الأدواق في فرنسا

عودة للموسوعة

الأدواق في فرنسا

The drapeau blanc or standard of the French royal family
Heraldic depiction of a duke's coronet

لقب دوق Duke كان أعلى لقب في النبالة الفرنسية أثناء عهود الملكية في فرنسا.

الدوقيات القديمة

انقسمت فرنسا حوالي عام 1000 م، بعمل كبار الملاك الذين كانوا يضمون إليهم تدريجياً ما يحيط بهم من الأراضي إلى سبع إمارات كبرى يحكم كلا منها كونت أودوق. وهذه الأقسام هي أكتين، وطلوشة، وبرغندية، وأنجوا، وشمبانيا، وفلاندرز، ونورمندية. وكان هؤلاء الأدواق أوالكونتات في جميع الحالات تقريباً ورثة زعماء أوقواد منحهم الملوك المروفنجيون أوالكارلنجيون ضياعاً جزاء لهم على خدماتهم الحربية أوالإدارية. وكان الملك قد أصبح يعتمد على هؤلاء الكبراء في تجييش الجيوش وحماية ولايات الحدود؛ ولم يكن بعد عام 888 يسن القوانين للمملكة جميعها، أويجبي منها الضرائب، بل كان الأدواق والكونتات يسنون القوانين، ويجبون الضرائب، ويشنون الحروب، ويفصلون في القضايا ويعاقبون، ويكادونقد يكونون سادة مستقلين في ضياعهم، لا يدينون للملك إلا بولاء أسمى، ولا يؤدون له إلا خدمة عسكرية ذات نطاق محدود. واقتصرت سلطة الملك في وضع القوانين، والفصل في القضايا، وفي الشئون المالية، على ضياعه الملكية الخاصة، وهي التي سميت فيما بعد جزيرة فرنسا lle de France وتضم إقليمي الساءون والسين الأوسط الممتدين من أورليان إلى بوفيه ومن تشاتر إلى ريمس.وتقدمت نورمندية دون سائر الدوقيات المستقلة استقلالاً نسبياً بأن نمت نمواً سريعاً إلى أقصى حدود السرعة في قوتها وسلطانها، فلم يمض عليها قرن واحد بعد تسليمها لأهل الشمال حتى أصبحت أكثر ولايات فرنسا مغامرة ومخاطرة-ولعل السبب في ذلك هوقربها من البحر ومسقطها بين إنجلترا وباريس. وكان أهل الشمال وقتئذ مسيحيين متحمسين للمسيحية، لهم أديرة ومدارس أديرة، وكانوا يتناسلون باستهتار ما لبث حتى دفع شبابا النورمنديين إلى إنشاء ممالك جديدة من الولايات القديمة. ذلك حتى بحارة الشمال كانوا حكاماً أقوياء لا يبالون بالمبادئ الأخلاقية ولا راعون في الوصول إلى أغراضهم ضميراً، ولكنهم قادرون على حتى يحكموا بيد من حديد شعباً مشاكساً، مضطرباً، مكوَّناً من الغاليين والفرنجة، والشماليين. ولم يكن ربرت الأول (1028-1035) قد أصبح بعد دوقا لنورمندية حين سقطت عينه في عام 1026 على هارلت Harlette ابنة دباغ في فاليز Falaise. فلما رآها أضحت عشيقته العزيزة جرياً على إحدى السنن الدنمرقية القديمة، وسرعان ما أنجبت له ولداً يعهد عند معاصريه باسم وليم النغل William the Bastard وعندنا نحن باسم وليم الفاتح William the Conqueror. ولما اشتد على ربرت وخز ضميره لكثرة ما ارتكب من الذنوب غادر نورمندية في عام 1035 ليحج حجة التوبة إلى أورشليم، واستدعى قبل سفره أكابر الأعيان ورجال الدين ونطق لهم:

"أقسم بديني أني لن أهجركم دون حتى أولي عليكم سيداً؛ إني لي إبناً نغلاً سيكبر بفضل الله، وإني لقوي الراتى في حتىقد يكون من أحسن الناس صفات، ورجائي حتى تقبلوه سيداً عليكم؛ وليس يهمكم قط أنه لم يولد من زواج شرعي فهذا لن يؤثر في قدرته على الحكم... أوفي توزيع العدالة بين الناس. وهأنذا أعينه وارثاً لعرشي، وأخلع عليه من هذه اللحظة دوقية نورمندية بأكملها(62).

وتوفي ربرت في طريق إلى أورشليم، وحكم الأشراف وقتاً ما بالنيابة عن ابنه. ولما شبت فتنة في البلاد تحاول خلعه أخمدها بوحشية ممزوجة بالكرامة، فقد كان رجلاً يجمع بين الدهاء والبسالة، بعيد النظر في وضعه خطط المستقبل، ملاكاً لأصدقائه، وشيطاناً على أعدائه. وكان يسمع تهكم الناس على مولده ويقبل هذا التهكم بصدر رحب، وكان من حين إلى حين يمضي بعض ما يخط باسم وليم النغل Guiielmus Nethus؛ ولكنه حين حاصر ألنسون Alencon وعلق المحاصرون الجلود على جدرانهم إشارة إلى حرفة جده بتر أيدي من سقط في يديه من الأسرى وأرجلهم، وفقأ أعينهم، وقذف المدينة من مجانيقه بهذه الأعضاء. وأعجبت نورمندية بوحشيته وحكمه الصارم، وعمها الرخاء. فقد حد وليم من استغلال الأشراف للفلاحين، وأرضى أولئك الأشراف بالعطايا السنية، وكان يعني عناية الأتقياء الصالحين بواجباته الدينية، وجلل أباه العار بإخلاصه لزوجته إخلاصاً لم يسبق له مثيل، وقد أولع بحب ماتلدة Matilda الجميلة ابنة بلدوين Baldwin كونت فلاندرز، ولم يؤثر فيه حتى لها ولدين وزوجاً لا يزال على قيد الحياة وإن كان منفصلاً عنها. غير أنها ردت وليم وكالت له الإهانات ونطقت "إنها تفضل حتى تكون راهبة محجبة على حتى تتزوج بنغل"(63)؛ ولكنه لم يرجع عن حبها، ونالها آخر الأمر وتزوجها رغم تشهير رجال الدين؛ وترتب على ذلك حتى جَرَّدَ الأسقف مالجر Malger والأب لانفرانك رئيس الدير لأنهما ذما هذا الزواج، وحرق في صورة غضبه جزءاً من دير بك. ثم أقنع لانفرانك البابا نقولاس الثاني بأن يصادق على الزواج، وأراد وليم حتى يكفر عما فرط منه فبنى في جائن دير الرجال النورمندي الذائع الصيت، وبفضل هذا الزواج ارتبط وليم بكونت فلاندرز، وكان قد سقط قبل ذلك الوقت في عام 1048 اتفاقاً مع ملك فرنسا. وبعد حتى حمى جناحيه بهاتين الوسيلتين وزينهما شرع وهوفي التاسعة والثلاثين من عمره في فتح إنجلترا.


انظر أيضاً

  • قائمة الدوقيات الفرنسية
  • List of French peerages

الهامش

  1. ^ E. Armstrong (1 September 2004). . Kessinger Publishing. pp. 7–. ISBN . Retrieved 2 August 2013. The former belonged to the highest rank of non-royal French nobility, and its head, the Duke, possessed the highest ...
تاريخ النشر: 2020-06-04 16:24:26
التصنيفات: دوقات فرنسا

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

استقرار حالة الظهير الأيسر بعد نجاح العملية الجراحية

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-03-02 18:21:44
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 67%

ٱلغاء المؤتمر الصحفي للمدير الفني لفريق سوار الغيني

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-03-02 18:21:45
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 60%

العدل جروب تترجم مسلسل عتبات البهجة بلغة الإشارة

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-03-02 18:22:27
مستوى الصحة: 40% الأهمية: 38%

الموضوع كبر مع ولاد البرنس فى مسار إجباري

المصدر: صوت الأمة - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-03-02 18:21:08
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 67%

سيامة كاهن جديد بإيبارشية شرق المنيا

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-03-02 18:21:52
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 62%

تشكيل فريقي الإسماعيلي وبلدية المحلة

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-03-02 18:21:43
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 66%

فريق مركز شباب كفر قشاش يُتوج بطلًا لدوري توتال انرجيز

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-03-02 18:21:48
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 57%

الموضوع كبر مع ولاد البرنس.. التريلر الرسمي لمسلسل مسار إجباري

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-03-02 18:22:23
مستوى الصحة: 34% الأهمية: 48%

تحميل تطبيق المنصة العربية