه يعتذر ويسوف، وأما هنري فقد كان منهمكا في الواجب الثقيل واجب إنجاب ابن يخلفه، ولهذا لم يرد بشيء. وكان ثمة جيش بابوي آخر في الجنوب أعجزته عن العمل سياسة التسويف الغادرة في ظاهرها التي جرى عليها فرانتشيسكوماريا دلا روفيري دوق أربينوالذي لم ينس حتى ليوالعاشر أخرجه من دوقيته، ولم يكن يرى في سماح أدريان وحدثنت له بالعودة إليها والبقاء فيها فضلا لهما كبيراً يشكره لهما. وكان مع هذا الجيش قائد أعظم منه بسالة هوالشاب جيوفني ده ميديتشي الوسيم الخلق ابن كترينا اسفوردسا الذي ورث عنها روحها العالية والذي سمى جيوفني دلي باندي نيري- جيوفني ذا الرباط الأسود- لأنه هووجنوده قد لبسوا شرائط سوداً حزناً على موت ليو(31). وكان جيوفني هذا يتحرق شوقاً إلى قتال ميلان، ولكن فرانتشيسكوماريا تغلب عليه.


نهب روما

وكان شارل لا يزال مقيماً في أسبانيا يحرك منها بيادقه التي يسيطر عليها سيطرة الساحر من بعيد. ومنها أمر عماله بأن يحشدوا جيشاً جديداً. فاتصل هؤلاء بجورج فن فرندنسبرج الزعيم التيرولي المغامر، الذي كانت جنوده الألمانية المرتزقة قد ذاعت شهرتها في الآفاق. ولم يكن في وسع شارل حتى يعرض على هذا الزعيم المغامر وجنوده إلا القليل من المال، ولكن عماله منوهم بالنهب الكثير في إيطاليا. وكان فرندسبرج لا يزال كاثوليكيا بالاسم، ولكنه كان شديد العطف على لوثر، ويكره حدثنت لأنه في رأسه عدوالإمبراطورية اللدود. ورهن هذا الزعيم المغامر قصره وسائر أملاكه، وحتى حلى زوجته نظير مبلغ 38.000 جولدن . واستطاع بهذا المال حتى يجمع عشرة آلاف من الرجال الراغبين أشد الرغبة في المغامرة والنهب، ليس منهم من يتردد حتى يحطم حربته فوق رأس البابا؛ وينطق إذا منهم من كان يحمل حبلا معقوداً ليشنقه به(32). وفي نوفمبر من عام 1526 عبر هذا الجيش المرتجل الجبال وزحف على بريشيا، وجازى ألفنسودوق فيرارا البابوية على ما بذلته من جهود متكررة لخلعه، بأن أوفد إلى فراندسبرج أربعة من أقوى مدافعه. وحدثت مع الغزاة مناوشة بالقرب من بريشيا أصيب فيها جيوفني دلي باندي بالرصاص؛ ومات في مانتوا في 30 نوفمبر وهوفي السادسة والعشرين من عمره. ولم يبق بعد وفاته من يمنع دوق أربينومن حتى يعمل أي شيء يريد.

قلعة سانت أنجلو.

وعبر غوغاء فرندسبرج نهر ألبوكما عمل جوفني ونهبوا حقول لمباردى الغنية نهباً بلغ من شدته حتى السفراء الإنجليز وصفوا أرضه بعد ثلاث سنين من ذلك الوقت بأنها "أشقى أرض وجدت في العالم المسيحي في وقت من الأوقات"(33). وكان قائد جيش الإمبراطور وقتئذ في ميلان هوشارل دوق بوربون، الذي عين وقتئذ قائداً أعلى للجيوش الفرنسية لما أظهره من البسالة في مارنيانو. وكان شارل هذا قد خرج على فرانسس حين حرمته أم الملك، حسب اعتقاده، من أراضيه الخاصة؛ فانحاز إلى الإمبراطور، وكان له نصيب في هزيمة فرانسس في بافيا، وعين دوقاً لميلان. وأراد وقتئذ حتى يجند جيشاً لمساعدة شارل ويؤدي له مرتباته، ففرض من الضرائب على أهل ميلان ما كاد يقتلهم قتلا، وخط إلى الإمبراطور يقول إنه استنزف دماء المدينة ؛ وكان جنوده الذين أسكنهم في بيوت أهلها لا يفتئون يضايقون بالسرقة، والمعاملة الوحشية، وهتك الأعراض، مما حمل كثيرين منهم على حتى يشنقوا أنفسهم أوينتحروا بإلقاء أنفسهم من الأماكن العالية في الشوارع(34) وفي أوائل شهر فبراير من عام 1527 خرج بوربون على رأس جيشه من ميلان، وضمه إلى جيش فرندسبرج بالقرب من بياتشندسا. واتجه هذا الجيش المختلط الذي بلغت عدته الآن 22.000 جهة الشرق متتبعاً طريق إيميليا، متجنباً المدن الحصينة، ولكنه ينهب جميع ما يجده في طريقه ويهجر البلاد وراءه قاعاً صفصفاً. ولما تبين حدثنت حتى ليس لديه من الجنود ما يكفي لصد الغزاة، توسل إلى لانوي حتى يعمل لعقد هدنة. واتى هذا الحاكم من نابلي ووضع شروط هدنة مدتها ثمانية أشهر: وتتضمن حتى يقف حدثنت وكولنا الحرب ويتبادلا ما فتحاه من الأرضين. ودفع البابا ستين ألف دوقة يرشوبها جيش فرندسبرج حتى يبقى خارج الولايات البابوية. ورأى حدثنت أنه أوشك على الإفلاس، وظن حتى فرندسبرج وبوربون سيراعيان شروط الاتفاق الذي سقطه نائب الإمبراطور بشرف وأمانة، فخفض جيش روما إلى ثلاثمائة جندي لا أكثر. غير حتى جنود بوربون السارقين النهابين ثاروا غضباً حين سمعوا بشروط الهدنة. ذلك أنهم ظلوا أربعة أشهر يقاسون آلاف الصعاب وكل ما يأملونه هونهب روما؛ وكانت كثرتهم الغالبة ترتدي الآن أسمالا بالية، وتمشي حافية الاقدام؛ وكانوا كلهم جياعاً ولم يتناول منهم أحد مرتبه. ولهذا أبوا حتى يُشتروا بمبلغ تافه لا يزيد على ستين ألف دوقة، يعهدون أنه لن يصل إلى جيوبهم منه إلا جزء قليل. وإذ كانوا يخشون حتى يسقط بوربون شروط الهدنة، فقد حاصروا خيمته، وحملوا عقيرتهم قائلين: "الأجور‍‍‍! الأجور!" واختفى بوربون في مكان آخر، ونهب الجند خيمته، وحاول فرندسبرج حتى يهدئ ثورة غضبهم، ولكنه أصابته نوبة تشنجية في أثناء هذه المحاولة. ولم يشهجر بعدها في الحملة حتى توفي بعد عام واحد من ذلك الوقت. وتولى بوربون القيادة العليا على شرط حتى يزحف على روما. وفي التاسع والعشرين من مارس بعث برسله إلى لانوي وحدثنت يبلغهما أنه لا يستطيع كبح جماح جنوده، ولهذا فهومرغم على نقض الهدنة.

وأدركت روما أخيراً أنها هي الفريسة الضعيفة المقصودة. وفي يوم خميس الصعود (8 أبريل) بينما كان حدثنت يمنح بركته لجموع محتشدة تبلغ عشرة آلاف نفس أمام كنيسة القديس بطرس، إذ صعد إنسان متعصب متهور، لا يلبس إلا ميدعة من الجلد، فوق تمثال القديس بولص وصاح في وجه البابا قائلا: "أيها النّغل اللائط! إذا روما ستدمر بسبب خطاياك؛ فكفر عن ذنوبك وارجع عن غيك! وإذا لم تصدقني فسترى بعد أربعة أشهر ما يحل بها". وفي مساء يوم عيد الفصح أخذ هذا الزاهد الناسك- بارتولميوكاروسي Bartolommeo Carosi الذي يطلق عليه اسم براندانوBrandano- يطوف بالشوارع وهويصيح: "روما، كفري عن ذنوبك! إنهم سيعاملونك كما عامل الله سدوم وعمورة"(35).

وأوفد بوربون إلى حدثنت يطلب 240.000 دوقة، ولعله كان يأمل حتى يرضي جنوده بهذه الزيادة الكبيرة في ماله؛ فرد عليه حدثنت بأنه عاجز جميع العجز عن جمع هذه الفدية الضخمة. وزحف الجحفل اللجب إلى فلورنس، ولكن جوتشارديني دوق أربينو. ومركيز سالتسوكانا قد حشدا من الجنود ما يكفي للدفاع عن حصونها دفاعاً قوياً؛ ولهذا ارتدت تلك الجحافل خاسرة، واتخذت طريقها إلى روما. ووجد حدثنت حتى الهدنة غير كفيلة بنجاته، فانضم إلى حلف كنياك المناوئ لشارل، وطلب المعونة من فرنسا، ونادى أغنياء روما حتى يسهموا في جمع المال اللازم للدفاع عنها، فكانوا أشحاء في الاستجابة إلى رغبته، واقترحوا عليه طريقة أجدى عنها، فكانوا أشحاء في الاستجابة إلى رغبته، واقترحوا عليه طريقة أجدى من هذه وهي بيع القلانس الحمر . ولم يكن حدثنت قد باع المناصب بالمال إلى جماعة الكرادلة، ولكنه أخذ بهذا الاقتراح حين وصل جيش بوربون إلى فيتربوالتي لا تبعد عن روما بأكثر من اثنين وأربعين ميلا، وباع ستة من هذه المناصب. وقبل حتى يؤدي المرشحون المال أبصر البابا من نوافذ الفاتيكان الجحافل الجياع تتقدم مجتازة حقول نيرون، وكان لديه في ذلك الوقت أربعة آلاف جندب يدفعون عن روما ضد عشرين ألفاً من المهاجمين.

وفي السادس من مايواقتربت جموع بوربون من الأسوار مستترة بالضباب، ولكنها صدت عنها بوابل من الرصاص، وأصيب بوربون نفسه برصاصة قضت عليه لساعته تقريباً. ولكن هذا لم يمنع المهاجمين من حتى يعاودوا الهجوم، لأنهم لم يكن أمامهم غير واحدة من اثنتين، فإما حتى يستولوا على روما وإما حتى يموتوا جوعاً. واتفق حتى عثروا على مسقط ضعيف في خط الدفاع، فاخترقوه عنوة، وتدفقوا إلى داخل المدينة، وحارب حرس رومة، والحرس السويسري ببسالة ، ولكنهما أبيدا عن آخرهما. وفر حدثنت، ومعظم الكرادلة المقيمين في المدينة ومئات من الموظفين إلى قلعة سانت أنجيلوحيث حاول تشيليني وغيره حتى يوقفوا زحف الغزاة بنار المدفعية. ولكن الغزاة دخلوا المدينة من اتجاهات مختلفة أسقطت الارتباك في صفوف المدافعين، فمن المهاجمين من سترهم الضباب، ومنهم من اختلطوا بالفارين اختلاطاً لم تستطع معه مدافع القلعة حتى تضربهم من غير حتى تقتل معهم التي فقدت قوتها المعنوية، وما لبثت المدينة حتى أصبحت تحت رحمة الغزاة.

ولما اندفع هؤلاء في شوارعها أخذوا يقتلون جميع من قابلوه في طريقهم دون حتى يفرقوا بين الرجال، والنساء، والأطفال. واشتد تعطشهم إلى سفك الدماء، فدخلوا مستشفى سانتواسبيرتو(الروح القدس) وملجأ اليتامى فيه، وذبحوا جميع من فيهما من السقمى كلهم تقريباً. ثم اتجهوا إلى كنيسة القديس بطرس، وذبحوا من لجأوا إلى هذا الحرم المقدس، ونهبوا بعدئذ جميع ما استطاعوا حتى يصلوا إليه من الكنائس والأديرة، وحولوا بعضها إلى إسطبلات لخيولهم، وقتلوا مئات من القساوسة، والرهبان، والأساقفة، ورؤساء الأساقفة، وجردت كنيسة القديس بطرس والفاتيكان من أعلاهما إلى أسفلهما من جميع ما فيهما، وربطت الخيول في حجرة رافائيل(36). ونهب جميع بيت في روما وحرق الكثير منها عجا اثنين لا أكثر هما قصر الكانتشيلريا Cancelleria الذي كان يشغله الكردنال كولنا، وقصر آل كولنا الذي لجأت إليه إزبلادست، ومعها بعض أغنياء التجار، ونفح هؤلاء زعماء الغوغاء بخمسين ألف دوقة لينجوهم من الهجوم، ثم سمحوا لألفين من اللاجئين حتى يحتموا وراء الأسوار. وأدى جميع قصر من القصور الفدية نظير حمايته، ولكن هذه القصور نفسها هاجمتها جماعات أخرى واضطرت حتى تفتدي نفسها من جديد. وقد وقع في معظم البيوت حتى اضطر من فيها جميعاً إلى افتداء أنفسهم بمبلغ محدد؛ فإذا لم يوفوا به كله تعرضوا لألوان من العذاب، وقتل منهم آلاف، وألقى بالأطفال من النوافذ العليا، لكي يضطر آباؤهم إلى إخراج ما اكتنزوه من المال وأخفوه، حتى غصت الشوارع بالقتل. وشهد الثرى دومينيكوصاحب الملايين بعينيه أبناؤه يقتلون، وابنته يهتك عرضها، وبيته يحرق، ثم انتهى الأمر بقتله هونفسه. ويقول بعض الواصفين: "ولم تكن في المدينة كلها نفس فوق الثالثة من العمر لم تضطر إلى حتى تبتاع سلامتها بالمال"(37).

وكان نصف الغوغاء المنتصرين من الألمان، لم يكن يشك معظمهم في حتى البابوات والكرادلة لصوص، وأن ثروة الكنيسة في روما سرقة ونهب من الأمم، وفضيحة للعالم. وأرادوا هم أم يخففوا من هذه الفضيحة، فاستولوا على جميع ما في الكنائس من ثروة منقولة بما فيها الأواني المقدسة، والتحف الفنية، وخرجوا بها ليذيبوها أويفتدوا بها أنفسهم، أويبيعوها. أما المخلفات المقدسة فقد هجروها مبعثرة على الأرض. وارتدى أحد الجنود الأثواب البابوية، ولبس غيره قلانس الكرادلة، وقبلوا قدميه، ونادى جماعة من الغوغاء في الفاتيكان بلوثر بابا. وكان اتباع ممضى لوثر من الغزاة يجدون لذة خاصة في نهب أموال الكرادلة، وتقاضى فديات عالية منهم نظير هجرهم أحياء، وتعليمهم مراسم دينية جديدة. ويقول جوتشارديني إذا بعض الكرادلة "أركبوا دواب قذرة حقيرة، وأديرت وجوههم نحوذيولها وعليهم ملابس مناصبهم وشاراتها، وطاف الغوغاء ببعضهم في شوارع المدينة معرضين لأقسى ضروب السخرية والاحتقار. وعذب بعض من لم يستطيعوا جمع جميع ما طلب إليهم من مال الفداء تعذيباً قضى على حياتهم في التووالساعة أوبعد أيام قلائل"(38). وانزل أحد الكرادلة في قبر من القبور وهدد بأنه سيدفن حياً إذا لم يأت بالفدية في زمن محدد؛ واتى هذا المال في اللحظة الأخيرة(39). ولم يلق الكرادلة الألمان، الذين ظنوا أنفسهم بمنجاة من شر أبناء وطنهم، خيرا مما لقيه غيرهم. وهتكت أعراض الراهبات والمحصنات من النساء في بيوتهم أوفي الأديرة نفسها، أوحملن ليشبع فيهم جماعات من الجند شهواتهم بوحشية في أماكنهم(40). وهوجمت النساء على أعين أزقابلن أوآبائهن؛ وأستبد اليأس بكثيرات من الفتيات بعد هتك أعراضهن فأغرقن أنفسهن في نهر التيبر(41).

وكان الدمار الذي حاق بالخط، والمخطوطات، ونفائس الفن يجل عن الوصف. واستطاع فليبرت Philibert، أمير أورنج Prince of Orange الذي تولى وقتئذ قيادة هذه الحشود المختلة النظام، أوما يشبه قيادتها، استطاع هذا الأمير حتى ينقذ مخطة الفاتيكان باتخاذها مقراً لقيادته، ولكن كثيرا من مخطات الأديرة والمخطات الخاصة التهمتها النيران، وضاعت بذلك كثير من المخطوطات القيمة. ونهبت كذلك جامعة روما وبدد ضم موظفيها. وشهد العالم كولوتشي بيته يحترق عن آخره هووما جمعه فيه من المخطوطات وروائع الفن. وأبصر الأستاذ بالدوس تعليقاته الجديدة على كتاب بلني تتخذ لإشعال نار في معسكر الناهبين. وفقد الشاعر ماروني Marone قصائده، ولكنه كان أسعد حظاً من غيره؛ أما الشاعر باولوبمباتسي Paolo Bombatsi فقد قتل؛ وعذب العالم كرستوفور مارتشيلوCristoforo Marcello بنزع أظافر يديه ظفراً بعد ظفر، أما الفنانان بيرينودل فاجا Perino del Vaga، وماركنتوريوريمندي Marcantorio Raimoudi وكثيرون غيرهما فقد عذبوا وجردوا من جميع ما يمتلكون، وتفرق ضم مدرسة رافائيل فلم يبق لها وجود. وليس من المستطاع إحصاء عدد من قتلوا في هذه الكارثة المدلهمة؛ وكل ما نستطيع حتى نقوله حتى ألفي جثة ألقيت في نهر التيبر من شاطئه الذي تقع عليه الفاتيكان؛ وأن 9.800 من الموتى دفنوا؛ وما من شك في حتى عدداً آخر كبيراً من الناس قد قتل. وتقدر قيمة المنهوبات تقديراً متواضعاً بأكثر من مليون دوقة، وقيمة ما دفع من مال الفداء بثلاثة ملايين، وقدر حدثنت مجموع الخسائر بعشرة ملايين (125.000.000 دولار)(43).

ودام السلب والنهب ثمانية أيام، كان حدثنت في خلالها يشاهده بعينيه من أبراج سانت أنجيلو؛ ويتوسل إلى الله كما توسل إليه أيوب المعذب: "فلماذا أخرجتني من الرحم، كنت قد أسلمت الروح ولم ترني عين"(44)! وامتنع وقتئذ عن حلق لحيته، فلم يحلقها بعد ذلك أبداً، وظل سجيناً في القلعة منستة مايوإلىسبعة ديسمبر سنة 1527، وهويأمل حتى تأتيه النجاة من جيش دوق أربينو، أومن فرانسس، أوهنري الثامن. وسر شارل، وكان لا يزال وقتئذ في أسبانيا، عند سماعه بسقوط روما، ولكنه روع حين ترامت إليه أنباء وحشية الناهبين، وتنصل من تبعة هذه المنكرات، ولكنه أفاد جميع الإفادة من ضعف البابا وخذلانه. وفي السادس من شهر يونيه أرغم ممثلوه- وقد يحدث ذلك على غير فهم منه- حدثنت بأن يسقط شروط سلم مهينة، وافق البابا بمقتضاها على حتى يؤدي لهم وللجيش الإمبراطوري 400.000 دوقة، وأن يسلم إلى شارل مدائن بياتشتدسا، وبارما، ومودينا، وقصور أستيا، وتشفيتا فيتشيا، وسانت أنجيلونفسها؛ وأن يبقى سجيناً في هذه القلعة الأخيرة حتى يسلم المائة والخمسين ألفا الأولى من هذا المبلغ، ثم ينقل بعدئذ إلى جائيتا Gaeta أونابلي، حتى يقرر شارل نفسه مصيره. وسمح لجميع من كانوا في قلعة سانت أنجيلوبمغادرتها ماعدا حدثنت وثلاثة عشر من الكرادلة، الذين صحبوه إليها، وعهد إلى الجنود الأسبان والألمان بحراسة الحصن، وأبقوا البابا على الدوام تقريباً محصوراً في جناح ضيق منه، وصفه جوتشيارديني في 21 يونيه بقوله: "إنهم لم يهجروا له فيه من المتاع ما يساوي عشرة اسكودوات . وأسلم جميع ما كان قد أخذه معه في فراره من الفضة والمضى إلى آسريه ليوفي بذلك مائة ألف دوقة من مال الفداء.

وفي هذه الأثناء استولى ألفنسوصاحب فيرارا على رجيوومودينا اللتين كان لفيرارا فيهما حقوق من أقدم الأزمنة، كما استولت البندقية على رافنا. وطردت فلورنس آل ميديتشي للمرة الثالثة وأعربت يسوع المسيح ملكا على الجمهورية الجديدة، وبدا حتى صرح البابوية كله مادياً وروحياً آخذ في الانهيار، وحركت مأساة هذا الخراب أسى الناس جميعاً حتى الذين كانوا يشعرون بأن خيانات حدثنت، وآثام البابوية، وشره حكومتها، وترف رجال الدين، ومظالم روما، كانت كلها خليقة ببعض العقاب. وسمع سادوليتو، وهوآمن مطمئن في كاربنتراس Carpentras بسقوط روما فروعه النبأ، وتحسر على مضي تلك الأوقات الحلوة الهادئة التي جعلها بمبو، وكستجليوني، وإزبلا، ومائة من الفهماء، والشعراء، وأنصار الفهم والفن، موطناً لهما حتى بلغا فيها ذروة مجدهما. وخط إرازمس لسادوليتويقول: "لم تكن كعبة الدين المسيحي، ومهد النفوس النبيلة، وموطن الآداب والعلوم والفنون فحسب، بل كانت أيضاً أم الأمم. وكم من الناس كانت أعز عليهم وأحلى لهم، وأعظم قيمة لديهم، من بلادهم نفسها!... ألا إذا هذا الخراب لم يكن في الحقيقة خراب بلدة واحدة، بل كان خراب العالم أجمع"(46).


شارل المنتصر

حدثنت السابع يتوج شارل الخامس, Baccio Bandinelli, Salone dei Cinquecento, قصر ڤكيو، فلورنسا.

بيد حتى العاصفة المتجمعة تفجرت على رأس حدثنت السابع (1523-34). لقد كان من خيرة البابوات فكراً وخلقاً، رحيماً كريماً، دافع عن اليهود المطاردين، ولم يشارك في الانحلال الجنسي أوالمالي المحيط به، وواصل غلى نهاية حياته المضطربة تغذية الفن والأدب الإيطاليين برعايته الذكية المميزة. ولعل ما حظي به من تعليم رفيع حال بينه وبين حتىقد يكون إدارياً ناجحاً، وكان في ذكائه من الحدة ما أعطى له رؤية المبررات الحسنة لكل مسلك في جميع أزمة؛ وأوهن فهمه من شجاعته، وأغضبت ذبذباته الدولة تلوالدولة. على أننا لا نملك إلا التعاطف مع رجل توافر له حسن النية الشديد، رجل رأى روما تنهب تحت بصره، ورأى نفسه سجين غوغاء وإمبراطور؛ رجل منعه ذلك الإمبراطور من محاولة الوصول إلى صلح معقول مع هنري الثامن؛ رجل أكره على حتى يختار بين أمرين أحلاهما مر، حتى يخسر إما هنري وإنجلترا، وإما شارل وألمانيا؛ رجل قيل له حين احتج على تحالف فرانسوا مع العثمانيين، والقائل هوذلك الملك. "المسيحي جداً"، إنه إذا بدر منه مزيد من الاحتجاج فإن فرنسا ستطلق البابوية. إذا أحداً من البابوات لم يتجرع مثله كأس المنصب حتى هذه الثمالة المرة.

وكانت أخطاؤه وبيلة. فهوحين أساء تقدير خلق شارل وموارده، وبهذا شجع على "نهب روما" أصاب البابوية بلطمة شجعت شمال ألمانيا على نبذ الولاء لروما. وحين توج الرجل الذي أذن بذلك الهجوم فقد احترام العالم، حتى العالم الكاثوليكي. وقد أذعن لشارل من جهة لافتقاره إلى القوة المادية اللازمة للمقاومة، ومن جهة أخرى لخشيته من حتى إمبراطوراً أقصاه البابا عن وده قد يدعومجمعاً عاماً من الفهمانيين ومن رجال الدين، ويمسك بزمام السلطتين الكنسية والزمنية جميعاً، ويتم إخضاع الكنيسة للدولة المتمردة، بل من الممكن يخلعه باعتباره ابناً غير شرعي(3). ولوأتيحت لحدثنت الشجاعة التي أبداها عمه لورنزومديتشي في نابلي عام 1479، لبادر بدعوة مجمع قد يوفق تحت قيادته المتحررة في إصلاح أخلاقيات الكنيسة وتعاليمها، وفي إنقاذه وحدة العالم المسيحي الغربي.

ميكل أنجيلووحدثنت السابع 1520 - 1534

مما يذكر في صحيفة الحسنات لحدثنت أنه ظل طوال أيام كوارثه يتحمل صابراً جميع نزوات ميكل أنجيلووثوراته، ويعهد إليه بالمهمة تلوالمهمة، ويمنحه من المزايا جميع ما يليق بالعباقرة. ويقول في هذا: "إذا اتى بونارتي أمسكت بيدي على الدوام مقعداً وأمرته بالجلوس، لأني لا أشك في أنه سيجلس من تلقاء نفسه دون حتى يستأذنني"(57). وحتى قبل حتى يصبح بابا تقدم باقتراح تبين أنه اكبر عمل من أعمال النحت عهد به إلى ذلك الفنان، وهوحتى يضيف إلى كنيسة سان لورندسوبفلورنس "غرفة مقدسات جديدة" لتكون قبراً لأشهر أفراد آل ميديتشي؛ وتصميم مقابر لهم، وتزيينها بما يليق بها من الصور. وكان حدثنت واثقاً جميع الثقة من كفايات هذا الفنان الجبار المتعددة، ولهذا طلب إليه حتى يضع عدداً من التصميمات الهندسية للمخطة اللورنتية، تبلغ من السعة والمتانة ما تستطيع حتى تقي جميع المجموعات الأدبية للأسرة الميديتشية. وتم إنشاء السلم الفخم والدهليز ذي العمد في هذه المخطة اللورنتية (1526-1527)، بإشراف أنجيلو، أما بقية ابناء فقد أقامها فيما بعد فاساري وغيره على أساس رسوم بونارتي.

أما بناء نوفا ساجرستيا Nuova Sagristia فلا يمكن حتى يعد من روائع الفن المعماري. فقد وضع تصميمها على حتى تكون مربوعة الجوانب تقسمها عمد مربوعة وتعلوها قبة متواضعة؛ وكان الغرض الأول من بنائها حتى توضع التماثيل في الفجوات المتروكة في الجدران. وقد تم بناء "معبد آل ميديتشي" هذا في عام 1524؛ وفي عام 1525 بدأ أنجيلوالعمل في القبور، وقد خط إليه حدثنت في هذا العام الثاني خطاباً يستحثه في رقق يقول:

"إنك تعهد حتى البابوات قصار الأجل، ونحن أشد ما نكون شوقاً إلى حتى نرى المعبد وفيه قبور أقاربنا، أوحتى نسمع في القليل أنه قد تم، ولا يقل عن هذا شوقنا إلى إتمام المخطة ولهذا نعهد بهما جميعاً إلى همتك ونشاطك. وسنتذرع في هذه الأثناء (بناء على توصيتك) بالصبر الجميل، داعين الله حتى يعينك على حتى تدفع المشروع كله إلى الأمام. ولا تخش قط حتى يفترض أن تعوزك الأعمال أوالجزاء مادمنا على قيد الحياة. وداعاً على بركة الله وبركتنا- جيوليو"(58).

وكان المشروع يتضمن إنشاء ستة قبور: واحد لكل من لورندسوالأعظم، وأخيه جيوليانوالذي اغتيل، وليوالعاشر، وحدثنت السابع، وجوليانوالأصغر الذي كان "أطيب من حتى يستطيع حكم دولة" (والمتوفى عام 1516)، ولورندسوالأصغر دوق أربينو(المتوفى عام 1519). ولم يتم من هذه إلا قبرا الأخيرين، ولكنهما مع ذلك أرقى ما وصل إليه التصوير في ذلك العهد. ويظهر القبران شكل من يحتويان من الموتى كما كانا في عنفوان الشباب، ولم يحاول المثال إظهار شكلهما السليم أوملاحمها الحقيقية: فقد أظهر جيوليانوفي ثياب قائد روماني، ولورندسوفي صورة الرجل المفكر il Penseroso. ولما حتى لاحظ ملاحظ غير حذر هذا البعد عن الواقعية، رد عليه ميكل أنجيلوبألفاظ كشفت عن ثقته السامية الأكيدة بخلوده الفني فنطق: "منذا الذي يعني بعد ألفي عام هل هذه ملامحهم وليست هي؟"(59). ويتكئ على تابوت جيوليانوشخصان عاريان: عن اليمين رجل يفترض فيه أنه يرمز إلى النهار، وعن اليسار امرأة يفترض أنها ترمز إلى الليل. ومثلهما صورتا شخصين متكئين على قبر لورندسوأطلق عليهما اسما الشفق والفجر. وهذه التسميات مجرد فروض ولعل للخيال فيها أكبر نصيب. وأغلب الظن حتى هدف المثال هوحتى ينحت مرة أخرى معبوده الخفي، أعني الجسم البشري، بكل ما فيه من روعة قوة الرجولة، والمحيط الخارجي الجميل لجسم المرأة بأكمله. ولقد كان نجاحه في تصوير جسم الرجل أعظم من نجاحه في تصوير جسم المرأة كما هي العادة، وإن صورة الشفق الناسيرة التي تسلم اليوم النشيط المضني إلى الليل على مهل، لنضارع أنبل صور الآلهة في البانثيون.

وقامت الحرب فعطلت أعمال الفن إلى حين. ولما سقطت روما في أيدي الجيوش الإمبراطورية (1527)، لم يعد في وسع حدثنت حتى يناصر الفنون، وانبتر معاش ميكل أنجيلوالذي كان يتقاضاه من البابا ومقداره خمسون كروناً (625 دولاراً) في الشهر واستمتعت فلورنس في هذه الايام بعامين من الحرية في ظل الحكم الجمهوري. ولما حتى تصالح حدثنت مع شارل، وأوفد جيش ألماني- أسباني للقضاء على الجمهورية وإعادة آل مديتشي إلى الحكم، عينت فلورنسا أنجيلو(6 أبريل ستة 1529) عضواً في لجنة العشرة للدفاع عن المدينة، وبذلك أصبح فنان المديتشيين بحكم الظروف مهندساً يعمل ضد الميديتشيين، وشرع يشتغل كالمحموم في تخطيط الحصون والأسوار وتشييدها.

وبينما كانت هذه الأعمال قائمة على قدم وساق كان ميكل أنجيلويزداد جميع يوم اقتناعاً بأن المدينة لا يمكن الدفاع عنها دفاعاً ناجحاً. وهل تستطيع مدينة بمفردها منقسمة على نفسها في روحها وفي ولائها، حتى تقاوم مدفعية الإمبراطورية والحرمان الديني البابوي مجتمعين،يا ترى؟ ومن أجل هذا وقع في الحادي والعشرين من سبتمبر سنة 1529، أثناء حالة عارضة من الذعر، حتى فر الفنان من المدينة، وهويأمل حتى يهرب منها إلى فرنسا ويلجأ إلى مليكها الظريف الوديع. ولما عثر طريقه مسدوداً بأرض يحتلها الألمان لجأ مؤقتاً إلى فيرارا وكانت تابعة للبندقية، ومنها بعث برسالة إلى صديقه باتستا دلا پالا Battista della Palla العامل الفنان لفرانسس في فلورنس يسأله: هل ينضم إليه في الهرب إلى فرنسا(60)،يا ترى؟ ورفض باتستا حتى يتخلى 'ن المنصب الذي عهد إليه في الدفاع عن المدينة؛ وخط إلى أنجيلوبدلا من ذلك يدعوه دعوة حارة إلى العودة لواجبه، وينذره إذا لم يعد بأن الحكومة ستصادر أملاكه، وتهجر أقاربه المعمدين في فقر مدقع. وبذلك عاد الفنان إلى عمله في حصون فلورنس حوالي اليوم العشرين من نوفمبر.

ويقول فاساري إنه حتى في هذه الشهور المضطربة عثر متسعاً من الوقت ليواصل العمل سراً في قبور آل ميديتشي، وليرسم لألفنسودوق فيرارا صورة لا تعتبر قط عن طبائعه وهي صورة ليدا والبجع، وكانت في الحق صورة عجيبة يرسمها رجل قليل الميول الجنسية، متزمت إلى حد كبير، ولعلها كانت ثمرة اختلال مؤقت في عقله. ويظهر فيها البجع يضاجع ليدا، ويلوح حتى ألفنسولم يكن هوالذي اختار موضوعها وإن كان معروفاً بان كان رجلا شهوانياُ في الفترات التي بين الحروب. وأظهر الرسول الذي بعثه لإحضار الصورة الموعودة شدة امتعاضه منها حين رآها، ولم يزد على حتى نطق "إن هذا عبث" ولم يحاول أخذها للدوق، فما كان من أنجيلوإلا حتى منح الصورة لخادمه أنطونيوميني Antonio Mene الذي حملها إلى فرنسا حيث انتقلت إلى مجموعة فرانسس الأول النهم الذي لم يكن يفرق بين الطبيب منها والخبيث. وبقيت تلك الصورة في فنتينبلوإلى زمن لويس الثالث عشر حين أمر أحد كبار الموظفين بإتلافها لقبح موضوعها. ولسنا نعهد هل نفذ هذا الأمر أولم ينفذ. وما هوتاريخ الصورة الأصلية بعد ذلك الوقت، ولكننا نعهد حتى نسخة منها باقية في سراديب المعرض الأهلي بلندن(61).

ولما حتى سقطت فلورنس في أيدي الميديتشيين العائدين إليها أعدم باتستا دلا بالا وغيره من الزعماء الجمهوريين، وأخفى ميكل أنجيلونفسه مدة شهرين في بيت صديق له، كان في جميع لحظة منهما يتسقط حتى يلقى نفس المصير، ولكن حدثنت كان يظن أنه وهوحي أعظم قيمته منه وهوميت، فخط البابا إلى أقاربه الحاكمين في فلورنس يأمرهم بالبحث عن الفنان، ومعاملته بالحسنى. ووافق ميكل على هذا العرض؛ ولكن الصورة التي كانت في عقل الحبر والفنان كانت أكبر مما تستطيع اليد تطبيقه، كما وقع في قبر يوليوس؛ ولم تطل حياة البابا حتى يشهد تمام المشروع. فلما توفي حدثنت في عام 1534 خشى ميكل أنجيلوحتى يصيبه ألسندروده ميديتشي بأذى بعد حتى توفي حاميه ونصيره، فاغتنم أول فرصة للهرب إلى روما.

وتبدوعلى القبور مسحة من الحزن المكتئب العميق كما تبدوعلى صورة عذراء ده ميديتشي التي نحتها أنجيلولحجرة المخلفات المقدسة. ولقد افترض المؤرخون المولعون بالديمقراطية (والمغالون فيما كانت عليه من مدى في فلورنس) حتى الصور المضطجعة ترمز إلى مدينة تندب استسلامها للاستبداد والظلم على الرغم منها. ولكن أكبر الظن حتى هذا التفسير وهم خيال: فقد صممت هذه الصورة بينما كان الميديتشيون يحكمون فلورنس حكماً صالحاً إلى حد معقول؛ وقد نحتت لبابا من آل ميديتشي كان على الدوام رؤوفا بميكل أنجيلو، ونحتها فنان مدين لآل ميديتشي منذ شبابه. ولسنا نعهد أنه كان يبغي الإساءة إلى الأسرة التي كان يعد لها قبورها، وليس في تصويره لجيوليانوولورندسوما يشير على تحقيره إياهما. والحق حتى هذه الرسوم تعبر عن شيء أعمق من حب لأن تستمتع الأقلية الثرية بحرية حكم الطبقات الفقيرة، دون حتى تقف في سبيلها أسرة ميديتشي التي كانت في العادة محبوبة من الشعب عامة. إنها تعبر عن ملل ميكل أنجيلومن الحياة، وعن التعب الذي حل برجل كله أعصاب وأحلام هائلة لا يستطاع تحقيقها، عثر نفسه يصطدم بمئات المحن، ويعوق جميع مشروع من مشروعاته تقريباً صلابة المادة التي يعمل بها وإباؤها عليه، وكلال قوته وضيق وقته. ولم يكن أنجيلوقد استمتع إلا بالقليل من مباهج الحياة، ولم يكن له أصدقاء لهم ماله من عقلية، أما النساء في رأيه أجساماً ناعمة تهدد السلام، وحتى أعظم فوزاته كانت نتيجة الكد المنهك والألم، وائتلاف التفكير المحزن والهزيمة التي لا مفر منها.

ولما سقطت فلورنس في أيدي أسوأ المستبدين بها، وساد الرعب حيث كان لورندسويحكم حكماً موفقاً سعيداً، أحس الفنان، الذي كان قد نحت في رخام أضرحة آل مديتشي نقداً للحياة لا مجرد نظرية في الحكم، إذا هذه الأشكال المكتئبة الحزينة تعبر، فيما تعبر عنه، عن المجد الغابر للمدينة التي كانت مهد النهضة. ولما حمل الستار عن تمثال الليل خط الشاعر جان باتستا استروتسي رباعية تعرض موضوعه عرضاً أدبياً نطق فيها ما معناه:


إن الليلة التي تراها واقفة في رشاقة

يأخذ الكرى بمعاقد أجفانها، قد صاغها مَلَك

من الحجر الصلد، وسنانة، تسري فيها الحياة،

فأيقظها أيها المخلوق الذي لا تصدق' فإنها ستتحدث إليك.


وقد غفر ميكل للمحرر ما في العبارة من تورية هي في الوقت عينه تمجيد له، ولكنه لم يرض عن تفسير المحرر لخصائص التمثال، وخط هوتفسيراً لها في أربعة أسطر هي أكثر ما في شعره وضوحاً وإبانة عن مقصده نطق:


ما أحَبَّ نومي، ولكن يزيده محبة حتىقد يكون مجرد حجر

مادام الخراب والقدر سائدين.

إن أشد ما يؤلمني ألا أرى شيئاً وألا أشعر بشيء،

إذن فلا توقظني، وتحدث في همس(62)


المصادر

ول ديورانت. سيرة الحضارة. ترجمة بقيادة زكي نجيب محمود. Unknown parameter |coauthors= ignored (|author= suggested) (help)

  • "Pope Clement VII" in the 1913 Catholic Encyclopedia.
  • "That the world may believe: the development of Papal social thought on aboriginal rights", Michael Stogre S.J, Médiaspaul, 1992, ISBN 2890395499

الهامش

انظر أيضاً

  • جمهورية فلورنسا
  • نهب روما (1527)
  • الحروب الإيطالية
  • آل مديتشي

للاستزادة

  • Wilkie, William E. 1974. The cardinal protectors of England. Cambridge University Press. ISBN 0521203325.

وصلات خارجية

  • His son Alessandro de Medici
  • Paradoxplace Medici Popes' Page
ألقاب الكنيسة الكاثوليكية
سبقه
أدريان السادس
Pope
1523-34
تبعه
بولس الثالث
تاريخ النشر: 2020-06-04 14:42:49
التصنيفات: صفحات تستعمل قالبا ببيانات مكررة, Pages with citations using unsupported parameters, بابوات, بابوات إيطاليون, Cardinal-nephews, بيت مديتشي, أشخاص من فلورنسا, Deaths by poisoning, 16th-century Italian people, 16th-century Roman Catholic archbishops, Archbishops of Embrun, Archbishops of Narbonne, مواليد 1478, وفيات 1534, بابوية عصر النهضة

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

استيراد 170 ألف رأس ماشية لطرحها فى عيد الأضحى.. اعرف التفاصيل

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-05-28 12:22:42
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 44%

65% من الطلبة في المدارس الصينية يعانون من قصر النظر

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-05-28 12:22:53
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 65%

التذكرة تصل لـ 10 آلاف جنيه.. شروط حضور حفل شيرين بـ جدة

المصدر: المصريون - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-05-28 12:22:13
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 52%

«فرجاني ساسي»: «حازم إمام» صديق مقرب لي.. ولم أتشاجر معه

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-05-28 12:22:09
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 65%

إخماد حريق ببرج سكني كبير في الفيوم

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-05-28 12:22:11
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 70%

اتحاد جدة يواجه أوكلاند سيتي فى افتتاح كأس العالم للأندية 12 ديسمبر

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-05-28 12:22:36
مستوى الصحة: 38% الأهمية: 42%

بكين تسير أول رحلة تجارية بطائرة صينية الصنع

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-05-28 12:22:57
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 62%

بموجب حكم قضائي .. لجنة الإسماعيلي برئاسة «الحديدي» تعلن رحيلها

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-05-28 12:22:10
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 66%

سعر الدولار اليوم الاحد 28-5-2023 فى البنوك المصرية

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-05-28 12:22:35
مستوى الصحة: 39% الأهمية: 40%

بدء التصويت في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية التركية

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-05-28 12:23:01
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 57%

الأوقاف تطلق مسابقة اعرف قدر نبيك بجوائز قيمتها 200 ألف جنيه

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-05-28 12:22:39
مستوى الصحة: 41% الأهمية: 40%

الأوقاف الإسلامية بالقدس : عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد ا

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-05-28 12:23:06
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 52%

تداول أسئلة امتحان الدبلومات الفنية على جروبات الغش.. والتعليم تحقق

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-05-28 12:22:47
مستوى الصحة: 39% الأهمية: 35%

بشكل متزامن.. أردوغان وكليجدار أوغلو يصوتان في جولة الإعادة

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-05-28 12:22:49
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 56%

الصحة تكشف حزمة من النصائح الهامة للحماية من أضرار التقلبات الجوية

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-05-28 12:22:38
مستوى الصحة: 35% الأهمية: 43%

تحميل تطبيق المنصة العربية