المقاومة الشعبية المصرية في حرب أكتوبر
إن المعارك التى دارت في الميدان أثناء حرب أكتوبر 1973 لم تكن أقل أثرا ولا أعظم خطرا من المعارك التى دارت داخل مدينة السويس، عندما أراد العدواحتلالها، نتيجة العملية التى سميت بعملية (الثغرة) التى تمت بدخول قوات العدوفي نقطة غير مغطاة بقوات مصرية بين مواقع الجيشين الثانى والثالث في منطقة الدفرسوار. وكانت الثغرة مقدمة لمحاولة العدوالصهيونى احتلال مدينة السويس. لقد نطق الجنرال أهارون ياريف قبيل ذلك بقليل: «إن الوضع ليس سهلا ولا بسيطا، والحرب من شأنها حتى تطول. إذا الجيش الإسرائيلى في وضع صعب، وقد اضطر إلى الانسحاب من خطوط وقف القتال (أى الأماكن التى احتلها بعد حرب 1967) إلا حتى ذلك لا ينبغى حتى يجعلنا نخاف بالنسبة لشعب إسرائيل أومستقبله».
أما موشيه دايان فقد نطق يومتسعة أكتوبر: «ليس لدينا في الوقت الحالى إمكانية رد المصريين إلى ما وراء القناة، لقد دمرت المئات من مدرعاتنا في المعركة، وفقدنا خمسين طائرة في ثلاثة أيام ويجب حتى ننسحب إلى خط دفاع حديث داخل سيناء.. إذا ما يعنينا هومستقبل دولة إسرائيل ولتمضى البحيرات المرة (كانت خط الدفاع الصهيونى الأول) أوسواها إلى الشيطان»!
لقد كانت بداية التسلل الإسرائيلى نحوالسويس في اليوم الحادى عشر من أيام حرب رمضان (21 رمضان 17 أكتوبر). وكان الهدف هواحتلال السويس بكل ما تمثله من قيمة ووزن وتاريخ واسم عالمى. واستعدت السويس للمقاومة التى كانت مقاومة شاملة شارك فيها الأهالى والعسكريون الموجودون في السويس وأفراد الشرطة وعمال شركات البترول وهيئة القناة وأفراد الجهاز الحكومى ومتطوعوالمقاومة الشعبية والدفاع المدنى وبوجه خاص أبطال منظمة سيناء.
وقاد المسجدُ المقاومةَ: فكان مسجد الشهداء، الذى يؤمه ويرأس مجلس إدارته الشيخ حافظ سلامة، هومقر المقاومة، منه تنطلق، وفيه تحفظ إمداداتها، وبما يجرى فيه ترتفع الروح المعنوية للمقاومين جميعا.
عندما فكرت بعض القيادات التطبيقية المحلية في التسليم لليهود إنقاذا للمدينة وسكانها بدأ الإباء من الشيخ حافظ سلامة، وشاركه فيه رجال المقاومة الشعبية، وضاعف من قدرتهم على التصميم عليه انضمام قادة القوات المسلحة وضباطها الذين كانوا في السويس إلى هذا الرأى، وارتفع من مكبرات صوت المسجد نداءٌ بصوت الشيخ حافظ سلامة إلى أهل السويس يقول: «إن اليهود قد أنذروا المدينة بالاستسلام، وإن المدينة قد رفضت هذا الإنذار بإذن الله، وقررت مواصلة القتال إلى آخر قطرة من دمائنا، وعلى جميع فرد من أفراد المقاومة حتى يدافع عن مسقطه إلى حتى يقضى الله أمرا كان مفعولا، وما النصر إلا من عند الله».
لقد فقد اليهود في مدينة السويس 67 دبابة ومصفحة، من الدبابات التى حاولوا حتى يحتلوا بها مدينة السويس. هذا غير العربات المصفحة والعادية. وسحب اليهود جميع ما استطاعوا سحبه من قتلى الجيش الصهيونى وجرحاه ومع ذلك فقد هجروا خلفهم 33 جثة لم يستطيعوا سحبها، وصرح الناطق العسكرى للجيش الصهيونى بأن قواته لم تدخل إلى مدينة السويس، ولم تسيطر عليها في تكذيب صريح لتصريحاتهم السابقة.
انظر أيضا
- معركة السويس