حياة لاثاريو دى تورمس

عودة للموسوعة

حياة لاثاريودى تورمس

Lazarillo de Tormes
Title page of the 1554 edition
المؤلف anonymous
العنوان الأصلي La vida de Lazarillo de Tormes y de sus fortunas y adversidades
البلد Spain
اللغة Spanish
الصنف Picaresque
تاريخ النشر
1554
نوع الوسائط Print (Hardback & Paperback)

The Life of Lazarillo de Tormes and of His Fortunes and Adversities (بالاسپانية: La vida de Lazarillo de Tormes y de sus fortunas y adversidades النطق الإسپاني: [la ˈβiða ðe laθaˈɾiʎo ðe ˈtormes i ðe sus forˈtunas i aðβersiˈðaðes]) is a Spanish novella, published anonymously because of its heretical content. It was published simultaneously in three cities in 1554: Alcalá de Henares, Burgos and Antwerp. The Alcalá de Henares edition adds some episodes which were probably written by a second author.

وتعتبر الرواية تمهيدًا للرواية الشطارية أوالبيكارسكيّة بعناصرها المتمثلة في الواقعيّة والسّرد، الذيقد يكون فيه الرّاوي شخصيّة من شخصيّات العمل، ترحال البطل، العمل في خدمة أكثر من سيّد، والفكر الأخلاقي التشاؤمي.

لاثريودي تورميس هي لوحة ساخرة لمجتمع ذلك الوقت الذي يعوزه الرحمة وتتفشى فيه الرّذائل وينتشر فيه النفاق خاصةً بين رجال الدّين المسيحيّين والمتديّنين. وتختلف الفرضيّات حول مؤلفه، فيرى البعض أنه من المؤيدين لأفكار الإراسموسيّين، وهوما دفع محاكم التّفتيش إلى حظرها ثم السّماح بنشرها في وقت لاحقٍ بعد تنقيحها. ولم يعاد نشر العمل بشكل تام حتى نهاية القرن التاسع عشر.

الملخص

Lázaro is a boy of humble origins from Salamanca. After his stepfather is accused of thievery, his mother asks a wily blind beggar to take Lazarillo (little Lázaro) on as his apprentice. Lázaro develops his cunning while serving the blind beggar and several other masters.

جدول المحتويات:

  • Prologue
  • Chapter (or treatise) 1: childhood and apprenticeship to a blind man.
  • Chapter 2: serving a priest.
  • Chapter 3: serving a squire.
  • Chapter 4: serving a friar.
  • Chapter 5: serving a pardoner.
  • Chapter 6: serving a chaplain.
  • Chapter 7: serving a bailiff and an archbishop.

الطّبعات الأولى

حفظت طّبعات أربعة مختلفة للعمل، تعود جميعها لعام 1554، وتجد على التّوالي في: برغش، أنتويرب، ألكالا دي إيناريس، ومدينا ديل كامبو. ويبدوحتى أقدمها طبعات برغش ومدينا.

ويحتفظ بسبع نسخ مختلفة من طبعة أنتويرب، في حين توجد نسخة واحدة من الطّبعات الثّلاثة الأخرى. النّسخة التي اكتشفت في الآونة الأخيرة هي من طبعة مدينا ديل كامبو، كانت محجوزة حتى عام 1992 داخل جدار منزل في ساحة السيّدة العذراء في مدينة سوتيرانيا من باركاروتا. ومن المرجّح حتى أقدم طبعة تعود لعام 1533 أو1552، كان نجاحها سبباً في ظهور الأربع طبعات اللاحقة في وقت واحد.

التأليف

قدمت فرضيات عديدة تاريخيًا حول مؤلفي رواية لاثريودي تورميس. ففي عام 1605، نسب الرّاهب خوسيه دي سيغوينثا، من جمعيّة القدّيس جيرونيم الدينيّة، تأليف هذا العمل أيضًا للجيرونيمي الرّاهب خوان دي أورتيغا.

""يتحدثون عن فتىً كان طالبًا في سالامنكا، ذا عبقرية فذّة، بيد أنه لم يكن مهذّباً. ساهم الطالب في ترويج الكتاب هناك، يدعى لاثرودي تورميس، يبرز من خلال شخصية العمل الوضيعة تمكناً من اللّغة القشتاليّة وجمالية شخصيات العمل التي يقدمها بفنّ فريد وظريف، ويستحقّ حتى يقرأه أصحاب الذّوق الرّفيع. ودّليل على ذلك عثوره على مسودة العمل في الصّومعة مكتوبة بخطّ يده" الراهب خوسيه دي سيغوينثا، "تاريخ جميعة القدّيس جيرونيم"

في العصر الذي نشر فيه لاثريو، كان خوان دي أورتيغا قائد الجيرونيميين، وهذا ما يفسر سبب ظهور الكتاب دون اسم المؤلف. وكان عدم الكشف عن هويّته ضرورة لكونه قائد الجمعيّة الدينيّة. وقد دافع عن هذه الفرضية بقوة مارسيل باتايلون واتفق معه الصّحفيّ خوسيه ديلفن فال.

في عام 1607، في فهرس Catalogus Clarorum Hispaniae scriptorium في إسبانيا، الذي ألفه الفلامنكي باليريوأندريس تيكساندرو، يقول إن: "دييغوأورتادودي مندوثا هومن ألف العمل الممتع لاثريودي تورميس". ويرد الشيء ذاته في أعمال مؤلّفين آخرين من القرن السابع عشر وفي قاموس السّلطات الذي نشرته الأكاديميّة الملكيّة الإسبانيّة (1726-1739)، وقد نال الاستحسان خاصّةً في القرن التاسع عشر.

في شهر آذار لعام 2010، نشرت الصّحافة أنّ مارثيدس أجويو، عالم الكتابات التّاريخيّة، اكتشف في بعض أوراق دييغوأورتادودي ميندوثا العبارة التّالية: "مجموعة من التّسليمات لطباعة لاثريووبروبلاديا"، ممّا دفعه لتأليف كتاب حول "فرضيّة واحدة جديّة حول تأليف لاثريووالتي عززتها حقائق وظروف أخرى تشير بقوة في اتجاه دون دييغو".

في نهاية القرن التاسع عشر، ربط عالم اللغة الإسبانية ألفريد موريل فاتيو، وطوّره لاحقاً مانيويل ج. أسينسيو- ربط مؤلف كتاب لاثريومع ندوة الإراسموسيين والأخوة فالديس، وبناءً على هذه الفرضيّة عزي العمل إلى خوان دي فالديس أوأخيه ألفونسو. وساندت هذه الفرضية عام 2002 بحوث أنجزتها البروفسورة روزا نافارودوران، تقوم أساساً على مقارنة العمل مع الحوارات المألوفة لألفونسودي فالديس، وهي محادثة الآلهات ميركوريووكارون، وحوار الأحداث التي سقطت في روما.

وفي فرضية أخرى ظهرت في القرن التاسع عشر رشح اسم سيباستيان دي أوروثكومن قبل خوسيه ماريا أسينسيوإي توليدووهومحرّر كتابه "الأغاني". ودافع عن الفرضية خوليوثيخادور إي فراوكا عام 1914 في طبعته لكتاب لاثريو، معتمدًا على مشهد في الكتاب يتحدث عن فتى أعمى يدعى لاثرو. ودافع عنها لاحقا فرانشيسكوماركيث فيلانويبا، الذي عثر تشابهات في موضوعاتها المهمة وأفكارها ومفرداتها.

ومن المقترحات حول من هومؤلف لاثريو، اقترح في عام 1903 اسم المحرر المسرحيّ لوبيه دي رويدا (وصاحب هذا المقترح هوفونجير دي آن، مدّعياً أنه كان كبطل الرواية واعظا في طليطلة عام 1538، وقد رفضت الفرضية هذه في وقت لاحق). ومن المقترحات الأخرى ذكرت أسماء مثل بيدرودي روا،إيرنان نونيث، القائد اليوناني، ومؤخرًا، فرانشيسكوثيربانتس دي سالاثار، الذي دافع عنه خوسيه لويس مادريجال. على الرغم من حتى هذا الباحث تخلى عن هذه الفرضية عام 2008 للدفاع عن خوان أرثي دي أوتالورا مؤلف ندوات بالاتيووبينثيانو. واعتقد جميع من كلارك كولان وألفريد رودريجيث أنّ من خط لاثريوهوعالم إنسانيّ من مدينة كوينكا يدعى خوان مالدونادووذلك لاستخدامه المفرط للسّيرة الذاتيّة الخيالية من بين مسببات أخرى. واقترح آخرون أسماء أخرى مثل أليخوبينيجاس، باركولوميه توريس نارو، جونثالوبيريث، السكريتير العام لكارلوس الخامس. بالإضافة إلى فيرناندودي روخاس، مؤلف لا ثلستينا، والتي دافع عنها هوارد مانسينج، أوعالم الإنسانيات الإسباني الشهير خوان لويس بيبيس، ونشرها فرانشيسكوكاليروفي عام 2006.

الجنس الأدبي

تعد الرواية تثقيفاً للذات، ورغم حتى جملها تبدوبسيطة غير أنها في الحقيقة معقدة جداً. الرسالة موجهة "إلى حضرتك"، وهي صيغة نفهم من خلالها أنه إنسان ذومرتبة اجتماعية سامية سمع بالقضية التي ثارت بين الناس عن "زواج رئيس الكهنة من زوجة لاثرو" فطلب إلى لاثرو، وهوشخصية حاضرة في العمل، كتابة الرسالة عارضاً وجهة نظره بالتفصيل، على حتى تحوي نوعاً من الاعتراف من شخصية ذي رتبة كنسية، من الممكن رئيس أساقفة طليطلة الذي سمع بالإشاعات الغريبة حول السلوك الجنسي الغريب لرئيس كهنة سلفادور، وهوما نتوصل إليه في نهاية الكتاب عن معاشرته لزوجة لاثرو.

أصالة الكتاب تكسر جميع القوالب والأجناس الأدبية وتخلق جنساً أدبياً واقعياً خاصاً هوالرواية الشطارية. تقابل الرواية من خلال محاكاة ساخرة لأدب الفرسان النهضوي والملاحم البطولية والأدب الرعوي الملائكي والعشق العذري مع ملحمة الجوع التي تسلط الضوء عن المسكوت عنه في المجتمع في محاولة للبقاء على قيد الحياة. وهذا التوجه يتماشى مع التقليد الواقعي في الأدب الإسباني لعصر النهضة في نموذجه الآخر المتمثل بمسرحية لا ثليستينا.

المواضيع

تعالج لاثريودي تورميس موضوعاً أخلاقياً، فهي تنقد بشكل لاذع النفاق ومفهوم الشرف المزيف الخاضع لمعايير المجتمع. يعرض المؤلف رؤيته السوداوية العدمية المناهضة للكنيسة لنهاية وخيمة للكرامة الإنسانية. فالحياة قاسية وتصدق فيها نصيحة الأعمى في لاثريو"فتات من بخيل خير من لا شيء"؛ فكل يسعى لمنفعته الشخصية فقط، وفي بداية العمل ينصحنا لكي نكون من الصالحين حتى نتظاهر بالصلاح لا حتى نكون منهم. وبلا شك، تعالج الرواية خيبة أمل إنسانية، من الممكن لرجل يهودي اعتنق المسيحية أولإيراسموسي، رغم حتى مارسيل باتايلون ينفي التأثير المباشر لدسيدريوس إراسموس على العمل.

لذلك، أدراج العمل في فهرس الخط المحرّمة لدى محاكم التفتيش، مما قاد إلى تداول نسخة منقحة للمشاهد المناهضة للكنيسة فيها. بالإضافة لذلك كانت الرواية من أكثر الخط ترجمة وحاولت أعمال أخرى محاكاتها. وكان لتأثيرها العميق الأثر في ظهور أعمال أدبية أخرى في إسبانيا مثل دون كيخوتي دي لا مانتشا والثلاثين جزء من الروايات الشطّارية الإسبانية والأجنبية المحفوظة للآن.[بحاجة لمصدر]


ارتبط "لاثريو" بالأعمال التالية:

  • الحمار المضىي: تتناسب بنيتها مع بنية رواية المغامرات المتمثلة في كتاب لوكيوس أبوليوس التي تؤثر في ترتيب رواية لاثريووفي طبيعة البطل الذي يخدم أكثر من سيّد، بيد حتى لاثريولا يتحول كما هوفي شخصية أبوليوس.
  • الكتاب الرابع للفارس الشجاع رينالدودي مونتالبان: ألف العمل عام 1542، وهومقتبس في حقيقة الأمر عن بالدوس أوبالدو(1521)، وهي قصيدة مستوحاة بلغتها التي تمزج بين الحدثات اللاتينية والعامية ذات النهايات اللاتينية من الإيطالي ثيوفيلوس فولينغوس الذي خط رواية تدرج تحت ما يعهد بالسيرة الذاتيّة، ويقدم من خلالها ثنائية الأعمى والخادم وبطل من منزلة اجتماعية دنيا. وعلى منوال رواية لاثريويكمن وراء هذا العمل نموذج شخصية أبوليوس.
  • طريقة كتابة رسائل الحب: من هذه الرواية العاطفية لمؤلفها خوان دي سيغورا (1548)، أخذت رواية لاثريونموذج الرسائل، الذي أكتسب أهمية كبيرة في حركة الأنسنة.
  • القصص الفلكلوريّة: يفضل عدم الهجريز كثيراً على المصادر الشفهية كنوع من المصادر ويفضل الأخذ بعين الاعتبار النصوص المكتوبة، لا سيّما إذا كان مؤلفها المتسقط رجلاً مثقفاً.
  • اعترافات القديس أوغسطين: تتخذ بنية السيرة الذاتية، خاصةً في بداية العمل.

القيمة والأهمية

لاثريودي تورمس هوعمل فني من الطراز الأوّل بسبب أصالته وقيمته الإنسانية وأهميته الأدبيّة والثقافيّة وأسلوبه القشتاليّ الموزون الدقيق والشفهي الذي أشاد به خوان دي فالديس ولغته القشتاليّة الكلاسيكية النموذجيّة، وهي لغة مرنة ومعبّرة تتهكم بمهارة، ونجد الكثير من التكرارات الصوتية الصورة الكلامية ذات الهيكل المتوازي من خلال تشُكيّل عبارتين أوأكثر ذات طول مماثل، ويمتلك الأهمية ذاتها إدراج أمثال عريقة واقتباسات مثقفة.

جزء كبير من المضمون والشخصيات أصولها فلكلورية تقليدية، وفيها الكثير من القصص والنوادر المأخوذة عن الموروث الشعبي الغني، مع ذلك تعد الرواية سابقة بحدّ ذاتها، حيث وظفت أدوات روائية تقنية متنوعة مثل: التشويق، التي استفاد منها ميغيل دي ثيربانتس بذكاء، كالذي في مشهد البولدير؛ أوتصعيد الحبكة ومن ثم بدء انحلالها كما في مشهد الأعمى أورجل الدين المسيحي من ماكيدا.

استخدام البنية تدور في حلقة فتنتهي مستكملة ما قد بدأته، جاعلة من الرواية عملاً مستديراً. ومن ناحية أخرى هي أول رواية متنوعة في الأدب الإسباني: شخصية لاثروتتطور، لا هي مسطحة ولا نموذجاً بدائياً، تتغير وتتطور، ويمر بالشخصية الساذجة ثم الساخرة الماكرة متفهماُ من دروس الحياة. وفي النهاية يعيش ضمن أفضل شخصية ممكنة واضعاً نصب عينيه جميع مسرى حياته السابقة. ولا يمكن مقارنة خيانة زوجته بكل المآسي التي عايشها. وكل شخصية في العمل متفردة ومتميزة: قسوة الأعمى، الحالم المثالي، حامل الدرع الفخور المسكين، وهي شخصية فلكلورية على ما يظهر أعاد ثيربانتس توظيفها في أعماله، بالإضافة إلى محادثة الضمائر في مشهد الخادم وحامل الدرع؛ أوالطمع ودناءة ونفاق رجل الدين المسيحي، هذا النوع من الحوارات التي استلهمها ثربانتس أيضاً.

القيمة النفسية والإنسانية واضحة في الموضوعة الثالثة التي تشكل سابقة للرواية المتنوعة الشخصيات في الأدب الحديث. من ناحية أخرى؛ رسمت رواية لاثريومخططا أولياً تقاطع لاحقاً مع أجناس إسبانية وأوروبية مماثلة عهدت بالرواية الشّطارية، ومنها رواية عثمان دي الفاراتشيه (1599) للمحرر ماثيوس أليمان، وهي أكثر هذه الروايات تعاطياً لموضوع الأخلاق وأكثرها تشاؤماً.

أحداث الرواية

هذا العمل تعبير عن رسالة أدبية مطوّلة مرسلة إلى إنسان مجهول الهوية لقّبه المؤلف بـ "حضرتك" كما ذُكر سابقا. وبالنسبة للمحتوى، فهومقسّم إلى سبعة فصول، يقصّ لنا فيها لاثاروغونزاليس بيريث أحداث حكايته منذ طفولته بل حتى منذ ولادته.

يبدأ الفصل الأول فيخبرنا فيه لاثاروأنه وُلِد لعائلة بسيطة متواضعة من عامة الشعب، في أحد القرى القريبة من سالامنكا وبالتحديد عند ضفة نهر تورميس، النهر ذاته الذي ولد عنده العظيم آماديس دي جاولا كما تذكر أسطورته. ويُعد نهر تورميس أحد أبرز روافد نهر دورومن ضفته الغربية، كما يمر بالمحافظات: آبيلا، سالامكنا، سمورة، قشتالة ليون. ومن هنا أخذ المؤلف اسم الرواية.

كان والد لاثارو، توميه غونزاليس، رجلا متواضعا يعمل طحّاناً منذُ أكثر من خمس عشرة سنة، رُزق بهذا الطفل الذي ما لبث حتى فارقه وهجره يتيما بعد حتى اتهم بالسرقة وعقوب عليها بإجباره على خدمة أحد الفرسان في حملة حربية فمات هناك.

بعد ذلك، قررت والدتهُ، أنتونا بيريث، الانتنطق للعيش في مدينة سالامنكا. ولقسوة الحياة، ولأن طفلها ما زال صغيرا اضطرت لمزاولة مهنة الطبخ والغسيل والتنظيف لتأمين لقمة العيش لها وللاثاروذي الثماني أعوام.

أثناء عملها وذهابها ومجيئها، التقت أنتونا بزايد، وهوالشاب الزنجي الذي لم يرق للاثاروفي بداية الأمر، لكنّ زايد مع مرور الوقت استطاع كسب ودّ ذلك الصغير، فأخذت علاقتهما تتحسن شيئا فشئيا، وبات يتقرب من الأم إلى حتى انتقلت للعيش معه، وأنجبا أخاً للاثاروأخذ من أبيه سمرته ومن أمه شيئا من بياض بشرتها.

كل شيء سار على خير ما يرام إلى حتى اتى اليوم الذي سُجن وجُلِد فيه زايد بسبب السرقة. وخوفا على طفليها قررت أنتونا بيريث الرحيل مرة أخرى وهجر العمل الذي تعهدت من خلاله على زايد، فانتقلت إلى نُزِلٍ، وفي هذه المرة كان لاثاروقد كبر قليلا ليساعدها في بعض الأعمال هناك.

في إحدى الأيام، مر رجل أعمى بالأم والصغير لاثاروفي النزل، فالتقى بلاثارووطلب إليه حتى يرافقَه ليخدمه. ووافقت الأم ظانّة حتى فتاها سيتمكن بذلك من التفهم ليصبح رجلا مسؤولا. غير حتى مرافقة لاثارولهذا الرجل لم تكن فكرةً جيدة؛ فلم يكن ذلك النبيل الذي يمكنه تعليم لاثاروالأخلاق الفاضلة، بل كان أبعد ماقد يكون عنها. فقد كان سيداً في المكر والخبث، وبطلا في الخداع، ومقداما في الاحتيال على الناس وإيقاعهم في منطقبه، وكان شديد الحرص على طعامه وشرابه، وبخيلا أشد البخل في إطعام الفتى.

ومع كلِّ هذا لم يكن أمام لاثاروسوى حتى يتفهم منه أساليبه ليصبح صورة مصغرة عنه كي لا يموت جوعا من بخله فيحمي نفسه من خدعه وشدة تهكمه. إلى غير ذلك انقلب الفتى من ذلك الأحمق البسيط متخصاً من سذاجته التي كانت تجلب له المشاكل ليصبح الآن تلميذاً ينافس أستاذه في أساليب المكر والخداع.

في إحدى المرات سقط لاثاروفي مكيدة سيده فتأذى من ضربة ثور، وأخرى حاول سرقة جرّة النبيذ من الأعمى فضربه بها، وتارة أخرى تباريا حول من هوالأشد دهاءً ومكرا بينهما عندما تشاركا عنقودَ العنب، أما في المرة الأخيرة، انتهى فيها أمر جميع شيء لأن لاثاروجعل سيده يصطدم بعامود انتقاما منه على جميع ما عمل فافترقا.

هنا ينتهي الفصل الأول ويبدأ الفصل الثاني الذي يحكي لنا فيه الفتى ماذا وقع معه عندما التقى سيده الثاني كاهن ماكيدا، المدينة التي تقع في مقاطعة طليطلة.

كان لاثاروعاثر الحظ؛ فما كاد يتخلص من الرجل الأعمى حتى سقط في شباك كاهن ماكيدا. لم يكن بُخل كاهن ماكيدا معهودا؛ كان يُخبئ الطعام في خزانة حديدية ويهجر لاثارويشكوجوعه أياماً. بيد حتى الفتى عزم على ألا يبقى تحت رحمة هذا البخيل قاسي القلب، فسرق ذاتَ يوم أثناء غيابِ سيّده بعضا من الخبز المخبّأ لينقذ به ما تظل من جسدِه الهزيل. وأصبح ينتظر جميع يوم سيده لينام أويستغل ساعات غيابه في الكنيسةِ نهارا ليغذّي نفسه قليلاً من طعام الكاهن.

وتتوالى الأيام، وتتصاعد الأحداث في الرواية فيكتشف الكاهن اختفاء طعامه، فحينا يظنهُ فأر، وحينا يرتاب من حديث الجيران عن وجود أفعى فيظنها هي من تسرق خبزه، وفي جميع مرة، يحاول هومن جهته نصب الفخاخ، فيقوم لاثارومن جهته باكتشاف طريقة جديدة ليسرق بها الطعام حتى وصل به الأمر لعملِ نسخة من مفتاح الخِزانة الذي كان يخبّئهُ في فمه ليلا عندما ينام خوفا من حتى يجده سيده.

في ليلةٍ من الليالي، حين كان الفتى يغط في النوم العميق، أخذت أنفاسُه تدخل فمه وتخرج مصدرةً صوتا كالصفير بسبب وجود المفتاح. لم تكن هذه الليلة ليلة لاثاروالسعيدة، عملى صوت هذا الصفير استيقظ الكاهن، ظانا في نفسه أنه سينال أخيراً من غريمه الذي يسرق طعامه. أمسك الكاهن العصا وأخذ يقترب من مصدرِ الصوت أكثر فأكثر، ثم حمل يده أقصى مداها وضرب ضربةً قوية ليجهز بها على الأفعى -كما اعتقد- فما لبثَ حتى رأى لاثاروالمسكين غارقا في دمائه فاكتشف بذلك هوية السارق وغضب من لاثارووطرده من منزله.

بعد ذلك نصل للفصل الثالث، الفصل الذي يروي فيه الفتى ما حصل له بعد الحادثة الأخيرة، فحين طرده الكاهن البخيل وأفاق من غيبوبته التي أحدثتها الضربة المؤلمة؛ سار في طريقه إلى حتى حط رحاله في مدينة طليطلة وهناك التقى بسيده الثالث. أُطلق على سيده هذا اسم الاسكوديرووتعني خادم الفارس النبيل الذي يحمل درعه ورمحه. وهوشخصية مهمة وحاضرة في الأدب الإسبانيّ -كما هوحال سانتشوخادم دون كيشوت في روايته الشهيرة-.

عندما رآه لاثاروأول مرة، ظنّ حتى القدر قد ابتسم في وجهه أخيراً فقاده لفارسٍ نبيل غنيّ وفير الطعام، فأخذت لاثروأناقة ثياب الفارس وهيئته. غير أنه لم تدم تلال الطعام وعيش الرخاء الذي انتظرها سوى دقائق فتحطّم جميع شيء، وتجهّم وجهه بمجرّد حتى ولج منزل الفارس حيث تبخرت أحلامه ومضىت أدراج الرياح، فقد استيقظ من أوهامه على منزل يتبعثر في أنحائه الفراغ، ولا يحوي سوى سرير مهترئ يأوي إليه الاسكوديروليلاً لينام. عرِف منه بعد ذلك لاثاروأنه لا يملك حتى فتات الخبز، وأن جميع ما يملكه هوأناقته وهيئته النبيلة التي تذكّره بأمجاده، تلك الأمجاد التي يفضّل الموتَ جوعا على حتى يلوّثها ويلطخها باستجداء قرشٍ أورغيف خبز واحد. ولكن لاثاروالصغير استطاع بما اعتاده وتفهمه حتى يفلت من قبضة الجوع ويوفّر الطعام لهما. ووطاب العيش للاثاروالصغير رغم ضنك عيش سيده. فقد كان نبيلا حقيقيا، ذي أخلاقٍ فاضلة كريمة، وكان يحب له الخير ويعطف عليه. لكن وكما كان يحصل دوماً لم يكن الحظ ليدوم له، فلم تنقضي مدة قصيرة حتى هجره سيده فعاد من حديث وحيدا في هذا العالم.

وسرعان ما عثر لاثاروسيده الرابع، السيد الذي يقص لاثاروحكايته في الفصل الرابع من الرواية. تحدّث عنه لاثاروهنا بصفات وجيزة وحدثات مختصرة؛ فهوراهبٌ من أخوية القديسة مريم العذراء للرحمة- وهي أخوية لفداء الأسرى المسيحيين الواقعين في أيدي العرب والمسلمين، وقد أنشئت عام 1218-. وصف لاثاروهذا الراهب بـ"عدو" حياة الكنيسة، وبأنه كان مأخوذا ببريق المتع الدنيوية مولعاً بها. ومن كثرة ما كان يقضي وقته في زيارة الناس كان أكثر إنسان يستبدل أحذيته ويغيرها لكثرة ما كانت تهترئ. يقول لاثاروأنه حصل على زوج الأحذية الأول له من هذا الراهب بسبب مرافقته له في زياراته. غير أنه لم يستطع مجاراة هذه الحياة "فلذلك ولأسباب أخرى لا يمكن ذكرها قررت هجره".

وفي الفصل الخامس من الرواية أسهب الفتى بالحديث عن سيده التالي أكثر من سابقه. فقد كان محتالا كبيرا، يخدع الناس ويدلّس الحقائق. سُمّي بالرواية بولديرووهولقب دينيّ قديم يُعطى لمن كان يمنح الناس صكوك غفران من الكنيسة.

يخبرنا لاثاروكيف من الممكن أن اتفق هذا المحتال مع أحد رجال الشرطة ليتآمرا على الناس ويقدم لهم تلك الوثائق كصكوك غفران حتى يتّبعوهم. وكان يظهر أكثر تأثيراً حين يتصنع التحدث باللغة اللاتينية رغم أنه لم يكن يعهدها، فينخدع الناس به أكثر. ما كانت إلا مدة قصيرة حتى هجره لاثاروومضى في طريقه باحثا عن سيّدٍ حديث وحياةٍ جديدة.

وعمّا يحتويه الفصل السادس؛ فكانت يشغل بعض سطوره حديث لاثاروعن سيّدٍ له كان يمتهن حرفة صناعة الدفوف. لم يفلح هذا السيد بأنقد يكون مختلفا عن سابقيه، ولم يزدد الحظّ إلا اخفاقا في مسح العبوس عن وجه ذلك الصغير.

هذا عن السطور الأولى، أما ما بعدها، فتتحدث عن سيد لاثاروالآخر والذي كان قسيسا يقوم بجانب أعماله الدينية ببيع الماء للناس. حين خدمه لاثاروأعطاه حمارا وعدة مناسبة لجلب الماء من النهر ليقوم بدلاً عنه في هذا العمل. يظهر حتى قدر لاثارواغير بذلك فأصبح يملك الآن ما لم يملكه طول حياته، وهوعمل يعيل به نفسه ويشتري منه الطعام والشراب. كان ما يجنيه من نقود طوال الأسبوع يقدّمها للقسيس، أما أيام السبت، فجعلها نصيبا له وحده. واستمر على هذا الحال أربع سنوات تمكّن فيها من تحسين هندامه وشراء ملابس جديدة بدا فيها كالنبلاء، الأمر الذي جعله يهجر العمل إذ لم يعد يليق به.

ثم يأتي الفصل السابع من الرواية يذكر مأمور الشرطة الذي خدم عنده الفتى، وكانت مهنته تقتضي إلقاء القبض على المجرمين وملاحقتهم مما عرّض لاثاروللخطر فقرر حتى يهجره.

ثمّ وبفضل قمّص سان سالفادور حصل لاثاروعلى عمل حديث كمنادٍ للمدينة -والمنادي هومن يقرأ الإعلانات الهامة، ويُعلِم الناس بوجود بضائع جديدة كالنبيذ وغيره، ويبلغ عن عقوبات المجرمين ونحوذلك-. ليس هذا فحسب، بل إذا القمص عرض على لاثاروالزواج بإحدى خادماته. وفي حقيقة الأمر ليس الأمر كما يبدو، فقد كان لذلك القمص مآرب أخرى من هذا الزواج؛ فقد كان يريد تخليص نفسه من الأحاديث الشائعة التي يتداولها الناس في ما بينهم عن العلاقة بين هذا القمص وخادمته.

لم تجري الأمور كما خطط القمّص لها، إذ لم تنتهي الإشاعات، بل أخذت تجرف معها لاثاروالذي أصبح محط سخرية الآخرين لأنه رضي الزواج من امرأة على علاقةٍ برجل آخر. فعندما حصل هذا المسكين على السعادة، كان ثمن الحفاظ عليها باهظا؛ إذ كان لا بد من التخلي عن سمعته ومكانته بين الناس ليعيش بسعادة، فصمَ آذانه وهذا ما عمل.

روايات جديدة حول لاثريودي تورميس

رواية مدينة أمبيريس

نشرت هذه النسخة الجديدة من رواية لاثريوللمرة الأولى في أمبيريس عام 1555 دون اسم مؤلف. وقد اقتبس نيكولاس انطونيوأقوال كاردوس الذي نطق إذا مؤلفها هوالراهب مانويل دي اوبورتوالذي أساء قرّاؤه ضيافته فصيّرها عملاً خيالياً أوفنتازيا لوقيانية بدل حتى يخطها، بما هومتعارف عليه، بأسلوب واقعي شطّاري. يحول المؤلف لاثروإلى سمكة تونة ويتزوج من سمكة تونة أنثى وينجبا أطفالاً يشبهون والديهم. ويقود مع مجموعة أسماك التونة حروباً ضد أنواع الأسماك الأخرى. من الممكن أراد المؤلف المجهول الذي يقيم في فلانديز حتى يهجوظروف الحياة الإسبانية في تلك الحقبة غير أنه لم ينجح. أعيدت طباعة هذه النسخة من الرواية في ميلان عامي 1587 و1615 إلى جانب رواية لاثروالأولى.

تنقسم هذه النسخة إلى 18 فصلاً

  • الفصل الأول: وفيه يدرك لاثروصداقته في طليطلة مع بعض الألمان، وماذا وقع معهم.
  • الفصل الثاني: كيف من الممكن أن مضى لاثروإلى الحرب في الجزائر بعد إلحاح من أصدقائه، وما وقع له هناك.
  • الفصل الثالث: كيف من الممكن أن خرج لاثرومن الكهف على هيئة سمكة تونة، وكيف أخذوه حراسهم ومضىوا به إلى القائد.
  • الفصل الرابع: بعد تواجد لاثرومع أسماك التونة في الكهف فجأة عثروا على الملابس بدون أي أثر للاثروظانين أنه قد غرق، وكيف بعد ذلك عالج لاثروالقضية.
  • الفصل الخامس: وفيه يروي لاثروعن المال القليل الذي أعطاه إياه زعيم سمك التونة لقاء خدمته، ويروي أيضاً صداقته مع ليثيو.
  • الفصل السادس: وفيه يروي لاثروما وقع مع صديقه ليثيوفي المحكمة مع القبطان العظيم.
  • الفصل السابع: وفيه عهد لاثروبسجن صديقه ليثيووعندها بكى هووالآخرون كثيراً، وماذا عملوا بشأنه.
  • الفصل الثامن: وفيه مضى لاثرووأسماك التونة محتشدين إلى المحكمة لتحرير صديقهم ليثيو.
  • الفصل التاسع: كيف من الممكن أن خلّص لاثروصديقه ليثيومن الموت وماذا عمل أيضاً من أجله.
  • الفصل العاشر: كيف من الممكن أن جمع لاثروأسماك التونة جميعاً ودخلوا إلى بيت الخائن دون بابير وقتلوه هناك.
  • الفصل الحادي عشر: بعد صخب ما وقع مع القبطان ليثيو، أخذ لاثرووأسماك التونة بنصيحته ليروا ماذا سيعملون، وأوفدوا سفارتهم إلى ملك أسماك التونة.
  • الفصل الثاني عشر: كيف من الممكن أن رجعت السيدة القبطانة إلى الملك مرة أخرى وأحضرت معها خبراً ساراً.
  • الفصل الثالث عشر: وفيه توصل لاثروإلى اتفاق مع الملك وأصبح مقربا إليه.
  • الفصل الرابع عشر: وفيه قرر الملك وليثيوتزويج لاثرومن الجميلة لونا، وتم الزواج.
  • الفصل الخامس عشر: وفيه يمضى لاثروإلى الغابة للصيد، تاه هناك خاسراً من معه، ثم عثر الحقيقة (حقيقة أنه رجل).
  • الفصل السادس عشر: وفيه أطلق لاثروالحقيقة بعيداً، ذاهباً مع سمك التونة إلى وضع البيض ثم سقط في شبكة الصيد وأصبح رجلاً مرّة أخرى.
  • الفصل السابع عشر: وفيه يروي التحوّل الديني الذي جرى في أشبيليا، وكيف اعتنق لاثروالديانة المسيحية وهوعلى منصة المشنقة بدون رغبة فقط لينقذ نفسه من الموت.
  • الفصل الثامن عشر: وفيه مضى لاثروإلى سلامنكا، حيث كانت علاقته ضبابية مع رئيس الجامعة "بين صداقة ونزاع" ويصف علاقته مع الطلاب.

رواية خوان دي لونا

هذا العمل أقرب بكثير من العمل السابق إلى الطبيعة الواقعية، نُشر للمرة الأولى في باريس سنة 1620. والمحرر هو"خوان دي لونا"، بروتستنتي من طليطلة، كان يعلّم اللغة في باريس ولندن، حيث ألّف وحرّر الكثير من الأعمال في هذا الشأن. عندما قرأ الجزء الثاني من لاثريواحتد لدرجة أنه قرّر حتى يخط جزءاً أفضل يرويه في مقدمة الكتاب: الجزء الثاني من حياة لاثريودي تورميس (باريس، 1620)، أعيد طبعه في سرقسطة في العام 1652 مع تغييرات في النص، واحدة من تلك التغييرات على سبيل المثال: أنه لا يعد بكتابة جزء ثالث. هذا العمل هواستمرارية للعمل الأصلي الذي يشكل مصدر إلهام، وقد عملت محبوبته "لونا" على نشره. ويبرر المحرر رداءة نوعية عمله الأول وفدفعه كمحرر طليطلي عارف بجوالعمل حتى يطوّر عملاً آخر أكثر كرامة وواقعية.

بهذه المناسبة صديقي القارئ تمت الطباعة الثانية للاثريومن تورميس بعد حتى تم التوّصل إلى كتيّب يلمس شيئاً من حياته دون حتى يهجر أثراً في الحقيقة. الجزء الأكبر منه يقصّ كيف من الممكن أن سقط لثاروا في البحر وتحوّل إلى سمكة تونة وعاش الكثير من السنين متزوجاً من سمكة تونة أنجبت أطفالاً يشبهون أمهم وأباهم كثيراً. ويخبر العمل عن الحروب التي شنتها أسماك التونة ضد زعيمهم لاثرووآخرين حمقى سخيفين جداً مثل الكذابين وسيئي الخلق. من دون شك حتى الذي ألفه أراد حتى يروي حلماً أحمق أوحماقة حالمة. هذا الكتاب كان الدافع الأول الذي قادني إلى تسليط الضوء على الجزء الثاني "حرفيا" من دون زيادة أونقصان كما رأيته مكتوباً في محفوظة الموشح الغنائي، والذي يتوافق مع ما كان يُروى لجدتي وعمّاتي مائة مرّة حول النار في ليالي الشتاء، ومع ما فطمتني عليه مربيّتي.

حاز هذا العمل على نجاح كبير في وقته، أربع طبعات في اللغة القشطالية وسبع ترجمات للفرنسية، جميع هذا قبل نهاية القرن السابع عشر. ولكن لم يُنشر في إسبانيا حتى عام 1835، وذلك بعد سنة من إلغاء محاكم التفتيش للأبد. منذ ذلك الحين تم طبعه أكثر من عشرين مرة.

يستعرض المحرر معهدته أعمال جميع من ميغيل دي ثيربانتس وماتيوأليمان وفرانثيسكودي كيفيدووفسينت اسبينال. ويحاكي الجزء الثاني من رواية لاثريونسخة أمبيريس (1555). ويعود ليتناول موضوعين في لاثريودي تورميس الأصلية وهما: العداء لرجال الدين وكره النساء ليصنع من بطل الرواية زوجاً ديكارتياً.

وتدور حبكة الرواية كالآتي: يغادر لاثروطليطلة تاركاً ابنه غير شرعي وزوجته تحت رعاية رئيس الأساقفة، الذي يعاملهم كأملاك شخصية له. ويعود ليلتقي مع حامل الدرع الذي يروي له مغامرته مع امرأة غير شريفة، ثم يبحر في أسطولٍ بحريّ موجه لحرب العرب، فيغرق الأسطول وينجومنه القباطنة والشخصيات المهمة واثنان من رجال كانا في القارب ولم يشغلا نفسيهما بأخذ اعترافات الناس قبل الغرق لأن ما كان يشغلهم فقط هوإنقاذ أنفسهما. ولأن معدة لاثروكانت ملأى بالخمر وكان سكيراً تائهاً لم تتسع معدته للماء فبقي على قيد الحياة. ينقذ اثنان من الصيادين اللذين يقرّرا عرضه داخل وعاء ماء على أساس أنه نوع من الوحوش البحرية أونوع من سمك "النيكولاو". يهرب هذا الوحش بعد حتى يسكب مياه الوعاء، فتتسرَّب إلى الشقة السفلى وتبلِّل فراش سيدة لفرط كرمها "استقبلت في سريرها أحد رجال الدين ليبيت عندها تلك الليلة" في مشهد يظهران فيه مجردين من الملابس مثل "كيوبيد مع سهمه وفينوس مع كنانتها".

ثم يعود لاثرومرة أخرى إلى طليطلة مع رئيس الأساقفة، فيريه أطفاله الجدد الذين أنجبتهم زوجته (زوجة لاثرو) في غيابه الطويل، الشيء الذي يدفع لاثروليترافع ضد رئيس الأساقفة في المحكمة غير أنه يخسر القضية في نهاية المطاف. يغادر لاثروإلى مدريد لكسب رزقه. ويدخل في خدمة عاهرة اشبيلية، ثم ينتقل للعمل كحامل متاع عند أحد الفرانسيسكان وكلٌ من كان يدفعه له هؤلاء الأسياد عصياً ولكمات.

قبل مغادرة لاثروللمحكمة يجد نفسه عالقاً بين شاب وفتاة يحبان بعضهما البعض، كلارا الفتاة القصيرة الممتلئة وشاب جميل متأنق في لباسه، يختبيء هذا في صندوق ويكلف لاثروبحمله إلى بيت الفتاة. عند وصوله يزيل قاعدة الصندوق فتنكشف الخطة ويتلقّى لاثرورصيداً آخر من العصي واللكمات من الشاب، غير أنه يشير بأصابع الاتهام إلى حامل الدرع فتنتقل الضربات إليه.

يتعرّف بعدها على مجموعة غجر ثم يلتقي مرة أخرى أثناء ذهابه للسوق بالشاب والفتاة ذاتهما في هبط خارج بلد الوليد وهناك يهاجم القديس أوفيسيوإخوة الفتاة الذين يسعون للانتقام منها. ومن بين الغجر يظهر رجل الدين والسيدة اللذين كانا مبلَّلين عندما هرب من البرميل، ليؤكد عجوز غجريّ أنّ في إسبانيا: "كانوا جميعاً رجال دين أورهبان أوراهبات أولصوص ولكن من بين الأوغاد الذين كانوا يمضىون إلى دور العبادة من خرج يتمعن في الحياة".

خلال فترة إقامته في بلد الوليد يخدم لاثروسبع نساء في آن واحد، واحدة منهن منافقة في الدين مهووسة بالعلاقات الجنسية مع الرهبان. بعد فترة وجيزة وعلى إثر وقوع عربدة بين اثني عشر رجلاً وست نساء يقرر لاثروحتى يصبح ناسكاً ليعيش مع إنسان كان يظن في البداية أنه فقير وليتبيّن له لاحقاً أنّ له مخزن مؤون يكفيه عاماً كاملاً، وأنه يساكن امرأة دون زواج، وليس هذ وحسب، بل إنّ حماة الناسك كانت قد أنجبت تلك العاهرة (السابق ذكرها) وأختيها نتيجة لعلاقاتها الجنسية "مع الراهب ورئيس الدير والخوري لأنني دائما مكرّسة نفسي للكنيسة" على حدّ قولها. وتروي المرأة العجوز للاثروكيف من الممكن أن أنها علّمت بنفسها بناتها تعاليم كنسيّة "من أجل حتى يصبحن نساءً متحفّظات، يفضلنّ البقاء في المنزل، غنيات وصبورات" مناقضة بذلك نفسها. بعدها يتعرض لاثروللنصب ثم تحتجزه مجموعة من النساء فيقيّدنه عارياً بالسرير فيما يضايقنه ويسِئن إليه. وفي مشهد هزليّ سادي مازوخيّ يرمينه في الشارع عارياً دون ملابس فيلاحقه مجموعة من الأطفال مستهزئين به، فيختبئ في كنيسة حيث ظنونه شبحاً. وحين يصل العمل إلى ذروة الإذلال تنتهي الرواية، تاركاً وراءه درساً أخلاقيا أنه "من العبث صناعة الإنسان، فقوته هزيل ومعهدته جهل إذا الرب لم يحمِ ويعلّم ويهدي" (الفصل السادس).

الفكر البروتستانتي لدى المؤلف يبرز في عدائه لرجال الدين وموقفه هذا ثابت نراه في جميع صفحات العمل. بالإضافة إلى أنه يصوّر إسبانيا فاجرة ومنافقة وغارقة في كلّ أنواع الفساد الجنسيّ، وربما باعتبارها النقيض للتطرّف الصارم للبروتستانتيين. خطت هذه الرواية وخصصت للأميرة ماركيتا روهان، وهي تنقسم إلى ستة عشر فصلاً:

  • الفصل الأول: كيف من الممكن أن رحل لاثرومن طليطلة للمشاركة في حرب الجزائر.
  • الفصل الثاني: كيف من الممكن أن أبحر لاثروفي قرطاجنة.
  • الفصل الثالث: كيف من الممكن أن خرج لاثرومن البحر.
  • الفصل الرابع: كيف من الممكن أن أحضروا لاثروإلى إسبانيا.
  • الفصل الخامس: كيف من الممكن أن أحضروا لاثروإلى المحكمة.
  • الفصل السادس: كيف من الممكن أن أحضروا لاثروإلى طليطلة.
  • الفصل السابع: ما حصل للاثروعلى طريق نهر التاجه.
  • الفصل الثامن: كيف من الممكن أن ترافع لاثروضد زوجته.
  • الفصل التاسع: كيف من الممكن أن مضى لاثرولكسب رزقه.
  • الفصل العاشر: ما حصل للاثرومع العجوز المومس.
  • الفصل الحادي عشر: كيف من الممكن أن غادر لاثروإلى أرضه وما معه على الطريق.
  • الفصل الثاني عشر: ما حصل للاثروفي هبط يبعد ثلاثة أميال عن بلد الوليد.
  • الفصل الثالث عشر: كيف من الممكن أن خدم لاثروسبع نساء معاً.
  • الفصل الرابع عشر: يروي لاثروما حصل له في وليمة ما.
  • الفصل الخامس عشر: كيف من الممكن أن أصبح لاثروناسكاً.
  • الفصل السادس عشر: كيف من الممكن أن أراد لاثروحتى يتزوج مرة أخرى.

رويات أخرى عن لاثرو

نشر المحرر خوان كورتيس دي تولوسا مؤلفته "لاثريومن بستان التفاح" في العام 1617 الذي يظهر أكثر بحثاً في أعمال المحرر دي كيفيدومن العمل الذي أخذ اسمه. الكتاب سهل القراءة ويحتوي الكثير من الحكايات المضافة إليه.

وظهر في لندن في عام 1688 كتاب "حياة وموت لاثريوالصغير" مجهول المؤلف. وفي العام 1742 طبع في برشلونة "لاثريودي بادالونا" خط على شكل أبيات من الشعر ليكون بمثابة مرشد إرشاد للمدينة التي استعار اسمها. ومن جهة أخرى قام المحرر كاليكستوكارلوس بوستامانتي في عام 1773 بنشر مؤلفه "لاثريولفاقدي البصر" الذي يصف فيه خط الرحلة من بوينوس آيرس إلى ليما التي تعكس الممارسات والعادات والحياة الاجتماعية والمصاعب للمدن والمناطق التي زارها. وظهر أيضا عام 1898 "لاثريومن نهر الدويرو" للمحرر خواكين ديل باركوخط على شكل أبيات من الشعر لتمجيد تاريخ مدينة سمورة بهدف تربويّ. وأنهت جميع من: "لاثريوأسبانيا" للمحرر سيروبايو(1911) و"المغامرات والمصائب الجديدة للاثريودي تورميس" للمحرر كاميلوخوسيه ثيلا آخر ما خط عن لاثريودي تورميس.

منعها

Spanish first edition title pages in 1554 of Lazarillo de Tormes.


وصلات خارجية

  • Spanish text with translation to any language.
  • ^ José de Sigüenza, Historia de la Orden de San Jerónimo, II (Nueva Biblioteca de Autores Españoles, XII), Madrid, 1909, pág. 145.
  • ^ Marcel Bataillon, El sentido del «Lazarillo de Tormes», París, 1954, págs. 8-14 y en su edición francesa del Lazarillo (París, 1958), págs. 14-16.
  • ^ «Val propone a Fray Juan de Ortega como autor del Lazarillo de Tormes», El Norte de Castilla, edición digital, 17 de diciembre de 2008.
  • ^ «El Lazarillo no es anónimo», www.elcultural.es,خمسة de marzo de 2010.
  • ^ A. Morel-Fatio, «Recherches sur Lazarillo de Tormes», Études sur l'Espagne, París, 1888, págs. 112-170.
  • ^ Manuel J. Asensio, «La intención religiosa del Lazarillo de Tormes y Juan de Valdés», en Hispanic Review, XXVII, 1959, págs. 78-102.
  • ^ «De cómo Lázaro de Tormes tal vez no escribió el prólogo a su obra», n.os 661-662, enero-febrero de 2002, págs. 10-12; y «Sobre la fecha y el autor de la Vida de Lazarillo de Tormes», número 666, junio de 2002, págs. 7-13) y en «Lazarillo de Tormes» de Alfonso de Valdés, Salamanca, Seminario de Estudios Medievales y Renacentistas, 2002.
  • ^ Aldo Ruffinatto (ed. lit.), «Introducción crítica» a su ed. de La vida de Lazarillo de Tormes y de sus fortunas y adversidades, Madrid, Castalia (Clásicos Castalia), 2001, págs. 7-87.
  • ^ Julio Cejador y Frauca, La vida de Lazarillo de Tormes y de sus fortunas y adversidades, Madrid, Clásicos Castellanos (La Lectura), 1914.
  • ^ Márquez Villanueva, Francisco, «Sebastián de Horozco y Lazarillo de Tormes», en Revista de Filología Española, XLI, 1957, págs. 253-339.
  • ^ Fonger de Haan, An Outline of the History of the «Novela Picaresca» in Spain, Nueva York, 1903.
  • ^ Arturo Marasso en «La elaboración del Lazarillo de Tormes», Boletín de la Academia Argentina de Letras, n.º 36, 1941, págs. 597-616; y «Aspectos del Lazarillo de Tormes», La Nación, Buenos Aires,سبعة de septiembre de 1952; ambos artículos recogidos en Estudios de literatura castellana, Buenos Aires, 1955.
  • ^ Aristide Rumeau en Le «Lazarillo de Tormes». Essai d'interpretation, essai d'attribution, París, 1964.
  • ^ José Luis Madrigal, «Cervantes de Salazar, autor del Lazarillo», Artifara, n.º 2, enero-junio de 2003), sección Addenda
  • ^ Tulio Demicheli, «Francisco Rico: "El Lazarillo está firmada, y bien firmada, por... «Lázaro de Tormes»"», ABC,ثمانية de diciembre de 2002.
  • ^ José Luis Madrigal, «Notas sobre la autoría del Lazarillo», Lemir n.º 12, 2008, págs. 137-236.
  • ^ Clark Colahan y Alfred Rodríguez, «Juan Maldonado and Lazarillo de Tormes», Bulletin of Hispanic Studies, LXXII, 3, 1995, págs. 289-311.
  • ^ Marco Antonio Ramírez López, «Fortunas y adversidades de la autoría del Lazarillo de Tormes y la postura de Rosa Navarro Durán», Signos Literarios, n.º 4, julio-diciembre de 2006, Universidad Autónoma Metropolitana–Iztapalapa, México D. F., págs. 9-43.
  • ^ Francisco Calero, Juan Luis Vives, autor del Lazarillo de Tormes, València, Ajuntament de València, 2006
  • ^ Raymond Foulché-Delbosc en «Remarques sur Lazarillo de Tormes», Revue Hispanique, VII, 1900, págs. 81-97
  • ^ Frederick Courtney Tarr en 1927 con su artículo «Literary and Artistic Unity in the Lazarillo de Tormes» (PMLA, XLII, pp. 404-421)
  • تاريخ النشر: 2020-06-04 16:57:17
    التصنيفات: Articles containing non-English-language text, مقالات ذات عبارات بحاجة لمصادر, 1554 novels, Picaresque novels, Satirical novels, Spanish novels, Novels adapted into films

    مقالات أخرى من الموسوعة

    سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

    آخر الأخبار حول العالم

    تأهيل 211 مجندة سعودية للعمل بكفاءة في أمن السجون السعودية

    المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
    تاريخ الخبر: 2023-01-18 15:24:46
    مستوى الصحة: 53% الأهمية: 51%

    إدانة "طوطو" ب8 أشهر حبسا موقوف التنفيذ وغرامة مالية

    المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
    تاريخ الخبر: 2023-01-18 15:26:44
    مستوى الصحة: 48% الأهمية: 50%

    "ذي هيل": هل يتجه الاتحاد الروسي إلى وضع الدولة الفاشلة؟

    المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
    تاريخ الخبر: 2023-01-18 15:26:43
    مستوى الصحة: 51% الأهمية: 69%

    محرز يفاجئ غوارديولا بتصريح مثير

    المصدر: آخر ساعة - الجزائر التصنيف: سياسة
    تاريخ الخبر: 2023-01-18 15:24:39
    مستوى الصحة: 46% الأهمية: 52%

    مدينة فاس ستشرع في تهيئة الطرقات والشوارع بكلفة 1,87 مليار سنتيم

    المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
    تاريخ الخبر: 2023-01-18 15:26:04
    مستوى الصحة: 51% الأهمية: 64%

    رجال أعمال باكستانيون مهتمون بفرص الاستثمار التي يتيحها المغرب

    المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
    تاريخ الخبر: 2023-01-18 15:26:02
    مستوى الصحة: 60% الأهمية: 59%

    البريد السعودي| سبل ناقل لوجستي في مهرجان  تمور الأحساء السعودية

    المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
    تاريخ الخبر: 2023-01-18 15:24:48
    مستوى الصحة: 51% الأهمية: 58%

    لماذا استحضر لافروف «هتلر ونابليون» في حرب أوكرانيا؟ - أخبار السعودية

    المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
    تاريخ الخبر: 2023-01-18 15:24:41
    مستوى الصحة: 54% الأهمية: 56%

    أخنوش.. دافوس: المغرب دشن مرحلة تنموية جديدة ببناء الدولة الاجتماعية

    المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
    تاريخ الخبر: 2023-01-18 15:26:06
    مستوى الصحة: 59% الأهمية: 53%

    بن العمري يقترب من العودة الى البطولة الجزائرية

    المصدر: آخر ساعة - الجزائر التصنيف: سياسة
    تاريخ الخبر: 2023-01-18 15:24:35
    مستوى الصحة: 47% الأهمية: 68%

    إدانة "طوطو" ب8 أشهر حبسا موقوف التنفيذ وغرامة مالية

    المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
    تاريخ الخبر: 2023-01-18 15:26:39
    مستوى الصحة: 48% الأهمية: 50%

    لقاء أبوظبي يبحث التعاون والتنسيق المشترك لاستقرار المنطقة

    المصدر: ألشرق الأوسط - السعودية التصنيف: سياسة
    تاريخ الخبر: 2023-01-18 15:24:33
    مستوى الصحة: 91% الأهمية: 93%

    وزارة الدفاع: توقيف 9 عناصر دعم للجماعات الإرهابية خلال أسبوع

    المصدر: جريدة النصر - الجزائر التصنيف: سياسة
    تاريخ الخبر: 2023-01-18 15:25:05
    مستوى الصحة: 58% الأهمية: 53%

    زيلينسكي: تحطم الطائرة مأساة مروعة - أخبار السعودية

    المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
    تاريخ الخبر: 2023-01-18 15:24:43
    مستوى الصحة: 51% الأهمية: 69%

    مجلس شؤون الأسرة يقيم ورشة عمل لتحديث الخطة الوطنية للمرأة السعودية

    المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
    تاريخ الخبر: 2023-01-18 15:24:47
    مستوى الصحة: 56% الأهمية: 54%

    تحميل تطبيق المنصة العربية