روبرت فرانكلين ستراود

عودة للموسوعة

روبرت فرانكلين ستراود

روبرت فرانكلين ستراود
Robert Franklin Stroud

Stroud's mugshot
Background information
اسم الميلاد: Robert Franklin Stroud
الكنية: The Birdman of Alcatraz
ولد: (1890-01-28)يناير 28, 1890
Seattle, Washington
توفي: نوفمبر 21, 1963(1963-11-21) (عن عمر 73 عاماً)

روبرت فرانكلين ستراود Robert Franklin Stroud (عاش 28 يناير 1890 - 21 نوفمبر 1963)، عهد باسم رجل الطيور في الكتراز Birdman of Alcatraz, كان سجيناً في الكتراز يربي ويبيع الطيور. وبالرغم من لقبه، فكان يحتفظ بالطيور فقط في لڤنوورث, قبل نقله إلى الكتراز.

الطريق نحوالهاوية

هذا السجين لم يكن سوى روبرت سترود والملقب ب (رجل الطيور) وهولقب أشتهر به في السجن لعشقه وولعه بعالم الطيور. وتبدأ هذه السيرة في شهر نوفمبر من العام 1908م عندما أراد روبرت سترود، وكان عمره آنذاك 18 عاماً فقط, حتى ينتقل مع حبيبته كيتي اوبراين 36 عاماً من بلدتهما الصغيرة كوردوفا إلى عاصمة ولاية ألاسكا جونولاعتقادهما بتوفر الفرص المضىية لكسب المال هناك. فقاما برحلة على القارب إلى العاصمة وآمالهما كبيرة في كسب الثروات والانتنطق إلى عالم الأغنياء المبهر. ولكن كما هوالمثل المشهور (تجري الرياح بما لا تشتهي السفن) فبمجرد حتى وطأت قدماهما أرض العاصمة حتى جرتهما إلى عالم آخر يغلب عليه الفساد الاجتماعي والصراع على كسب المادة، عالم لا يعترف بالمبادئ، وأسس الحياة القوي فيه يأكل الضعيف والفقير مسكنه الأزقة وأرصفة الشوارع ويقتات على ما يخلفه الناس في الحاويات.

ومع الوقت تمكنت كيتي من الحصول على وظيفة كراسيرة في نادٍ ليلي، أما روبرت فما زال يبحث عن عمل يقتات منه ولكن الأمور بدأت تتجه نحوالأسوأ مع مرور الوقت.

وبعد شهرين وبالتحديد في الثامن عشر من يناير سنة 1909م قابل روبرت وكيتي صديقاً قديماً من بلدتهما يدعى فون دامر والمعروف بتشارلي فمكث معهما في شقتهما المتواضعة التي كانا قد استأجراها بما تتقاضاه كيتي من عملها كراسيرة. وبينما مضى روبرت في أحد الأيام لكي يجلب سمكاً من ميناء المدينة لتجهيز العشاء له ولرفقائه، استغل تشارلي غيابه لينهال بالضرب المبرح على كيتي دون فهم السبب. وعندما عاد روبرت صدم بالمنظر المروع الذي كانت عليه حبيبته فحمل مسدساً ومضى بحثاً عن تشارلي وعندما وجده وصارحه بعملته نشب نزاع بين الاثنين انتهى بسقوط تشارلي ميتاً أثر طلقة خرقت جسده من مسدس روبرت. بعدها قام روبرت بتسليم نفسه لشرطة العاصمة واعترف بجريمته, فزج في السجن في انتظار محاكمته. ولم يكن بحسبان رجال الشرطة بأنهم قبضوا على شاب سيصبح في يوم من الأيام أحد أشهر مجرمي أمريكا في التاريخ المعاصر حتى يومنا هذا.


معاناة منذ الصغر

ولكي نتفهم السبب وراء ارتكاب روبرت جريمة القتل لابد أن نرجع إلى الوراء قليلاً لنلقي الضوء على نشأته. ولد روبرت فرانكلين سترود بمدينة سياتل بواشنطن العاصمة في 28 يناير سنة 1890م لزوجين هما إليزابيث وبين سترود. وكان لأمه أبنتان من زواج سابق ولم يمض وقت طويل حتى أنجبت أمه أخاً له يدعى ماركوس. وكانت إليزابيث أمه مكافحة غمرت أبناءها بالحب والعطف والحماية من أبيهم المدمن على استهلك الكحول حيث كان غالباً ما ينهال عليها وعلى أبنائها بالضرب المبرح, وكان لهذه المعاملة الأثر الأكبر في نفس روبرت حتى بات أبوه عدوه الأول في طفولته. وما حتى بلغ روبرت سنه الثالثة عشرة حتى انطلق في رحلة استكشافية في أراتى أمريكا أملاً في الحصول على عمل والعيش في سلام بعيداً عن طغيان والده المستبد. وظل يتنقل بين عدة وظائف حتى بلغ 17 عاماً حينها قرر العودة إلى المنزل ليجد أهله في حالة مادية أفضل من ذي قبل ولكن أباه كان ما زال يسرف في استهلك الكحول. وأصبحت العلاقة بين والديه متباعدة فالأم تكره الأب وهومن جهته لا يمل من ضربها وضرب أبنائه الآخرين.

فقرر روبرت الهروب مع عشيقته كيتي ليقابل المصير المظلم والذي تسبب بدخوله السجن في جريمة اغتال كان سببها الانتقام وعدد كبير من مشاعر الكره والغضب على معاملة النساء بالضرب تطورت لديه عبر السنين من مشاهدة أمه وهي تتعذب بين يدي والده. وفي الأشهر الأولى لسنة 1909م هرعت والدة روبرت إلى العاصمة جونولمساعدته فور سماعها بحادثة القتل التي ارتكبها وعينت له محامياً للدفاع آملاً في حتى يبرئ ساحة ابنها من هذه الجريمة الشنعاء. ولكن آمال الأم سرعان ما تبخرت, حيث حتى القاضي المكلف بقضية روبرت قد عين حديثاً وأراد حتى يضع بصمته في تاريخ القضاء بولاية ألاسكا ورأى في قضية روبرت المثال الأسمى لهدفه.

وحكم على روبرت بالسجن لمدة 12 سنة في إصلاحية جزيرة مكنيل لتبدأ من هناك رحلة الرجل الذي أذهل العالم بإنجازاته. وسرعان ما تفهم روبرت قوانين السجن والتي كانت مسألة مهمة في بقائه حياً بين أشخاص أسمى صفاتهم القتل والتعذيب. وعلى الرغم من تحوله إلى إنسان هادئ ومسالم مع مرور الوقت إلا حتى الغضب والحقد على الحكم القضائي والأشخاص الذين زجوا به في السجن لا يزال يشتعل داخل صدره ويتأجج يوماً بعد يوم. وكان ما يلاقيه من ضرب الهراوات والتلفظ من قبل الحراس بمثابة الوقود الذي يزيد نيران الكره في قلبه. وسيلة الاتصال الوحيدة له بالعالم الخارجي كانت الرسائل التي يتلقاها من أمه وعشيقته كيتي. وخلال السنتين الأوليين لم ير أمه سوى في مناسبة واحدة.

وعندما افترض الجميع بأن تصرف روبرت المسالم سيخرجه من السجن بعد مرور نصف المدة لحسن سلوكه تطورت الأمور إلى الأسوأ فقام روبرت بطعن أحد السجناء بسبب قيام هذا السجين بالإبلاغ عنه في سرقة طعام. فكانت لخيانة هذا السجين حتى عزز خروج الوحش المسكون بجسد روبرت فلم يتوان في طعنه وضربه بسبب خيانته حتى أدخل المستشفى متأثراً بجراحه. وفي محاكمة سريعة حكم عليه بستة أشهر إضافية على حكمه السابق.

وبسبب الازدحام في الإصلاحية التي كان يقضي فيها روبرت بقية حكمه قررت الولاية نقله مع مجموعة أخرى إلى إصلاحية ليفنورث الفيدرالية بمدينة كنساس ذات التحصين الأمني العالي والمشدد. وهناك تمكن روبرت الذي لم يتجاوز في تعليمه الفترة الابتدائية حتى ينخرط في الدورات التعليمية وقد أنبهر المسئولون من العلامات المتفوقة التي كان يحرزها روبرت في اختباراته.

ملاذ الوحش في وحدته

ولم يكن روبرت مهتماً فقط بالعلوم الأكاديمية بل تجاوز ذلك وبدأ بدراسة بعض الحركات والمذاهب العقائدية وركز اهتمامه على الثيوصوفية وهي حركة دينية فلسفية بدأت بالظهور في الولايات المتحدة سنة 1875م وهي مبنية على التعاليم البوذية والبراهمية. وتعتمد هذه الحركة في الأساس على التأمل ويبدوأنها استطاعت حتى تهدئ من روع روبرت وصرف نظره وتفكيره عن حالة العزلة التي يعيشها وذلك بانشغاله بها. ولكن كالمعتاد لم تدم هذه الحالة من الهدوء والأمان, ففي العام 1915م أصيب روبرت بألم شديد متواصل أدخل على أثره إلى مستشفى الإصلاحية وشخصت حالته وأعرب عن أصابته بداء (برايت) وهوسقم يصيب الكلى بالتهاب شديد قد يتسبب في تعطيل وظائفها الحيوية.

وبينما كان روبرت قابعاً على سريره الأبيض يصارع السقم الذي كانت أهواله بادية على وجه وجسم روبرت فقد نصف وزنه وبدا وجهه شاحباً.

سمعت في هذه الأثناء إليزابيث ما كان يحدث لابنها في مستشفى الولاية فسافرت إلى مدينة كنساس لمتابعة حالته. ولصدمة الأم المسكينة لحالة ابنها قامت بإرسال طلب التماس للنائب العام للولايات المتحدة الأمريكية راجية وأمله في إطلاق سراح ابنها حتى تتمكن من رعايته. ولكن التماسها لم يرد عليه، وبينما الأم فاقدة الأمل في نجاة ابنها وتعد الساعات والدقائق التي تفصل بينها وبين سماع موت ابنها لتصطدم بمفاجأة جديدة فقد بدت آثار الشفاء على روبرت وبدأ يكسب وزنه السابق. وبعد أيام أطلق سراح روبرت ليعود إلى زنزانته مجدداً ولكن هذه المرة الأمور أصبحت مختلفة عن السابق فهناك سجّان حديث اشتهر بين السجناء بقسوته وشدته في التعامل معهم والغريب أنه بدأ يتحرش بروبرت منذ قدومه، فتارة يضربه بالهراوة وتارة أخرى يسقطه من فوق الدرج الحديدي ولكن الوحش صبره محدود وسرعان ما سينطلق للقضاء على نظام الظلم كما كان يعتقد. هذا السجّان يدعى اندروأف تيرنر وقد عُين حديثاً بالإصلاحية في غياب روبرت وبدأ منذ اليوم الأول بتوضيح أسلوبه وفلسفته المتوحشة في التعامل حتى أصبح هاجساً مخيفاً لكل سجين وهوما كان يسعى لتحقيقه من هذا التعامل، حتىقد يكون هوالشخص الآمر والناهي في الإصلاحية.

وفي عام 1916م أتى ماركوس الأخ الشقيق لروبرت لزيارة أخيه ولكن رغبته قُبلت بالرفض من قبل المسئولين، الأمر الذي أشعل الكره والحقد والغضب ثلاث مشاعر قاتلة فتاكة اختلطت في صدر روبرت الذي كان يرغب بمشاهدة شقيقه الأصغر منذ سنوات وعندما تحقق الأمر لم يمكنه مسؤولوالسجن من ذلك فأراد الانتقام وهوغالباً ماقد يكون انتقامه شديداً كما عهدنا من قضية القتل التي تسببت بدخوله السجن.

واستمع تيرنر لصرخات روبرت وهويشتم ويمقت النظام وكيفية التعامل في الإصلاحية التي هوفيها وكيف للمسؤولين منعه من مشاهدة أخيه الأصغر. فحمل تقريراً لمدير الإصلاحية الذي أمره بمعاقبة روبرت, فقام تيرنر بتعذيبه حتى أغشي عليه ومن ثم أعاده لزنزانته ولم يستيقظ إلا في اليوم التالي.

ولكن الذي استيقظ لم يكن روبرت بل كان الوحش الذي يسكن بداخله فكانت حرقة آثار الضرب على ظهره تزيد من حقده وغله. وعندما أتى موعد الغداء ولج روبرت إلى صالة الطعام التي ازدحمت بقرابة الألف سجين. وعندما جلس في مكانه حمل يده عالياً وعندما طلب منه الحراس بإنزال يده لم يستجب، وكان روبرت متأكداً بأن الحارس الوحيد الذي سيقترب منه لنقد يكون سوى تيرنر لحبه في تعذيب وضرب السجناء بالهراوات. وكان لروبرت ما أراد فاقرب منه تيرنر وهويصرخ عليه بأن ينزل يده وعندما وصل يده بدا الطرفان يتبادلان الحديث ولكن أحدا لم يفهم بما جرى بينهما وعندما أعطى تيرنر يده لهراوته الجانبية التي أراد حتى يستخدمها في ضرب روبرت أنقض عليه روبرت كالصاروخ وطرحه أرضاً وطعنه في صدره بسكين كان يخفيها في قميصه ليسقط تيرنر ميتاً وغارقاً في دمائه.

قوة الأم وقوة القانون

قام مسئولوالولاية بالتحرك سريعاً عقب جريمة القتل التي حدثت، وبما أنها الأولى من نوعها في الولاية فقد قام المدعي العام فريد روبرتسون بالتعاون مع عدد من المحققين ببناء قضيتهم لحملها في المحكمة وإنزال أقسى العقوبات على روبرت. ومرة أخرى تعود أم روبرت سترود للدفاع عن أبنها فبعد سماعها للحادثة مضىت الأم إلى كنساس قادمة من جونووعينت أفضل المحامين في ذلك الوقت للدفاع عن أبنها ولكن حتى أفضل المحامين لم يكن ليستطيع حتى ينجي روبرت من العقوبة في ظل وجود حراس السجن كشهود عيان بالإضافة إلى أكثر من ألف سجين شاهدوا ما حدث.

وفي شهر مايومن سنة 1916م قدم جميع من محاميي الدفاع والإنادىء قضاياهم للقاضي جون بولوك ولجنة المحلفين المؤلفة من 12 شخصاً ولم تستمر المحاكمة سوى أربعة أيام استمعت المحكمة خلالها إلى شهادات عشرات الشهود من حراس وسجناء لتجد لجنة المحلفين بأن روبرت سترود مذنباً بجريمة القتل من الدرجة الأولى فحكم القاضي جون على روبرت بالإعدام شنقاً على حتى ينفذ الحكم في 21 يوليومن السنة نفسها.

فطالب محامي الدفاع استئناف الحكم لتبدأ بعد ذلك محاكمات عدة كان الاختلاف الوحيد فيها هوما إذا كان روبرت يستحق عقوبة الإعدام من عدمها.

وفي تلك الأثناء كانت إليزابيث والدة روبرت نشطة جداً فجلبت أنظار الجمعيات المناهضة لحكم الإعدام لقضية ابنها التي شهدت تغطية إعلامية كبيرة. ولأسباب أمنية تم تغيير القاضي جون الذي عهد عنه تأييده لتطبيق أحكام الإعدام في الولاية بقاض آخر يدعى جي دبليووودروف وبعد الاستماع إلى أقوال الشهود ولكل طرف في القضية وجدت لجنة المحلفين بأن روبرت مذنباً في جريمة القتل ولكنها أكدت في نفس الوقت عن عدم رضاها بحكم الإعدام فحكم القاضي على روبرت بالسجن مدى الحياة. وبعد الإعلان قامت إليزابيث لتعانق ابنها بعد حتى نجحت الأم المتفانية في إنقاذه من الموت. ومع ذلك طالب روبرت باستئناف الحكم حيث لم يكن مستعداً لتمضية بقية عمره خلف القضبان. ولكن الطريف في الأمر حتى روبرت الذي استطاع محاموه إنقاذه من الموت رأى حتى بإمكانهم إنقاذه من حكم المؤبد وبعد طلبه للاستئناف عينت محاكمة جديدة وهذه المرة عثر المحلفون روبرت مذنباً من الدرجة الأولى فحكم عليه القاضي بالإعدام شنقاً ليصطدم روبرت بالحقيقة المرة مرة أخرى.

وأتى دور الأم اليزابيث مرة أخرى حيث قامت بإرسال رسالة إلى رئيس الولايات المتحدة آنذاك وودروويلسون وذكرت في رسالتها ما كان يتعرض له روبرت من أذى في صغره من قبل والده وما تعرض له أثناء المحاكمات الكثيرة والتي شابها التلاعب في مجرياتها فأمر الرئيس الأمريكي بتحويل حكم الإعدام إلى الحكم بالمؤبد لتنقذ إليزابيث حياة ابنها مرة أخرى. رجل الطيور الجديد وتم الزج بروبرت هذه المرة في السجن الانفرادي في عزلة تامة من الداخل ومن الخارج ومع الوقت تم تخفيف القيود عنه ليستفيد من الصلاحيات الجديدة التي توفرت له فقام بتفهم الرسم عن طريق المراسلة. وبعد إتقانه لفن الرسم بدأ بتصميم بطاقات معايدة والتي كان يقوم بإرسالها لأمه لبيعها والاستفادة من مردودها المادي.

ولم يمض وقت طويل حتى ولج روبرت العالم الذي أوصله للشهرة العالمية فبعد حتى عصفت بالمدينة موجة أعاصير رعدية جديدة خرج روبرت بعد انقضائها ليؤدي التمارين اليومية في ساحة السجن ليجد ثلاثة عصافير كانت قد سقطت من عشها أثر الأعاصير فأخذها معه إلى زنزانته وبنى لها عشاً جديداً بالقرب من سريره وقام برعايتها وتوفير الماء والطعام لها. ولم يكتف بذلك بل مضى إلى مخطة السجن ليقرأ عن الطيور ويتفهم كيفية تربيتها ورعايتها ولم يمض وقت طويل حتى تكونت علاقة ود عجيبة بينه وبين الطيور.

وقام بعد ذلك بهجر هوايته في الرسم وتفرغ لتربية الطيور التي سرعان ما استطاع تدريبها على عمل بعض الخدع والحركات البهلوانية وهوما أظهر قدرة فريدة لهذا الرجل في التعامل مع الطيور. وبدأ روبرت محاولة تخصيب الطيور، فجلب عدة عصافير من نوع الكناري وبدأ في عملية تخصيبها لتتكاثر ويتمكن من بيعها وإرسال المال إلى أمه العجوز لمساعدتها. ومع الوقت بدأت هذه الهواية تلقى الرضا من المسئولين في السجن فقاموا بالسماح ببعض التسهيلات لمساعدة روبرت في هوايته الجديدة. فسمحوا بامتلاكه أقفاصاً مخصصة للطيور في زنزانته كما وفروا له بعض الممحرر الخالية كمختبرات بحثية يقوم فيها روبرت بالبحث عن فهم الطيور وإجراء بعض التجارب.

فبعد حتى نجح في إيجاد طريقة جديدة لتكاثر الطيور بدأ في دراسة أمور أخرى تتعلق برعاية الطيور وحفظها من الأمراض القاتلة. ولكن الفاجعة أتت لروبرت بعد حتى عهد حتى معظم طيوره تموت من سقم غامض وخلال يومين فقط استطاع حتى يكتشف العلاج الشافي لها والذي يقتل الفيروس المتسبب في موتها دون حتى يلحق أي أذى بالطيور. ومن ثم اشتهر روبرت بين محبي الطيور في العالم كله وأصبح واحداً من الفهماء المبجلين في هذا المجال ونشرت منطقات عدة له في مجال رعاية وحفظ الطيور في مجلات شهيرة. وبدأ روبرت يتلقى رسائل عديدة من المعجبين من مختلف بقاع أمريكا. ومن بين الذين كانوا يراسلونه أرملة في منتصف العمر تدعى ديلا جونز، ومن شدة إعجابها به قامت بزيارته في السجن سنة 1931م وتم الاتفاق بينهما على حتى يقوما بالترويج لبعض أدوية الطيور التي قام روبرت باختراعها على حتى تقوم ديلا بتمويل هذا المشروع. ولم يمض وقت طويل منذ بدء جميع منهما في المشروع حتى انهمرت عروض الشراء عليهما من مختلف البقاع فروبرت شخصية معروفة في هذا المجال ومسماه يكفي لإنجاح أي دواء خاص بالطيور فهو(رجل الطيور).

وقد تحصل جميع من روبرت وديلا على عائد مادي كبير, وأغلبية حصة روبرت كانت تمضى إلى أمه وما يتبقى يصرفه في رعاية طيوره التي تجاوزت الـ 150 عصفورا. ولكن كما جرت العادة، فقد أمر مخط السجون الفيدرالي بتوقيف مشروع روبرت وديلا والتخلص من جميع العصافير والمختبرات المنشأة داخل السجن. ولكن روبرت قابل هذا الأمر بالاعتراض الشديد وقام بمراسلة محبيه في أراتى البلاد. وقامت ديلا بمساعدته فقادت حملة تظاهرية ضد القرار الجائر من قبل مخط السجون الفيدرالي الذي رضخ أخيراً للضغوط السياسية والشعبية التي تجمعت لرفض ما أمر به المخط. فقاموا بتوفير زنزانة أكبر لروبرت وتوفير مختبرات أكبر داخل الزنزانة. وفي عام 1933م أصدر روبرت كتاباً اسمه (أمراض الكناري) الذي تكفلت بنشره إحدى المجلات الكبرى المتخصصة في فهم الطيور ولكن روبرت لم يحصل على فلس واحد من بيع الكتاب الذي لقي رواجاً كبيراً بين محبي الطيور حول العالم. ونشر كتاباً آخر بعد وقت اسماه (تنظيم سترود لأمراض الطيور).


المرتع الأخير

Stroud's cell at Alcatraz

وفي عام 1937م فجع روبرت بوفاة أمه التي طالما وقفت بجانبه وعلى الرغم من اختلافات الرأي بينهما بسبب علاقة روبرت بديلا حيث كانت والدته ترى بأن ديلا مجرد امرأة ستجلب له المشاكل بعكس نظرة روبرت الذي رأى فيها شخصية محبة ومؤمنة بنفس المبادئ التي خرج بها من سنين الظلم والقهر خلف قضبان الحديد والفولاذ. ولم يتوقف الحظ السيئ عند ذلك الحد فقد فهم روبرت بأن إدارة السجن بعد فشلها في تضييق الخناق على مشاريع روبرت الخاصة بالبحث في فهم الطيور رأت أنه من الضروري إرساله الى سجن الكتراز أحد أقوى السجون وأعنفها في العالم. ولأنه عهد عن روبرت ذكاؤه الحاد فقد قام بقراءة جميع خط القانون المتعلقة بنقل السجناء من سجنهم إلى سجن آخر. ووجد في أحد بنود الدستور الأمريكي ما يمنع نقل السجين المتزوج في ولاية كنساس إلى خارجها فقام بإرسال رسالة على ديلا يصارحها باكتشافاته فوافقت على الزواج به.

وعند وصول الخبر إلى إدارة السجن غضبت غضباً شديداً ووصل بها الأمر إلى مخالفة القانون ومنع روبرت من لقاءة زوجته ومن استقبال أوإرسال الرسائل الخطية. وبعد 26 سنة قضاها في سجن ليفنورث استيقظ روبرت في الخامس عشر من ديسمبر سنة 1942م على سقط أقدام الحراس الذين اقتادوه داخل عربة مصفحة نقلته إلى سجن الصخرة (الكتراز). وقبل وصوله للكتراز كان روبرت على فهم بسمعة السجن السيئة فكان على كبر سنه يكبل بالأغلال والكور الحديدية ويضرب لأدنى سبب وبعد مضي وقت ألف كتاباً يتحدث عن سوء المعاملة في السجون الفيدرالية. واستمر في نضاله مع القضاء سنوات عدة آملاً بأن يتم إطلاق سراحه في يوم ما. ولكن جميع مطالباته ووجهت بالرفض القاطع. وفي أواخر مكوثه في سجن الكتراز عاد إليه سقمه السابق في الكلية واشتد عليه ومع هذا واصل كفاحه من أجل الحرية. وفي سنة 1951م قرر روبرت الانتحار فقام بتناول جرعات زائدة من مسكنات الألم لإنهاء معاناته ولكنه استيقظ اليوم الثاني وقضبان السجن تحيط به من جميع صوب فلم يتوقف حظه العاثر عند فشله في الخروج من السجن فقط بل حتى في عدم قدرته على إنهاء حياته. وفي عام 1963م أعربت وفاة روبرت فرانكلين سترود عن عمر ناهز 73 سنة و54 سنة من حياته خلف القضبان تاركاً وراءه إرثاً فهمياً ضخماً وحيرة بين مؤيد للعقوبة الصادرة عليه وبين من يقول بأن روبرت قد سدد دينه منذ وقت طويل وكان من المفترض خروجه من السجن لخدماته الجليلة وبحوثه التي ساعدت في تطور فهم الطيور.


وصلات خارجية

  • Alcatraz History
  • Crime Library

المصادر

تاريخ النشر: 2020-06-04 18:20:07
التصنيفات: 1890 births, 1963 deaths, Alcatraz inmates, American ornithologists, American ornithological writers, كتاب مذكرات أمريكان, American prisoners sentenced to death, People from Seattle, Washington, Prisoners sentenced to life imprisonment by the United States federal government, American prisoners sentenced to life imprisonment, American people who died in prison custody, Prisoners who died in United States federal government detention, American people convicted of manslaughter

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

أول صورة لطالبة المنصورة التي ذبحت أمام الجامعة

المصدر: المصريون - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-06-20 15:22:09
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 67%

موسيمانى لـ حسن شحاتة: أنت أحد أسباب قدومى إلى الأهلى

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-06-20 15:22:21
مستوى الصحة: 32% الأهمية: 48%

التربيع الأخير يقترن بالمشترى فجر غد فى مشهد بديع بسماء مصر

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-06-20 15:22:24
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 38%

مقتل طالبة على يد زميلها أمام بوابة جامعة المنصورة قبل دخول الامتحان

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-06-20 15:22:30
مستوى الصحة: 35% الأهمية: 35%

طلاب الثانوية العامة: التعامل مع البابل شيت أسهل من التابلت بكثير

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-06-20 15:22:33
مستوى الصحة: 35% الأهمية: 42%

فاجعة.. طالب يذبح زميلته أمام جامعة المنصورة بدم بارد أمام الجميع

المصدر: المصريون - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-06-20 15:22:10
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 66%

الأورمان تجري ٣١عملية قلب مفتوح وقسطرة علاجية بمحافظة أسوان

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-06-20 15:22:06
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 57%

فتاة الميكروباص: قطع الكرسي وتحرش بمنطقة حساسة

المصدر: المصريون - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-06-20 15:22:14
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 57%

شاهد.. أغرب ما فعله جزار بـ جمل بعد ذبحه

المصدر: المصريون - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-06-20 15:22:11
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 61%

الفنانة منى إش إش تدخل العمليات ووالدها يطلب من الجمهور الدعاء

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-06-20 15:22:23
مستوى الصحة: 38% الأهمية: 39%

القوى العاملة: تعيين 553 شاباً والتفتيش على 202 منشأة بجنوب سيناء

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-06-20 15:22:06
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 64%

تحميل تطبيق المنصة العربية