تأويل الثقافات (كتاب)
المؤلف | كليفورد گيرتز |
---|---|
العنوان الأصلي (إذا لم يكن بالعربية) | The Interpretation of Cultures |
المترجم | محمد بدوي |
البلد | لبنان |
اللغة | عربية |
الموضوع | ثقافة، فهم اجتماع |
الناشر | المنظمة العربية للترجمة |
الإصدار | 2009 |
عدد الصفحات | 879 |
تأويل الثقافات The Interpretation of Cultures هوكتاب أنثروپولوجي من تأليف كليفورد گيرتز في عام 1973، ترجمه محمد بدوي عام 2009 ونشرته المنظمة العربية للترجمة في عام 2009. الكتاب اختاره الملحق الأدبي للتايمز كأحد أبرز مائة كتاب منذ الحرب العالمية الثانية.
وصف الكتاب
يعتبر الكتاب درس في الثقافة من وجهة نظر أنثروبولوجية. وگيرتز كان واحداً من أبرز فهماء الأنثروبولوجيا الأميركيين وأبعدهم تأثيراً خلال العقود الأخيرة من القرن الماضي. وهويعتبر مؤسس المدرسة التأويلية في الأنثروبولوجيا ومن أكبر النادىة لإيلاء الأهمية لدراسة الرموز في الثقافة وللفكرة القائلة بأن هذه الرموز تضفي معنى ونظاماً على حياة الإنسان. وفي عام 1951 قام بأبحاث ميدانية في إندونيسيا حيث تفهم موضوع الدين وكانت نتيجة أبحاثه في جاوة كتاب الدين في جاوة عام 1960. ولكنه انتقل إلى المغرب وقام بأبحاث بين 1963 و1971 وكانت من نتيجتها كتابه ملاحظة الإسلام: التطورات الدينية في المغرب وإندونيسيا 1968، وهومقارنة عميقة في الإسلام، كما يراه المغاربة والإندونيسيون.
وقد كان لكتابه تأويل الثقافات، الذي كان معبَراً عن أفكاره الأساسية في التراث، أثر مهم في الدراسات الأنثروبولوجية. وكانت له منهجيته في الدراسات الأنثروبولوجية تقوم على تحليل المعطيات التي كان يستقيها من أعماله الميدانية في وسط المجتمعات التي يدرسها. وكانت الأنثروبولوجيا التأويلية عنده هي قراءة النصوص بما هي كذلك. ولذلك فإن جميع عناصر الثقافة التي يجري تحليلها يجب حتى تفهم في ضوء هذا التحليل النصّي. وقد توصل إلى استنتاج يقول بأن الكائن البشري هو«حيوان يصنع الرموز والمفاهيم وينشد المعاني». كما حاول حتى يستكشف الرغبة الدفينة لدى البشر «لإيجاد معنى للعالم ولتجربتهم فيه، وإعطاء هذه التجربة شكلاً ونظاماً».
وقدمت كتاباته استبصارات حول مدى الثقافة وحول طبيعة البحث الأنثروبولوجي وحول فهم العلوم الاجتماعية عموماً. يقول گيرتس إذا نظرية «الأنثروبولوجيا التأويلية» «كانت امتداداً لاهتمامي بأنظمة المعاني والعقائد والقيم والنظرات إلى العالم وأشكال الشعور وأساليب الفكر التي كانت شعوب معيّنة تبني وجودها من ضمن شروطها». ويحاجج بأن الثقافة هي التي تضفي المعنى على العالم في أعين أصحابه، فالثقافة تُقرأ كما يُقرأ النص. والثقافة، بما هي نص، تتألف من الرموز، التي هي نواقل للمعنى. إلى غير ذلك مهّد غيرتز، في ابتعاده عن البحث الإمبيريقي ليدخل في عالم كتابي خاص، الطريق إلى اتجاه أدبي الطابع في الكتابات الأنثروبولوجية في الثمانينات من القرن الماضي.
وكان لكتاب تأويل الثقافات سقط كبير في عالم الفكر وفي حقل الأنثروبولوجيا والدراسات التراثية على وجه الخصوص. وهومجموعة منطقات نشرها غيرتز في الستينات من القرن الماضي، وهويعترف بأنه لم يجد الكثير ما يربط بينها سوى أنها من تأليفه. إلا أنه عاد فوجد حتى ما يجمع بينها هوأنها كلها تعالج مسائل تتعلق بالثقافة من وجهة نظر «الأنثروبولوجيا الرمزية» التي اتخذها منهجاً له. وليوضح ذلك ويؤسس له نظرياً، خط مقدمة نظرية شكلت الفصل الأول للكتاب، بعنوان «التوصيف الكثيف: نحونظرية تأويلية للثقافة»، ويتألف الأساس النظري الذي تقوم عليه سائر فصول الكتاب، بمعظمه من مفهوم «التوصيف الكثيف» الذي استعاره من الفيلسوف البريطاني گلبرت رايل Gilbert Ryle (1900-1976)، الذي ميّز بين وصف ما يظهر من عمل ما أوسلوك ما (التوصيف الرقيق)، ووصف هذا العمل أوالسلوك في السياق الذي يجري فيه (التوصيف الكثيف)، وهوما يؤدي إلى فهم أفضل لهذا السلوك. والمثال الذي يورده غيرتز على ذلك، هوالغمزة، فالتوصيف الرقيق يصف عمل الغمز الظاهر بأنه مجرد تحريك لجفن العين فقط. أما التوصيف الكثيف فيخبرنا ما إذا كانت الغمزة مجرد اختلاج لا إرادي للجفن أوإشارة خفية للتواصل بين اثنين أوحركة هازئة من إنسان يقلد غامزاً آخر... هذا المنهج اعتمده غيرتز في ملاحظاته ومراقباته في عمله الميداني في إندونيسيا والمغرب في شكل أساس. فالنظر في الأبعاد المميزة للعمل الاجتماعي - سواء كان فناً أوديناً أوعقيدة أوفهماً أوقانوناً - يعني عدم إشاحة النظر عن الإشكالات الوجودية في الحياة لمصلحة أشكال جامدة في الفهم، بل هي الغوص في لجة هذه الإشكالات لتفسيرها وتحليلها من الداخل. وبهذا تكون مهمة الأنثروبولوجي التأويلي ليس تقديم إجاباته عن الأسئلة العميقة في الوجود، بل في تقديم الإجابات التي قدمها الآخرون في ثقافات أخرى عن هذه الأسئلة.
انظر أيضا
- كليفورد گيرتز.
المصادر
- ^ Yarrow, Andrew. "Clifford Geertz, Cultural Anthropologist, Is Dead at 80". New York Times. Retrieved 16 June 2012.
- ^ رؤية كليفورد غيرتز لـ«تأويل الثقافات»..دار الحياة، 9/4/2011 م