الفاتح 1453، هوفيلم ملحمي تاريخي هجري. تدور السيرة حول فتح القسطنطينية (إسطنبول حالياً) على يد العثمانيين بقيادة السلطان محمد الثاني. يعتبر فيلم "فاتح 1453" اكثر الأفلام تكلفة في تاريخ السينما الهجرية حيث بلغت تكلفته بـ"18,200,000" دولار.

سيرة الفيلم

يبدأ الفيلم بمشهد من جزيرة العرب أيام الرسول صلى الله عليه وسلم حيث يظهر الصحابي الجليل أبوأيوب الأنصاري ويُتلى حديث النبي "لَتُفْتَحَنَّ الْقُسْطَنْطِينِيَّةُ فَلَنِعْمَ الْأَمِيرُ أَمِيرُهَا وَلَنِعْمَ الْجَيْشُ ذَلِكَ الْجَيْشُ."

ثم يتحول المشهد إلى تولي محمد الثاني السلطنة بعد وفاة أبيه مراد الثاني. فتح القسطنطينية تكون أكبر مسئلة تشغل بال السلطان، أما الذين كانوا حوله خاصة صدر الأعظم متشائمين من طموحه وينصحونه بعدم خوض المعركة. مع هذا والسطان كان عازماً على تطبيق مخططه بقوله : « إما أنا اخذ القسطنطينية إما هي تأخذني ».

الإمبراطور البيزنطي بعدما استوعب خطورة الوضع ، طلب المساعدات من مختلف الدول والمدن الأوروبية خاصة البابا - زعيم الممضى الكاثوليكي - في الوقت الذي كانت القسطنطينية بكنائسها وقادتها تابعة للكنيسة الأرثوذكسية وكان بينهما عداء شديد. اما عمل الامبراطور أغضب جمهور الأرثوذكس وجعلهم يقومون باعمال مضادة لقراره.

"اولوباتلي حسن" كان من أبرز قادة جيش العثمانيين في معركتهم ضد الروم. هذا القائد في أثناء الفيلم يعشق بنت مهندس المدفعيات "اوربان". "اوربان" ، المهندس المَجَري في صناعة المدفعيات يعصي اوامر الإمبراطورالبيزنطي بتقديم المعونة لجيشه في الدفاع عن القسطنطينية ولنجاة نفسه وبمساعدة العسكريين العثمانيين يلاتى مع بنته إلى السطان محمد الفاتح ويتولى إدارة صناعة "المدفع السطاني" لجيش المسلمين وهنا بنت "اوربان" تتزوج عاشقها "اولوباتلي حسن". يذكر حتى البنت ليست الابنة الحقيقية لاوربان، بل من أصول مسلمة وفقدت أمها وأبيها في هجوم المسيحيين على قريتهم و"اوربان" يشتريها ويأخذها في بيته ويتولى تربيتها.

اما سيرة عشق "اولوباتلي حسن" والبنت وما جرى بينهما ليس لها أصل في تاريخ فتح القسطنطينية وهي تأخذ جانب الحب من الفيلم.

فيستة فبراير 1453 يتجه سلطان محمد الفاتح مع جيشه الوفير والمدافع الضخمة التي صنعها "اوربان" إلى القسطنطينية. بدأت المعركة وهجم جيش المسلمين على المدينة. في اللقاء الجيش البيزنطي دافع بكل قوته وما جاز لخصمه حتى يخرق الصور، فقاوم امام السهام والمدافع والمشاة وبادلهم بالسهام والنار حتى اجبرهم على الرجوع.

الجيش العثماني حاصر المدينة بوضع خيم أمام سور القسطنطينية وأعاد الهجوم في الأيام الأخرى إلى عدة مرات من دون تحقييق أي نجاح أوتقدم. من جهة أخرى السفن الحربية التي هاجمت المدينة خسرت المعركة وكثير منها احرقت اواغرقت في الماء. أما هذه المعارك فقد تجاوزت أربعين يوماً، فارتفعت الروح المعنوية للمدافعين عن المدينة وفي اللقاء فقد جيش العثماني والسلطان نفسه معنوياتهم إلى حد كثير، حتى جعلت السلطان في حالة اليأس في خيمته لا يزور احداً ولا يسمح لأحد بالدخول.

اتوا بالشيخ "آق شمس الدين" للسطان بعد يومين من حبس نفسه في الخيمة من شدة الغضب واليأس ، فأوصى الشيخ السلطان بالصبر والثبات وأراد منه حتى يكمل طريقه في فتح القسطنطينية بقوله "أن أبا أيوب الأنصاري في جهاده لفتح القسطنطينية كان شيخاً سقيماً وقاتل حتى استشهد عند سور المدينة وأنت الان شاب وقوي".

استعاد السلطان معنوياته بعد زيارة الشيخ وفي المناسبة في هذه الزيارة وجدوا قبر أبي أيوب الأنصاري حوالي مدينة القسطنطينية.

خطر ببال سلطان محمد الفاتح فكرة غريبة، وهي حتى ينقل المراكب عن طريق البر بالخشب والدهن لتدخل في بحر مرمرة وتحاصر المدينة. وهذه الفكرة نفذت في الليل من دون فهم الجيش البيزنطي.

استعد الجيش مرة أخرى للقتال وخطب فيهم سطان محمد الفاتح خطبة معنوية غرس فيهم روح الجهاد والشهادة واعطاهم قوة معنوية. ثم امهم في الصلاة.

بدأت المعركة من جديد، الآن القسطنطنية محاصرة براً وبحراً. هجم جيش المسلمين ليحسم المعركة. البيزنطيون وجدوا انفسهم أمام جيش حريص على الفتح رغم جميع الخسائر التي لحقت به وبدؤوا بفقدان المعاقل الواحد تلوالآخر. في النهاية خسروا المعركة نهائيا وقُتل الملك البيزنطي وتم فتح القسطنطينية على يد المسلمين.

دخل سطان محمد الفاتح المدينة وقابل النصارى في كنيسة آيا صوفيا وامرهم بالقيام بشعائرهم الدينية بحرية تامة تحت الحكم الإسلامي ومن دون تلقي أي أذى. وبهذا ومن ذلك التاريخ أصبحت القسطنطينية ملك المسلمين.

الانتاج

فريق العمل

• دَفريم أفين - محمد الثاني
• ابراهيم شليك كول - Ulubatlı Hasan
• ديلك سربست - Era
• رجب آكتوغ - قسطنطين الحادي عشر
• اردن أنكان - Çandarlı Halil Pasha
• Raif Hikmet Çam - آق شمس الدين
• Erdoğan Aydemir - Urban
• Sedat Mert - Zaganos Pasha
• Namık Kemal Yiğittürk - الملا خسرو
• Öner As - الملا گوراني
• Halis Bayraktaroğlu - Kurtçu Doğan
• Ali Rıza Soydan - الپاپا نيقولا الخامس
• Şahika Koldemir - گول‌بهار
• İlker Kurt - مراد الثاني

التصوير

يتميز الفيلم باستخدام ديكورات عالية الجودة تقارب إلى حد بعيد ملامح إسطنبول التاريخية، وقد لف المخرج المشاهد القتالية بحرفية عالية حيث تجد نفسك أمام مشهد قتالي ينافس مشاهد هيوليود القتالية، ومن ناحية تصميم الملابس نجح كذلك، وقدم الممثل ديفريم إيفين (محمد الفاتح) عرضاً رائعاً وكان بجانبه الممثل ابراهيم شيليكول (ألوباتلي حسن) لكن حسب متابعتي تم ملاحظة التفوق في الأداء للمثل شيليكول على إيفين وهذا ما يجعل الفيلم من ناحيةقد يكون متوازن لعدم انفراد إنسان واحد في جذب الانظار لكنه من ناحية آخرى يشتت انتباه المشاهد، ويجعله ينجذب للمثل صاحب الدور المساعد من حيث حكاية الفيلم، وهذا ما وقع عندما عثر المشاهد نفسه امام سيرة ثانية غير الفتح وهي سيرة حب "أولاباتلي" و"إيرا" التي وقفت جنباً إلى جنب مع سيرة الفتح. ونستطيع القول حتى الشكل الفني في الفيلم تجاوز إلى حد بعيد المضمون فقد شاهدنا إعطاء مساحات لاستعراض معارك وأساليب قتالية وتفجيرات حربية في حين بعض أساسيات المضمون تم التعريج عليها سريعاً لذلك نصل إلى نتيجة حتى الفيلم كان فيه استعراض حربي لكن السيناريوكان بسيطاً لايقارن بالإبداعات التقنية. وربما يشكل هذا الفيلم نقلة نوعية في تاريخ السينما الهجرية من حيث الميزانية التي كما ذكرنا هي الأعلى في تاريخ السينما الهجرية.

عرض الفيلم

عرض الفيلم لأول مرة في 15 فبراير 2012 في الساعة 14:53 حسب التوقيت المحلي. بيعت 1.4 مليون تذكرة في عطلة نهاية الأسبوع و2.23 مليون تذكرة في الأسبوع الأول من العرض. في 18 يوم أصبح الفيلم من أكثر الأفلام مشاهدة في هجريا. في 15 مارس 2012. بيعت 5.666.387 تذكرة في دور العرض الهجرية.

عُرض في 850 صالة عرض منتشرة في جميع أنحاء العالم، وكذلك حسب شباك التذاكر وقبل دخوله العرض احتله المركز الخامس من حيث بيع التذاكر ليؤسس الفيلم لمدرسة هجرية عالمية تبعد عن موسمية العرض حيث من الملاحظ سابقاً حتى الأفلام الهجرية التي تلقى حضور وجماهيرية هي تلك المشاركة والحائزة على جوائز وبالتحديد جائزة الدب المضىي وهنا يبقى السؤال هل يصبح فيلم الفتح هوبوابة السينما الهجرية نحوالعرض العالمي الدائم والدخول في منافسة مع كبار المدارس السينمائية من هيوليود والمدرسة البريطانية والفرنسية والايطالية والروسية أم يبقى الفيلم في إطار الطفرة السينمائية الهجرية.

نقد

وجد الفليم انتقادات واسعة عند الجمهور اليوناني على صفحات الإنترنت بعدما أعربت جريدة بروتوذما (Proto Thema) اكثر الجرائد انتشارا في يونان عن إنتاج الفليم. هذا وقد قابل الفيلم اقبال واسع من قبل جمهورية مقدونيا ، كوسوفو، البوسنة والهرسك ، بلغاريا ، رومانيا ، ألبانيا وصربيا.

فيا دولوروسا (Via Dolorosa) المؤسسة النصراية في ألمانيا قبل عرض الفيلم دعت إلى مقاطعته ونطقت "بدل الاحتفال على الأتراك حتى يستحوا من عملهم في الحاق الضرر بالنصارى وفتح اسطنبول".

وفي حين أشادت التعليقات بالفيلم وقد اعتبرته "حدثا" إلا أنها لاحظت ما وصفته بعدم احترامه للحقائق التاريخية. ويرى مدير كلية التاريخ بجامعة أنقرة يلماظ كورت حتى الفيلم "حدث على مستوى كبير من النوعية والتقنية، لكن التضحية بالواقع التاريخي تمت من أجل اعتبارات تجارية". إلى ذلك، ينتقد مؤرخون المشهد حيث يأمر الإمبراطور البيزنطي بإخراج قواته العسكرية من حصون المدينة للقاءة العثمانيين. فيقول كورت "إن إخراج الجيش لللقاءة لهوأمر سخيف بمدينة كانت في مسقط الدفاع. هي لم تكن تملك القوة لتقوم بذلك...".

لكن فيليز أوكال يرد مدافعا "هوفيلم يعكس خيارات المخرج. هوعمل درامي حيث نجد الحب أيضا". من جهة أخرى، يتهم نقاد آخرون الفيلم بأنه يستلهم من معايير هوليود، مع مشاهد من طراز تلك التي نجدها في فيلمي "گلادييتور" و"ماتريكس".

مرئيات

المصادر

وصلات خارجية

• Official website للفيلم
• at the Internet Movie Database