المويلح، السعودية
المويلح، قرية تقع شمال مدينة ضبا، السعودية.
التسمية
اسم المويلح تصغير أملح وهوالسواد، خاصة وأن سكان شمال الحجاز يطلقون اسم أملح والأملح على أمكنة يقصد بها السواد. فينطق كبش أملح اذا كان لونه اسود يختلط ببياض. وينطق ابل بها جمل املح أي بياض به سواد.
كما حتى اسم مويلح قد يحدث تصغير مليح أي ملامح الجمال. ومليح يمكن حتى تطلق على الرجل فينطق عنه مليح وظريف ولطيف، ويمكن حتى تطلق على الكلام فينطق كلام مليح أي جميل، وينطق تعجبا ما أملحة أي ما أجمله.
أيضا يمكن حتى تكون تصغير حدثة مالح أي الماء المالح وهوضد عذب وربما كان هذا الصواب، لأن ملوحة الماء ليست بالكثرة حتى ينطق لها مالح فتقلل وتصغر وتصبح مويلح، وملح الطعام معروف تقول العرب: من يحفظ حرمة الممالحة، أي يحفظ قيمة الجلوس على مائدة واحدة وهم سعداء، فلا يقلب الصداقة الى عداوة، ومن لا يحفظ قيمة الملح فهوغير وفي وغدار.
ذكر الجزيري وهومن أكثر المهتمين بذكر وتحديد دروب ومحطات الحجيج في القرن العاشر الهجري المويلح على أنه يسمى النبك وقد ذكر المويلح في الكثير من اخبار الحجيج وقيل ان المويلح يقع بقرب محطة النبك.
وهناك شك في حتى المويلح هي النبك كما ورد في بعض الاخبار التي ذكرت دروب الحجيج وتقع المويلح المعروفة الان على ساحل البحر الاحمر في وادي سر بقرب جبل شار المشهور وتعتبر المويلح من المناطق التي يمر بها الحجيج في طريقهم الى مكة المكرمة والمدينة المنورة، وفي عودتهم الى ديارهم المصرية والشامية والمغربية والافريقية عموما.
ومهما يكن من الامر، سواء أكانت النبك هي المويلح أولم تكن، فان الثابت ان المويلح لها اهمية خاصة منذ القدم، مثلها مثل غيرها من مواضع أومناطق شمال الحجاز التي هي تعبير عن مناطق اثرية هامة. وتوجد فيها الكثير من الاثار التي اكتشفت والتي لم تكتشف بعد. وتعتبر المويلح من أبرز الاثار المعروفة في شمال الحجاز، وهي تابعة اداريا لمدينة تبوك، وتقع على ساحل البحر الاحمر. وتمتاز بمسقط فريد، حيث كانت من أبرز محطات الحجيج في الماضي. ولكن دورها ومكانتها تلاشا مع التغيرات التي مرت بها، كنزوح كثير من اهلها الى مصر والى أماكن أخرى بحثا عن الرزق أوهربا من الضغوط التي لحقت بهم.
التاريخ
قرية المويلح من المدن الهامة على ساحل البحر الأحمر. وتضم مجموعة من المنازل القديمة ومسجد قديم. وكانت من الموانئ الهامة قديماً حيث كان يمر بها الحجاج القادمين من بلاد الشام ومصر وتصرف لهم المئونة من وكيل القلعة.
الجغرافيا
تبعد المويلح عن مدينة ضبا 45 كم، وهي تابعة لمنطقة تبوك.
قلعة المويلح
كانت قلعة المويلح الأثرية في عهد المماليك تعبير عن برج، وعندما اتى العهد العثماني فكر السلطان سليم الأول ببناء قلعة المويلح الحالية أسوة بالقلاع القائمة على الساحل الشرقي للبحر الأحمر، ومثلها قلعة العقبة وقلعة الأزنم، ونفّذ هذه الفكرة السلطان سليمان القانوني عام 968 هـ؛ لأجل تأمين الحجاج وخدمتهم، حيث إذا المويلح تقع على طريق الحجاج المصريين، وكان يخزن في هذه القلاع المؤن والذخائر لحماية الحجاج وحماية موارد المياه التي كانت كثيراً مايتم الاستيلاء عليها من قبل البادية وتمنع الحجاج من استخدامها، مشروحاً حتى طريق الحاج المصري مقسّم الى عدة مناطق تعهد باسم الدرك تتولى جميع قبيلة حماية الحاج في الدرك المخصص لها من السلب والنهب، كما حتى شيوخ هذه القبائل يستلمون عوائد لهم لقاء ذلك من وكيل القلعة وتعهد باسم الصرة.
وقد بنيت القلعة في مسقط مرتفع يوفر لها الاستطلاع من جميع الجهات، وتتكون من أربعة أبراج جميع برج نصف قطره خمسة أمتار تقريباً، وجُهز سطحه العلوي بفتحات سبع في جميع برج للمدافع، ويقع بين جميع برج وآخر على طوال السور نوافذ صغيرة للبنادق، والمسافة بين جميع نافذة وأخرى حوالي متر تقريباً، ويوجد بداخلها ما يقارب سبعين غرفة، بالاضافة إلى المسجد والبئر والمخازن الأخرى.
وقلعة المويلح منذ إنشائها سنة 968هـ تتبع إدارة ولاية مصر التابعة للدولة العثمانية، وبعد استقلال مصرعن الدولة العثمانية غيرت القلاع الحجازية من قلم الروزنامة (وهي حدثة فارسية تعني التقويم)، ثم أطلقت أيام حكم أسرة محمد علي باشا في مصر على مخط الحسابات العامة لقيد الدخل والمنصرف بالمالية في 21 مايو1885م نظارة الحربية بما في ذلك قلعة المويلح، وفي سنة 1889 تسلمت الدولة العثمانية قلعة المويلح، ثم تلتها بقية القلاع الحجازية من الإدارة المصرية؛ لأن مصر لم تكن في حاجة ماسة إلى تلك القلاع التي كانت تنفق عليها من غير جدوى إضافة إلى انشغال مصر بالثورة السودانية بذلك الوقت.
وفي عهد الخديوي عباس حلمي الثاني 1310/1333هـ فصلت القلاع الحجازية نهائيا عن إدارة مصر، وقبل إجراء فصل القلاع الحجازية عن الحكومة المصرية سنة 1310ه وتبعيتها للدولة العثمانية أحس وكيل قلعة المويلح "السيد عبدالرحيم بن محمد" بهذا الانفصال فأوفد خطابا إلى ابن عمه "عبدالسلام المويلحي" يستفسر عن مصير المويلح فرد عليه بخطاب يوضح فيه حتى الحكومة المصرية قررت فصل المويلح عن مصر، وأنه جرت توصية والي الحجاز من قبل الدولة العثمانية على آل المويلحي بالحجاز.
ورممت ثلاث مرات الأولى عام 1185هـ وأنجزها "الشريف السيد مصطفى بن محمد المويلحي" وكيل قلعة المويلح في ذلك التاريخ، ورممت في المرة الثانية عام 1236هـ من الحكومة الخديوية، وكان وكيل القلعة في ذلك التاريخ "السيد علي أحمد الوكيل المويلحي"، ورممت للمرة الثالثة في عام 1281هـ على عهد الخديوي إسماعيل، وكان وكيل قلعة المويلح "السيد عبدالرحيم محمد الوكيل المويلحي".
الفترة التي دخلتها قلعة المويلح في ظل توحيد الملك عبدالعزيز كانت أفضل المراحل التي مرت على القلعة وأهلها، وذلك في 17 ديسمبر 1925، حيث سقطت اتفاقية تسليم الحجاز للملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود الذي كافأ آل الوكيل على إخلاصهم وذلك بإبقائهم في إدارة المويلح، معيداً بالذاكرة إلى الوراء مستعرضاً حياة أهالي المويلح قبل وبعد التوحيد، حيث كانت الموارد شحيحة والمنازعات القبلية سيدة الموقف في حينها إلى حتى إلتأم الضم على يد الموحد.
انظر أيضاً
- مستوطنة أرض مدين (1890م)
المصادر
- ^ "المويلح أوالنبك". منتديات المويلح. Retrieved 2012-10-10.
- ^ "معالم وآثار قرية المويلح". منتديات وسائط السعودية. Retrieved 2012-10-10.
- ^ "لعة المويلح..الأطلال تنتظر «ترميم الجروح»!". جريدة الرياض. Retrieved 2012-10-10.