مذبحة صبرا وشاتيلا

عودة للموسوعة

مذبحة صبرا وشاتيلا

هذه الصفحة متعلقة بأحداث عام 1982 فقط. لأحداث 1985-1987, طالع حرب المخيمات.
مذبحة صبرا وشاتيلا
بعد مذبحة الفلسطينيين على أيدي ميليشيات الكتائب في معسكرات اللاجئين في صبرا وشاتيلا.
المكان غرب بيروت، لبنان
التاريخ 16 سبتمبر 1982
الهدف مخيمات اللاجئين في صبرا وشاتيلا
نوع الهجوم
مذبحة
الوفيات 700 إلى 3,500
المنفذون ميليشيات حزب الكتائب، بقيادة إيلي حبيقة
من ضحايا مذبحة صبرا وشاتيلا.

مذبحة صبرا وشاتيلا هي مذبحة نفذت في مخيمي صبرا وشاتيلا لللاجئين الفلسطينيين في سبتمبر 1982 على يد الميليشيا المارونية التي كانت تابعة لحزب الكتائب اللبنانية في زمن الاحتلال الإسرائيلى للبنان في خضم الحرب الأهلية اللبنانية. كانت الميليشيا تحت قيادة أيلي حبيقة، الذي أصبح فيما بعد عضوفي البرلمان اللبناني لفترة طويلة ووزيراً عام 1990م. عدد القتلى في المذبحة لا يعهد بوضوح وتتراوح التقديرات بين 700 و3500 قتيل من الرجال والأطفال والنساء والشيوخ المدنيين العزل من السلاح، أغلبيتهم من الفلسطينيين ولكن من بينهم لبنانيين أيضا. في ذلك الوقت كان المخيم مطوق بالكامل من قبل الجيش الإسرائيلي الذي كان تحت قيادة ارئيل شارون ورافائيل إيتان، الدرجة التي تورط بها الجيش الإسرائيلي محط خلاف. ليس هناك دلائل إلى مشاركة جنود إسرائيليين في تطبيق المذبحة، ولكن لجنة التحقيق الإسرائيلية التي أقيمت إثر المذبحة قررت حتى القيادة العسكرية الإسرائيلية التي كانت مسؤولة عن سلامة المدنيين في المناطق المحتلة تجاهلت إمكانية حدوث مذبحة من هذا النوع في ظل التوتر الذي ساد في لبنان، ولم تعمل ما كان متسقط منها لوقف المذبحة عندما تلقت المعلومات عنها.

أحداث المذبحة

جيش الاحتلال يحاصر شاتيلا

من ضحايا مذبحة صبرا وشاتيلا.

في الليلة بين يوم الثلاثاء 14 سبتمبر، ويوم الأربعاء 15 سبتمبر، اغتال الرئيس اللبناني بشير الجميّل في عملية تفجيرية استهدفت مقر حزب الكتائب في بيروت الشرقية، فزحفت قوات الاحتلال الإسرائيلية فجر اليوم التالي، وفرضت حصارا على منطقة صبرا وشاتيلا بدعوى "فرض الامن والنظام في المخيم الفلسطيني"، فقام عدد من سكان المنطقة بالتوجه الى قوات المحتل الاسرائيلي، محاولين طمأنته بعدم وجود سلاح بأيدي أهالي المخيم، وحتى إذا كان موجودا، فإن كميته محدودة، وذلك في محاولة من الأهالي لإبعاد الحصار عن بيوتهم، وبالعودة إلى حياة طبيعية قدر المستطاع، ولكن لم يجد أهالي المنطقة أذنا صاغية لدى الجنود الإسرائيليين، الأمر الذي جعل عددا من الشبان والشابات من سكان صبرا وشاتيلا، يخرجون للقاءة الجنود الإسرائيليين بما لديهم من سلاح. وتؤكد الشهادات بأن كمية السلاح الموجودة في المخيم ومحيطه بعد مغادرة المقاتلين، لم تكن لتكفي لساعات في لقاءة وحدة واحدة من جيش الإحتلال.

يجمع أهالي المنطقة، الناجون من المذيحة، بأن الحصار الاسرائيلي فرض لتمهيد السبل لقوات حزب الكتائب اليميني اللبناني لإرتكاب مجزرتها. وهذا ما يؤكده بالعمل عدد كبير من الخبراء والصحفيين الاجانب الذين زاروا المنطقة بعيد المجزرة، واطلعوا على المواقع التي تواجد فيها جنود جيش الإحتلال الاسرائيلي.

اليوم الأول

بحسب الشهادات التي جمعت بعد المجزرة، فان المذبحة بدأت بين الساعة الخامسة والساعة السادسة والنصف من مساء يوم الخميس، 16 سبتمبر 1982. ويأتي هذا الفارق لعدة أسباب، أهمها، حتى بعض الشهود رأوا قوات الكتائب وهي تتجمع في المنطقة المحيطة، وتتأهب للدخول، وبعضهم تفاجأ بهذه القوات وهي داخل أحياء المخيم.

اللقاءة مع الجنود الاسرائيليين كانت قد انتهت قبل دخول قوات المليشيا التابعة لحزب الكتائب اليميني، الأمر الذي يشير على التنسيق بين الأخيرة وبين قوات الاحتلال الاسرائيلية، وعلى ان الحصار الاسرائيلي للمنطقة كان يهدف لافساح المجال لقوات الكتائب لدخول مخيم شاتيلا وحي صبرا. استمر القصف الاسرائيلي المدفعي للمنطقة طوال نهار الخميس، واستمر القناصة الاسرائيليون باطلاق النيران على بيوت المخيم والحي من مواقعهم المحيطة، طوال النهار ايضا، الامر الذي اخلى كافة الشوارع من المارة، وابقى الناس في بيوتها (لقمة سائغة للقتلة). افترض الناس ان القصف الاسرائيلي هو"الحدث المركزي" لذلك اليوم، فقد اعتادوا عليه طوال اشهر الصيف خلال حصار الايام الثمانين لبيروت، ولم يفهم المواطنون ما تخبئه لهم الساعات القليلة القريبة، فانتظروا بفارغ الصبر انتهاء القصف، وعودة الامور "الى طبيعتها".

مع حلول المساء، انسحبت القلة من المقاومين التي بقيت حتى تلك الساعة تقابل القصف المدفعي باطلاق الرصاص من بنادق الكلاشينكوف، واتفق المقاومون على العودة الى القتال مع بزوغ الفجر.

بحلول المساء هدأ القصف، فبدأت زفرات الارتياح تملأ فضاء البيوت، الا ان القصف المدفعي كان قد انسحب من مقدمة مسرح الاحداث، تاركا دور البطولة في تلك الساعة للقنابل الضوئية التي انارت سماء المخيم ومنطقته. الفوج الأول من ضحايا المجزرة كانوا سكان حي الحرش وحي عرسال والحي الغربي، والمنطقة المحيطة بهذه الأحياء الثلاثة.

يروي شهود العيان، بان ساعات المساء حملت الى المخيم كما كبيرا من المركبات العسكرية "الكتائبية"، التي قدر عدد المسلحين فيها بين الف والف وخمسمائة مسلح. واكّد شهود العيان بان عددا من المركبات العسكرية الاسرائيلية كانت تسير مع المركبات الكتائبية.

مع غروب شمس الخميس، ولج الى مخيم شاتيلا قرابة ستمائة عنصر من عناصر المليشيا اليمينية، بعد تأكيد عدد من الشهود، ومنهم ضباط في الجيش اللبناني، ان المسلحين تجمعوا قبل دخولهم المخيم بجانب مقر القيادة العسكرية الاسرائيلية القريب. بدأ المسلحون بدخول البيوت في المخيم، وبدأ السكان المحيطون بالمنطقة التي دخلها المسلحون اولا، يسمعون صوت اطلاق الرصاص، واصوات العويل والصراخ والبكاء. وتقول شاهدات عيان ان قسما من المسلحين بدأ يضرب الشيوخ والنساء والاطفال ويلقيهم ارضا، والبعض الآخر بدأ بالتفتيش عن "صبايا حلوات" كما نطق احد المجرمين لزميله، اما البقية فقد بدأت باطلاق الرصاص دون تفرقة، في جميع الجهات، وترافق اطلاق الرصاص بصراخ همجي وحشي "موتوا يا ارهابيين".

تقول الروايات بأن فرقا من مليشيا الكتائب وصلت الى الملاجئ التي اختبأ بعض من اهلي المخيم فيها، الامر الذي يشير على وجود جواسيس بين اهالي المخيم، كانوا ينقلون الاخبار لمرتكبي الجريمة. وبعد المجزرة بدأت روايات عن سيارات غريبة دخلت المخيم قبل المجزرة، على الرغم من احكام المحتل الاسرائيلي قبضته على المنطقة، ومنعه ايا كان من الدخول اوالخروج، حيث كان راكبوا هذه السيارات يسألون الاهالي عن مواقع الملاجئ في المخيم.

استغل المجرمون ساعات الليل، وقنابل الانارة الاسرائيلية، فدخلوا منطقة الاحياء المذكورة اعلاه، واقتحموا جميع بيوتها، بالاضافة الى تلك المجموعة التي وصلت الى الملاجئ، واخرجوا الناس من منازلهم، ليلاقوا موتهم.

الكثيرون من الناجين تحدثوا عن ان مسلحي مليشيا الكتائب بقروا بطون الحوامل "لانهن رح يخلفوا ارهابيين"، وانهم خصوا الفتيان ايضا "لحتى ما يخلفوا ارهابيين زيهن"، وان الكثير من المسلحين، شاركوا في عمليات اغتصاب جماعية لفتيات من المخيم، قبل قتلهن، دون ان يرمش لهم جفن. من الجدير بالذكر ان القصف الاسرائيلي المدفعي تجدد بعد دخول المسلحين الى المخيم، حيث كان الاسرائيليون يختارون المواقع التي تقصف بدقة لئلا يتواجد فيها اي فرد من افراد مليشيا الكتائب. هذا مرشد آخر على تورط اسرائيل الكامل بهذه المذبحة. كيف من الممكن أن "غفلت اعين" اعضاء لجنة التحقيق الرسمية الاسرائيلية "لجنة كاهان"، عن هذه الادلة حول مشاركة قوات الاحتلال بارتكاب المجزرة!!؟؟ بعض سكان مخيم شاتيل وحي صبرا، ناموا تلك الليلة دون ان يعهدوا ان مجزرة ترتكب في ضواحي المخيم، لان الاحياء التي دخلها القتلة كانت الاحياء المتواجدة في اطراف المخيم.

توجه الكثير من سكان مخيم شاتيلا وحي صبرا في تلك الليلة الى المستشفيات المحيطة بالمخيم، للاحتماء من القصف الاسرائيلي، كما توجه البعض الى الملاجئ، فكان مصير هؤلاء القتل الجماعي في اليوم التالي للمجزرة. مع بزوغ فجر يوم الجمعة، السابع عشر من ايلول، بدأت آثار الجريمة بالتكشف، فقد انتشرت الجثث في الشوارع وفي البيوت، وعهد فيما بعد ان عدد الذين قتلوا في اليوم الاول، كان اكثر من عدد القتلى في اليومين التاليين، وذلك لعدة عوامل، منها هرب قسم كبير الى الشمال متوجها نحوبيروت، واحتماء قسم آخر في المستشفيا اوفي السفارة الكويتية القريبة اوبمواقع الجيش اللبناني.


اليوم الثاني

مانشيت صحيفة لبنان، الصادرة عن حزب الكتائب، يوم الجمعة 17 ديسمبر 1982.

يوم الجمعة، أي يوم المجزرة الثاني، كان حافلا بالنشاط الدموي لمجرمي الحرب القتلة، فقد وصلتهم تعزيزات على شكل قوات اضافية من مليشيا الكتائب، فدخلوا المخيم، وبدأوا باطلاق نداء "سلّم تسلم". إلا حتى الجثث الملقاة في الشوارع، دلّت على أمر واحد، هوحتى هذا النداء الذي اطلق عبر مكبرات الصوت، كان نداء كاذباً، وأن أفراد ميليشيا الكتائب، لواستطاعوا، لقتلوا جميع ما يتحرك في المخيم ومنطقته. أطلق المسلحون في اليوم الثاني للمجزرة، القنابل الفوسفورية على الملاجئ، مطورين بذلك اسلوب القتل، وبالتالي عدد الضحايا، فقضى غالبية من بداخل هذه الملاجئ حرقا، ومن لم يمت وحاول الهرب، انتظره المسلحون في الخارج، واطلقوا عليه الرصاص! احدى الأمور التي ميزت عمليات القتل هي انها استهدفت عائلات باكملها، وكأن اغتال العائلات هوالهدف الاول لدى مجرمي الحرب من قوات مليشيا الكتائب.

في حديث لصحيفة جروسالم پوست، أكد عدد من جنود الاحتلال الاسرائيلي، بانهم لم يسمعوا اصوات تبادل اطلاق نار من داخل المخيم، ونطقوا ان اطلاق النار كان من طرف واحد، الامر الذي يشير على ان افراد مليشيا الكتائب كانوا يقتلون العزّل فقط، اذ انه لم يكن داخل المخيم الا قلة من افراد المقاومة الفلسطينية. وعلى الرغم من اقوال الجنود الاسرائيليين هذه، الا ان القوات الاسرائيلية لم تتدخل لمنع المجزرة، بل على العكس، استمر قصفها المتبتر للمخيم، واستمر حصارها حول بعض المداخل، لمنع الفلسطينيين من الهرب. كانت التعليمات التي اصدرتها قيادة مليشيا الكتائب لافرادها الذين ارتكبوا المجزرة، واضحة وضوح الشمس، فاستعمال الرشاشات ممنوع الا عند الضرورة، "ويفضل استخدام السكاكين والحراب، لئلا ينتبه باقي سكان المخيم لما يحصل فيحاولون الهرب"!! مع بزوغ شمس يوم الجمعة، دخلت الى المخيم عدة جرافات، عهد فيما بعد انها لدفن الجثث في قبور جماعية، اكتشف منها القليل فقط.

تسلسل أحداث المجزرة يشير على كذب الشائعات التي اطلقها الاسرائيليون والكتائبيون، بان هناك آلاف المقاتلين الفلسطينيين في المخيم، فعدد الضحايا الشباب كان قليلا نسبة لعدد الضحايا من النساء والاطفال والشيوخ، بالاضافة الى عدم سماع اي صوت لتبادل اطلاق النار، بل على العكس، كان صوت الرصاص المسموع يطلق من طرف واحد دون رد، مما يشير على الجريمة البشعة التي ارتكبت بحق المدنيين الفلسطينيين العزّل! استمرت المجزرة طوال الاربع والعشرين ساعة التي يتألف منها يوم الجمعة، فكان بهذا اطول يوم من ايام المجزرة بالساعات، وتواصلت خلال اليوم عمليات القتل الجماعي، اما عن طريق النحر بالسيوف اوعن طريق اطلاق الرصاص اوعن طريق دفن الضحية حيا في الرمال ليموت. واستمرت في هذا اليوم ايضا عمليات النهب والسرقة والاغتصاب، حيث كانت عمليات الاغتصاب تنتهي عادة بالقتل، خاصة عندما تكون المغتصبة فلسطينية. تميز يوم الجمعة ايضا ياقتحام افراد المليشيا للمستشفيا، فحاولت طواقم منظمة الصليب الاحمر اخلاء هذه المستشفيات ونجحت في بعض الحالات، الا ان حالات اخرى انتهت بقتل السقمى والاطباء والمسقمين والمسقمات، خاصة الفلسطينيين منهم.

اليوم الثالث

كان من المفترض ان ينسحب مرتكبوالجريمة صباح يوم السبت، بحسب اقوال اتىت بعد المجزرة على لسان مسؤولين عسكريين اسرائيليين، ادعوا انهم اصدروا الاوامر لقوات المليشيا بالانسحاب "بعد ان اكتشفوا ما يحدث داخل المخيم"! الا ان الانسحاب لم يتم، بل استمرت عمليات القتل الجماعي، وتم الانسحاب من داخل المخيم فقط عند ساعات الظهر، ومن منطقة المخيم باكملها، بعد الظهر. خلال ساعات النهار الثالث، اجبر سكان شاتيلا (من بقي منهم)، وسكان ضاحية صبرا بالخروج الى شارع شاتيلا الرئيسي، والوقوف على جوانبه، في ما يعهد بـ"المارش الاخير"، وكان هؤلاء السكان شهود على عمليات اغتال واغتصاب، كانت تتم في الشارع، بصورة عشوائية، ان دلت على شيء، عملى انعدام الحس الانساني للمجرمين من قوات الكتائب، وعلى كراهية هؤلاء لكل ما فلسطيني، كراهية غرست فيهم بالتحريض العنصري والطائفي، وبمساعدة مشاهد القتل اليومي التي اضحت عادية في لبنان في فترة الحرب الاهلية. تؤكد الشهادات بان عمليات القتل الجماعي والدفن في القبور الجماعية استمرت خلال ساعات النهار الاولى من يوم المجزرة الثالث، السبت 17 سبتمبر 1982، وان المهاجمين لم يتصرفوا على اساس ان هذه ساعتهم الاخيرة في المخيم، بل على العكس، تصرفوا على اساس انهم باقون. ظاهرة اخرى تميز بها اليوم الثالث كانت عمليات الاختطاف التي قام بها افراد المليشيا، فاختطفوا عددا كبيرا من سكان المنطقة، ووضعوهم في الشاحنات، واخذوهم الى مصيرهم المجهول، الذي ما زال مجهولا!! في اليوم الثالث، شارك جنود الاحتلال الاسرائيلي بعمليات استجواب سكان المنطقة، ومن السكان من عاد الى منزله بعد الاستجواب، ومنهم من لم يعد ابدا.

عدد القتلى

نصب تذكاري في صبرا، جنوب بيروت.

هناك عدة تقارير تشير إلى عدد القتلى في المذبحة، ولكنه لا يوجد تلاؤم بين التقارير حيثقد يكون الفرق بين المعطيات الواردة في جميع منها كبيرا. في رسالة من ممثلي الصليب الأحمر لوزير الدفاع اللبناني ينطق إذا تعداد الجثث بلغ 328 جثة، ولكن لجنة التحقيق الإسرائيلية برئاسة إسحاق كاهن تلقت وثائق أخرى تشير إلى تعداد 460 جثة في مسقط المذبحة. في تقريرها النهائي استنتجت لجنة التحقيق الإسرائيلية من مصادر لبنانية وإسرائيلية حتى عدد القتلى بلغ ما بين 700 و800 نسمة. وفي تقرير أخباري لهيئة الإذاعة البريطانية BBC يشار إلى 800 قتيل في المذبحة. قدرت بيان نويهض الحوت، في كتابها "صبرا وشتيلا - سبتمبر 1982"، عدد القتلى ب1300 نسمة على الأقل حسب مقارنة بين 17 قائمة تفصل أسماء الضحايا ومصادر أخرى. وأفاد الصحافي البريطاني روبرت فيسك حتى أحد ضباط الميليشيا المارونية الذي رفض كشف هويته نطق إذا أفراد الميليشيا قتلوا 2000 فلسطيني. أما الصحافي الإسرائيلي الفرنسي أمنون كابليوك فنطق في كتاب نشر عن المذبحة حتى الصليب الأحمر جمع 2000 جثة بينما جمع أفراد الميليشيا 1000 جثة إضافية مما يشير إلى 3000 قتيل في المذبحة على الأقل.


ردود العمل

الأمم المتحدة

إسرائيل

هزت المذبحة الرأي العام والنظام السياسي في إسرائيل، عندما بلغ الجمهور الإسرائيلي أنها حدثت في منطقة خاضعة لسيطرة الجيش الإسرائيلي. كما أنها عززت الشعور بأن الجيش الإسرائيلي قد تورط في حرب زائدة. في الأيام القليلة بعد الأحداث نفت الحكومة الإسرائيلية أية علاقة للجيش الإسرائيلي بالمذبحة، ولكن في 25 سبتمبر 1982 احتشد مئات الآلاف من المتظاهرين في ساحة "ملخيه يسرائيل" (اليوم: ساحة إسحاق رابين) وسط تل أبيب) مطالبين بتعيين لجنة تحقيق خاصة للبحث في الأمر.

لجنة كاهن

في 1 نوفمبر 1982 أمرت الحكومة الإسرائيلية المحكمة العليا بتشكيل لجنة تحقيق خاصة، وقرر رئيس المحكمة العليا، إسحاق كاهـَن، حتى يرأس اللجنة بنفسه، حيث سميت "لجنة كاهن". في 7فبراير 1983 أعربت اللجنة نتائج البحث وقررت حتى وزير الدفاع الإسرائيلي أريئل شارون يحمل مسؤولية غير مباشرة عن المذبحة إذ تجاهل إمكانية وقوعها ولم يسعى للحيلولة دونها. كذلك انتقدت اللجنة رئيس الوزراء مناحيم بيغن، وزير الخارجية إسحاق شامير، رئيس أركان الجيش رفائيل إيتان وقادة المخابرات، قائلةً إنهم لم يقوموا بما يكفي للحيلولة دون المذبحة أولإيقافها حينما بدأت. رفض أريئيل شارون قرار اللجنة ولكنه استنطق من منصب وزير الدفاع عندما تكثفت الضغوط عليه. بعد استنطقه تعين شارون وزيرا للدولة (أي عضوفي مجلس الوزراء دون وزارة معينة)

مستندات 2012

في 16 سبتمبر 2012 نشرت نيويورك تايمز في الذكرى الثلاثين لمذبحة صبرا وشاتيلا، ملحق يضم 49 مستند. تكشف هذه المستندات عن محادثات رفيعة المستوى جرت بين مسئولين إسرائليين وأمريكيين قبل وأثناء وبعد وقوع المذبحة. وقد أفرج أرشيف الدولة الإسرائيلية بالقدس عن هذه الوثائق في مطلع 2012. تظهر المستندان قيام شارون بإرهاب الأمريكين. وتوفير موشيه آرنز الغطاء في واشنطن، والدور المحوري الذي لعبه لورنس إيگل‌برگر.

انظر أيضا

  • مجزرة الكرنتينا
  • أيلول الأسود
  • مذبحة الدامور
  • حرب المخيمات
  • الحرب الأهلية اللبنانية
  • حرب لبنان 1982
  • الصراع الإسرائيلي اللبناني
  • مذبحة تل زعتر
  • مذبحة حماة
  • قائمة المذابح في لبنان
  • فالس مع بشير

هوامش

  1. ^ 1982 - World Press Photo
  2. ^ تقرير عن مذبحة صبرا وشاتيلا، خليل حداد، الحوار المتمدن
  3. ^ "A Preventable Massacre". نيويورك تايمز. 2012-09-16. Retrieved 2012-09-24.

المصادر

  • Bregman, Ahron (2002). Israel's Wars: A History Since 1947. London: Routledge. ISBN 0-415-28716-2
  • al-Hout, Bayan Nuwayhed (2004). Sabra And Shatila : September 1982. Pluto Press. ISBN .
  • Campagna, Joel (April 2002). The Usual Suspects. World Press Review 49 (4). Web journal article, retrieved December 4, 2004.
  • Chomsky, Noam (1989). Necessary Illusions: Thought control in democratic societies. South End Press. ISBN 0-89608-366-7.
  • Eisenberg, Laura Zittrain and Caplan, Neil (1998). Negotiating Arab-Israeli Peace: Patterns, Problems, Possibilities. Indiana University Press. ISBN 0-253-21159-X.
  • Hamdan, Amal (September 16, 2003). Remembering Sabra and Shatila. Aljazeera. Retrieved December 4, 2004.
  • Harbo, John (September 20, 1982). Aftenposten. Middle East correspondent Harbo was also quoted with the same information on ABC News "Close up, Beirut Massacres", broadcast January 7, 1983.
  • Kapeliouk, Amnon (1982). Enquête sur un massacre: Sabra et Chatila. Seuil. ISBN . English translation available online here
  • Klein, A. J. (New York, 2005), Striking Back: The 1972 Munich Olympics Massacre and Israel's Deadly Response, Random House ISBN 1-920769-80-3
  • Lewis, Bernard. "The New Anti-Semitism", The American Scholar, Volume 75 No. 1, Winter 2006, pp. 25–36. The paper is based on a lecture delivered at Brandeis University on March 24, 2004.
  • Lewis, Bernard (1999). Semites and Anti-Semites: An Inquiry into Conflict and Prejudice. W. W. Norton & Co. ISBN 0-393-31839-7
  • Mason, Barnaby (April 17, 2002). Analysis: 'War crimes' on West Bank. BBC World News. Retrieved December 4, 2004.
  • Benny Morris and Ian Black. Israel's Secret Wars: A History of Israel's Intelligence Services, Grove, 1991, ISBN 0-8021-1159-9.
  • New 'evidence' in Sharon trial (May 8, 2002). BBC World News. Retrieved December 4, 2004.
  • Schiff, Z. & Ya'ari, E. (1984). Israel's Lebanon War. New York, NY: Simon & Schuster. ISBN 0-671-47991-1.
  • Shaoul, Jean (February 25, 2002). Sharon's war crimes in Lebanon: the record. World Socialist Web Site. Retrieved December 4, 2004.
  • Shashaa, Esam (no date).
  • Tamal, Ahmad (no date). Sabra and Shatila. All About Palestine. Retrieved December 4, 2004.
  • Tolworthy, Chris (March 2002). Sabra and Shatila massacres – why do we ignore them?. Global Issues. Retrieved December 4, 2004.
  • Transcript of "The Accused" (June 17, 2001). BBC World News (BBC-1). Retrieved December 4, 2004. Note: the BBC has a disclaimer that says "THIS TRANSCRIPT WAS TYPED FROM A TRANSCRIPTION UNIT RECORDING AND NOT COPIED FROM AN ORIGINAL SCRIPT: BECAUSE OF THE POSSIBILITY OF MISHEARING AND THE DIFFICULTY, IN SOME CASES OF IDENTIFYING INDIVIDUAL SPEAKERS, THE BBC CANNOT VOUCH FOR ITS ACCURACY."
  • United Nations General Assembly, A/RES/37/123(A-F). The situation in the Middle East (December 16, 1982). This version from UNESCO adds some footnotes missing in the General Assembly's original. Both retrieved February 14, 2006.
  • Matthew White, (update July 2004). Secondary Wars and Atrocities of the Twentieth Century. Retrieved December 4, 2004.
  • William Harris, (1996) Faces of Lebanon. Sects, Wars, and Global Extensions Markus Wiener Publishers, Princeton, USA ISBN 1558761152

وصلات خارجية

  • تقرير بي بي سي عن المذبحة وتداعياته
  • Lebanese Civil war 1982 Sabra and Chatila massacre Pictures
  • BBC News archive and video
  • "Sabra Shatila Massacre Photographs, 1982". Archived from the original on October 9, 2004.; archive is incomplete.
  • "Eyewitness Lebanon". Archived from the original on October 9, 2004.. An on-line book, with eyewitness accounts and photos from 91 international correspondents.
  • Report of the Kahan Commission – hosted by the Israeli Ministry of Foreign Affairs.
  • Sabra and Shatila by Robert Fisk
  • "Sabra and Chatila Massacres After 19 years, The Truth at Last?" By Robert Fisk, The Independent, November 28, 2001.
  • Sabra and Shatila, the unforgivable slaughter (French).

Coordinates:

تاريخ النشر: 2020-06-04 18:51:36
التصنيفات: Pages using infobox civilian attack with unknown parameters, نزاعات فين 1982, الصراع اللبناني الإسرائيلي, مذابح في الحرب الأهلية اللبنانية, تاريخ فلسطين, 1982 في لبنان, إبادة جماعية

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

أول دولة في العالم تفرض لقاح كورونا على جميع مواطنيها

المصدر: أخبارنا المغربية - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2021-12-24 14:25:23
مستوى الصحة: 79% الأهمية: 84%

نشرة إنذارية خاصة.. أمطار رعدية وثلوج يوم غد السبت

المصدر: تيل كيل عربي - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2021-12-24 14:27:14
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 55%

بابا الفاتيكان يشيد بدور موظفي الصحة في مقابلة بمناسبة الكري

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2021-12-24 14:30:38
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 69%

وزير الأوقاف: المؤمن لا يمكن أن يكون مؤذيًا

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2021-12-24 14:25:34
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 65%

أبطال وقصص مسلسلات رمضان 2022.. والقنوات الناقلة

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2021-12-24 14:24:59
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 61%

الصين تعاقب مسئولين فى شيآن بسبب انتشار كورونا

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2021-12-24 14:24:34
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 62%

صالون شريف العصفوري يناقش رواية «همس العقارب» لمحمد توفيق

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2021-12-24 14:25:21
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 66%

ختام الرياضة الروحية ببازيليك سيدة السلام فى شرم الشيخ

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2021-12-24 14:25:47
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 62%

جامعات الصعيد تشهد طفرة تنموية.. تنفيذ 168 مشروعا بـ35 مليار جنيه

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2021-12-24 14:29:39
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 42%

افتتاح معرض مصر الرابع لفنون النماذج المصغرة بمركز الهناجر للفنون

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2021-12-24 14:25:20
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 67%

هجوم شديد اللهجة على محمد صلاح ومحرز وماني.. "لماذا كل هذا الصمت؟"

المصدر: الإمارات اليوم - الإمارات التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2021-12-24 14:26:12
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 66%

الكرملين: لم نتلق ردًا من الناتو بشأن مقترحاتها حول الضمانات الأمنية

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2021-12-24 14:24:36
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 65%

بعدما أجلسه عموتة في كرسي الإحتياط.. جائزة تُنصف رحيمي

المصدر: راديو مارس - المغرب التصنيف: رياضة
تاريخ الخبر: 2021-12-24 14:24:56
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 65%

موعد امتحانات الصف الثالث الاعدادي 2022.. والمواد التي يدرسونها

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2021-12-24 14:24:57
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 62%

«أوميكرون» يستهدف الأطقم الطبية وموظفى المستشفيات فى بريطانيا

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2021-12-24 14:24:32
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 65%

روسيا تزيد الضغط على جوجل بفرض غرامة بقيمة 98 مليون دولار

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2021-12-24 14:30:33
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 56%

الاتحاد الإسباني يضغط على الزلزولي

المصدر: راديو مارس - المغرب التصنيف: رياضة
تاريخ الخبر: 2021-12-24 14:24:51
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 66%

«لعنة تيجراي».. عقوبة أمريكية جديدة ضد إثيوبيا

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2021-12-24 14:24:29
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 63%

تحميل تطبيق المنصة العربية