سفر باروخ أوسفر نبوة باروخ أوباروخ 1، هوأحد أسفار الكتاب المقدس. بالرغم من أنه غير موجود في التوراة، إلا أنه موجود في السبعونية وفي الڤولگاته، الكتاب المقدس الأرثوذكسي الإرتري/الإثيوپي وكذلك في نسخة ثيودوتيون. وهويجمع أسفار إشعياء، إرميا، مراثي إرميا، حزقيال، دانيال، وأسفار الأنبياء الصغار الإثنى عشر. سُمي السفر على اسم باروخ بن نيريل، وقد خطه سفر في بابل بعد السبي، وكان ذلك في السنة الخامسة في السابع من الشهر حين أخذ الكلدانيون أورشليم وأحرقوها بالنار. وقد نسب السفر إلى باروخ لأنه خط الأصحاحات الخمسة الأولى منه. أما الأصحاح السادس والأخير فقد خطه إرميا لليهود الذين كان ملك بابل مزمعًا حتى يسوقهم في السبي إلى بابل.

محرر السفر

باروخ محرر السفر كان يعمل محررًا لإرميا النبي يخط له ما يأمر بكتابته، وقد كان مخلصًا لإرميا، وعهد عنه أيضًا أنه كان نبيًا صدّيقًا، وقد اشهجر الاثنان في الأتعاب والاضطهادات التي لقياها من يهوياقيم بن يوشيا ملك يهوذا.

وقد ذكر في الكتاب المقدس الكثير عن باروخ. فإن أرميا -وهوفي السجن- بعدما اقتنى لنفسه حقل عمه "حنمئيل بن شلوم" الذي في "عناثوث" درس الفكاك، أخذ صك الشراء المختوم وسلَّمه لباروخ (أر 6:32-12)، فقد ائتمنه على حفظ الوثائق الخاصة به. وبينما أرميا في السجن أيضًا، استدعى إليه باروخ وأملاه ما أوحى الله به إليه من نبوءة، فخطه في درج بالحبر. وبأمر إرميا، قرأ باروخ المكتوب في الدرج في آذان جميع الشعب في بيت الرب في يوم الصوم. كما قرأه مرة أخرى في آذان رؤساء يهوذا بناءً على طلبهم. فلما سمعوا الكلام خافوا خوفًا شديدًا وأشاروا على باروخ حتى يهرب ويمضى ويختبئ هووارميا من وجه الملك يهوياقيم. وقد وقع حتى الملك لما سمع بعض ما ورد في الدرج اغتاظ بحنث وألقى السفر كله في النار وأحرقه! وقد طلب الملك حتى يقبض على باروخ المحرر وإرميا النبي لكن الرب خبأهما فلم يعثر عليهما. وقد أوحى إلى إرميا بعد ذلك فأخذ درجًا آخر وأملى السفرة مرة أخرى عل باروخ فخطه. وقد زيد عليه أيضًا كلام كثير (راجع إر36). وقد روى الكتاب المقدس أيضًا حتى رجال يهوذا لم يسمعوا لإرميا فيما يتعلق بقول الرب لهم على لسانه الإقامة في أرض يهوذا وعدم الذهاب إلى مِصر. فقاوموه متكبرين عليه وعلى باروه وأخذوهما عنوة مع بنات الملك وحملوهما على الذهاب إلى أرض مِصْر حيث أتوا إلى مدينة "تحفنحيس" وأقاموا فيها (6:43-7).

ورغم اعتراف جميع الكنائس الأرثوذكسية والكاثوليكية بصحة هذا السفر، فإن البروتوستانت ينكرون على باروخ أنه كاتِب السفر. وهم يقولون حتى الإصحاح السادس منه المعروف باسم "رسالة أرميا" كان مُعتبرًا سِفرًا قائمًا بذاته في الترجمة السبعينية. ويقول مؤلف كتاب "مرشد الطالبين إلى الكتاب المقدس الثمين – طبعة بيروت 1937 ص306"، وهوبروتستانتي: "هذا السفر تعبير عن مجموعة إضافات إلى نبوات ارميا وهي غير سليمة". ولا يمكن الأخذ بهذا القول لأن الذي يقرأ الأصحاحات من سفر إرميا التي تتحدث عن باروخ يتأكد بكل يقين حتى باروخ لم يكن مجرد كاتِب فقط ولكنه نبيًا أيضًا. غير حتى المؤلف البروتستانتي المذكور، يضطر إزاء إجماع الكنائس عل الاعتراف بقانونية هذا السفر حتى يضيف إلى قوله السابق عما احتواه السفر من إضافات إلى نبوات ارميا قائلًا: "وهي وإن تكن غير سليمة من الوجهة التاريخية، لكنها تُظْهِر تقوى وغيرة غذّتها حدثة العهد القديم وروحه".

وستجد في مقدمة الأسفار القانونية الثانية في هذا المسقط تواريخ المجامع التي عُقِدَت وأقرَّت قانونية وصحة أسفار المجموعة الثانية للتوراة التي جمعت بعد عزرا ومن بينها سفر باروخ. كما قلنا أنها وردت ضمن قائمة الأسفار الموحى بها ذكرت في قوانين الرسل وقوانين ابن العسال.

ونضيف أنه ورد في كتابات يوحنا فم المضى قوله: "كما أنه خطا إرميا النبي ليس فيه شك، كذلك كتاب باروخ لا يجب حتى يرتاب فيه أحد ولا في بقية الأسفار التي قبلتها الكنيسة. لكن تحسب من رتبة نفس الخط القانونية". وهذا، وقد ورد في كتاب "مشكاة الطالبين في حل مشكلات الكتاب – ص167) حتى الكثيرين من القديسين آباء الأجيال الأولى المبكرة للمسيحية قد شهدوا لهذا السفر واستشهدوا منه في كتاباتهم ومنطقاتهم وعِظاتهم ورسائلهم. فقد استشهد به القديس اكليمندس الاسكندرى (=في كتابه المربي، كتاب 10:1؛ 3:2) وأيضًا القديس ديوناسيوس الاسكندرى (=في مؤلفه المسألة العاشرة) والبابا أثناسيوس الرسولي (=في خطبه ضد اريوس الهرطوقي) وأيضًا العلامة ترتليانوس وكبريانوس واوسابيوس وكيرلس الأورشليمي وباسيليوس ويحنا فم المضى في كتاباتهم. هذا، وفي عدد من أعداد مجلة مرقس (دير أبومقار – أغسطس 1983 ص22 و23) ساق المحرر ترجمة لمنطق للقديس إيرينيموس عن القديسة فابيولا، وهوخطاب ايرينيموس إلى أوقيانوس، يستشهِد في محرر الخطاب بأقوال وردت في سفر نبوءة باروخ.

أقسام السفر

هذا، ويمكن تقسيم السفر إلى قسمين:

1- القسم الأول: ويضم الأصحاحات الخمسة الأولى التي خطها باروخ النبي.

2- القسم الثاني: وهوالإصحاح السادس والأخير المُعنون "رسالة إرميا النبي".

أما القسم الأول فيشتمل على جزأين: الجزء الأول (من ص1 إلى ص8:3) ويشتمل على مقدمة سفر وحدثة تاريخية. فهويذكر حتى السفر قد كُتِب في السنة الخامسة من خراب أورشليم وسبيها. ويقول حتى باروخ تلاه على يكنيا الملك ابن يواقيم ملك يهوذا وجميع المسبيين من اليهود في بابل، فبكوا وصاموا تائبين وأوفدوا تقدِمات فضة إلى يواقيم بن حِلقيَّا الكاهن ليقدم عنهم محرقات وذبائح خطية. وأوفدوا مع تقدماتهم إلى بني وطنهم في أورشليم كتاب هذه النبوة ليقرأوها في بيت الرب ولكي يذكِّروا الشعب بخطاياهم داعين إياهم حتى يتوبوا ويرجعوا إلى الله وطالبين منهم حتى يصلوا عنهم وعن ملك بابل ووليّ عهده. وفي هذا الجزء يذكر باروخ النبي كيف من الممكن أن حتى بني إسرائيل أخطأوا ضد الله فاستحقّوا قضاءه بالانتقام منهم وخضوعهم تحت يد الأمم الوثنية. لكنه يعود فيتنبّأ أنه بسبب رجوعهم إلى الله وهم في أرض السبي فسوف يعودون إلى أرضهم مرة أخرى ويقي الله معهم عهدًا أبديًا.

أما الجزء الثاني من القسم الأول (من ص9:3 - ص5) ففيه يحث المحرر الشعب حتى يرجعوا إلى نبوغ الحكمة ويتفهمون الفِطنة والتعقُّل ويفهموا سُبُل الرب ويقدموا توبة صادقة إلى الله ويستغيثوا به فينقذهم. وفي هذا الجزء أيضًا يطالبهم باروخ النبي حتى يرضوا الله ولا يذبحوا للشياطين. ثم يعد أورشليم بأنها يفترض أن تخلع حلة المذلة وتتسربل بثوب البر. وتلاحظ حتى باروخ النبي يتحدث في هذا الجزء بروح النبوة عن عقيدتين ومهمتين من العقائد المسيحية وهما:-

أ- عقيدة التجسد: ففي الأصحاح الثالث يتنبَّأ عن تجسد الله الحدثة لأجل خلاص جميع جنس البشر ولأجل حتى يتسِّع ملكه في جميع الأرض "ما أوسع موضِع مُلكه" (با24:3). وفي نبوءته يتحدَّث عن ذلك الذي هبط من السماء وصعد إليها "مَنْ صَعِدَ إلى السماء.. مَنْ اجتاز إلى عبر البحر.." (با29:3و30). ويقول مؤكدًا حقيقة التجسد: "وبعد ذلك تراءى على الأرض وتردَّد بين البشر" (با38:3).

ب- عقيدة الثالوث الأقدس: وقد ألمح إلى هذه العقيدة في الأصحاح الرابع بقوله: "فإني في رجوت بالأزلي (يشير إلى الله الآب) خلاصكم، وحلَّت بي مسرى من لَدُنِ القدوس (يشير إلى الروح القدس) بالرحمة التي تؤتونها عمّا قليل من عند الأزلي مخلصكم (يقصد به الابن الحدثة المخلص وفادي البشر" (با22:4).

والقسم الثاني من السفر وهوالإصحاح السادس المعنون "رسالة إرميا النبي" ويتضمَّن الرسالة التي بعث بها أرميا بيد باروخ إلى اليهود الذين أزمع بابل حتى يسبيهم ويسوقهم نظير أخوتهم إلى بابل. وفيها يوضح النبي فساد عبادة الأوثان ويحذرونهم من السجود للأصنام التي ليس لها نطق ولا حركة ولا روح قائلًا لهم عنها "إنها ليست بآلهة" (با14:6). وفي الرسالة أيضًا يتنبَّأ النبي عن حتى السبي في بابل يفترض أن يستمر "سبعة أجيال" (با2:6) أي سبعين سنة "وبعد ذلك أخرجكم من هناك بسلام.

استخدامه في العهد الجديد

• لوقا 13:29 bears relation to Baruch 4:37.
• يوحنا 3:13 bears relation to Baruch 3:29 (ibid.).
• 1 Cor 10:20 bears relation to Baruch 4:7 (ibid.).
• يوحنا 1:14 bears relation to Baruch 3:38 (numbered 3:37 in most modern translations) as well as to Lev 26:11–12, 1 kg 8:27, and Psalms 85:9.

الاستخدام الأدبي

الغربي

الشرقي

الاستخدام من اللاهوتيين، آباء الكنيسة، مجلس الڤاتيكان الثاني

الاستخدام في الكنيسة الكاثوليكية

انظر أيضاً

• أسفار الكتاب المقدس
• أسفار الأنبياء الكبار
• باروخ 2
• باروخ 3
• باروخ 4

المصادر

وصلات خارجية

• : باروخ

Wikisource has the text of the 1913 Catholic Encyclopedia article Baruch.

• N.A.B. Introduction to Baruch
• Prophecy of Baruch Full Text by chapter
• Latin Vulgate with Douay-Rheims freeware with bookmarking, search, and other features
• The Book of Baruch Full text from http://St-Takla.org (also available in Arabic)
• World Wide Study Bible: Baruch
• 1Baruch 2012 Translation & Audio Version
•  Chisholm, Hugh, ed. (1911). "Baruch" . دائرة المعارف البريطانية (eleventh ed.). Cambridge University Press.