سقوط الدولة الإسلامية ونهوضها
"سقوط وصعود الدولة الإسلامية" The Fall and Rise of the Islamic State لأستاذ القانون بجامعة هارڤرد العريقة البروفيسور نوح فيلدمان، يؤكد حتى الصعود الشعبي للشريعة الإسلامية مرة أخرى في العصر الحالي، رغم سقوطها سابقا، يمكن حتى يؤدي إلى خلافة إسلامية ناجحة لكن بشروط. غير حتى الكتاب لاقى هجوما شرسا من مفكرين صهيونيين في أمريكا بنادىوى انه يروج للفكر الإسلامي ويعطي غطاءا فلسفي للإرهاب. ويناقش الكتاب الذي نشرته مطبعة جامعة برينستون "صعود الدعم الشعبي للشريعة الإسلامية في العالم الإسلامي مرة أخرى وتأثير ذلك على الغرب وعلى الشرق"، ويحتج المحرر بأن "الدولة الإسلامية الحديثة يمكنها تقديم العدالة القضائية والسياسية لمسلمي العصر الحديث ولكن فقط إذا تم إنشاء مؤسسات جديدة تستعيد التوازن الدستوري بين القوى والسلطات".
فيلدمان يقول في كتابه إذا الإمبراطوريات وأساليب الحكم حينما تسقط فإنها تسقط بلا رجعة مثلما وقع مع الشيوعية والملكية الحاكمة إلا في حالتين فقط حاليا الأولى هي الديمقراطية، والتي كانت سائدة في الإمبراطورية الرومانية، وفي "حالة الدولة الإسلامية".
ويتتبع الكتاب الواقع في 189 صفحة من البتر الصغير "البدايات النبيلة للدستور الإسلامي ثم سقوطه ثم الوعد الجديد الذي يمكن ان تقدمه عودة الشريعة للمسلمين وللغربيين على حد السواء"؟ ويرصد المؤلف ظاهرة قوية ومتنامية من المغرب الى اندونيسيا وهي ان الشعوب الإسلامية تطالب بعودة الشريعة وخصوصا في دول ذات تعداد سكاني كبير مثل مصر وباكستان؛ متسائلا: "لماذا يطالب الناس الآن بعودة الشريعة وينجذبون إليها رغم حتى أجدادهم في العصر الحديث نبذوها ووصفوها بأنها أثر من الماضي السحيق؟". ويقول إذا من ضمن الأسباب حتى الحكام الحاليين فشلوا أمام الشعوب بما فيهم الغرب، وأن الشعوب الإسلامية "تفتقر إلى العدالة اليوم"؛ مضيفًا أنه لا توجد طبقة فهماء حقيقة أوطبقة قضاة حقيقيون كما كان في السابق في الدول الإسلامية حتى الآن.
غير ان المحرر لاحظ ان "عودة الدولة الإسلامية" ستكون مختلفة عن الماضي حيث إذا المدافعين عن الدول الإسلامية مثل جماعة الإخوان المسلمين تقول في الوقت ذاته إنها تحترم الديمقراطية. اي ان النمط القادم سيكون مختلف عن النمط القديم، بحسب فيلدمان. ويحذر المحرر من حتى نادىة الدولة الإسلامية لا يفكرون في بناء المؤسسات القادمة للشريعة ولا للدولة الإسلامية القادمة وان عليهم حل هذه المسالة، ومن حتى يعطى عالم واحد سلطات واسعة، كما عملت الثورة الإسلامية في إيران لولاية الفقيه، على رغم من عودة الفهماء تحت آية الله الخميني الى مراكز مرموقة. ونطق المحرر: "اذا وصل الإسلاميون للحكم لكنهم لم يتمكنوا من خلق مؤسسات توازن بين القوى واستعادة حكم القانون، فإننا جميعا (بما فيه الغرب) سنمر بفترة عصيبة".
يذكر ان فيلدمان علاوة على عمله في قسم القانون بجامعة هارفارد، باحث في مجلس العلاقات الخارجية في نيويورك، وله كتابين سابقين هما "يفرقنا الإله: ما ندين به للعراق" وكتاب "ما بعد الجهاد". ويدعي ناشر الكتاب الأخير عن صعود الشريعة الإسلامية حتى المؤلف يبحث في جذور "الدعوة الشعبية المتصاعدة لتطبيق الشريعة الإسلامية"، ويقول عن الشريعة :"إن القوى الغربية تعتبرها (أي الشريعة) تهديدا للديمقراطية في حين حتى الحركات الإسلامية تكسب الانتخابات بسببها ويستخدمها الإرهابيون لتبرير جرائمهم. فما هي الشريعة،يا ترى؟ ولماذا لها هذه الشعبية الجارفة بين المسلمين رغم الأحكام الجنائية القاسية فيها،يا ترى؟ وهل يمكن لدولة إسلامية أخرى حتى تنجح،يا ترى؟ بل هل ينبغي لها حتى تنجح؟". ويرد فيلدمان في كتابه على بعض هذه الأسئلة ويقول :"السلطة التطبيقية إبان تطبيق الشريعة كان يتم معادلتها وموازنتها من قبل الفهماء ممن قاموا بتفسير الشريعة ولفتها". ونطق إذا القضاة في العصر الإسلامي كانوا من الفهماء الشرعيين. غير أنه يقول ان هذا التوازن قد تم تدميره بشكل مأساوي حينما مررت الدول الإسلامية العثمانية إصلاحات "غير كاملة" لتواكب العصر الحديث على يد ما كان يسمى "بالتنظيمات". ويقول :"أصبحت النتيجة سيطرة لا تتوقف وعارمة للسلطة التطبيقية تشوه الى الآن السياسة في الكثير من الدول الإسلامية". ويقول المحرر ان الحكام المسلمين منذ خلافة الرسول صلى الله عليه وسلم احتفظوا بشرعيتهم في الحكم طالما قاموا بتطبيق واجبهم في "منع ما حرام". غير حتى الدولة العثمانية بدأت تتهاوى حينما ولج "الاصطلاحيون" ومرروا إصلاحات داخلية تحت ضغوط الغربيين من اصطحاب الديون عليهم" وكان من هذه التغييرات تغيير النظام القضائي الإسلامي واستبدال الفهماء والقضاء بقوانين مكتوبة مما أدى الى سقوط الخلافة الإسلامية وتقسيم أملاكها بين القوى الغربية بقيادة فرنسا وبريطانيا. ونطق: "سقطت الدولة الإسلامية عام 1924 عمليا ورمزيًا... وتمت إزاحة الفهماء الذين كانوا حراس الشريعة أوتقليل أهميتهم".
غير حتى واحد من كبار المفكرين الصهيونيين المؤثرين وهوفرانك گافني انتقد الكتاب والمؤلف قائلا إنه ركز على الجوانب الإيجابية للشريعة فقط، واتهم الشريعة بأنها "وسيلة للأعداء"، واتهم من نشر معلومات عن الكتاب بأنه يتعاون مع أعداء أمريكا؛ مشيرًا إلى حتى التعاطف مع الشريعة يعني "التعاطف مع الإسلاميين الفاشيين".
