حسين توفيق

عودة للموسوعة

حسين توفيق

حسين توفيق.

حسين توفيق (و. 27 ديسمبر 1925 - ت. 1983)، هوسياسي مصري، حكم عليه بالإعدام في قضية اغتيال أمين عثمان فيخمسة يناير 1946، وفي محاولة اغتيال أديب الشيشكلي في سوريا عام 1950، إلا حتى الحكم لم ينفذ بعد قيام ثورة 1952، واعتقل في مصر عام 1965.

حياته

ولد حسين توفيق في‮ ‬27 ديسمبر 1925 في ‬بيت أرستقراطي‮ ‬كبير،‮ ‬حيث كان والده أحد كبار موظفي‮ ‬الدولة وقد وصل إلي‮ ‬منصب وكيل وزارة المواصلات وحصل علي‮ ‬الباشوية في‮ ‬ذلك الوقت‮. ‬وقد تفهم الشاب الثري‮ ‬في‮ ‬مدرسة الفرير بالخرنفش‮. ‬ثم انتقل إلي‮ ‬مدرسة فؤاد الأول الثانوية وقتها عايش الفتي‮ ‬الصغير الصعود المدهش للحركة النازية في‮ ‬أوروبا وهوما كان محوراً‮ ‬أساسياً‮ ‬في‮ ‬حواراته مع أصدقائه في‮ ‬النادي‮.‬

لقد نال حسين توفيق في‮ ‬صغره كثيراً‮ ‬من التدليل نظراً‮ ‬لثراء عائلته وأمه الهجرية التي‮ ‬كانت حريصة علي‮ ‬تلبية جميع مطالبه،‮ ‬وكان الولد الصغير‮ ‬يصطحب جنايني‮ ‬والده ومعه إناء به دهانات ليرسم علي‮ ‬أرضية الشوارع الصليب المعقوف‮، ‬رمز النازية في‮ ‬ذلك الوقت‮.‬]]


بداية التنظيم

عام 1942 ‬كون حسين توفيق مع أشقائه الطلبة وأبناء خالته جمعية سرية وطنية الغرض منها تطهير مصر من الاحتلال والخونة‮. ‬كان حي‮ ‬المعادي‮ ‬حيث‮ ‬يقطن حسين توفيق مركزاً‮ ‬لتجمع العساكر والضابط الإنگليزي‮ ‬وسكناً لكثير منهم،‮ ‬وبدأ حسين وخليته الصغيرة في‮ ‬العدد والإمكانيات إحراق بعض سيارات الجيش البريطاني‮ ‬والاعتداء ليلاً‮ ‬علي‮ ‬جنود الاحتلال في‮ ‬شوارع الحي‮ ‬الراقي‮.‬

وكانت الخلية تعتمد علي‮ ‬رأس حسين توفيق في‮ ‬كل كبيرة وصغيرة باعتباره الطالب المثقف الوطني‮ ‬المطلع علي‮ ‬الحركات السياسية في‮ ‬أوروبا وألمانيا‮. ‬ولم‮ ‬يكن حسين توفيق عضواً‮ ‬بأي‮ ‬تنظيم سياسي‮ ‬معروف،‮ ‬ولم‮ ‬يتصل بأي‮ ‬حزب من الأحزاب السياسية،‮ ‬إلا حتى شيوع الحركات السرية والتنظيمات شبه العسكرية كان دافعاً‮ ‬قوياً‮ ‬لمجموعة حسين توفيق حتى تسير في‮ ‬نفس الاتجاه‮.‬

لقد عهدت مصر التنظيمات شبه العسكرية مبكراً،‮ ‬ففي‮ عام 1933 دعت حركة مصر الفتاة إلي‮ ‬إنشاء فرق شبه عسكرية تحت اسم‮ القمصان الخضراء‮ ‬أثارت قلقاً‮ ‬سياسياً‮ ‬كبيراً‮ ‬دفع حزب الأغلبية، وهوحزب الوفد في‮ ‬ذلك الوقت، إلي‮ ‬تشكيل حركة‮ ‬القمصان الزرقاء‮ ‬للقاءة أي‮ ‬اعتداءات علي‮ ‬الوفد من جانب مثل هذه الحركات،‮ ‬وما لبث عدد تلك الفرق حتى زاد بشكل سريع آثار خوف القصر وانتهي‮ ‬الأمر بحل جميع الحركات علي‮ ‬حد سواء‮. ‬في‮ ‬الوقت نفسه كانت هناك بعض الجماعات اليسارية السرية التي‮ ‬كانت ترتكز علي‮ ‬أفكار النازية وتعادي‮ ‬الاحتلال البريطاني‮ ‬وتتخذ موقفاً‮ ‬صارماً‮ ‬من جميع من‮ ‬يتفاوض مع الاحتلال وكانت أبرز تلك الجماعات جماعة كمال الدين حملت التي‮ ‬ضمت صلاح الدسوقي‮ ‬وحسين التهامي‮ ‬ومراد‮ ‬غالب‮.‬

لقد شهدت السنوات الأولي من الأربعينيات من القرن العشرين ‬تكرار القبض علي‮ ‬حسين توفيق وبعض شباب مجموعته عدة مرات والإفراج عنهم لعدم وجود أدلة كافية،‮ ‬فضلاً‮ ‬عن اعتماد تلك المجموعة علي‮ ‬ترافع محامين كبار لانتمائهم إلي‮ ‬عائلات‮ ‬غنية وميسورة الحال‮. ‬كانت عمليات المجموعة وقتها من عينة إضرام النار في‮ ‬سيارة تابعة للجيش البريطاني،‮ ‬سرقة أسلحة خاصة بجنود إنجليز،‮ ‬الاعتداء علي‮ ‬ضباط شرطة مصريين وإنجليز،‮ ‬وهي‮ ‬حوادث كانت الأجهزة الأمنية تعتبرها مجرد‮ »‬لعب عيال‮«‬،‮ ‬فضلاً‮ ‬عن اتساع التصور الخاص بتأييد الملك لتلك المجموعات الشبابية،‮ ‬خاصة بعد حادث أربعة فبراير 1942.

اغتيال أمين عثمان

السادات وحسين توفيق وبقية المتهمين في قضية اغتيال أمين عثمان.

ظل حسين توفيق وجماعته مقتصرين في‮ ‬عملياتهم علي‮ ‬الحوادث العشوائية،‮ ‬غير المخططة والتي‮ ‬لا تحدث أي‮ ‬نتائج سوي‮ ‬تخويف بعض جنود الاحتلال البريطاني،‮ ‬إلي حتى التقي‮ ‬حسين توفيق عند أحد أصدقائه بشاب ذكي‮ ‬لماح لديه خبرة جيدة بالعمل العسكري‮ ‬ويكبره ب7 ‬سنوات هومحمد أنور السادات‮. ‬وقتها كان السادات عضوا في‮ ‬أكثر من تنظيم من الممكن أشهرها الضباط الأحرار والإخوان المسلمين والحرس الحديدي،‮ ‬وكان الملك فاروق‮ ‬يطلب رأس مصطفي‮ ‬النحاس وأمين عثمان بأي‮ ‬ثمن،‮ ‬وقد شارك السادات بالعمل في‮ ‬محاولات عديدة دبرها مع أفراد من الحرس الحديدي‮ ‬لاغتيال النحاس باشا،‮ ‬لكنه لم ‬يصب بسوء ولم‮ ‬يبق أمام السادات إلا رأس أمين عثمان محاولاً‮ ‬تقديمها إلي‮ ‬الملك‮.‬

وقد عرض حسين توفيق علي‮ ‬شباب جماعته والتي‮ ‬كان من بينهم الطالب محمد ابراهيم تام والذي‮ ‬أصبح وزيراً‮ ‬للخارجية فيما بعد خلال رئاسة أنور السادات، ثم استنطق اعتراضاً‮ ‬منه علي‮ ‬السلام مع إسرائيل‮. ‬وقد انضم أنور السادات إلي‮ ‬جماعة حسين توفيق تحت اسم الحاج محمد،‮ ‬والذي‮ ‬أقنعهم في‮ ‬ذلك الوقت بضرورة التخلص من أمين عثمان الذي‮ ‬وصف علاقة مصر وإنگلترة بأنه‮ "‬زواج كاثوليكي‮ ‬دائم‮". ‬وكان أفراد الجماعة جميعاً‮ ‬من عائلات ثرية قادرين علي‮ ‬شراء السلاح من مصروفاتهم الخاصة،‮ ‬ولديهم حصانة اجتماعية تفرضها هيئة الإنسان ومظهره‮. ‬ويقول وسيم خالد أحد أعضاء الجماعة في‮ ‬مذكراته‮ "كانت أيام معهدتنا بالسادات هي‮ ‬أجمل أيام حياتنا،‮ ‬وكنا نفكر في‮ ‬اغتيال اليهود وكان‮ ‬يقول لنا إذا اغتال إنگليزي‮ ‬واحد‮ ‬يساوي‮ ‬قتل ألف‮ ‬يهودي،‮ ‬وقتل مصري‮ ‬متعاون مع الإنگليز‮ ‬يساوي‮ ‬قتل ألف إنگليزي‮". ‬إلى غير ذلك دفعهم السادات دفعاً‮ ‬إلي‮ ‬فكرة اغتيال المتعاونين مع الاحتلال من المصريين‮.‬

لقد وضعت جماعة حسين توفيق وقتها قائمة بالسياسيين الذين‮ ‬يستحقون الاغتيال من وجهة نظرهم وقد تضمنت النحاس باشا وأمين عثمان،‮ ‬والنقراشي‮ ‬باشا،‮ ‬ومكرم عبيد‮. ‬وقد فكروا أن‮ ‬يبدأوا باغتيال أمين عثمان لأن ذلك‮ "‬مصيدة‮" ‬لاغتيال النحاس باشا،‮ ‬إذ شاهدوا من قبل فشل محاولتين متتاليتين لاغتيال الرجل بمشاركة السادات،‮ ‬وكان رأي‮ ‬حسين توفيق حتى قتل‮ ‬عثمان‮ ‬سيجعل النحاس باشا‮ ‬يخرج ويمكن اغتياله في‮ ‬ذلك الوقت‮.‬

فيستة يناير 1946، انتظر حسين توفيق وزميله محمود مراد أمين باشا أمام باب عمارة رابطة النهضة،‮ ‬حتي‮ ‬إذا اتى وصعد قليلاً‮ ‬علي‮ ‬السلم ناداه حسين توفيق باسمه فنظر إليه فوجده‮ ‬يطلق عليه الرصاص بكثافة فجلس علي‮ ‬سلم العمارة واستغاث بالناس وخرج حسين توفيق مشهراً‮ ‬مسدسين في‮ ‬يديه والناس تجري‮ ‬منه وهو‮ ‬يطلق الرصاص في‮ ‬الهواء لإرهابهم وتمكن من الفرار،‮ ‬وحمل أمين باشا إلي‮ ‬المستشفي‮ ‬وطلب إبلاغ‮ ‬النحاس باشا الذي‮ ‬مضى إلي‮ ‬هناك ومعه فؤاد سراج الدين،‮ ‬ولم تمض ساعات قليلة حتي‮ ‬توفي‮ ‬أمين عثمان متأثراً‮ ‬برصاصات قاتله‮.‬

ولم‮ ‬يكن أمين عثمان خائناً‮ ‬لبلده،‮ ‬لقد كان‮ ‬يحاول تحقيق مصالح وخير مصر من خلال علاقاته بالدولة البريطانية كما‮ ‬يذكر يبراهيم فرج‮. ‬لقد تفهم أمين عثمان القانون وحصل علي‮ ‬الدكتوراة من لندن وعاد ليعمل مع مكرم باشا عبيد ثم‮ ‬يشارك في مفاوضات 1936 ويتصل بعلاقة قوية وجيدة بمصطفي‮ ‬النحاس ويعملان معاً‮ ‬علي‮ ‬تحقيق استقلال مصر عن طريق التفاوض‮.‬

وقتها أفاد شهود العيان أنهم شاهدوا ابن توفيق باشا أحمد وكيل وزارة المواصلات مراراً‮ ‬يراقب مقر الوزارة وتم بالعمل عرض حسين توفيق وشقيقه علي‮ ‬شهود العيان وأقروا أنه هوالقاتل وبدأت التحقيقات وتساقط جميع أفراد الجماعة بمن فيهم أنور السادات أوالحاج محمد‮. ‬ويذكر السادات في‮ البحث عن الذات‮ ‬أن وكيل النيابة لجأ إلي‮ ‬حيلة حتي‮ ‬يدفع حسين توفيق إلي‮ ‬الاعتراف بما جري‮ ‬وهوأنه أوحي‮ ‬للصحف حتى تنشر حتى الحادث تم لأسباب نسائية وبالعمل اعترف حسين توفيق بكل شيء‮.‬


الإفلات من الإعدام

ويحكي‮ ‬السادات كيف من الممكن أن احتالوا علي‮ ‬المحققين ليضللوهم،‮ ‬وكيف أنكر صلته بالقضية،‮ ‬وادعي‮ ‬تعرضه للتعذيب‮. ‬وقد شهدت وقائع المحاكمة كثيراً‮ ‬من الأحداث الغريبة مثل الاعتداء علي‮ ‬أحد الحراس داخل الزنزانة والاستيلاء علي‮ ‬مسدسه ومحاولة الهرب،‮ ‬وحادث آخر تمثل في‮ ‬محاولة الاستيلاء علي‮ ‬ملفات القضية وهي‮ ‬المحاولة التي‮ ‬شاء القدر حتى تفشل لمرور أحد ضباط الشرطة بالقرب من حامل ملفات القضية،‮ ‬كذلك حاول بعض أعضاء التنظيم اغتيال الشاهد الرئيسي عبد العزيز الشافعي‮ ‬الذي‮ ‬شاهد حسين توفيق وهو‮ ‬يقتل أمين عثمان‮. ‬واستمرت إجراءات المحاكمة حتى يونيو1948 عندما نجح حسين توفيق في‮ ‬الهروب بعد حصوله علي‮ ‬إذن بزيارة الطبيب ثم الذهاب إلي‮ ‬المنزل برفقة أحد الضباط وهروبه منه‮. ‬وهوما دفع وزارة الداخلية حتى تعرض مكافأة خمسة آلاف جنيه لمن‮ ‬يدلي‮ ‬بمعلومات تساعد في‮ ‬القبض علي‮ ‬حسين توفيق‮.‬

وتستمر إجراءات المحاكمة ويصدر الحكم‮ ‬غيابي‮ ‬بسجن حسين توفيق عشر سنوات وبما‮ ‬يتراوح بين ثلاث وخمس سنوات لباقي‮ ‬المتهمين وببراءة السادات ومحمد كامل‮. ‬ويبعث حسين توفيق بخطاب إلي‮ ‬المحرر إحسان عبد القدوس‮ ‬يخبره فيه أنه في‮ ‬طريقه لمحاربة الصهيونية،‮ ‬ثم‮ ‬يكشف بعض عناصر الإخوان المسلمين أنهم ساهموا في‮ ‬تهريب حسين توفيق إلي‮ ‬سوريا‮. ‬وكان من الواضح حتى السرايا تقف بقوة إلي‮ ‬جانب الجناة وقد اتضح ذلك في‮ ‬قيامها بتوكيل أحد كبار المحامين وهوزهير جرانة للدفاع عن بعض المتهمين،‮ ‬وفي‮ ‬الإنعام علي‮ ‬والد حسين توفيق بالباشاوية‮. ‬وقد أثار بعض الباحثين إمكانية أن‮ ‬يكون حسين توفيق عضواً‮ ‬بتنظيم الحرس الحديدي‮ ‬الذي‮ ‬شكله الملك لاغتيال معارضيه،‮ ‬لكن شهادة سيد جاد أحد أبرز قادة ذلك التنظيم والذي‮ ‬تضمنها كتاب شهير نفت ذلك بشكل قاطع‮.‬

محاولة اغتيال أديب الشيشكلي

الغريب في‮ ‬الأمر حتى حسين توفيق التقي‮ ‬في‮ ‬سوريا بعبد القادر عامر أحد أعضاء تنظيم الحرس الحديدي‮ ‬الذي‮ ‬كان علي‮ ‬خلاف مع مصطفي‮ ‬كمال صدقي‮ ‬وهرب إلي‮ ‬سوريا،‮ ‬وانضما المصريان إلي‮ ‬حركة القوميين العرب التي‮ ‬كانت في‮ ‬فترة التشكيل بمشاركات سورية ولبنانية ومصرية وفلسطينية‮. ‬ويسرد كتاب‮ حركة القوميين العرب‮ ‬التي‮ ‬أصدرته مؤسسة الجريدة السورية لتنامي‮ ‬دور الحركة في‮ ‬سوريا خلال الخمسينيات من القرن السابق،‮ ‬وتحكي‮ ‬كيف طلب حسين توفيق من قادة الحركة استمرار الجهاد فضموه إلي‮ ‬كتائب الفداء العربي‮ ‬وبدأت الكتائب عملياتها بإلقاء القنابل علي‮ ‬المعبد اليهودي‮ ‬بدمشق،‮ 0591 محاولة اغتيال نائب رئيس الأركان العقيد أديب الشيشكلي،‮ ‬وقد قبض علي‮ ‬حسين توفيق وزملائه وحكم عليهم بالإعدام،‮ ‬إلا حتى تطبيق الحكم أوقف بعد قيام حركة‮ ‬32 ‬يوليوعام‮ ‬2591 ‬بوساطة من الرئيس عبد الناصر‮. ‬وفيما بعد أفرج عن حسين توفيق بعد تقارب النظام الناصري‮ ‬والنظام البعثي‮ ‬وغاب اسم حسين توفيق عن الأحداث السياسية في‮ ‬مصر ولم‮ ‬يظهر مرة أخري إلا عام‮ ‬1965.‬

‬اعتنطقه

فيما بعد وطبقاً‮ ‬لمذكرات اللواء فؤاد علام فقد كشفت مباحث أمن الدولة عام‬1965‮ ‬ تنظيماً‮ ‬جديداً‮ ‬كان‮ ‬يسعي‮ ‬لاغتيال عبد الناصر بدعوي‮ ‬تفريطه في‮ ‬السودان،‮ ‬وكان علي‮ ‬رأس ذلك التنظيم حسين توفيق والذي‮ ‬كشف تنظيمه تنظيم الإخوان الشهير الذي‮ ‬أعدم فيه سيد قطب حيث اعترف‮ توفيق‮ ‬بأن ابن خالته وهوعضوبالإخوان‮ ‬يجمع سلاحاً‮ ‬لتنظيم سري‮ ‬جديد بالإخوان وهوما أدي إلي‮ ‬القبض علي‮ ‬الآلاف منهم،‮ ‬ونظرت قضية حسين توفيق نحكم عليه فيها بالسجن المؤبد،‮ ‬وقد قابله كثير من السجناء السياسيين داخل السجن،‮ ‬ومن أبرزهم علي‮ ‬عشماوي‮ ‬أحد قيادي‮ ‬التنظيم الخاص للإخوان والذي‮ ‬حكي‮ ‬في‮ ‬كتابه‮ "التاريخ السري‮ ‬للإخوان المسلمين‮" ‬كيف كان‮ ‬يقضي‮ ‬وقته مع حسين توفيق‮ ‬يسترجعان الذكريات معاً‮.‬

وقد حاولت تتبع ما جري‮ ‬بعد ذلك لحسين توفيق إلا أنني‮ ‬لم أجد مصدراً‮ ‬يشير إلي‮ ‬شيء عنه بعد عام‮‬1965‮ ‬ ولجأت إلي‮ ‬الدكتور محمد عفيفي‮ ‬أستاذ التاريخ الحديث في‮ ‬جامعة القاهرة وسألته عنه فنطق إذا آخر ذكر له في‮ ‬المذكرات والمراجع وقف عند عام‮ 5691‬.‬‮ ‬وعهدت بعد ذلك من بعض أقارب حسين توفيق نفسه أنه ظل في‮ ‬السجن بقية حياته‮. ‬لقد بقي‮ ‬محبوساً‮ ‬حتي‮ ‬وفاة عبدالناصر،‮ ‬وقد تصور حتى الرئيس السادات سيفرج عنه إفراجاً‮ ‬صحياً‮ ‬تقديراً‮ ‬للصداقة والزمالة القديمة التي‮ ‬جمعتهما معاً،‮ ‬لكن أنور السادات خيب آماله ورفض التماساً‮ ‬قدمته أسرة حسين توفيق للإفراج عنه وبقي‮ ‬في‮ ‬السجن حتي‮ ‬عام‮‬1983‮ ‬ عندما أفرج عنه في‮ ‬عهد الرئيس مبارك وقضي‮ ‬مع أسرته شهوراً‮ ‬قليلة قبل أن‮ ‬يرحل أشهر قاتل سياسي‮ ‬في‮ ‬مصر‮.‬

في السينما

كانت شخصية حسين توفيق محور رواية في بيتنا رجل لإحسان عبد القدوس. أخرجها للسينما هنري بركات في فيلم يحمل نفس الاسم عام 1961.


انظر أيضاً

  • اغتيال أمين عثمان

المصادر

  1. ^ "حسين توفيق الشخصية الحقيقية لـبطل فيلم " في بيتنا رجل " ." جريدة الصباح العربي. 2013-03-17. Retrieved 2014-06-30.
  2. ^ "سيرة البطل الحقيقي‮ ‬لفيلم‮ "‬في‮ ‬بيتنا رجل‮"‬". جريدة الوفد. 2011-01-05. Retrieved 2014-06-30.
تاريخ النشر: 2020-06-04 15:58:57
التصنيفات: مواليد 1925, وفيات 1983, سياسيون مصريون, سجناء ومعتقلون مصريون

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

البوليساريو تصاب بالسعار بسبب نقل إدارة المجال الجوي في الصحراء للمغرب

المصدر: أخبارنا المغربية - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-03-06 21:23:16
مستوى الصحة: 70% الأهمية: 74%

الخارجية الأمريكية: ما زلنا نعتقد أن العقبات أمام صفقة الأسر

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-03-06 21:23:44
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 67%

جهاز منتخب مصر بقيادة التوأم يؤدى مناسك العمرة

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-03-06 21:23:01
مستوى الصحة: 33% الأهمية: 36%

الاحتلال يعلن مقتل رقيب من لواء الجبل في معارك جنوب غزة

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-03-06 21:23:31
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 53%

الجيش الملكي يعود بالفوز من بركان ويوسع الفارق عن الرجاء (فيديو)

المصدر: أخبارنا المغربية - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-03-06 21:23:13
مستوى الصحة: 69% الأهمية: 84%

مسؤولون إسرائيليون: الحكومة ستتعاون لإنشاء طريق بحري للمساعد

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-03-06 21:23:11
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 57%

في تطور خطير.. سقوط قتلى وجرحى إثر قصف الحوثيين سفينة أمريكية في خليج عدن

المصدر: أخبارنا المغربية - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-03-06 21:23:26
مستوى الصحة: 74% الأهمية: 85%

إعلام حوثي: غارات أمريكية بريطانية استهدفت مطار الحديدة الدو

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-03-06 21:23:23
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 52%

هل يعوض رحيمي الزلزولي في الفريق الوطني؟

المصدر: أخبارنا المغربية - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-03-06 21:23:21
مستوى الصحة: 67% الأهمية: 71%

جرسيف .. نقل 22 تلميذة إلى المستعجلات بعد دخولهن في حالة هستيريا جماعية

المصدر: أخبارنا المغربية - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-03-06 21:23:24
مستوى الصحة: 65% الأهمية: 74%

سونلغاز: تعليق قطع التموين بالطاقة عن الزبائن المنزليين طوال شهر رمضان

المصدر: جريدة النصر - الجزائر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-03-06 21:24:16
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 62%

نائب محافظ البنك المركزي: هدفنا استقرار الأسعار على المدى المتوسط

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-03-06 21:22:58
مستوى الصحة: 42% الأهمية: 41%

العراق يخصص 25 مليون دولار لدعم عمل الأونروا في غزة

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-03-06 21:23:37
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 64%

"مقتل بحارة للمرة الأولى".. تفاصيل الهجوم على سفينة شحن أمري

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-03-06 21:23:06
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 62%

إعلام عبري: واشنطن تضغط للتوصل إلى اتفاق بشأن صفقة الأسرى في

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-03-06 21:23:18
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 69%

تحميل تطبيق المنصة العربية