سقوط قرطبة (منطقة قصيرة)
سقوط قرطبة سقط عام 1236 أثناء حرب الاسترداد قامت به قوات فرديناند الثالث، ملك قشتالة وليون، ويعتبر بمثابة نهاية الحكم الإسلامي للمدينة والذي بدأ عام 711. أواخر 1236 خرج جماعة من فرسان قشتالة المغامرين صوب قرطبة، واحتموا بظلام الليل وخيانة البعض ونجحوا في الاستيلاء على منطقة من مناطق المدينة تعهد بالربض الشرقي، وكانت قليلة السكان، ضعيفة الحراسة، وقتلوا كثيرًا من سكانها، وفر الباقون إلى داخل المدينة، وبعدما زالت المفاجأة اتىت حامية المدينة وهاجموا هؤلاء الغزاة الذين تحصنوا بالأبراج، وبعثوا في طلب النجدة والإمداد، فاتىتهم نجدة صغيرة من إخوانهم النصارى، وتحرك فرناندوعلى الفور صوب قرطبة، غير ملتزم بالمعاهدة التي عقدها مع ابن هود الذي تتبعه المدينة، وبدأت تتجمع قوات من النصارى تحت أسوار المدينة ويزداد عددها يومًا بعد يوم، وتتوقد قلوبهم حماسة وحمية، وبدأ الملك يضع خطته للاستيلاء على المدينة العظيمة.
تطلع القرطبيون في هذه اللحظات الحرجة إلى ابن هود لإنجادهم والدفاع عن مدينتهم باعتباره حاكم المدينة الشرعي، فاستجاب لهم حين فهم بالخطر الداهم الذي يحيط بالمدينة العريقة، وخرج في جيش كبير من بلنسية إلى قرطبة، وعسكر على مقربة منهم، وكان أهل قرطبة ينتظرون مقدمه واشتباكه مع المسيحيين في مسقطة فاصلة، وبدلاً من حتى يعمل ذلك ظل واقفًا في مكانه لا يحرك ساكنًا، ولا يتحرش بهم، ولوأنه اشتبك معهم لحقق نصرًا هائلاً وألحق بهم هزيمة كبيرة، فحشودهم لم تكن ذات شأن، جمعتها الحماسة والحمية، وفرسانهم لم يكن يتجاوزا المائتين.
ويختلف المؤرخون في السبب الذي جعل ابن هود يقف هذا الموقف المخزي، وهوالذي ملأ الأندلس كلامًا بأنه سيعمل على تحرير الأندلس من العدوان المسيحي، وعلى إحياء الشريعة وسننها. يمضى بعض المؤرخين إلى حتى قسوة الجووهطول الأمطار بشدة ونقصان المؤن هوالذي حمل ابن هود على اتخاذ هذا الموقف.