وليام شيكسپير

عودة للموسوعة

وليام شيكسپير

وليام شيكسپير

وليام شيكسپير William Shakespeare أديب ومحرر مسرحي وشاعر إنگليزي، ولد (تم تعميده) في 26 أبريل 1564- 23 أبريل 1616 بكنيسة سترت فورد، آڤون، إنگلترة ويعتبر أعظم أديب في تاريخ إنگلترة وتعتبر مسرحيات وقصائده كلاسيكيات في أقسام الأدب الإنگليزي في جامعات العالم. كما حتى أعماله كانت مسرحاً ومادة للدراسات العليا والنقدية وهناك من قرأ أعمال شكسبير قراءات ماركسية أوحتى رومانسية، بالإضافة إلى حتى أعماله تم اقتباسها في الكثير من الأفلام والمسرحيات حول العالم.

حياته

السنوات الأولى

John Shakespeare's house, believed to be Shakespeare's birthplace, in Stratford-upon-Avon.

التحق شكسبير بالمدرسة الابتدائية بقرية سترت فورد في آفون حيث تفهم مبادئ اللغات اللاتينية واليونانية والفرنسية, ومكنته دراسته هذه من التعمق في التاريخ والأدب الكلاسيكي ، ولم يتمكن شكسبير من إكمال دراسته بسبب الأحوال المادية السيئة لوالده، حيث اضطر للعمل. تزوج من (آن هاثاواي) وهوفي الثامنة عشر التي أنجبت له ( هامنت)-ولد و(جوديث) - بنت.

لندن والعمل بالمسرح

كان يحب التمثيل بالإضافة إلى الشعر مما جعله ينتقل إلى لندن ، حيث التحق بأشهر الفرق المسرحية محرراً لمسرحياتها، ونشر أول أعماله الشعرية "فينوس وأدونيس".

ويعتبر من أعظم أدباء عصره تأثر وليم شكسبير في كتاباته عن عصر الملوك والأساطير وفى موضوعاته عن الخيانة والقتل والضمائر القاسية.

تأثر شكسبير في كتاباته بما خطه المؤرخ القديم بلوتارخ.


أيام الشباب 1564 - 1585

فلنخلص الآن، استكمالاً للبحث، ما يعهده نصف العالم عن شكسبير. واليوم وقد عكف الباحثون المخلصون على فحص مخلفاته ودراستها لثلاثة قرون، فإنه يهمنا حتى نقيس ما نعهد عنه-وهناك شيء كثير يطرح جانباً لأنه غير جدير بالمناقشة، وهناك الشكوك التي تثار حول تأليفه لكل الروايات التي نسبت إليه تقريباً.

ومهما يكن من أمر فإننا لسنا على يقين من اسمه. فقد أباحت إليزابث من الحرية في هاتى الحدثات أكثر مما أباحت في حرية العقيدة، ولربما حملت نفس الوثيقة الواحدة عدة طرق لهاتى حدثة واحدة بعينها، ولربما سقط رجل بعينه اسمه بأشكال مختلفة تبعاً لمزاجه وسرعته في الكتابة. إلى غير ذلك خط المعاصرون مارلو، مارلين، مورلي وغيرها، أما توقيعات شكسبير الستة الباقية فهي كما تقرأ: Willm Shaksp-William Shakspeare-Willm Shakspere-Wm Shakspe-William Shakespe وهوالهاتى السائد الآن، وليس له ما يؤيده في مخطوطاته، والتوقيعات الثلاثة الأخيرة تنبع من نفس الفكرة.

وكانت أمه ماري آردن، من أسرة قديمة في ووروكشير. وقد قدمت إلى جون شكسبير، ابن مستأجر أرض والدها، صداقاً ضخماً نقداً وأرضاً، وأنجبت له ثمانية أطفال كان ثالثهم وليم. وأصبح جون من رجال الأعمال الأثرياء الناجحين في ستراتفورد على نهر الآفون، واقتنى دارين، وخدم بلده ذائقاً للجعة، ومسئولاً عن الأمن، وعضواً في مجلس المدينة، ومساعداً لمأمور التطبيق، وأحسن إلى الفقراء بسخاء، وبعد 1572 انحطت موارده، وأقيمت عليه الدعوى من أجل ثلاثين جنيهاً، وأخفق في دفع التهمة عنه، وصدر أمر بالقبض عليه. وفي 1580، ولأسباب مجهولة، مثل أمام المحكمة ليقدم ضماناً بعدم الإخلال بالأمن. وفي 1592 سجل اسمه ضمن الذين "لا يحضرون إلى الكنيسة شهرياً طبقاً لما نصت عليه قوانين صاحبة الجلالة". واستنتج بعضهم من هذا أنه كاثوليكي "عاصياً"، وآخرون أنه كان بيوريتانياً، كما استنتج غيرهم أنه لم يكن يجرؤ على لقاءة دائنيه. واستعاد وليم فيما بعد مالية أبيه، ولما قضى الوالد نحيه (1601) بقي في شارع هنلي منزلان باسم شكسبير.

وسجلت كنيسة الأبرشية في ستراتفورد تعميد وليم في 16 أبريل 1564. ودون نيقولا رو-وهوأول من خط سيرة حياته-في 1709، أسطورة ستراتفورد التي يصدقها الجميع الآن، وهي حتى الوالد ربى ابنه... لبعض الوقت في مدرسة مجانية... ولكن سوء ظروفه وحاجته إلى مساعدة ابنه له في موطنه... أجبرتاه على سحب ابنه من المدرسة(1). وفي المرثية التي ظهرت في مقدمة طبعة فوليوالأولى لروايات شكسبير، نطق بن جونسون يخاطب منافسه الذي توفي "لقد درست قليلاً من اللاتينية، وأقل من اليونانية".. ومن الواضح حتى الكتاب المسرحيين اليونانيين ظلوا على حالهم يونانيين بالنسبة لشكسبير (لم يطلع عليهم) ولكنه تفهم من اللاتينية ما يكفي لملء رواياته الصغيرة بشذرات لاتينية وتوريات ثنائية اللغة، ولوأنه تفهم المزيد منها فلربما كان يصبح عالماً آخر، مجداً نشيطاً، مجهولاً، وتصبح لندن مدرسته.

وثمة أسطورة أخرى سجلها ريتشارد ديفيز حوالي 1681 وصفت وليم الصغير بأنه "كثيراً ما كان سيئ الحظ في سرقة الغزلان والأرانب، وبخاصة من سير توماس لوسي الذي كان غالباً ما يجلده بالسوط، وأحياناً يسجنه(2)". وفي 27 نوفمبر 1582 عندما كان هذا الوغد المزعوم في سن الثامنة عشرة، حصل هووآن هاثاواي، وكانت هي نحوالخامسة والعشرين، على إذن بالزواج. وتشير الظروف إلى حتى أصدقاء آن أرغموا شكسبير على الزواج منها(3). وفي مايو1583- أي بعد زقابلما بستة أشهر، ولدت لهما طفلة أسمياها سوزانا، وأنجبت آن فيما بعد للشاعر توأمين عمدا تحت اسم هامنت وجوديث في 2 فبراير 1585. ويحتمل أنه حوالي نهاية هذا العام هجر شكسبير زوجته وأولاده. وليس لدينا أية معلومات عنه فيما بين عامي 1585-1592، حين نعثر عليه ممثلاً في لندن.


2- تطور الشاعر 1592-1595

أن أول إشارة لشكسبير هنا تحط من قدره. وفي ثلاثة سبتمبر 1592 أصدر روبرت جرين وهوعلى فراش الموت تحذيراً إلى أصدقائه، بأنه يزحزحهم عن مكنته في مسرح ندن "غراب ناشئ يزدان بريشنا نحن، وأنه في جرأة وحشية (له قلب نمر) يرتدي جلد الممثلين، (وفي هذا تهجم لاذع على بيت في مسرحية هنري السادس)، ويظن بذلك أنه قادر على حتى يطنطن بالشعر المرسل كأحسن فرد فيكم أنتم. وبما أنه مستخدم يؤدي جميع المهام، ففي تصوره أنه أحسن ممثل في أي بلاد(4)". وأعد هذه البترة باعتبارها جزءاً من كتاب جرين "ما يساوي بضعة سنتات" من ذكاء جرين-أعدها هنري شاتل، الذي قدم في رسالة لاحقة، اعتذاراً إلى أحد الرجلين (ويحتمل حتىقد يكونا مارلووشكسبير) اللذين هاجمهما جرين.

إنني لم تكن لي صلة بأي من هذين الرجلين المعتديين، ولا أعبأ قط بأنني لن تكون لي صلة بأحدهما. أما الآخر، فإني آسف لأني رأيت بنفسي حتى سلوكه لم يكن أقل لطفاً، كما لم يكن هوأقل امتيازاً في المهنة التي يدعيها، وفوق ذلك فان مختلف العادات تؤكد استقامة تصرفاته، التي تنم على أمانته وكياسته في الكتابة التي تؤيد فنه(5).

ويبدوانه ليس ثمة شك في حتى هجوم جرين واعتذار شاتل كانا يشيران إلى شكسبير. وما حتى اتىت سنة 1592 حتى كان سارق الصيد في ستراتفورد ممثلاً ومحرراً مسرحياً في العاصمة. ويروي دودال (1693) ورو(1709) أنه "استقبل في المسرح كخادم في مرتبة وضيعة جداً(6)"، وهذا أمر محتمل. ولكن صدره كان يجيش بأشد الطموح "يتلهف على فن هذا ومقدرة ذاك، دون حتى ينصرف تفكيره إلى شيء سوى الجلال والعظمة(7)" وسرعان ما كان يمثل أدواراً صغيرة، جاعلاً من نفسه متعة وبهجة للنظر(8)، ثم مثل دور "آدم الشفوق" في رواية "على هواك" والشبح في هملت وربما صعد إلى مرتبة أعلى لأن اسمه تصدر قائمة الممثلين في رواية جونسون Everyman In His Humour أوفي رواية جونسون Sejanus، (1604) هوويوريدج بأنهما "الممثلان المأساويان الرئيسيان(9)". وفي أواخر 1594 أصبح مساهماً في فرقة تشمبرلين للممثلين. ولم يكسب ثروته من كونه محرراً مسرحياً، بل لكونه ممثلاً ومساهماً في فرقة مسرحية.

ومهما يكن من أمر فانه في 1591 كان يخط الروايات. ويبدوأنه بدأ "طبيباً للرواية" (يعالجها ويفحصها) فحرر المخطوطات ونقحها وكيفها للفرقة. وانتقل من مثل هذا العمل إلى الاشتراك في التأليف. وإن الأجزاء الثلاثة من "هنري السادس" (1592) لتبدوأنها من مثل هذا الإنتاج المشهجر. وبعد ذلك خط روايات بمعدل إثنتين جميع عام، حتى بلغت جملتها ستاً وثلاثين أوثماني وثلاثين رواية. وإن عدة من رواياته الأولى مثل Two Gentlemen Of Venoma, Acomedy Of Errors، (1594)، Loves Labours Lost (1594)- توافه هزلية مليئة بالمزاح المرهق لنا الآن. وإنه لمن الدروس المفيدة حتى نفهم حتى شكسبير صعد سلم المجد بالعمل الشاق والجهد المضني. ولكن الصعود كان سريعاً. وأوحت إليه رواية مارلو"إدوارد الثاني" حتى يلتمس في التاريخ الإنجليزي أفكاراً لموضوعات مسرحية كثيرة وضارعت رواية "ريتشارد الثاني" (1595) رواية مارلو. أما رواية "ريتشارد الثالث" (1592) فكانت بالعمل قد بزتها. وسقط إلى حد ما في خطأ خلق إنسان واحد من صفة واحدة-الملك الأحدب من الطموح الموصوم بالخيانة والقتل، ولكنه بين الحين والحين ارتفع بالرواية عن متوى مارلوبعمق التحليل وقوة الإحساس وومضات من العبارة المشرقة. وسرعان ما أصبحت تعبير "جواد! جواد! مملكتي لقاء جواد!"، ذائعة على جميع الألسنة في لندن.

ثم فترت العبقرية في Titus Andronicus (1593). وغلب التقليد، وعرض رسيرة الموت البغيضة، فان تيتس يقتل ابنه، وآخرين صهره أوزوج ابنته، على المسرح، وتغتصب عروس وراء الكواليس فتأتي إلى خشبة المسرح، وقد بترت يداها، وبتر لسانها، والدم ينزف من فمها، ثم يبتر أحد الخونة يد تيتس بفأس أمام جمهور الدرجة الثالثة الذين تكاد عيونهم تلتهم المشهد. وتعرض رأساً ابني تيتس المفصولان، وتقتل إحدى السقمعات على المسرح. وجهد النقاد الذين يجلون شكسبير ليحملوا المشهجرين في التأليف جزءاً من مسئولية هذه المذبحة، طبقاً للنظرية الخاطئة القاتلة بأن شكسبير لا يخط هراء، ولكنه خط بالعمل قدراً كبيراً منه.

وألف شكسبير حوالي هذه الفترة من مراحل تطوره، شعره القصصي وقصائد السونيت، وربما كان الطاعون الذي تسبب غب إغلاق جميع مسارح لندن بين 1592-1594، هوالذي هجره في فراغ أليم بائس، ورأى أنه من صواب الرأي حتى يوجه شيئاً من الشعر المؤمل إلى أحد رعاة الشعر. وفي (1593) أهدى فينوس وأودنيس إلى هنري ريوتسلي أرل سوثمبتون الثالث. وكان لودج قد اقتبسها من سيرة أوفيد Metamorphoses، واقتبسها شكسبير عن لودج، وكان الأول شاباً وسيماً منغمساً في الملذات الجنسية والصيد والقنص، وربما تلت أوكيفت لتلائم ذوقه. ويبدوكثير منها غذاء تافهاً عديم القيمة في هذه السنوات العجاف، ولكن في غمرة هذا الإغراء الشديد هناك بتر ذات جمال حسي مثل الأبيات من (679-708) مما قل حتى قرأت إنجلترا مثله من قبل. وتشجع شكسبير بما لقيت القصيدة من استحسان عام، وبهدية من سوثمبتون فأصدر في 1594 The Ravyshement Of Lucrece حيث تم الإغراء باقتصاد أكبر في الشعر. وكانت هذه آخر ما أصدره بمحض اختياره.

وحوالي 1593 بدأ يخط ولكنه حجز عن المطبعة قصائد السونيت التي كانت أول ما ثبت مكانته الرفيعة بين شعراء عصره. وهي من الناحية الفنية أدق أعمال شكسبير تقريباً، وقد نهلت كثيراً من معين بترارك من قصائد السونيت- الجمال العابر للمحبوبة وتردداتها وتقلباتها القاسية، وتثاقل خطوات الزمن الذي يضيع سدى وغير الحبيب وظمؤه القاتل، وتفاخر الشاعر بأن قريضه يفترض أن يخلد جمال الحبيبة وشهرتها إلى الأبد. بل إذا هناك عبارات وألقاباً ونعوتاً منتحلة من كوننستابل ودانيل، وواطسون- وغيرهم من شعراء السونيت الذين كانوا هم أنفسهم حلقات في سلسلة السرقات الأدبية. ولم يفلح أحد في ترتيب قصائد السونيت في نظام قصصي ثابت، وكانت كلها عملاً طارئاً في أيام متباعدة. ويجدر بنا ألا نأخذ بكثير من الجد حبكتها الغامضة-حب الشاعر لشاب يافع، وميله إلى "سيدة سمراء" في البلاط. وصدودها عنه، وترحيبها بصديق له، وظفر شاعر منافس بذاك الصديق، وسهاد شكسبير اليائس وتفكيره في التخلص من الحياة. ومن الجائز حتى شكسبير، وهويمثل في البلاط، اختلس النظرات في لهف بعيد إلى الوصيفات المحيطات بالملكة، واللائى تضمخن بعطور ذات رائحة مثملة، وارتدين ثياباً تبهر الأنظار، ولكن ليس من المرجع أنه تحدث إليهن أوحاول اقتناصهن قط. ولقد أصبحت واحدة منهن، وهي ماري فتون Fitton خليلة أرل بمبروك، ويبدوأنها كانت شقراء،أوحتى هذا كان مجرد أصباغ زائلة، ومهما يكن من أمر فقد كانت غير متزوجة، في الوقت الذي خانت فيه زوجة شكسبير "عهد الزوجية" بحب الشاعر و"محبوبه"(10).

وفي 1609 نشر توماس ثورب قصائد السونيت، وواضح حتى هذا كان بدون موافقة شكسبير، لأن المؤلف لم يخط فيها إهداء، ولكن ثورب نفسه صدرها بإهداء حير الأجيال: "إلى الوحيد الذي يقدر القصائد التالية، السيد و.هـ. مع جميع ما بشر به شاعرنا الخالد من سعادة وخلود، مع أطيب التمنيات للمغامر الذي يبغي الخير، فيما يعتزم من ترحال. "ويحتمل حتى التوقيع ا.ت.ث. "توماس ثورب". ولكن من هو"و.هـ."،يا ترى؟ من الممكن كان هذان هما الحرفان الأولان من وليم هربرت أرل بمبروك الثالث الذي أغوى ماري فتون، والذي قدر له هووأخوه فيليب حتى يتلقيا إهداء الكتاب الذي نشر بعد وفاة المؤلف، على انه أعظم راع لرجال الفهم والأدب من أي نبيل في عصره أومنذ ذلك العصر". وكان هربرت في عامه الثالث عشر فقط حين بدأت قصائد السونيت 1593، ولكن تأليفها امتد حتى 1598، حين كان بمبروك قد اشتد عوده ونضج للحب ورعاية الأدب والأدباء. ويتحدث الشاعر بحرارة عن حبه "للمحبوب الفتي"، وغالباً ما استخدمت حدثة الحب بمعنى الصداقة. ولكن القصيدة رقم 20 تطلق على الفتى "سيد- سيدة هيامي وهواي" وتنتهي بتورية تصور الحب الجنسي. والقصيدة 128 (والظاهر أنها موجهة "للفتى الوسيم" الوارد ذكره في القصيدة 126) تتحدث عن نشوة العشق والغرام. وكان بعض الشعراء في عصر إليزابث أدباء لوطيين قادرين على تهيئة أنفسهم للحب الطروب المبهج، لأي رجل من ذوي اليسار.

إن أهمية قصائد السونيت لا تكمن في قصصها بل في جمالها. فكثير (مثل القصائد التي تحمل أرقام 29، 30، 33، 35، 64، 66، 71، 97، 106، 117) زاخرة بسطور يتجلى فيها عمق التفكير وحرارة الأحاسيس وروعة التصوير وجزالة العبارة، مما جعل صداها يرن لعدة قرون عبر العالم الذي يتحدث باللغة الإنجليزية.


3- تفوق الشاعر 1595-1608

ولكن نظم السونيت وما تطلبه من صنعة وفرضه من قيود، قصقص أجنحة الخيال، ولا بد حتى شكسبير ابتهج بما هيأ له الشعر المرسل من حرية واسعة، حين أطلق لنفسه العنان، وهوبعد يافع متحمس، في إحدى قصائد الحب العظيمة الباقية على مر الزمان، لقد اتىت سيرة "روميووجوليت إلى إنجلترا من قصص مازوتشيووباندللو. وأعاد آرثر بروك صياغتها (1562) في شعر قصصي، ونقلاً عن بروك، وربما عن رواية أخرى أسبق في نفس الموضوع، أخرج شكسبير للمسرح روايته "روميووجوليت" حوالي 1595. وأسلوبها محشوبأخيلة وأوهام من الممكن علقت بقلمه من نظم قصائد السونيت، فاتىت المجازات جافة شاذة، ورسمت شخصية روميوبشكل ضعيف إلى جانب مركوشيوالمنعمل المهتاج. زحل العقدة تعبير عن سلسلة متصلة من السخافات. ولكن من ذا الذي يذكر الشباب، أويرسب في أعماقه حلم، يستطيع حتى يستمع إلى هذه الموسيقى العاطفية الرومانسية الحلوة، دون حتى ينبذ جميع معايير الثقة والتصديق، وينهض لاهثاً أوحابساً أنفاسه نحوالشاعر وهويشق طريقه إلى هذا العالم بما فيه من غيرة جامحة وقلق مرتجف، وفناء حزين،يا ترى؟


والآن يسير شكسبير من نصر إلى نصر في عالم المسرح، في جميع عام تقريباً. ففيسبعة يونيه 1594 أعدم ردريجولوبيز، طبيب الملكة اليهودي، بتهمة قبول رشوة ليدس السم للملكة. ولم يكن الدليل قاطعاً، وترددت إليزابث طويلاً في التصديق على حكم الإعدام، ولكن العامة في لندن أخذوا جريمته قضية مسلماً بها. واستعرت روح العداء للسامية في الحانات(11). ويمكن حتىقد يكون شكسبير قد تأثر إلى حد حتى يضرب على هذا الوتر الحساس، أوأنه كلف بذلك، فخط "تاجر البندقية" (1596؟)، وشارك إلى حد ما مستمعيه في مشاعرهم، فأجاز حتى يمثل شيلوك في شخصية هزلية في ثياب رثة مع أنف عريض مصطنع، ونافس مارلوفي إبراز كراهية مقرض النقود وجشعه، ولكنه أضفى على شيلوك بعض الصفات المحببة التي لا بد أنها جعلت الحمقى يحزنون، ثم أنه أورد على لسانه عرضاً للقضية من أجل اليهود، بلغ من الوضوح والجرأة حداً جعل كبار النقاد لا يزالون يجادلون فيما إذا كان شيلوك قد صور مفترى عليه أكثر منه آثماً مذنباً(12)،يا ترى؟ وهنا، فوق جميع شيء، أظهر شكسبير براعته في حتى يؤلف صورة متناسقة الأجزاء من خيوط مختلفة من قصص اتىت من الشرق ومن إيطاليا، كما جعل جسيكا المرتدة متلقية مثل هذا الشعر العاطفي الرومانتيكي، كما لا يمكن حتى تتصوره إلا روح ذات حساسية عالية. وانصرف شكسبير طيلة أعوام خمسة إلى الملهاة بصفة أساسية. وربما استوعب حتى الجنس البشري المنهوك يختص بأسخى جوائزه أولئك الذين يستطيعون إلهاءه بالضحك والخيال. إذا رواية "حلم منتصف ليلة صيف" هراء قوي عوض عنه مندلسون. ولم نقذ هيلينا رواية "Allls Well That Ends Well". أما رواية "أسمع جعجعة ولا أرى طحناً" فهي تتفق مع اسمها. ورواية "الليلة الثانية عشرة" محتملة فقط لأن فيولا تمثل فتى وسيم جداً. ورواية "ترويض النمرة" زاخرة بمرح صاخب بشكل لا يصدق، ومن المحال ترويض النساء ذوات الألسنة السليطة.

هذه الرايات كلها كانت إنتاجاً لمجرد كسب المال، وإرضاء جمهور الدرجة الثالثة، ووسائل لإبقاء القطيع داخل الحظيرة، وإبقاء الذئب بعيداً عن الباب.

ولكن بجزئي "هنري الرابع" (1597slash1598) صعد الساحر العظيم ثانية إلى القمة، وجمع بين المهرجين والمراء-فولستاف وبستول، هتسبير والأمير هال-في نجاح كان يمكن حتى يجعل سدني يتردد. واستساغت لندن استخدام تاريخ الملوك على هذا النحو، مزخرفاً بالأوغاد، والمومسات. وتابع شكسبير العمل فأخرج "هنري الخامس" (1599)، يهز بها مشاعر المشاهدين ويسليهم في وقت معاً، ثرثرة فولستاف الذي يعاني سكرات الموت: "أيتها المروج الخضر"، ويثيرهم بجعجعة أجنكورت، ويبهجهم بمغازلة الملك الذي لا يقهر للأميرة كيت Kate بلغتين. وإذا اعتقدنا في صحة كلام رو، فإن الملكة لم تكن ترتضي الراحة لفولستاف وأمرت منشئه (مؤلف الرواية) حتى يحييه ويعرضه في مشهد عشق وغرام(13). ويضيف جون دنيس (1802) وهويروي نفس السيرة، حتى إليزابث رغبت في حتى تتم المعجزة في مدى أسبوعين. وإذا كان جميع هذا سليماً، فإن رواية "الزوجات المرحات في وندسور" كانت عملاً مدهشاً من أعمال البراعة والقوة، لأنها برغم كونها صاخبة لأنها حافلة بالخشونة والعنف متخمة بالتوريات، ففيها فولستاف في ذروة نشاطه وحيويته، حتى ألقى به إلى نهر في سلة غسيل. وقيل لنا إذا الملكة كانت مسرورة.

وأنه لشيء مروع حتى نجد محرراً مسرحياً ينتج في موسم واحد (1599-1600؟) مثل هذا الهراء التافه، ثم ينتج بعده هذه المقطوعة القصصية الرومانتيكية البالغة الرقة "على هواك" وربما كان سبب ها هوأنها استرشدت بمقطوعة لودج "روزاليند" (1590)، وموسيقى الرواية صافية نقية-لا تزال معوقة بالمزاح والهزل الجاف غير الممتع، ولكنها ناعمة رقيقة من حيث الإحساس، مرحة رشيقة من حيث الكلام. فأية صداقة كريمة هنا بين سليا وروزاليند، وهذا أورلندوويحفر اسم روزاليند في لحاء الشجر، معلقاً القصائد الغنائية على أشجار الزعرور البري، والمراثي على الأشجار كثيرة الشوك، وأي رصيد سعيد من الفصاحة ينثر عبارات خالدة


على جميع صحيفة- وأية أغان رحبت بها ملايين الشفاه: "نحت الشجرة الخضراء هب؛ هب يا نسيم الشتاء،" "فهناك كان عشيق وفتاته". إذا التدفق أوالإنتاج بأسره كان حماقة وعاطفة لذيذتين محببتين، لا يمكن مباراته في أي أدب.

ولكن وسط هذه الوفرة من الحلوى يضع مسيوميلانكولي جاك شيئاً من الفاكهة المرة، معلناً حتى "مسرح الحياة الواسع العالمي يعرض مهرجانات وأبهة فارغة أفجع أوأشد حزناً مما يقدم المشهد الذي نمثله" على خشبة المسرح، وليس ثمة شيء محقق يقيني إلا الموت، ولكنه عادة يأتي بعد فترة من الشيخوخة لا طعم لها، يفقد المرء فيها أسنانه وبصره:

إلى غير ذلك من ساعة إلى ساعة ننمووننضج، وبعد ذلك، من ساعة إلى ساعة نذبل ونذوي، حتى نصبح حديثاً بعدنا(14).

إلى غير ذلك أنذرنا شاعر آفون حتى رواية "على هواك" كانت آخر روائع المرح والبهجة، ومن بعدها، حتى إشعار آخر، عرض حتى يسبر غور الحياة ليظهرنا على حقيقتها الدامية، وهوالآن يريد حتى يفيض علينا من معين "الروايات المأسوية"، ويجمع بين المرارة وطيب المذاق.

في 1579 عرض كتاب توماس نورث عن بلوتارك ذخيرة نفيسة من المسرحيات، أخذ منها شكسبير ثلاثاً من "سير الحياة" وصاغها في مسرحية "يوليوس قيصر" (1599؟). ووجد حتى ترجمة نورث مفعمة بالحيوية إلى حد أنه أخذ منها عدة بتر بأكملها حدثة حدثة بالنص، وكل ما عمله هوأنه حول النثر إلى شعر مرسل، ومهما يكن من أمر فإن خطبة أنتوني أمام جثمان قيصر كانت من ابتداع الشاعر نفسه، اتىت تحفة رائعة في فن الخطابة والرقة والدقة، ثم الدفاع الوحيد الذي أجازه لقيصر. وربما أثر فيه إعجابه بدوق سوثمبتون وإرل بمبروك، وارل إسكس الشاب، فرأى القتل من وجهة نظر النبلاء الأرستقراطيين المتآمرين المهددين بالخطر. ومن ثم يصبح بروتس محور الرواية. ولكنا، نحن الذي حصلنا على تفاصيل مومسن عن الفساد ذي الرائحة الكريهة في "الديمقراطية" التي أطاح بها قيصر، أشد ميلاً إلى التعاطف مع قيصر، كما فوجئنا بموت بطل الرواية في مستهل الفصل الثالث.

وإن الماضي ليقف عاجزاً بين يدي الحاضر الذي كثيراً ما يعيد تشكيله ليصبح من نزوات الساعة. وفي كتابة هملت استعان شكسبير برواية سابقة في نفس الموضوع وتحداها. وكانت هملت قد أخرجت في لندن قبله بست سنوات فقط. ولسنا ندري كم أخذ من هذه "المأساة" المفقودة، أومن كتاب بلفورست "التواريخ الفاجعة" (1576)، أومن "تاريخ الدنمرك" (1514) للمؤرخ الدنمركي ساسكوجراماتيكوس، كما أننا لا نستطيع القول بأن شكسبير قرأ "أمراض الاكتئاب والحزن"، وهي ترجمة إنجليزية حديثة لكتاب طبي فرنسي ألفه دي لورنس. وإنا، ونحن نشك في غير انفعال أوتذمر، في جميع محاولة لتحويل الروايات إلى سيرة حياة ذاتية، ليباح لنا حتى نتساءل عما إذا كان شيء من الحزن الشخصي-بالإضافة إلى تأديب الليل والنهار-قد انضم إلى التشاؤم الذي شاع في هملت، واشتدت مرارته فيما أعقبها من روايات. وكان يمكن حتىقد يكون هذا تحرراً جديداً من وهم الحب، وهل كان القبض للمرة الأولى على اسكس (5 يونيه 1600)، أوإخفاق ثورة اسكس، أواعتنطق اسكس وسوثمبتون، أوإعدام اسكس (25 فبراير 1601)،يا ترى؟ ويفترض حتى هذه الأحداث كلها هزت مشاعر شاعرنا المرهف الحس، الذي كان قد امتدح، في حرارة بالغة، اسكس في مقدمة الفصل الأخير من "هنري الخامس"، كما كان في إهداء "لوكريس" إلى سوثمبتون، قد عاهده على الولاء له إلى الأبد. ومهما يكن من أمر، فان أعظم روايات شكسبير خطت أثناء هذه النكبات أوفيما بعدها. فهي أدق في حبكة الرواية، وأعمق في التفكير، وأروع في اللغة من سابقاتها، ولكنها تعبر كذلك عن أمر اللوم والعتاب للحياة في الأدب بأسره. إذا إرادة هملت المذبذبة، بل "عقله الملكي الممتاز" على الأغلب قد أصابهما بالاعتدال والاضطراب اكتشاف الحقيقة واقتراب الشر، وتشبعه بفكرة الانتقام، حتى تمتلكه هونفسه قساوة لا ترحم ولا تهدأ، فأوفد أوفليا، لا إلى دير الراهبات، بل إلى الجنون والموت. وفي النهاية تجيء مذبحة عامة، لم يفلت منها إلا هوراشيو، وقد قارب حتى يصاب بلوثة.

وفي الوقت نفسه وجدت إليزابث، هي الأخرى، البلسم الأخير. وأصبح جيمس السادس ملك اسكتلنده، ملكاً على إنجلترا تحت اسم جيمس الأول. وما حتى جلس على العرش حتى ثبت وتوسع في إمتيازات فرقة شكسبير التي أصبحت "رجل الملك". ومثلت روايات شكسبير أمام الملك بانتظام ولقيت تشجيعاً ملكياً كبيراً. وصعدت المواسم الثلاثة بين 1604-1607 بالشاعر إلى ذروة عبقريته وأقصى مرارته، فرواية "عطيل" (1604؟) قوية بقدر ما هي بعيدة عن التصديق. فقد أثار إخلاص ديدمونا وموتها شفقة المشاهدين، كما افتتنوا بخبث ياجوالدال على ذكائه، ولكن في تصوير هذا الشر المحض الذي لا باعث عليه في الإنسان؛ سقط شكسبير في خطأ مارلو، ألا وهوالشخصيات القائمة على وحدة كاملة. وحتى عطيل نفسه، على الرغم من أنه جمع بين البراعة العسكرية والغباء، كان ينقصه هذا المزاج الفني من العناصر التي تضفي الروح الإنسانية على هملت ولير وبروتس وأنطوني.

ولا تزال "ماكبث" (1605؟) تأملاً أشد رهبة في الشر الذي لا تخف حدته. وكان شكسبير يستشهد بهولنشد في الحقائق المطلقة، ولكنه زاد في عتامة السيرة وكآبتها بتحرره من الوهم بشكل انفعالي غاضب وانحطت هذه الحالة النفسية إلى الحضيض، كما بلغ الفن ذروته في رواية "الملك لير" (1606؟) وكان جوفري اوف مموث قد طور السيرة، ثم نقلها هولنشد، وأخرجها للمسرح مؤخراً محرر مسرحي مجهول الآن تحت عنوان "التاريخ السليم للملك لير" (1605) وكانت حبكات الرواية ملكاً مشاعاً. ونهجت المسرحية القديمة نهج هولنشد في أنها هيأت للملك لير خاتمة سعيدة، عن طريق احتمائه بابنته كورديليا واستعادة العرش، وواضح حتى شكسبير آثم في جنون الملك وموته بخلعه من العرش كما أنه أضاف الإعماء الدامي الفظيع الذي أصاب جلوستر على المسرح. إذا المرارة هي النغمة الأساسية السائدة في الرواية، وإن لير ليأمر الفسوق حتى ينتشر والزنى حتى يزداد "لأني يعوزني الجنود(15)" وكل الفضيلة، في نظرته القاتمة، ما هي إلا قابلة للفسق والفجور،وكل الحكومة رشوة، وكل التاريخ تعبير عن الإنسانية تفترس نفسها أوبني البشر يأكل بعضهم بعضاً. وهويصاب بالجنون وهويرى عمق الشر وفوزه الواضح. وهويضع جميع إيمانه وثقته "بالعناية الإلهية" التي تشد من أزره وتأخذ بيده.

وتصل رواية "أنطوني وكليوبطرة" إلى آفاق وأعماق أقل. وثمة شيء أنبل في هزيمة أنطوني منه سورة غضب لير، شيء أكثر تصديقاً واحتملاً في افتتان الرومان بالملكة المصرية منه في قساوة البريتون البغيضة مع ابنة صريحة صراحة حمقاء، وفي جبن كليوبطرة في الحرب، وروعتها في الانتحار. وهنا كانت لدى شكسبير روايات سابقة يعمل على أساس منها، فتناول أيضاً بالتحسين، وجدد في السيرة التي طال ترديدها، وزادها إشراقاً وتألقاً، بتحليل أدق للخلق، وبسحر بيانها المتلألئ الذي لا يعهد الكلل. أما التشاؤم في رواية "تيمون الأثيني" (1608؟) فهوتشاؤم تهكمي، لم يتخلص منه. ويصوب لير سهامه إلى نساء، ولكنه يحس ببعض الرثاء المتأخر للبشر، ويحتقر بطل "كوريولانس" الناس على أنهم النتاج المتقلب الذليل الأبله للإهمال والطيش، ولكن تيمون يذم الجميع رفيعهم ووضيعهم، ويصب اللعنة على المدنية نفسها على أنها أفسدت أخلاق البشر. وكان بلوتارك فيسيرة أنطوني قد ذكر تيمون على أنه مبغض للبشر مشهور، وكان لوشيان قد أورده في حوار، كما كانت رواية إنجليزية قد ألفت عنه قبل حتى يأخذ شكسبير الفكرة مع مساعد مجهول بثماني سنوات. وكان تيمون ثريا (مليونير) أثينيا يحيط به أصدقاء متملقون متفتحون يسارعون إلى تقبل أفكاره، وعندما يفقد ماله، ويرى أصدقاءه يختفون بين عشية وضحاها، ينفض غبار المدينة عن قدميه ويأوى-جاداً صارماً-إلى العزلة في غابة، حيث يأمل حتى "يجد أشد الحيوانات وحشية أكثر رفقاً وشفقة من بني الإنسان(16)" وهويتمنى لو"أن ألسبيادس" كان كلباً "حتى أكن لك شيئاً من الحب(17)" ويعيش على جذور الشجر، وينقب فيجد مضىاً، وهنا يظهر الأصدقاء من حديث فيطردهم ويحتقرهم ويهجوهم ألذع هاتى. ولكن عندما تأتي العاهرات وبنات الهوى ينفحهن بالمضى، شريطة حتى ينقلن الأمراض التناسلية إلى أكبر عدد ممكن من الرجال:


انشرن الأمراض والعلل

لتنخر في عظام الرجال الجوفاء، واضربن على طنايينهم

وأفسدن عليهم زيجاتهم، وأخرسن

صوت المحامي

حتى لا يعود يتحمل عن اللقب الزائف

وتدوي مرافعاته عالية رنانة، وجللن بالمشيب

ذاك الكاهن

الذي يسلق الناس بألسنة حداد من أجل طبيعتهم الشهوانية

وهولا يصدق نفسه، حطمن الأنف

حطمنها، وأكسرن قصبتها تماماً،

ولتدعن نادىة الحرب المتبجحين الذين ليس فيهم أثر لجراح

ينقلوا عنكم الأمراض الموجعة. اصببن العذاب على الجميع

حتى يقهر ويقمع نشاطكن

مصدر جميع بناء وتعمير- ثمة مزيد من المضى

هل تردن إدانة آخرين، فلتنصب اللعنة عليكن(18)


وفي سورة الكراهية يأمر تيمون الطبيعة حتى تكف عن النسل، ويأمل حتى تتكاثر الوحوش الضارية لتستأصل الجنس البشري، إذا هذا الإسراف في بعض البشر يجعله يظهر غير حقيقي، ولا يمكن حتى نصدق حتى شكسبير قد أحس بهذا التشامخ السخيف على الخاطئين، وبأنه غير مؤهل بمثل هذا الجبن لمتاع الحياة الدنيا. إذا مثل هذه المبالغة في تقدير توافه الأمور لتوحي بأن الداء قد عالج نفسه بنفسه، وأن شكسبير لا بد ستعود إليه الابتسامة سريعاً.


4- براعة شكسبير الفنية

كيف تسنى لامرئ لم يتلق من الفهم إلا أقله حتى يخرج على الناس بروايات تعددت وتنوعت فيها ألوان الفهم المكتسبة بالإطلاع والدرس،يا ترى؟ ولكنها لم تكن حقاً فهم على هذا النحو. ولم تكن شاملة أوواسعة في أي من حقولها اللهم إلا في فهم النفس. ولم يكن شكسبير يعهد من الكتاب المقدس إلا ما أتاحت له دراسته في صباه حتى يطالعه، وكانت مراجعاته وإشاراته إلى الكتاب المقدس عادية. واتى فهمه بالآداب القديمة اليونانية واللاتينية مصادفة عن غير قصد، ودون إتقان أوتعمق، وواضح أنه كان مقصوراً على المترجمات. وعهد معظم المعبودات الوثنية، حتى أقلها شأناً وأكثرها خلاعة، وربما استقى هذه الفهم من الترجمة الإنجليزية أوفيد Metamorphoses وسقط في أخطاء صغيرة، ما كان بيكون مثلاً ليقع فيها، من ذلك أنه نطق عن تيسيوس بأنه "دوق" وجعل هيكتور من القرن الحادي عشر قبل الميلاد يشير إلى أرسطوفي القرن الثالث ق.م. (19) وأجاز لأحد أشخاص رواية كوريولانوس(20) (القرن الخامس ق.م. حتى يقتبس من كاتو(من القرن الأول).

وكان على إلمام يسير بالفرنسية، وأقل منه بالإيطالية، وله بعض إلمام بالجغرافية، فزود رواياته ببعض أماكن ومواقع دخيلة من إسكتلندة إلى إفسس، ولكنه خلع على بوهيميا شاطئاً على البحر . وأوفد فالنتين من نيرونا إلى ميلان بحراً(23)، وبرسبيرومن ميلان في قارب عابر للمحيط(24). وأخذ معظم ما عهد من التاريخ الروماني عن بلوتارك، ومعظم ما عهد من التاريخ الإنجليزي عن هولنشد وعن روايات قديمة، ولم يقدر للزلات التاريخية أية أهمية للمحرر المسرحي، فوضع ساعة الحائط في روما على عهد قيصر، والبليارد في مصر على عهد كليوبطرة. وخط "الملك جون" دون ذكر للعهد الأعظم (ماجنا كارتا)، و"هنري الثامن" دون التعرض للإصلاح الديني، ومن ثم نرى من حديث حتى الماضي يتغير مع جميع حاضر. ومن ناحية الإيجاز والعرض العام نجد حتى مسرحياته التاريخية الإنجليزية سليمة من وجهة نظرنا السائدة، أما من حيث التفصيل فهي غير جديرة بالثقة، وهي تصطبغ، من وجهة نظرنا، بصبغة وطنية-فان جان دارك في رأي شكسبير ساحرة داعرة، وعلى الرغم من هذا كله، اعترف بعض الإنجليز مثل القائد مارلوبور بأنه استقى معظم معلوماته عن التاريخ الإنجليزي من روايات شكسبير.

واستخدم شكسبير-مثل غيره من كتاب المسرح في عهد إليزابث، كثيراً من المصطلحات القانونية استخداماً غير سليم أحياناً. وربما كان قد التقطها من دور القضاء-مدارس الحقوق التي أخرجت فيها ثلاث من رواياتها-أومن القضايا التي انشغل بها هوووالده. وكانت لديه ذخيرة كبيرة من المصطلحات الموسيقية، وواضح جداً أنه كان يتمتع بحس موسيقي مرهف-"أليس غريباً حتى أحشاء الغنم بالأرواح لتحلق بعيداً عن أجسامها(25)"،يا ترى؟ وإنه ليذكر في رقة وحنان أزهار إنجلترا، وينظمها في عقد في رواية "سيرة الشتاء"، ويكسوبها أوفيليا عندما انتابتها الحمى وأخذت تهذي. وهويلمح إلى مائة وثمانين نوعاً مختلفاً من النبات، وكان ملماً بالألعاب الميدانية وبسباق الخيل، ولكنه لم يهتم إلا قليلاً بالعلوم، التي سرعان ما افتتن بها بيكون. وكما عمل بيكون، حفظ شكسبير فلك بطليموس(26). وبدا في بعض الأحيان (سونيت 15) أنه يؤمن بالتنجيم، فتحدث عن روميووجوليت بأنهما "عاشقان منحوسان(27)". ولكن إدموند في "الملك لير" وكسياس في "يوليوس قيصر" يرفضان التنجيم بشدة. "إن الخطأ، يا عزيزي بروتس، ليس في نجومنا (طالعنا) بل في أنفسنا، ذلك أننا أتباع أذلاء(28)".

وجملة القول،إن جميع الدلائل تشير إلى حتى شكسبير حصل على الفهم العارضة التي يتسنى الحصول عليها لرجل العمال المشغول أعظم الشغل بالتمثيل والإدارة، الذي عاش لينكب على الخط. وعهد أفظع آراء مكيافللي، وأشار إلى رابيليه، واقتبس من مونتاني. ولكن ليس من المرجح أنه قرأ مؤلفاتهم. ووصف جونزالوللدولة الديمقراطية(29) مأخوذ من درس مونتاني "أكلة لحوم البشر". وربما أراد شكسبير بشخصيته كاليبان (العبد الرقيق الذي كان يمتلكه برسبيروفي رواية العاصفة)-أراد حتى يهجومونتاني لأنه أضفى الصفات المثالية على هنود أمريكا. أما التشكك عند هملت، وهل ينسب شيء منه إلى شكوك مونتاني اللطيفة، فهومسألة لم تحل بعد. فقد نشرت المسرحية في 1602، أي قبل طبع ترجمة فلوريوبعام واحد، ولكن شكسبير عهد فلوريو، وربما اطلع على المخطوطة وربما ساعد نقد مونتاني الدقيق على تعميق فكر شكسبير، ولكن ليس في كتاب الرجل الفرنسي ما يماثل مفاجأة هملت، أوالذم الشديد للحياة في الملك لير، كريولانوس، تيمون، ماكبث،. إذا شكسبير هوشكسبير يسرق الموضوعات والبتر والعبارات والأبيات، من جميع مكان، ومع ذلك فهوأعظم الكتاب في جميع الأزمان أصالة وامتياز وخلقاً وإبداعاً.

وتكمن الأصالة في اللغة والأسلوب والخيال والفن المسرحي والنادىبة وأشخاص الرواية والفلسفة. فلغته أغنى اللغات في جميع الأدب: فهناك خمسة عشر ألف لفظ، بما فيها المصطلحات الفنية وشعارات النبلاء ورموزهم، والموسيقى والألعاب والمهن، ولهجات المقاطعات: ولهجات رواد الأرصفة في الشوارع، بالإضافة إلى ألف من الابتكارات المتعجلة أوالبطيئة- Occulted, Unkenneled, Fumitory, Burnet, Spurring... لقد استساغ ألفاظاً، ونقب في مختلف أركان اللغة وجوانبها، وأحب الألفاظ عامة، فانسابت منه في حيوية دافقة، مرحة، فإذا ذكر اسم زهرة، فانه لا بد يتابع حتى يسمي اثنتي عشرة زهرة، وإن الألفاظ نفسها ليفوح منها عبير الزهر. وأجرى على ألسنة الأشخاص في رواياته حدثات متعددة المقاطع يتشدقون بها ويدورون بها حول المعنى. وكان يخرب في النحووالصرف تخريباً لطيفاً، فيحول الأسماء والصفات، بل حتى الظروف إلى أفعال، ويقلب الأفعال إلى صفات، كذلك الضمائر إلى أسماء، ويضع عمل الجمع للفاعل المفرد، أوالعمل المفرد للفاعل الجمع، ولكن لم يكن هناك حتى ذاك الوقت استخدام للنحوولا الصرف في الإنجليزية ولا قواعد لهما. ولقد خط شكسبير على عجل، ولم يتيسر له وقت فراغ للندم.

وللأسلوب الرائع "الأنيق المتميز الباروكي(30)" (يتسم بالزخرفة والتعقيد والصور الغريبة) نقول إذا لهذا الأسلوب أخطاء ثروته غير الخاضعة لقانون: في عبارات متكلفة أوملتوية بشكل غريب، وصور بعيدة الغور، وتلاعب باللفظ معقد بشكل مرهق، وتورية وسط المأساة، ومجازات واستعارات يهبط بعضها فوق بعض في فوضى وتناقض، وتكرارات لا حصر لها، وتفاهات مبتذلة حافلة بالحكم، وهنا وهناك كلام منمق مملوء بالمرح الصاخب والهراء تتشدق به أبغض الأفواه غير المرغوب فيها. ولا شك حتى التعليم الكلاسيكي من الممكن هذب وبسط الأسلوب، وقضى على التورية والغموض، ولكن تدبر، ماذا عسانا كنا نفقد حينئذ،يا ترى؟ ولعله كان يفكر في نفسه حين أورد وصف أورايانوباعتباره رجلاً على لسان فرديناند:


إن لديه في مخه داراً لسك العبارات،

وإن عباراته لتسلب الألباب

وكأنها الإيقاع الساحر.

ولكني أحتج، أحب حتى أسمعه يكذب(31)


ومن هذه الدار صدرت عملة من العبارات تكاد تكون عالمية: شتاء استيائنا(32)، تضييع وقت السلم سدى(33)، أريد أباً للفكر(34)، قل الحق وأخجل الشيطان(35)، يسكن الريح في هذا الركن(36)،يا ترى؟ لا يستقر قرار للرأس الذي يحمل التاج(37). يطلي الزنبق(38)، لمسة واحدة من الطبيعة تجعل العالم كله أسرة واحدة(39)، أي حمقى هؤلاء البشر المعرضون للفناء(40). إذا الشيطان ليستطيع حتى يقتبس من الأسفار المقدسة ما يخدم غرضه(41)، جنون منتصف الصيف(42) طريق الحب الصادق ممتلئ بالأشواك+، ألبس قلبي على كمي (أحمل رأسي فوق كفي)(44)، في جميع بوصة ملك(45)، قدر الطاقة(46)، الإيجاز روح الفطنة(47)،.. وربما كان هذا تلميحاً لنا للاكتفاء بهذا القدر. هذا إلى جانب ألف مجاز واستعارة قد نفيد منها "قد نرى الأشرعة نحمل وينتفخ بطنها بالريح الفاجرة(48)". كما حتى هناك بتراً بأكملها تكاد تكون مألوفة بنفس القدر، مثل العبارات: آنية أزهار أوفيليا المضطربة، أنطوني أمام جثة قيصر، كليوباترا تحتضر، لورزنزوعلى موسيقى الكون، كما حتى هناك ذخيرة من الأغاني: "من هي سيليفيا(49)"؟، "هارك! القبرة تغرد على باب السماء(50)"، "أبعدوا، أبعدوا هذه الشفاه عني(51)"، وربما جاء جمهور نظارة شكسبير من أجل هذه الزخارف، ومن أجل القصص معاً.

"إن الخيال ليتمثل المجنون والعاشق والشاعر منضمين في صورة واحدة(52)"، واجتمع في شكسبير اثنان من هؤلاء، وربما مس الثالث مساً. إنه ليخلق في جميع رواية عالماً، ولا يقنع بهذا، فيملأ الإمبراطوريات والغابات والمروج المتخلية بسحر صبياني، وجن سريع العدو، وسحرة مرعبين وأشباح. وإن خياله ليجعل أسلوبه الذي يفكر بالصور، يحول جميع الأفكار إلى صور، وكل التجريدات إلى أشياء محسوسة أومرئية. فمن غير شكسبير (وبترارك) كان يمكنه حتى يجعل روميو، وقد نفي من فيرونا، يتميز غيظاً وحقداً، لأن قططها وكلابها قد تحدق النظر إلى جولييت، على حين لا يباح له هذا،يا ترى؟ ومن غير شكسبير (اللهم ألا بليك) كان يستطيع حتى يجعل الدوق المطرود في رواية "على هواك"، يأسف لأنه لا بد حتى يعيش على صيد حيوانات هي في الغالب أجمل من الإنسان،يا ترى؟ لا عجب أم روحاً قوية بكل معاني الحدثة، لا بد حتى تكون قد انعملت انفعالاً شديداً بالقبح والكآبة والجشع والقسوة والشهوة والألم والحزن، مما بدا في بعض الأحيان أنه يشيع في النظرة الكاملة إلى العالم.

ولم يؤت شكسبير من الأصالة في الفن المسرحي إلا أقلها، لقد عهد، بوصفه رجل المسح، أفانين مهنته. فبدأ رواياته بمشاهد أوألفاظ تشد انتباه جمهور المشاهدين الذين يقضمون البندق ويلعبون الورق ويحتسون الجعة ويتبادلون النظرات الغرامية مع النساء. وأفاد أكبر فائدة من "أدوات" المسرح في عهد إليزابث وآلاته. ودرس رفاقه التمثيل وخلق الأدوار الملائمة لخصائصهم الجسمية والذهنية. واستخدم جميع حيل التنكر والتعهد، وكل تغييرات المناظر، وكل تعقيدات رواية داخل رواية. ولكنه، مع مهاراته الفنية، لم يتفاد آثار العجلة والتسرع. فإن الحبكة داخل الحبكة قد تشطر السيرة إلى اثنتين أحياناً، فماذا كان شأن كارثة جلوستر بكارثة لير،يا ترى؟ فكل القصص تقريباً تنقلب إلى مصادفات بعيدة الاحتمال، وهويات خفية، ورؤى ملائمة إلى حد بعيد، وقد يطلب منا بحق حتى نؤمن بالمسرحية كما نؤمن بالأوبرا، من أجل السيرة أوالأغنية، ولكن يجدر بالفنان حتى يحصر في أقل الحدود "البناء القائم على غير أسا" لحلمه، أواختلاقه دون مبرر. وأقل من هذا أهمية تناقضات الزمن والخلق(53)، ويحتمل حتى شكسبير الذي فكر في سرعة الإنتاج. لا في نشر الدقيق، قدر حتى هذه العيوب والأخطاء قد تمر دون حتى يلحظها أحد من الجمهور المتأثر، وإن المعايير القديمة والذوق الحديث لتنكر العنف الذي يصطبغ به مسرح شكسبير، وهذا امتياز آخر منح لشاغلي المقاعد الرخيصة، ومحاولة للقاءة مدرسة "القتل والذبح" عند المسرحيين في عهد إليزابث وجيمس الأول.

ولما أخذ شكسبير بأسباب النمووالتطور، عوض عن العنف بالنادىبة والمرح، وتفهم الفن الشاق، فن تكثيف المأساة بالترويح الفكاهي. وكانت الروايات الهزلية (الملهيات) القديمة ذكاء وبراعة ونادىبة غير مجسمة، والروايات التاريخية القديمة ثقيلة مملة حيث كان يعوزها المرح والنادىبة، وفي مسرحية هنري الرابع تعاقبت المأساة والملهاة على التوالي، ولكنهما لم تتكاملا تكاملاً تاماً. ولكن التكامل تحقق في هملت، وتبدوالنادىبة فيبعض الأحيان بذيئة أكثر مما ينبغي، ولا بد حتى سوفوكليس وراسين كانا يشمئزان من النكات التي تدور حول غازات بطن الإنسان(54) أوتبول الخيل(55). وإن نكتة جنسية لهي أكثر استساغة لدى الذوق الحديث. ونادىبة شكسبير، بصفة عامة، بهيجة ودية، بعكس البغض الوحشي للجنس البشري عند سوفيت، فقد أحس شكسبير بأن العالمقد يكون أفضل بوجود مهرج أواثنين، واحتمل المهرجين في صبر وأناة، وشارك الرب رأيه في أنه ليس ثمة فرق كبير بينهم وبين الفلاسفة الذين يفسرون العالم.

وإن أعظم مهرجيه لينافس هملت، وهوأسمى وأروع ما أنجزه شكسبير، في خلق أشخاص الرواية- وهذا أشق اختبار يقابله المؤلف المسرحي. إذا ريتشارد الثاني وريتشارد الثالث، وهوتسبير، رولزي وجونت وجلوستر وبروتس وأنطوني ليبعثون من زوايا النسيان في التاريخ إلى حياة ثانية. وليس هناك في المسرحية اليونانية، ولا حتى في بلزاك، أشخاص خياليون أسبغ عليهم مثل هذه الشخصية المتماسكة والقوة والحيوية. وكانت أصدق الشخصيات التي خلقها هي تلك التي تبدوفقط متناقضة، بسبب تعقيدها- فالملك لير قاس ثم رقيق رؤوف، وهملت دائم التفكير متهور، شجاع. والشخصيات في بعض الأحيان بسيطة إلى حد كبير-ريتشارد الثالث مجرد خسة ونذالة، وتيمون مجرد شك وسخرية وتهكم، وياجومجرد كراهية. وتبدوبعض النساء في مسرحيات شكسبير، وكأنهن اقتطعن من نفس العجينة-بياتريس روزالند، كورديليا وديدمونة، ميراندا وهرميون- وإنهن يفقدن الحقيقة والواقع، ثم في بعض الفترات، تبعثهن بضع حدثات قليلة إلى الحياة، من ذلك حتى أوفيليا، حين يبلغها هملت أنه لم يكن يحبها في يوم من الأيام، تجيبه دون اتهام مضاد، ولكن في بساطة حزينة مؤثرة: "كنت أنا المخدوعة أكثر". إذا الملاحظة والإحساس والتشخيص وتفتح الحواس المدهش، ونفاد البصيرة والانتقاء الرشيق للتفاصيل الهامة المميزة، والذاكرة المتماسكة- جميع هذه تأتي جميعها معاً لتعمر المدينة الحية بالأموات أوالأنفس الخيالية، أوفي مسرحية بعد أخرى تنموهذه الشخصيات إلى الحقيقة والواقع والتعقيد والعمق، حتى ينضج الشاعر في هملت ولير إلى فيلسوف. وتصبح مسرحياته أدوات متألقة للفكر.


5- فلسفة شكسبير

"ألك أية فلسفة، أيها الراعي(56)؟" هكذا يسأل تتشستون Toutchstone الراعي كورين (في رواية "على هواك") ونحن بدورنا نوجه هذا السؤال إلى شكسبير. ويجيب أحد منافسيه المعترف بهم على السؤال بالنفي(57). وإنا لنقبل هذا الحكم، كما قصده برنادشو- ليس لدى شكسبير ميتاً فيزيقاً (فيما وراء الطبيعة) ولا فكرة عن الطبيعة النهائية للحقيقة، ولا نظرية عن الإله. وكان شكسبير أعقل من حتى يمضى إلى حتى أي مخلوق يستطيع تحليل خالقه، أوأنه حتى عقله المرتكز على بترة لحم، يمكنه حتى يدرك الكل. أي هوراشيو، إذا في السماء والأرض لأشياء أكثر مما تحلم به في فلسفتك(58)). وإذا راوده خاطر احتفظ به لنفسه، ومن ثم أثبت به أنه فيلسوف. وهويتحدث دون اكترث أوإجلال للفلاسفة المشهود لهم، ويشك في حتى واحداً منهم احتمل يوماً ألماً في أسنانه صابراً متجلداً(59). وهويسخر من المنطق، ويؤثر عليه نور الخيال، وهولا يعرض حتى يفك طلاسم الحياة أوالعقل، ولكنه يشعر بها ويبصر بها بقوة تزري بإفتراضاتنا أوتعمقها. وإنه ليقف بعيداً، ويرقب أصحاب النظريات يدمر بعضهم بعضاً، أويتفسخون ويتحللون في غمرات الزمان. وإنه ليخفي نفسه في شخصياته، وليس من اليسير حتى تعثر عليه، ويجدر بنا حتى نحذر نسبة أي رأي إليه، إلا إذا عبر عنه في شيء من التوكيد اثنان على الأقل من مخلوقاته (شخوص مسرحياته). وإنه، لأول وهلة، عالم نفساني، أكثر منه فيلسوف، ولكنه كذلك ليس نظرياً، بل على الأرجح، مصور فكري عقلي، يضع يده على الأفكار الخفية والأفعال العرضية التي تكشف عن طبيعة الإنسان. ومهما يكن من أمر، فانه ليس واقعياً سطحياً، فان الأمور لا تقع، والناس لا يتحدثون، وفي الحياة، كما يحدث في رواياته، ولكننا في النهاية نحس من خلال هذه الأمور البعيدة الاحتمال وهذه المغالاة. أننا نقترب من لب الإنسانية والفكر الإنساني، وإن شكسبير ليعلن جيداً، مثل شوبنهور "أن العقل يقود الإرادة(60) وانه ليعتنق ممضى فرويد اعتناقاً كاملاً، حين يورد قصائد الجنس على لسان العذارى، لسان أوفيليا المخبولة التي تتضور جوعاً، ويمضى فيما وراء فرويد إلى دوستوفسكي في دراسة ماكبث ونصفه "الرديء" (زوجته).

وإذا فسرنا الفلسفة، لا على أنها فهم ما وزراء الطبيعة- الميتافيزيقيا، بل على أنها رسم متطور لأحوال الإنسان، أونظرة تعميمية، لا للكون والعقل وحدهما، بل للأخلاق والسياسة والتاريخ والعقيدة كذلك- نقول إذا فسرنا الفلسفة على هذا الأساس، لكان شكسبير فيلسوفاً أعمق من بيكون، مثلما حتى مونتاني أعمق من ديكارت، فليس الشكل هوالذي يصنع الفلسفة. إنه ليقر النسبية في الأخلاق "ليس ثمة شيء حسن أورديء، ولكن التفكير هوالذي يجعله كذلك(61)". "وإن فضائلنا لتخضع لتفسير الزمن(62). وأنه ليحس بلغز ممضى الجبرية (القضاء والقدر) المحير في حتى بعض الناس أشرار بالوراثة "على حين أنهم غير مذنبين، طالما حتى الأخلاق لا تستطيع حتى تتخذ أصلها أومنشأها(63)". وإنه ليعهد نظرية ثراسيماخوس (فيلسوف سفسطائي إغريقي في القرن الخامس ق.م.) في الأخلاق: فيعتقد ريتشارد الثالث حتى "الضمير ليس إلا حدثة يستخدمها، الجبناء ابتكرت، أول ما ابتكرت، لتلقي الرعب في قلوب الأقوياء، فلتكن سواعدنا المفتولة هي ضميرنا، ولتكن أسيافنا قانونا(64)". أما ريتشارد الثاني فيقرر "أن أجدر الناس بالتملك هم أولئك الذين يعهدون أقوى السبل وأكثرها ضماناً للكسب(65)". ولكن هذين الشخصين الذين اتبعا تخصصه باءا بخاتمة محزنة. ويلحظ شكسبير، أيضاً خلق الأرستقراطية الإقطاعية الذي يتمسك بالشرف، ويصفه بعبارات عظيمة، ولكنه يستنكر (كما ورد على لسان المهرج هتسيبر) نزوعه إلى الزهووالعنف، و"سوء السلوك والحاجة إلى ضبط النفس(66)". أما الأخلاق عنده هو، فتقوم في النهاية على اعتدال ارسطووضبط النفس عند الرواقيين. وكان الاعتدال والتعقل الموضوع الرئيسي في حديث يوليسيوز الذي أنب فيه أجاكس وأشيللس(67)، ومهما يكن من أمر، فان العقل وحده لا يكفي، ولا بد حتى يدعمه خيط من توجيه الرواقيين:


على المرء حتى يحتمل

ذهابه هناك قدر احتماله قدومه هنا

والنضج هوجميع شيء(68).


والموت أمر يمكن التجاوز عنه ما دمنا قد حققنا أنفسنا. وشكسبير يؤيد أبيقور كذلك، ولا يسلم بتناقضات فاصلة بين اللذة والحكمة، ويرد على البيوريتانيين بشدة فيورد على لسان الخادمة ماريا قولها لمالفوليو: "امضى وهز أذنيك(69)" أي "أنت جحش". وهومتسامح، مثل البابا، في خطايا الجسد، ويجري على لسان لير المجنون أنشودة مرحة صاخبة للاتصال الجنسي(70). أما فلسفته السياسية فتتسم بروح المحافظة. وأدرك آلام الفقراء، وجعل لير يرددها في إحساس عميق. ولحظ صياد سمك في "بركليز" (1609؟) حتى الأسماك تعيش في البحر:

مثلما يعيش الإنسان على الأرض- تأكل كبارها صغارها، ولا يمكن حتى أقارن أغنيائنا البخلاء، مقارنة سليمة، ألا بالحوت، يلعب ويلهوويسوق صغار السمك المسكين أماه، وفي النهاية يلتهمه دفعة واحدة، ولقد سمعت عن مثل هؤلاء الحيتان على الأرض، لا يفتئون يفغرون أفواههم حتى يبتلعوا الأبرشية بأسرها، والكنيسة، والبرج، والأجراس، وكل شيء(71)".

ويحلم جنزالوا في "العاصفة" بشيوعية فوضوية "يكون فيها جميع ما تنتجه الطبيعة ملكاً مشاعاً"، ولاقد يكون فيها قوانين ولا قضاة أوحكام ولا عمال ولا حرب(72). ولكن شكسبير يهزأ بهذه "المدينة الفاضلة"- يوتوبيا- لأن طبيعة الإنسان تجعل من المحال قيامها. ولا بد، في ظل أي دستور، من حتى تأكل الحيتان السمك.

وماذا كانت ديانة شكسبير؟. إذا البحث عن فلسفته في هذا المجال، بوجه خاص، شاق عسير. فهومن خلال أشخاص مسرحياته يعبر عن جميع المعتقدات، في تسامح لا بد أنه كان يحمل البيوريتانيين على القول بأنه كافر. وكثيراً ما استشهد بالكتاب المقدس في إجلال وتقديس، وجعل هملت، المفروض أنه متشكك، يتحدث، عن الإيمان، عن الله والصلاة والسماء والجحيم(73). ولقد عمد شكسبير وأبناؤه وفقاً للطقوس الأنجليكانية(74). وبعض أبياته تنم على بروتستانتية قوية ويتحدث الملك جون عن "الغفران البابوي" على أنه "شعوذة وسحر". وكأنه يستبق هنري الثامن:


... لن يفرض قسيس إيطالي

دفع العشور أويقرع الناقوس في أرضنا،

ولكن، كما أننا نحمل الرأس عالياً تحت السماء،

فستكون لنا السيادة العظمى في وجود الله العلي العظيم،

حيث نملك ونحكم، ونثبت الملك وحدنا،

هكذا أنبئوا البابا، مع جميع الاحترام

له ولسلطانه المغتصب(75).


على حتى جون، بطبيعة الحال، يكر عن خطيئته، آخر الأمر. وثمة رواية بعد هذه، هي "هنري الثامن"، اشهجر شكسبير في جزء منها فقط، تزودنا بصور مؤيدة لهنري وكرانمير (أسقف كنتربري)، وتنتهي بمديح إليزابث- وكلهم كبار مهندسي الإصلاح الديني في إنجلترا. وثمة مسحة كاثوليكية، مثلما اتى في تصوير كترين- أراجوان والراهب لورنس، بشكل فيه تعاطف(76)، ولكن الشخصية الأخيرة كانت قد اتىت إلى شكسبير، كما شكلت في أخبار الكاثوليك الإيطاليين.

وهناك بعض إيمان باق في الروايات المأساوية. ويظن الملك لير، من فرط ما يشعر به من مرارة: إننا بالنسبة للآلهة، مثل الذباب بالنسبة للأطفال الأشقياء يقتلونه من أجل اللهوواللعب(77).

ولكن إدجار الطيب يرد على ذلك بقوله "ولكن الآلهة عدول، وإنهم ليتخذون من رذائلنا السارة أدوات لتعذيبنا(78)"، كما يؤكد هملت إيمانه "باله يشكل نهايتنا ويبترها دون صقل كيف من الممكن أن ما نشاء(79).." وعلى الرغم من الإيمان الذي يصطرع في النفوس، بعناية إلهية تتصرف معنا تصرفاً عادلاً، هناك في أعظم روايات شكسبير من عدم الإيمان بالحياة نفسها، فان جاك (أحد أتباع الدوق المطرود في رواية على هواك.) لا يرى في "العصور السابقة" للإنسان شيئاً إلا كان بطيء النموسريع العطب. ونسمع مثل هذه "اللازمة" في رواية الملك جون:


الحياة مملة مثل حكاية تروى مرتين

فترهق الأذن الثقيلة لرجل نعسان(80).


وفي ذم هملت للدنيا:


تباً لها آه، تباً لها، إنها حديقة ملأى بالأعشاب الضارة.

التي تنمووتتكاثر، وكل شيء يحدث ويكبر في الطبيعة،

نمتلكه فحسب(81).


وفي ماكبث:


إنطفئي، أيتها الذبالة القصيرة!

ليست الحياة إلا خيالاً عابراً،

أوهي أشبه بممثل مسكين يختال ويضيع وقته فوق المسرح،

ثم لا يعود يسمع له صوت، إنها حكاية

يرويها معتوه، تعج بالضجيج والعنف،

ولكنها لا تعني شيئاً(82).

وهل ثمة شيء من فكرة الخلود يخفف من حدة هذا التشاؤم،يا ترى؟ إذا لورنزو- بعد حتى وصف لجسيكا موسيقى النجوم، يضيف حتى "مثل هذا التناغم أوالانسجام موجودة في النفس الخالدة.(83). وتخيل كلوديوفي رواية Measure For Measure حياة آخرة، ولكن بالشكل القائم في جحيم دانتي أومثوى الموات:

آه ولكنا نموت، ونمضى إلى حيث لا ندري،

ونرقد في حفرة باردة بعيدين عن الأنظار، ونتعفن،

وتتحول الحركة الدائبة المحسوسة إلى كتلة من طين معجون،

وتستحم الروح المرحة في بحار من نار، أوتسكن

في صقع متماوج من جليد متراكم تراكماً كثيفاً

أوتسجن في الرياح غير المنظورة

التي تهب في عنف لا يهدأ حول

العالم المتدلي.... حتى هذا شيء بالغ الرهبة(84).


وتحدث هملت عرضاً عن النفس، على أنها خالدة(85). ولكن مناجاته لا تؤكد أية عقيدة أوإيمان. وحدثاته على فراش الموت في النسخة القديمة "فلتستقبل السماء نفسي"، غيرها شكسبير إلى حتى الراحة هي السكون (الموت). ولسنا نستطيع حتى نقول، على وجه التحقيق، كم من هذا التشاؤم، اتى نتيجة لمتطلبات المسرحية المأساوية. وكم منه كان يعبر عن حالة شكسبير النفسية، ولكن تكراره وتوكيده يوحيان بأنه- أي التشاؤم- عبر عن أحلك مراحل فلسفته. وإنما كان التخفيف الوحيد الذي اتى في الروايات التي توجت أعماله، كان اعترافاً حائراً متردداً بأنه يوجد هناك وسط رذائل هذه الدنيا نعم البركات ومباهج، كما يوجد وسط الأشرار الأوغاد كثير من الأبطال وبعض القديسين، فهناك إلى جانب ياجووجدت ديدمونه، وإلى جانب جونريل وجدت كورديليا، وإلى جانب إدموند عثر أدجار أوكنت، وحتى في خملت، يهب نسيم عليل من وفاء هوراشيو، ومن رقة أوفيليا وحنانها الموسومين بالحزن والكآبة. وبعد حتى يغادر الممثل والمحرر المسرحي المنهوك لندن بما فيها من فوضى ووحشية برغم الازدحام، إلى المروج الخضر والسلوى الأبوية في بيته في ستراتفورد، فلسوف يستعيد الحب الشديد للحياة لدى الإنسان.


6- الرضا والقناعة

ومهما يكن من أمر، فليس ثمة سبب واضح يدعوشكسبير إلى الشكوى من لندن، فقد هيأت له النجاح والهتاف باسمه والثروة. وثمة أكثر من مائتي إشارة ومرجع له، وكلها مؤيدة له وتشيد بذكره، في الأدب الباقي من عصره. وفي 1599 أورد كتاب فرانسيس ميرز "خزانة المفكرين الموهوبين"، سدني، سبنسر، دانيل، داريتون، وارنر، شكسبير، مارلو، تشابمان، بهذا الترتيب، على أنهم أقطاب المؤلفين في إنجلترا، ووضع شكسبير على رأس الكتاب المسرحيين(86). وفي نفس العام أعرب ريتشارد بارنفيلد-وهوشاعر منافس-أن أعمال شكسبير (التي لم يكن أفضلها قد ظهر بعد) قد وضعت اسمه في "سجل الشهرة الخالدة(87)" وكان محبوباً مألوفاً حتى عند منافسيه. وكان داريتون وجونسون وبوريدج من بين أصدقائه الحميمين. وعلى الرغم من حتى جونسون انتقد أسلوبه الطنان، وتساهله الطائش في التأليف، وإغفاله الشنيع للقواعد الكلاسيكية (القديمة)، فان جونسون نفسه، في المقدمة حمل شكسبير فوق جميع الكتاب المسرحيين قديمهم وحديثهم، وقرر أنه "ليس فريداً في عصر بعينه، بل في جميع العصور" وفي الأوراق التي خلفها جونسون عند موته، خط يقول "لقد أحببت الرجل... الشبيه بالصنم الذي يحبه الإنسان حباً أعمى(88)".

وتحدثنا الأخبار بأن جونسون وشكسبير التقيا في اجتماعات رجال الأدب في حانة مرميد في شارع "Bread Street"، فتعجب فرانسيس بومونت الذي كان يعهد الرجلين كلاهما:

ما هذا الذي رأيناه،يا ترى؟

في مرميد! سمعنا كلاماً يفيض

رقة، ويتقد حرارة

وكأنما اتى جميع إنسان من حيث أتى

قاصداً حتى يفرغ جميع ذكائه وتفكيره في نكتة،

معتزماً حتى يقضي، مهرجاً، بقية

حياته البليدة(89).


ونطق توماس فولر في كتابه "الشخصيات البارزة في إنجلترا (1662): كم كانت الحرب الفكرية سجالاً بين شكسبير وجونسون. وإني لأنظر إليهما، وكأنهما سفينة شراعية أسبانية ضخمة وبارجة إنجليزية، ومستر جونسون (وهوكالأولى)، علا كعبه في الفهم والفهم، وهوراسخ وطيد الأركان، ولكنه بطيء في أداء عمله. أما شكسبير... فهوأقل في البنيان ولكنه أخف حين يمخر عباب الماء، يستطيع حتى يتجه حيث يتجه الموج، ويغير اتجاهه حيث يشاء، ويستفيد من جميع ريح، بفضل سرعة بديهيته وابتكاره(90).

وتابع أويرى حوالي 1680 الأخبار المتواترة التي يسهل تصديقها عن شكسبير و"بديهته الحاضرة اللطيفة المتدفقة" وأضاف أنه كان "رجلاً رشيقاً وسيماً لطيف المعشر(91)"، والشبيه الوحيد الموجود له الآن هوالتمثال النصفي الموضوع على مقبرته في كنيسة سترتفورد، والصورة الموجودة في "الكتاب الأول"، وهما يتفقان إلى حد كبير في إبراز رجل نصف أصلع، ذي شارب، و(في التمثال) ذي لحية، وأنف حاد، وعينين متأملتين، ولكنهما لا تبديان أية إشارة إلى الشرر الذي يتقد في الروايات. وربما ضللتنا الروايات فيما يتعلق بأخلاقه، فإنها توحي برجل ذي طاقة عصبية، شديد الحساسية، سريع الانفعال، يتذبذب بين قمتي الفكر والشعر، وشفيري الكآبة واليأس، على حين يصفه معاصروه بأنه مهذب أمين لا تأخذه العزة بالإثم، ذوطبيعة صريحة منطلقة(92)"، يستمتع بالحياة ولا يأبه بالنسل، تبدوعليه مسحة من الروح العملية التي لا تلائم الشاعر. وسواء كان عن طريق الاقتصاد في الإنفاق أوعن طريق المنح والهبات، فإنه كان بالعمل في 1598 ثرياً إلى حد يسمح له بالمشاركة في تمويل "مسرح جلوب". وفي 1608 شيد هووستة آخرون مسرح The Black Friars وزادت أنصبته في مثل هذه المشروعات من عائداته بوصفه ممثلاً ومحرراً مسرحياً، وعادت عليه بدخل كبير، اختلف تقديره بين 200(93) و600(94) جنيه سنوياً. ويبدوحتى الرقم الأخير أصلح لأنه يفسر لنا شراءه للعقارات في ستراتفورد.


ويقول أوبري إذا شكسبير "تعود حتى يزور مسقط رأسه مرة جميع عام(95)". وتوقف أحياناً على الطريق في أكسفورد، حيث كان جون دافنانت يدير نزلاً، وكان سير وليم دافنانت (شاعر البلاط 1637) يحب حتى يوحي بأنه نتيجة غير مقصودة لتخلف شكسبير في هذا النزل(96). وفي 1597 اقتنى المحرر المسرحي "البيت الجديد"New Place بستين جنيهاً، وكان ثاني أكبر بيت في ستراتفورد، ومع ذلك ظل يقطن لندن. ومات أبوه في 1601 تاركاً له منزلين في شارع هملي في ستراتفورد، وبعد ذلك بعام واحد، اقتنى 127 فداناً من الأرض بالقرب من المدينة، بثمن قدره 320 جنيهاً، ويحتمل أنه أجر هذه الأرض لمستأجرين مزارعين وفي 1605 بمبلغ 440 جنيهاً أسهماً في العشور الكنسية المرتقبة في ستراتفورد وثلاث دوائر أخرى. وفي إثناء انشغاله بكتابة أعظم رواياته في لندن، كان معروفاً في ستراتفورد بأنه رجل أعمال ناجح، أساساً، مشغول في الغالب بالتقاضي من أجل ممتلكاته واستثماراته.

وكان ابنه هامنت قد توفي في 1597. وفي 1607 تزوجت ابنته سوزانا من جول هول. وهوطبيب مشهور في ستراتفورد، وبعد عام واحد جعلت من الشاعر جداً، ومن ثم روابط جديدة تشده إلى مسقط رأسه. وحوالي 1610 هجر لندن واعتزل المسح، وآوى إلى "البيت الجديد". ومن الواضح أنه خط هناك "Cymberline" (1609؟) و"سيرة الشتاء" (1610؟) و"العاصفة" (1611؟). لم يكن لاثنتين من هذه الروايات كبير قيمة. ولكن "العاصفة" تظهر حتى شكسبير لا يزال يحتفظ بكل قواه. فهنا ميراندا التي تكشف منذ البداية عن طبيعتها، حين تشاهد من الشاطئ غرق سفينة فتصرخ "أوه لقد تألمت مع هؤلاء الذين رأيتهم يتألمون(97)". وهنا كاليبان الذي يرد به شكسبير على روسو. وفيها أيضاً بوسبيوالساحر الرقيق الفؤاد الذي يتخلى عن صولجان فنه ويودع دنياه المرحة وداعاً حنوناً، وهناك صدى لاكتئاب الشاعر، في الفصاحة التي لم يعتروها أي وهن في أبيات بروسبيرو:

انتهى الآن مرحنا وصخبنا. إذا ممثلينا هؤلاء

كما تنبأت لكم، كانوا أرواحاً،

ذابت في الهواء، في الهواء الرقيق،

ومثل كيان هذه الرؤيا الواهن القائم على غير أساس

تكون الأبراج التي يتوجها السحاب والقصور الشامخة

والمعابد الهيبة، والأرض التاسعة نفسها،

نعم، وكل ما نرثه يفترض أن يذوب ويفنى،

كما ذبلت هذه الأبهة الفارغة المتهافتة،

لا تهجروا مصدراً للألم وراءكم، إننا مصنوعون

من نفس المادة التي تصنع منها الأحلام، وحياتنا قصيرة

يحف بها النوم(98).

ولكن ليست هذه هي الحالة النفسية الغالبة الآن، بل على النقيض من ذلك فالرواية هي شكسبير يسترخي ويستجم، ويتحدث عن الغدران والأزهار، ويشدوبأغنيات عذبة، "Where the bee sucks there suckl, Full fathom five"-وعلى الرغم من جميع المعترضين واعتراضاتهم، فان الشاعر الذي تقدمت به السن هوالذي يتحدث على لسان بروسبيرووهويودع الحياة:


... إذا الأحداث، بأمر مني

أيقظت النيام، فيها، وفتحت أبوابها وأطلقتهم

بفضل فني الفعال. ولكن هذا السحر الشاق

أعد بأن أتخلى عنه هنا... ولسوف أحطم عصاي

وأدفنها بضع أقدام تحت الأرض،

وفي مكان أعمق من حتى ترن فيه رصاصة الفادن

سوف أغرق كتابي(99).

وربما كان شكسبير أيضاً، الذي ابتهج ببناته وحفيده هوالذي صاح على لسان ميراندا:

عجباً!

كم من المخلوقات الوسيمة أرى هنا!

ما أجمل بني الإنسان! أيتها الدنيا الجديدة الرائعة

التي يعيش فيها مثل هؤلاء الناس(100)!


وفي فبراير 1616 تزوجت جوديت من توماس كويني. وفي 25 مارس خط شكسبير وصيته. فهجر ممتلكاته لسوزانا، و300 جنيه لجوديت، وأوصى بمبالغ لرفاق التمثيل، و"بسريره الثاني" لزوجته التي كان قد هجرها، وربما كان قد رتب مع سوزانا حتى ترعى أمها. وعاشت آن هاثاواي سبع سنوات بعده. وذكر جون وارد قسيس كنيسة ستراتفورد (1662-1681)، حتى "شكسبير وداريتون وبن جونسون اجتمعوا في جلسة مرحة، ويبدوأنهم أسرفوا في الشراب، لأن شكسبير توفي إثر حمى أصابته بعد ذلك(101) ". وحم القضاء في 23 أبريل 1616، ووري جثمانه التراب تحت الهيكل في كنيسة ستراتفورد، وهناك بالقرب من هذا المكان توجد بلاطة الضريح التي لا تحمل اسماً، وقد نقش عليها تعبير تخليد الذكرى، تنسبها أقوال متواترة محلية إلى شكسبير نفسه:

أيها الصديق الكريم، بحق يسوع المسيح، تحمل

أن تحفر التراب الذي يحيط بهذا المكان،

وليبارك الله الرجل الذي يحافظ على هذه الأحجار،

ولعنة الله على من ينقل عظامي.


7- بعد موت الشاعر

ومبلغ فهمنا، حتى شكسبير كان قد اتخذ خطوات لنشر رواياته. وطبعت الروايات الست عشرة التي كثيراً ما ظهرت في حياته، وواضح حتى هذا دون تعاون منه، في بتر الربع عادة، وعلى درجات متفاوتة من حيث التحريف في النص. وأثارت هذه القرصنة والإنتحالات اثنين من زملاءه السابقين: جون همنج وهنري كوندل، فأصدر في 1623 "الكتاب الأول"، وهومجلد من البتر الكبير به نحو900 صحيفة على نهرين، يضم النص الموثوق لست وثلاثين رواية. واتى في تصدير الكتاب "إننا لم نعمل إلا حتى أدينا خدمة للراقد تحت التراب، ولم نبغ من وراء ذلك ربحا حقيقياً لنا أوشهرة، بل نهدف إلأى تخليد ذكرى صديق عظيم ماثل بيننا... شكسبير" وكان يمكن شراء المجلد آنذاك بجنيه واحد. أما النسخ الباقية حتى الآن؛ وعددها مائتان تقريباً، فتقدر قيمة الواحدة منها بسبعة عشر ألفاً من الجنيهات، أي أغلى قيمة من أي كتاب آخر، باستثناء إنجيل جوتنبرج.

وتأرجحت شهرة شكسبير بشكل عجيب من حين لآخر. ففي 1630 امتدحه ملتون ونطق "شكسبير الأعز، ثمرة الذوق والفن". ولكن على عهد البيوريتانيين، حين أغلقت المسارح 1642-1660، جبت شهرة الشاعر، وعادت بعودة الملكية. وفي الصورة التي رسمها فان ديك لسير جون سكلنج (والمحفوظة بقاعة فريك في نيويورك)، ترى سكلنج يمسك "بالكتاب الأول" مفتوحاً على رواية هملت. ويمتدح دريدن، معجزة أواخر القرن السابع عشر، شكسبير على أنه "من بين الشعراء الحديثين، وربما القدامى أيضاً، أعظم نفس وأوسعها إدراكاً.. وكان دوماً عظيماً إذا عرضت له مناسبة عظيمة" ولكن "كثيراً ما انحط فنه الهزلي (الملهاة) التافه الفاتر إلى فن مرهق ثقيل تضيق النفوس به ذرعاً، كما انحط تمثيله الجاد إلى مجرد كلام منمق طنان(102)..." وذكر جون افلين في مفكرته (1660) "أن الروايات القديمة تثير اشمئزاز هذا العهد المهذب، حيث حتى صاحب الجلالة عاش طويلاً في الخارج" ويقصد بهذا حتى شارل الثاني والملكين العائدين جلبوا معهم إلى إنجلترا المعايير المسرحية من فرنسا، وسرعان ما أخرج المسرح بعد عودة الملكية أشد الروايات نادىرة وفجوراً في الأدب الحديث، وظلت روايات شكسبير تمثل، ولكن عادة، بعد تعديلها بفهم دريدن أوأتواي Otway أوغيرهما ممن يمثلون ذوق "عودة الملكية".


وأعاد القرن الثامن عشر روايات شكسبير إليه. فنشر نيقولا رو(1709) أول طبعة إنتقادية وأول سيرة حياة للشاعر. وأصدر بوب وجونسون طبعات وتعليقات. أما بترتون وجاريك وكمبل، والممثلة ساره سيدونز فقد جعلوا شكسبير معروفاً مألوفاً محبوباً بشكل لم يسبق مثيل على المسرح. وفي 1778 خلد توماس بودلر Bowdler اسمه هونفسه بنشر. نسخة مهذبة حذف منها "كل ما ينافي الحشمة والفضيلة، مما لا يمكن قراءته جهراً في الأسرة". وفي أوائل القرن التاسع عشر احتضنت الحركة الرومانتيكية شكسبير، وحولته مبالغات كولردج وهازلت ودي كوينسي وتشارلز لام إلى معبود قبلي.

واعترضت فرنسا-فما اتىت سنة 1700 حتى كان رونسار وماليرب وبوالوقد شكلوا معاييرها الأدبية وفق التنطقيد اللاتينية، من حيث التراتيب والشكل المنطقي والذوق الهذب والتحكيم العقلاني. وكانت فرنسا قد أقرت، في أعمال راسين الكلاسيكية في المسرحية. وقد أزعجها وعكر صفوها شكسبير بتلاعبه الفارغ بالألفاظ، والسيل الجارف من العبارات، وعواصفه العاطفية، ومهرجيه الأفظاظ، وجمعه بين الملهاة والمأساة. وعندما عاد فولتير من إنجلترا (1729) أتى معه ببعض التقدير لشكسبير، فهويقول "أظهرت الفرنسيين لأول مرة على بعض اللآلئ التي عثرت عليها بين الأكداس الهائلة(103)". ولكن إذا وضع أحدهم شكسبير في مرتبة أعلى من راسين، انبرى فولتير للدفاع عن فرنسا بقوله "إن شكسبير همجي محبوب"(104). وفي القاموس الفلسفي (1765) أجرى فولتير بعض التعديل "إن لهذا الرجل نفسه بتراً تلهب الخيال وتنفد إلى القلب...... لقد استوعب هذه المنزلة من الحملة والسمودون حتى يسعى إليها(105)" وساعدت مدام دي ستاي (1804) وجيزو(1821) وفيلمين (1827)-ساعدوا فرنسا على الاصغاء لشكسبير في أناة وصبر. وأخيراً فان ترجمة الروايات إلى نثر فرنسي جيد، تلك الترجمة التي قام بها فرنسوا بن فيكتور هيجوأكسبت شكسبير احترام فرنسا له، ولوأنه لم يصل إلى مستوى الإعجاب القلبي المخلص الذي أسبغته على راسين.

وكان حظ الشاعر من الطباعة أسعد في ألمانيا، حيث لم ينافسه محرر مسرحي محلي. فإن المحرر المسرحي الألماني العظيم الأول جوتهلد لسنج، هوالذي أنبأ مواطنيه (1759) بأن شكسبير يسموعلى جميع الشعراء القدامى والمحدثين، وأيده في هذا هردر. وحمل أوجست فون سكلجل ولودفيج تيك وغيرهما من زعماء المدرسة الرومانتيكية راية شكسبير، وأسهم جيته بمناقشة حماسية عن هملت في "قاعة ولهلم" (1796)(106). وأصبح شكسبير معروفاً محبوباً على المسرح الألماني، وانتزع الفهماء الألمان من إنجلترا مقام الصدارة، في دراسة حياة شكسبير ورواياته وتوضيحاته.

ويتعذر التقدير الموضوعي أوالمقارنة الموضوعية على هؤلاء الذين شبوا وترعرعوا وهم ينشقون عبير شكسبير. فان الذي يعهد لغة الإغريق على عهد بريكليز وعقيدتهم وفنهم وفلسفتهم، هووحده الذي يحس بالمسرحية المأساوية الديونيسية وسموها الذي لا مثيل له، وبساطتها الواضحة، وبالمنطق القوي في بنيانها، وبضبط النفس الباعث على الفخر في القول والعمل، وبالشرح الذي يهز النفوس في ترانيم مجموعة المغنين فيها، وبالمغامرة النبيلة في مشاهدة الإنسان من زاوية مكانه وقدره في الكون. كما إذا الذي يعهد اللغة الفرنسية والخلق الفرنسي، وخلفية "القرن الأعظم" (السابع عشر) يمكنه وحده أ يحس، في روايات كورني وراسين-لا مجرد عظمة الشعر وموسيقاه فحسب-بل يحس كذلك بالجهد البطولي للعقل في إثارة العاطفة وبعث الانفعال، والتمسك الحكيم الرزين بالمعايير الكلاسيكية العسيرة، وهجريز المسرحية في بضع ساعات تشد فيها الأعصاب، لتلخيص حياة الإنسان والفصل فيها، كذلك فان الذي يعهد اللغة الإنجليزية، في كمالها أيام إليزابث، ويتعمق ويجد لذة واستمتاعاً في البلاغة والأغاني والتراشق في عهد إليزابث، ولا يغل المسرح عن حتى يعكس صورة الطبيعة ويحرر الخيال، نقول إذا هذا وحده هوالذي يستطيع حتى يهيئ لروايات شكسبير ما تستحقه من تقدير وترحيب قلباً ونطقباً. ولكن مثل هذا الرجل لا بد حتى يرقص طرباً لروعة لغتها، ويهتز من الأعماق وهويتابع ويسير غور الفكر فيها، تلك هي الفترات الثلاث التي نعمت بموهبة المسرحية في العالم. ويجدر بنا، على الرغم من عجزنا، حتى نرحب بها جميعاً من أعماقنا، شاكرين لتراثنا من الحكمة الإغريقية، ومن الجمال الفرنسي، ومن الحياة في عصر إليزابث.

وفاته

Shakespeare's funerary monument in Stratford-upon-Avon.
Shakespeare's grave.

مؤلفاته

اقرأ نصاً ذا علاقة في

وليام شيكسپير


المسرحيات

Oberon, Titania and Puck with Fairies Dancing. By William Blake, c. 1786. Tate Britain.
Hamlet, Horatio, Marcellus, and the Ghost of Hamlet's Father. هنري فوسلي، 1780–5. Kunsthaus Zürich.

العروض

The reconstructed Globe Theatre, London.

مصادر نصية

صفحة العنوان في First Folio, 1623. Copper engraving of Shakespeare by Martin Droeshout.

العظماء

تاجر البندقية زوجات وندسور المرحات العبرة بالنهاية
جعجعة بلا طحن پريكليس، أمير صور ترويض النمرة
العاصفة الليلة الثانية عشرة أوكما تشاء سيدان من ڤيرونا
عذاب الحب الضائع سمبلين القريبان النبيلان
تيطس أندرونيكوس خاب سعي العشاق دقة بدقة

تاريخيات

الملك جون ريتشارد الثاني هنري الرابع
هنري الخامس هنري السادس ريتشارد الثالث هنري الثامن

تراجيديات

روميووجولييت كوريولانوس تيتوس آندرونيكوس
تيمون الأثيني يوليوس قيصر ماكبث
هاملت ترويلوس وكريسيدا الملك لير
عطيل أنطونيووكليوپاترا سيمبلين

قصائد

سوناتات شكسبير ڤينوس وأدونيس ملف:اغتصاب لوكريزي.pdf اغتصاب لوكريتسيا
ملف:الحاج المغرم.pdf الحاج المغرم ملف:العنقاء والسلحفاة.pdf العنقاء والسلحفاة ملف:شكوى محب.pdf شكوى محب

سونيتات

Title page from 1609 edition of Shake-Speares Sonnets.

مسرحيات مفقودة

  • الحب مجهود رابح
  • كاردينيو

كتابات مشكوكة في صحتها

  • أردن فافرشام
  • ميلاد مرلين
  • لوكرين
  • مبذر لندن
  • المتزمت
  • ماساة البكر الثانية
  • سير جون أولدكاستل
  • لورد توماس كرومويل
  • مأساة في يوركشاير
  • إدوارد الثالث
  • سير توماس مور

الأسلوب

Pity by William Blake, 1795, Tate Britain, is an illustration of two similes in Macbeth: "And pity, like a naked new-born babe, / Striding the blast, or heaven's cherubim, hors'd / Upon the sightless couriers of the air".

التأثير

Macbeth Consulting the Vision of the Armed Head. By Henry Fuseli, 1793–94. Folger Shakespeare Library, Washington.

شهرته

A recently garlanded statue of William Shakespeare in Lincoln Park, Chicago, typical of many created in the 19th and early 20th century.

التكهنات حول شكسبير

التأليف

الدين

النشاط الجنسي

البورتريه

انظر أيضاً

هناك كتاب ، [[b:{{{1 |{{{1 ]]، في فهم الخط.


  • English Renaissance theatre
  • World Shakespeare Bibliography

المراجع

كتاب : كتاب عالميون

الحواشي

خطأ استشهاد: الوسم <ref> المُعرّف في <references> فيه خاصية group "nb" التي لا تظهر في النص السابق.
خطأ استشهاد: الوسم <ref> المُعرّف في <references> فيه خاصية group "nb" التي لا تظهر في النص السابق.
خطأ استشهاد: الوسم <ref> المُعرّف في <references> فيه خاصية group "nb" التي لا تظهر في النص السابق.
خطأ استشهاد: الوسم <ref> المُعرّف في <references> فيه خاصية group "nb" التي لا تظهر في النص السابق.

خطأ استشهاد: الوسم <ref> المُعرّف في <references> فيه خاصية group "nb" التي لا تظهر في النص السابق.

www.aysoal.com

الاستشهادات

المصادر

  • Ackroyd, Peter (2006), Shakespeare: The Biography, London: Vintage, ISBN 978-0-7493-8655-9 .
  • Adams, Joseph Quincy (1923), A Life of William Shakespeare, Boston: Houghton Mifflin, OCLC 1935264 .
  • Baer, Daniel (2007), The Unquenchable Fire, Xulon Press, ISBN 978-1-60477-327-9 .
  • Baldwin, T. W. (1944), William Shakspere's Small Latine & Lesse Greek, 1, Urbana, Ill: University of Illinois Press, OCLC 359037, http://durer.press.illinois.edu/baldwin/vol.1/html/index.html .
  • Barber, C. L. (1964), Shakespearian Comedy in the Comedy of Errors, England: College English 25.7 .
  • Bate, Jonathan (2008), The Soul of the Age, London: Penguin, ISBN 978-0-670-91482-1 .
  • BBC News (28 May 2008). "Bard's 'cursed' tomb is revamped". British Broadcasting Corporation. Retrieved 23 April 2010.
  • Bentley, G. E. (1961), Shakespeare: A Biographical Handbook, New Haven: Yale University Press, ISBN 0-313-25042-1, OCLC 356416 .
  • Berry, Ralph (2005), Changing Styles in Shakespeare, London: Routledge, ISBN 0-415-35316-5 .
  • Bertolini, John Anthony (1993), Shaw and Other Playwrights, Pennsylvania: Pennsylvania State University Press, ISBN 0-271-00908-X .
  • Bevington, David (2002), Shakespeare, Oxford: Blackwell, ISBN 0-631-22719-9 .
  • Bloom, Harold (1999), Shakespeare: The Invention of the Human, New York: Riverhead Books, ISBN 1-57322-751-X .
  • Boas, F. S. (1896), Shakspere and His Predecessors, New York: Charles Scribner's Sons .
  • Bowers, Fredson (1955), On Editing Shakespeare and the Elizabethan Dramatists, Philadelphia: University of Pennsylvania Press, OCLC 2993883 .
  • Boyce, Charles (1996), Dictionary of Shakespeare, Ware, Herts, UK: Wordsworth, ISBN 1-85326-372-9 .
  • Bradbrook, M. C. (2004). "Shakespeare's Recollection of Marlowe". In Edwards, Philip; Ewbank, Inga-Stina; Hunter, G. K. (eds.). Shakespeare's Styles: Essays in Honour of Kenneth Muir. Cambridge University Press. pp. 191–204. ISBN .
  • Bradford, Gamaliel Jr. (February 1910), "The History of Cardenio by Mr. Fletcher and Shakespeare", Modern Language Notes 25 (2) .
  • Bradley, A. C. (1991), Shakespearean Tragedy: Lectures on Hamlet, Othello, King Lear and Macbeth, London: Penguin, ISBN 0-14-053019-3 .
  • Brooke, Nicholas (1998), "Introduction", in Shakespeare, William; Brooke, Nicholas (ed.), The Tragedy of Macbeth, Oxford: Oxford University Press, ISBN 0-19-283417-7 .
  • Brooke, Nicholas (2004). "Language and Speaker in Macbeth". In Edwards, Philip; Ewbank, Inga-Stina; Hunter, G. K. (eds.). Shakespeare's Styles: Essays in Honour of Kenneth Muir. Cambridge University Press. pp. 67–78. ISBN .
  • Bryant, John (1998), "Moby Dick as Revolution", in Levine, Robert Steven, The Cambridge Companion to Herman Melville, Cambridge: Cambridge University Press, ISBN 0-521-55571-X .
  • Bryson, Bill (2007), Shakespeare: The World as a Stage, Harper Collins, ISBN 0-06-074022-1 .
  • Burns, Edward (2000), "Introduction", in Shakespeare, William; Burns, Edward (ed.), King Henry VI, Part 1, London: Arden Shakespeare, Thomson, ISBN 1-903436-43-5 .
  • Carlyle, Thomas (1907), Adams, John Chester, ed., On Heroes, Hero-worship, and the Heroic in History, Boston: Houghton, Mifflin and Company, ISBN 1-4069-4419-X, OCLC 643782 .
  • Casey, Charles (Fall 1998), "Was Shakespeare gay? Sonnet 20 and the politics of pedagogy", College Literature 25 (3), Archived from the original on 16 May 2007, http://web.archive.org/web/20070516062509/http://findarticles.com/p/articles/mi_qa3709/is_199810/ai_n8827074, retrieved on 2 May 2007 .
  • Cercignani, Fausto (1981), Shakespeare's Works and Elizabethan Pronunciation, Oxford: University Press (Clarendon Press) .
  • Chambers, E. K. (1923), The Elizabethan Stage, 2, Oxford: Clarendon Press, ISBN 0-19-811511-3, OCLC 336379 .
  • Chambers, E. K. (1944), Shakespearean Gleanings, Oxford: Oxford University Press, ISBN 0-8492-0506-9, OCLC 2364570 .
  • Chambers, E. K. (1930), William Shakespeare: A Study of Facts and Problems, 2 vols., Oxford: Clarendon Press, ISBN 0-19-811774-4, OCLC 353406 .
  • Cheney, Patrick Gerard (2004), The Cambridge Companion to Christopher Marlowe, Cambridge: Cambridge University Press, ISBN 0-521-52734-1 .
  • Clemen, Wolfgang (2005a), Shakespeare's Dramatic Art: Collected Essays, New York: Routledge, ISBN 0-415-35278-9 .
  • Clemen, Wolfgang (2005b), Shakespeare's Imagery, London: Routledge, ISBN 0-415-35280-0 .
  • Clemen, Wolfgang (1987), Shakespeare's Soliloquies, London: Routledge, ISBN 0-415-35277-0 .
  • Cooper, Tarnya (2006), Searching for Shakespeare, National Portrait Gallery and Yale Center for British Art: Yale University Press, ISBN 978-0-300-11611-3 .
  • Craig, Leon Harold (2003), Of Philosophers and Kings: Political Philosophy in Shakespeare's "Macbeth" and "King Lear", Toronto: University of Toronto Press, ISBN 0-8020-8605-5 .
  • Cressy, David (1975), Education in Tudor and Stuart England, New York: St Martin's Press, ISBN 0-7131-5817-4, OCLC 2148260 .
  • Crystal, David (2001), The Cambridge Encyclopedia of the English Language, Cambridge: Cambridge University Press, ISBN 0-521-40179-8 .
  • Dillon, Janette (2007), The Cambridge Introduction to Shakespeare's Tragedies, Cambridge: Cambridge University Press, ISBN 0-521-85817-8 .
  • Dobson, Michael (1992), The making of the national poet, Oxford, England: Oxford University Press, ISBN 978-0-19-818323-5 .
  • Dominik, Mark (1988), Shakespeare–Middleton Collaborations, Beaverton, OR: Alioth Press, ISBN 0-945088-01-9 .
  • Dowden, Edward (1881), Shakspere, New York: Appleton & Co., OCLC 8164385 .
  • Drakakis, John (1985), Drakakis, John, ed., Alternative Shakespeares, New York: Meuthen, ISBN 0-416-36860-3 .
  • Dryden, John (1889), Arnold, Thomas, ed., An Essay of Dramatic Poesy, Oxford: Clarendon Press, ISBN 81-7156-323-6, OCLC 7847292 .
  • Dutton, Richard; Howard, Jean (2003), A Companion to Shakespeare's Works: The Histories, Oxford: Blackwell, ISBN 0-631-22633-8 .
  • Edwards, Phillip (1958), "Shakespeare's Romances: 1900–1957", in Nicoll, Allardyce, Shakespeare Survey, 11, Cambridge: Cambridge University Press, ISBN 0-521-21500-5, OCLC 15880120 .
  • Edwards, Philip; Ewbank, Inga-Stina; Hunter, G. K., eds. (2004), Shakespeare's Styles: Essays in Honour of Kenneth Muir, Cambridge: Cambridge University Press, ISBN 0-521-61694-8 .
  • Eliot, T. S. (1934), Elizabethan Essays, London: Faber & Faber, ISBN 0-15-629051-0, OCLC 9738219 .
  • Evans, G. Blakemore (1996), "Commentary", in Shakespeare, William; Evans, G. Blakemore (ed.), The Sonnets, Cambridge: Cambridge University Press, ISBN 0-521-22225-7 .
  • Farley-Hills, David (1990), Shakespeare and the Rival Playwrights, 1600–06, London: Routledge, ISBN 0-415-04050-7 .
  • Foakes, R. A. (1990), "Playhouses and Players", in Braunmuller, A.; Hattaway, Michael, The Cambridge Companion to English Renaissance Drama, Cambridge: Cambridge University Press, ISBN 0-521-38662-4 .
  • Fort, J. A. (October 1927), "The Story Contained in the Second Series of Shakespeare's Sonnets", The Review of English Studies 3 (12) .
  • Freehafer, John (May 1969), "'Cardenio', by Shakespeare and Fletcher", PMLA 84 (3) .
  • Friedman, Michael D. (2006), "'I'm not a feminist director but...': Recent Feminist Productions of The Taming of the Shrew", in Nelsen, Paul; Schlueter, June, Acts of Criticism: Performance Matters in Shakespeare and his Contemporaries: Essays in Honor of James P. Lusardi, New Jersey: Fairleigh Dickinson University Press, ISBN 0-8386-4059-1 .
  • Frye, Roland Mushat (2005), The Art of the Dramatist, London; New York: Routledge, ISBN 0-415-35289-4 .
  • Gager, Valerie L. (1996), Shakespeare and Dickens: The Dynamics of Influence, Cambridge: Cambridge University Press, ISBN 0-521-45526-X .
  • Gibbons, Brian (1980), Romeo and Juliet. The Arden Shakespeare Second Series, London: Thomson Learning, ISBN 978-1-903436-41-7 .
  • Gibbons, Brian (1993), Shakespeare and Multiplicity, Cambridge: Cambridge University Press, ISBN 0-521-44406-3 .
  • Gibson, H. N. (2005), The Shakespeare Claimants: A Critical Survey of the Four Principal Theories Concerning the Authorship of the Shakespearean Plays, London: Routledge, ISBN 0-415-35290-8 .
  • Grady, Hugh (2001a), "Modernity, Modernism and Postmodernism in the Twentieth Century's Shakespeare", in Bristol, Michael; McLuskie, Kathleen, Shakespeare and Modern Theatre: The Performance of Modernity, New York: Routledge, ISBN 0-415-21984-1 .
  • Grady, Hugh (2001b), "Shakespeare Criticism 1600–1900", in deGrazia, Margreta; Wells, Stanley, The Cambridge Companion to Shakespeare, Cambridge: Cambridge University Press, ISBN 0-521-65094-1 .
  • Gray, Arthur (1926), A Chapter in the Early Life of Shakespeare, Cambridge: Cambridge University Press. Reissued by Cambridge University Press, 2009;, ISBN 978-1-108-00557-9 .
  • Greenblatt, Stephen (2005), Will in the World: How Shakespeare Became Shakespeare, London: Pimlico, ISBN 0-7126-0098-1 .
  • Greer, Germaine (1986), William Shakespeare, Oxford: Oxford University Press, ISBN 0-19-287538-8 .
  • Halio, Jay (1998), Romeo and Juliet: A Guide to the Play, Westport: Greenwood Press, ISBN 0-313-30089-5 
  • Hansen, William (1983), Saxo Grammaticus & the Life of Hamlet, Lincoln: University of Nebraska Press, ISBN 0-8032-2318-8 .
  • Hattaway, Michael (1990), "Introduction", in Shakespeare, William; Hattaway, Michael (ed.), The First Part of King Henry VI, Cambridge: Cambridge University Press, ISBN 0-521-29634-X .
  • Hoeniger, F. D. (1963), "Introduction", in Shakespeare, William; Hoeniger, F. D. (ed.), Pericles, London: Arden Shakespeare, ISBN 0-17-443588-6l .
  • Holland, Peter (2000), "Introduction", in Shakespeare, William; Holland, Peter (ed.), Cymbeline, London: Penguin, ISBN 0-14-071472-3 .
  • Honan, Park (1998), Shakespeare: A Life, Oxford: Oxford University Press, ISBN 0-19-811792-2 .
  • Honigmann, E. A. J. (1999), Shakespeare: The Lost Years (Revised ed.), Manchester: Manchester University Press, ISBN 0-7190-5425-7 .
  • Hunter, Robert E. (1864), Shakespeare and Stratford-upon-Avon: A ‘Chronicle of the Time’, Whittaker. Reissued by Cambridge University Press, 2009;, ISBN 978-1-108-00162-5 .
  • Jackson, MacDonald P. (2004), "A Lover's Complaint Revisited", in Zimmerman, Susan, Shakespeare Studies, Cranbury, NJ: Associated University Press, ISBN 0-8386-4120-2 .
  • Jackson, MacDonald P. (2003), Defining Shakespeare: Pericles as Test Case, Oxford: Oxford University Press, ISBN 0-19-926050-8 .
  • Johnson, Samuel (2002), Lynch, Jack, ed., Samuel Johnson's Dictionary: Selections from the 1755 Work that Defined the English Language, Delray Beach, FL: Levenger Press, ISBN 1-84354-296-X .
  • Jonson, Ben (1996), "To the memory of my beloued, The AVTHOR MR. WILLIAM SHAKESPEARE: AND what he hath left vs", in Shakespeare, William; Hinman, Charlton (ed.); Blayney, The First Folio of Shakespeare (2nd ed.), New York: W. W. Norton & Company, ISBN 0-393-03985-4 .
  • Kastan, David Scott (1999), Shakespeare After Theory, London: Routledge, ISBN 0-415-90112-X .
  • Kathman, David (2003). "The Question of Authorship". In Wells, Stanley; Orlin, Lena Cowen (eds.). Shakespeare: an Oxford Guide. Oxford Guides. Oxford University Press. pp. 620–32. ISBN .
  • Keeble, N.H. (1980), Romeo and Juliet: Study Notes, Longman: York Notes, ISBN 0-582-78101-9 .
  • Kermode, Frank (2004), The Age of Shakespeare, London: Weidenfeld & Nicholson, ISBN 0-297-84881-X .
  • Kolin, Philip C. (1985), Shakespeare and Southern Writers: A Study in Influence, Jackson: University Press of Mississippi, ISBN 0-87805-255-0 .
  • Knutson, Roslyn (2001), Playing Companies and Commerce in Shakespeare's Time, Cambridge: Cambridge University Press, ISBN 0-521-77242-7 .
  • Lambourne, Lionel (1999), Victorian Painting, London: Phaidon, ISBN 0-7148-3776-8 .
  • Lee, Sidney (1900), Shakespeare's Life and Work, London: Smith Elder & Co. .
  • Levenson, Jill L. (2000), "Introduction", in Shakespeare, William; Levenson, Jill L. (ed.), Romeo and Juliet, Oxford: Oxford University Press, ISBN 0-19-281496-6 .
  • Levin, Harry (1986), "Critical Approaches to Shakespeare from 1660 to 1904", in Wells, Stanley, The Cambridge Companion to Shakespeare Studies, Cambridge: Cambridge University Press, ISBN 0-521-31841-6 .
  • Love, Harold (2002), Attributing Authorship: An Introduction, Cambridge: Cambridge University Press, ISBN 0-521-78948-6 .
  • Maguire, Laurie E. (1996), Shakespearean Suspect Texts: The "Bad" Quartos and Their Contexts, Cambridge: Cambridge University Press, ISBN 0-521-47364-0 .
  • McAfee, Cleland Boyd (1912), The Greatest English Classic: A Study of the King James Version of the Bible and Its Influence on Life and Literature, New York .
  • McDonald, Russ (2006), Shakespeare's Late Style, Cambridge: Cambridge University Press, ISBN 0-521-82068-5 .
  • McIntyre, Ian (1999), Garrick, Harmondsworth, England: Allen Lane, ISBN 0-7139-9328-6 .
  • McMichael, George; Glenn, Edgar M. (1962), Shakespeare and his Rivals: A Casebook on the Authorship Controversy, New York: Odyssey Press, OCLC 2113359 .
  • McMullan, Gordon (2000), "Introduction", in Shakespeare, William; McMullan, Gordon (ed.), King Henry VIII, London: Arden Shakespeare, Thomson, ISBN 1-903436-25-7 .
  • Meagher, John C. (2003), Pursuing Shakespeare's Dramaturgy: Some Contexts, Resources, and Strategies in his Playmaking, New Jersey: Fairleigh Dickinson University Press, ISBN 0-8386-3993-3 .
  • Milward, Peter (1973), Shakespeare's Religious Background, Chicago: Loyola University Press, ISBN 0-8294-0508-9 .
  • Morris, Brian Robert (1968), Christopher Marlowe, New York: Hill and Wang, ISBN 0-8090-6780-3 .
  • Muir, Kenneth (2005), Shakespeare's Tragic Sequence, London: Routledge, ISBN 0-415-35325-4 .
  • Nagler, A. M. (1958), Shakespeare's Stage, New Haven, CT: Yale University Press, ISBN 0-300-02689-7 .
  • Nolen, Stephanie (2002), Shakespeare's Face, Canada: Vintage Canada, ISBN 978-0-676-97484-3 .
  • Nuttall, Anthony (2007), Shakespeare the Thinker, Yale University Press, ISBN 978-0-300-11928-2 .
  • Paraisz, Júlia (2006), "The Nature of a Romantic Edition", in Holland, Peter, Shakespeare Survey, 59, Cambridge: Cambridge University Press, ISBN 0-521-86838-6 .
  • Pequigney, Joseph (1985), Such Is My Love: A Study of Shakespeare's Sonnets, Chicago: University of Chicago Press, ISBN 0-226-65563-6 .
  • Pollard, Alfred W. (1909), Shakespeare Quartos and Folios: A Study in the Bibliography of Shakespeare's Plays, 1594–1685, London: Methuen, OCLC 46308204 .
  • Porter, Roy; Teich, Mikuláš (1988), Romanticism in National Context, Cambridge: Cambridge University Press, ISBN 0-521-33913-8 .
  • Potter, Lois (1997), "Introduction", in Shakespeare, William; Potter, Lois (ed.), The Two Noble Kinsmen, London: Arden Shakespeare, Thomson, ISBN 1-904271-18-9 .
  • Pritchard, Arnold (1979), Catholic Loyalism in Elizabethan England, Chapel Hill: University of North Carolina Press, ISBN 0-8078-1345-1 .
  • Ramos, Péricles Eugênio da Silva (1976), Hamlet (translate to portuguese), São Paulo: Editora Abril .
  • Ribner, Irving (2005), The English History Play in the Age of Shakespeare, London: Routledge, ISBN 0-415-35314-9 .
  • Ringler, William, Jr. (1997), "Shakespeare and His Actors: Some Remarks on King Lear", in Ogden, James; Scouten, In Lear from Study to Stage: Essays in Criticism, New Jersey: Fairleigh Dickinson University Press, ISBN 0-8386-3690-X .
  • Rowe, John (2006), "Introduction", in Shakespeare, William; Rowe, John (ed.), The Poems: Venus and Adonis, The Rape of Lucrece, The Phoenix and the Turtle, The Passionate Pilgrim, A Lover's Complaint, by William Shakespeare (2nd revised ed.), Cambridge: Cambridge University Press, ISBN 0-521-85551-9 .
  • Rowe, Nicholas (1709), Gray, Terry A., ed., Some Acount of the Life &c. of Mr. William Shakespear, Online at Mr. William Shakespeare and the Internet, 1997, http://shakespeare.palomar.edu/rowe.htm, retrieved on 30 July 2007 .
  • Royle, Nicholas (2000), "To Be Announced", in Morra, Joanne; Robson, Mark; Smith, Marquard, The Limits of Death: Between Philosophy and Psychoanalysis, Manchester: Manchester University Press, ISBN 0-7190-5751-5 .
  • Sawyer, Robert (2003), Victorian Appropriations of Shakespeare, New Jersey: Fairleigh Dickinson University Press, ISBN 0-8386-3970-4 .
  • Schanzer, Ernest (1963), The Problem Plays of Shakespeare, London: Routledge and Kegan Paul, ISBN 0-415-35305-X, OCLC 2378165 .
  • Schoch, Richard (2002), "Pictorial Shakespeare", in Wells, Stanley; Stanton, Sarah, The Cambridge Companion to Shakespeare on Stage, Cambridge: Cambridge University Press, ISBN 0-521-79711-X .
  • Schoenbaum, S. (1981). William Shakespeare: Records and Images. Oxford University Press. ISBN .
  • Schoenbaum, Samuel (1991), Shakespeare's Lives, Oxford: Oxford University Press, ISBN 0-19-818618-5 .
  • Schoenbaum, Samuel (1987), William Shakespeare: A Compact Documentary Life (Revised ed.), Oxford: Oxford University Press, ISBN 0-19-505161-0 .
  • Schopenhauer, Arthur (1958), The World as Will and Representation (Volume I. E.F.J. ed.), Payne: Falcon Wing's Press .
  • Shakespeare, William (1914), "Sonnet 18", in Craig, W. J., The Oxford Shakespeare: the Complete Works of William Shakespeare (Bartleby.com (2000) ed.), Oxford: Oxford University Press, http://www.bartleby.com/70/50018.html, retrieved on 22 June 2007 .
  • Shapiro, James (2005), 1599: A Year in the Life of William Shakespeare, London: Faber and Faber, ISBN 0-571-21480-0 .
  • Shapiro, James (2010), Contested Will: Who Wrote Shakespeare?, New York: Simon & Schuster, ISBN 9781416541622 .
  • Snyder, Susan; Curren-Aquino, Deborah (2007), "Introduction", in Shakespeare, William; Snyder, Susan (ed.); Curren-Aquino, Deborah (ed.), The Winter's Tale, Cambridge: Cambridge University Press, ISBN 0-521-22158-7 .
  • Steiner, George (1996), The Death of Tragedy, New Haven: Yale University Press, ISBN 0-300-06916-2 .
  • Taylor, Dennis (2006), "Hardy and Hamlet", in Wilson, Keith, Thomas Hardy Reappraised: Essays in Honour of Michael Millgate, Toronto: University of Toronto Press, ISBN 0-8020-3955-3 .
  • Taylor, Gary (1990), Reinventing Shakespeare: A Cultural History from the Restoration to the Present, London: Hogarth Press, ISBN 0-7012-0888-0 .
  • Taylor, Gary (1987), William Shakespeare: A Textual Companion, Oxford: Oxford University Press, ISBN 0-19-812914-9 .
  • Vickers, Brian (2002), Shakespeare, Co-Author: A Historical Study of Five Collaborative Plays, Oxford: Oxford University Press, ISBN 0-19-925653-5 .
  • Wain, John (1975), Samuel Johnson, New York: Viking, ISBN 0-670-61671-0 .
  • Wells, Stanley; Taylor, Gary; Jowett, John et al., eds. (2005), The Oxford Shakespeare: The Complete Works (2nd ed.), Oxford: Oxford University Press, ISBN 0-19-926717-0 .
  • Wells, Stanley (1997), Shakespeare: A Life in Drama, New York: W. W. Norton, ISBN 0-393-31562-2 .
  • Wells, Stanley (2006), Shakespeare & Co, New York: Pantheon, ISBN 0-375-42494-6 .
  • Wells, Stanley; Orlin, Lena Cowen, eds. (2003), Shakespeare: An Oxford Guide, Oxford: Oxford University Press, ISBN 0-19-924522-3 .
  • Werner, Sarah (2001), Shakespeare and Feminist Performance, London: Routledge, ISBN 0-415-22729-1 .
  • Wilson, Richard (2004), Secret Shakespeare: Studies in Theatre, Religion and Resistance, Manchester: Manchester University Press, ISBN 0-7190-7024-4 .
  • Wood, Michael (2003), Shakespeare, New York: Basic Books, ISBN 0-465-09264-0 .
  • Wright, George T. (2004), "The Play of Phrase and Line", in McDonald, Russ, Shakespeare: An Anthology of Criticism and Theory, 1945–2000, Oxford: Blackwell, ISBN 0-631-23488-8 .

وصلات خارجية

  • Open Source Shakespeare complete works, with search engine and concordance
  • Open Shakespeare complete works, search engine, stats and more all as open content/open source
  • Internet Shakespeare Editions
  • Shakespeare's Words the online version of the best-selling glossary and language companion
  • First Four Folios at Miami University Library, digital collection
  • Shakespeare's Will from The National Archives
  • أعمال موسيقية مجانية من وليام شيكسپير في مخطة الأعمال الكورالية المشاع (ChoralWiki)


  • Works by or about وليام شيكسپير in libraries (WorldCat catalog)
  • وليام شيكسپير at the Open Directory Project
  • وليام شيكسپير at the Internet Movie Database
  • William Shakespeare at Project Gutenberg


  • Shakespeare's Words the online version of the book

نطقب:Relatebard نطقب:Relatebardtree



تاريخ النشر: 2020-06-04 16:20:53
التصنيفات: صفحات بأخطاء في المراجع, صفحات تستخدم وسوم HTML غير صالحة, Articles which use infobox templates with no data rows, Pages using Infobox writer with unknown parameters, صفحات تحوي وصلات ملفات معطوبة, Portal templates with redlinked portals, مقالات ناطقة, مقالات مميزة, مواليد 1564, وفيات 1616, ممثلون من القرن 16, شخصيات إنگليزية من القرن 16, شخصيات إنگليزية من القرن 17, دفن في ويست ميدلاندز (منطقة), مسرحيون وكتاب مسرحيون إنگليز, شعراء إنگليز, مسرحيو النهضة الإنگليزية, خريجو مدرسة الملك ادوارد السادس ستراتفورد أبون أڤون, شخصيات من ستراتفورد أبون أڤون, شخصيات من فترة تيودور, أسرة شكسبير, مؤلفو سونيتات, شكسبير, أدباء إنگليز

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

هل تنتقل السحب المطرية الضخمة من السعودية إلى مصر؟

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-11-25 12:17:28
مستوى الصحة: 94% الأهمية: 90%

الإنفلونزا: تطوير لقاح شامل ضد جميع أنواعها العشرين المعروفة

المصدر: BBC News عربي - بريطانيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-11-25 12:17:05
مستوى الصحة: 88% الأهمية: 87%

قطر تواجه السنغال الجريحة أملا في تجاوز خيبة افتتاح المونديال

المصدر: فرانس 24 - فرنسا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-11-25 12:17:17
مستوى الصحة: 75% الأهمية: 99%

مونديال 2022: إنكلترا وهولندا لحسم أولى تذاكر ثمن النهائي

المصدر: فرانس 24 - فرنسا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-11-25 12:17:21
مستوى الصحة: 93% الأهمية: 92%

الكرملين يعلق على تصريحات زيلينسكي بشأن استعادة القرم

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-11-25 12:17:31
مستوى الصحة: 84% الأهمية: 89%

كاني ويست: ترامب صرخ في وجهي

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-11-25 12:17:33
مستوى الصحة: 94% الأهمية: 98%

كأس العالم 2022: إيران في مواجهة مصيرية أمام ويلز

المصدر: BBC News عربي - بريطانيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-11-25 12:17:07
مستوى الصحة: 87% الأهمية: 90%

هل تجعلنا لقاحات "الرنا المرسال" بشرا خارقين؟

المصدر: BBC News عربي - بريطانيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-11-25 12:17:06
مستوى الصحة: 91% الأهمية: 99%

مصر.. القبض على رجل أعمال هارب من قرنين ونصف أحكام بالسجن

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-11-25 12:17:33
مستوى الصحة: 84% الأهمية: 95%

لقاحات فيروس كورونا: كيف سيكون الجيل الثاني منها؟

المصدر: BBC News عربي - بريطانيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-11-25 12:17:06
مستوى الصحة: 81% الأهمية: 96%

الكرملين ينفي تقارير إعلامية عن خطط إعلان تعبئة جديدة في البلاد

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-11-25 12:17:29
مستوى الصحة: 92% الأهمية: 96%

تحميل تطبيق المنصة العربية