أحمد الخازندار
القاضى أحمد الخازندار (و.خمسة ديسمبر 1889 - ت. 22 مارس 1948)، رجل قانون وقاضي مصري راحل (وكيل استئناف). سجل اسمه في تاريخ الاغتيالات في مصر التي أدين فيها أفراد منتمين لجماعة الإخوان المسلمين، نظرا لكونه كان ينظر في قضية أدين فيها أعضاء في تنظيم الإخوان المسلمين. وأرجع الدكتور عبد العزيز تام وزير الأوقاف المصري الأسبق في مذكراته التي صدرت عن «المخط المصري الحديث» الحادث إلي مواقف الخازندار المتعسفة في قضايا سابقة أدان فيها بعض شباب الإخوان لاعتدائهم علي جنود بريطانيين في الإسكندرية بالأشغال الشاقة المؤبدة في 22 نوفمبر 1947.
بعد حكم الخازندار بالسجن على المتهمين الاخوان، نطق عبد الرحمن السندي رئيس النظام الخاص حتى حسن البنا المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين نطق في اجتماع بجماعته "ربنا يريحنا من الخازندار وأمثاله". وهوما اعتبره أعضاء في التنظيم بمثابة "ضوء أخضر" لاغتيال الخازندار.
حياته
بعد حصوله على البكالوريا التحق بمدرسة البوليس ثم هجرها والتحق بمدرسة الحقوق التى تخرج فيها عام 1912م - 1331هـ وعين بوظيفة معاون نيابة في نفس عام تخرجه وتدرج في سلك النيابة والقضاء فرقى إلى وكيل نيابة درجة أولى ثم مفتش نيابات فرئيس نيابة استئناف مصر بعدها رقى إلى رئيس محكمة فوكيل محكمة استئناف اسيوط ثم وكيل محكمة استئناف مصر في أكتوبر 1947 أى قبل حوالى ستة شهور من اغتياله وكان مشهودا له بالكفاءة بين المستشارين، كثير الاطلاق والتعميق في القانون وكان له هيبة وحزم في إدارة الجلسات وكان معروفا عنه طيلة حياته بأنه لا يخضع لأى وعد أووعيد.
إغتياله
في صباح الإثنين 22 مارس 1948 في الساعة الثامنة والنصف صباحاً. في ذلك الصباح المبكر خرج كعادته من منزله بشارع رياض باشا بحلوان. وكان يسير مُترجلا في طريقه إلى محطة حلوان ليركب القطار إلى القاهرة وبعد عدة خطوات من منزله أطلق عليه الرصاص فسقط قتيلا في الحال وسالت دماؤه على الأرض، وقام الأهالى بإبلاغ قسم حلوان وكان الضابط النوبتجى في قسم حلوان هوالكونستابل فتحى عبد الحليم الذى توجه بسرعة إلى مكان الحادث للقبض على الجناة وكان أول من أبلغ القسم بالحادث وأول شاهد على هذا الحادث نجاراً فقيراً يقع دكانه على بعض خطوات من منزل الخازندار. ولقد رآه ملقى على الأرض والدماء تنزف من جروح في صدره كما رأى على بعد خطوات منه شابين يجريان فصرخ النجار. واستنجد بالناس الذين قاموا بمطاردة المجرمين فألقى أحد المجرمين قنبلة على المطاردين له ولكن من فضل الله لم تنفجر ثم ألقى بقنبلة أخرى ولم تنفجر أيضا. وقد تكاثر الناس خلف المجرمين اللذين لم يجدا مفرا من الاتجاه إلى طريق الصحراء والناس خلفها يجريان حتى وصل المجرمان إلى هضبة عالية ووقفا وأشارا إلى الناس بأنهما سيطلقان الرصاص عليهم وفى ذلك الوقت كانت قوات الشرطة قد عهدت أين المجرمان . وأحاط البوليس بالمكان وبدأ في إطلاق النار ولم يرد المجرمان على النار بالمثل نظرا لعدم وجود رصاص معهما وقد تم القبض عليهما وتعهد البوليس على القتلة وعرضهما على الشهود الذين أكدوا بالاجماع أنهما اللذان أطلقا الرصاص على الخازندار.
وكان القاتل الأول محمود سعيد زينهم طالب بمدرسة الصناعات الميكانيكية 21 سنة كان يقيم بشارع عباس بالجيزة وكان أحد أبطال المصارعة في وزنه وفاز بالبطولة عدة مرات. ولقد هجر التعليم الثانوى لتكرار رسوبه والتحق بالمدارس الصناعية.
أما القاتل الثانى حسن محمد عبد الحافظ 24 سنة، طالب بالتوجهية. يسكن بالمنزل رقم 12 شارع نافع بن زيد بالجيزة. ومن المصادفات العجيبة حتىقد يكون والدا المجرمين مدرسين للغة العربية. والد الأول مدرس بمدرسة حلوان الثانوية، ووالد الثانى مدرس بإحدى المدارس الثانوية للبنات بالجيزة. وكان المتهم الثانى قد رسب عدة مرات وكان يحب لعب الرياضة وكانت لعبته المفضلة الهوكى وكان أحد أبطال فريق النادى الأهلي.
قيدت جريمة اغتال الخازندار تحت "رقم 604 جنايات حلوان سنة 1367هـ - 1948م" ولقد أصدر النائب العام قرارا بحظر النشر عن هذه القضية حتى تستكمل إجراءات التحقيق. وقرر المرشد الأول حسن البنا وقتها أنه لا صلة للمتهمين بالإخوان، لكن النيابة تمكنت من إثبات حتى المتهم الأول حسن عبد الحافظ كان السكرتير الخاص للبنا، وهنا اعترف البنا بمعهدته للمتهم إلا أنه نفى فهمه بنية المتهمين اغتيال القاضى الخازندار وكانت جلسة عاصفة للإخوان في اليوم التالى للبحث فيما حدث، واستقر الرأى على تكوين لجنة تضم كبار المسؤولين عن النظام الخاص، بحيث لا ينفرد السندى برأى أوتصرف وأن تأخذ اللجنة توجيهاتها الواضحة من البنا نفسه.
ولقد اهتز الرأى العام في مصر لارتكاب هذه الجريمة البشعة ولم يعهد عن القاضى الخازندار إلا جميع مواقف النزاهة والأمانة والتواضع .. ولقد شعر الناس بأن الاعتداء على قدسية القضاء يعد شيئا خطيرا في مجتمعنا وقرر مجلس الوزراء منح أسرة الخازندار مبلغ عشرة آلاف جنيه وصرف معاش استثنائى لهم وتعليم أولاده بالمجان على حساب الدولة".
المصادر
- ^ مصر: اغتيال حسن البنا والسادات فتح الباب للعنف الأصولي - جريدة الشرق الأوسط - تاريخ النشر 1 أبريل-2005
- ^ اغتيال القاضى أحمد الخازندار، المصري اليوم، 23 مارس 2009
- ^ قتل الخازندار، الحلقة 17، الجزء الأول، مذكرات د.يوسف القرضاوي، القرضاوي نت
- ^ اغتيال القاضي أحمد الخازندار، المصري اليوم
- ^ كيف اغتال الإخوان ...؟. القاضي أحمد الخازندار، أهل القرآن