جغرافيا إيطاليا

عودة للموسوعة

جغرافيا إيطاليا

خريطة إيطاليا

جمهورية إيطاليا (Republica Italiana) دولة أوربية، تقع في القسم الأوسط الجنوبي من القارة الأوربية، وتَشْغَلُ امتداداً أولساناً قارياً يمتد جنوباً بين البحر التيراني والبحر الأدرياتي من البحر المتوسط، ويمتد شمالاً في اتجاه عمق القارة الأوربية. أما مسقط إيطالية فلكياً فينحصر بين خطي عرض 36 درجة و45دقيقة و47 درجة شمالاً وبين خطي الطول 4درجات و40دقيقة و18درجة و15دقيقة شرقاً. بلغ عدد سكان إيطالية في عام 1984 نحو56.950.000 مليون نسمة وبلغ 57.380.000 نسمة عام 1996. أما المساحة فتبلغ 301323 كم2. وفي إقليم مدينة رومة تقع دولة الفاتيكان، وهي مقر الكرسي البابوي.

وصف أدبي

ليتصور القارئ في خياله صورة ضياع ساكنة في أودية الجبال، ومروج فسيحة على منحدراتها، وبحيرات معلقة في وهاد التلال، وحقول خضراء أوصفراء تمتد إلى شُطئان البحار الزرقاء، وقرى وبلدان يخيم عليها السكون والخمول حين تسطع عليها شمس الظهيرة، فإذا مالت نحوالمغيب انتعشت وسرت فيها الحياة، ومدن تحيط بها الأتربة والأقذار ولكن جميع ما فيها جميل من أصغر الأكواخ إلى أفخم الكنائس الكبرى- لقد كانت هذه هي صورة إيطاليا منذ ألفي عام، ولا تزال هي صورتها في هذه الأيام. وقد تحدث پلني الأكبر عن بلاده(1) فنطق عنها: "ليس على ظهر الأرض أوتحت قبة السماء بلاد تماثلها في جمالها وروعة مناظرها". وأنشد فيها فرجيل يقول: "هنا الربيع الدائم والصيف حتى في غير أشهره. هنا تلد الأنعام مرتين في العام، وتثمر الأشجار مرتين(2)". ولقد كانت أشجار الورد في بيستم Paestum تزهر في السنة مرتين، وكانت في شمال البلاد سهول خصبة كثيرة كسهول مانتوا Mantua "يَطعم التُّم من مجاريها المعشوشبة (3)". وتمتد في شبه الجزيرة العظيمة سلسلة جبال الأبنين امتداد العمود الفقري في جسم الإنسان، فيتقي بها شاطئ البلاد الغربي الرياح الشمالية الشرقية الباردة، وتنبع منها أنهار تروي الأرض بمائها وتنحدر مسرعة لتصبه في خلجان البحر ذات المنظر الخلاب. وتقوم جبال الألب في الشمال لتصد عن البلاد المغيرين، أما في سائر أطراف البلاد فإن أمواج البحر الصاخبة تتلاطم بشطئان كثير منها وعر قائم قاسي المرتقى. لقد كانت هذه البلاد في تاريخها القديم خليقة بأن تجزي أهلها المجدين خير الجزاء وأوفاه، وكانت ذات مسقط حربي هام في حوض البحر الأبيض المتوسط يمكنها من السيطرة على العالم القديم.

وكانت جبالها مصدر كوارثها كما كانت مصدر جمالها وروعتها، ذلك حتى الزلازل والثورات البركانية كانت من حين إلى حين تبتلع جهود الأجيال المتعددة وتطمرها في أطباق الرماد أوتحرقها بحمم البراكين؛ ولكن الموت كان في هذه البلاد، كما هوفي معظم بلاد العالم، مصدرًا للحياة ونعمة من أنعمها. ذلم حتى الحمم المختلطة بالمواد العضوية كانت موردًا لإخصاب التربة لا ينضب له على مدى الأيام معين(4). لقد كانت بعض الأرضين منحدرة وعرة لا تصلح للزراعة، وكان بعضها الآخر مناقع تنتشر منها حمى الملاريا؛ ولكن الكثير منها قد بلغ من خصب التربة ما جعل پوليبيوس Polybius يعجب من وفرة الطعام وقلة ثمنه في إيطاليا القديمة(5)، ويقول إذا في وسع الإنسان حتى يدرك مقدار ما تخرجه من الغلات ونوعها حين يشاهد نشاط أهلها وقوتهم وشجاعتهم. ويظن ڤيتوريوألفييري Vittorio Alfieri حتى "الشجرة- الآدمية" تنتعش في إيطاليا خيرًا مما تنتعش في سائر بلاد العالم(6). بل حتى الطالب الهياب في هذه الأيام نفسها ليعتريه بعض الوجل من قوة مشاعر ذلك الشعب المدهش الخلاب- من عضلاته المفتولة، ومن سرعة حبه وغضبه، ومن عيونه الكتومة أوالبراقة الملتهبة؛ وإن الكبرياء والحميا اللذين كانا منشأ عظمة إيطاليا، واللذين بترا أوصالها في أيام ماريوس Marius وقيصر Caesar وفي عصر النهضة الأوربية، لا يزالان يجريان حتى الآن في الدم الإيطالي في انتظار قضية عادلة أوحجة طلية. والرجال كلهم إلا القليل النادر منهم مكتملوالرجولة وسيموالخلق، والنساء كلهن تقريباً حسان، يمتزن بالقوة والشجاعة. وهل في العالم بلاد أنجبت من العباقرة مثل ما أنجبت الأمهات الإيطاليات طوال الثلاثين قرنًا التي يضمها تاريخ تلك البلاد،يا ترى؟ وهل في العالم بلاد غير إيطاليا كانت رحى التاريخ- في نظم الحكم أولاً ثم في الدين، ثم في الفن،يا ترى؟ لقد ظلت روما مدى سبعة عشر قرنًا- من كاتوالرقيب Cato Censor إلى ميكل أنجلومركز العالم الغربي.


الأوضاع الجغرافية الطبيعية

إيطالية شبه جزيرة تمتد داخل البحر المتوسط جنوب أوربة. وتعلوفوق أغلب أراضي إيطالية سلسلتان من الجبال هما سلسلة جبال الألب في الشمال، وسلسلة جبال الأبنين، التي تمتد من الشمال الغربي نحوالجنوب الشرقي تشطر شبه الجزيرة إلى شطرين.

التضاريس

وتنقسم الأراضي الإيطالية إلى ست مناطق تضريسية: أ ـ جبال الألب: تستأثر إيطالية بالقسم الأعظم من سلاسل جبال الألب، وأمّا القسم الآخر فيكوّن أجزاء تضريسية متميزة لكثير من الدول الأوربية. وتمتد جبال الألب من الشرق إلى الغرب لأكثر من 1000 كم، أما سفوحها فشديدة الانحدار قليلة المسالك الطبيعية التي تفصل بين القمم عادةً، ففي الغرب، تُكوّن جبال بيمونت الألبية المحصورة بين ممر التار وممر سيمبلون سفوحاً منضّدة تتوسط أجزاءها العلوية قمم جبلية تحوي جليديات مثل قمة مون فيسور ومون بلان ومون روز.

وباستثناء وادي أوستيه، فإن جميع الأودية التي تهبط من هذه السلاسل الجبلية تتصف بقصر مجاريها الطولانية، كما حتى انحداراتها أعنف بكثير من انحدارات الأودية التي تهبط نحوالسفوح الألبية الفرنسية.

أما في الوسط، فإن سلاسل لومباردية الألبية التي تمتد حتى وادي أديج تحوي أيضاً كتلاً جبلية شاهقة تصل إلى نحو4052م في قمة بيرنينا، إضافة إلى أنطقيم مطلع الألب الكلسية المشهورة التي حززتها أوثلمتها عوامل الحت الجليدي الرباعي، مما تسبب في تكون حفر طويلة وعميقة أومنخفضات ذوات أصول كلسية تشغلها حالياً سبع بحيرات مائية. وأكبر هذه البحيرات بحيرة ماجوري، وبحيرة لوگانو، وبحيرة كومو، وبحيرة گاردا. أما إلى الشرق فإن جبال الألب الفينيسية (نسبة إلى فينيسية أي البندقية) التي تربط إيطالية بألمانية، هي قليلة الارتفاع نسبياً، مجزّأة، ضعيفة الترابط فيما بينها، كثيرة الأحراج البرية وتسود فيها الصخور الكلسية التي تغطي السفوح وتصعد حتى الأجزاء المرتفعة إلى نحو3342م في قمة مارسولا المشهورة بجروفها الصخرية ـ المخربة.

ب ـ سهل البو: يشغل سهل البواليوم المساحات نفسها التي كان يشغلها سابقاً خليج بحري ثلاثي ـ رباعي، وهي مملوءة بردميات وأنقاض منقولة من جبال الألب وجبال الأبنين. وتكثر في السهل المصبات أوالنهايات الدنيا للأودية الألبية الرئيسية، وركام وحجارة مجروفة بعمل نشاط جليدي سابق، ومصاطب حصوية قديمة تغطي تربة خصبة جداً. وفي المواقع التي تتقاطع أوتلتحم عندها الطبقات العليا والطبقات السفلى من هذه المصاطب تنبجس سلسلة من الينابيع على امتداد هذه المصاطب، وتستخدم للري والأعمال الزراعية المتنوعة.

ج ـ سلاسل جبال الأبنين: تتكوَّن صخور هذه الجبال من أصول مختلفة، وهي نتاج حركات بنائية ـ تكتونية ـ حديثة نسبياً مقارنة مع الحركات البنائية التي كوّنت جبال الألب. وتحتل هذه السلاسل مساحات واسعة في واحدة من أكبر الأنطقيم المضطربة، التي شهدت حركات وهزات أرضية عنيفة وانفجارات بركانية، وما تزال مهيأة لذلك. ويتصف الجزء الشمالي من هذه الجبال بكونه جبالاً متوسطة الارتفاع وذات قمم جبلية ملساء إلى حد ما، وذات سفوح مخددة مملوءة بالأنقاض والمجروفات. وتنطبق هذه الحالة على جبال الأبنين التي تطل على خليج جنوة وجبال الأبنين التوسكانية. أما جبال الأبنين الوسطى (سلاسل الأبنين الأمبرية والأبنين الأبروزية) التي تشرف على الساحل الأدرياتي فتتصف باستمراريتها، وقد تنبتر بعمل شريط من التلال الصلصالية ـ الرملية.

د ـ سهول شبه الجزيرة وتلالها: بالنظر إلى مسقط إيطالية الجغرافي الذي تسبب في تنوع التضاريس، فإن من النادر وجود سهول مستوية تمتد على مساحات واسعة، ولذلك فإن السهول هنا تعني مجموعة من الهضاب القليلة الارتفاع والممرات الطبيعية والسهول القدمية أوالأحواض المغلقة.

إن السهول الحقيقية في إيطالية هي التي توجد اليوم على المساحة نفسها من الأراضي التي كانت تشغلها في الحقب الجيولوجي الرابع هضاب الأنهار الساحلية مثل أرنوArno، والتيبر Tiber، وسيل Cele، أوبحيرات داخلية رباعية مثل ڤرزيليا Versilia، ومارمـّا Maremma.

هـ ـ الجزر: إذا التداخل الكبير بين البحر والبر ومايتبعه من جزر هومن الخصائص المهمة لإيطالية، فمساحة جزيرتي سردينية وصقلية وحدهما تبلغ 16% من مساحة إيطالية. وجزيرة سردينية كتلة هرسينية قديمة متفككة ومحصورة بين هضبتين كارستييتين هما: هضبة برباجيا Barbagia التي ترتفع إلى 1834م في قمة جنارجنتوGennargentu، وهضبة إگلزينتى Iglesiente الانهدامية. وفي الجزء الشمالي من سردينية تظهر أشكال تضاريس بركانية قديمة. أما جزيرة صقلية فإن ملامحها التضريسية إفريقيَّة أكثر مما هي أوربيّة وتتماشى شواطئها الشمالية على امتداد سلاسل جبال مادوني، وعلى سفوحها الجنوبية تظهر التلال الغضارية المنضّدة، أما في الشرق فيظهر بركان إتنا Etna الناشط.

وـ الشواطئ: لإيطالية شواطئ بحرية طويلة، ولها الكثير من القابلات البحرية. تصل أطوالها إلى 6430كم. ولهذه الشواطئ مظاهر تضريسية مختلفة ومتعددة وخاصة الأشكال التضريسية البحرية المغمورة التي تشكلت بعمل عوامل الغمر البحري إبان العصر الجليدي، وإضافة إلى ذلك فإن الشواطئ الصخرية قد تفككت وكوّنت الكثير من الموانئ الطبيعية ذات الشروط الملائمة مثل ليگوريا Liguria، وأمالفي Amalfi، أما الشواطئ المستقيمة، فهي التي تطل على البحر الأدرياتي.

المناخ

Köppen climate classification types of Italy

مع طول الشواطئ الإيطالية وإشرافها على البحار بقابلات متعدّدة، فإن الشمال الإيطالي يكاد لايستفيد من التأثيرات المناخية البحرية الرطبة. فالجزء الشمالي من إيطالية يقع تحت تأثيرات مناخية قارية، فسهل البومثلاً يتأثر بشدة بالرياح القطبية الباردة في الشتاء ويكون معرّضاً في الصيف لتأثير كتل هوائية أطلسية حارة ورطبة. وفي الوقت نفسه من السنة تكون البندقية أكثر برودة من لندن وأكثر حرارة من الدار البيضاء. لذلك فإن النظام المناخي المعقد لسهل البوالذي يتصف بأمطاره المبكرة وغزارة الهطل في الخريف وقصر فصل الشتاء، يمكن عدّه نموذجاً للتباين المناخي الكبير الذي يعم الجزء الشمالي من إيطالية.

أما شبه الجزيرة ومايتبعها من جزر فإنها تقع ضمن نطاق المناخ شبه المداري (فوق المداري) إذ يظهر تأثير الرياح الصحراوية في أحيان كثيرة. ولذلك فإن الصيفقد يكون حاراً والشتاء مشمساً جافاً، وباللقاء فإن تأثير الرياح الأطلسية يؤدي إلى ظهور طقس غير مستقر، يتصف بحرارة معتدلة وترافقه أمطار غزيرة ومناخ مُتقلّب يختلف من سنة إلى أخرى، وخاصة في أوقات هبوب الرياح. أما المناخ المتوسطي فلا يظهر بخصائصه المتميزة إلا في أنطقيم قليلة جداً وعلى الأخص في ليغورية، وجزيرة صقلية وفي كلابرية Calabria. وعموماً فإن التناقض المناخيقد يكون واضحاً جداً في هذه البلاد، إذقد يكون الشتاء دافئاً جافاً في الجنوب، وبارداً جداً على سواحل الأدرياتي، وعاصفاً في سلاسل الأبنين وجبال الألب.


الأنطقيم الطبيعية والتقسيمات الإدارية

تقسم إيطالية وفق التقسيمات الإدارية المتطابقة إلى حد كبير مع الأوضاع الطبيعية إلى 20 محافظة تضم95 مقاطعة، وتدخل هذه الوحدات الإدارية ضمن ثلاث وحدات أوثلاثة أنطقيم جغرافية أساسية هي:

1 ـ إقليم الشمال والشمال الغربي: ويضم محافظات لومباردية Lombardia وبيمونت Piemonte وفالي د.أوستة Valle D.Aosta وليغورية ويتبعها 20 مقاطعة أخرى تتوضع في الجزء الشمالي الغربي والمثلث الصناعي البالغة مساحته نحو58000كم2 ويساوي خمس مساحة البلاد، ويضم نحو30% من مجموع سكان إيطالية ولكنه يسهم بنحونصف الإنتاج القومي. 2 ـ إقليم الوسط والشمال الشرقي: يضم هذا الجزء نحو37 مقاطعة وثماني محافظات منها: لاتيوم العليا Latium وأومبرية Umbria، ومارش Marche، وتوسكانة Toscana، واميلية روماغنا Emilia Romagna. تبلغ مساحتها نحو115,000كم2 وتحوي نحو35% من مجموع السكان.

تعد الوحدات الواقعة في أقصى شمالي إيطالية وشرقيها متخلفة اقتصادياً وغير نامية ومستوى ولج الفرد فيها أقل بكثير من مستوى ولج الفرد في الشمال والمثلث الصناعي. أما تلك الواقعة في الوسط فلها خصائص مناطق البحر المتوسط والجنوب الإيطالي، وعهدت نمواً اقتصادياً وأصبحت مركزاً جاذباً للهجرة بفضل وجود العاصمة رومة فيها.

3 ـ جنوبي إيطالية والجزر التابعة له: يشغل هذا الجزء من البلاد نحو128,000 كم² ويحوي نحو35% من عموم السكان. يضم هذا الإقليم 35 مقاطعة وثماني محافظات منها لاتيوم الجنوبية Latium أوالمتوسطية وأبروزو، وكامپوباسوCampobasso وموليزه Molise، إضافة إلى جزيرتي صقلية Sicilia وسردينيا Sardinia.

النقاط القصوى في إيطاليا

خطوط الطول والعرض

  • أقصى نقطة شمالاً — Testa Gemella Occidentale/Westliches Zwillingsköpfl, Prettau (Predoi), جنوب التيرول عند
  • أقصى نقطة جنوباً — Punta Pesce Spada، لامپدوسا، صقلية عند (whole territory); Capo Spartivento, كلابريا عند (mainland)
  • أقصى نقطة غرباً — Rocca Bernauda, Bardonecchia، پيدمونت عند
  • أقصى نقطة شرقاً — Capo d'Otranto, اوترانتو، أپوليا عند


الارتفاع

  • الأعلى: مون بلان، Courmayeur (4807.5 م) عند
  • الأوطى: Le Contane, Jolanda di Savoia (-3.44m) عند
  • أعلى مستوطنة: Trepalle, ليڤينيو(2,209 م) عند

الأوضاع البشرية والسكانية

ينتمي سكان إيطالية من الناحية العرقية إلى ثلاثة مجموعات بشرية رئيسية هي:

  • شعوب البحر المتوسط وشبه الجزيرة الإيبيرية: وهم على العموم صغار الأجسام مستطيلوالرؤوس وبشرتهم سمراء قاتمة.
  • الألبيون: وهم ذووأجسام متوسطة الحجم قصيروالعنق والرأس وبشرتهم سمراء أيضاً.
  • الديناريون: وهم طوال الأعناق والرؤوس نسبياً ولهم بشرة سمراء أيضاً.

ومع حتى إيطالية عهدت الكثير من الاجتياحات البشرية المبكرة منذ عصور ماقبل التاريخ فإن بقايا الغزاة قليلة جداً، ومنهم الأقوام الشمالية الشقراء التي تعيش اليوم في سهل البووجزيرة صقلية، وكذلك أقوام البحر المتوسط الذين يعيشون اليوم في وسط إيطالية وجنوبيها. كان من الطبيعي حتى يؤدي هذا التباين العرقي المهم إلى تعدد في اللغات والثقافات مما يعدّ إحدى الخصائص المهمة التي تختص بها إيطالية، إذ يتحدث السكان اللغة الإيطالية وهي اللغة الرسمية للبلاد وإلى جانبها يتحدث سكان التيرول الجنوبي اللغة الألمانية، وسكان وادي أوستة اللغة الفرنسية والبروفنسية. ومجموعات أخرى تتحدث اللغة اللادينية Ladin (من اللغة الرومانية القديمة) بالإضافة إلى اللغة الرومانشية في التيرول الجنوبي واللغة السلوفينية في تريستة. ويعتنق نحو99% من السكان المسيحية على الممضى الكاثوليكي، أما الباقون فهم أقليات من الممضىين البروتستنتي والأرثوذكسي، وقليل من اليهود.

1ـ الخصائص الديمغرافية البارزة: تحاول إيطالية اليوم إيجاد حلول جذرية لواحدة من أكثر المشكلات الاجتماعية أهمية وهي مسألة النموالسكاني ومشكلة البطالة المتفاقمة. إذ وصل معدل نموالسكان مؤخراً إلى نحو0.2% (بين 1985-1996) وهي أعلى نسبة زيادة سكانية في دول أوربة، وعليه فإن سكان إيطالية يزدادون سنوياً نحوربع مليون نسمة طالما المحافظة على هذا المعدل من النمو. ووصلت نسبة البطالة لعام 1998 إلى 12.2%.

وهذه الخاصية الديمغرافية انعكست على فتوة السكان الذين ارتفع عددهم من 47.5 مليون نسمة في عام 1957 إلى نحو53 مليون نسمة في عام 1970، وإلى أكثر من 56.7 مليون نسمة عام 1991 وأكثر من 57.3 مليون نسمة عام 1996. أما فيما يخص توزع السكان بحسب فئات الأعمار الرئيسية فقد وصلت نسبة السكان الذين تقل أعمارهم عن 21 سنة إلى نحو33.6% من السكان، ونسبة فئة الأعمار المحصورة بين 22 و64 عاماً وصلت إلى نحو56.8% و9.6% للذين تزيد أعمارهم على 65 سنة.

2ـ هجرة واسعة نحوالخارج: إذا تحول إيطالية المفاجئ بعد الحرب الثانية إلى بلد صناعي يستخدم اليوم كلّ التقنيات الحديثة يستحق الوقفة عنده، ولكن لابد من الإشارة إلى حتى القطاع الصناعي الإيطالي الحديث لا يستوعب إلا نحو31.5% من مجموع الأيدي العاملة الإيطالية. لذلك فإن إيطالية أصبحت تشكّل مستونادىً بشرياً للأيدي العاملة العادية والمؤهلة يغذي جميع حاجات الدول الأوربية وبخاصة فرنسة، وألمانية، وبلجيكة، وسويسرة، إضافة إلى تغذية الكثير من مراكز الهجرة الدولية بموجات كبيرة من الهجرات القادمة من جميع بقعة من إيطالية نحوالولايات المتحدة الأمريكية، والبرازيل، وفنزويلة، والأرجنتين، وقد بلغ مجموعهم في تلك المهاجر مؤخراً نحوسبعة ملايين مهاجر.

3ـ الهجرات الداخلية ونموالمدن: إذا الهجرة وتحرك السكان وخاصة من الجنوب نحوالشمال، أي من المناطق الفقيرة نحوالغنية من أجل البحث عن مصادر رزق أخرى، ماتزال تحدث خللاً في الوسط السكاني وتُغيِّرُ بسرعة معالم التجمعات السكانية، وتزيد من عدد سكان المدن الكبيرة التي أصبحت تجتذب الكثيرين من الأرياف الذين يقيمون عادة في أكواخ من الصفيح أوالأخشاب في أحياء بؤس فقيرة معدومة الخدمات تتبعثر على مداخل المدن وأطرافها. إذا هذه الأفواج المتجهة من كلّ مكان نحوالشمال وخاصة من الجنوب الذي يساهم بنحومليوني مهاجر كان دافعها الأول هووجود فرص العمل في الشمال إثر التطور الصناعي المتنامي الذي عهدته إيطالية منذ بداية الستينات، ولكن تلك الهجرات أسهمت أيضاً إسهاماً غير مباشر في نموالمدن الإقليمية في ذلك المثلث الصناعي، وقد عهدت تلك المدن نمواً متسارعاً فارتفع عدد المدن التي يزيد سكانها على 100.000 نسمة إلى أكثر من 40 مدينة، ولكن نسبة النموكانت متفاوتة من مدينة إلى أخرى خاصة، في المدة من 1960ـ1970 إذ بلغت نسبة النموأشدها في مدينة تورينوحيث كان معدل النمو41.7%، ورومة 31%، وميلانو24%، ونابولي 16%.

اقتصاد إيطاليا

النشاط الزراعي

تعدُّ الزراعة المهنة الرئيسية لغالبية السكان، ويعمل فيها 6.8% من اليد العاملة لعام 1997، لكن القطاع الزراعي يعاني أزمات مهمة منها: الزيادة المفرطة في عدد الأيدي العاملة الزراعية لقاء الحصص الزراعية المحدودة، وتفتت الملكية. ومن ثم فإن مجمل هذه الأمور أدى إلى إنتاج زراعي مضطرب يعجز عن توفير حاجة الأسواق المحلية. ويسهم في الناتج الإجمالي لإيطالية بـ2.9% فقط لعام 1997.

1 ـ إنتاج زراعي كبير في الشمال: مع حتى الجزء الشمالي من إيطالية يتصف بصعوبة الشروط الطبيعية وصغر مساحة الأراضي الزراعية المنتجة التي لا تتجاوز 33% من المساحة الزراعية لإيطالية كلها، فإن هذا الجزء من البلاد يسهم بنحو50% من مجموع الإنتاج الزراعي في إيطالية، ويعدّ المردود فيه واحداً من أعلى المعدلات في كلّ أوربة. إن نجاح زراعة المصاطب الدنيا والسهول الفيضية والمغمورة بالطمي يعد من أكثر الأعمال حداثة، إذ يحتاج هذا النوع من الزراعة الكثير من الاستعدادات والتجهيزات الضرورية عادة، وتهيئتها وتوظيف الأموال اللازمة لذلك. أما المناطق الألبية فإنها تعهد أنواعاً كثيرة من الزراعات وتربية الماشية. حيث تسود في الأجزاء المرتفعة جداً زراعات مختلفة إلى جانب تربية الأبقار، أما إقليم مطلع جبال الألب الشرقية فيعدُّ واحداً من الأنطقيم المتخصصة في تربية الضأن والمعز والأبقار واستثمار منتجاتها وتصنيعها. وتنتشر في جبال الدولوميت الغابة الخشبية على مساحات واسعة جداً، في حين يهتم السكان بزراعة الحبوب والعنب، والأشجار المثمرة، أما في أطراف الجبال فإن السكان يهتمون بشجرة الكستناء إضافة إلى زراعة الذرة والعنب وتربية الأبقار.

وتنتشر على المصاطب العليا من سهل البوحقول الذرة والأشجار المثمرة، وخاصة شجرة التوت، التي تغطي مساحات واسعة. أما في أقدام الجبال أوالسفوح الدنيا لجبال الأبنين فيمتد شريط طويل من الزراعات التي تخضع لنظام المحاصيل المتعددة في السنة الواحدة، لكن زراعة القمح تظل أكثرها انتشاراً إضافة إلى اهتمام السكان بتصنيع المنتجات الحيوانية. أما في سهل البوالمطل على البحر الأدرياتي فتنتشر الزراعات المتخصصة مثل حقول زراعة الأرز في إقليم البيمونت، والأعشاب والمروج وحشائش الأعلاف في إقليم لومباردية، إضافة إلى تربية الأبقار الحلائب وتصنيع منتجاتها. كما تجود زراعة الشوندر السكري والقنب والقمح في مصبات الأودية (الدلتات) والمناطق المنخفضة من سهل إميلي. ولكن ما إذا تصبح التضاريس على مستوى يزيد قليلاً على مستوى الارتفاعات المألوفة لبعض السحب وكتل الضباب الذي يغطي السهول عادة، حتى تظهر الزراعات المتخصصة ذات الشهرة الواسعة، كالكرمة وبساتين الأشجار المثمرة المتنوعة والبساتين المتخصصة في زراعة الورد والحمضيات والزيتون.

2 ـ الزراعة في الجزء الجنوبي: إذا النشاط الزراعي في الجنوب الإيطالي يعد في الأنشطة البشرية المتواضعة، ومع حتى هذا الجزء من إيطالية الذي يتألف من شبه جزيرة إيطالية والجزر التابعة لها يشتمل على نحو63% من مساحة الأراضي الزراعية في إيطالية، فإنه لا يسهم إلا بنحو13% من الإنتاج الزراعي العام. وباستثناء بعض الحالات فإن المعدل الإنتاجي أقل من الحد الأدنى لمعدلات الإنتاج الزراعي في شمالي إيطالية.

إن التناقض بين الشمال والجنوب لا يقتصر على الشروط الطبيعية بل يتعداه إلى الشروط البشرية أيضاً وطرائق تعامل الإنسان مع الأرض، إذ تسود هنا طرائق استثمار زراعي غير منتظم عموماً، واستخدام زراعي مكثف يحول الحقول الزراعية إلى أراضٍ جرداء تغطيها تربة فقيرة جداً وذات مردود ضعيف يتوافق مع بؤس الفلاحين، باستثناء بعض المناطق التي عهدت مؤخراً إصلاحاً زراعياً حديثاً. ويمكن على العموم تمييز الكثير من المظاهر الزراعية في الجنوب منها: الحقول الجرداء، والحقول المزروعة، والبساتين، والأراضي المغروسة والأحراج. فالحقول الجرداء ذات التربة الفقيرة نسبياً تخضع لشروط استثمار زراعي بدائي كما في إقليم بوغلية Puglia وفي الجزء الجنوبي من جزيرة صقلية، وكومبادوسادور وهضبة أبروزو. وهذه المناطق تغرس البقول والقمح بالإضافة إلى مساحات كبيرة من مروج وأعشاب قصيرة لتربية الماشية. أما الحقول المستصلحة فإنها تعطي مردوداً مقبولاً من القمح والشوندر والتبغ والذرة والبندورة والخرشوف (الأرضي شوكي).

وتنتج البساتين المتخصصة في زراعة الأشجار المثمرة محاصيل متنوعة أهمها: العنب، والتين، والبرتنطق، والزيتون، ولكن المظهر الزراعي الأكثر إيجابية هوسيادة الزراعات الكثيفة، وتنطبق هذه الحالة على الحقول المتعددة المواسم ذات المحاصيل الشمالية الأصول والمزروعة هنا في أراضٍ صلصالية ـ رملية في توسكانة، ومارش Marche، وأبروزوعلى البحر الأدرياتي.

تكون الزراعة متخصصة في ميزوغورنوMézzogiorno، كما تكون متخصصة أكثر في ضواحي نابولي، حيث تظهر زراعة ترتكز على القنب، والكرمة، والحمضيات، والمشمش، أما في تلال لاتيوم الجافة وأرياف ساساري فتنتشر زراعة الحبوب والخضار في المسيلات والمنخفضات، وتغرس الكرمة والزيتون واللوزيات في السفوح، وتُربى بتران الأبقار على نحومحدود، لكن صيد السمك يوفر فائضاً كبيراً ويكّون مصدر رزق مهماً لفئات كبيرة من السكان. 3 ـ ملامح الإنتاج الزراعي ـ الحيواني: يتميز الإنتاج الزراعي بهيمنة إنتاج الحبوب التي تصنف في رأس المنتجات الزراعية وتسهم بنحو22% من مجموع الإنتاج الزراعي، كما يتميز بتواضع الزراعة الصناعية باستثناء التبغ والقنب من جهة، وبالنقص الكبير في عدد بتران الضأن والمعز والأبقار، الذي يعكس حاجة إيطالية الحقيقية إلى كميات كبيرة من اللحوم المستوردة من جهة ثانية.

الصناعة

إن الميزة الرئيسية للصناعة الإيطالية هي كونها تسد النقص الكبير الحاصل في القطاع الزراعي، وتوفر العمل لأعداد كبيرة من الأيدي العاملة. وإذا كان هذا القطاع لم يستطع حتى يستوعب إلا نحو31.5% (1996) من مجموع الأيدي العاملة الإيطالية، فذلك بسبب تعدد المعوقات والأحوال الصعبة جداً التي رافقت هذا القطاع منذ نشوئه وحتى اليوم.

إن باطن الأرض الإيطالية فقير إلى المواد الأولية. ولا يتوافر في هذه الأرض إلا القليل من المواد الخام الأساسية المستخدمة في الصناعة الثقيلة، وإضافة إلى ذلك فإن المتوافر منها ينتشر على أنطقيم متباعدة. لقاء هذا النقص، استطاعت الخبرة الإيطالية منذ زمن بعيد توليد الطاقة من شلالات المياه الساقطة من جبال الألب ومن أودية جبال الأبنين، ولذلك فإن قسماً كبيراً من الصناعة الإيطالية يستهلك كهرباء رخيصةً يأتي ثلاثة أرباعها من مساقط المياه في الشمال الإيطالي ويستخدم كثير من الصناعات الكبرى اليوم الكهرباء المولدة من الطاقة النووية.

وفي هذا المجال لابد من الإشارة إلى أنه مع نموالصناعة الإيطالية فإنها تقابل اليوم مصاعب جمة تعيق نموها جدياً. فبالإضافة إلى قلّة الموارد الأولية التي تُكّون عائقاً مستمراً يحدُّ من التطور الصناعي، فإن مزاحمة الأسواق الأوربية وغيرها للصناعة الإيطالية لا تقل شأناً وسلبية عن قلة الموارد، يضاف إلى ذلك معضلة المواصلات والنقل الداخلي. لأن التنوع السريع في مظاهر السطح أوجد عوائق طبيعية حقيقية في وجه امتداد شبكة الطرقات. لذلك فإن أجور النقل البري أصبحت عملاً مرتفعة نسبياً، وفي هذا المجال فإنه لافرق بين طرق المواصلات البرية وسكك الحديد التي تستخدم الطاقة الكهربائية مع الإشارة إلى حتى شبكة الطرق الداخلية البرية تعدّ من النوعية المتواضعة وإن أكثر من 74% من مجموع الطرقات هي مزدوجة الاتجاه، أما الطرق الثانوية فهي في مستوى أقل من المتوسط. ومع ذلك تنتشر في الشمال الإيطالي طرقات عصرية وحيدة الاتجاه مجهزة بكل المتطلبات الحديثة. أما الأودية والأنهار الداخلية فهي بالكاد صالحة للنقل المائي ولذلك لايبقى إلا وسائل النقل البحري وهي أكثر وسائل النقل رخصاً لكنها أقلها استخداماً.

1 ـ الأنطقيم الصناعية ومجالات الصناعة: يضم الجزء الشمالي الإيطالي نحو44% من مجموع السكان ولكنه يسهم بنحو77% من مجموع النشاط والاستثمارات الصناعية في إيطالية. وتبرز بالقرب من السفوح الدنيا لجبال الألب صناعات ناشطة جداً، مثل صناعة خيوط الصوف، والحرير، والأقمشة، والأحذية، والملابس، والآلات المحررة. كما قام هذا النوع من الصناعات في ميلانووتورينو. فهماً حتى ازدهار ميلانوليس حديثاً، ونموها اعتمد في البداية على نشاطها التجاري المشهور، وتزدهر اليوم وتنموبفضل ظهور كثير من الصناعات الحديثة مثل صناعة الأقمشة والحرير والأسلحة.

ولقد غير الكثير من الأنطقيم أوجه نشاطه عملاً وتحولت تلك الأنطقيم عن نشاطها السابق كلية، وانصرفت إلى نشاطات صناعية مثل مدينتي بوستوBusto وگالاراتى Gallarate اللتين اهتمتا بصناعة الأقمشة، ومدينة غيزانوGesano التي اشتهرت بصناعة المنتجات الكيمياوية، ونوفار Novare، ولينانوLeganon اللتين اشتهرتا بصناعة الإنشاءات المعدنية. ويعد الغنى الذي تعهده مدينة تورينوحديثاً جداً وارتبط بإنشاء معامل فيات لإنتاج السيارات وتوسعها وهي تضم نحو100.000 عامل على أرضها. وبفضل تلك القدرة الصناعية الهائلة أصبح مرفأ جنوة المرفأ الرئيسي الذي تتقاطع فيه طرق مواصلات الشمال الإيطالي والمواصلات الأوربية، أما في البندقية فتتوضع مصانع تنقية زيت الزيتون، ومصفاة النفط، ومصانع الألمنيوم، ويخدم مرفأ تريستة كلّ الدول الأوربية الداخلية المحاذية لامتداد نهر الدانوب. وأخيراً فإن الصناعة القائمة على سواحل المتوسط هي صناعات صغيرة معزولة، مثل تصنيع الصوف في بارنووالمنتجات الكيمياوية في بيس ومصفاة النفط في نابولي وصناعة القطنيات في كاستيلامار Castellammare.

2 ـ الإنتاج الصناعي: بسبب الأحوال التي تحكمت في الصناعة الإيطالية والتي اقتضت استخدام الحد الأدنى من المواد الأولية والحد الأقصى من اليد العاملة الوطنية، فإن المجال الأساسي لهذه الصناعة كان في مجالات الإنتاج الاستهلاكي والصناعات التحويلية. وعلى رأس هذه الصناعات صناعة الأقمشة، والصناعات القطنية والحرير، والملابس، والأحذية، ثم الصناعات الميكانيكية مثل صناعة السيارات والجرارات الزراعية، والبواخر، والأسلحة، ثم الصناعة المهتمة بقطاع البناء والتعمير والنقل. ثم الصناعات الغذائية وخاصة المعجنات والمعلبات وأخيراً الصناعات الكيمياوية وملحقاتها.

التجارة والميزان التجاري

من دراسة بيانات التبادل التجاري بين إيطالية والدول الأخرى لعام 1996 يظهر واضحاً حتى نحو45% من مستوردات إيطالية تنحصر بالآلات والمصنوعات المعدنية والكيمياوية والمنتجات النفطية ووسائط النقل وبالمواد الخام والطاقة التي بحاجة إليها الصناعة مثل القطن، والصوف، والنفط الخام، والفحم، وبعض المواد الغذائية الأخرى وعلى رأسها القمح واللحوم. وباللقاء إذا 43% من صادراتها تنحصر في مواد مصنعة كليةً مثل الآليات والسيارات ومنتجات مصافي النفط، والمواد الكيمياوية والخيوط القطنية والصوفية والأخشاب والورق ومع ذلك فإن ميزانها التجاري يعدّ رابحاً وإن قيمة صادراتها تزيد على قيمة وارداتها إذ بلغت قيمة وارداتها 319000 مليار ليرة إيطالية، وقيمة صادراتها 387000 مليار ليرة إيطالي عام 1996 (الدولار الأمريكي يساوي 1772 ليراً إيطالياً بأسعار عام 1995) وتزداد أرباحها بفضل واردات السياحة الهائلة التي تقدر بنحو50.700مليار لير ينفقها نحو56 مليون سائح وسطياً يقدمون جميع سنة إلى إيطالية.

وعلى رأس الدول التي تستورد منها إيطالية حاجاتها: ألمانية وفرنسة وسويسرة وهولندة وبريطانية وبلجيكة والولايات المتحدة الأمريكية وإسبانية. وأما أبرز الدول التي تصدر إليها بضائعها فهي: الولايات المتحدة وبريطانية وألمانية وفرنسة وإسبانية وبلجيكة وسويسرة وهولندة. وأخيراً لابد من التذكير بالدور المهم الذي تؤديه إيطالية في مجال النقل البحري وتأمين شحن البضائع العالمية عبر الخطوط البحرية الدولية.

المصادر

فيصل قماش. "إيطالية (الجغرافية في-)". الموسوعة العربية. Retrieved 2009-08-24.

تاريخ النشر: 2020-06-04 20:56:30
التصنيفات: جغرافيا إيطاليا, النقاط القصوى حسب البلد, جيولوجيا إيطاليا

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

ابتزاز وزير من أجل مناصب | جريدة الصباح

المصدر: جريدة الصباح - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-25 12:20:08
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 56%

“كوميسير” يقتل زوجته الحامل | جريدة الصباح

المصدر: جريدة الصباح - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-25 12:20:10
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 67%

لمهاجري: مكتب الماء “مغارة علي بابا” | جريدة الصباح

المصدر: جريدة الصباح - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-25 12:20:13
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 68%

جديد معركة شيرين وحسام حبيب: النيابة تستمع لأقوال الشهود

المصدر: صوت الأمة - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-25 12:20:49
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 55%

15 شريطا تطيح بمسؤول أمني ومساعده | جريدة الصباح

المصدر: جريدة الصباح - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-25 12:20:12
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 58%

جدري القرود بيننا | جريدة الصباح

المصدر: جريدة الصباح - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-25 12:20:11
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 53%

أسعار البترول ترتفع بسبب قلة الامدادات وزيادة الطلب - اقتصاد

المصدر: الوطن - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-25 12:20:44
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 53%

رئيس الوزراء يكشف آخر التطورات بشأن وثيقة «سياسة ملكية الدولة»

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-25 12:20:59
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 52%

توقعات أحوال الطقس اليوم الأربعاء

المصدر: تيل كيل عربي - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-25 12:18:26
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 58%

سخرة “مقدمين” بفيلات رجال سلطة | جريدة الصباح

المصدر: جريدة الصباح - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-25 12:20:12
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 55%

بسبب مراهقي العملات المشفرة.. خسائر جماعية لـ«بيتكوين» وأخواتها

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-25 12:20:59
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 66%

كيف نحيا بالقرآن؟

المصدر: الجماعة.نت - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-25 12:20:18
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 70%

رئيس الوزراء يناقش المسودة النهائية لوثيقة سياسة ملكية الدولة

المصدر: صوت الأمة - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-25 12:20:48
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 67%

ذ. المنور: مقام حسن العبادة يستوجب تكامل القلب والعقل والجوارح

المصدر: الجماعة.نت - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-25 12:20:20
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 57%

تحميل تطبيق المنصة العربية