يوسف (بالعبرية: יוֹסֵף ‎، الاسم المعتاد يوسف النطق في اللغة العبرية الطبرية Yôsēp̄؛ "يزيدني الرب ابنًا آخر"؛ العربية: يوسف‎ ، Yūsuf) شخصية مهمة في الكتاب المقدس وفي القرآن، إذ يربط سيرة إبراهيم وإسحاق ويعقوب في كنعان بالسيرة اللاحقة لتحرير بني إسرائيل من العبودية في مصر.

يروي سفر التكوين حتى يوسف كان الإبن الحادي عشر من أبناء يعقوب الإثنى عشر وأول أبناء راحيل ويروي كيف من الممكن أن بيع يوسف كعبد بعد مكيدة إخوته، وكيف أصبح عزيز مصر، ثاني أكبر سلطة في مصر القديمة بعدم الفرعون. وعندما حلَّت المجاعة على البلاد، جلب يوسف بني إسرائيل إلى مصر حيث استقروا في أرض جوشين. وحسب التعاليم الإسلامية، فيوسف هوأحد أنبياء الله، ووردت قصته في القرآن.

سيرة يوسف

عائلته

يبدأ القرآن في سرد سيرة يوسف عندما أبلغ أباه برؤيته للشمس والقمر وأحد عشر كوكب يسجدون له. عملم أباه أنه مرشد النبوءة. فأمره بإخفاء الأمر عن إخوته حتى لا يكيدوا له من وساوس الشيطان. وكان ليوسف 11 أخ من أباه وأخ واحد من أباه وأمه وكان إخوة يوسف من أباه يغيرون من يوسف وأخيه لحب أبيهم لهما.

المؤامرة على يوسف

فقرر الإخوة الأحد عشر حتى ينتقموا من يوسف بقتله أوضربه فأشار عليهم أحد إخوتهم برميه ببئر فيجده المار فيأخذونه بعيداً عنهم. فوافقوا على هذا الرأى واستحسنوه. ومضىوا لأبيهم يطلبون منه حتى يأذن لهم بأخذ يوسف ليلعب ويجرى معهم في أحد المراعى ولكنه خاف منهم وأبلغهم أنه يخاف حتى ينسوه أويتوه منهم أوياكله الذئب. فأبلغوا أباهم أنه يستحيل حتى يقترب منه ضرر وهم عصبة كبيرة قوية، فوافق على مضض، ولما مضىوا إلى البئر قذفوا يوسف في قاعه وأوحى الله له أنه سينبأهم بما عملوا به بعد حين.

وبعد حتى رماه إخوته في البئر أرادوا حتى يجدوا مبرر عند أبيهم فأخذوا قميص يوسف ووضعواعليه دم. ولما قفل الليل رجعوا إلى أباهم يبكون وأعطوه القميص وأبلغوه حتى يوسف أكله الذئب ولكنه لم يصدقهم وأخذ يبكى ويشكى همه لربه.

وبينما يوسف في البئر إذا بقافلة تمر فيمضى قائدها إلى البئر ليشرب منه فإذا به يجد يوسف. فأخرجه من البئر ونطق لصحبه انتخذنه عبدا ليبيعوه. ولما انطلقت القافلة كانت متوجه للسوق لبيعه فأذا برجل غنى من مصر يشتريه لما رآه فيه من جمال وأخلاق ونطق لإمراته أكرمى مثواه عسى حتى ينفعنا أونتخذه ولدا.

في بيت العزيز

وكبر يوسف في بيت عزيز مصر (وهووزير ملك مصر) وفهمه الله الحكمة وتفصيل الأحلام ولكن زوجة العزيز أرادت حتى تخون زوجها مع يوسف ونطقت له هيت لك نطق: معاذ الله إنه ربى أحسن مثواى إنه لا يفلح الظالمون. فنفض عنها وشدت قميصه من ظهره حتى لا يبعد عنها فبترته وإذا بالعزيز يدخل عليهما فجأه، فنطقت لزوجها:ماجزاء من اراد بأهلك سوء،يا ترى؟ إلا ان يسجن أوعذاب أليم.فنطق له يوسف:هى راودتنى عن نفسى وكان هناك قريب للزوجه مع الزوج فنطق له إذا كان قميصه مزق من الأمام فهى صادقه وهومن الكاذبين وإن كان قميصه بتر من خلف فكذبت وهومن الصادقين, فلما رآى قميصه قد من دبر نطق لإمرأته:إنه من كيدكن ان كيدكن لعظيم.

وأمر يوسف بالسكوت وعدم الاقتراب منها وامر زوجته ان تستغفر الله لما عملت. ولكن الأخبار انتشرت في المدينة بين النسوة حتى حتى وصل الخبر لزوجة العزيز؛ فدبرت لهن مكيده قامت بعزيمتهن عندها واحضرت لكل واحدة منهم سكينة حادة وأحضرت التفاح فلما شرعوا في بتر التفاح أمرت يوسف حتى يخرج عليهن فلما راينه أكبرنه وبترن أيديهن ونطقوحتى هذا ليس بشر أنه ملك كريم.

يوسف في السجن

وكادت تحدث فتنة في المدينة بسبب عشق النساء ليوسف فرأى القائمون على الأمر في مصر حتى يسجن يوسف إلى حين فسجنوه وظل يوسف عليه السلام في السجن فترة ودخل معه السجن فتيان أحدهما خباز والآخر ساقي ورأيا من أخلاق يوسف وأدبه وعبادته لربه ما جعلهما يعجبان به فأقبلا عليه ذات يوم يقصان عليه ما رأيا في نومهما (وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانِ قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا وَقَالَ الآَخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزًا تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ) ففسر لهما يوسف رؤياهما بأن أحدهما سيخرج من السجن ويرجع إلى عمله كساق للملك وأما الآخر وهوخباز الملك فسوف يصلب وتأكل الطير من رأسه وقبل حتى يخرج ساقي الملك من السجن طلب منه يوسف حتى يذكر أمره عند الملك ويخبره حتى في السجن بريئًا حبس ظلمًا حتى يعفوعنه ويخرج من السجن ولكن الساقي نسى فظل يوسف في السجن بضع سنين.

عزيز مصر

وبمرور فترة من الزمن تحقق ما فسره لهما يوسف وفي يوم من الأيام نام الملك فرأى في منامه سبع بقرات سمان يأكلهن سبع نحيفات وسبع سنبلات خضر وأخر يابسات فقام من نومه خائفا مفزوعًا مما رآه فجمع رجاله وفهماء دولته وقص عليهم ما رآه وطلب منهم تفسيره فأعجزهم ذلك وأرادوا صرف الملك عنه حتى لا ينشغل به فنطقوا: (قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلامٍ وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الأَحْلامِ بِعَالِمِينَ ) لكن هذه الرؤيا ظلت تلاحق الملك وتفزعه أثناء نومه فانشغل الملك بها وأصر على فهم تفسيرها وهنا تذكر الساقي أمر يوسف وطلب حتى يمضى إلى السجن ليقابل يوسف وهناك طلب منه حتى يفسر رؤيا الملك ففسر يوسف البقرات السمان والسنبلات الخضر بسبع سنين يكثر فيها الخير وينجوالناس فيه من الهلاك ولم يكتف يوسف بتفسير الحلم وإنما قدم لهم الحل السليم وما يجب عليهم عمله تجاه هذه الأزمة وهوحتى يدخروا في سنوات الخير ما ينفعهم في سنوات القحط والحاجة من الحبوب بشرط حتى يهجروها في سنابلها حتى يأتي الله بالفرج ولما عهد الساقي تفسير الرؤيا عاد إلى الملك ليخبره بما نطقه له يوسف ففرح الملك فرحًا شديدًا وراح يسأل عن ذلك الذي فسر رؤياه فنطق الساقي يوسف فنطق الملك على الفور ائتوني به فمضى رسول الملك إلى يوسف ونطق له أجب الملك فإنه يريد حتى يراك ولكن يوسف رفض حتى يمضى إلى الملك قبل حتى تظهر براءته ويعهد الملك ما وقع له من نساء المدينة فأوفد الملك في طلب امرأة العزيز وباقي النسوة وسألهن عن الأمر فقلن معترفات بذنوبهن مقرَّات بخطئهن ومعلنات عن توبتهن إلى الله ما رأينا منه سوءًا وأظهرت امرأة العزيز براءة يوسف أمام الناس جميعًا عندئذ أصدر الملك قراره بتبرئة يوسف مما اتهم به وأمر بإخراجه من السجن وتكريمه وتقريبه إليه ثم خيره حتى يأخذ من المناصب ما شاء فنطق يوسف: (قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ) فوافق الملك على حتى يتقلد يوسف هذا المنصب لأمانته وفهمه.

لقاءه بأشقائه

وتحققت رؤيا الملك وانتهت سنوات الرخاء وبدأت سنوات المجاعة واتى الناس من جميع مكان في مصر والبلاد المجاورة ليأخذوا حاجتهم من خزائن الملك وفي يوم من الأيام وأثناء توزيع الحبوب على الناس إذا بيوسف أمام رجال يعهدهم بلغتهم وأشكالهم وأسمائهم وكانت مفاجأة لم يتسقطوها إنهم إخوته أبناء أبيه يعقوب عليه السلام الذي ألقوه في البئر وهوصغير لقد اتىوا محتاجين إلى الطعام ووقفوا أمامه دون حتى يعهدوه فقد تغيرت ملامحه بعدما كبر فأحسن يوسف إليهم وأنسوا هم به وأبلغوه حتى لهم أخا أصغر من أبيهم لم يحضر معهم لأن أباه يحبه ولا يطيق فراقه فلما جهزهم يوسف بحاجات الرحلة وقضى حاجتهم وأعطاهم ما يريدون من الطعام نطق لهم : ( وَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ قَالَ ائْتُونِي بِأَخٍ لَكُمْ مِنْ أَبِيكُمْ أَلا تَرَوْنَ أَنِّي أُوفِي الْكَيْلَ وَأَنَا خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ فَإِنْ لَمْ تَأْتُونِي بِهِ فَلا كَيْلَ لَكُمْ عِنْدِي وَلا تَقْرَبُونِ ) فأظهروا حتى الأمر ليس ميسورا وسوف يمانع ليستبدلوا بها القمح والعلف في رحالهم بدلا من القمح فيضطروا إلى العودة إليه بأخيهم.

وعاد إخوة يوسف إلى أبيهم ونطقوا: (فَلَمَّا رَجَعُوا إِلَى أَبِيهِمْ قَالُوا يَا أَبَانَا مُنِعَ مِنَّا الْكَيْلُ فَأَرْسِلْ مَعَنَا أَخَانَا نَكْتَلْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) فرفض يعقوب ومضى الإخوة إلى بضاعتهم ليخرجوها ففوجئوا ببضاعتهم الأولى التي دفعوها ثمنا ولم يجدوا قمحا فأبلغوا والدهم حتى بضاعتهم قد ردت إليهم ثم أخذوا يحرجون أباهم بالتلويح له بمصلحة أهلهم في الحصول على الطعام ويؤكدون له عزمهم على حفظ أخيهم ويرغبونه بزيادة الكيل لأخيهم فقد كان يوسف يعطي لكل فرد حمل بعير فنطق لهم أبوهم : ( قَالَ لَنْ أُرْسِلَهُ مَعَكُمْ حَتَّى تُؤْتُونِ مَوْثِقًا مِنَ اللَّهِ لَتَأْتُنَّنِي بِهِ إِلاَّ أَنْ يُحَاطَ بِكُمْ فَلَمَّا آَتَوْهُ مَوْثِقَهُمْ قَالَ اللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ ) ولم ينس حتى يوصيهم في هذا الموقف وينصحهم فنطق لهم: (وَقَالَ يَا بَنِيَّ لا تَدْخُلُوا مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُتَفَرِّقَةٍ وَمَا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ ) وسافر الإخوة إلى مصر ودخلوها من حيث أمرهم أبوهم ولما وقفوا أمام يوسف نادى أخاه الصغير وقربه إليه واختلى به وأبلغه أنه يوسف أخوه ثم وزن البضاعة لإخوته فلما استعدوا للرحيل والعودة إلى بلادهم إذا بيوسف يريد حتى يستبقي أخاه بجانبه فأمر فتيانه بوضع السقاية ( إناء كان يكيل به) في رحل أخيه الصغير وعندما بدأت القافلة في الرحيل إذا بمناد ينادي ويشير إليهم : ( إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ ) فأقبل الإخوة يتساءلون عن الذي فقد فأبلغه المنادي أنه فقد مكيال الملك وقد جعل لمن يأتي به مكافأة قدرها حمل بعير وهنا لم يتحمل إخوة يوسف ذلك الاتهام فدخلوا في محادثة ساخن مع يوسف ومن معه فهم ليسوا سارقين وأقسموا على ذلك فنطق الحراس: (قَالُوا فَمَا جَزَاؤُهُ إِنْ كُنْتُمْ كَاذِبِينَ ) هنا ينكشف التدبير الذي ألهمه الله يوسف فقد كان الحكم السائد في شريعة بني إسرائيل حتى السارققد يكون عبدًا للمسروق منه ولما كان يوسف عليه السلام يفهم حتى هذا هوجزاء السارق في شريعة بني إسرائيل فقد قبل حتى يحتكم إلى شريعتهم دون شريعة المصريين ووافق إخوته على ذلك لثقتهم في أنفسهم فأصدر يوسف الأوامر لعماله بتفتيش أوعية إخوته فلم يجدوا شيئا ثم فتشوا وعاء أخيه فوجدوا فيه إناء الكيل وتذكر إخوة يوسف ما وعدوا به أباهم من عودة أخيهم الصغير إليه فنطقوا : ( قَالُوا يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَبًا شَيْخًا كَبِيرًا فَخُذْ أَحَدَنَا مَكَانَهُ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ) فنطق يوسف : ( قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ أَنْ نَأْخُذَ إِلاَّ مَنْ وَجَدْنَا مَتَاعَنَا عِنْدَهُ إِنَّا إِذًا لَظَالِمُونَ ) إلى غير ذلك مكن الله ليوسف حتى يحتفظ بأخيه أما لإخوة فقد احتاروا وجلسوا يفكرون فيما سيقولونه لأبيهم عندما يعودون فقرر كبيرهم ألا يبرح مصر وألا يقابل أباه إلا حتى يأذن له أبوه أويقضي الله له بحكم وطلب منهم حتى يرجعوا إلى أبيهم ويخبروه صراحة بأن ابنه سرق فأخذ بما سرق وإن شك في ذلك فليسأل القافلة التي كانوا معها أوأهل المدينة التي كانوا فيها فعادوا إلى أبيهم وحكوا له ما وقع إلا حتى أباهم لم يصدقهم ونطق : ( قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ) ثم هجرهم وأخذ يبكي على يوسف وأخيه حتى فقد بصره فاغتاظ أبناءه ونطقوا: (قَالُوا تَاللَّهِ تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضًا أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ ) فرد يعقوب عليه السلام عليهم أنه يشكوأمره لله وليس لأحد من خلقه وطلب منهم حتى يمضىوا ليبحثوا عن يوسف وأخيه فهويشعر بقلب المؤمن حتى يوسف مازال حيًّا والمؤمن لا ييأس من رحمة الله أبدًا وتوجه الأبناء إلى مصر للمرة الثالثة يبحثون عن أخيهم ويلتمسون بعض الطعام وليس معهم إلا بضاعة رديئة ولما وصلوا مصر دخلوا على يوسف فنطقوا له : ( فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَيْهِ قَالُوا يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُزْجَاةٍ فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا إِنَّ اللَّهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ ) ففاجأهم يوسف بهذا السؤال : ( قَالَ هَلْ عَلِمْتُمْ مَا فَعَلْتُمْ بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ إِذْ أَنْتُمْ جَاهِلُونَ ) فتنبهوا إلى رنين هذا لصوت وإلا هذه الملامح التي من الممكن يعهدونها فنطقوا : ( قَالُوا أَئِنَّكَ لأَنْتَ يُوسُفُ ) فأبلغهم يوسف بحقيقته وبفضل الله عليه فاعتذر له إخوته وأقروا بخطئهم فعفا يوسف عنهم وسأل الله لهم المغفرة ثم سألهم يوسف عن أبيه عملم منهم أنه قد فقد بصره بسبب حزنه عليه فنطق لهم : ( اذْهَبُوا بِقَمِيصِي هَذَا فَأَلْقُوهُ عَلَى وَجْهِ أَبِي يَأْتِ بَصِيرًا وَأْتُونِي بِأَهْلِكُمْ أَجْمَعِينَ ) فأخذوا القميص وخرجوا من مصر متوجهين إلى فلسطين وقبل حتى تصل العير نطق يعقوب لمن حوله : ( وَلَمَّا فَصَلَتِ الْعِيرُ قَالَ أَبُوهُمْ إِنِّي لأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْلا أَنْ تُفَنِّدُونِ ) فنطقوا له : ( قَالُوا تَاللَّهِ إِنَّكَ لَفِي ضَلالِكَ الْقَدِيمِ ) وبعد أيام عادة إخوة يوسف إلى أبيهم وبشروه بحياة يوسف وسلامة أخيه ثم أخرجوا قميص يوسف ووضعوه على وجه يعقوب فارتد إليه بصره وطلب إخوة يوسف من أبيهم حتى يستغفر لهم فوعدهم يعقوب بأنه سيستغفر لهم الله وقت السحر لأن هذا أدعى إليه استجابة النادىء وغادر بنوإسرائيل أرضهم متوجهين إلى مصر فلما دخلوها استقبلهم يوسف بترحاب كبير وأكرم أبويه فأجلسهما على كرسيه وهنا لم يتمالك يعقوب وامرأته وبنوه الأحد عشر أنفسهم حتى انحنوا تحية ليوسف وإكبار لوفائه وتقديرا لعفوه وفضله وتذكر يوسف رؤياه القديمة التي رآها وهوصغير فالأحد عشر كوكبًا بعدد إخوته والشمس والقمر هنا أبواه فنطق : ( وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا وَقَالَ يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ) ثم توجه يوسف عليه السلام إلى الله عز وجل يشكره على نعمه فنطق : ( رَبِّ قَدْ آَتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالآَخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ).

اليهودية

المسيحية

يُحتفَل بذكرى يوسف كواحدٍ من الأجداد المقدسين في تقويم القديسين في الكنيسة الأرمنية الرسولية يوم 26 يوليو. وفي الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية والكنائس الكاثوليكية الشرقية التي تتبع الممضى البيزنطي، يُعرَف باسم "يوسف ذوالجمال الآسر"، إشارة ليس فقط إلى مظهره الخارجي، لكن الأهم من ذلك جمال حياته الروحية. ويحيون ذكراه يوم أحد الأجداد المقدسين (قبل أسبوعين من عيد الميلاد)، ويوم الاثنين المقدس العظيم (اثنين الأسبوع المُقدَس). وفي الأيقونات، يصوَّر يوسف أحيانًا مرتديًا النميس، وهوغطاء رأس الوزير المصري قديمًا. تحيي الكنيسة اللوثرية عقب مجمع ميزوري الكنسي ذكراه في 31 مارس.

وحسب الاعتقاد المسيحي فيوسف هوبكر يعقوب من زوجته راحيل والحادي عشر من أولاد يعقوب الأثني عشر. وُلد في فدان ارام ودعت راحيل اسمه يوسف قائلة: "يزيدني الرب" وقد سمته أمه بهذا الاسم لاعتقادها بأن الله سيرزقها ابنًا آخر، وكان كذلك (تك 30: 22 - 24 و35 : 17 و18). وقد رويت أحداث حياة يوسف في تك 37: 50.

وأثارت أحلامه غيرة أخوته (37:خمسة - 24). فنقموا عليه وفكروا في وسيلة للتخلص منه. ولما بلغ السابعة عشرة من عمره أوفده ابوه إلى شكيم حيث كان اخوته يرعون أغنامه، ليتفقد أحوالهم. وعندما بلغ شكيم قيل له حتى أخوته اتجهوا إلى دوثان، فلحق بهم وعندما اقترب منهم فكروا في قتله. ولكنهم عدلوا عن هذه الفكرة بسبب اقتراح أخيهم رأوبين وطرحوه في بئر قديمة مهجورة لا ماء فيها. وظن رأوبين انه يستطيع بهذه الوسيلة حتى يرده إلى أبيه بعد حتىقد يكون أخوته قد غادروا البئر، ولكن هؤلاء باعوه إلى قافلة اسماعيلية كانت في طريقها إلى مصر.

اخذ الإسماعيليون يوسف إلى مصر وباعوه إلى فوطيفار على جميع بيته، ولكن عندما اتهمته امرأة فوطيفار ظلمًا ألقي في السجن سنوات وهناك اكتسب ثقة السجان فوكله على جميع المسجونين. وقد منحه الله قدرة على تفسير أحلام رئيس السقاة ورئيس الخبازين عند فرعون. وقد كانا ألقيا في السجن. وقد تحقق تفسيره لأحلامهما. وبعد ذلك بسنتين حلم فرعون حلمين ولم يتمكن أحد من تفسيرهما. ثم تذكر رئيس سقاة فرعون الذي كان قد أعيد إلى وظيفته يوسف وأبلغ عما وقع له في السجن فأحضر يوسف وفسر حلمي فرعون وذكر أنه يفترض أن تأتي سبع سنين شبع يتلوها سبع سنين جوع واقترح ان يعين إنسان يجمع الفائض في سنين الشبع ويخزنه لسني الجوع وقد وافق فرعون على الاقتراح. ولما رىه من حكمة يوسف عينه رئيسًا لمخازن فرعون (تك 41:تسعة - 13 و25 - 36). فأصبح يوسف في وظيفته هذه من الرؤساء في الدولة. وثانيًا في الرتبة بعد فرعون (تك 41: 39 - 44). (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في مسقط الأنبا تكلا في أقسام الموضوعات والخط الأخرى). وكان يوسف حينئذ في الثلاثين من عمره (تك 41: 46). وقد هذبته التجارب وصقلته الآلام لمدة ثلاثة عشر عامًا وقد أعطاه فرعون أسنات زوجة وكانت أسنات من اسرة كهنوتية أوعين شمس.

وقد رأى بعضهم شبهًا بين سيرة يوسف و"سيرة الاخين" القديمة التي نسخت البردي والمحفوظة من الاسرة التاسعة عشرة على أوراق البردي والمحفوظة في المتحف البريطاني. وخلاصتها حتى أخًا صغيرًا اتهم ظلمًا بالاعتداء على زوجة أخيه الأكبر. فنجا الأخ الأصغر من نقمة الأخ الأكبر بتوسط إله الشمس الذي ملأً نهرًا بالتماسيح فحالت هذه بدون بطش الأكبر بالأصغر ولكن الأمور الخيالية في هذه السيرة تختلف كثيراُ عن سيرة يوسف ومن المور التي تثبت صحة سيرة يوسف ما يأتي:

ما اتى في تك 40: 19 وهوأبشع ما يؤول إليه مصير جسد الإنسان حسب القوانين المصرية. وكان المصريون يقومون بحلاقة ذقونهم أفضل حلاقة (تك 41: 14). والخاتم والكتابة في دائرته الصغيرة، وطوق العنق المصنوع من مضى والذي نقش عليه (الجعران)، والثياب القطنية الناصعة هي من العوائد المصرية السليمة (تك 41: 42). وكانت الاموال الاميرية والمقاييس المختصة بالأراضي والأملاك هي المقاييس التي استخدمها يوسف (تك 47: 13 - 26). وفي ص 46: 34 نجد وصفًا لنظام القبيلة المصرية. وفي ص 50: 2 و3 و26 وصفًا دقيقًا للتحنيط.

وفي مكان خاص في هليوبوليس بالقرب من مطار القاهرة الآن مسلة كانت في ذات يوم قائمة أمام هيكل رع إله الشمس. وقد كانت أسنات زوجة يوسف من أسرة كهنة رع (تك 41: 45 و50 وار 43: 13). وقد عزا يوسف ما كان ينعم به من أخلاق رفيعة ويتمتع به من مقام اجتماعي إلى الله الذي لم يهجره ولم يتخل عنه (تك 39:تسعة و42: 18). فلم تظهر كفاءته في بيت فوطيفار ولم يوكله فوطيفار على بيته، ولم يزج في غياهب السجن، ولم ينجح في تفسير حلم رئيس السقاة ورئيس الخبازين وحلمي فرعون ولم ينل العفو، ولم يعترف فرعون بحكمته (تك 41:تسعة - 13 و25 - 36)، ولم يحمله إلى مصاف الاشراف ويجعله قيمًا على بيته ووكيلًا على مخازنه، ولم يقلده ثاني وظيفة بعد الملك (تك 41: 39 - 44) بعد حتى تحمل الخسف والذل مدة 13 سنة إلا لأنه كان متكلًا على الله، مؤمنًا بقوته وعدله.

ورزق يوسف من زوجته أسنات بنت فوطي فارع كاهن اون منسى وافرايم قبل حدوث المجاعة في مصر (تك 41: 50 - 52). وحلت المجاعة التي أنبأ عنها وعمت العالم الذي كان معروفًا يومئذ لاسيما القسم الغربي منه حول حوض البحر المتوسط (تك 41: 44 و56 و57). ولكن مصر كانت قد استعدت بفضل يوسف للقاءة الجوع لأنها خزنت القمح والحبوب بمخازن عظيمة ابتنتها لهذه الغاية حسب تعليمات يوسف وإرشاداته. فمضى أخوة يوسف إلى مصر لابتياع حنطة. ولم يعهدوا يوسف. أما هوفعهدهم. وبخضوعهم له تحققت أحلامه التي جرَّت عليه متاعب كثيرة في بادئ الأمر. وبعد حتى امتحن أخلاقهم بشتى الأساليب في رحلتهم الثانية إلى مصر أعرب عن نفسه طاويًا كشحًا عن الجور الذي لحقوه به سابقًا ولكنه لم يجلس مع أخوته على المائدة بل تناول طعامه وحده وبمعزل عنهم (تك 43: 32). لأنه غدا من طبقة أحمل وعضوًا بارزًا في طبقة الأشراف التي كانت تتأنف الاحتكام بالعوام. وكان المصريون يتحملون على الأغراب والأجانب ولا يجالسونهم. ونبذوا رعاة المواشي، نبذ النواة وعدوهم من سقط المتاع حتى وإن كانوا مصريين مثلهم، لأن رعاية المواشي لم تكن لتتكافأ وتتماشى وآداب الطبقة الراقية وطهارتها (تك 46: 34). وهذا الموقف في أرض جاسان كي لا يحتكوا بأهل البلاد.

وكان فرعون الذي رحب بقوم يوسف بعد نزولهم في مصر من سلالة الهيكسوس. وهذا يتفق تمامًا وإقامة العبرانيين بالقرب من المدينة التي اتخذها الهيكسوس عاصمة لهم في "تانيس" - صوعن- (مز 78: 12 و43). واما الملك الذي بغى على العبرانيين ومنعهم من مغادرة مصر (خر 1: 8). فهوعلى الأرجح أحد الفراعنة الذين حكموا مصر بعد طرد دولة الهيكسوس.

ومات يوسف وهوابن 110 سنين. وحنطت جثته وفقًا لعادات المصريين. وعندما خرج العبرانيون من مصر نقلوا رفاته حسب وصيته إلى أرض كنعان (تك 50: 25 وعب 11: 22) ونفذت وصيته ودفنت موميته نهائيًا بالقرب من شكيم (خر 13: 19 ويش 24: 32). بجانب بئر يعقوب. وقيل أيضًا حتى جثته نقلت بعد ذلك من شكيم إلى حبرون، ودفنت في مكفيلة مع اجداده. ولكن هذا القول يفتقر إلى اثبات.

وقد انحدر سبطًا منسى وافرايم من بني يوسف وعندما بارك يعقوب يوسف عند مماته بارك أيضًا سبطيه (تك 48:ثمانية - 22و49: 22 - 26).

ويستعمل اسم "يوسف" للدلالة على السبطين المندمجين منه (يش 16: أربعة و17: 17)، وعلى المملكة الشمالية (1 مل 11: 28)، وعلى شعب بني إسرائيل بوجه عام (مز 80: 1). وظن بعضهم حتى قسمًا من نسل يوسف استوطنوا أرض كنعان قبل الخروج من مصر.

الإسلام

يعتبر المسلمون يوسف نبيًا، وخُصِصت سورة كاملة لسرد قصته. وهي الحالة الوحيدة في القرآن التي تُخصَص فيها سورة كاملة لسرد سيرة نبي. وتوصَف هذه السورة بأنها "أفضل القصص". تذكر السيرة حتى يوسف كان في غاية الجمال، مما جذب امرأة عزيز مصر لإغوائه. وورد عن النبي محمد أنه نطق: "أوتي يوسف شطر الحسن". وهناك اختلاف واحد واضح في القرآن وهوذكر ملك غير محدد بدلاً من الفرعون المذكور في الكتاب المقدس. وللسيرة نفس الأحداث العامة كما سردها الكتاب المقدس، لكن مع اختلافات محددة. ففي القرآن، طلب الأخوة من يعقوب حتى يدع يوسف يمضى معهم. والحفرة التي أُلقي فيها يوسف كانت بئرًا، واتخذت القافلة المارة يوسف عبدًا.

في الكتاب المقدس، يكشف يوسف عن هويته لإخوته قبل عودتهم لأبيهم في المرة الثانية عقب شراء الحبوب. وينطبق الشيء نفسه في الرواية الإسلامية، لكنهم يُجبَرون على العودة إلى يعقوب دون بنيامين، ويبكي الأب الأعمى. ويظل هكذا إلى حتى يعود الأبناء من مصر، جالبين معهم ملابس يوسف التي عالجت عينيه بمجرد حتى وضعها على وجهه.

يذكر التفسير أيضًا حتى زليخة، زوجة بوتيفار التي حاولت إغواء يوسف عندما كان خادمًا في منزلها، قد تزوجته لاحقًا عندما علا شأنه ليصبح حاكم مصر. وقد وُصِف حبهما بالشديد والعميق في الأدب والقصائد الشرقية.

البهائية

الأدب والثقافة

انظر أيضاً

• قبر النبي يوسف
• Yousuf-e Payambar

الهوامش

المصادر

• de Hoop, Raymond (1999). . Oudtestamentische studiën, Oudtestamentisch Werkgezelschap in Nederland. 39. BRILL. ISBN .
• Finkelstein, Israel; Silberman, Neil Asher (2001). . Simon and Schuster. ISBN . Retrieved 11 September 2011.
• Goldman, Shalom (1995). . SUNY Press. ISBN .
• Louden, Bruce (2011). "The Odyssey and the myth of Joseph; Autolykos and Jacob". . Cambridge University Press. pp. 57–104. ISBN .
• Moore, Megan Bishop; Kelle, Brad E (2011). . Wm. B. Eerdmans Publishing. ISBN .
• Redford, Donald B. (1970). . Supplements to Vetus Testamentum. 20. Leiden: Brill.
• Redford, Donald B. (1993) [1992]. . Princeton University Press. ISBN .
• Rivka, Ulmer (2009). . Studia Judaica. 52. Walter de Gruyter. ISBN . Retrieved 8 September 2011.
• Schenke, Hans-Martin (1967). "Jacobsbrunnen-Josephsgrab-Sychar. Topographische Untersuchungen und Erwägungen in der Perspektive von Joh. 4,5.6". Zeitschrift des Deutschen Palästina-Vereins. 84 (2): 159–184.
• Sills, Deborah (1997). "Strange Bedfellows: Politics and Narrative in Philo". In Breslauer, S. Daniel (ed.). . SUNY series in Judaica. SUNY. pp. 171–190. ISBN . Retrieved 8 September 2011.
• Smith, Morton (1984). "Jewish religious life in the Persian period". In Davies,, William David; Finkelstein, Louis (eds.). . SUNY series in Judaica. Cambridge University Press. pp. 219–278. ISBN . Retrieved 8 September 2011.CS1 maint: extra punctuation (link)
• Sperling, S. David (2003). . NYU Press. ISBN . Retrieved 8 September 2011.
• Völter, Daniel (1909). (4th ed.). Leiden: E.J. Brill. Retrieved 8 September 2011.

مشاع الفهم فيه ميديا متعلقة بموضوع Joseph (son of Jacob).

وصلات خارجية

• بي بي سي - يوسف