العنف الأسري

عودة للموسوعة

العنف الأسري

                                                       العنـف الأســري

إن العنف قضية تاريخية ، فهي قديمة قدم البشرية ذاتها عندما وقع خلاف بين قابيل وهابيل انتهى بأن اغتال أحدهما الآخر . وبعد حتى تطورت المجتمعات والثقافات تطورت معها الأسباب المؤدية إلى العنف ، وكذلك تغيرت أشكال العنف تبعاً لتغير وتطور وسائل العدوان ، لأن من كانوا يقتلون بالسيوف والرماح في سنوات عديدة أصبحوا الآن ملايين يمكن حصدهم في دقائق قليلة بالسلاح النووي أوالكيميائي ، وانتشرت الحروب والنزاعات الأهلية في مناطق متفرقة من الأرض ، وأصبحت قضية العنف من أبرز القضايا المطروحة على الساحة العالمية والمحلية، وظهرت المحاولات الكثيرة لتفسير هذه الظاهرة ومعالجة أسبابها . ومن المعروف حتى الأسرة ومنذ فجر التاريخ تتبوأ مكانة هامة على صعيد حماية أفرادها وتربيتهم وتنشئتهم ، بل إذا الأسرة في الماضي كانت هي المؤسسة الاجتماعية الوحيدة التي تؤدي هذه الوظائف ، وذلك قبل حتى تنتزع المجتمعات المعاصرة منها هذه الوظائف شيئاً فشيئاً . ومع ذلك فما زالت الأسرة تلعب دوراً حاسماً في تشكيل شخصية الفرد . إن العنف الأسري وإذا كان يظهر أقل حدة من غيره من أشكال العنف السائدة إلا أنه أكثر خطورة على الفرد والمجتمع ، وتكمن خطورة العنف الأسري في أنه ليس كغيره من أشكال العنف ذا نتائج سريعة تظهر في إطار العلاقات الصراعية بين السلطة وبعض التنظيمات السياسية والدينية ، بل إذا نتائجه غير المباشرة المترتبة على استخدام القوة غير المتكافئة داخل الأسرة وفي المجتمع بصفة عامة ، فقد تحدث خللاً في نسف القيم ، واهتزازاً في نمط الشخصية عند الأطفال مما يؤدي في النهاية وعلى المدى البعيد ، إلى أشكال مشوهة من العلاقات والسلوك وأنماط من الشخصية السقمية نفسياً وعصبياً . إذاً العنف العائلي يعتبر مسألة اجتماعية مقلقلة في المجتمعات العربية والغربية على السواء ويجب التعامل معها باعتبارها جزء من جميع أعم وأضم من حدود الأسرة وعلاقاتها حيث أنها باتت تهدد الأمن والسلام الاجتماعيين للأسرة والمجتمع على السواء . والعنف الأسري هوأحد أنماط السلوك العدواني الذي ينتج عن وجود علاقات قوة غير متكافئة في إطار نظام تقسيم العمل بين المرأة والرجل داخل الأسرة ، وما يترتب على ذلك من تحديد لأدوار ومكانة جميع فرد من أفراد الأسرة ، وفقاً لما يليه النظام الاقتصادي والاجتماعي السائد في المجتمع . والعنف الأسري في نظر فهم الاجتماع ضريبة الحضارة والتنمية الحديثة اتىت نتيجة الحياة العصرية ، إذ حتى من ضرائب التنمية والتحضر ظهور مشاكل اجتماعية لم تكن موجودة في المجتمعات التقليدية . ويشير إلى أنه في فترة ما قبل التنمية كانت قضايا العنف الأسري أقل بسبب نمط الأسرة الممتدة التي يوجد فيها الأب والأم والأبناء وأبناء الأبناء وزوجات الأبناء . ( فهمي ، 2012 ، صسبعة و43 )


مفهوم العنف الأسري لاشك حتى جرائم العنف الأسري تمثل خطورة كبيرة على المجتمع ، نظراً لما تهجره في نفوس أفراد الأسرة من أثر بالغ يهدد أمنهم وسكينتهم في حياتهم الخاصة . وسلوك العنف يأخذ صوراً شتى فهويتدرج من الضرب والجرح البسيط ليبلغ ذروة جسامته في القتل ، فالقتل هوالنموذج الكامل لسلوك العنف في غايته وجسامته ، وخاصة ذلك النوع الذي يرتكب عمداً أويتحقق متجاوزاً القصد . ومن أجل ذلك كانت جرائم العنف الأسري جديرة با اهتمام الباحثين في مجالات العلوم الإنسانية المتنوعة ، كفهم الإجرام ، وفهم الإتماع ، وفهم النفس ، بهدف تحديد مفهوم سلوك العنف بصفة عامة ، والعنف الأسري بصفة خاصة . ( فهمي ، 2012 ، ص 54 – 55 ) لذا فإن مصطلح العنف الأسري من المصطلحات المعقدة التي ليس من السهل تحديدها بشكل دقيق ، إذ تتداخل فيه الكثير من العوامل الاجتماعية والثقافية للمجتمع القابلة للتغير مع الزمن . ويشير مصطلح العنف الأسري أنماط السلوك المتنوعة التي توجه أحد أفراد الأسرة من فرد آخر داخلها بصورة مباشرة أوغير مباشرة ، وذلك يهدف إيقاع أشكل متعددة من الأذى النفسي أواللفظي أوالجسدي اوالجنسي . وقد تبنى المجلس الوطني لشؤون الأسرة في الأردن ضمن الإطار الوطني لحماية الأسرة من العنف التعريف التالي للعنف الأسري بالأردن : العنف هوالاستعمال المتعمد للقوة سواء أكان ذلك بالتهديد أوالاستعمال المادي ضد الذات أوضد إنسان آخر أومجموعة بحيث يؤدي إلى حدوث إصابة أوموت أوسوء نموأوحرمان . ( بحري وقطيشات ، 2011 ، ص 38- 39 ) وحتى وقتنا الراهن لم لم يتحقق الإجماع حول تعريف العنف الأسري ، وقد انحصرت جهود الباحثين في تحديد التعريفات الإجرائية التي تستخدم لقياس العنف . ( فهمي ، 2012، ص 55) نشأة الإهتمام بالعنف الأسري تأخر الاهتمام بهذا الموضوع لكون معظم حالاته تظل مستترة داخل الأسر لاعتبارات اجتماعية وأمنية ، لا يكشف عنها إلا بعد حتى تصل إلى الحد الذي لايمكن السكوت على آثارها ، إضافة إلى قلة الاهتمام بدراسة الإساءة للأطفال وإهمالهم من قبل الباحثين المعنيين برعايتهم . إن تأثير ميدان الصحة بالتقدم الفهمي والتكنولجي الحديث في مختلف المجتمعات فيه أطباء الاشعة التطويرية إلى ملاحظة في الصور الشعاعية للأطفال وكان بداية الاهتمام إيذاء الأطفال في عام ( 1946 ) حيث لاحظ المختصون بكسور العظام لدى الأطفال . وإن كسورهم ناتجة عن إصابات أحدثها القائمون على رعايتهم ، وليس نتيجة لحوادث غير مقصودة . إن عدم الاهتمام بهذا الموضوع يعود لكونه معضلة أسرية تتسم بالخصوصية ، وكما حتى هذا السلوك العنيف مع الأطفال أوالزوجة كان ينال قبولاً اجتماعياً في إطار تأديب الرجل لأفراد أسرته . غير حتى العنف قضية متعددة الأبعاد في الأسرة والمجتمع ، ولذلك ظهرت كقضية جديرة بالدراسة والاهتمام . واستمر الإهتمام بهذه الظاهرة على مدار العقود الماضية حتى هذه إلا لحظة ، ففي فترة السبعينات كما يشير براون وهربرت ركزت دراسات العنف : في فترة السبعينات من القرن العشرين على : حدة العنف ، العوامل التي ترتبط بالعنف ، تفسير العنف . وفي الثمانينات : دراسات العنف الأسري على نتائج هذا العنف على الضحية صحياً ونفسياً واجتماعياً . وفي فترة التسعينات وحتى هذا اليوم اهتمت دراسة الدراسات ولا تزال بالبرامج الوقائية والعلاجية للعنف الأسري . (بحري وقطيشات ، 2011، ص40 -42) الدوافع الاجتماعية للعنف الاسري

العادات والتنطقيد التي اعتاداها مجتمع ما والتي تتطلب من الرجل – حسب مقتضيات هذه التنطقيد – قدراً من الرجولة في قيادة أسرته من خلال العنف والقوة وذلك أنهما المقياس الذي يبين مقدار رجولته ، وإلاَ فهوساقط من عداد الرجال . 

وهذا النوع من الدوافع يتناسب طردياً مع الثقافة التي يحملها المجتمع ، وخصوصاً الثقافة الأسرية فحدثا كان المجتمع على درجة عالية من الثقافة والوعي ، حدثا تضاءل دور هذه الدوافع حتى ينعدم في المجتمعات الراقية ، وعلى العكس من ذلك في المجتمعات الراقية ، وعلى العكس من ذلك في المجتمعات ذات الثقافة المحدودة ، إذ تختلف درجة تأثير هذه الدوافع باختلاف درجة انحطاط ثقافات المجتمعات . ( الطوابى ، 2013 ، ص 26 )

مؤشرات العنف الأسري هجرز الخدمة الاجتماعية في دراستها للعنف على كيفية تغيير سلوك العدوان وتخفيف الآثار والأضرار الناتجة عنه ، والسعي نحوالتحكم في العوامل والأحداث المسببة له ، والتي تدفع اللضرر لممارسة العدوان على ذاته أوعلى الآخرين أوفي بيئته الاجتماعية بشكل عام .

ويحتاج الأخصائيون الاجتماعيون إلى حتىقد يكون لديهم قدرة على تحديد من يحدث العنف داخل الأسرة وهناك مؤشرات تساعد على ذلك وهي : 1-من جانب المرأة : الإيذاء الموجه للذات ، الحرمان ، احساسها بامتلاك الزوج ، الكره ، العقاب ، الحقد ، الغيره ، إدمان العقاقير والكحوليات ، السلوك المضاد للشريك ، الخوف من سولك الشريك ، الأرق ، الخوف من الكوابيس . 2-من جانب الرجل : التحكم في الشريك الآخر ، تكرار الضرب عندماقد يكون غاضب ، التحكم في قرارات الأسرة ، الكره أوالغضب أوالحقد على الطرف الآخر ، الشك ، الحماية الزائدة ، الغيرة ، الدفاع عن النفس أمام إصابات الشريك الآخر ، المزاج الحاد ، النقد أوتشويه السمعة . 3-من جانب الأطفال : الصعوبات المدرسية ، الرسوب أوالفشل ، الخوف الزائد ، السلوك العنيف خاصة مع الأولاد ، الإصابات غير المعلن عنها ، المشاكل العاطفية ، المشكلات السلوكية ، مشكلات النوم ، الفقر والحرمان . ( فهمي ، 2012 ، ص 60 – 61 ) أنواع العنف الأسري : 1-إيذاء الزوج لزوجته . 2-إيذاء الزوجة لزوجها. 3-إيذاء الأبوين للأبناء . 4-إيذاء الأبناء للأبوين . 5- إيذاء الأطفال للأطفال . ( العمر ، 2010 ، ص 178 )

أسباب العنف الأسري : من الممكن حتى ننظر إلى مسببات العنف الأسري من خلال مستويات العنف : 1-العنف الأسري بين الزوجين : أ‌)عدم التكافؤ الجنسي بين الزوجين يؤدي إلى خلق صراعات ومن ثم يقود إلى العنف داخل الأسرة . ب‌)اختلاف معايير وثقافة جميع من الزوجين . ج) الاختلاط الأسري دون ضوابط شرعية يؤدي إلى الانحراف الأخلاقي لبعض الزوجات مما يسهل العنف الأسري . د) يزداد العنف الأسري في ظروف هجرة الأزواج أوالزوجات للعمل بالخارج . هـ) يحدث العنف ويزداد عن خروج الزوجين معاً للعمل فترات طويلة وهجر الأبناء دون رعاية كافية ومناسبة . و) إذا وجود الفقر والضرر والأذى والصراع بين الزوجين يجعل الحياة صعبة على الشخص الفقر ويزيد من وجود العنف . 2- العنف بين الآباء والأبناء : أ‌)تفهم الأبناء غير المقصود منخلال عقاب الأباء لهم يؤدي إلى توارثهم العنف في سلوكياتهم . ب‌)تربية التدليل أوالحرمان تؤدي إلى انتشار العنف . ج) يزاد العنف الأسري في ظروف عدم جدية الرقابة والتوجيه للأبناء . د) سيادة الصراع حول المال والجنس وإهمال تربية الأبناء التساهل في عقوق الوالدين وتفسخ الروابط الأسرية كلها متغيرات تساهم في زيادة العنف الأسري . 3- العنف بين الأبناء : أ‌)إن معضلة العنف الناتج عن التلفزيون قد يحدث سبب حقيقي لاضطرابات الأطفال فقد اقترح الربنشين حتى الأطفال المعرضين للعنف هم من يعانون من اضطرابات سيكلوجية والتي قد تدمر إداركهم للواقع بالإضافة إلى حتى هؤلاء الأطفالقد يكونوا غير قادرين على التخلص من المشاهد التلفزيونية وبذلك يتعاملون مع الأطفال بخوف وعنف . ب‌)إدمان بعض الأبناء وانخفاض مستوى الإنجاز لدى آخرين وشعور البعض بالإغتراب وتدني مستوى الوعي الأسري كلها تساهم في انتشار حالات العنف الأسري . ج) الجشع والطمه وضعف الإرادة والاستسلام لهوى الشيطان والنفس وأصدقاء السوء من شأنه حتى يساهم في زيادة العنف بين الأبناء في الأسرة . د) وأيضاً قد يحدث العنف الأسري نتيجة لضياع المعايير االدينية في توزيع الميراث بين الأبناء مما يجعلهم يعيشون في خلافات وخصومات وتعديات مستمرة . هـ) يؤثر الإغتراب من خلال أشكال الانتنطق وانعدام القدرة والسيطرة وضياع المغزى أوسيادة الإحباط لدى الأبناء مما يدفعهم لممارسة العنف والعدوان . وهناك وجهات نظر أخرى ترصد أبرز هذه العوامل في الآتي : أ‌)العوامل الشخصية : وهي العوامل المترتبط بمكونات شخصية عضوالأسرة الذي يمارس العنف داخل نطاق أسرته ومن أمثلة هذه العوامل : ضعف الوازع الديني ، عدم فهم الأديان السماوية ،ضعف الذات والشخصية،عدم إدراك الواقع الاجتماعي بشكل سليم، عدم الاستقرار والاتزان الانفعالي ، ضعف الثقة بالنفس ، الاعتزاز الزائد بالشخصية ، أوالحساسية المفرطة تجاه كلام وسلوك الآخرين في الأسرة . ب‌)العوامل الأسرية : وهي العوامل المرتبطة بالتكوين الأسري والتنشئة الاجتماعية والظروف الأسرية المحيطة ، ويمكن رصد أبرز العوامل الأسرية : المشكلات الأسرية ، كبر حجم الأسرة ، زيادة الأعباء الأسرية ، الصراع على السلطة بين الأبوين ، التنشئة الاجتماعية غير السليمة للأبوين ، أوالتنشئة الاجتماعية غير السليمة للأبناء مثل : القسوة الشديدة أوالتدليل الزائد أوالرفض والإهمال لهم أوعدم محاسبتهم على السلوك الخاطئ . ج) العوامل المجتمعية : وهي العوامل المرتبطة بالمجتمع وما لديه من ثقافة وما يولده من مشكلات وأساليب الضبط الاجتماعي الرسمي وغير الرسمي المتوفرة ومدى ممارستها ، ويمكن رصد أبرز هذه العوامل المجتمعية في الآتي : •ضعف العادات والتنطقيد والقيم والأعراف التي تحض على الرحمة واحترام الغير واحترام ملكيتهم واحترام حريتهم . •ضعف أساليب الضبط الاجتماعي الرسمي وغير الرسمي في المجتمع . •تعرض الأسرة لمشاهد العنف والجريمة بشكل مكثف ومتكرر ويومي من خلال وسائل عديدة في المجتمع سواء في الشارع أومن خلال وسائل الإعلام الجماهيرية مثل : التلفزيون والسينما وشبكة الإنترنت ، قد تؤدي إلى اعتياد الناس على سلوك العنف واعتقاد بعضهم خطأ بأنه طريق للشهرة أواحتلال مكانة بين الآخرين أووسيلة لتحقيق الأهداف بأسرع الطرق وأنهم سيهربون من العقاب مثل أبطال الأفلام . (فهمي،2012 ، ص 66- 69 )


أثار العنف الأسري : إن العنف شكل من أشكال السلوك العدواني وله أثار سلبية كبيرة على شخصية الأفراد وأساليب تكيفهم النفسي والاجتماعي وآثاره قد تكون صحية ، أوجسدية ، أونفسية ، أواقتصادية ، أواجتماعية ، أما عن الاثار الاجتماعية فصوره مختلفة قد تكون في : •صعوبات تكوين العلاقات مع الآخرين . •الهروب من البيت . •الانسحاب من النشاط الاجتماعي . •الانقطاع عن الجيران . •التفكك الأسري . •الهجر . •الانفصال . •الطلاق . •فقدان الاحترام . •اتكال متطلبات افراد الأسرة . •الإساءة إلى سمعة الأسرة ومكانتها الاجتماعية . ( بحري وقطيشات ، 2011 ، ص 60 – 62 ) النظريات والاتجاهات المفسرة لسلوك العنف الأسري : توجد بعض النظريات التي قامت بدراسة الأسباب والأشكال وأساليبالإصلاح والوقاية من العنف الأسري فالنظريات تعد أمراً أساسياً لفهم الظاهرة من خلال منظور معين ولتفسير وقائعها بشكل يساعد على التنبؤ السابق للسلوك . أولاً : الاتجاه البيولجي : يرى فرويد حتى العنف ينطلق من مبدأ نفسي متمثلاً بغريزة الموت التي تتضح بالتخريب والعدوان والعنف هي شكل من أشكال السلوك البشري ، يسببها التحريض وهي قوة كامنة داخل الفرد تدفعه للقيام بأي سلوك عدواني ، وأن هذا الشكل من السلوك هوفطري في النفس البشرية. ثانياً : الاتجاه الاجتماعي : لقد تعددت الآراء التي فسرت العنف الأسري من ناحية اجتماعية ، ولكنها أجمعت على حتى العوامل الاجتماعية تلعب دوراً مهماً في تكوين الشخصية الانسانية ، وماينبثق عنها من سلوك اجتماعي ، وأن الحياة الاجتماعية هي الإطار والمدرسة التي يصقل الانسان شخصيته فيها .

وسيتم الهجريز في هذا المجال اتجاهين بارزين في تفسير العنف وهما : أولاً : النظرية البنائية : وفقاً لهذه النظرية فإن العنف الأسري يتزايد في الطبقات الاجتماعية والاقتصادية المنخفضة ، حيث يعاني الأفراد والأسر من الإحباطات نتيجة تدني مكانتهم الإجتماعية وشح مصادرهم المادية والعاطفية والنفسية والاجتماعية . فلإحباط من الناحية المادية من الممكنقد يكون أشد قسوة لأنه يؤدي إلى الإيذاء الجسدي والنفسي للأولاد والوجه من قبل الزوج بسبب شح الموارد المالية التي تعينه على مسؤلياته تجاه أسرته .


ثانياً : نظرية الصراع : يرى أصحابها حتى العنف الذي يحدث في المجتمع هوميدان للظلم التاريخي بما تعانيه الأقليات من قلة في الثورة والقوة ، وهوناتج عن قهر يتعرض له الناس ، ويعدونه سلاحاً فتاكاً للنزاع بين الجنسين وأداة الهيمنة للرجل . إضافة إلى الهجريز على صراع الأدوار فإن هذه النظرية هجرز أيضاً على الشعور الشخصي بالحرمان بين مايرغب به الناس ومايحصلون عليه ، وبين انخفاض المستوى الاقتصادي الذي يؤدي إلى الحرمان ، الأمر الذي يزيد من النزوع إلى العنف . ويرى أصحاب هذه النظرية حتى الأدوار السائدة في المجتمع تعكس سيطرة الرجل على المرأة ، وعليه فإن من أبرز الأساليب للمحافظة على هذه الفوائد والمكاسب هس أساليب التنشئة الاجتماعية حيث تقوم الأمهات بتنشئة البنات تنشئة مختلفة عن الذكور وبحسب الوضع والطبقة التي تنمي إليها الأسرة . وتستخدم الأسرة في تنشئة البنات أساليب يمتلكها العنف ، ويسمح للذكور فيه بممارسة هذا العنف ضد البنات وكأن ذلك حق من حقوقهم المشروعة . ثالثاً : نظرية التفهم الاجتماعي : إن أكثر النظريات شيوعاً هي التي تفترض حتى الأشخاص يتفهمون العنف بنفس الكيفية التي يتفهمون بها أنماط السلوك الأخرى ، وتتم عملية التفهم داخل الأسرة في شتى المجالات والأنماط الثقافية ، حيث حتى الأطفال الذين يشاهدون السلوك العداوني لايتذكرونه فحسب بل يقلدونه إلى حد ما كبير ، وبخاصة عندما يرتكب هذا السلوك أحد البالغين الذي يعد سلوكهم نموذجاً يحتذى به .حيث يميل الأولاد به إلى محاكاة السلوك العدواني بصورة تلقائية ولتعزيز هذا السلوك يزداد بينهم ارتكابه ويتميزون بالعدوان والعنف . وهناك فرضيات تستند عليها نظرية التفهم في دراسة العنف الأسري وهي حتى العنف الأسري يتم تفهمه داخل الأسرة والمدلرسة ووسائل الإعلام ، وأ، العلاقة المتبادلة بين الآباء والأبناء والخبرات التي يمر بها الطفل في فترة الطفولة المبكرة تشكل شخصية الفرد عند البلوغ ، لذلك فإن سلوك العنف ينتقل عبر الأجيال . ( بحري وقطيشات، 2011 ، ص 43 – 47 )




                          المـراجــــــــــــع

بحري ، منى ؛ قطيشات ، نازك (2011) .العنف الأسري .(ط1).عمان: دار صفاء للنشر والتوزيع .

الطوابى ، محمد (2013) . العنف الأسري وأثره على الفرد والمجتمع . (ط1). الإسكندرية : دار الفكر الجامعي .

العمر ، معن (2010) . فهم اجتماع العنف . (ط1) . عمان :دار الشروق للنشر والتوزيع .

فهمي ، محمد (2012) . العنف الأسري .(ط1) . الاسكندرية :المخط الجامعي الحديث .

تاريخ النشر: 2020-06-04 17:24:41
التصنيفات:

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

طقس السبت.. استمرار الأجواء الحارة في مناطق من المملكة

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-29 03:19:34
مستوى الصحة: 66% الأهمية: 75%

عاصى الحلانى يرقص على الطبلة وسط حماس الجماهير بالأوبرا (صور)

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-29 03:21:26
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 53%

خبراء التحكيم: الأهلي استحق ركلة جزاء أمام الزمالك في السوبر

المصدر: الأهلى . كوم - مصر التصنيف: رياضة
تاريخ الخبر: 2022-10-29 03:18:59
مستوى الصحة: 33% الأهمية: 50%

الرئيس الأوكرانى: انقطاع الكهرباء عن 4 ملايين مواطن بالبلاد

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-29 03:20:48
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 68%

الصحراء المغربية..عمر هلال يتحدث عن غموض موقف بعض البلدان الأوروبية

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-29 03:19:39
مستوى الصحة: 73% الأهمية: 76%

«الأوقاف» تطلق مبادرة «حق الوطن» بحضور جبر والشوربجي.. الأحد

المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-29 03:19:20
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 66%

شكري:عدم وجود تغيير في ممارسات تركيا وراء توقف المباحثات معها

المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-29 03:19:18
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 69%

قارئة التاروت تكشف أسرار مرعبة فى حياة الفنانة درة

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-29 03:20:50
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 59%

بسبب لعب الأطفال.. ذبح فتاة على يد شاب بمحافظة الغربية

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-29 03:21:14
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 68%

رد نارى لـ«درة» على الانتقادات الموجهة لفيلم «بابا»

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-29 03:20:51
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 62%

البيت الأبيض يعلن مشاركة الرئيس الأمريكى فى قمة المناخ بشرم الشيخ

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-29 03:20:46
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 50%

شباب سنباط: تطوير المدرسة الثانوية كان حلم أهالى القرية (صور)

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-29 03:21:16
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 68%

جامع "يعتصم" بأخنوش ويقطع حبلهُ مع ابن كيران

المصدر: تيل كيل عربي - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-29 03:20:35
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 56%

تقرير هندى: «كوب27» سيركز على التكيف مع تغير المناخ والتخفيف من آثاره

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-29 03:21:35
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 61%

فودة يتفقد تدريب السائقين علي منظومة التاكسي الذكي بشرم الشيخ 

المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-29 03:19:15
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 66%

500 مليون ريال.. مدير الجامعة المختلس في السعودية يعترف

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-29 03:18:18
مستوى الصحة: 85% الأهمية: 90%

تحميل تطبيق المنصة العربية