گايوس گراكوس
هذه الموضوعات تغطي كوميتيوم الرومانية القديمة في العصر الجمهوري | |
---|---|
المنشآت- | روسترا، كوريا هوستيليا، كوريا جوليا، لاپيس نيگر |
السياسيون- | شيشرون، گايوس گراكوس، يوليوس قيصر |
المجالس- | مجلس الشيوخ، كوميتيا كورياتا |
گايوس گراكوس Gaius Sempronius Gracchus (عاش 154 ق.م. – 121 ق.م.) كان سياسياً رومانياً في القرن الثاني ق.م.، وشقيق المصلح عثر الحظ تيبريوس گراكوس، الذي اُنتخِب لمنصب tribune في سنوات 123 و122 ق.م. واتبع سياساته الاصلاحية أثناء شغله المنصب أدت إلى أزمة دستورية ومقتله على أيدي مجلس الشيوخ الروماني في 121.
النشأة
گايوس گراكوس هوابن تيبريوس گراكوس الأكبر الذي تدين له أسبانيا بالشكر لأنه حكمها حكماً عادلاً كريماً، والذي عين قنصلاً مرتين ورقيباً مرة، والذي أنقذ من الهلاك أخا سكپيوالأفريقي وتزوج ابنته، وأنجبت كورنليا أفريكانا اثنى عشر طفلاً توفوا كلهم إلا ثلاثة منهم قبيل البلوغ، وتحملت هي بعد وفاته عبء تربية تيبريوس وأخت لهما- تدعى أيضاً كورنليا- صارت فيما بعد زوجة سكبيوإيمليانوس؛ وكان للزوج والزوجة نصيب من الثقافة الهيلينية، وكان ممن يعطفون على الدائرة الثقافية السكبيونية. وكان لكورنليا ندوة أدبية، وخطت رسائل بأسلوب سليم رشيق جعلها من خير ما خط في الآداب اللاتينية، ويقول أفلوطرخس إذا ملكاً من ملوك مصر عرض عليها بعد حتى ترملت حتى تتزوجه، وأن ينزل لها عن عرشه؛ فأبت وآثرت حتى تظل ابنة لسكبيو، وحماة لسكبيوآخر وأماً لجراكس.
ونشأ تيبريوس وگايوس گراكوس في جومشبع بطرائق الحكم والفلسفة عهداً فيه مشاكل الحكومة الرومانية ونظريات الفلسفة اليونانية. وقد تأثرا بآراء بلوسيوس Blossius وهوفيلسوف يوناني من كوماي Cumae بعت فيهما نزعة حرة قوية استخفت بقوة المحافظين في رومه. ويكاد الأخوان حتىقد يكونا متماثلين في طموحهما، وكبريائهما، وإخلاصهما، وفصاحتهما التي لا يكاد يصدقها العقل، وشجاعتهما التي لا تشوبها قط شائبة. ويحدثنا گايوس حتى تيبريوس شاهد مآساة الزراع، وتأثر بها أشد التأثر حين كان مسافراً في إتروريا "فرأى قلة السكان ولاحظ حتى الذين كانوا يحرثون الأرض ويرعون بتران الضأن هم العبيد الأجانب"(6)، وإذ كان تيبريوس يعهد وقتئذ حتى الملاك وحدهم هم الذين يجندون للخدمة في الجيش فقد سأل نفسه كيف من الممكن أن تستطيع روما حتى تحتفظ بزعامتها أواستقلالها إذا حل زراعها الأقوياء الذين كانوا يؤلفون الكثرة الغالبة في الفيالق الرومانية عبيد غرباء لا تربطهم بها صلة ما،يا ترى؟ وكيف تكون الحياة الرومانية حياة طيبة، والديمقراطية الرومانية ديمقراطية صالحة، إذا غصت بصعاليك المدن المعدمين بدل الزراع الأباة الأعزاء الذين يمتلكون الأرض ويفلحونها بأنفسهم،يا ترى؟ وخيل إليه حتى توزيع الأرض على المواطنين الفقراء هوالحل السليم البـين الذي لابد من الالتاتى إليه لحل المشاكل الثلاث القائمة وقتئذ في البلاد: الاسترقاق في الريف، والازدحام والفساد الخلقي في المدن، وضعف الروح الحربية بين المواطنين.
بعد مقتل تيبريوس
وأخذ النمامون الذين خلت قلوبهم من الرحمة يشيعون حتى كورنليا قد إئتمرت مع ابنتها زوجة سكبيوالمشوهة المكروهة على اغتال تيبريوس؛ وأخذت كورنليا وسط هذه الكوارث الفادحة تواسي نفسها بالعكوف على العناية بابنها الذي لم يبق لها في هذا العالم عزيز سواه. ولم يكن ما أثاره مقتل تيبريوس في قلب أخيه گايوس هومجرد الرغبة في الانتقام، بل أثار فيه صادق العزم على حتى يتم ما بدأه أخوه. وكان قبل إذ قد أظهر كثيراً من الذكاء والشجاعة في أثناء خدمته بقيادة إيمليانس في نوماتيا، ونال إعجاب الناس على اختلاف مشاربهم باستقامته وبساطة معيشته؛ وكان رجلاً حاد المزاج جياش العواطف، إذا ثار زادت حدتها لطول كبتها، وقد أصبح بفضلها أعظم خطباء الرومان قبل أيام شيشرون، وفتحت أمامه أبواب المناصب كلها تقريباً في مجتمع كان للفصاحة فيه المحل الثاني بعد الشجاعة في رقي الرجال وبلوغهم أسمى المراتب. لهذا كله اختير تربيوناً في خريف عام 124.
وكان گايوس رجلاً واقعياً أكثر من أخيه، ومن ثم استوعب حتى لا بقاء لأي إصلاح إذا لم يقوعلى مغالبة القوة الاقتصادية أوالقوة السياسية في الدولة. ولذلك استقر رأيه على حتى يضم إلى جانبه خمس طبقات من طبقات الشعب المتنوعة: طبقة الزراع، والجيش وعامة المدن ورجال الأعمال. فأما الطبقة الأولى فقد ضمها إليه بالعودة إلى القوانين الزراعية التي سنها أخوه، ووسع مداها بأن طبقها على الأراضي الزراعية التي تمتلكها الدولة في الولايات التابعة لها، ثم أعاد تشكيل لجنة الأراضي، وأشرف بنفسه على أعمالها. وحقق مطامع الطبقات الوسطى بإنشاء مستعمرات جديدة في كبوا، وتارنتم، وناربوNarbo، وقرطاجنة، وبتنمية هذه المستعمرات وجعلها مراكز مزدهرة للتجارة. وأرضى الجنود بأن قرر حتى تؤدي أثمان ملابسهم من الخزانة العامة، وأرضى عامة المدن بإصدار قانون الحبوب Lex Frumentaria وبمقتضاه أخذت الحكومة على نفسها حتى تعطي القمح لكل من يطلبه بثمن ستة آسات وثلث آس لكل موديوس Modius (أي بما يعادل 36/100 من الريال الأمريكي لكل جالونين) وهونصف ثمنه في السوق. وكان هذا العمل الأخير صدمة عنيفة للمبادئ الرومانية القديمة- مبادئ الاعتماد على النفس- كما كان له آثار خطيرة في التاريخ الروماني كله. وكان گايوس يعتقد حتى تجار الحبوب يبيعونها للجمهور بضعفي نفقات إنتاجها، وأن الإجراء الذي اتخذه لن يكلف الدولة خسارة ما لأن توحيد عمليات البيع والشراء سينزل بالنفقات إلى حد كبير. وسواء كان هذا أولم يكن فإن القانون قد جعل الفقراء من سكان المدن الأحرار يناصرون ابني جراكس ويناصرون من بعدهما مارينوس وقيصر بدل حتى كانوا موالي للأشراف وأتباعاً لهم، يعملون لإطعامهم وتوفير مسببات الترف لهم، كما كان عماد الحركة الديمقراطية التي بلغت ذروتها في كلوديوس Clodius وقضى عليها في أكتوم.
وكان الإجراء الخامس يهدف إلى تثبيت سلطان الحزب الذي ينتمي إليه بالقضاء على السنة المتبعة من زمن قديم والتي تجعل الأغنياء يقترعون في الجمعية المئوية قبل غيرهم من الطبقات، فاستبدل گايوس بهذه السنة تقليداً جديداً يجعل المئات في الجمعية يعطون أصواتهم حسب نظام يعين بالقرعة. ثم استرضى رجال الأعمال بأن جعل لهم وحدهم حق العمل محلفين عند النظر في جرائم الولايات، فأصبحوا بذلك حكاماً في قضاياهم إلى حد بعيد. ولم يكتف بهذا بل أراد حتى يستثير مطامعهم فاقترح حتى تفرض على جميع غلات آسيا الصغرى ضريبة توازي عشر هذه الغلات يجبونها هم أنفسهم. ثم زاد ثراء المقاولين، وأنقص عدد المتعطلين، بأن وضع برنامجاً لإنشاء الطرق في كافة أنحاء إيطاليا. ولقد كانت هذه القوانين في جملتها- رغم ما يغشى بعضها من خداع سياسي- أعظم مجموعة من التشريع الإنشائي سنت قبل أيام قيصر. واستطاع گايوس باعتماده على هذا العون المتعدد النواحي حتى يطرح ما جرت به العادة من قديم، وأن يُختار تربيوناً للمرة الثانية. وأكبر الظن أنه قد فكر في ذلك الوقت في السيطرة على مجلس الشيوخ بإضافة ثلاثمائة عضوحديث إلى أعضائه الثلاثمائة، تختارهم الجمعية من بين رجال العمال. واقترح كذلك حتى يعطي حق الانتخاب كاملاً لجميع الأحرار من سكان لاتيوم، وأن يعطي هذا الحق منقوصاً إلى سائر الأحرار من سكان إيطاليا، وكانت هذه أجرأ حركة قام بها في طريق الديمقراطية السياسية، ولكنها كانت أيضاً أول ما ارتكب من أغلاط في خططه. ذلك حتى من كان لهم حق الاقتراع لم يتحمسوا كثيراً لأن يشهجر معهم غيرهم في هذه الميزة التي اختصوا بها حتى ذلك الوقت، ولوكان شركاؤهم فيها قوم لا يستطيع حضور جلسات الجمعيات في روما إلا أقلية صغيرة منهم. ولم يدع مجلس الشيوخ هذه الفرصة تفلت من بين يديه. ذلك حتى گايوس كاد يتجاهله ولا يحسب له حساباً حتى افترض أنه قد فقد جميع ما كان له من قوة ومكانة في البلاد، ولم يرقى هذا التربيون النابه إلا زعيماً شعبياً مستبداً يريد حتى يستحوذ لنفسه على أكبر قسط من السلطة بتوزيع أملاك الدولة وأموالها ذات اليمين وذات الشمال. ولاح له فجأة حليف حديث هوصعاليك روما الغيورون على حقهم القديم، وانتهز فرصة غياب گايوس، وكان قد غادر رومه ليثبت قواعد مستعمرته الجديدة في قرطاجنة، فأشار على تربيون آخر هوماركوس ليڤيوس دروسوس Marcus Livius Drosus حتى يضم إليه الزراع الجدد بإصدار قانون يلغي به الضرائب المفروضة على أراضيهم بمقتضى قوانين جراكس، وأن يسترضي صعاليك المدن ويضعفهم في الوقت نفسه بأن يقترح إنشاء اثنتي عشرة مستعمرة جديدة في إيطاليا تتسع جميع واحدة منها لثلاثة آلاف من رجال رومه. ووافقت الجمعية من فورها على هذه المشروعين، ولما عاد گايوس عثر دروسس قد كسب قلوب الشعب، ينازعه الزعامة عند جميع خطوة يخطوها. ورشح گايوس نفسه لأن يختار تربيوناً مرة ثالثة ولكنه هزم، ونطق أصدقاؤه إنه انتخب ولكن أصوات الناخبين قد تناولها الغش والتزوير، غير أنه نصح أتباعه بألا يلجئوا إلى وسائل العنف واعتزل الساسة وفضل عليها الحياة الخاصة.
مصرع گايوس گراكوس
وأشار مجلس الشيوخ في العام الثاني حتى تجلوروما عن المستعمرة المنشأة في قرطاج، وفسرت الأحزاب جميعها هذا الاقتراح- سراً أوجهراً- بأنه مقدمة لحرب يشنها المجلس على قوانين جراكس لإلغائها. واتى بعض أنصار جراكس إلى الجمعية مسلحين، وقتل أحدهم رجلاً من المحافظين هم بالقبض على گايوس. فما كان من أعضاء مجلس الشيوخ إلا حتى خرجوا في اليوم الثاني على استعداد تام للقتال، ومع جميع منهم عبدان مسلحان، وهاجموا أنصار جراكس المتحصنين فوق تل الأفنتين. وبذل گايوس جميع ما في وسعه لتسكين الفتنة، ومنع اعتداء كلتا الطائفتين على الأخرى؛ فلما عجز عن ذلك ولى هارباً وعبر نهر التيبر، ولما حتى لحقه أعداؤه أمر خادمه حتى يقتله، وصدع الخادم بالأمر ثم اغتال نفسه. وبتر أحد أصدقاء گايوس رأس صديقه، وحشاها بالرصاص المصهور، وحملها إلى مجلس الشيوخ، وكان المجلس قد أعرب أنه يكافئ من يأتيه بهذا الرأس بما يساوي وزنه مضىاً(9). وقتل من أنصار گايوس في المعركة مائتان وخمسون، وأعدم ثلاثة آلاف غيرهم تطبيقاً لقرار أصدره مجلس الشيوخ. ولما ألقيت جثته وجثث أتباعه في نهر التيبر لم يحتج على هذا العمل غوغاء المدينة الذين كان يعمل لخيرهم، ذلك حتى هؤلاء الغوغاء كانوا وقتئذ في شغل عن هذا الاحتجاج بنهب بيته(10). وحرم مجلس الشيوخ على كورنليا حتى تلبس ثياب الحداد حزناً على ولدها.
وصلات خارجية
At the Internet Classics Archive, MIT:
- "Caius Gracchus"، بقلم پلوتارخ، ترجمه جون درايدن.
- "The Comparison of Tiberius and Caius Gracchus with Agis and Cleomenes"، بقلم پلوتارخ، ترجمه جون درايدن.
الهامش
-
^ خطأ استشهاد: وسم
<ref>
غير سليم؛ لا نص تم توفيره للمراجع المسماةmalamud.46f