بهادر شاه الثاني
أبوظفر سراج الدین محمد بهادر شاه ظفر | |
---|---|
امبراطور الامبراطورية المغولية | |
العهد | 28 سبتمبر 1838 – 14 سبتمبر, 1857 |
سبقه | امبراطور مغل أكبر شاه الثاني |
تبعه |
سلطنة المغول ألغاها البريطانيون قائمة أنجاله 22 ابناً منهم ميرزا مغل ميرزا خضر سلطان جوان بخت جمشيد بخت ميرزا قريش ميرزا فتح الملك بهادر (المعروف باسم ميرزا فخرو) ميرزا شاه عباس عدد غير معروف من البنات يضم ربيعة بگوم بگوم فاطمة سلطان رونق الزمان بگوم (محتمل الابنة الكبرى) كلثوم الزمان بجوم |
Burial |
7 نوفمبر, 1862
بهادور شاه ظفر درگه، رانگون، بورما
|
Consort | بگوم زينة محل |
Wives |
|
الأسرة المالكة | مغول الهند |
الأب | الامبراطور المغولي أكبر شاه الثاني |
الأم | لالباي |
المهنة | شاعر بالاوردو |
'أبوالظفر سِراجُ الْدین محمد بُهادر شاه ظفر ), ويُعهد كذلك باسم بهادر شاه أوبُهادر شاه الثاني (دوم) (24 اكتوبر 1775 -سبعة نوفمبر 1862) كان آخر أباطرة مغول الهند. وكان ابن أكبر شاه الثاني من زوجته الهندوسية لالباي. وقد أصبح امبراطوراً عند وفاة والده في 28 سبتمبر, 1838.
ظفر خط أشعاره الاوردية بالاسم المستعار (تخلـُّص).
استقر الحكم الإسلامي في الهند ورسخت أقدامه وقامت له دولة منذ حتى بدأ السلطان المجاهد "محمود الغزنوي فتوحاته العظيمة في الهند سنة (392هـ = 1001م)، وامتد لأكثر من ثمانية قرون، تعاقبت في أثنائها الدول والأسر الحاكمة، ونعم الناس بالأمن والسلام، والعدل والمساواة، وازدهرت الحضارة على النحوالذي لا تزال آثارها الباقية في الهند تخطف الأبصار وتبهر العقول والألباب.
كانت إمبراطورية المغول في الهند آخر دولة حكمت الهند، ودام سلطانها نحوثلاثة قرون، منذ حتى أسسها ظهير الدين بابر في النصف الأول من القرن العاشر الهجري.
وتوالى على حكمها عدد من السلاطين العظام يأتي في مقدمتهم: السلطان "جلال الدين أكبر" الذي نهض بالدولة نهضة عظيمة، ونجح في تنظيم حكومة أجمع المؤرخون على دقتها وقوتها. والسلطان "شاه جهان" الذي اشتهر ببنائه مقبرة "تاج محل" لزوجته "ممتاز محل" وهي تُعد من روائع الفن المعماري، ومن عجائب الدنيا المعروفة. والسلطان "أورنگ زيب" الذي تمسك بالسنة وأشرف على الموسوعة المعروفة بالفتاوى الهندية أوالعالمكيرية، نسبة إلى "[[عالمگير"، وهواسم اشتهر به في الهند.
ثم أتى حين من الدهر ضعفت فيه الدولة بعد قوة، وانصرف رجالها إلى الاهتمام بمصالحهم الخاصة، وإيثار أنفسهم بالكنوز التي حصلوا عليها في فتوحاتهم، وانتهز "نادر شاه" الفارسي فرصة تردي الدولة المغولية في الهند، فزحف عليها سنة (1153هـ = 1740م)، وأحدث بدلهي عاصمة الدولة الدمار والخراب، وأعمل السيف في أهلها، ورجع إلى بلاده محملاً بغنائم هائلة.
وساعدت هذه الأوضاع حتى يزحف الإنجليز للسيطرة على الهند بسياستهم الماكرة وبأسلوبهم المخادع تحت ستار شركة الهند الشرقية البريطانية، وانتهى الحال بأن ولج الإنجليز "دلهي" في مستهل القرن التاسع عشر الميلادي، وبسطوا سلطانهم في البنجاب، وتطلعوا إلى احتلال بلاد الأفغان لكن فاجأتهم شجاعة أهلها وبسالتهم فرجعوا عن هذا المخطط يائسين.
وقد فقد المسلمون في الفترة التي استولى فيها الإنجليز على الهند ما كانوا يتمتعون به من سلطان ونفوذ، وإمساك بمنطقيد الأمور، واحتكام إلى الشرع الحنيف في جميع الأمور، ولم يكن لسلاطين دلهي من الحكم شيء، وتمادى الإنجليز في طغيانهم، فعمدوا إلى تغيير الطابع الإسلامي لبعض المناطق الهندية ذات الأهمية الكبيرة، وإلى محاربة التعليم الإسلامي والاستيلاء على الأوقاف الإسلامية، وأذكوا نار العداوة بين المسلمين والطوائف الأخرى.
ولاية السلطان بهادر شاه
في ظل هذه الأجواء المتردية تولى بهادر شاه الثاني" الحكم في الهند سنة (01254هـ = 1838م)، خلفًا لأبيه السطلان "محمد أكبر شاه الثاني"، وكان الإنجليز في عهده قد أحكموا سيطرتهم على البلاد، وفرضوا نفوذهم على سلاطين الهند، الذين كانوا يتقاضون رواتب مالية منهم، وغدوا كأنهم موظفون لديهم، وبلغ من تعنتهم ومدى نفوذهم أنهم كانوا يتحكمون فيمن يدخل "دلهي" ومن يخرج منها.
ولم يكن عهد "بهادر شاه الثاني" أحسن حالاً من عهد أبيه، فسياسة الإنجليز لا تزال قائمة على جعل أعمال الحكومة في أيديهم، في حين يبقى الحكم باسم السلطان المسلم، ويذكر اسمه في المساجد، وتضرب النقود باسمه، وكان هذا منهم عملاً خبيثًا يفرقون به بين الحكم وبين الملك، الذي عد رمزًا للحكم الإسلامي، ويحكمون هم باسمه باعتبارهم نائبين عنه، وقد فطن الفهماء المسلمون في الهند لهذا العمل المخادع فعارضوا هذه السياسة وقاموا في وجهها، ونطقوا: "لا يتصور حتىقد يكون هناك ملك إسلامي بدون حكم إلا إذا تصورنا الشمس بدون ضوء"، وأعربوا حين صار هذا الوضع سائدًا في الهند أنها أصبحت دار حرب، وعلى المسلمين حتى يهبوا للجهاد ضد الإنجليز حتى يردوا الحكم إلى أهله.
وحتى هذا الوضع الشائن للحكام المسلمين لم يستمر طويلاً فقد أعرب الإنجليز أنهم في طريقهم للقضاء عليه، فوَّجهوا إنذارًا إلى "بهادر شاه الثاني" الذي كان أسير القلعة الحمراء التي يسكنها في "دلهي" بلا نفوذ أوسلطان – أنه آخر ملك يسكن القلعة، وأنها ستصبح ثكنة عسكرية، وأن المخصصات التي يأخذها منهم ستنبتر بعد وفاته، وكان هذا يعني القضاء على دولة المغول في الهند، وكان لهذا الخبر سقط الصاعقة على الشعب المسلم في الهند.
اشتعال الثورة في الهند
كان هناك سخط عام في الهند على وجود الإنجليز الذين ينهبون خيراتها ويمارسون سياسة متعسفة وظالمة ضد المسلمين، وكانت النفوس تموج بالغضب وتمور بالثورة والغليان، تنتظر الفرصة المناسبة والقائد الذي يمكن حتى تلتف حوله، وتجاهد تحت رايته، وكان شمال الهند أكثر المناطق استعدادًا للثورة، حيث يكثر المسلمون، وتطغى سياسة الإنجليز الباطشة والمستهزئة بعقائد المسلمين وعباداتهم.
مقدمات الثورة
هناك إجماع على حتى الجنود المسلمين والهندوس في الجيش البريطاني المعسكر في ثكناته في "ميرت" التي تقع شمال دلهي بنحو90 كيلومترًا – هم الذين بدءوا الثورة وأزكوا نارها، وكان تعنت الضباط الإنجليز واستهتارهم بعقائد الجنود وراء ثورتهم وغضبتهم، بعد حتى أرغموهم على بتر الدهن المتجمد الذي يُستخدم في تشحيم البنادق بأسنانهم، وكان هذا الشحم مركبًا من دهون الخنازير والبقر، فتذمر الجنود من ذلك باعتبار حتى البقر محرم أكله على الهندوس تحريم الخنزير عند المسلمين، غير حتى هذا التذمر زاد الضباط الإنجليز تماديًا وغرورًا فعاقبوا المتذمرين، ولم يلبث حتى هب زملاؤهم بثورة عارمة في المعسكر، غضبًا لعزتهم وكرامتهم في (26 رمضان 1274هـ = 11 مايو1858م)، وانقضّوا على ضباطهم الإنجليز وقتلوهم، وانطلقوا إلى "دلهي" معلنين الثورة، وسرعان ما انتشر لهيبها حتى عم دلهي وما حولها.
بهادر شاه قائد الثورة
نادى فهماء المسلمين إلى اجتماع في المسجد الجامع بدلهي، وأعربوا فتوى بإعلان الجهاد وقَّعها كثير من الفهماء البارزين، وكان لها أثر عظيم في تأييد الثورة واجتماع الناس للبذل والجهاد، واتحد الثائرون من المسلمين والهندوس، واختاروا بهادر شاه قائدًا عامًا للثورة، وفي ذلك إشارة إلى رضى الجميع عن الحكم الوطني المغولي.
قامت الثورة في دلهي دون تخطيط دقيق مسبق، وافتقدت إلى القيادة الواعية التي تستطيع حتى تتحكم في حركة الثورة، ولم يكن بهادر شاه يصلح لهذا الدور لكبر سنه، واستطاع الإنجليز حتى يعيدوا تنظيم أنفسهم، وتجميع قوات هندية من الأمراء الموالين في بعض مناطق الهند، وانضم إليهم "السيخ" وكانوا يكنون عداء شديدًا للمسلمين، الأمر الذي ساعدهم على مقاومة الثورة والقضاء عليها في دلهي والمناطق الأخرى التي اشتعلت بها في (28 من المحرم 1274هـ = 19 من سبتمبر 1857م).
وحشية المحتل الإنجليزي
بعد فشل الثورة قام الإنجليز بالقبض على بهادر شاه وأهل بيته أسرى، وساقوهم مقيدين في ذلة وهوان، وفي الطريق أطلق أحد الضباط الرصاص من بندقيته على أبناء الملك وأحفاده، فقتل ثلاثة منهم، وبتروا رؤوسهم.
ولم يكتف الإنجليز بسلوكهم المنحط بالتمثيل بالجثث، بل فاجئوا الملك وهوفي محبسه بما لا يخطر على بال أحد خسة وخزيًا، فعندما قدموا الطعام للملك في سجنه، وضعوا رؤوس الثلاثة في إناء وغطّوه، وجعلوه على المائدة، فلما أقبل على تناول الطعام وكشف الغطاء عثر رؤوس أبنائه الثلاثة وقد غطيت وجوههم بالدم.
لكن طبيعة الأنفة والكبرياء سمت فوق الحدث وفوق الحزن والجزع، فنطق في ثبات وهوينظر إلى من حوله: "إن أولاد تيمور البواسل يأتون هكذا إلى آبائهم محمرة وجوهم"، كناية عن الظفر والفوز في اللغة الأوردية.
محاكمة بهادر شاه
بدأ الإنجليز بعد القبض على "بهادر شاه في محاكمته محاكمة صورية في "دلهي" في (10 من جمادى الآخرة 1274 هـ = 26 من يناير 1858م)، واتهموه بأنه تعاون مع الثورة هووابنه "ميرزا مغل" ضد الإنجليز، وأنه أمر وشارك في اغتال الإنجليز رجالاً ونساء وأطفالاً، وكانت تهمة كاذبة، والثابت أنه حين تولى قيادة الثورة كانت أوامره صريحة بعدم الاعتداء على الإنجليز من غير المحاربين منهم.
وبعد جلسات المحاكمة أصدر القضاة حكمهم بالإعدام، ثم خفف الحكم إلى النفي إلى مدينة "رانكون" عاصمة بورما، وتم تطبيق النفي في يوم الخميس الموافق (9 من ربيع الأول 1275هـ = 17 من أكتوبر 1858م)، ورحل هووأسرته وبعض أفراد حاشيته إلى بورما وخصصوا له مكانًا لمحبسه، ولزوجه وأولاده مكانًا آخر، وخضع الجميع لحراسة مشددة، وبنفيه سقطت دولة المغول الإسلامية في الهند، وطويت آخر صفحة من صفحات الحكم الإسلامي في الهند الذي ظل شامخًا أكثر من ثمانية قرون، ثم أقدم الإنجليز على تأكيد مخططاتهم وما كانوا يحاولون ستره بأشكال مختلفة، فقد أصدرت الملكة فكتوريا في (23 من ربيع الأول 1275هـ = 1 من نوفمبر 1858م) بنقل حكم الهند من يد شركة الهند الشرقية البريطانية إلى الحكومة البريطانية، وبذلك دخلت الهند رسميًا ضمن مستعمرات التاج البريطاني، وظلت كذلك حتى اضطر الإنجليز للجلاء عنها في سنة (1367هـ = 1947م)
وفاة بهادر شاه
ظل بهادر شاه في محبسه حتى وافته المنية في عصر يوم الجمعة الموافق (14 من جمادى الأولى 1279هـ =سبعة من نوفمبر 1862) وقد بلغ من العمر 89 سنة، قضى منها أربع سنوات في منفاه، وكان بهادر شاه شاعرًا مجيد، وفاضت قريحته أسى وحزنًا على ما وصل إليه، وما آلت دولته، يعيش سجينًا وحيدًا، لا يزوره أحد، ومن شعره الذي يصور مأساته قوله:
يا رسول الله ما كانت أمنيتي إلا حتىقد يكون بيتي في المدينة بجوارك
ولكنه أصبح في رنكون وبقيت أمنيات في صدري
يا رسول الله.. كانت أمنيتي حتى أمرغ عيني في تراب أعتابك
ولكن هأنذا أتمرغ في تراب رنكون
وبدلاً من حتى أشرب من ماء زمزم، بقيت هنا أشرب الدموع الدامية
فهل تنجدني يا رسول الله. ولم يبق من حياتي إلا عدة أيام
مصادر
- أحمد محمود الساعاتي – تاريخ المسلمين في شبه القارة الهندية وحضارتهم – مخطة الآداب – القاهرة – 1957 – 1959م.
- عبد المنعم النمر – تاريخ الإسلام في الهند – المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر - بيروت – 1401هـ = 1981م.
- عبد العزيز سليمان نوار – الشعوب الإسلامية – دار النهضة العربية – بيوت – 1973م.
- ول ديورانت – سيرة الحضارة (الهند وجيرانها) – ترجمة زكي نجيب محمود – القاهرة – 1968م.
المصادر
وصلات خارجية
- Bahadur Shah Zafar at Kavita Kosh
- BBC Report on Bahadur Shah's possible descendants in Hyderabad
- An article on Bahadur Shah's descendants in Delhi and Hyderabad
- Another article on Bahadur Shah's descendants in Hyderabad
- An article on Bahadur Shah's descendants in Kolkata
- Extracts from a book on Bahadur Shah Zafar, with details of exile and family
- Links to further websites on Bahadur Shah Zafar
- Poetry on urdupoetry.com
- Extract of talk by Zafar's biographer William Dalrymple (British Library)
سبقه أكبر شاه الثاني |
امبراطور مغولي 1837-1858 |
تبعه زوال الامبراطورية المغولية |