ريتشارد ستالمن

عودة للموسوعة

ريتشارد ستالمن

رتشارد ستالمن، 2018.
ريتشارد ستالمان

ريتشارد ستالمان (بالإنجليزية: Richard Stallman) (مواليد 16 مارس 1953) مؤسس حركة البرمجيات الحرة ومشروع GNU ومؤسسة البرامج الحرة. نادى لنشر مفهوم حقوق النسخ لحماية أهداف هذه الحركة، وبلور هذا المفهوم بالرخصة العمومية الكاملة للبرامج GPL. وهوأيضاً مبرمج بارع حيث كان يترأس عدة مشاريع مثل محرر إي ماكس Emacs، والمترجم جي سي سي GCC، والمدقق جي دي بي GDB وهي كلها برامج تنتمي لمشروع جنو.

ومنذ منتصف تسعينيات القرن العشرين، لم يعد ستولمان نشطاً في تطوير البرامج آنفة الذكر ولكن ركّز انتباهه على نشر برمجيات المصدر المفتوح كبديل للبرامج المسجلة الملكية والمغلقة المصدر.

ريتشارد ستولمان وحركة البرمجيات الحرة

ريتشارد ستالمان, مؤسس مشروع جنوللنظام الحر.

لم تعد العبارة "البرمجيات العمومية المصدر" هذه الأيام من العبارات المستهجنة، أوتلك التي تدفع بمن حولك من عبدة مايكروسوفت ونظام ويندوز، إلى السخرية والاستهزاء بك، وبالمبدأ بأكمله. وعندما تمضى إلى المؤتمرات الصحفية أوتجتمع بأقطاب صناعة الحاسوب في منطقتنا العربية فإنك ستجد الغالبية العظمى منهم على اطلاع حميم بنظام التشغيل لينكس، بل ومجرد حتى تذكر أنك أحد المستخدمين، فإنك تلقى إحتراماً أكبر من مستخدمي نظام ويندوز.

لكم تغير الوضع عما كان عليه قبل ثلاثة أعوام حين كان مؤيدومبدأ البرمجيات العمومية المصدر، أوبرمجيات المصدر المفتوح Open Source Software، مجموعة من الأغبياء أوالحالمين على أفضل تقدير، أما اليوم فهم الموضة السائدة، وهنالك كم كبير من البرمجيات عمومية المصدر في الأسواق، بل وتتسابق الشركات العالمية التجارية في التباهي بحجم الشفرة المصدرية التي أتاحتها هذه للعموم، فها هي صن تتيحثمانية ملايين سطر من الشفرة للمبرمجين، وها هي آي بي إم تنفق 1 مليار دولار على الترويج لنظام لينكس، وما إلى ذلك من الإعلانات. كما حتى نظام لينكس اليوم يشكل 25% من شحنات نظم التشغيل الموجهة لأجهزة الخادم.

وفي حين يعزوالبعض هذا النجاح الساحق لثورة المصادر العمومية إلى لينوس تورفالدس، والذي صار أشهر من نار على فهم، وانتشرت صوره في المجلات التقنية وغير التقنية، فإن الأب الروحي، والمؤسس الحقيقي لثورة المصادر العمومية (وهويكره هذه التسمية لأسباب سنذكرها لاحقا)، يبقى مجهولا لدى الكثيرين، يعيش في ظلال مخط مؤسسته الخيرية، التي أطلق عليها اسم "مؤسسة البرمجيات الحرة"، ويعمل مع فريقه الصغير المؤلف من 15 مبرمجا على تطوير نواة متكاملة لنظام تشغيل "حر" من قيود التبعية التجارية، والتي تقيدت بها هذه الأيام الكثير من البرمجيات التي تدعي أنها مجانية أوحرة، وعلى رأسها لينكس. هذا الرجل هوريتشارد ستولمان.


الجار الصالح

يقول ستولمان عن نفسه، في سيرته الذاتية "الجدية" الموجودة على مسقطه الشخصي www.stallman.org والمنشورة في الإصدار الأول من قاموس الهكرة في عام 1983، "تمّ بنائي وبرمجتي في مختبر في مدينة مانهاتن في عام 1953. وفي عام 1971 انتقلت إلى مختبر الذكاء الاصطناعي في معهد ماساتشوستس للتقنية. هواياتي هي تقديم المحبة، والرقص الشعبي العالمي، والطيران، والطهي، والفيزياء، والتلاعب بالحدثات، وقصص الخيال الفهمي، والبرمجة؛ وأتقاضى بشكل سحري راتبي لقاء ممارسة هذه الهواية الأخيرة. قبل عام طلّـقت من جهازي PDP-10 والذي اقترنت به طيلة عشرة أعوام، ورغم أننا لا زلنا نعشق بعضنا فإن العالم بدأ ينطلق في اتجاهات جديدة. ولا زلت أعيش حاليا في مدينة كامبريدج، أستذكر ماضينا سويا. اسمي هوريتشارد ستولمان، ولكنه اسم طويل ومعقد، ولذلك يمكن حتى تدعوني RMS" وستولمان إنسان يعشق الحرية، ويعشق المبادئ السامية، ويكره الاضطهاد، وزيارة واحدة فقط إلى مسقطه الشخصي، والاطلاع على القضايا التي يتبناها ستولمان، كإنسان وكمبرمج، تكشف عن شخصية متعددة الجوانب، عميقة، وتهدف إلى جميع ما سام في الحياة. وفي بداية السبعينات، وبالتحديد في عام 1971، وعندما بدأ ستولمان بالعمل في مختبر الذكاء الاصطناعي، أصبح جزءا من تقليد عريق، ومجتمع للمبرمجين يقوم على مشاركة البرمجيات بشفرتها المصدرية دون أي حدود أوضوابط، وهدفه من ذلك جعل عمل المبرمجين والمطورين أكثر إنتاجية. وكان العاملون في المختبر في تلك الأيام يستخدمون نظام تشغيل شبكي اسمه ITS قام المبرمجون في المختبر بتصميمه لأجهزة PDP-10 الإيوانية، وهي الأجهزة التي كانت مستخدمة في ذلك العصر، وكان هذا البرنامج مكتوبا بلغة التجميع. وكانت وظيفة ستولمان هي صيانة النظام وتطويره.

وفي تلك الأيام لم يكن المبرمجون يطلقون على برمجياتهم أسماء مثل "البرمجيات المجانية" أو"البرمجيات الحرة" أو"عمومية المصدر". وكان المبرمجون في تلك الأيام يسمحون للشركات الخاصة وغيرها باستخدام الشيفرة المصدرية لنظم التشغيل، وتعديلها، والإضافة إليها، واستخدامها في مؤسساتهم، بل واستخدام الأفكار الواردة في هذه الشيفرة لابتكار برمجيات جديدة أفضل.

وفي أوائل الثمانينات، ومع ظهور أجهزة الكمبيوتر الشخصي، توقفت شركة ديجيتال عن إنتاج أجهزة PDP-10 حيث أنه لم يعد موائما لمتطلبات تلك الفترة، أومتوافقا مع التقنيات الحديثة التي توفرت آنذاك. وقبل ذلك بقليل تفتت مجتمع الهكرة العاملين في مختبر الذكاء الاصطناعي، وتحول معظم العاملين فيه إلى شركة جديدة هي شركة سيمبولكس، حيث لم يعد المختبر قادرا على تمويل عملياته.

وكأن هذه الضربة لم تكن كافية لستولمان، فقد كانت نظم التشغيل الجديدة مثل VAX، تعتمد نظم تشغيل خاصة تنتجها الشركات لقاء مبالغ ضخمة من الأموال لترخيصها، كما أنها أصبحت تجبر المبرمجين على توقيع اتفاقيات عدم إفصاح، مما منع مشاركة الشيفرة المصدرية للبرمجيات بين المطورين.

وحسب تفسير ستولمان، فإن توقيع هذه الاتفاقيات كان يعني تخلي الإنسان عن أخيه الإنسان، وتخليه عن مساعدة جاره، كما حتى هذه الاتفاقيات دمرت تقليدا تعود أصوله إلى بداية عهد الحوسبة، ومجتمعا قائما على تنطقيد سامية. وأصبح القانون الجديد-حسب شركات تطوير البرمجيات التجارية-هوأنك "إذا ساعدت جارك، فإنك ستتحول إلى قرصان. وإذا أردت أي تغييرات أوتعديلات أوتصليحات فإن عليك حتى تتوسل وتتسول وتستجدي وتستعطف إلى حتى تحصل عليها، هذا من طبيعة الحال إذا قررنا حتى في مصلحتنا التجارية حتى نقوم بذلك." ويقول ستولمان في سيرته الذاتية بأن هذه الفكرة، وفكرة وجود برامج تجارية، هي فكرة لا اجتماعية، وغير أخلاقية، ولا إنسانية، حيث أنها تنفي فكرة مساعدة الإنسان لأخيه الإنسان، وتربط ذلك بالمصالح التجارية.

وكانت تلك اللحظة بمثابة مفترق طرق بالنسبة لستولمان، والذي صمم في حينها حتى يكرس حياته، وأن يعيش لأجل غاية واحدة، وهي تطوير البرمجيات الحرة. والبرمجيات الحرة ليست كالبرمجيات العمومية المصدر، كما حتى كون برنامج ما مجاني لا يعني أنه حر. فحرية البرمجيات بالنسبة لستولمان تعني إتاحة الشيفرة المصدرية، أوالوصفة السرية للبرنامج، إلى العالم أجمع، وإتاحة الفرصة للمطورين كي يستفيدوا من هذه الشيفرة المصدرية في تطوير برمجياتهم الخاصة، ومساعدة الغير، شريطة حتى يعلنوا عن تغييراتهم وأن يجعلوها هي الأخرى عمومية المصدر وحرة من القيود التجارية. وهذا بالتالي سيقود إلى تسهيل تناقل الإبداع، وتضخيم أثره، وتعظيم فائدته.

رفض ستولمان الانصياع والاستكانة، وأنشأ مؤسسة البرمجيات الحرة Free Software Foundation، وعزم على تكريس حياته لها، وجعل هدفها هوتطوير مجموعة من البرمجيات الحرة التي تغطي كافة احتياجات العاملين في مجال الحوسبة، بدءا بنواة نظام التشغيل، وانتهاء بمعالجات الحدثات وأدوات تطوير البرمجيات، وما إلى ذلك. ونطق ستولمان في لقاءة أُجراها معه المحرر التقني في مجلة Salon.com في عام 1998، "عندما نظرت إلى عالم الحوسبة ورأيت الطريق الذي بدأ بسلوكه، قررت بأن ذلك المسلك سيكون مقرفا بالنسبة لي، وبأنني سأقضي حياتي خجلا من نفسي إذا سلكته، وبأنني إذا عملت على تقوية عرش البرمجيات التجارية فإنني سأكون من المسئولين عن جعل العالم مكانا سيئا لمن يعيشون فيه."

برمجيات حرة

كان هدف ستولمان من إنشاء مؤسسة البرمجيات الحرة ، هوإنشاء مجتمع وجيل حديث من المطورين يعود بالبرمجيات إلى بداياتها الفلسفية، أي المشاركة الحرة لها دون قيد أوشرط، وأيضا التعاون الحر بين المبرمجين والمستخدمين على تطوير البرمجيات. ويقول ستولمان بأن الحياة في مجتمع "حر" تختلف عن الحياة في مجتمع "حمائي" أو"خصوصي" أو"معزول"، ففي هذه المجتمعات الخصوصية تتشكل كيفية تعاملنا مع الآخرين من خلال الخوف، الخوف من شرطة الأفكار أوشرطة المعلوماتية، والذين يمثلهم حاليا اتحاد منتجي البرمجيات التجارية. وانطلاقا من هذه المبادئ، عمل ستولمان ليل نهار لمدة عامين متواصلين. وكان نتيجة جهوده الأولية هذه هوبرنامج emacs ، وهومعالج نصوص تام لنظم يونيكس. ولما كانت مؤسسة البرمجيات الحرة تبيع البرنامج كشيفرة مصدرية غير مولفة، فقد عمل مطورون مختلفون من جميع أنحاء العالم على إضافة بعض الميزات إلى البرنامج، وتوليفه ليعمل ضمن بيئات مختلفة. وهذه الأيام أصبح EMACS برنامجا هائلا يمكن العاملين ضمن نظم يونيكس من تأدية العشرات من المهام سواء كانت تحرير النصوص، أوتصفح إنترنت، أوكتابة البريد الإلكتروني، أوتطوير البرمجيات، الخ.

ويطلق ستولمان على برمجياته اسم GNU وهي اختصار للعبارة GNU's Not Unix والتي تلخص معارضته لنظام يونيكس، والذي صار في حقبة الثمانينيات نظاما خاصا تجاريا مقفل المصدر ، يعارض جميع ما يؤمن به ستولمان. ومنذ تطوير emacs قام ستولمان ورفاقه (وكثير منهم من المتطوعين) في المؤسسة بتطوير العشرات من البرمجيات الحرة. والتي تعمل ضمن رخصة أطلق عليها ستولمان اسم GPL GNU Public License والتي تنص على أنه يمكن لكل من يمتلك أحد برامج GNU حتى يقوم بنسخه، أوتغييره، أوتعديله، وحتى بيعه طالما كانت الشيفرة المصدرية والتعديلات التي يقوم بها هؤلاء متاحة لجميع مستخدمي البرنامج دون تمييز. ورغم عشرات البرمجيات التي قام ستولمان ورفاقه بتطويرها ، والتي اقتربت إلى حد كبير من تشكيل نظام تشغيل متكامل، فإن نظامهم كان يفتقر إلى نواة لهذا النظام، وهوما كانوا يعملون عليه تحت اسم HURD . وفي أواخر الثمانينات، ألهمت جهود ستولمان شخصا فنلنديا باسم لينوس تورفالدس، والذي قام بإنشاء نواة لنظام تشغيل (اعتمادا على الكثير من الكود الذي خطه ستولمان) أطلق عليها اسم لينكس ، وأتاحها للعموم باستخدام GPL ، والبقية كما يقولون أصبحت في عداد تاريخ الحوسبة المعاصرة.

صراع بين العمومي والحر

في حين حتى البرمجيات الحرة تعني "الحرية المطلقة" في استخدام البرمجيات وشيفرتها المصدرية، فإن "عمومية المصدر" تعني إتاحة الشيفرة المصدرية للبرنامج للعامة من المطورين والمستخدمين، ولكن في الوقت نفسه تقييد حرية هؤلاء في إجراء تعديلات على البرمجيات أوتوزيعها.

يقول ستولمان حتى مفهوم "حرية البرمجيات" تعرض للتشويه في عام 1998 عندما صمم بعض أعضاء مجتمع البرمجيات الحرة استخدام مفهوم عمومية المصدر. وبالنسبة للبعض كان السبب في ذلك هوأنن أعضاء المجتمع أرادوا حتى يفرقوا ما بين حر ومجاني—وهوهدف جيد. ولكن ما ضايق ستولمان هوحتى آخرين أرادوا حتى ينحوّا جانبا المبادئ التي تقوم عليها حركة البرمجيات الحرة، إرضاء لرجال الأعمال والمستثمرين، وتجار الأوراق المالية، والمستخدمين في المؤسسات الذين يريدون الدعم الفني دوما. ويرى ستولمان بأنه رغم حتى الشركات التي تنتج البرمجيات عمومية المصدر ترغب في إنتاج برمجيات قوية وذات نوعية عالية، فإنها تتجاهل المبادئ الأساسية وهي الحرية، والمبدأ، والمجتمع.

ويقول ستولمان بأن المجلات المتخصصة في لينكس هي مثال حي على ذلك، حيث أنها تقوم على نشر إعلانات الشركات التجارية التي تنتج برمجيات "غير حرة" تعمل ضمن نظام لينكس الحر، في حين أنها تتجاهل الإعلان عن البرمجيات الحرة الجديدة. ورغم حتى الحصول على دعم المؤسسات الكبرى للبرمجيات الحرة هوأمر هام بالنسبة لستولمان، فإنه يرى حتى ذلك لا يجب حتىقد يكون على حساب حرية البرمجيات ومستخدميها.

ويرى ستولمان حتى حركة المصادر العمومية أدخلت الكثير من التهديدات إلى البرمجيات الحرة، وأول هذه التهديدات هوقيام الشركات الكبرى باستخدام برمجيات حرة ضمن معدات غير حرة، حيث حتى الشركات المنتجة للمعدات تحافظ دوما على سرية التفاصيل التقنية التي تدخل في إنتاج معداتها، مما يقيد حرية مستخدمي البرمجيات الحرة. أما التهديد الثاني فهوقيام بعض شركات البرمجيات بإنتاج برمجيات غير حرة لتعمل ضمن نظم التشغيل الحرة، وهوأمر مغر للكثيرين، ولكنه يؤدي في النهاية إلى عواقب وخيمة للمستخدمين، وتقييد حريتهم في الاستغلال الأمثل لنظم التشغيل والبرمجيات الحرة. (وضمن هذا التصنيف، فإن الكثير من البرمجيات التي تم إنتاجها لتعمل ضمن نظام لينكس ليست حرة، وبالتالي فإنها لا تفيد حركة المصادر العمومية بشيء). أما التهديد الثالث فهوبراءات الاختراع التي يتم وضعها على البرمجيات المضمنة في البرمجيات الحرة، وهوالأمر الذي يعيق مشاركة التقنية، ونشرها، وتعديلها، أوعلى الأقل تأخير ذلك. وأخيرا يرى ستولمان حتى هناك افتقارا في مجتمع البرمجيات الحرة لأدلة الاستخدام الحرة الجيدة. ومرة أخرى، فالحرية لا تعني المجانية، ففي عالم البرمجيات الحرة، يجب حتىقد يكون للمستخدمين الذين يقومون بإدخال التعديلات على هذه البرمجيات الحرية في تعديل مرشد الاستخدام ليغطي هذه التعديلات، دون التعرض للملاحقة القضائية. ويمكن عمل ذلك بالإشارة إلى المؤلف الأصلي، وتضمين نسخة من مرشد الاستخدام الأصلي وما إلى ذلك. ولهذا السبب فإن ستولمان يرى حتى شركات مثل أورايلي، ورغم أنها تنتج أدلة استخدام ممتازة، فإن افتقارها إلى الحرية، وتمسكها بحقوق الطبع والملكية الفكرية، يجعل منها مصدر تهديد لمجتمع مطوري البرمجيات الحرة.

ويرى ستولمان حتى أفضل طريقة للقاءة هذه التهديدات تكمن في مواصلة العمل والاجتهاد وحتى الجهاد في سبيل قضية الحرية. حرية جميع شيء، بدءا بالإنسان، وانتهاء بحرية الموسيقى، والفن والأدب والصحافة، وبرمجيات الحاسوب. ونطق ستولمان في لقاءة أجراها مع مجلة ألمانية ونشرها مسقط slashdot.org باللغة الإنجليزيةK "عندما تكون في حملة للجهاد من أجل الحرية، فإن نتيجة المعركة تتوقف على ما يراه العامّة أوالشعب. وإذا أصرّ عدد كاف من هؤلاء على الاحتفاظ بحريتهم والدفاع عنها، فإن الغلبة ستكون للحرية في نهاية الأمر".


لا يأس مع الحياة

يؤمن ستولمان بمبدأ المحاولة المستمرة، ونبذ اليأس والاستسلام، حيث يقول، "لقد أنجزت معظم أعمالي مشككا فيما إذا كان بمقدوري حتى أؤدي المهام التي حددتها لنفسي، وغير متأكد من كفاءة قدراتي لإنجاز المهام الضخمة التي ألقيتها على عاتقي. ولكنني حاولت، واجتهدت، لأن خط الدفاع الوحيد بين ما أؤمن به وبين العدوهوأنا. وفي أحيان كثيرة، فاجأت نفسي وانتصرت، وربحت.

وفي أحيان أخرى فشلت، وسقطت بعض المبادئ التي كنت أقوم بحمايتها، فماذا عملت،يا ترى؟ عملت وعثرت على مبدأ آخر لأحميه، وأخذت في الاستعداد لمعركة جديدة. وبمرور الزمن درست حتى أبحث عن المخاطر، وأن أضع نفسي على الخطوط الأمامية للمعركة، وأن أدعورفاقي ليحاربوا معي.

هذه الأيام يتبنى ستولمان من خلال مسقطه الشخصي www.stallman.org جميع قضايا لحرية، وكل ما له علاقة بالحرية. بدءا من حقوق المسلمين والعرب في الولايات المتحدة، وانتهاء بحق تبادل الموسيقى عبر إنترنت بنسق MP3.

ستولمان والسياسة الأمريكية

بعد أحداث 11 أيلول، قام الصقور السياسيين والعسكريين في الولايات المتحدة، بالمناداة بإجراء تغييرات وتعديلات على الحريات الشخصية التي يتمتع بها المواطن الأمريكي دستوريا، مستغلين في ذلك حالة الرعب والهلع التي سادت الأجواء في الولايات المتحدة بعد تلك الأحداث المأساوية. يؤمن ستولمان بقول ردده بنجامين فرانكلين، وهوأحد مؤسسي الولايات المتحدة حين نطق، "إن الأمة التي تضحي، ولوبجزء قليل من حريتها، لتحمي نفسها من الخوف، هي أمة لا تستحق الحياة." وكي يحث الأمريكيين على عدم التضحية بحرياتهم الأساسية قام ستولمان بنشر الموضوع القصير التالي:

ألوف الموتى، وملايين يُحرمون من الحرية؟

أسوأ الإصابات التي يمكن حتى تحدث للأعصاب هي الإصابات الثانوية—أي تلك التي تحدث في الساعات التي تلي الإصابة الأولية، حيث يستجيب الجسم للإصابة بقتل المزيد من خلايا الأعصاب. ويعمل الباحثون حاليا على اكتشاف طرق لمنع هذه الإصابات الثانوية، والتخفيف من حدة الإصابة الكلية.

وإذا لم نحترس، فإن الهجمات المميتة التي حدثت في نيويورك وواشنطن، ستؤدي إلى آثار ثانوية أسوأ من الآثار الفورية لهذه الهجمات، خصوصا إذا ما تبنى الكونغرس الأمريكي "إجراءات وقائية" تسلب من الأمريكيين الحريات التي ينعمون بها ويدافعون عنها.

وأنا لا أتحدث هنا عن تفتيش المسافرين في المطارات، أوتفتيش أمتعتهم، ما دامت عمليات البحث هذه ستقتصر على الأسلحة، ولم تسفر عن الاحتفاظ بسجلات خاصة عن تحركات الأشخاص والمسافرين، فإنها مجرد إزعاج ولا تتعدى على الحريات الشخصية. ولكن ما يقلقني هوحتى تستغل الحكومة هذه الأحداث للتجسس على كافة نواحي الحياة الشخصية للفرد الأمريكي، بما في ذلك المكالمات الهاتفية، والبريد الإلكتروني، وتحركاتنا الشخصية.

وينادي البعض اليوم بإدخال برمجيات كتلك التي تقوم بفحص وجوه رواد المطارات ومطابقتها إلكترونيا مع قواعد بيانات تحتوي على تفاصيل الإرهابيين المعروفين في العالم. وهناك بعض أقطاب صناعة التقنية المتحمسين لمثل هذه الحلول. ولكنني أتساءل هنا إذا ما كانت تقنيات التعهد على الوجوه ستنجح فيما فشل به البشر. إنني أشك في ذلك. ولكن ذلك لن يمنع الوكالات الاستخبارية من المناداة بمثل هذه المخططات وغيرها والتي تدعوإلى التجسس على حياة البشر، والسبيل الوحيد لمنعهم هوحتى يعارض العامة هذا التوجه. والأكثر من ذلك هوحتى الحكومة بدأت تنادي بضرورة وجود ثغرة في برمجيات التشفير وبعثرة البيانات يمكنهم من خلالها فك الرسائل المشفرة.

وفي هذه الأثناء قام الكونغرس بمنح الرئيس الأمريكي صلاحيات كاملة لاستخدام الجيش والقوة في الانتقام ممن قاموا بهذه الهجمات. وربماقد يكون الانتقام مبررا إذا ما كان بالإمكان تحديد هوية المعتدين، واستهدافهم بدقة، ولكن على الكونغرس مسئولية فحص القرارات والتدقيق بها، ومنح الرئيس مثل هذه الصلاحيات في ساعة الغضب هوما أدى إلى تورط الولايات المتحدة في حرب فيتنام.

أرجومن الجميع الاتصال بممثليهم في الكونغرس، وبرئيسنا غير المنتخب، ودعهم يفهمون بأنكم لا تريدون حتى تكون حرياتكم الشخصية وحقوقكم المدنية هي ضحية الإرهاب التالية—لا تنتظروا فمشروع القانون يوشك حتى يحصل على الموافقة.

تاريخ النشر: 2020-06-04 19:39:57
التصنيفات: بذرة حاسوب, مبرمجون, المصدر المفتوح, جنو

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

شركة روسية ضخمة للتجارة الإلكترونية تبحث دخول الإمارات والخليج

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-02-05 09:08:46
مستوى الصحة: 88% الأهمية: 96%

الصحة العالمية: إجلاء 1,243 حالة طبية عن غزة عبر رفح

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-02-05 09:08:47
مستوى الصحة: 93% الأهمية: 100%

الجيش الإسرائيلي يستهدف خان يونس ودير البلح بعشرات الغارات

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-02-05 09:08:49
مستوى الصحة: 85% الأهمية: 92%

تحطم مروحية "مي-8" شمال غربي روسيا

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-02-05 09:08:51
مستوى الصحة: 78% الأهمية: 98%

أمريكا تشخصن الصراع في أوكرانيا!

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-02-05 09:09:10
مستوى الصحة: 90% الأهمية: 93%

طائرات "سو-25" تدمّر معقلا أوكرانيا محصنا على محور دونيتسك (فيديو)

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-02-05 09:08:44
مستوى الصحة: 92% الأهمية: 91%

مصر.. الدولار يتراجع بشكل ملحوظ في السوق السوداء

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-02-05 09:08:32
مستوى الصحة: 91% الأهمية: 94%

ارتفاع أسعار النفط بعد تراجع ملحوظ

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-02-05 09:08:58
مستوى الصحة: 76% الأهمية: 93%

روسيا تعلن عن عمل جامعات روسية جديدة في مصر

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-02-05 09:08:38
مستوى الصحة: 92% الأهمية: 85%

الكشف عن سر قرار مبابي الانتقال لريال مدريد

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-02-05 09:09:02
مستوى الصحة: 75% الأهمية: 97%

حكومة هونغ كونغ تتدخل في أزمة ميسي

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-02-05 09:09:00
مستوى الصحة: 84% الأهمية: 86%

رسالة أمريكية خاطئة

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-02-05 09:09:08
مستوى الصحة: 79% الأهمية: 96%

دمشق: السوريون سيؤدون الحج اعتبارا من هذا العام انطلاقا من سوريا

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-02-05 09:08:56
مستوى الصحة: 89% الأهمية: 90%

إستونيا تطالب المفوضية الأوروبية بتشديد الرقابة على "تلغرام"

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-02-05 09:08:30
مستوى الصحة: 90% الأهمية: 93%

في أول زيارة له.. رئيس مجلس الأمن القومي الإيراني يصل إلى بغداد

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-02-05 09:08:40
مستوى الصحة: 92% الأهمية: 91%

تحميل تطبيق المنصة العربية