الهادي البكوش

عودة للموسوعة

الهادي البكوش

الهادي بكوش

الهادي البكوش (من مواليد حمام سوسة في 15 يناير 1930)، سياسي تونسي شغل منصب الوزير الأول بينسبعة نوفمبر 1987 و27 سبتمبر 1989. وكان أحد أعمدة نظام زين العابدين بن علي في سنواته الأولى.

عين سفيرا لدى الفاتيكان بين 1981 و1982 قبل حتى يصبح سفيرا لدى الجزائر. عين في 16 مارس 1984 مديرا للحزب الإشتراكي الدستوري قبل حتى يصبح سنة 1987 وزيرا للشؤون الإجتماعية. أصبح وزيرا أولا بعد حركةسبعة نوفمبر 1987 التي قادها زين العابدين بن علي، والتي أطاحت بالرئيس حبيب بورقيبة. أعفي من منصبه في 27 سبتمبر 1989 ليخلفه حامد القروي. بقي عضوا في اللجنة المركزية للتجمع الدستوري الديمقراطي، خليفة الحزب الإشتراكي الدستوري، لكن دون لعب أي دور سياسي مهم. عين سنة 2005 عضوا في مجلس المستشارين. يشغل منصب رئيس الاتحاد العربى للكشافة.

حديثه مع الشرق الأوسط في 2011

وأضاف أنه منذ مغادرته الحكومة تتبع تجاوزات كبيرة، صدرت من أناس كثيرين تجاوزوا القوانين والأعراف، ووقتها، يقول البكوش، أصبحت لديه قناعة بأنه لا يمكن لمثل هذه التجاوزات حتى تستمر دون ردود عمل عميقة وعارمة.

ونطق البكوش إذا أول خرق لبيانسبعة نوفمبر (تشرين الثاني) جرى «لما وعدنا بصدق حركة النهضة بأن تتحول إلى حزب»، مشيرا إلى حتى نظام «7 نوفمبر» طلب من زعيمها راشد الغنوشي حتى يوضح مواقفه من المسائل الأساسية، خاصة الديمقراطية وحرية المرأة، وبالعمل قدم توضيحات بشأن ذلك، بالتالي لم يعد هناك مجال لمنعه.

وذكر البكوش أنه هوالذي خط بيانسبعة نوفمبر من أوله إلى آخره، وأن بن علي لم يغير فيه حرفا واحدا. وقبله لأنه شكل قاعدة انطلاقته، وأبدى اقتناعه به، بل إنه لم يشارك حتى في إبداء رأيه فيه.

وكشف البكوش حتى بن علي لم يظهر في الأول تسرعا للقيام بالتحول، ولكنه منذ الأشهر الأولى أظهر تعلقا كبيرا بالحكم، وبممارسة الحكم لوحده. وأشار إلى أنه سقط تحت تأثير محيطه الذي يفتقد لنظرة سياسية، وليس له أفق وطني.

وحول ما إذا كان يحس بالذنب لقيامه بتقديم رئاسة الجمهورية والحزب على طبق من مضى لابن علي، نطق البكوش: «لم يكن لدينا خيار غير ذلك، لأنني كنت أخشى من نهاية مأساوية للرئيس الحبيب بورقيبة، ومن قيام فوضى».

وحول مشاهدته مرارا بعد 14 يناير (كانون الثاني) الماضي، في مقر رئاسة الحكومة بحي القصبة، وهل أصبح مستشارا للحكومة الانتنطقية، وهل من دور له في الفترة المقبلة، نطق البكوش: «في الأيام الأولى بعد فوز الثورة، وبعد تسلم فؤاد المبزع الرئاسة المؤقتة، ومحمد الغنوشي الوزارة الأولى (رئاسة الوزراء) قاما باتصالات مع أناس كثيرين ضمنهم أنا، واستشاراني هاتفيا، وبعد ذلك مضىت إلى مقر رئاسة الحكومة مرتين أوثلاثا. فالاستشارة كانت ظرفية حول بعض المواضيع. بحيث لم يكن لي مخط في مقر رئاسة الحكومة، ولم يكن لدي فريق عمل، ولم أكن مقيدا بدوام، لقد مضىت فقط للقاءة المسؤولين». وفيما يلي نص الحوار:

  • هل تسقطت حتى ينهار نظام الرئيس زين العابدين بن علي بهذه الطريقة، لا سيما أنك كنت أحد أعمدته في بدايته؟

- أنا انفصلت عن نظام «7 نوفمبر» منذ 21 سنة، وقضيت أقل من سنتين، وأنا أعمل على تطبيق ما اتى في بيان التحول، من تفتح ديمقراطي، وجمع جميع فئات الشعب، وتمكين الأحزاب السياسية من العمل، واتخاذ إجراءات الانفراج مع جميع القوى السياسية. ومنذ حتى غادرت الحكومة تتبعت تجاوزات كبيرة، صدرت من أناس كثيرين تجاوزوا القوانين والأعراف، ووقتها أصبحت لدي قناعة أنه لا يمكن لمثل هذه التجاوزات حتى تستمر دون ردود عمل عميقة وعارمة، أضف إلى ذلك، حتى نظام «7 نوفمبر» بدأ يفتح آفاقا واسعة لحماية هذه التجاوزات، فاشتد الاضطهاد واشتدت الرقابة على وسائل الإعلام، وأصبح من الصعب على أي تنظيم فيه نظام تجاوزات، ونظام لحماية التجاوزات، حتى يستمر. نظريا هذا يخلق انفجارا. والانفجار تم في جهة من أعز جهات تونس، ولكنها محرومة من التنمية، وقد يحدث الانطلاق لأسباب اقتصادية واجتماعية ولكن هناك دوافع أخرى تكمن في التوق إلى الحرية والديمقراطية والكرامة.

  • خرجت من نظام بن علي في أقل من سنتين على وصوله إلى السلطة. فما هي الأسباب الحقيقية التي دفعتك إلى الخروج هل وقع اصطدام بينك وبين الرئيس؟

- لقد كنت مع بن علي لأسباب تاريخية، وباعتباري أكبر سنا منه، وسبقته في المسؤوليات، كانت هناك علاقة بين كبير وأقل منه سنا بحيث إنني عندما كنت أتحدث لم يكن يصادمني، ولكنه، في نفس الوقت، لا يعمل بما أقول، ولما بدأنا نقوم بكل الإجراءات الديمقراطية والانفتاحية، انخرط فيها في أول الأمر، ولكن شيئا فشيئا التف حوله رجال لهم مصالح مادية، ويعتقدون حتى الهدف من الحكم هوتحقيق مآرب مالية، وتعيين زيد وعمر في المكان الفلاني، حتى يسهل عليهم الغناء الفاحش. طبعا في جميع هذه المراحل، مع هؤلاء الأشخاص المعينين، أصبح هناك انحراف وأصبحت شاهدا غير مرغوب فيه، شاهدا يحرج، خاصة أنه بعد عامين تقريبا توقفنا عن المسار الديمقراطي، ولم يعد لدي هناك مكان.

  • متى جرى أول خرق حقيقي لبيان «7 نوفمبر»؟

- أول خرق جرى لمّا وعدنا بصدق حركة النهضة بأن تتحول إلى حزب. فقبل ذلك طلبنا من زعيمها راشد الغنوشي حتى يوضح مواقفه من المسائل الأساسية خاصة الديمقراطية وحرية المرأة، وبالعمل قدم توضيحات بشأن ذلك، وبالتالي لم يعد هناك مجال لمنعه. وقبل هذا الخرق جرى منع جريدة «الرأي»، التي كان يرأس تحريرها صديقنا المرحوم حسيب بن عمار.

نص بيانسبعة نوفمبر بخط الهادي البكوش
  • معروف أنك حررت بيان تحولسبعة نوفمبر 1987.. فهل أدخل عليه بن علي تعديلات قبل تلاوته؟

- لا. أنا خطت البيان من أوله إلى آخره، ولم يغير بن علي فيه حرفا واحدا. وقبله لأنه شكل قاعدة انطلاقته، وأبدى اقتناعه به، بل إنه لم يشارك حتى في إبداء رأيه فيه.

  • وكيف بدأت فكرة إصدار البيان،يا ترى؟ ومتى تقرر بالضبط تطبيق تحول «7 نوفمبر»؟

- أنا شخصيا كنت مسؤولا في الحزب وتربيت فيه، وعملت في الاتجاه البورقيبي. وأعتقد حتى الحبيب بورقيبة هومن كبار الزعماء. بيد حتى بورقيبة المجاهد والمحرر وباني الدولة، أصبحت تتنازعه الأهواء في آخر عمره، ولم يكن في وضع يسمح له بالحكم، وبدا انسداد في الأفق. وأصبح المسؤولون يشتكون من هذا الوضع. ولما زاد الوضع تأزما، كان بن علي مؤهلا لتسلم منطقيد الأمور لأنه كان رئيسا للحكومة، والدستور يسمح له بأنقد يكون خليفة لبورقيبة في حالة شغور منصب رئاسة الجمهورية. فأنا ساعدته وتعاونت معه. وأود الإشارة هنا إلى حتى بن علي لم يكن يهتم كثيرا بالبرامج، وأنا كلفت بإعداد برنامج التحول، إلى غير ذلك اتى بيان «7 نوفمبر».

  • هل كان بن علي وقتها متحمسا لتسلم السلطة أم أنكم من أقنعتموه بالمضي قدما فيما قام به؟

- إذا الفراغ حين يتكون لا يملأه سوى الشخص الذي ينص عليه الدستور، وبالتالي لم تكن عندي حيرة. فإما حتى نتبع الدستور ونسانده، وإما نخرج عن الدستور وهي مغامرة كبيرة. أعتقد حتى بن علي لم يظهر في الأول تسرعا للقيام بالتحول، ولكنه منذ الأشهر الأولى أظهر تعلقا كبيرا بالحكم، وبممارسة الحكم لوحده.

  • بعد إبعادك عن مربع القرار هل كانت هناك اتصالات بينك وبين الرئيس بن علي. هل كان يستشيرك، بين الفينة والأخرى، حول بعض القضايا، وهل كنت تتصل به؟

- جميع الناس، وخصوصا المقربين مني، كانوا يسألونني، في سياق حديثهم عن التجاوزات والمظالم التي تعهدها البلاد، لما لا تتصل به وتبلغه بما يحصل. وكان جوابي دائما أنه نظرا لعلاقاتنا القديمة، والفرق في السن كنت جميع يوم أقول في قرارة نفسي يفترض أن يتصل بي. وفي غضون 21 سنة لم يتصل بي بن علي قط، وكنت أتمنى حتى يحصل ذلك إلى آخر وقت، لأنني أعهد أنه قد يمر بصعوبات، وبحكم تجربتي يمكن حتى أقول له بصراحة ما يقوله غيري. ولكنه لم يقم بالاتصال بي، وحينما كنت أطلبه هاتفيا لا يجيبني، وإذا أجابني فإنه لاقد يكون مستعدا لسماع ما أريد حتى أحدثه به. لقد كانت هناك حاجة انتظرتها ولم تتحقق هي حتى يدعوني للقائه، وكنت عازما حتى أقول له صراحة حقيقة الأوضاع.

  • هل تعتقد حتى الأمر وصل به إلى حالة الغيبوبة حيث لم يعد يعهد ماذا يجري حوله؟

- هوسقط تحت تأثير محيطه الذي يفتقد لنظرة سياسية، وليس له أفق وطني. فعناصر هذا المحيط دخلوا الحكم لتحقيق مآرب آنية وخاصة، ولم تكن لديهم رؤية مستقبلية.

  • ألا تحس بالذنب أنك قدمت لابن علي رئاسة الجمهورية والحزب على طبق من مضى؟

- لم يكن لدينا خيار غير ذلك، لأنني كنت أخشى من نهاية مأساوية لبورقيبة، ومن قيام فوضى.

  • ينطق إنك كنت دائما تعطف على بن علي لدرجة أنه في بداية الاستقلال رفض الحزب الحاكم إرساله للدراسة في أكاديمية سانسير العسكرية، وأنك تدخلت آنذاك من أجل التحاقه بالأكاديمية الفرنسية الذائعة الصيت.. ما حقيقة ذلك؟

- في عام 1956 لما نجحنا في تكوين الجيش التونسي، في نطاق الحزب الحاكم، تمت دعوة التلاميذ من المعاهد الثانوية للترشح للدراسة في أكاديمية سانسير العسكرية في فرنسا، وكان من بينهم زين العابدين بن علي، بيد حتى اللجنة المكلفة دراسة الترشيحات رفضت قبوله، وكنت آنذاك طالبا في فرنسا، وجرى الأمر في الصيف، فتدخل والد بن علي لدى صديق مقاوم من أجل العمل على قبول ترشح زين العابدين. فاستنجد المقاوم بي، وتقابلنا مع المسؤولين في الجهة، وقلت لهم إنه إذا كانت هناك مآخذ على والد بن علي فيما يخص وطنيته، فلا يجب حتى نعامل الابن على أساس الأخطاء التي ارتكبها والده.

  • بعد 14 يناير الماضي، شوهدت مرارا في مقر رئاسة الحكومة بحي القصبة. فهل أنت مستشارها، هل من دور لكم في الفترة المقبلة؟

- في الأيام الأولى بعد فوز الثورة، وبعد تسلم فؤاد المبزع الرئاسة المؤقتة، ومحمد الغنوشي الوزارة الأولى (رئاسة الوزراء) قاما باتصالات مع أناس كثيرين ضمنهم أنا، واستشاراني هاتفيا، وبعد ذلك مضىت إلى مقر رئاسة الحكومة مرتين أوثلاثا. فالاستشارة كانت ظرفية حول بعض المواضيع. بحيث لم يكن لي مخط في مقر رئاسة الحكومة، ولم يكن لدي فريق عمل، ولم أكن مقيدا بدوام، لقد مضىت فقط للقاءة المسؤولين.

وفي أول يوم، لما طبق الفصل 56 من الدستور، وتحمل محمد الغنوشي مسؤولية الدولة، وكون الحكومة الأولى، فإن أول ما قلته له هوحتى هناك مآخذ وملاحظات على ما قام به، وبحكم علاقاتي مع الإخوة النقابيين الذين طلبوا إعادة النظر في هجريبة الحكومة حتى تستجيب لطلبات الشارع. دافعت خلال لقاءاتي مع الغنوشي عن وجهة نظرهم، وأنا مسرور لأنه، في الحكومة الثانية، تمت استشارة الجماعة كلها. وهناك موضوع ثان هام جدا يتعلق بحركة النهضة التي تجمع جزءا هاما من الشعب التونسي، وفيهم المتشدد والمعتدل. وبحكم معهدتي لبعض قيادات الحركة، تحدثت معهم، ولا أقول إنني نصحتهم بشيء. ولاحظت حتى موقف أفراد القيادة العليا للحركة الذين قابلتهم، قبل عودة الشيخ راشد، رغم السجون والتعذيب، كان رصينا وهادئا. ذلك حتى برنامجهم في الفترة المقبلة، يروم هيكلة حزبهم، وجمع أنصارهم، وتقديم حزب إسلامي معتدل ووسطي، وطلباتهم تكمن في الاعتراف بهم، والإسراع في تمكين زعيم الحركة من العودة من المنفى في كنف الاحترام، والمشاركة في لجنة الإصلاح، وعبروا بوضوح عن أنهم ليسوا مهتمين بالنفوذ والحكم بقدر ما يهمهم ترتيب أنفسهم.

إن برنامج الحركة المعتدل سهل الأمور رغم تخوف كثيرين من بروز حركة إسلامية قوية. فأنا دافعت عن فكرة مفادها حتى حركة النهضة لا بد حتى تأخذ مكانها في المجتمع، ولا يوجد سبب لمنع «النهضة» من مباشرة دورها في المجتمع، وتحمل مسؤولياتها في الحكم.

  • قلت إذا حركة النهضة أصبحت معتدلة. ألا تخشى وأنت السياسي المحنك الذي خبر دهاليز السياسة والحكم، حتىقد يكون هذا الاعتدال مجرد تقية سياسية؟

- الديمقراطية تقتضي تمكين جميع الناس من حقوقهم. وهناك طروحات لا تمكن الإسلاميين من القيام بدور فعال في بناء مجتمع حديث. وأجزاء من هذا المجتمع يتخوف منهم. وأعتقد أنه حينما تكون هناك ديمقراطية حقيقية، ويحصل نقاش حقيقي، وينخرط الجميع في العملية الديمقراطية، من الممكن يغلب الإسلاميون النموذج الهجري. كما حتى ذلك بإمكانه خلق حركية داخل الحركة الإسلامية قد ينتج عنها تقديم طروحات حديثة. لكن عندما تكون الديمقراطية منقوصة، فإن قوة واحدة تسيطر على الجميع، أما حينما تكون الديمقراطية كاملة، وسليمة، ومنظمة، وتخضع للقانون، ولا يوجد فيها إقصاء، فإن جميع واحد سيأخذ حجمه الحقيقي.

وأود حتى أشير هنا إلى أنه حينما عاد الشيخ راشد الغنوشي مؤخرا إلى تونس استقبل بكيفية تليق بمواطن تونسي تحمل مسؤولية وتعذب. وأنا بصفتي مواطنا تونسيا مبتهج بعودة مواطن تونسي إلى بلده، واستقباله بتلك الطريقة. وإلى جانب تلك الصورة وقفت مجموعة من النسوة التونسيات وهن يحملن شعارات من قبيل «نعم للإسلام.. لا للإسلاميين»، كما حتى سلوك أعضاء الحركة إزاءهم لم يكن معاديا لهن.

  • هل تفكر في الترشح لرئاسة الجمهورية؟

- لا. سني لا تسمح بذلك.

  • كيف تنظر إلى مآل الحزب الدستوري الديمقراطي الحاكم سابقا. هل بإمكانه حتى ينهض من جديد؟

- الحزب الدستوري الديمقراطي يوجد في مرحلته الأخيرة. بالنسبة لي، بقيت عضويتي فيه شكلية. أما بالنسبة لأصدقاء كثيرين فقد جرى إبعادهم عن الحزب، لأننا تعودنا في الحزب، في السابق، على الصراحة، والعمل الميداني، وعدم الخلط بين العمل الحزبي والمصالح. نعم تم إقصاء وإبعاد عدد كبير من خيرة المناضلين، بينما صار الانتهازيون وأصحاب المصالح يشكلون الغالبية، وبالتالي أصبح التجمع مجرد آلة لخدمة هؤلاء والحكم، ولم يعد حزبا نضاليا كما نريد.

إن الثورة المباركة التي عهدتها بلادنا ستشجع العناصر الطيبة في الحزب على مراجعة مسيرته، والقيام بنقد ذاتي صريح، وتحليل الانحرافات وأسبابها، والاعتذار لكل من أصابه ضرر من هذا الحزب. كما يجب عليهم حتى يجتمعوا وينسجموا مع القانون الجديد، الذي يفصل الحزب عن الدولة، ويكونوا أوفياء لضميرهم، ويساهموا مع القوى الأخرى في بناء تونس.

  • هناك دعوات لتغيير اسم الحزب الحاكم سابقا.. هل تؤيد ذلك؟

- المراجعة تقتضي أولا إدخال الديمقراطية في الهياكل الحزبية. ثانيا تبني برنامج ديمقراطي. ثالثا حتى يتجدد الحزب. فهذه هي رغبتي، وأنا أساند هذا التوجه دون حتى أباشر مسؤولية في الحزب.

  • أعود بك إلى «الطرابلسية»، وأقصد هنا عائلة زوجة الرئيس المخلوع بن علي. كيف من الممكن أن تسربوا إلى الحكم بهذه القوة، وهذا الجبروت. وهل يمكن اعتبارهم «برامكة» جددا؟

- لا أخفي عليك حتى ما صدر عنهم لا يشرف تونس. كان هناك نهم بدائي، وأعتقد أنه كان هناك تساهل معهم من لدن الأجهزة المسؤولة عن حماية القانون. حتى يسعى الإنسان إلى حتىقد يكون ثريا، له الحق في ذلك. لكن حتى يسخر القانون، ويخضع رجال الدولة لخدمة رغباته، فذاك خطأ كبير. ولا بد في الفترة المقبلة من العمل على تجنب ما سقط حتى لا يتكرر في المستقبل.

  • لماذا الصمت على هذا النهب وهذا الجشع.. ألا ترى حتى تونس تعرضت لمؤامرة الصمت قبل حتى تتعرض لأي شيء آخر؟

- هذا سليم. فقد قل من ندد علنا بهذه التجاوزات رغم حتى جميع الناس، بما فيهم الوزراء، كانوا ينددون بها في مجالسهم. والسبب حتى هناك أنظمة تنشر الخوف، ويصبح جميع المجتمع من أعلاه إلى أسفله خائفا. ومن يقل حدثة حق يلق رد عمل قويا.

أنا مناضل منذ الصغر، وكنت وزيرا ومسؤولا حزبيا، ووزيرا أول، وعلى فهم بجميع الناس. وأذكر حتى قياديا في حركة النهضة اتىني مرة، وكنت خارج الحكم، ليقول لي: أنت شخصية لها مكانتها، وأرجوك حتى تقول حدثة خير للحد من التوتر القائم بين الحركة والحكومة، والعمل على تهدئة الأجواء. وللأسف لم يمنع هذا بعض الجهات من تقديم تقرير مشروح إلى رئيس الجمهورية مضمونه أنني أعد انقلابا ضده بالتواطؤ مع حركة النهضة. وقد تعرض زوج أختي، وهونائب في البرلمان لموقف حرج يتمثل في قيام مسؤول الأمن بالاحتفاظ به ليوم كامل، في محاولة لإقناعه بإعطاء بعض الحجج التي تؤكد تورطي في المؤامرة. ومن الألطاف الإلهية حتى هناك من اتصل بذلك المسؤول حتى يتراجع عما يقوم به. وثمة شيء مهم الآن في تونس هوحتى الخوف ولى إلى غير رجعة.

  • متى تم ذلك؟

- في سنة 1993.

  • وكيف انتهى الأمر؟

- لم تتم متابعتي، والذين حبكوا المؤامرة تم إعفاء بعضهم من مهامهم.

  • هناك حديث يروج في الشارع التونسي مفاده حتى زوجة الرئيس كانت تفهم بأشياء كثيرة قبل حتى يفهم بها الرئيس بما فيها تقارير المخابرات.. ما تعليقك على ذلك؟

- حتى تفهم أشياء كثيرة هذا أمر ممكن، أما حتى تفهم ذلك عن طريق تقارير المخابرات فإني لا أعتقد ذلك. فالموضوع بالنسبة لليلى بن علي ليس هوهل تفهم أم لا تفهم،يا ترى؟ فهي كانت لديها برامج، ولها سلطة على زوجها. وبحكم أنها لها سلطة على جميع من يعمل مع زوجها، أصبح بإمكانها حتى تنفذ أي برنامج تريده.

  • يروج أيضا حتى عبد العزيز بن ضياء، مستشار الرئيس بن علي، وعضوالديوان السياسي للحزب الحاكم السابق، أخذ قبيل سقوط النظام، صهر الرئيس صخر الماطري سرا إلى منطقة الساحل لإقناع الناس بوجاهته، فرفض أهل الساحل ذلك، الشيء الذي أغضب بن علي، إلى درجة حتى بن ضياء أصيب بعد ذلك بأزمة قلبية. ما مدى صحة ذلك؟

- إصابة عبد العزيز بن ضياء بأزمة قلبية خفيفة لا علاقة لها بموضوع صخر الماطري. لقد كنت مسؤولا سياسيا عن الساحل عام 1959، ولدي علاقات متينة بمناضلي الحزب هناك. وبالعمل عقد بن ضياء اجتماعا اصطحب معه فيه الماطري. وبلغني كذلك حتى الدستوريين لم يستحسنوا ما قام به، ورأوا أنه لم يكن هناك داع لأن يصطحب عضوالديوان السياسي للحزب، الماطري إلى سوسة. فالماطري عنده نشاط سياسي وصناعي، ويريد حتىقد يكون عنده دور سياسي، بدأه في المرسى وتونس العاصمة، وهذا ما آثار استهجان عدة جهات داخل الحزب لأنه لا يتوفر على شرعية.

  • كيف تنظر إلى مستقبل تونس على ضوء المستجدات الراهنة، وهل في نظركم حتى الديمقراطية ستتحقق عملا،يا ترى؟ وهل لديكم تخوفات؟

- أعتقد حتى الثورة التي انطلقت من سيدي بوزيد والقصرين، هي ثورة عميقة وتحمل تطلعات شعب بكامله، وهي تطلعات ليست ظرفية. وعندنا حكومة، تتحمل المسؤولية حسب مقتضيات الدستور، تبنت مقتضيات الثورة وأعربت استعدادها لتطبيقها.

إن هذه الثورة التي انطلقت من القاعدة تختلف عن تحول السابع من نوفمبر الذي انطلق من القمة، بحيث يصعب، في رأيي، التراجع بشأن متطلبات هذه الثورة، وتطلعات الشعب، خاصة حتى الشيء الذي يخيف هوحتى لا تقدر الحكومة على السيطرة على الأوضاع في الشارع، وأن تكثر الخلافات بين القائمين على الشأن العام. وإذا لم تتحقق درجة دنيا من الاستقرار فإن أهداف الثورة وتطلعاتها قد تصيبها نكسة. وحتى إذا أصيبت بنكسة فإن قناعتي هوحتى هذه الثورة التي خرجت من الجذور يفترض أن تنتصر.

  • طيب، ما موقفك من الدعوة إلى تشكيل لجنة لحماية الثورة التي نادى إليها أحمد المستيري وأحمد بن صالح ومصطفى الفيلالي؟

- الدعوة شيء، لكنني لا أرى من الناحية العملية كيف من الممكن أن يمكن تكوين لجنة لحماية الثورة، فالثورة كلنا ماضون فيها، إذا التنظيم الوحيد الذي تبنى الثورة في تونس هوالاتحاد العام للشغل، ليس قيادته، وإنما قيادات فروعه في المناطق، وبالتالي إذا كان هناك تنظيم عنده شرعية لتولي مسؤولية حماية الثورة فهوالاتحاد العام للشغل.

إنني لا أرى حاجة إلى تكوين لجنة لحماية الثورة فالمستيري والفيلالي وبن صالح رجال محترمون، ووجوه متميزة في الحركة الوطنية، ولكنني عمليا لا أرى كيف من الممكن أن يمكنهم حتى ينفردوا بحماية الثورة. فلا بد من دعوة الناس جميعا إلى حمايتها.

  • ما هوالانطباع الذي خرجت به من لقائك مع محمد الغنوشي عقب سقوط النظام؟

- أنا أعهد الغنوشي منذ زمن طويل، فهورجل مستقيم، كفء في ميدان الاقتصاد، ووطني، لا ميل له للسياسة بتاتا، وليس له انادىء، ولا يريد حتىقد يكون زعيما، ويعهد حتى مهمته انتنطقية، وأعتقد أنه لا يوجد في تونس الآن أفضل من الغنوشي لقيادة الانتنطق إلى الفترة الديمقراطية.


المصادر

  • "الهادي البكوش: خطت بيانسبعة نوفمبر من أوله إلى آخره.. والرئيس لم يغير فيه حرفا واحدا". جريدة الشرق الأوسط. 2011-02-11.
سبقه
زين العابدين بن علي
رؤساء ووزراء تونس
7 نوفمبر 1987 - 27 سبتمبر 1989
تبعه
حامد القروي
      {{{{{3
{{{{{3 {{{{{4
تاريخ النشر: 2020-06-04 14:49:59
التصنيفات: رؤساء وزراء تونس, سياسيون تونسيون, مواليد 1930, بذرة أعلام تونس, Portal templates with redlinked portals

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

المشاط تشارك في جلسة نقاشية لشركة القلعة حول دفع التحول الأخضر

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-11-15 18:22:37
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 70%

وزيرة التعاون تشهد التوقيع على عقود توليد الهيدروجين الأخضر

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-11-15 18:22:38
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 58%

«استشراف القرن الحادي والعشرين» في إصدار جديد للقومي للترجمة

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-11-15 18:22:46
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 50%

قمة العشرين تتوقع تفاقم أزمات الديون في الدول متوسطة الدخل

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-11-15 18:22:52
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 57%

خبير بيئى: مصر وضعت لأول مرة ملف تعويض الدول النامية على طاولة «COP 27»

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-11-15 18:22:41
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 57%

«أبناء مصر»: القيادة السياسية حريصة على تصحيح المسار الحقوقي

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-11-15 18:22:35
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 55%

أزمة احتياطى الغاز تؤرق أوروبا فى فصل الشتاء.. فيديو

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-11-15 18:23:22
مستوى الصحة: 34% الأهمية: 37%

“الشباب والتنمية”.. محاضرة ببيت ثقافة طوخ

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-11-15 18:22:55
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 56%

تدشين أول كورال شبابي صعيدي بمحافظة قنا

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-11-15 18:22:57
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 51%

بعد 66 عامًا.. صدور الطبعة الثانية من كتاب بورسعيد لجورج بهجوري

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-11-15 18:22:45
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 63%

تحميل تطبيق المنصة العربية