مدام بوڤاري Madame Bovary، هي أول رواية منشورة للأديب الفرنسي گوستاڤ فلوبير وتعتبر أول رواية واقعية تعتبر رواية فلوبير من اروع الاعمال الادبية إذ انها تعتبر فوز حقيقي للواقعية على الحركة الرومانطيقية.عند كتابة فلوبير لهذة الرواية قامت النيابة الفرنسية باتهام فلوبير بان روايتة غير اخلاقية لكن سرعان ما اثبت محامي فلوبير عكس ذللك.

مقدمة

على مدى خمس سنوات ظل جوستاف فلوبير عاكفا علي شخصياته يرسمها حتي انتهي في 30 ابريل 1856 من كتابة رائعته "مدام بوفاري".

ولدت الفكرة لدي فلوبير بعدما أنهى كتابه "تجربة سانت أنطوان" عام 1849، وأعطاها لصديقيه المحررين لويس بوييه وماكسيم دوكان ليعهد رأيهما فيها. فما كان من بوييه حتى اعتبروهذا العمل ثانوي الأهمية، فما كان من فلوبير إلا حتى أجّل نشرها (لتنشر في عام 1869) ثم سافر الى مصر وفي ذهنه حتى يخط رواية يعيد فيها الاعتبار الى نفسه أمام أصدقائه. إلى غير ذلك ولدت «مدام بوفاري» التي استغرقت صاحبها تفكيراً طوال فترة إقامته في مصر، وكتابة طوال سنوات خمس تلت عودته، وبقي فيها في بلدته الصغيرة قرب روان (في الغرب الفرنسي). وأخيراً حين اكتملت الرواية، نشرت أولاً في «مجلة باريس» عام 1856، ثم في كتاب مستقل في العام التالي 1857، لتكون أول عمل كبير له ينشر، بعد محاولات أوّلية هي أقرب الى كتابات الصبا. ونعهد طبعاً حتى الرواية ما إذا نشرت حتى تعرضت الى حملة عنيفة، ما أدى الى محاكمة محررها، وهي محاكمة شهيرة صوّر المخرج الأميركي فنسنت مينيللي، جانباً منها ضمن سياق الفيلم الشهير والذي اقتبسه عن الرواية نفسها، حيث أنه يبدأ الفيلم بمحاكمة فلوبير، الذي خلال محاكمته يروح راوياً أحداث الرواية، مبرراً كتابته لها، مدافعاً عن الجانب «اللاأخلاقي» الذي وجده مناوئوه فيها، إذ نجده يقول أمام المحكمة: «إنني، أيها السادة، أصر على الطابع الحقيقي لهذه الحكاية، وأضيف حتى أخلاقية تخاف سماع صوت الحقيقة ليست جديرة بهذا الاسم. إذا في وسع الناس ألا يحبوا الحقيقة. وفي وسعهم حتى يرونها جريئة ومزعجة. في وسعهم حتى يضطهدوها ويشوهوها، وأن يطلبوا من القوانين خنقها. ولكن الاعتقاد بأن الناس يفترض أن يسيطرون ذات يوم على الحقيقة ويستعبدونها، ليس أكثر من بدعة وجنون. إذا الحقيقة يفترض أن تعيش دائماً، أما البشر ففانون».

شخصيات الرواية

• إما: مدام بوڤاري
• شارل بوڤاري: زوج إما
• ليون: عشيق إما
• رودولف: عشيق إيما
• بيرت: ابنة إما

أحداث الرواية

كما سيكون حال «أنا كارنينا» لتولستوي، أحداث «مدام بوفاري» أحداث معقدة ومركبة. غير حتى المحور الأساس فيها هوشخصية ايما، مدام بوفاري نفسها، والملل الذي تعيش فيه، والذي يدفعها الى الخيانة، والدمار الداخلي والانتحار. في البدء تكون ايما صبية حسناء، تحمل اسم ايما روو، وهي تلتقي بالطبيب شارل بوفاري، خلال عيادة هذا الأخير لأبيها المريض. ولما كانت ايما تعيش في المغرسة حياة شبه معزولة أوتحلم بحياة أخرى فيها شيء من التسلية والبعد الاجتماعي، تقبل بسرعة حتى تتزوج من شارل ما حتى يطلب يدها. وغداة عرسها، تبدأ بالانفتاح على الحياة، ومحاولة الخروج من عالمها المغلق وكذلك إخراج زوجها من عالمه الفهمي الجدي. إذ منذ لحظة الزواج تحاول ايما تماماً حتى تسيطر على حياة زوجها، بحيث حتى جميع ما يحيط تلك الحياة يصبح خاضعاً لمزاجها وأهوائها. وشارل يهجر لزوجته حرية التصرف وقد آنس فيها حياة جديدة تخرجه من إخفاقات عاطفية سابقة. تزين ايما البيت وتبدأ باستقبال الأصدقاء، وتنظم الحفلات الموسيقية والشعرية، ثم تنجب طفلة... غير حتى هذا كله لا يمنع الملل من حتى يعود ويتسرب الى داخلها. وهنا، خلال حفل راقص يقام في دارة صديق هوالمركيز داندر فيلييه، يحدث لايما حتى تراقص رودولف بولانجيه بعد حتى تتعهد إليه وتعجب به. وتتعقد الأحداث هنا بعض الشيء، إذ يحدث لشارل حتى يتخلى عن إجراء عملية للشاب هيبوليت، كان من المفروض حتى يحمل له نجاحه في إجرائها مجداً وثروة. وفي اللقاء تضحى ايما عشيقة لرودولف وتبدأ في التعبير عن رغبتها الرحيل معه. غير حتى رودولف سرعان ما يتبدى غير جدير بالحب الذي منحته ايما إياه، إذ من دون سابق إنذار، وفي شكل فيه كثير من الجبن مختبئ خلف قناع الصداقة، يتخلى رودولف عن ايما ويهجرها. ويستبد الحزن والغضب بها، الى درجة أنها، هنا، تحاول حتى ترمي نفسها من النافذة مفضلة الموت على الذل الذي تشعر به. لكن شارل يتدخل في اللحظة الأخيرة ويحول بينها وبين محاولة الانتحار. وإذ تنجومن الموت هذه المرة، تتغير ايما كلياً، تصبح امرأة أخرى لعوباً عابثة، وتلتقي بالصديق القديم ليون ديبودي، الذي كان عاونها في تزيين بيتها والتحول من فتاة ريفية الى سيدة مجتمع. تستعيد علاقتها به، وتبدأ بالصرف من دون حدود. إلى غير ذلك يفلس زوجها إذ يعجز عن منعها عما تعمل. أما هي فتغرق في الديون... وإذ تلجأ لأصدقائها لكي يعينوها ويقفوا الى جانبها، يرفض الجميع ذلك ولا يتوانى كثير منهم عن إهانتها. وهنا لا يعود أمامها إلا الحل الأخير: الانتحار. وهذه المرة تنجح، إذ تسمم نفسها بمادة الآرسينك فتموت. أما شارل فإنه يأخذ ابنتهما ويهجر المدينة لا يلوي على شيء.

على رغم حتى الباحثين توقفوا طويلاً عند شخصية ايما باعتبارها محور الرواية وإيذاناً بولادة امرأة جديدة في مسار المجتمع، فإن هؤلاء الباحثين أنفسهم اعتبروا حتى «مدام بوفاري»، ليست مجرد دراما شخصية أوعائلية، بل مرافعة عنيفة ضد المجتمع البورجوازي، وجمودية الأفكار والأخلاق. مرافعة «تتخذ قوتها كلها من قدرتها على إضفاء الطابع الفردي في الوقت نفسه الذي تعرض فيه موضوعها، في شكل واقعي شديد الموضوعية». وعلى هذا اعتبر فلوبير واحداً من أول الكتاب الواقعيين في الأدب الفرنسي، ولا تزال روايته حية حتى اليوم.

القدرة على توصيف البشر

يقول د. غالب سمعان حتى بطلة الرواية تميل إلى التعالي الذاتي، وكانت قراءاتها في الأدب الرومانتيكي، وإطلاعها على رواية (بول وفرجيني للمحرر الرومانتيكي برناردين دوسان برنار، بالإضافة إلى أشعار ألفونس دولامارتين العاطفية، والحكايات التاريخية للمحرر الإنكليزي سير والتر سكوت ، قد أدت إلى تعلقها بهذا النوع من الأدب، وإلى ميلها إلى الارتقاء بذاتها، والتطلع بأمل، إلى المستقبل، والنفور من الحاضر، وإن زقابلا من الطبيب التقليدي شارل بوفاري، أدى إلى زيادة إحساسها بالفراغ، ورغبتها في الانعتاق من القيد الاجتماعي، الذي يكبلها.

ويرى سمعان حتى شارل بوفاري على درجة كبيرة من المحدودية، على جميع المستويات، الفكرية والشعورية، وهوعلى دراية بأن زوجته تتفوق عليه إلى الحد الذي يجعله يرتبط بها، ارتباطا وجدانيا وثيقا، يظهر على حقيقته في آخر الرواية، عندما تصل إيما بوفاري إلى نهايتها التراجيدية، فتقرر الانتحار، بعد إخفاقها في إيجاد الحبيب، الذي تتطلع إليه نفسها، وبناء العلاقة الغرامية، التي تتوق إليها روحها، المتعطشة للحب، وهوما يؤدي بزوجها شارل بوفاري، إلى الموت حزنا وكمدا، على زوجته الراحلة، هذا مع فهمه بخياناتها المتكررة.

في أوّل ظهور للبطلة (مدام بوفاري) يُركِّز فلوبير وصفه على تفصيلةٍ منها، قبل حتى نراها بشكلٍ كامل، أظافرها! تخيّل هذا المشهد، أوّل ما يقع بصر شارل بوڤاري يقع على أظافرها اللامعة الدقيقة الأطراف، الأكثر نصوعًا من العاج والتي قُصّت على شكل اللوز.. ثم يقول فلوبير (إمعانًا في الواقعيّة) أنّ يديها ليستا جميلتين، وبشرتها أقلّ صفاءً ممّا ينبغي، وبادية الجفاف عند مفاصل الأصابع «كانت يدًا مسرفةً في الطول يعوزها شيءٌ من ليونة التثني!» لكنه أخيرًا يدلنا على موضع جمالها الذي يهجرّز في عينيها العسليتين اللتين كانت أهدابهما تضفي عليهما صبغة السواد، وتنبعث منهما نظراتٌ توحي للمرء بالصراحة المشوبة بالسذاجة الجريئة! إلى غير ذلك استطاع طبع صورتها في أذهاننا. لكن مهلًا.. هل ينتهي وصف البطلة عند هذه النقطة،يا ترى؟ من طبيعة الحال لا.. فهي صورة مبدئيّة، ولن يلبث إلا قليلًا قبل حتى يعود إليها محررنا ليصف أدق تفاصيلها. جمال شعرها وتنسيقه، وتورُّد وجنتيها إلخ.

إما وشارل، زيجة غير متكافئة

تتحدث الرواية عن الفتي شارل بوفاري الذي يدخل المدرسة وهوفي سن أكبر من طلبة صفه، ويقود منظره الريفي وكبر سنه المفهم والطلبة للاستهزاء به. ثم ينقل إلى دراسة الطب، ويتخرج بعد عثرات، ويفتتح عيادة في (توست) وتزوجه أمه من أرملة ثرية متقدمة في السن ومريضة في الخامسة والأربعين من عمرها.

" وكان "شارل" يخال إليه حتى الزواج سيمكنه من تحسين حاله، فيغدوأكثر حرية وقدرة علي التصرف في شؤونه الشخصية والمالية، غير حتى زوجته لم تلبث حتى غدت صاحبة الأمر والسلطان، حتي لقد كانت تملي عليه ما ينبغي حتى يقول أمام الناس وما يجب حتى يمتنع عن قوله! .. وفرضت عليه حتى يصوم أيام الجمعة، وأن يرتدي من الثياب ما تحب هي .. وأن يلح في مطالبة العملاء الذين لا يدفعون أتعابا! .. بل إنها كانت تفتح خطاباته، وتراكب حركاته، وتسترق السمع خلال ثقوب الباب، إذا ما حضرت بعض السيدات إلي العيادة!."

يستدعى شارل لعلاج قسيس في بروتو، كسرت ساقه وكان ثريا، وهناك يرى " إيما" ابنة القسيس ، والتي قادته إلى حيث يرقد والدها. وقد بدت أنها تكره الريف والعيش فيه، وكانت تلقت دراسة في رعاية راهبات الأورسلين حيث درست دروساً في الرقص والرسم وعزف البيانووالجغرافيا.

تموت زوجة شارل الأولى، فيطلب يد إما من الأب والذي كان يود حتىقد يكون صهره أكثر غنى من شارل، وبعد استشارة الأب لابنته توافق ويوافق الأب كذلك. ويتزوج شارل وإيما في عرس باذخ ثم يعودان إلى توست، وقد بدت عقدة إيما النفسية، التي من الممكن نشأت من اعتقادها بأنها قبل الزواج قد دفعت إلى الحب لكنها لم تحصل على السعادة المترتبة على حبها، حتى أنها توهمت أنها على خطأ، فتساءلت: ماذا تعني عبارات النشوة والعاطفة والهيام التي قرأت عنها في الخط! تبدأ إيما في استرجاع ذكرياتها في سنين طفولتها عندما دخلت الدير واقبلت على العبادة والإجابة عن الأسئلة الدينية الصعبة لكن مع اقترابها من السادسة عشرة من عمرها فقد تغيرت نظرتها إلى الأمور، فنفرت من المناظر الريفية الهادئة، واتجهت إلى نقيضها وصارت تبحث عن العاطفة أكثر من أي شىء وصارت تعجب بأبطال وبطلات الكتاب الكلاسيكيين ولاحظت الراهبات أنها أخذت تفلت من رعايتهن، فلم يأسفن على خروجها من الدير عندما اتى أبوها وأخرجها منه.

وتجد إما لذة عند عودتها إلى مغرسة أبيها، في إصدار الأوامر للخدم، ولكنها حنت إلى الدير ثانية، وحتى وهي في أيام شهر العسل الأولى كانت تتمنى حتى تكون تلك الأيام في أماكن أخرى مثل اسكتلندا أوسويسرا، ومع رجل من النبلاء لا مع شارل!! "إن حياتها باردة كالمخزن الرطب الذي أوتي نافذة شمالية! والملل؟! .. ذلك العنكبوت الصامت الذي كان يغزل نسيجه في الظلال، في جميع ركن من أركان قلبها!".

تسير الأمور بين الزوجين على النقيض، حيث حدثا ازدادت الألفة بينهما ازداد شعورها بالانطواء الروحي وزادت الهوة بينهما. إذ ترى حتى حديثه سطحي ولا يعهد المسرح أوالموسيقي ولا يعهد شيئاً ، ولا يطمع في شيء.

"لقد خيل إليها حتى في الدنيا بقاعا تنبت السعادة ، كما لوكانت السعادة شجرة لا تنبت إلا في تربة معينة لا نمولها في

غيرها ! ولطالما ساءلت نفسها : لما لم يقدر لها حتى تتكيء علي حافة شرفة منزل خشبي فوق جبال سويسرا، أوحتى تحبس سجونها في كوخ باسكتلندا، مع زوج يرتدي حلة من المخمل الآسرة وحذاءين طريين وقبعة مدببة وأكماماً منشآة؟! .. لكم تمنت لوتفضي لأحد بهذه الخواطر جميعا.. ولكن كيف من الممكن أن السبيل إلي الإفصاح عن ذلك الضيق الذي يتعذر التعبير عنه والذي تتبدل صوره كالسحاب، ويعصف بنفسها كالرياح،يا ترى؟ .. إلى غير ذلك كانت تعوزها الألفاظ، كما أعوزتها الفرصة والجرأة !"

وبدأ ضجر العيش مع شارل يتملك إيما ففي الرواية نقرأ .. " لما أقبلت مدام بوفاري الأم إلي (توست) لتقضي بضعة أيام في أثناء الصوم، راعها هذا التغير، فإن "إيما" التي كانت فيما مضي شديدة العناية بنفسها حريصة علي أناقتها، أصبحت تمكث أياما بطولها دون حتى ترتدي ملابس زينتها، وهي تروح وتغدوفي جوربين رماديين من القطن.. كما أصبحت تقتصر علي استخدام الشموع في إضاءة البيت، مرددة حتى لابد من الاقتصاد لأنهم ليسوا من أهل الثراء !"

وأخيرا تقرر الزوجة الانتحار ولكنها تعلن قبل وفاتها حبها لشارل والذي يموت حزنا وكمدا على زوجته الراحلة، هذا مع فهمه بخياناتها المتكررة.

" عاد إليها فجثا علي الأرض، وألقي رأسه علي حافة السرير، وأسلم نفسه للبكاء والنحيب . نطقت: لا تبك .. إنني سأريحك من عذابي . نعم لن تتعذب من أجلي بعد اليوم. نطق: لما عملت ذلك لماذا،يا ترى؟ وما الذي دفعك إليه،يا ترى؟ نطقت: لقد كنت مضطرة إليه يا عزيزي. نطق: ألم تكوني سعيدة في حياتك،يا ترى؟ أكان ذلك خطئي؟! لقد عملت جميع ما في وسعي حتى أعمله لإسعادك .. أفكنت الملوم،يا ترى؟ نطقت: كلا .. لقد كنت كريما حنونا. وراحت تلمس شعره بكفها، فزاده ذلك حزنا علي حزن، وشعر بأن حياته كلها قد تداعت وتحطمت .. أما هي فلم تعد تكره أحدا أوتحقد علي أحد. ولم تعد تسمع من من أصوات الدنيا وضوضاء الأرض غير نحيب فؤادها المسكين وعويل قلبها الخافت وقد بدا إذ ذاك من خفوته أشبه شىء برجع صدي لحن بعيد متبدد في الفضاء".

محاكمة فلوبير

تعرض فلوبير للمحاكمة بسبب الرواية حيث تم اتهامه بارتكاب جرائم الإساءة إلى الأخلاق العامة والدين وخدش الحياء والتهجم على قيم البورجوازية.

بينما يبدأ ماري سينار محامي فلوبير مرافعته قائلا: "إن السيد جوستاف فلوبير متهم أمامكم بأنه قد وضع كتابا رديئا، وبأنه قد أساء في هذا الكتاب إلى الأخلاق العامة وإلى الدين، والسيد فلوبير موجود إلى جواري، وهويؤكد أمامكم أنه قد وضع كتابا شريفا، ويؤكد حتى فكرة كتابه منذ السطور الأولى حتى الأخيرة فكرة أخلاقية، دينية ، ومن الممكن التعبير عنها بهذه الحدثات: (الدعوة إلى الفضيلة ببشاعة الرذيلة)"!!.

وينهي مرافعته بقوله: "هل قراءة مثل هذا الكتاب توحي بحب الرذيلة أم توحي ببشاعة الرذيلة،يا ترى؟ وهل التكفير البشع عن الخطيئة لا يدفع ولا يستثير نحوالفضيلة،يا ترى؟

ويأتي دور المحكمة التي تبدأ تلاوة الحكم بإقرار ما مضى إليه محامي الدفاع عن فلوبير في حتى الفقرات موضع الاتهام إذا ما وجدت منفردة ومنفصلة تعتبر منافية للذوق السليم ومسيئة لبعض الاعتبارات.

ثم توجه المحكمة اللوم إلى المؤلف لأن مهمة الأدب تزيين النفس والترويح عنها لحمل الذكاء، وتطهير الأخلاق أكثر من إثارة الاشمئزاز من الرذيلة، ثم تقر بوجود الهدف الأخلاقي في الرواية من حيث المبدأ، لكن كان من الواجب حتى يكمل في التفاصيل بنوع من القسوة والتحفظ في التعبير.

وتقديرا لدور المحامي سينار خط فلوبير إهداء إليه على صفحات الرواية يقول فيه: "... فبفضل دفاعك المجيد، اكتسب كتابي هذا في نظري الخاص من الأهمية فوق ما كنت أرجووأتسقط".

عندما قرأ لامارتين الرواية نطق عنها: "إن هذا خير كتاب قرأته من عشرين عاماً" ، ونطق عنه مارسيل بروست "فلوبير هووالد الرواية الحديثة واننا جميعاً مدينون له. فقد كان يعبر البلدان من فرنسا، الى مصر، الى فلسطين الى هجريا، الى تونس، والقلم في يده وذلك لكي يسجل خواطره وانطباعاته قبل ان تتبخر وتختفي وبعدئذ كان يستخدمها في رواياته".

المؤلف

گوستاڤ فلوبير المولود عام 1821، والراحل عام 1880، حرص في روايته على التعمق في تحليل شخصية بطلته، وكان ذلك جديداً في حينه. ومن هنا حازت «مدام بوفاري» شهرة كبيرة. لكنها لم تكن عمل مؤلفها الوحيد إذ اشتهر له أيضاً «سالامبو» و«التربية العاطفية» و«بوفار وبيكوشيه» ولا سيما «أغواء القديس أنطوان»، التي لم ينشرها إلا بعد كتابتها بعقد ونصف العقد من الزمن.

انظر أيضاً

• The Perpetual Orgy

الهامش

• ابراهيم العريس (2010-10-22). "«مدام بوفاري» لفلوبير: ماذا لوكانت أوّل النساء الواقعيات؟". جريدة الحياة اللبنانية.

وصلات خارجية

• , available at Project Gutenberg.
• , available at Project Gutenberg., translated by Eleanor Marx Aveling 1898, first English translation. Google Books PDF.
• Les manuscrits de Madame Bovary – Site with images and transcriptions of Flaubert's original manuscripts, plus 4500 pages deleted/censored material
• Dr.Fajardo-Acosta's World Literature Website, with study questions
• by A. S. Byatt
• by Erica Jong
• List of Madame Bovary films
• Madame Bovary: A Study Guide
• , LibriVox audio recording.
• , 13-part Globe Radio adaptation, aired on NPR Playhouse in the late 1980s.
• The Bovary Tale