علي الغاياتي

عودة للموسوعة

علي الغاياتي

الشيخ علي الغاياتي ( ولد في 1885 بمدينة دمياط وتوفى في 1956) من المجاهدين الإسلاميين.


الشيخ علي الغاياتي.. الدمياطي الأزهري الثائر

الشيخ علي الغاياتي هوواحد من ذلك الجيل من المجاهدين الإسلاميين الذين تخرجوا من مدرسة الحزب الوطني أمثال مصطفي تام ، محمد فريد ، عبد العزيز جاويش ، إبراهيم الورداني ، وهوذلك الجيل الذي حمل شعلة النضال الإسلامي الوطني في بدية هذا القرن ، وهذا الجيل هوالذي أعد العدة للثورة التي اندلعت بعد ذلك سنة 1919م.

الشيخ علي الغاياتي عالم دين مناضل، وهونموذج للأزهري الثائر الذي يضطلع بدور رجل الدين الإسلامي الحقيقي في الكفاح ضد الاستعمار والاستبداد وتبني مطالب الأمة والدفاع عن قضاياها، وهوأيضًا الشاعر الملهم الذي يفيض قلمه رقة وعذوبة، وإلى جانب الرقة والعذوبة يتقد حماسًا ووطنية، وهوالصحفي القدير الذي يحرر الموضوعات ويصدر الصحف المتميزة والملتزمة بقضايا الشعب بكبرياء الإيمان والثورة ولا يمد يده إلى أحد أويبيع قلمه إلى جهة رغم قسوة الظروف.


مولده وحياته:

ولد الشيخ علي الغاياتي في 24 أكتوبر 1885م بمدينة دمياط، ودخل الكتاب مبكرًا فأتم حفظ القرآن الكريم وهوفي الثامنة من عمره وينحدر نسبه إلى الرسول صلي الله عليه وسلــم، التحق علي الغاياتي بالمعهد الديني بدمياط، ثم التحق بالأزهر الشريف وانخرط في القاهرة في الصحافة الوطنية التابعة للحزب الوطني وفي النضال الوطني عمومًا ضد الاحتلال الإنجليزي والاستبداد الخديوي، حيث تعرض للاضطهاد مرارًا، وعندما أصدر ديوانه الشعري الأول تحت عنوان " وطنيتي " والذي قدم له جميع من محمد فريد، وعبد العزيز جاويش، وهوديوان يحمل قصائد شعرية تبث الروح الوطنية وتنعي على الاحتلال والخديوي، عندما أصدر هذا الديوان قامت الحكومة المصرية بمصادرته وتحويل الغاياتي ومحمد فريد وعبد العزيز جاويش إلى المحاكمة، فاضطر علي الغاياتي إلى الفرار إلى هجريا سنة 1910م، ثم منها إلى جنيف حيث استقر هناك واستمر يواصل نضاله الوطني وأصدر صحيفة منبر الشرق التي اهتمت بشئون العالم الإسلامي ونضاله ضد الاستعمار.

وقد ظل الغاياتي يصدر هذه الصحيفة بانتظام رغم الظروف الصعبة منخمسة فبراير 1922م حتى سنة 1937م، حيث عاد إلى مصر ونقل جريدته معه، وأستمر في إصدارها دفاعًا عن القضية الوطنية المصرية، وتوفي الرجل في 27 أغسطس سنة 1956م.

نضاله الوطني:

نشأ الغاياتي في ظروف تاريخية معقدة، حيث كانت مصر قد وقفت في قبضة الاحتلال الإنجليزي سنة 1882، وكانت الحركة الوطنية المصرية متمثلة في الحزب الوطني تحاول بعث الروح الوطنية واستنهاض الشعب المصري ضد الاحتلال، وكان من الطبيعي حتى يحدث صدام واضطهاد من سلطات الاحتلال الإنجليزي وسلطات الخديوي ضد عناصر الحركة الوطنية المصرية.

نشأ الغاياتي في هذه الظروف في مدينة دمياط، وكان طالبًا بالمعهد الديني بها أصطدم بإدارة المعهد حيث تم فصله بسبب نشاطه الوطني، فاضطر للعمل مدرس بالمدارس الابتدائية الخاصـة.

وعندما انتقل إلى القاهرة شارك بحماس في العمل الوطني من خلال الحزب الوطني، الذي كان يعد في ذلك الوقت لإشعال الثورة ضد الاحتلال، وأخذ الغاياتي ينظم القصائد الشعرية الملتهبة التي تحض على الوطنية والجهاد ومناهضة الاستعمار وبث العزيمة والحماس في صفوف الجماهير، وقام بنشر هذه القصائد في صحف الحزب الوطني التي كانت تصدر في ذلك الوقت، كما قام بنشر الكثير من الموضوعات في مختلف الصحف المصرية مثل جريدة الجوائب المصرية، اللواء وغيرهما، مما أثار حفيظة السلطات الإنجليزية والخديوي عليه، فقامت السلطات بزجه في السجن بتهمة مخالفة قانون التجنيد " سجن القشلاق الأحمر "، ولكن هذا الأمر لم يغير من موقف وصلابة الرجل فاستمر على نفس الخط الوطني النضالي بل تصاعدت نبرته الوطنية والنضالية المناهضة للاحتلال فقام بجمع القصائد التي نشرها من قبل، وأصدرها في ديوان تحت عنوان " وطنيتي " سنة 1910م، وقام جميع من محمد فريد وعبد العزيز بكتابة مقدمة لهذا الديوان، إلا حتى السلطات رأت حتى هذا الديوان ليس مجرد قصائد شعرية بل شواظ من نار وقذائف تتلظي وقذائف على رأس الاستعمار، فقامت بتحويل جميع من محمد فريد، وعبد العزيز جاويش، وعلي الغاياتي إلى المحاكمة وأحس الغاياتي حتى السلطات تتربص به، وأنها لا محالة يفترض أن تسجنه خاصة وأنها تسيطر على القضاء عن طريق القضاة الأجانب، فقام بالتنكر في زي أفندي وكان قبل ذلك يلبس الملابس الأزهرية دائماً وسافر إلى هجريا.وبعد سفره صدرت الحكم من المحكمة بحبسه عامًا مع الشغل، وكان الحكم غيابيًا بالطبع، كما صدرت الأحكام بحق جميع من محمد فريد وعبد العزيز جاويش الأول الحبس ستة أشهر مع النفاذ والثاني الحبس ثلاثة أشهر، وقد نفذ محمد فريد الحكم كاملاً ولبث في السجن ستة شهور كاملة.

ما إذا وصل علي الغاياتي إلى هجريا حتى واصل الاتصال بزملائه في الحركة الوطنية المصرية داخل وخارج مصر وأستمر يخط الموضوعات في الصحف الهجرية والأوروبية دفاعًا عن قضية بلاده، كما راسل الكثير من الصحف المصرية، ثم انتقل إلى جنيف سنة 1911م، حيث أستقر هناك مواصلاَ نضاله في المنفي، وفي أعقاب ثورة 1919 أصدر الشيخ علي الغاياتي سنة 1922م صحيفة منبر الشرق، وهي من أبرز الصحف التي صدرها الرجل حيث تواصلت بدون انقطاع في المنفي حتى عام 1933م، ثم عاد بها إلى مصر مع عودته سنة 1937م، واستمر يصدرها إلى حتى توفي عام 1956.

ولم تكن جريدة منبر الشرق في سنوات المنفي مجرد صحيفة تنشر أخبار الوطن المصري والعربي والإسلامي، وتدافع عن حقوق المصريين والعرب والمسلمين والشرقيين عمومًا، بل كانت منتدي لزعماء هذه الأمة كلها.

أما في مصر فقد استمرت جريدة منبر الشرق تناهض الاحتلال وتدعوإلى الحرية، واتخذت طريقًا مستقلاً فلم ترتبط بأحد الأحزاب المصرية في تلك الفترة، وخرجت صحيفة نظيفة نقية من جميع خطأ وترتفع فوق جميع شائبة وتدعوفي أدب واتئاد إلى جميع فضيلـة.

المصادر

http://www.domiatwindow.net/viewarticle.php?ArticleID=3237

تاريخ النشر: 2020-06-04 19:36:22
التصنيفات: مواليد 1885, أشخاص من دمياط, أزهريون, شعراء مصريون, ثوريون مصريون, وفيات 1956, ثورة 1919, المسألة المصرية, مؤسسو صحف مصريون

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

تبادل زوجات وجنس جماعي.. تفاصيل ضبط "مولانا" وزوجته بالدقهلية

المصدر: المصريون - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-01-28 12:22:29
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 64%

سيدة سعودية تشتري قميص رونالدو برقم خيالي

المصدر: المصريون - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-01-28 12:22:35
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 70%

حبّوا وصلوا من أجل أعداءِكم

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-01-28 12:22:12
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 53%

القنوات الناقلة لمباراة منتخب مصر والكونغو الليلة - أي خدمة

المصدر: الوطن - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-01-28 12:21:04
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 68%

نيويورك تايمز: اتفاق وشيك لوقف اطلاق النار فى غزة بمشاركة مصر

المصدر: صوت الأمة - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-01-28 12:21:23
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 58%

تحميل تطبيق المنصة العربية