پيرَّس من إپيروس
پيرَّس (318-272 ق.م.) بالإنجليزية Pyrrhus ، باليونانية Πύρρος ، كان واحدا من أبرز القادة اليونان ، وكان كذلك من أقوى المعارضين في عهد روما القديمة.
بيرس
كان بيرس يدعي أنه من سلالة البطل أخيل ، وكان وسيماً ، شجاعاً ، وحاكماً مستبداً، ولكنه محبوب. وكان رعاياه يعتقدون حتى في مقدوره حتى يشفيهم من سقم الطحال بوضع قدمه اليمنى على ظهورهم وهم مستلقون على الأرض ، ولم يكن هويأبى هذا العلاج على أفقر فقير في البلاد.
الفتح الروماني
السبب الرئيسي الذي يسّر للرومان فتح بلاد اليونان كان انحلال الحضارة اليونانية من الداخل؛ ذلك أنه ما من أمة عظيمة قد غلبت على أمرها إلا بعد حتى دمرت هي نفسها. وقد دمرت بلاد اليونان نفسها بتقطيع غاباتها ، وإتلاف تربتها ، واستنفاد ما في باطن أرضها من معادن ثمينة ، وبتحول طرق التجارة عنها، واضطراب الحياة الاقتصادية نتيجة لاختلال النظام السياسي ، وفساد الديمقراطية وانحلال الأسر الحاكمة، وفساد الأخلاق، وانعدام الروح الوطنية، ونقص السكان وتدهور قوتهم الجسمية، واستبدال الجنود المرتزقة بالجيوش الوطنية، وما أدت إليه الحروب الأهلية من تطاحن بين الإخوة وإتلاف لموارد البلاد، والقضاء على الكفايات بالفتن المتضادة الصماء- جميع هذه قد استنفدت موارد هلاس في الوقت الذي كانت فيه الدولة الصغيرة القائمة على ضفة نهر التيبر ،
والتي كانت تحكمها أرستقراطية صارمة بعيدة النظر، تدرب جحافلها القوية المجندة من طبقة الملاك ، وتتغلب على جيرانها ومنافسيها ، وتستولي على ما في البحر الأبيض المتوسط من طعام ومعادن، وتزحف عاماً فعاماً على المستعمرات اليوناني في جنوبي إيطاليا. لقد كانت هذه المحلات القديمة في سابق عهدها تزهوبثرائها ، وحكمائها ، وفنونها ، ولكنها الآن قد أفقرتها الحروب وغارات ديونيشيوس وسلبه ونهبه، ونشأة روما وتقدمها ومنافستها لهذه المستعمرات في مركزها التجاري. يضاف إلى هذا حتى القبائل الأصلية التي كان اليونان قد استعبدوا أفرادها أوطردوهم إلى ما وراء حدودها، قد ازدادت وتضاعفت ، في الوقت الذي كان سادتها ينشدون النعيم والراحة بقتل أطفالهم وإسقاط الحاملات من نسائهم؛ وما لبث السكان الأصليين حتى أخذوا ينازعون المستعمرين السيطرة على جنوبي إيطاليا ، واستغاثت المدن الإيطالية بروما فأغاثتها والتهمتها.
وخشيت تاراس بأس روما النامية فاستعانت بملك إبيروس الشاب الجري ء؛ وكانت الثقافة اليونانية قد امتدت إلى هذه البلاد الجبلية الجميلة المعروفة إلينا باسم ألبانيا الجنوبية ، منذ حتى شاد الدوريون معبد زيوس في دودونا Dodona ، ولكن هذه الثقافات ظلت مزعزعة غير موطدة الأركان . حتى عام 295 حين تولى بيرس Pyrrhus ملك الملوسيين Mollosians وهم أقوى القبائل الإبيروسية وأعظمها سلطاناً.
ولما استغاث بهِ أهل تارنتم رأى في هذا فرصة له مغرية: فقد قدر أنه يستطيع فتح روما، وهي الخطر الذي يتهدده من الغرب ، كما فتح الإسكندر بلاد الفرس وهي الخطر الذي كان يتهدده من الشرق، فيثبت بذلك نسبه ببسالته. ولهذا عبر البحر (الأدرياوي) في عام 281 على رأس قوة مؤلفة من 25.000 من المشاة ، وثلاثة آلاف من الفرسان وعشرين فيلاً.
مفاوضات الصلح
كان اليونان قد أخذوا الفيلة كما أخذوا التصوف عن الهند. والتقى بالرومان عند هرقلية Heracleia ، وانتصر عليهم "نصراً بيرسياً": أي حتى خسارته في هذا النصر كانت عظيمة ، وأن موارده من الرجال والعتاد قد نقصت إلى حد جعله يرد على أحد أعوانه حين هنأه به بهذه العبارة التي أضحت مثلاً سائراً مدى الأجيال إذ نطق إذا نصراً آخر مثله كفيل بأن يقضي عليه. وأوفد الرومانكيس فبريسيوس ليفاوضه في أمر تبادل الأسرى. ويروي أفلوطرخس ما دار وقتئذ من الحديث فيقول:
وفي أثناء العشاء دار الحديث حول كثير من الشؤون، وكان أهمها كلها شؤون بلاد اليونان وفلاسفتها. وتحدث قنياس Cineas (الدبلوماسي الإبيروسي) عن أبيقور ، وأخذ يشرح آراء أتباعه في الآلهة، والدولة، وأغراض الحياة، مؤكداً حتى اللذة أكبر سعادة للإنسان؛ ووصف الشؤون العامة بأن لها أسوأ الأثر في الحياة السعيدة لأنها تسبب لها الاضطراب. ونطق إذا الآلهة لا شأن لها بنا جميعاً ولا تعني بنا أية عناية، فهي مجردة من الرحمة بنا أوالغضب علينا ، وهي تحيا حياة لا تقوم فيها بعمل وتقضيها في النعيم والترف. وقبل حتى ينتهي قنياس من كلامهِ صاح فبرسيوس قائلاً لبيرس "إي هرقل! دع بيرس والسمنيين يمتعون أنفسهم بمثل هذه الآراء ما داموا في حرب معنا".
حرب للنهاية
تأثر بيرس بما رآه من صفات الرومان ، فنادىه هذا كما نادىه يأسه من تلقي العون الكافي من يونان إيطاليا ، إلى حتى يرسل قنياس إلى روما ليفاوضها في الصلح. وأوشك مجلس الشيوخ حتى يوافق على هذا، ولكنه فوجئ بأبيوس كلوديوس Appius Claudius، وكان أعمى يشرف على الموت، يحمل إليه ليحتج على عقد الصلح مع جيش أجنبي في أرض إيطالية. فلما عجز بيرس عن نيل بغيته اضطر حتى يواصل الحرب، وانتصر فوزاً انتحارياً آخر في أسكولوم Asculum، ثم عاوده اليأس من الفوز على روما فعبر البحر إلى صقلية معتزماً حتى يخلصها من القرطاجيين. وفيها صد القرطاجيين ببطولتهِ المتهورة، ولكن يونان صقلية كانوا أجبن من حتى يخفوا لنجدتهِ، أولعله كان يحكمهم حكماً استبدادياً كما يحكم جميع طاغية.
وسواء كان هذا أوذاك هوالسبب فإن أهل صقلية لم يمدوه بما يحتاجه من العون، فاضطر إلى هجر الجزيرة بعد حتى ظل يحارب فيها ثلاث سنين. ونطق وهويغادر بنبوءتهِ المأثورة: "أي ميدان قتال اهجره لقرطاجة وروما!" ولما وصل إلى إيطاليا كانت قواته قد نقصت نقصاً كبيراً، فهزم في بنفنتوم Beneventum (275)، حيث أثبتت الكتائب المتحركة الخفيفة السلاح لأول مرة تفوقها على الصفوف المتراصة الحركة، فكان ذلك بداية فترة حديث في تاريخ الحروب. وعاد إلى إبيروس ، كما يقول الفيلسوف أفلوطرخس: "بعد حتى قضى في هذه الحروب ست سنين؛ ومع أنه قد أخفق في أغراضهِ فقد احتفظ بشجاعة لم تنل منها جميع هذه المصائب، ويضعه الناس لكثرة تجاربهِ الحربية، وبأسهِ، وجرأتهِ، في منزلة أعلى من منزلة سائر أمراء عصره. ولكن الذي ناله بشجاعتهِ قد خسره مرة أخرى بسبب آماله المتطرفة؛ وكانت رغبته في نيل ما لا يملك سبباً في ضياع ما كان يملك".
واشتبك بيرس وقتئذ في حروب جديدة ثم اغتال بقرميدة ألقتها عليه عجوز في أرجوس. واستسلمت تراس لرومة في تلك السنة نفسها.
المصادر
ول ديورانت. سيرة الحضارة. ترجمة بقيادة زكي نجيب محمود. Unknown parameter |coauthors=
ignored (|author=
suggested) (help)
سبقه Alcetas II |
ملك إپيروس 307–302 ق.م. |
تبعه Neoptolemus II |
سبقه Neoptolemus II |
ملك إپيروس 297–272 ق.م. |
تبعه الإسكندر الثاني |
سبقه Demetrius I Poliorcetes |
ملك مقدون مع لوسيماخوس 288–285 ق.م. |
تبعه Antigonus II Gonatas |
سبقه Antigonus II Gonatas |
ملك مقدون 274–272 ق.م. |
تبعه Antigonus II Gonatas |