يحيى البرمكي
يحيى بن خالد البرمكي (737 - 806) كان محرر هارون الرشيد قبل حتى يلي الخلافة، ثم أصبح وزيره بعد حتى تولاها، وأصبح هووأولاده الفضل وجعفر من علية القوم في الخلافة الرشيدية.
صفاته
كان أشهر رجال عصره فهماً وأدباً وفضلاً وجوداً ونبلاً. من رجال الدهر حزما ورأيا وسياسة وعقلاً، حذقا بالتصرف، كان الرشيد يعتبره أباه بعد المهدي لشدة تعلقه به.
نشأته
كان في الثانية عشرة من عمره حين قامت الدولة العباسية، فتربى في ظلها، وضمه الخليفة المنصور بعطفه فولاه أذربيجان عام 158هـ واختاره المهدي محرراً ونائباً لابنه هارون، فخرج معه في الصائفة لغزوالبيزنطيين.
الكتابة
لما تولى الرشيد بلاد المغرب، ساعده يحيى على النهوض بأعبائها، وأخلص له الإخلاص كله. ولما أراد الهادي حتى يخلع أخاه الرشيد من ولاية العهد، نصحه بالعدول عن ذلك، ولذلك عينه الرشيد وزيراً بعد توليه خلافة الدولة واستعان بأولاده الفضل وجعفر وموسى ومحمد.
الوزارة
نهض يحيى بأعباء الدولة أتم نهوض وسد الثغور، وتدارك الخلل، وجبي الأموال، وعمَّر الأطراف، وأظهر رونق الخلافة، وتصدى لمهمات المملكة. وكان محرراً بليغاً
مما ورد عنه
نطق الأصمعي:
رسالة خطها إلى الرشيد يستجدي فيها عطفه ورحمته به وابناءه بينما كانوا في السجن:
|
||
قل للخليفة ذي الصنيعـ | ـة والعطايا الفاشية | |
وابن الخلائف من قريـ | ـش والملوك العالية | |
إن البرامكة الذيـ | ـن رموا لديك بداهية | |
صفر الوجوه عليهم | خلع المذلّة بادية | |
عمتهم لك سخطة | لم تبق منهم باقية | |
فكأنهم مما بهم | أعجاز نخل خاوية | |
بعد الإمارة والوزا | رة والأمور السامية | |
ومنازل كانت لهم | فوق المنازل عالية | |
أضحوا وجلّ مناهم | منك الرضا والعافية | |
يا من يريد لي الردى | يكفيك مني ما بيه | |
يكفيك ما أبصرت من | ذلي وذل مكانيه | |
وبكاء فاطمة الكئيـ | ـبة والمدامع جارية | |
ومنطقها بتَوجُّع | يا سوأتي وشقائيه | |
من لي وقد غضب الزمان | على جميع رجاليه | |
يا لهف نفسي لهفها | ما للزمان وما ليه | |
ياعطفة الملك الرضا | عودي علينا ثانيه |
وقد حاول يحيى استعطاف الرشيد مجدداً، فأوفد رسالة عن طريق ابنه الأمين، الذي أعطاها أمه زبيدة، وقد اتى فيها:
|
||
يا ملاذي وعصمتي وعمادي | ومجيري من الخطوب الشداد | |
بك قام الراتى في جميع قلب | زاد فيه البلاء جميع مزاد | |
إنما أنت نعمة أعقبتها | أنعم نفعها لكل العباد | |
وعد مولاك أتممتة فأبهى الد | ر ما زين حسنه بانعقاد | |
ما أظلت سحائب اليأس إلا | خلت في كشفها عليك اعتمادي | |
إن تراخت بداك عنى فواقا | أكلتنى الايام أكل الجراد |
وقد أعطتها الرشيد وهوفي موضع لذته، فقرأها الرشيد ووقّع في أسفلها:
ورمى بالرسالة إلى زبيدة، فلما رأت توقيعه فهمت أنه لا يرجع عنه.
مما قيل فيه
نطق الأصمعي عن شرك البرامكة:
|
||
إذا ذُكِر الشرك في مجلس | أنارت وجوه بني برمكِ | |
وإن تليت عندهم آية | أتوا بالأحاديث على مزدكِ |
وفاته
توفي في سجن الرقة سنة 190هـ وله من العمر 70 سنة.
المصادر
- ^ الخلافة العباسية ص259، عبد المنعم الهاشمي، دار ابن حزم - بيروت
- ^ سير أعلام النبلاء ج9 ص87، المضىي، مؤسسة الرسالة - بيروت
- ^ تاريخ الإسلام ج2، د. حسن إبراهيم حسن، دار النهضة - مصر
- ^ الفخري في الآداب السلطانية ص 179-180، ابن طبابا
- ^ الخلافة العباسية ص283-284، عبد المنعم الهاشمي، دار ابن حزم - بيروت
- ^ الخلافة العباسية ص281-282، عبد المنعم الهاشمي، دار ابن حزم - بيروت
- ^ عيون الأخبار ج1 ص50، ابن قتيبة