السير فردريك وليام هرشل Frederick William Herschel, FRS KH (و. 15 نوفمبر 1738 – 25 أغسطس 1822) كان فلكياً ومؤلفاً موسيقياً ألماني المولد بريطاني الجنسية أصبح شهيراً باكتشافه اورانوس. وقد اكتشف أيضاً الإشعاع تحت الأحمر وقد قام بالكثير من الاكتشافات في فهم الفلك.

حياته

بلغ الفلك الإنجليزي قمته حين أضاف وليم هرشل الكوكب أورانوس إلى قائمة الكواكب وهجر عمله موسيقياً. وكان أبوه موسيقياً في الجيش الهانوفري، واتخذ الصبي المولود في 1738، والذي سمى فريدرش فلهلم، مهنة أبيه، وعمل موسيقياً في أول حملة في حرب السنين السبع، ولكن صحته كانت رقيقة فسرحه الجيش (ومع ذلك عمر إلى الرابعة والثمانين). وفي 1757 أوفد إلى إنجلترا ليلتمس رزقه في الموسيقى. وفي باث التي نافست آنذاك لندن مركزاً للمجتمع الراقي، ارتقى من عازف على الأوبرا، إلى قائد فرقة، إلى عازف على الأرغن في "الكنيسة المثمنة". وكان يؤلف الموسيقى، ويفهمها، ويعطي أحياناً خمسة وثلاثين درساً في الأسبوع. وفي الليل يروح عن نفسه بدراسة حساب التفاضل، ومنه انتقل إلى البصريات، وأخيراً إلى الفلك. واستقدم من ألمانيا أخاه ياكوب، وفي 1772 أخته كارولين، التي لفت بيتهما، وتفهمت حتى تمسك السجلات الفلكية، وأخيراً أصبحت فلكية بجهدها هي دون اعتماد على أحد.

وقد قرأ كتابا في فهم الفلك وهوفي الخامسة والثلاثين من عمره، وأستمتع به جدا وبلغ من أهتمامه به أنه قرر الأتجاه لفهم الفلك، ثم عجز هرشل حتى يحصّل آلات كافية فبنى مناظير خاصة به وقام بتحسينها. وفي عام 1774 وبمساعدة أخته كارولين –عالمة فلكية أيضاً- قام هرشل بمسح تام ومنظم للسماء. ثم خلق مراقب (تلسكوبات) ضخمة لنفسه، وصرف وقتا كبيرا في النظر إلى السماء من خلال مراقبه (تلسكوباته)، وكان حصاد مثابرته تحقيقه لكثير من الأنجازات الفلكية ومنها وهوفي الثالثة والأربعين من عمره أكتشافه لكوكب أورانوس (Uranous)، عام 1781م، وهوالكوكب السابع في بعده عن الشمس،سمّاه "جورجيوم سيدوس" نسبة للملك جورج الثالث ويعهد الآن عالمياً باسم أورانوس.

بعد سنة عُيِّن هرشل كفلكي خاص للملك مما ساعده في تكريس جميع وقته إلى مساعيه الفلكية. ثم نصب هرشل منظاراً في مستنقع بيركشاير ومن خلال استعماله لهذا المنظار استطاع حتى يكتشف قمرين لأورانوس والقمر السادس والسابع لزحل.

إنجازاته

رأيت وأنا أفحص النجوم الصغيرة القريبة من هـ. جمينورم أ نجما ظهر بوضوح أنه أكبر من غيره. وإذ أدهشني مظهره غير العادي، فقد قارنت بينه وبين هـ جمينورم والنجم الصغير الذي في الزاوية القائمة بين أوريجا وجميني، وإذ وجدته أكبر كثيراً من جميع منهما، فقد اشتبهت في كونه مذنباً"(55). ولم يكن النجم مذنباً؛ وقد ظهر الفحص المتصل أنه يدور حول الشمس في فلك يكادقد يكون دائرياً، يكبر تسع عشرة مرة عن فلك الأرض، ومرتين عن فلك زحل، لقد كان كوكباً جديداً، وأول الكواكب التي ميزت على هذا النحوفي سجلات الفلك المدونة. وهلل العالم المثقف بأسره للكشف الذي ضاعف قطر المجموعة الشمسية عما عهد من قبل. وكافأت الجمعية الملكية هرشل بزمالتها وبمدالية كويلي، وأقنعه جورج الثالث بأن يهجر عمله موسيقياً ويصبح فلكياً للملك. وأطلق هرشل على الكوكب الجديد اسم جورجيوم سيدس (نجم الجورجيين)، ولكن الفلكيين اتفقوا بعد ذلك على تسمية "أورانوس"، فأنتزعوه بذلك من الملوك الهانوفرين وأسلموه لآلهة الوثنيين كما عملوا بكل أخوته تقريباً.

تلسكوبات هرشل

وفي 1781 انتقل وليم كارولين إلى سلاو، وهي مدينة لطيفة على الطريق من لندن إلى وندسور. ولم يكف راتبه المتواضع البالغ مائتي جنيه في السنة حاجاته هووأخته وأدواته، فأكمله بصنع التلسكوبات وبيعها. وزاد من حجم ما صنعه منها لنفسه، حتى بلغ طول أحدها الذي صنعه في 1785 أربعين قدماً، بمرآة قطرها أربعة أقدام وقد خطت فني بيرني، ابنة الموسيقي المؤرخ التي نقلها عنها كثيراً، في يوميتها بتاريخ 30 ديسمبر 1786: هذا الصباح حملني أبي (بمعنى أركبها عربته، فقد كانت إذ ذاك في السادسة والثلاثين) إلى الدكتور هرشل واستقبلنا هذا الرجل العظيم الغريب الأطوار جداً بحفاوة بالغة... وبدعوة من المستر هرشل قمت بجولة.. داخل تلسكوبه! وقد احتواني هذا التلسكوب مستقيمة العود دون أدنى مضايقة؛ وكذلك كان يحتويني لوكنت ألبس ريشتي وطوقي - فمحيطه كبير إلى هذا الحد(56).

وفي 1787 اكتشف هرشل قمرين لأورانوس سماهما أوبرون وتيتانيا؛ وفي 1789 عثر قمري زحل (ساتورن) السادس والسابع. وفي 1788 تزوج بأرملة غنية؛ فلم يعد هناك ما يقلقه من جهة المال، ولكنه واصل أبحاثه بحماسة لم تفتر، وألف حتى يعمل طوال الليالي التي تطلع فيها النجوم ولا يحجب ضوءها قمر زاه. وكان يجري أكثر أرصاده في الهواء الطلق من رصيف يصل إليه بسلم متنقل ارتفاعه خمسون قدماً. وكان البرد يشتد أحياناً حتى يتجمد الحبر في الزجاجة التي تأخذها كارولين معها لتسجل كشوفه.

وبعد حتى واصل هرشل بأسلوب أكثر نظاماً وتيلسكوبات أفضل صنعاً عمل شارل مسييه ونيكولا دلاساي في تحديد مواقع السدم وعناقيد النجوم وعمل قوائم لها، قدم إلى الجمعية الملكية (1782-1802) قوائم حوت 2.500 سديم وعنقود، و848 نجماً مزدوجاً. ومن هذه النجوم الأخيرة كان هونفسه قد اكتشف 227 نجماً. وألمع إلى أنها قد تكون ازدوجت في جذب ودوران متبادلين-وهذا تطبيق منير لنظرية نيوتن على العلاقات بين النجوم. وفي كثير من الحالات تبين حتى ما بدا كأنه نجم واحد إنما هوفي الحقيقة عنقود من نجوم منفردة، وتبين حتى بعض هذه العناقيد- حين رؤيت في التلسكوبات الكبيرة-هي نجوم قائمة بذاتها على مسافات من الأرض مختلفة أشد الاختلاف. وتحول "درب التبانة" في التكبير الجديد من سحابة من المادة المتأججة، إلى تجمع وتتابع هائلين من نجوم نيرة مفردة. وتبددت السماء الآن مكتظة بالنجوم قطرات الماء في المطر، بعد حتى كانت تبيدومرصعة بها فقط، وبينما لم تر العين المجردة غلا نجوماً من الدرجة الأولى إلى السادسة في كبر الحجم، كشفت تلسكوبات هرشل عن مزيد من النجوم أضعف ضوءاً 1,342 مرة من ألمعها. لقد بسط هرشل كما بسط جاليليومن قبل رقعة الكون المعروفة بسطاً هائلا. وإذا كان پاسكال قد غشيته الرعدة أمام "لانهائية" السماوات المعروفة في زمانه، فماذاقد يكون شعوره أمام أعماق وراء أعماق لا آخر لها من نجوم لا تحصى، قدر هرشل بعد بعضها عن الأرض بنحو11.750.000.000.000.000.000.000 ميل؟(75) وكان كثير من النجوم شموساً لها كواكب تدور حولها. أما شمسنا وما يدور حولها من كواكب وأقمار، فقد هبطت بجملتها إلى مقام الذرة في عالم من الضوء.

وكان من أذكى إلماعات هرشل ما اتصل بحركة مجموعتنا الشمسية في الفضاء، فقد دلت المشاهدات السابقة على حتى بعض النجوم المتصلة قد زادت أونقصت، في الزمن المدون، من تباعدها عن بعضها البعض. فتساءل هرشل: ألا يجوز حتىقد يكون مرجع هذا الاختلاف تحرك المجموعة الشمسية بعيداً عن النجوم الملتقية - أوصوب النجوم المفترقة، كما يظهر مصباحان على جنبين متقابلين من الطريق ملتقيين أومفترقين حين نبتعد أوتقترب منهما،يا ترى؟ وقد خلص إلى المجموعة الشمسية، بحملتها، تتحرك مبتعدة عن بعض النجوم، مقتربة من نجم في برج هرقول. ونشر فرضه هذا في 1783، ويعد شهور أذاع پيير پريفوست نظرية مشابهة. وكان فريقا الفلكيين الإنجليز والفرنسيين يعملان في تنافس غيور وتوافق وثيق.

وكذلك أستطاع حتى يحدد مسقطنا من داخل مجرة درب التبانة. فمنذ عهد گاليلوأمكن أدراك حتى الحزمة الضبابية المسماة درب التبانة ما هي إلا مجموعة من ملايين النجوم، التي تتخذ بمجموعها هذا القرص الفلكي الضخم، وبالتالي ساهم في تحديد مسقطنا داخل المجرة، بطريقة بسيطة تقوم على أساس حساب أعداد النجوم في مختلف الأتجاهات، وفي عام 1785م قام بنشر نتائج حساباته لأعداد النجوم الواقعة في 683 منطقة اختارها من السماء، وأستنتج أننا واقعون في مركز المجرة، وعلى الرغم من حتى طريقته كانت مليئة بالأخطاء والمسقط ليس سليما حيث تقع نجمتنا (الشمس) في طرف المجرة، إلا حتى أفكاره كانت مثيرة وسابقة لأوانها.

وقام أيضا بدراسة دوران الكثير من الكواكب وحركة النجوم المزدوجة، وفهرسة أكثر من 800 نجمة مزدوجة(نجم ثنائي). تفهم السدم وساهم في تقديم معلومات جديدة حول تكوينهم وارتفعت ملاحظاته لهذه السدم من 100 إلى 2500. وهوكان أول من افترض حتى هذه السدم تكوّنت من النجوم. لقد استوعب وليام هيرشل أثناء مسحه للسماء حتى هناك المئات من السدم الخافتة الضبابية الهيئة المنتشرة في معظم الأتجاهات، وخلال سبع سنوات من البحث والرصد تمكن من تسجيل أكثر من ألفي سديم لم يكن ملاحظا لها من قبل. وأدرجها بفهرس وضعه.

واستغرق مسح السماء عدة عقود وتتبع جون (John)، ابن وليام هيرشل خطى أبيه واستمر بالبحث من النقطة التي توقف عندها أبيه، إلى غير ذلك نشر جون هرشل الفهرس العام للسدم (The General Catalogue of Nebulae)، في عام 1864م، وضمنه 5079 جرما سماويا.

شخصيته

وصف معاصر هرشل في عامه الثاني والثمانين فنطق "شيخ جليل، بسيط، طيب، وبساطته، ولطفه، ونوادره، واستعداده لشرح مفاهيمه الرفيعة للكون، كلها جذابة إلى حد لا يوصف(58).

كارولين هرشل

وفي جهوده كلها شاركت كارولين في إخلاص رائع في أي رواية خيالية. فلم تكتف بتسجيل أرصاده بدقة وإجراء الحسابات الرياضية المعقدة لترشده، بل اكتشفت بنفسها ثلاثة سدم وثمانية مذنبات. وبعد موت وليام (1822) عادت لتعيش مع أقربائها في هانوفر؛ وهناك واصلت دراساتها وأعدت مزيداً من القوائم بكشوف أخيها. وفي 1828 نالت الميدالية المضىية للجمعية الفلكية الملكية، وفي 1846 نالت ميدالية من ملك بروسيا. وماتت عام 1848 وقد بلغت الثامنة والتسعين.

أغراض مسماة على اسمه

• Mu Cephei, two of the largest known stars in the universe, is also known as Herschel's Garnet Star
• Herschel, a crater on the Moon
• Herschel, a large impact basin on Mars
• The enormous crater Herschel on Saturn's moon Mimas
• 2000 Herschel, an asteroid
• The William Herschel Telescope on La Palma
• The Herschel Space Observatory, successfully launched by the European Space Agency on May 14, 2009. It is the largest space telescope of its kind
• Herschel Grammar School, Slough
• Rue Herschel, a street in the 6th Arrondissement of Paris.
• The Herschel Building at City of Bath College, Bath
• The Herschel building at Newcastle University, Newcastle, United Kingdom
• Herschel Museum of Astronomy
• Herschel Girls School, Cape Town
• Herschelschule, Hanover, Germany, a grammar school
• Herschel, Saskatchewan, Canada is a small, rural village that is home to the Ancient Echoes Interpretative Centre
• The Herschel Observatory, from the school Universitas in Santos, Brazil.
• The lunar crater C. Herschel, the asteroid 281 Lucretia, and the comet 35P/Herschel-Rigollet are named after his sister Caroline Herschel.
• The lunar crater J. Herschel is named after his son John.
• A public house in Slough is named after him and is quite close to the site of Observatory House. Herschel Arms, 22 Park Street, Slough, Berkshire SL1 1PS
• Herschel Astronomical Society who operate the Herschel Memorial Observatory based in Eton, Berkshire.
• Herschel Park, Slough.

الهامش

وصلات خارجية

مشاع الفهم فيه ميديا متعلقة بموضوع William Herschel.

• William Herschel's Deep Sky Catalog
• The William Herschel Double Star Catalogs Restored
• Full text of The Story of the Herschels (1886) from Project Gutenberg
• Portraits of William Herschel at the National Portrait Gallery (United Kingdom)
• Herschel Museum of Astronomy located in his Bath home
• William Herschel Society
• , Wilbert Davis Jerome ed. ISBN 0871692252
• Works by or about وليام هرشل in libraries (WorldCat catalog)
• A notebook of Herschel's, dated from 1759 is available in the digital collections of the Linda Hall Library.