أنتوني آشلي كوپر، إيرل شافتسبري الأول
أنطوني آشلي كوبر، إرل شافتسبري الأول Anthony Ashley-Cooper, 1st Earl of Shaftesbury (و. 22 يوليو1621-21 يناير 1683), عـُرف باسم السير 'أنطوني آشلي كوبر, البارونت الثاني, من 1631 إلى 1661 وباسم اللورد آشلي من 1661 إلى 1672, كان سياسياً إنگليزي بارز في الفترة بين الملوك وأثناء حكم الملك تشارلز الثاني.
وربماقد يكون أبرز ما اشتهر به هوأنه كان راعي جون لوك.
السيرة
كان أنطوني آشلي كوبر، أرل شافتسبري الثالث، تلميذ لوك. مفخرة مفهمه. لا لأن لوك كان مسئولاً عن أسلوبه، فإن العالم النفساني البحاثة خط نثراً مبتذلاً، بسيطاً واضحاً عادة (وهنا يكمن الخطر)، ولكنه قلما كان نثراً جميلاً، فإن شافتسبري ذا الفراغ والجدة، خط في تهذيب واثق، ونادىبة متسامحة، ورشاقة غالية (فرنسية) تقريباً-فقد تنازل السيد الإقطاعي الإنجليزي حتىقد يكون فيلسوفاً. ويجدر بنا حتى نقف عنده قليلاً لأنهقد يكون مؤسس فهم الجمال في الفلسفة الحديثة، وبإنقاذه الوجدان والتعاطف من أيدي هوبز ولوك، غذى فيض العاطفة الذي بلاغ ذروته عند روسو. وتحت إشراف لوك، وعلى نهجه في تعليم اللغة بالمحادثة، مكنت إليزابث بيرش التي كانت تحذق اليونانية واللاتينية، أنطوني من قراءة كلتا اللغتين بسهولة وهوفي سن الحادية عشرة، ثم التحق بمدرسة ونشستر، وتجول لمدة ثلاثة أعوام تفهم في أثنائها الفرنسية وأساليب الحياة الفرنسية، ومال إلى الفن ميلاً لا بد أنه بدا غير لائق بلورد إنجليزي. ودخل البرلمان لمدة عام واحد-وهذا كاف جداً ليظهره على "جور وفساد الحزبين كليهما(163)". ولكن دخان لندن زاد من وطأة الربوعليه فعاد أدراجه إلى هولندا، حيث عثر الجوالفكري نابضاً بفلسفة سبينوزا وبيل، ومذ حصل على لقب أرل 1690 فإنه قضي بقية أيام حياته في ضيعته الريفية. وتزوج قبل وفاته بأربع سنوات، وكم كانت دهشته حين عثر أنه سعيد كما كان من قبل(164). وفي 1711 نشرة مجموعة منطقاته تحت عنوان تام "خصائص الإنسان، العادات، الآراء، العصر الحاضر. ولم يمتد به الأجل لأكثر من اثنين وارعين عاماً، حيث فارق الحياة في 1713.
ولم يكن متسقطاً من رجل ورث هذا الثراء العريض على الأرض حتى يعنى بأمر السماء أويقلق باله من أجلها. إنه استنكر "الغيرة"-التي كان زمانه يعني بها التعصب-غيرة الإنجليز الذين ظنوا إنهم إنما ينطلقون بالوحي الإلهي. إذا أية عاطفة جامحة أوكلام عنيف في رأي شافتسبري دلالة على سوء التربية، ولكنه رأى أنه من الحكمة حتى يسخر منهم أكثر من حتى يعذبهم. والحق أنه بدا له حتى الظرف والنادىبة اللتين جعلهما موضوع رسالته الأصلية الخلاقة، هما خير مدخل لأي شيء، حتى اللاهوت. واتفق مع بيل على حتى الملحدين مواطنون مهذبون، وأنهم أساءوا إلى الدين والأخلاق أقل مما عملت وحشية العقائد التي سيطرت واستغلت نفوذها. واعترض على "عبادة وحب اله قلب حول شديد الغيظ، عرضة للحنق والغضب، مهتاج محب للانتقام... يشجع الخداع والخيانة بين الناس، يرضى على قلة من الناس ويقسوعلى سائر الناس(166)". وعجب مما كان لمثل هذا المفهوم عن المعبود من أثر على خلق الإنسان وسلوكه. ومضى إلى أنه من الخسة والجبن ألا يتحلى الإنسان بالفضيلة إلا أملاً في الثواب أوخوفاً من العقاب. فالفضيلة لا تكون حقيقية صادقة إلا إذا تحلى بها المرء من أجلها هي. ومهما يكن من أمر، وما دام الإنسان هوعلى ما عليه، فمن الضروري حتى يغرس في نفسه الإيمان بمثل هذا الثواب والعقاب في المستقبل(167). "إنه من صادق الإنسانية والشفقة إخفاء الحقائق الهامة عن القلوب الواهنة.... وقد يحدث لزاماً ألا يتحدث العقلاء إلا رمزاً(168)"، إلى غير ذلك دافع شافتسبري عن الكنيسة رسمية، وحاول حتى يوفق بين الإيمان بوجود إله واحد في الفلسفة متفائلة أوجزت الرذيلة في أنها هوى إنساني(169). ومع ذلك فإن الكسندر پوپ رأى حتى كتاب "خواص الإنسان" أساء إلى الديانة المنزلة في إنجلترا أكثر مما أساءت جميع مؤلفات الكفار السافرين غير المتحفظين(170).
واتفق شافتسبري مع أرسطوولوك على ان السعادة هي الهدف المشروع لأفعال الإنسان، وعهد الفلسفة بأنها "دراسة السعادة(171)". ولكنه عارض الهبوط بكل الدوافع الإنسانية إلى مجرد أنانية أومصلحة شخصية، وطبقاً لهذا التحليل (الذي بسطه هوبز ولاروشفوكول حديثاً):
وعلى عكس هذا الرأي، زعم شافتسبري حتى الطبيعة الإنسانية مزودة بشكل مضاعف بغرائز للنفع الشخصي، وغرائز للعيش في جماعة. وأتعقد حتى المجتمع والدولة ما نشأتا عن العقد الاجتماعي. بل عن "مبدأ القطيع" أونزعة التزامل... وهي نزعة طبيعية قوية في معظم البشر(173)وهناك "عواطف طبيعية قائمة في حب الجنس البشري. وفي محاولة إرضائه، والشعور الودي نحوه والتعاطف معه.... وتوافر هذه العواطف في بالغ قوتها معناه توافر الوسائل الأساسية للمتعة الذاتية، أما الافتقار إليها فهوالتعاسة والسقم المحققان(174)". وكون المرء "طيباً صالحاً" معناه توجيه جميع ميوله ونزعاته توجيهاً مستقيماً ثابتاً نحوخير الجماعة، وحدثا كبرت الجماعة التي توحي بهذه المشاعر وتبثها، حسنت حال النسا فيها. والشعور بهذا التعاطف الاجتماعي هوالوعي الأخلاقي. وهذا شيء فطري، لا من حيث المتطلبات النوعية (التي تختلف من جماعة إلى جماعة) ولكن من حيث أساسه الغريزي، "الإحساس بالصواب والخطأ، وهوفنياً أمر طبيعي مثل الميل الطبيعي نفسه، وهومن أول المبادئ في تكويننا(175)".
وانتقل شافتسبري من فهم الأخلاق إلى فهم الجمال بالمطابقة بينهما. فالطيب والجميل شيء واحد، فالخلق الحسن "هوتذوق الجمال واستساغة جميع ما مهذب محتشم"، ومن ثم نتحدث عن أعمال معادية لمصلحة المجتمع بأنها قبيحة، حيث أنها تسيء إلى هذا التناسق بين الجزء والكل، وهوصلاح وجمال معاً. ويستطيع المرء حتى يجعل من حياته عملاً من أعمال الفن-من الوحدة والتناسق-بتنمية إحساس جمالي ستكون الأخلاقيات فيه أحد العناصر، والرجل "الذي نشأ خير تنشئة" (هكذا افترض الأرستقراطي شافتسبري) يعمل هذا. وهوبحكم تربيته وتدريبه "لا يقبل حتى يأتي عملاً نكراً أووحشياً(176)" إذا ما تشكل لديه من ذوق طيب لا بد حتى يوجهه في السلوك وفي الفن معاً. والحق أيضاً لون من الجمال فهوتناسق أجزاء الفهم مع الكل. ومن هنا نحا شافتسبري نحوالكلاسيكية في الفن. وبدأ له الشكل والوحدة والتناسق أساسيات التفوق في الشعر والعمارة والنحت، وهي أقل ضرورة وامتياز في الرسم بالألوان منها في الرسم العادي. وكان في العصر الحديث أول من جعل الجمال مسألة أساسية في الفلسفة، وهوالذي بدأ البحث الذي بلغ ذروته، في أواخر القرن الثامن عشر بلورد كامس وبيرك.
كان هذا جانباً من تأثير شافتسبري، وهناك جوانب أخرى كثيرة. إذا توكيده على الوجدان أثر على الحركة الرومانسية، وبخاصة في ألمانيا، عن طريق لسنج وشيلر وجوته وهردر-الذين أسموه "أفلاطون أوربا المحبوب(177)" وظهر هذا الأثر في فرنسا في ديدروكما ظهر في روسو. أما تفسيره للدين بأنه ضعيف من الناحية النظرية، ولكنه أمر لا يستغني عنه من الناحية الأخلاقية، فقد كان له أثر في أفكار كانت العملية. وظهر توكيده على التعاطف مرة ثانية باعتباره أساس الأخلاق، عند هيوم] وآدم سميث. وأسهمت أفكاره عن الفن في تشكيل نشوة ونحدثان الأصيلة الممتازة. إنه بدأ حياته تلميذاً لجون لوك المفكر والذي لم يعن كثيراً بالجماليات فأصبح (وربما بحكم المقاومة الطبيعية في جميع جيل لمنشئه) فيلسوف الوجدان والعاطفة والجمال. وحيث كان يحب الأسلوب الكلاسيكي في الفن، فقد أصبح مصدر إحياء الرومانتيكية في قارة أوربا، ولوحتى الشعر والعمارة في إنجلترا تبعتا نزعته الكلاسيكة. وكان له الفضل والفخر في أنه جعل الفلسفة تشرق برقة الأسلوب ورشاقته مما أعاد إلى الذاكرة أفلاطون، ولم ينافسه في هذا بعد ذلك إلا باركلي.
هامش
المصادر
- Anthony Ashley Cooper, 1st Earl of Shaftesbury
- Leigh Rayment's Peerage Page
- Edmund Lodge The Genealogy of the Existing British Peerage, 1859. at Googe Books
مناصب سياسية | ||
---|---|---|
سبقه Edward Hyde |
Chancellor of the Exchequer 1661 - 1672 |
تبعه Sir John Duncombe |
سبقه Orlando Bridgeman بصفته Lord Keeper of the Great Seal |
Lord Chancellor 1672 - 1673 |
تبعه Sir Heneage Finch بصفته Lord Keeper of the Great Seal |
لقب حديث |
First Lord of Trade 1672 - 1676 |
تبعه The Earl of Bridgewater |
سبقه غير معروف |
Lord President of the Council 1679 |
تبعه The Earl of Radnor |
پرلمان إنگلترة | ||
---|---|---|
سبقه غير معروف |
Member for Wiltshire 1660 - 1661 |
تبعه Lord Charles Seymour |
ألقاب فخرية. | ||
سبقه The Duke of Richmond |
Lord Lieutenant of Dorset 1672 - 1674 |
تبعه The Lord Poulett |
نبيل إنگليزي | ||
منصب مستحدث |
Earl of Shaftesbury 1672 - 1683 |
تبعه Anthony Ashley-Cooper |
Baron Ashley 1661 – 1683 | ||
بارونية إنگلترة | ||
سبقه John Cooper |
Baronet (of Rockbourne) 1631 - 1683 |
تبعه Anthony Ashley-Cooper |