ابن الأثير الجزري
مؤرخ إسلامي عز الدين أبي الحسن علي الشيباني | |
---|---|
اللقب | ابن الأثير |
ميلاد | 1160 م، جزيرة ابن عمر، الدولة السلجوقية/حالياً جزيرة ابن عمر، هجريا |
وفاة | 1233 = 630 هـ |
الأصل العرقي | كردي |
الممضى | السنة |
الاهتمامات الرئيسية | التاريخ |
أعماله | الكامل في التاريخ وأسد الغابة في فهم الصحابة |
تأثرات | أبوالفداء |
عز الدين أبي الحسن علي الشيباني (555-630 هـ) المعروف بابن الأثير الجزري، مؤرخ عربي إسلامي كبير، عاصر دولة صلاح الدين الأيوبي، ورصد أحداثها ويعد كتابه الكامل في التاريخ مرجعا لتلك الفترة من التاريخ الإسلامي.
المولد والنشأة
ولد علي بن أبي الكرم محمد بن محمد المعروف بعز الدين بن الأثير في أربعة جمادى الآخر سنة 555 هـ بالجزيرة المسماة في المصادر العربية الإسلامية بجزيرة ابن عمر في الجزيرة الفراتية العليا، وهي ضمن الأنطقيم السورية الشمالية الواقعة ضمن حدود هجريا حالياً. وقد عني أبوه بتعليمه، فحفظ القرآن الكريم، وتفهم مبادئ القراءة والكتابة، رحل إلى الموصل بعد حتى انتقلت إليها أسرته، فسمع الحديث من أبي الفضل عبد الله بن أحمد، وأبي الفرج يحيى الثقفي، وكان ينتهز فرصة خروجه إلى الحج، فيعرج على بغداد ليسمع من شيوخها الكبار، من أمثال أبي القاسم يعيش بن صدقة الفقيه الشافعي، وأبي أحمد عبد الوهاب بن علي الصدمي. ورحل إلى دمشق وتفهم من شيوخها وفهمائها واستمع إلى كبار فقهاء الشام واستمر فترة من الزمن ، ثم عاد إلى الموصل ولزم بيته منبترا للتأليف والتصنيف.
ثقافته
في رحلته الطويلة لطلب الفهم وملاقاة الشيوخ، والأخذ منهم، تفهم ابن الأثير الحديث والفقه والأصول والفرائض والمنطق والقراءات؛ لأن هذه العلوم كان يجيدها الأساتذة المبرزون ممن لقيهم ابن الأثير، غير أنه اختار فرعين من العلوم وتعمق في دراستهما هما: الحديث والتاريخ، حتى أصبح إماما في حفظ الحديث ومعهدته وما يتعلق به، حافظا للتواريخ المتقدمة والمتأخرة، خبيرا بأنساب العرب وأيامهم وأحبارهم، عارفًا بالرجال وأنسابهم لا سيما الصحابة.
وعن طريق هذين الفهمين بنى ابن الأثير شهرته في عصره، وإن غلبت صفة المؤرخ عليه حتى كادت تحجب ما سواها. والعلاقة بين المجالين وثيقة جدا؛ فمنذ حتى بدأ التدوين الرقمي ومعظم المحدثين العظام مؤرخون كبار، خذ مثلا الإمام الطبري، فهويجمع بين التفسير والفقه والتاريخ، والإمام المضىي كان حافظا متقنا، وفي الوقت نفسه كان مؤرخا عظيما، وكذلك كان الحافظ ابن عساكر بين هاتين الصفتين… والأمثلة كثيرة يصعب حصرها.
مؤلفاته
وقد توافرت لابن الأثير المادة التاريخية التي استعان بها في مصنفاته، بفضل صلته الوثيقة بحكام الموصل، وأسفاره الكثيرة في طلب الفهم، وقيامه ببعض المهام السياسية الرسمية من قبل صاحب الموصل، ومصاحبته صلاح الدين في غزواته -وهوما يسر له وصف المعارك كما شاهدها- ومدارسته الخط وإفادته منها، ودأبه على القراءة والتحصيل، ثم عكف على تلك المادة الهائلة التي تجمعت لديه يصيغها ويهذبها ويرتب أحداثها حتى انتظمت في أربعة مؤلفات، جعلت منه أبرز المؤرخين المسلمين بعد الطبري وهذه المؤلفات هي:
- الكامل في التاريخ، وهوفي التاريخ العام.
- التاريخ الباهر في الدولة الأتابكية، وهوفي تاريخ الدول، ويقصد بالدولة الأتابكية.
- أسد الغابة في فهم الصحابة، وهوفي تراجم الصحابة.
- اللباب في تهذيب الأنساب، وهوفي الأنساب.
- المثل الثائر في أدب المحرر والشاعر.
الكامل في التاريخ
وهوتاريخ عام في 12 مجلدًا، منذ الخليقة وابتداء أول الزمان حتى عصره، حيث انتهى عند آخر سنة 628 هـ أي إنه يعالج تاريخ العالم القديم حتى ظهور الإسلام، وتاريخ العالم الإسلامي منذ ظهور الإسلام حتى عصره، والتزم في كتابه بالمنهج الحولي في تسجيل الأحداث، فهويسجل أحداث جميع سنة على حدة، وأقام توازنًا بين أخبار المشرق والمغرب وما بينهما على مدى سبعة قرون وربع قرن، وهوما منح كتابه طابع التاريخ العام أكثر أي تاريخ عام لغيره، وفي الوقت نفسه لم يهمل الحوادث المحلية في جميع إقليم، وأخبار الظواهر الجوية والأرضية من غلاء ورخص، وقحط وأوبئة وزلازل.
ولم يكن ابن الأثير في كتابه ناقل أخبار أومسجل أحداث فحسب، وإنما كان محللا ممتازا وناقدا بصيرا؛ حيث حرص على تعليل بعض الظواهر التاريخية ونقد أصحاب مصادره، وناقش كثيرا من أخبارهم.. وتجد لديه النقد السياسي والحربي والأخلاقي والعملي يأتي عفوا بين ثنايا الكتاب، وهوما جعل شخصيته التاريخية واضحة تماما في كتابة على الدوام.
وتعود أهمية الكتاب إلى أنه استكمل ما توقف عنده تاريخ الطبري في سنة 302 هـ وهي السنة التي انتهى بها كتابه، فبعد الطبري لم يظهر كتاب يغطي أخبار حقبة تمتد لأكثر من ثلاثة قرون، كما حتى الكتاب تضمن أخبار الحروب الصليبية مجموعة متصلة منذ دخولهم في سنة 491 هـ حتى سنة 628 هـ، كما تضمن أخبار الزحف التتري على المشرق الإسلامي منذ بدايته في سنة 616 هـ. وقد خط ابن الأثير تاريخه بأسلوب نثري مرسل لا تكلف فيه، مبتعدا عن الزخارف اللفظية والألفاظ الغريبة، معتنيا بإيراد المادة الخبرية بعبارات موجزة واضحة.
أسد الغابة في فهم الصحابة
وموضوع هذا الكتاب هوالترجمة لصحابة الرسول صلى الله عليه وسلم الذين حملوا مشعل الدعوة، وساحوا في البلاد، وفتحوا بسلوكهم الدول والممالك قبل حتى يفتحوها بالطعن والضرب. وقد عاد ابن الأثير في هذا الكتاب إلى مؤلفات كثيرة، اعتمد منها أربعة كانت عُمُدًا بالنسبة له، هي: "فهم الصحابة" لأبي نعيم، و"الاستيعاب في فهم الأصحاب" لابن الأثير، و"فهم الأصحاب" لابن منده، و"الذيل على فهم الأصحاب" لابن منده.
وقد اشتمل الكتاب على ترجمة (7554) صحابيا وصحابية تقريبا، يتصدره توطئه لتحديد مفهوم الصحابي؛ حتىقد يكون القارئ على بينه من أمره. والتزم في إيراد أصحابه الترتيب الأبجدي، ويبتدئ ترجمته للصحابي بذكر المصادر التي اعتمد عليها، ثم يشرع في ذكر اسمه ونسبه وهجرته إذا كان من المهاجرين، والمشاهد التي شهدها مع الرسول صلى الله عليه وسلم إذا وجدت، ويذكر تاريخ وفاته وموضعها إذا كان ذلك معلوما، وقد طبع الكتاب أكثر من مرة.
وفاته
ظل ابن الأثير بعد رحلاته مقيما بالموصل، منصرفا إلى التأليف، عازفا عن المناصب الحكومية، متمتعا بثروته التي جعلته يحيا حياة كريمة، جاعلا من داره ملتقى للطلاب والزائرين حتى توفي في شعبان عام(630)هـ.
انظر أيضاً
- أسرة ابن الأثير
- قائمة المؤرخين المسلمين
- قائمة الفهماء المسلمين
- ابن أثير
- أحمد ابن فضلان
- ابن رسته
- الإفرنج
الهوامش
- ^ Fourth to Seventh century
وصلات خارجية
- http://www.britannica.com/eb/article-9041903
- Ibn al-Athīr's Accounts of the Rūs: A Commentary and Translation by William E. Watson from Canadian/American Slavic Studies
- http://www.lib.umich.edu/area/Near.East/islhist.html
- http://www.bogvaerker.dk/Bookwright/rijal.html
- Kurds and Kurdistan, Encyclopaedia of Islam.