فن التصوير الصيني

عودة للموسوعة

فن التصوير الصيني

ملفوفة جدارية Wall scroll بريشة ما لين في 1246. حبر على حرير, 110.5 سم عرض, Palastsammlung, فرموزا.

يحتل فن الرسم المكانة الأهم بين جميع الفنون في الصين ويمضى كثير من المؤرخين إلى حتى الصينيين يعدون فن الرسم الفن الحقيقي الوحيد ونظروا إلى هذا الفن بوصفه من أحمل تمظهرات عبقرية الإنسان المبدعة. وما فن الرسم لديهم الا محصلة لمفهومهم حول الحياة كذلك يعده المؤلف فرانسوا شينغ (موضوعاً صوفياً حقيقياً والإنسان الصيني مؤمن تماما بأن فن التصوير هوالذي يظهر سر الكون بامتياز) ويبدوهذا الفن بالإضافة إلى الشعر تلك القمة الأخرى من قمم الثقافة الصينية من خلال الفضاء الاصلي الذي يجسده ومن خلال النفحات الحيوية التي يثيرها يظهر أنه لا يزال الاجدر ليس على وصف مشاهد الخلق بل على المشاركة في (أفعال) الخلق نفسها ويعد فن الرسم نفسه ممارسة مقدسة خارج التيار الديني ذي التراث البوذي قبل جميع شيء ثمة فلسفة أساسية هي أساس فن التصوير تطرح مفاهيم دقيقة لفهم الكون وللمصير البشري وللعلاقة بين الإنسان والكون ويمثل الرسم طريقة خاصة للحياة بوصفه تطبيقا لهذه الفلسفة ليس هذا الفن مجرد اطار للتمثيل بل هويهدف إلى خلق مكان وسط تكون الحياة فيه ممكنة ففي الصين الفن وفن الحياة يشكلان كلا واحدا.‏

من خلال هذه الرؤية يرى الفكر الجمالي الصيني الجميل متواشجا دوما مع الحقيقي لذا من أجل الحكم على قيمة عمل ما تميز التنطقيد ثلاث درجات من الجودة وهي: العمل الذي هونتاج الموهبة الكاملة والعمل الذي هونتاج الجوهر الرائع وكدرجة اسمى هناك العمل الذي هونتاج الروح الالهية.‏

لأن المثل الأعلى الذي يحرك الفنان الصيني هوحتى يحقق الكون الأصغر الحيوي الذي يعمل فيه العالم الأكبر.‏

عهد الفن الصيني تطورا مستمرا على مدى التاريخ وعلى الرغم من ارتهان هذا الفن بالأحداث فقد تبع قوانين تغيره الخاصة لم تكن هذه الفترات من التفتت والفوضى وعلى الرغم من الانحطاطات والتساؤلات التي نجمت عنها أقل ملاءمة للإبداع الفني ثمة تياران نهضا بفن الرسم الصيني وقد تغذى احدهما من الآخر وهما:

1- التيار الديني الذي وسمه فن التصوير المتأثرة بالتأوية ثم البوذية.

2- التيار الدنيوي الذي لم يكن أقل روحية من التيار الأول على الرغم من كونه ( دنيويا) وهذا التيار الأخير هوموضوع دراسة فرانسوا شينغ لكونه ممارسة عملية للفكر الجمالي الصيني.‏


وعموماً هناك طريقتان للرسم في "guo hua" (國畫) أوالرسم الصيني, وهما:

  • Meticulous - Gong-bi (工筆) often referred to as "court-style" painting
  • Freehand - Shui-mo (水墨) loosely termed watercolour or brush painting. The Chinese character "mo" means ink and "shui" means water. This style is also referred to as "xie yi" (寫意) or freehand style.


أنواع الحبر في التصوير الصيني

يمكن التمييز بين ستة أنواع مختلفة من الحبر ( تعد ألوانا مستقلة) وهي الجاف, المخفف, الأبيض, والمبلل, والمركز, والأسود, وهي تنقسم وفق هذا التعبير الشهير المستوحى من البوذية:(اللون هوالفراغ, الفراغ هواللون) يشير اللون هنا على التجلي المدغدغ للعالم الظاهراتي وهذا التجلي معبر عنه بطريقة جيدة بحيث إذا الفراغ الذي يحييه يكشف سره غير المكتنه تقنيا يترجم الفراغ بتشكيلة من التدرجات اللونية يقول فرانسوا شينغ:(عندما تعمل القوة الإلهية تبلغ الريشة - الحبر -الفراغ, إذا هناك ريشة ما وراء الريشة وحبر ماوراء الحبر ما على المرء إلا حتى يتصرف بحسب ايقاع قلبه وما من شيء يرسمه إلا ويكون رائعا لأنه من عمل السماء فن الحبر ساحر وخارق للطبيعة تقريبا) ويورد لنا قاعدة جميلة تحكم فن الحبر:(من أجل الحصول على أثر رائع يجب اللعب بالحبر بحيث إنه في المكان الذي تقفافيه الريشة يولد شيء آخر).‏

الصينيون مولعون بعبارات من عيار (الإنسان المتفوق) , (الإنسان النبيل) لأن داخل الإنسان يتحول إلى تعابير الإنسان نفسها وكأن الصينيين يقسمون البشر إلى جبال وبحار البعض منا (جبل) والبعض الآخر بحر) يورد لنا فرانسوا شينغ اعترافات فنية لرسام صيني:‏

اضحك لك والريشة (معراة) في يدي فجأة أبدأ الرقص وأنا أطلق صرخات غريبة وعندما تسمع السماء هذه الصرخات تنفتح شاسعة وفي كبد القبة السماوية يتلألأ القمر براقا بعيدا وصغيرا أنا أتحدث بيدي وأنت تصغي بعينيك وهذا غير متاح للرعاع بأن يعهدوه?!‏

عندما كنت ارسم هذه اللوحة أصبحت كنهر ربيعي حدثا رسمتها, ازهار النهر تفتحت انسجاما مع يدي وكانت مياه النهر تتماوج مع ايقاع كياني في الجناح الاعلى المشرف على النهر كانت اللوحة بيدي وأنا أصرخ باسم تزو-مي وعند سماع صرخاتي الممتزجة بضحكاتي اجتمعت الأمواج والغيوم فجأة).‏

عموما في الفن الصيني الإنسان هوالمقصود في النهاية الإنسان يبحث عن وحدته عبر ممارسة فن التصوير وفي الوقت نفسه يهتم بالواقع لإن الإنسان لايستطيع حتى يكتمل إلا باكمال فضائل السماءوالأرض التي وهبت له.‏

كتاب ممتع قدمه فرانسوا شينغ الاستاذ في المعهد الوطني للغات والحضارات الشرقية وهومؤلف خط هامة حول الفن والشعر في الصين منها (الكتابة الشعرية الصينية 1977) و(النفحة - الروح عام 1989).‏


تاريخ فن التصوير الصيني

التطور التاريخي حتى 221 ق.م.

Long Feng Shi Nu Tu, رسم على حرير من فترة الممالك المتحاربة

لقد أبطأ الغرب في دراسة فن التصوير الصيني ، وليس عليهم في ذلك لوم ، لأن مناحي الفن وأساليبه في الشرق تكاد كلها حتى تكون مغايرة لمناحيه وأساليبه في الغرب ؛ وأول ما نذكره من هذا الخلاف حتى المصورين في بلاد الشرق الأقصى لمقد يكونوا يصورون على القماش ، وقد نجد من حين إلى حين مظلمات على الجدران ، وأكثر ما يوجد من هذا أثر من آثار النفوذ البوذي ؛ ونجد في بعض الأحيان رسوماً على الورق وهذه من آثار ما بعد العهد البوذي ؛ جميع هذا نجده ولكنه قليل ، أما معظم الرسوم الصينية فهي على الحرير ؛ ولقد كان ضعف هذه المادة وقصر أجلها سبباً في تلف الروائع الفنية جميعها حتى لم يبق من تاريخ هذا الفن إلا ذكريات له وسجلات تصف جهود الفنانين ؛ يضاف إلى هذا حتى الصور نفسها كانت رقيقة خفيفة ، وأن كثرتها قد استخدمت فيها الألوان المائية وينقصها ما نراه في الصور الزيتية الأوربية من تلوين يظهرها للعين كأنها صور مجسمة نكاد نلمسها باليد. ولقد حاول الصينيون التصوير الزيتي ولكن يلوح أنهم هجروه لأنهم حسبوا هذه الطريقة من طرق التصوير خشنة ثقيلة لا تتفق وأغراضهم الدقيقة الرفيعة ؛ كذلك كان تصويرهم في أشكاله الأولى على الأقل ، فرعاً من فروع الكتابة أوالخط الجميل يستعملون فيه الفرشاة التي كانوا يستعملونها في الخط ، وكانوا يقتصرون في كثير من روائعهم الفنية على الفرشاة والحبر. وآخر ما نذكره من أوجه الخلاف حتى أعظم ما أخرجوه من الصور الملونة قد أخفى من غير قصد عن أعين الرحالة الغربيين ، ذلك حتى الصينيين لا يتباهون بعرض صورهم على الجدران العامة والخاصة بل يطوونها ويخبئونها بمنتهى العناية ، فإذا أرادوا حتى يستمتعوا برؤيتها أخرجوها من مخبئها كما نخرج نحن كتاباً ونقرأه. وكانت هذه الصور المطوية تلف متتابعة في ملفات من الورق أوالحرير ثم (تُقرأ) كما تقرأ المخطوطات. أما الصور الصغيرة فكانت تعلق على الجدران وقلما كانت توضع في إطارات. وكانت عدة صور ترسم أحياناً على شاشة كبيرة ، وفي العهد الأخير من عهود أسرة سونج كان فن التصوير قد تفرع إلى ثلاثة عشر فرعاً واتخذ أشكالاً لا حصر لها. وقد ورد ذكر الفن الصيني بوصفه فناً ثابت الأساس، قبل ميلاد المسيح بعدة قرون، ولا يزال هذا الفن موطد النادىئم في بلاد الصين إلى يومنا هذا رغم ما عاناه بسبب الحروب الكثيرة.


الصين الامبراطورية المبكرة (221 ق.م.– 220 م)

An Eastern Han Dynasty lacquered wooden box with 3-inch tall painted figures, 2nd century AD.

وتقول الأقاصيص الصينية إذا أول من صور بالألوان في الصين امرأة تسمى لي وهي أخت الإمبراطور الصالح شوين. وقد ساء ذلك أحد الناقدين فنطق: "مما يؤسف له أشد الأسف حتىقد يكون هذا الفن القدسي من اختراع امرأة". ولم يبق شيء من الصور التي رسمت في عهد أسرة جو. لكن الذي لا ريب فيه حتى الفن في عهد هذه الأسرة كان قد تقادم عهده ، ويدلنا على ذلك تقرير خطه كونفوشيوس يقول فيه إنه: أحب أشد الإعجاب بالمظلمات التي رآها في الهيكل العظيم المقام في لو- يانج. أما في أيام أسرة هان فحسبنا دليلاً على انتشار التصوير حتى محرراً من الكتاب قد شكا من حتى بطلاً يعجب به لم يُرسم له عدد كافٍ من الصور فنطق: "إن الفنانين كثيرون فلم إذن لا يصوره أحداً منهم،يا ترى؟ "ومن القصص التي تروى عن واحد من مهرة الفنانين في عهد الإمبراطور لي - يه - إي الأول أنه كان في استطاعته حتى يرسم خطاً مستقيماً لا ميل فيه طوله ألف قدم ؛ وأن يرسم خريطة مفصلة للصين على السطح لا يزيد على بوصة مربعة ، وأن في مقدوره حتى يملأ فاه ماء ملوناً ثم يبصقه فيكون صورة ، وأن الصور التي كان يرسمها للعنقاء قد بلغت من الإتقان حداً جعل الناس إذا نظروا إليها يتساءلون قائلين لم لا تطير عبرهم؟. ولدينا ما يشير إلى حتى فن التصوير الصيني بلغ إحدى درجاته القصوى من الكمال في بداية التاريخ الميلادي ، ولكن الحروب محت جميع مرشد قاطع على هذا. ولقد تناوبت على الصين غلبة الفن والحرب في نزاعهما الأبدي القديم ، منذ العهد الذي نهب فيه لويانج المحاربون من إقليم تشين (حوالي عام 249 ق.م) وأخذوا يحرقون جميع ما لم يستطيعوا الانتفاع به ، إلى أيام ثورة الملاكمين (1900م) حين كان جنود تونج جويستخدمون الصور المرسومة على الحرير في المجموعة الإمبراطورية لحزم ما يريدون حزمه من الأمتعة. فكانت روائع الفن يحل بها الدمار ولكن الفنانين لمقد يكونوا يتوانون عن الخلق والابتداع.



عصر الانقسام (220–581)

لوشنفوLuoshenfu بريشة گوكايجي Gu Kaizhi (و.344-406 م)


ولقد أحدثت البوذية انقلاباً في شئون الدين والفن في بلاد الصين لا يقل في عمقه ومداه عن الانقلاب الذي أحدثته المسيحية في ثقافة البحر الأبيض المتوسط وفنونه. نعم إذا الكونفوشية احتفظت بسلطانها السياسي في البلاد ، ولكن البوذية امتزجت بالدّوية فأصبحت السلطة المهيمنة على الفن ، وأنشأت بين الصينيين وبين البواعث والرموز والأساليب والأنماط الهندية صلات ذات أثر قوي. وكان أعظم العباقرة من رجال مدرسة التصوير الصينية البوذية گوكايجي Gu Kaizhi ، وهورجل بلغ من قوة شخصيته وصفاته الفذة حتى اجتمعت حوله أقاصيص وأساطير كثيرة. منها أنه أحب فتاة تسكن منزلاً يجاور منزله ، فلما عرض عليها حتى تتزوج به أبت لجهلها بما كانت تخبئه له الأيام من شهرة عظيمة، فما كان منه إلا حتى رسم صورة لها على أحد الجدران وأنفذ شوكة في قلبها، فأشرفت الفتاة على الموت. ثم تقدم إليها مرة أخري فرضيت به، فحمل الشوكة عن صورتها فشفيت الفتاة من سقمها. ولما أراد البوذيون حتى يجمعوا المال لتشييد هيكل في نانكنج وعد حتى يمدهم بمليون كاش ، وسخرت الصين كلها من هذا الوعد ، لأن گوقد بلغ من الفقر ما يبلغه الفنان. فنطق لهم: "اسمحوا لي حتى استخدم أحد الجدران" ، فلما عثر الجدار واستطاع حتى ينفرد بنفسه عنده رسم عليه صورة القديس البوذي أوإيمالا-كيرتي. ولما أتم الصورة نادى الكهنة ، وأخذ يصف لهم طريقة جمع المال المطلوب فنطق: "عليكم حتى تطلبوا في اليوم الأول مائة ألف كاش" ممن يريد حتى يدخل ليرى الصورة ، "وأن تطلبوا في اليوم الثاني خمسين ألفاً. أما في اليوم الثالث فدعوا الزائرين أحراراً يتبرعون بما يشاءون". فعملوا ما أمرهم به وجمعوا بهذه الطريقة مليون كاش. ورسم جوسلسلة طويلة من الصور البوذية كما رسم صوراً أخرى غير بوذية ، ولكننا لم يصلنا شيء من رسومه الموثوق بنسبتها إليه . وخط ثلاث رسائل في التصوير بقيت بعض أجزائها إلى اليوم. ومن أقواله: حتى أصعب التصوير تصوير الرجال ، ويلي الرجال في الصعوبة تصوير المناظر الطبيعية ثم تأتي بعدهما الخيل والآلهة. وكان يصر على أنه فنان وفيلسوف معاً. ولما رسم صورة للإمبراطور خط تحتها: "ليس في الطبيعة شيء عال لا ينحط بعد قليل. فالشمس إذا بلغت كبد السماء أخذت في الانحدار ، والقمر إذا كمل وصار بدراً بدأ يتناقص. وتسنم المجد لا يقل صعوبة عن بناء جبل من حبات التراب ؛ أما التردي في الهلاك فسهل كانسياب اللولب المشدود" ، وكان معاصروه يعدونه أعظم رجال زمانه في ثلاث نواح: في التصوير وفي الفكاهة وفي البلاهة.

المبادئ الستة

"المبادئ الستة للرسم الصيني" وضعهم شيـِ هـِ Xie He, محرر ومؤرخ فني وناقد من صين القرن الخامس. He is most famous for his "Six points to consider when judging a painting" (绘画六法, Pinyin:Huìhuà Liùfǎ), taken from the preface to his book "The Record of the Classification of Old Painters" (古画品录; Pinyin: Gǔhuà Pǐnlù). Keep in mind that this was written circa 550 A.D. and refers to "old" and "ancient" practices. The six elements that define a painting are:

The Sakyamuni Buddha, by Zhang Shengwen, 1173-1176 AD, Song Dynasty.
  1. "Spirit Resonance", or vitality, and seems to translate to the nervous energy transmitted from the artist into the work. The overall energy of a work of art. Xie He said that without Spirit Resonance, there was no need to look further.
  2. "Bone Method", or the way of using the brush. This refers not only to texture and brush stroke, but to the close link between handwriting and personality. In his day, the art of calligraphy was inseparable from painting.
  3. "Correspondence to the Object", or the depicting of form, which would include shape and line.
  4. "Suitability to Type", or the application of color, including layers, value and tone.
  5. "Division and Planning", or placing and arrangement, corresponding to composition, space and depth.
  6. "Transmission by Copying", or the copying of models, not only from life but also the works of antiquity.

أسرتا سويْ وتانگ (581–960)

See Tang Dynasty painting

Sun Wei was a noted painter in Sichuan area at the end of the Tang Dynasty. This piece is his only authentic works extant and the painting depicts a well-known story called "Zhu Lin Qi Xian" (seven hermits with superb talent enjoying their life in bamboo forest during the Weijin period (A.D. 220~420).

وازدهر التصوير في بلاط الأباطرة من أسرة تانج ، ومن الأقوال المؤيدة لهذا قول دوفو: "إن المصورين ليبلغون من الكثرة عدد نجوم الصباح ، ولكن الفنانين منهم قليلون". وخط جانج ين - يوان في القرن التاسع عشر كتاباً سماه: عظماء المصورين في جميع العصور وصف فيه أعمال ثلاثمائة وسبعين فناناً ، ويقول فيه: إذا الصورة التي يرسمها أحد أساتذة التصوير كانت تدر عليه وقتئذ نحوعشرين ألف أوقية من الفضة ، ولكنه يحذرنا فيما بعد من حتى نقدر الفن بالمال ويقول: "إن الصور الجميلة أعظم قيمة من المضى واليشب ، أما الصور الرديئة فلا تساوي الواحدة منها شقفة".

ولا نزال نعهد من المصورين في عهد أسرة تانج أسماء مائتين وعشرين ، أما أعمالهم فلا يكاد يبقى منها شيء ، لأن ثوار التتار الذين نهبوا شانج آن في عام 756م لمقد يكونوا يعنون بهذا الفن ؛ وفي وسعنا حتى نلمح الجوالفني الذي كان يمتزج بشعر ذلك الوقت في سيرة هان يو"أمير الأدب" الذائع الصيت. وخلاصة هذه السيرة حتى هذا الأمير كسب من زميل له يقيم معه في منزل رقعة صغيرة اشتملت في أصغر مساحة مستطاعة على ثلاث وعشرين ومائة صورة من صور الآدميين ، وثلاث وثمانين من صور الجياد ، وثلاثين من صور الحيوانات الأخرى ، وصور لثلاث عربات ، وإحدى وخمسين ومائتي صورة لأشياء أخرى ، ويقول هوعنها: "لقد فكرت كثيراً في أمر هذه الصورة لأني لم اكن أصدق أنها من عمل رجل واحد ، فقد جمعت عدداً من المزايا المتنوعة الأنواع ، ولم يكن في وسعي حتى أتخلى عنها مهما عرض عليّ من المال ثمناً لها. وفي العام الثاني غادرت المدينة وسافرت إلى هو- يانج ، وحدث حتى كنت في أحد الأيام أتحدث عن الفن إلى بعض الغرباء ، وأخرجت لهم الصورة ليروها ؛ وكان من بينهم رجل يدعى جو، يشغل وظيفة رقيب وكان ذا ثقافة عالية ؛ فلما سقطت عينه على الصورة دهش أيما دهشة لرؤيتها ثم نطق بعد تفكير طويل: "إن هذه الصورة من عمل يدي رسمتها في أيام شبابي ، وهي منقولة عن صورة في معرض الفن الإمبراطوري ، ولقد فقدتها منذ عشرين عاماً، وأنا مسافر في مقاطعة فوفين"، فما كان من هان يوإلا حتى أهدى الصورة الصغيرة إلى جو.


أسرتا سونگ ويوان (960–1368)

Buddhist Temple in the Mountains, 11th century, ink on silk, Nelson-Atkins Museum of Art, Kansas City (Missouri).
جاومنگفوZhao Mengfu (Zi'ang), an خطاط بارع ورسام, advocated the mixture of old tradition into calligraphy and painting to create the Yuan style.
گوشي Guo Xi, a representative painter of landscape painting in the Northern Song dynasty, has been well known for depicting mountains, rivers and forests in winter. This piece shows a scene of deep and serene mountain valley covered with snow and several old trees struggling to survive on precipitous cliffs. It is a masterpiece of Guo Xi by using light ink and magnificent composition to express his open and high artistic conception.


ولقد نشأت في فن التصوير الصيني مدرستان مختلفتان إحداهما في الشمال والثانية في الجنوب، كما نشأت في الديانة الصينية مدرستان هي المدرسة الكنفوشية والمدرسة الدوِّية - البوذية ، وكما نشأت في الفلسفة مدرستان إحداهما بزعامة گوشي والثانية بزعامة وانج يانج منج ، تمثل الأولى ما يطلق عليه الغربيون العقلية الاتباعية ، وتمثل الثانية العقلية الابتداعية ، فكان الفنانون الشماليون يتمسكون بالتنطقيد الصارمة ويتقيدون في رسومهم بقيود العفة والوقار ؛ أما أهل الجنوب فكانوا يعنون في تصويرهم بإبراز المشاعر والخيال.

العصر الامبراطوري المتأخر (1368–1895)

شن جومن مدرسة ووdepicted the scene when the painter was making his farewell to Wu Kuan, a good friend of him, at Jingkou.

المدرسة الشمالية

ومؤسها هوگوشي وعنيت المدرسة الشمالية أشد عناية بإبراز نماذج سليمة متقنة من الأشكال التي تصورها وجعلها واضحة الخطوط والمعالم ، أما المدرسة الجنوبية فقد ثارت كما ثار مونمارتر Montmarter على هذه القيود ، فكانت تحتقر هذه الواقعية البسيطة ولا تستخدم الأمور إلا عناصر في تجارب روحية ، أونغمات في مزاج موسيقي. ولقد عثر لي سوشون وهويصور في بلاط منج هوانج بين زعازع السلطة السياسية وعُزلة النفي ما يكفي من الوقت لتوطيد نادىئم المدرسة الشمالية. وصور هونفسه بعض المناظر الصينية الطبيعية وبلغ فيها درجة من الواقعية تناقلتها فيما بعد كثير من الأقاصيص. من ذلك قول الإمبراطور أنه يستطيع حتى يستمع في الليل إلى خرير الماء الذي صوره لي على شاشة في قصره ، وإن سمكة في صورة أخرى له دبت فيها الحياة ووجدت بعد في بركة - وليس لنا حتى نلوم الصينيين على هذه الأقوال ، فإن لكل أمة أقوالاً مثلها في مدح مصوريها.

المدرسة الجنوبية

ومؤسسها هووانج يانج منج ونشأت المدرسة الجنوبية مما أدخل على الفن من تجديد ومن عبقرية وانج واي ، فلم يكن المنظر الطبيعي في طرازه التأثيري من طرز الفن أكثر من رمز لمزاج معين ، وكان وانج شاعراً ومصوراً معاً ، ولذلك عمل على ربط الفنين بعضهما ببعض ، وذلك يجعل الصورة تعبر عن قصيدة. وفيه نطق الناس لأول مرة العبارة التي طالما لاكتها الألسن حتى ابتذلت ، والتي تنطبق جميع الانطباق على الشعر والتصوير الصينيين كليهما وهي: "كل قصيدة صورة وكل صورة قصيدة" (وكان يحدث في كثير من الأحيان حتى تنقش القصيدة على الصورة وأن تكون القصيدة نفسها مخطوطاً فنياً جميلاً).

ويروى المؤرخون حتى تونج جي-جانج قضى حياته كلها يبحث عن صورة أصلية من عمل وانج ويه. وأعظم المصورين في عهدة أسرة تانج ، وأعظم المصورين في الشرق الأقصى كله بإجماع الآراء ، رجل علاً فوق فروق مدرستي التصوير السالفتي الذكر ، وكان من الذين حافظوا على التنطقيد البوذية في الفن الصيني ، واسم هذا المصور وودَوْ - دزه ؛ ولقد كان في الحق خليقاً باسمه فإن معنى هذا الاسم هوووأستاذ الدوأوالطريقة ، ذلك حتى جميع التأثرات والأفكار المجردة ، التي وجدها لودزه وجوانج دزه أدق من حتى تعبر عنها الألفاظ ، وقد بدت وكأنها تنساب انسياباً طبيعياً في صورة خطوط وألوان يجري بها قلمه ، ويصفه أحد المؤرخين الصينيين بقوله: "إنه كان شخصاً معدماً يتيماً ، ولكنه وهب فطرة إلهية، فلم يكد يلبس قلنسوة البلوغ حتى كان من أساتذة الفن ، وحتى غمر لو- يانج بأعماله".

وتقول الروايات الصينية إنه كان مغرماً بالخمر وبأعمال القوة ، وإنه كان يعتقد - كما يعتقد الشاعر الإنكليزي بوPoe - حتى الروح تخرج أحسن ثمارها تحت تأثير قليل من السكر. وقد برز في جميع موضوع صوره ؛ في الرجال والأرباب والشياطين وفي تصوير بوذا بأشكال مختلفة ، وفي رسم الطيور والوحوش والمباني والمناظر الطبيعية - وكانت كلها تأتيه طائعة لفنه الخصيب ؛ وبرع في الرسم على الحرير والورق والجدران الحديثة الطلاء فكانت هذه كلها عنده سواء. وقد أنشأ ثلاثمائة مظلم للهياكل البوذية منها مظلم يحتوي على صورة ألف إنسان لا تقل شهرته في الصين عن شهرة "يوم الحساب" أوصورة "العشاء الأخير" في أوربا. وكانت ثلاث وتسعون صورة من صوره في معرض الصور الإمبراطوري في القرن الثاني عشر بعد أربعمائة سنة من وفاته ، ولكنها لم يبق منها شيء في مكان ما في الوقت الحاضر. ويحدثنا الرواة حتى الصور التي رسمها لبوذا "قد كشفت عن أسرار الحياةوالموت من تأثير صوره التي تمثل الحشر حتى ارتاع من رؤيتها بعض القصابين والسماكين فنبذوا حرفتيهم المشينتين غير البوذيتين. ولما رسم صورة تمثل رؤيا منج هوانج أيقن الإمبراطور حتى ووقد رأى هوأيضاً رؤيا مثلها. ولما أوفد الملك ووليرسم منظراً على ضفة نهر جيالنج في ولاية سشوان هاله حتى لا يعود الفنان دون حتى يرسم خطاً واحداً ، فنطق له وو: "لقد وعيته كله في قلبي". ثم انفرد بنفسه في حجرة من حجر القصر وأخرج ، كما يؤكد لنا المؤرخون ، مناظر تمثل ألف ميل. ولما أراد القائد باي حتى ترسم له صورة طلب إليه ووألا يقف أمامه ليرسمه ، بل حتى يلعب بالسيف ، فلما عمل أخرج المصور له صورة لم يسع معاصريه إلا حتى يقولوا أنها قد أوحي إليه بها ولم تكن من عنده. وقد بلغ من شهرته حتى أقبلت "شانج آن" على بكرة أبيها لتشاهده وهويختتم رسم بعض الصور البوذية في هيكل شنج شان. ويقول مؤرخ صيني من مؤرخي القرن التاسع إنه لما أحاط به هذا الجمع الحاشد "رسم الهالات بسرعة عجيبة عنيفة بدا للناس معها كأن يده يحركها إعصار ، وصاح جميع من رآه حتى إلهاً من الآلهة كان يساعده": ذلك حتى الكسالى لا يفتئون يعزون العبقرية "لوحي" يوحى لمن ينتظر هذا الإيحاء.

وتقول إحدى القصص الطريفة إنه لما طال الأجل بورسم منظراً طبيعياً كبيراً ، ودخل في فم كهف مصور في هذا المنظر ، ولم يره أحد بعد دخوله فيه. ولا جدال في حتى الفن لم يصل قط إلى ما أوصله إليه هومن إتقان وإبداع. وأصبح الفن في عهد أسرة سونج شهوة عارمة عند الصينيين ، ذلك أنه بعد حتى تحرر من سيطرة الموضوعات البوذية عليه غمر البلاد بما لا يحصى من الصور المتنوعة.

ولم يكن الإمبراطور هواي دزونج نفسه أقل الثمانمائة الرسامين المشهورين في أيامه. ومن الكنوز المحفوظة بمتحف الآثار الجميلة ببوسطن ملف صوّر فيه هذا الإمبراطور في بساطة عجيبة ووضوح أحب المراحل المتنوعة التي تسير فيها عملية إعداد الحرير على يد النساء الصينيات. ومن أعماله أنه أنشأ متحفاً للفن جمع فيه أكبر مجموعة من الروائع الفنية عهدتها الصين من بعده ؛ وأنه حمل المجمع الفني من فرع تابع للكلية الأدبية لا غير إلى معهد مستقبل من الدرجة الأولى ، واستبدل الاختبار في الفن ببعض الاختبارات الأدبية التي جرت العادة بأن يمتحن فيها طلاب المناصب السياسية ، وحمل رجالاً إلى مناصب الوزراء لأنهم برعوا في الفن بقدر ما حمل إليها غيرهم لأنهم برعوا في السياسة. وسمع التتار بهذا كله فغزوا الصين وأنزلوا الإمبراطور عن عرشه ، ونهبوا المدينة وعاثوا فيها فساداً ، ودمروا جميع الصور المحفوظة في المتحف الإمبراطوري إلا القليل ، وكانت سجلات هذه الصور تملأ عشرين مجلداً. وساق الغزاة الإمبراطور الفنان أمامهم ومات في ذل الأسر.

وكان أجل من هذا الإمبراطور الفنان شأناً رجلان من غير الأسر المالكة هما جووشي ، ولي لونج - مين. "ويقول الناقدون والفنانون إذا جووشي بز جميع معاصريه في تصوير أشجار الصنوبر الباسقة ، والدوحات الضخمة ، والمياه الدوامة ، والصخور الناتئة ، والجروف الوعرة ، وقلل الجبال السامقة التي لا يحصى عديدها" . وكان لي لونج مين فناناً وعالماً وموظفاً ناجحاً ورجلاً سميذعاً يجله الصينيون ويرون فيه مثلاً أعلى لما يجب حتىقد يكون عليه الصيني المثقف. وقد بدأ أولاً بالخط ثم انتقل منه إلى الرسم بالخطوط ثم بالألوان ، وقلما كان يستخدم في هذا كله شيئاً غير المداد ؛ وكان يفخر بمحافظته الشديدة على تنطقيد المدرسة الشمالية بزعامة جوشي ، ويبذل جهوده كلها في ضبط الخطوط ودقتها. وقد برع في رسم الخيل براعة بلغ منها حتى اتهمه الناس حين ماتت ستة منها بأن الصورة التي رسمها لها قد سلبتها أرواحها ؛ وإن حذره كاهن بوذي من أنه سيصبح هونفسه جواداً إذا دأب على العناية برسم الجياد بدقته المعهودة ، فما كان منه إلا حتى قبل نصيحة الكاهن وصور خمسمائة لوهان. وفي وسعنا حتى ندرك شهرته إذا عهدنا حتى معرض هواي دزونج الإمبراطوري حين نُهب كان يحتوي على مائة صورة وسبع صور من عمل لي لونج - مين وحده.

ونبغ في عهد أسرة سونج عدد كبير من أساتذة الفن ، نذكر منهم مي فاي وهوعبقري غريب الأطوار ، كان لا يُرى إلا وهويغسل يديه أويغير ملابسه إذا لم يكن يشتغل بجمع أعمال رجال الفن القدماء ، أويرسم صوراً لمناظر طبيعية "بكيفية التنقيط" أي بنقط من المداد يضعها دون حتى يستعين بالخطوط الخارجية. ومنهم أيضا شيه جواي وقد رسم ملفاً طويلاً يحتوي على مناظر متفرقة بنهر يانج - دزه من منابعه الصغيرة ، ومجراه ، مخترقاً اللويس والخوانق إلى مصبه الواسع الخاص بالسفن التجارية وبالقوارب الصغيرة (السمبان) ؛ وهذا الملف قد جعل بعض الفنانين يضعون صاحبه على رأس مصوري المناظر الطبيعية في الشرق والغرب على السواء.

ومن مشهوري المصورين في هذا العهد مايوان ، ويزدان متحف الفن الجميل في بوسطن بمناظر طبيعية أنيقة ، ومناظر مصورة عن بعد%=@ومن أروع الصور صورة "السيدة لنج - جاوواقفة بين الثلوج". والصورة تمثل السيدة (وهي صوفية بوذية من نساء القرن الثامن) ساكنة غارقة في التفكير كأنها سقراط واقف وسط الثلوج في بلاتيه. ويخيل إلينا حتى الفنان يقول "إن العالم لا وجود له إلا إذا استوعب العقل وجوده ، وإن في وسع العقل حتى يتجاهله إلى حين".@ .

ومنهم ليانج كاي الذي رسم صورة فخمة للشاعر الصيني لي بو؛ وموتشي صاحب صورة النمر الرهيب ، والزرزور ، وصورة كوان ين الظريف المكتئب ؛ وفي وسعنا حتى نذكر غير هؤلاء كثيرين من المصورين الصينيين الذين لم يألف الغرب سماع أسمائهم أويعيها إذا سمعها لغرابتها ، ولكنهم في واقع الأمر نماذج من تراث الشرق العقلي العظيم. وما أصدق ما نطقه عنهم فنلوزا Fenollosa: "لقد كانت ثقافة أسرة سونج أنضج تعبير عن العبقرية الصينية". وإذا شئنا حتى نقدر فن التصوير الصيني في أيام مجد أسرتي تانج وسونج ، كنا كمن يحاولون من مؤرخي المستقبل حتى يخطوا عن عصر النهضة الإيطالية بعد حتى فقدت جميع أعمال رفائيل وليوناردودافنشي ومايكل إنجلو.

ويبدوحتى فن التصوير الصيني قد كسر في ذرعه وهدر دمه لما توالى عليه من غارات جحافل البرابرة الذين دمروا روائعه وعاقوا تقدمه قروناً عدة. ومع أنه قد نبغ في عهد الأسر التي تربعت على عرش الصين بعد أسرتي تانج وسونج ، الصينية منها والأجنبية ، فنانون لهم رسوم بلغت مستوى عظيماً من الظرف أوالقوة ، فليس من هؤلاء الفنانين من يرقى إلى مستوى أولئك الرجال الذين عاشوا في جنان بلاط منج هوانج أوهواي دزونج. وخليق بنا إذا فكرنا في الصينيين ألا نفكر فيهم على أنهم مجرد شعب سلطت عليه الفاقة ، وأضعفه فساد الحكم ، وفرقته التحزبات والانقسامات السياسية ، وأذلته الهزائم الحربية ، بل يجب حتى نفكر فيهم أيضاً على أنهم أمة شهدت في تاريخها الطويل عصوراً لا تقل في مجدها عن عصور بركليز وأغسطس وآل مديشي ، وأنها قد تشهد عصوراً أخرى مثلها في مستقبل الأيام.


خصائص فن التصوير الصيني

ترى ما هي الخصائص التي تميز فن التصوير الصيني فتجعله يختلف جميع الاختلاف عما أنتجته أية مدرسة أخرى من مدارس التصوير في التاريخ كله عدا تلاميذه في اليابان،يا ترى؟ إذا أول ما نذكره من هذه الخصائص حتى الصور الصينية ترسم على ملفات أوشاشات كبيرة ، ولكن هذه مسألة تتعلق بالشكل الخارجي ، وأهم منها وأعمق وأكثر صلة بالصفات الذاتية احتقار الصينيين للمنظور والظلال. فلما حتى قبل مصوران أوربيان دعوة وجهها إليهم الإمبراطور كانج شي ليزينوا له قصوره رفض الإمبراطور ما عرضوه عليه من زينات لأنهم رسموا العمد البعيدة في صورهم أقصر من القريبة. ونطق لهم الصينيون في هذا حتى لا شيء يمكن حتىقد يكون أكذب وأبعد عن الطبيعة من تمثيل المسافات حيث لا توجد مسافات مطلقاً. ولم تستطع إحدى الفئتين حتى تفهم آراء أخرى ومبادئها لأن الأوربيين اعتادوا حتى ينظروا إلى المنظر وهم في مستواه ، على حين حتى الفنانين الصينيين قد اعتادوا حتى ينظروا إليه من أعلاه.

كذلك كان يخيل إلى الصينيين حتى الظلال لا محل لها في نمط من أنماط الفن لا يهدف في زعمهم إلى محاكاة الحقيقة بل يهدف إلى إدخال السرور على النفس ، وتمثيل الأمزجة ، والإيحاء بالأفكار عن طريق الأشكال التامة الكاملة. وكان الشكل جميع شيء في هذه الصور ، ولم تكن السبيل إلى إجادته غزارة اللون أوبهجته ، بل كانت في انسجامه ودقة خطوطه. وكانت الألوان محرمة تحريماً باتاً في الرسوم الأولى ، وظلت نادرة في رسوم أساتذة الفن ؛ فقد كان هؤلاء يكتفون بالمداد والفرشاة ؛ ذلك حتى اللون لم يكن في رأيهم ذا صلة ما بالشكل ، بل كان الشكل على حد قول شياه - هُوهوالانسجام ؛ وأول معاني الانسجام عند الصينيين هوحتىقد يكون الرسم الصيني السجل المرئي لحركة منسجمة أورسيرة تمثلها اليد ؛ ومعناه كذلك حتى الشكل البديع يكشف عن "انسجام الروح" وعن جوهر الحقيقة وحركتها الهادئة. ومظهر الانسجام في آخر الأمر هوالخط - غير مستخدم في بيان حدود الأمور ومحيطها الخارجي ، بل مستخدم في بناء الأشكال التي تعبر عن النفس بطريق الإيحاء أوالرمز. وتكاد دقة الخطوط وجمالها حتىقد يكونا وحدهما في فن التصوير الصيني السبب الوحيد في براعة التطبيق المستقلة عن قوة الإدراك والشعور والخيال. ومن أجل هذا كان من واجب المصور حتى يلاحظ ما يريد تصويره بصبر وعناية ، وإنقد يكون ذا شعور قوي مرهف ، وأن يضبط أحاسيسه أدق الضبط وأحكمه ، وأن يتبين غرضه واضحاً ، ثم ينقل بعد هذا على الحرير ما تمثله في خياله ، نقلا لا يهجر فيه مجالاً للإصلاح أوالتعديل ، وذلك بعدد قليل من الضربات المتواصلة السهلة. وقد وصل فن التصوير بالخطوط ذروة مجده في الصين واليابان ، كما اقترب فن التلوين من ذروة مجده في البندقية وفي الأراضي الوطيئة. ولم يُعن فن التصوير الصيني بالواقعية في يوم من الأيام ، بل كان يهدف إلى الإيحاء أكثر مما يهدف إلى الوصف. أما "الحقيقة" فقد هجرها للفهم ووهب نفسه للجمال.

ولقد كان هذا النوع من التصوير فرعاً لم ينبت في غير بلاد الصين ، ثم ترعرع وازدهر بعض الازدهار تحت سماء صافية ، فأصبح كافياً لأن يستهوي نفوس أعظم أساتذة الفن ويملك عليهم تفكيرهم ، وأنقد يكون تناولهم لرقعة التصوير الفارغة وتقسيمها تقسيماً يتناسب مع ما يريدون تصويره ، حتىقد يكون هذا وذاك محكاً تختبر به قدرتهم ومهارتهم. ومن الموضوعات التي كانت تعرض على طالبي الالتحاق بمجمع هواي دزونج للتصوير موضوع يوضح لنا مقدار توكيد الصينيين للإيحاء غير المباشر وعنايتهم به لا بالتصوير الصريح. ذلك حتى المتسابقين كان يعرض عليهم حتى يشرحوا بالرسم بيتاً من أبيات الشعر هو: "وعاد حافر جواده مثقلاً بعبير ما وطئه من الأزهار". وكان المتسابق الذي أحرز قصب السبق في هذا المضمار فناناً رسم صورة فارس ومن حول كعوب جواده سرب من الفرش. ولما كان الشكل جميع شيء فإن من الممكن حتىقد يكون الموضوع أي شيء. وقلما كان الرجال مركز الصورة أوجوهرها ؛ وإذا ما ظهروا فيها كانوا في جميع الأحوال تقريباً شيوخاً وكانوا كلهم متقاربين في الشبه. وقلما كان المصور الصيني ينظر إلى العالم بعيني الشاب وإن لم يكن قط واضح التشاؤم في تصويره. ولقد رسم المصورون صوراً لبعض الأفراد ولكنها كلها صور لم تبلغ ما بلغه غيرها من الجودة والإتقان ؛ ذلك حتى الفنان الصيني لم يكن يعنى بالأفراد ، وما من شك في أنه كان يحب الأزهار والحيوانات أكثر مما يحب الرجال ، ولذلك أطلق لنفسه العنان في تصويرها؛ فترى هواي دزونج وهوالذي كانت تأتمر بأمره إمبراطورية متسعة الأراتى يهب نصف حياته لتصوير الطيور والأزهار. وكانت الأزهار والحيوانات كالأزورد والتنين تتخذ رموزاً غير مقصودة لذاتها في بعض الأحيان ؛ لكنها في الأغلب الأعم كانت ترسم لأن سر الحياة وسحرها يتمثلان فيها كاملين كما يتمثلان في الإنسان نفسه ، وكان الحصان محبباً للفنانين الصينيين بنوع خاص ، ومن أجل هذا ترى فنانين كباراً مثل هان كان لا يكادون يعملون شيئاً غير رسم شكل في أثر شكل لهذا المخلوق الذي هوجسم حي للتخطيط الفني.

ولسنا ننكر حتى التصوير في الصين قد لاقى الأمرّين من جراء التنطقيد الدينية أولاً ومن القيود التي وضعها الفهماء بعدئذ ، وأن تقليد الأساتذة القدامى والنسج على منوالهم كانا من العوامل المعوقة في تدريب طلاب الفن ، وأن الفنان كان في كثير من الأحوال يقيد بعدد من المسائل لا يسمح له حتى يلجأ إلى غيرها في تشكيل مادته. وفي وسعنا حتى ندرك قوة العهد والتنطقيد من قول أحد كبار النقاد الفنيين في عهد آل سونج: "لقد كنت في أيام شبابي أثني على الأستاذ الذي أحب صوره ؛ فلما حتى نضج عقلي أصبحت اثني على نفسي لأني أحببت ما اختاره الأساتذة لي لكي أحبه" ، وإنا ليدهشنا ما بقى في هذا الفن من حيوية بالرغم من قيود العهد والقواعد التي وضعت له. وفي وسعنا حتى نقول في هؤلاء ما نطقه هيوم عن كتاب عهد الاستنارة وهم الذين علا شأنهم رغم الرقابة المفروضة عليهم: "إن القيود التي عانى الفنانون ما عانوه منها قد أرغمتهم هي نفسها على حتىقد يكونوا عظماء ممتازين". وما من شك في حتى الذي أنقذ المصورين الصينيين من وهدة الركود هوإخلاصهم في إحساسهم بالطبيعة. وقد استمدوا هذا الإحساس من مبادئ الدوية ، وقوتها في نفوسهم البوذية إذ فهمتهم حتى الإنسان والطبيعة شيء واحد في مجرى الحياة وتغيرها ووحدتها. وكما حتى الشعراء قد وجدوا في الطبيعة ملجأ يهرعون إليه من صخب المدن وكفاحها ، وكما حتى الفلاسفة كانوا يبحثون فيها عن نماذج للأخلاق وهادياً للحياة ، كذلك كان المصورون يطيلون التأمل بجوار المجاري المائية المنعزلة ويوغلون في شعاب الجبال الشجراء ، لأنهم يشعرون حتى الروح الأعلى الذي لا يعهدون له اسماً قد عبر عن نفسه في هذه الأمور الصامتة الخالدة تعبيراً أوضح مما عبر عنها في حياة الناس وأفكارهم المضطربة الهائجة.

ولقد اتخذ الصينيون الطبيعة الشديدة القسوة عليهم ، والتي تنفث الموت ببردها وفيضان أنهارها ، اتخذوها إلههم الأعلى ، ورضوا بذلك في قوة وطمأنينة ، ولم يقبلوا حتى يقدموا لها القرابين الدينية ، بل رضوا بأن تكون فوق هذا معبود فلسفتهم وأدبهم وفنهم. وحسبنا شاهداً على قدم عهد الثقافة الصينية وعمقها حتى الصينيين قد هاموا بحب الطبيعة قبل حتى يهيم بها كلود لورين ، وروسو، وورد سورث ، وشاتوبريان بألف عام كاملة ؛ وأنهم أنشئوا مدرسة من مصوري المناظر الطبيعية أضحت صورها في جميع بلاد الشرق الأقصى أسمى ما عبرت به الإنسانية عن مشاعرها.

انظر أيضاً

  • قائمة الرسامين الصينيين
  • الفن الصيني
  • تاريخ الفن الصيني
  • Ink and wash painting
  • Shan Shui painting
  • Ming Dynasty painting
  • Lin Tinggui
  • Qiu Ying
  • Chinese Piling paintings


المصادر

  • ول ديورانت. سيرة الحضارة. ترجمة بقيادة زكي نجيب محمود. Unknown parameter |coauthors= ignored (|author= suggested) (help)
  • http://thawra.alwehda.gov.sy/_print_veiw.asp?FileName=27619199220070516232222

وصلات خارجية

  • Chinese painting Description of the techniques. Learn Chinese traditional painting.
  • Gallery of Chinese Painting
  • Chinese Painting for beginners, step-by-step illustrations. The link may appear to be dead when first clicked, but it is not. Just click it once more to activate it.
  • Famous Chinese Painting Reproductions, famous Chinese gongbi paintings reproduced by Chinese artist Cao Xiaohui.
تاريخ النشر: 2020-06-06 19:37:47
التصنيفات: Pages with citations using unsupported parameters, Chinese art, رسم صيني, فنون في الصين

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

«الإفتاء» توضح حكم صلاة الجمعة إذا جاءت يوم عيد - أخبار مصر

المصدر: الوطن - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-04-20 21:20:29
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 67%

حزب المصريين: توجيهات الرئيس دائما حاسمة حول حفظ كرامة المصريين

المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-04-20 21:19:42
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 67%

أصوات نقابية ترتفع في وجه حكومة أخنوش ومطالب بتحسين الوضع المعيشي

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-04-20 21:19:53
مستوى الصحة: 63% الأهمية: 73%

الدولي المغربي مزراوي يشكو حرمانه من اللعب مع ناديه

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-04-20 21:19:58
مستوى الصحة: 69% الأهمية: 79%

أسعار الذهب تتراجع 100 جنيه.. بشائر العيد - اقتصاد

المصدر: الوطن - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-04-20 21:20:23
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 63%

رئيس الوزراء يهنئ الشعب المصري بعيد الفطر المبارك - أخبار مصر

المصدر: الوطن - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-04-20 21:20:23
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 69%

التضامن: تمويل لدعم ذوي الهمم بـ12.7 مليون جنيه

المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-04-20 21:19:37
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 66%

موعد صلاة عيد الفطر في جميع المحافظات 

المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-04-20 21:19:34
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 69%

عاجل- الجمعة أول أيام عيد الفطر بإسبانيا

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-04-20 21:19:49
مستوى الصحة: 67% الأهمية: 78%

حزب الريادة يهنئ الرئيس السيسي والشعب المصري بعيد الفطر المبارك 

المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-04-20 21:19:40
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 51%

الدكيك لـ”الأيام 24″: هدفنا الحفاظ على لقبينا الإفريقي والعربي

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-04-20 21:19:55
مستوى الصحة: 66% الأهمية: 78%

تحميل تطبيق المنصة العربية