نعمات أحمد فؤاد

عودة للموسوعة

نعمات أحمد فؤاد

د. نعمات أحمد فؤاد.

نعمات أحمد فؤاد (ح. 1926 - 1 أكتوبر 2016) محررة مصرية.

ولدت بمغاغة بمحافظة المنيا، وحفظت القرآن الكريم في طفولتها ثم انتقلت من مغاغة إلي ضاحية حلوان في القاهرة لتلتحق بالمدرسة الثانوية الداخلية للبنات في حلوان وتخرجت من كلية الآداب جامعة القاهرة ونالت درجة الماجستير في أدب المازني، أما رسالة الدكتوراة فكانت عن "النيل في الأدب العربي". ولها تعبير مهمة تقول فيها:

«شيء كبير حتىقد يكون للإنسان قلم ولكن شيئا نفيساً حتىقد يكون للإنسان موقف، ومن نعم الله علي حتى وهبني الحدثة والقرار، أعني القدرة علي الاختيار الصعب، فعهدت المواقف، وتحملت في سبيل مواقفي الكثير وعلوت علي الإغراءات والعروض والمناصب والبريق، فأعز منها جميعا تراب هذا البلد جميع ذرة من هذا التراب.»

اقترن اسم الدكتورة نعمات أحمد فؤاد بقضايا أثارت خلالها الكثير من المعارك دفاعا عن مصر وحضارتها وشعبها، من أهمها قضية هضبة الأهرام وقضية دفن النفايات الذرية وقضية الدفاع عن قبة الحسين وقضية الدفاع عن الآثار الإسلامية وقضية أبوالهول وقضية الآثار المصرية التي استولت عليها إسرائيل أثناء احتلالها سيناء، وللدكتورة نعمات مؤلفات عدة عن إبراهيم عبد القادر المازني، وأم كلثوم والنيل، كذلك عن العقاد والشاعر أحمد رامي، كما قامت اليونسكوبترجمة كتابها >إلي ابنتي< للإنجليزية.

منزلها بترة منها، أراتى رحبة تفتح ذراعيها لتحيتك، وأثاث عربي الملامح يلفت نظرك من اللحظة الأولي، وخط ضاقت بها مخطتها فتناثرت بين مائدة ومقعد، ومخط صغير يناسب محررة أشاد بها العمالقة، يجاوره منضدة ليست كغيرها، فهي صممت لتحوي خريطة أثرية طبعتها الموسوعة البريطانية تعود لبدايات القرن الماضي، بها مقارنات لحضارات العالم القديم، وإلي جوار جميع هذا خط أثرية نادرة هي هدية زوجها لها.

أما هي فلا تزال رغم سنوات العمر الممتلئة بالمعارك تحيا بصمود في وجه هجمات السقم التي تهاجمها بين الحين والآخر، فتسلبها القدرة علي الحديث أوالنقاش. ولكنها تظل في البداية والنهاية نعمات أحمد فؤاد، عروس النيل التي يزعجها لهاث المصريين وراء دراما التليفزيون، متسائلة: أما في البيت من كتاب أوجريدة؟، وتستشعر تراجع الشخصية المصرية فينتابها القلق علي المصير، وتري التراخي في علاج قضايا قومية كالتعليم أوالثقافة فتحزن في صمت بعد حتى فقدت القدرة علي خوض معارك جديدة.

النشأة

قبل الحوار لابد من عودة للوراء إلي البداية التي لم تبدأ مع الميلاد أوبعده ولكنها سبقته بعدة أشهر، رؤية.. مجرد منام مر بعقل أبيها التاجر في ذات ليلة قبل مولدها بعدة أشهر، رؤية كالصحوعهد فيها الأب حتى مولوده القادم فتاة، وأن اسمها نعمات، وأن شأنها في الحياة كبير، ويصدق الفأل وتأتي للحياة صبية ذكية تمتلك من الهبات الكثير، قدرة علي الحفظ والتذكر، وبلاغة في التعبير، وسعة في الأفق، وشجاعة في الحق، وإحساس بالجمال يمنحها الإيمان بالنيل، وبقيمة الأرض وطينتها السمراء، لتشب عاشقة لكل ما مصري صميم. نهاية التعليم للفتيات في الصعيد في تلك الفترة كانت الشهادة الابتدائية، بعدهاقد يكون الزواج،

إلا حتى موهبة نعمات ورؤية والدها الخاصة بها، كانتا الدافع كي يتصدي الأب لرغبة جدها في منعها من التعليم، فيصر أبوها علي إرسالها إلي القاهرة لتلتحق بمدرسة حلوان الثانوية الداخلية للبنات، كان شتاؤها دراسة، وصيفها قراءة لما أعده لها والدها من خط تجاوز له قراءتها وتعليك ما فيها من أجزاء هامة، كي تلحق ابنته صاحبة الرؤيا بقراءتها، والتي لا تزال حتي يومنا هذا حامدة شاكرة لفضل الوالد والمفهم في المدرسة،

تحكي لـ «المصري اليوم»: «عندما كنت في الصف الثالث الابتدائي بمدرسة مغاغة بالمنيا، مضىنا في رحلة لمصنع السكر، وبعد عودتنا طلب منا الأستاذ أحمد عطية مفهم اللغة العربية، كتابة موضوع تعبير من عدة جمل عما شاهدناه في الرحلة فخطت ١٢ صفحة، بهت بها المفهم إلي حد أنه بكي من شدة التأثر، ومضى لوالدي يطلب منه معاونته في رعاية موهبتي الأدبية، يومها تأكد لوالدي ما شعر به من قبل، وبدأ الاثنان في إمدادي بالخط والمجلات التي يمكنها تنمية ملكة الكتابة عندي، وزاد هذا من مكانتي لدي أستاذي حتي إنني عندما كنت أمضى له لشأن ما أثناء تدريسه في فصل غير فصلنا، كان يطلب من البنات الوقوف لتحيتي من شدة تأثره بموهبتي وأنا عمري لم يتعد العاشرة.

عندما التحقت بالمدرسة الثانوية الداخلية في القاهرة، تكرر موقف المساندة لموهبة الكتابة لدي من قبل مدرس اللغة العربية الأستاذ محمد الحوفي الذي كثيراً ما كان يثني علي موضوعات التعبير التي أخطها بعبارات مؤثرة في الصفحة الأولي من الكراسة، وحدثا تذكرت أساتذتي جالت بخاطري حالة من المقارنة بين حال جيلي والجيل الحالي، فلا أعتقد حتى هناك الآن مفهمًا يتبني موهبة تلميذه ويحاول الدفع به للنجوم».

ترتسم علي شفاهها بسمة وهي تحكي عن فترة الدراسة بالمدرسة الثانوية وتضيف: «كانت زميلتي في الدراسة المذيعة الرائعة آمال فهمي، كانت خفيفة الظل وحلوة الصوت وكثيرا ما كانت تطلب مني حتى أخط لها موضوع التعبير الذي طلبه منا المفهم، وكنت أوافق بشرط حتى تغني لي إحدي روائع أم كلثوم التي كنت أعشقها وأسمع صوتها في الظلام حتي لا تشغلني عنه أي رؤية. وبعد نهاية الدراسة في الشتاء أعود إلي بلدتنا في الصيف أقرأ ما أحضره لي أبي من خط، وأستزيد من تفهم اللغات التي أقبلت علي تفهمها بدأب إلي جانب القرآن الذي حفظته بأكمله وتفهمت قراءاته كلها وهوما منحني القدرة علي امتلاك مفاتيح اللغة العربية وفتح أمامي باب الاستزادة من الفنون والآداب».

تصمت للحظات يمتزج فيها الحنين بالرغبة الحثيثة في استعادة ما مضي من ذكريات، وتضيف: «اتىت وفاة أبي وأنا في الرابعة عشرة من عمري صادمة لي، كنت كمن كان يستند علي جدار وفجأة انهار من خلفه. حتي إنني أهديت له أول كتاباتي قائلة له إنه إذا كان تمني حتى يراني صاحبة قلم، فإنني أتمني حتى يشعر بما صرت فيه».

كان رحيل الأب سببا في توطد علاقة نعمات بكل ما يستطيع منحها مشاعر الأبوة، ولهذا كانت صلتها بأحمد حسن الزيات الذي كان يراها امتداداً له، والعقاد الذي قدمت للمخطة العربية مؤلفاً في أدبه، وغير هذين من أدباء جيل العمالقة، وهوما نطقت عنه في محادثة سابق لها: «عندما اختفي الأب البطل عبر الصغيرة توطدت علاقتي بآباء غيره، ولعل هذا سر ارتباطي بالنيل الذي اعتبرته الأب الأكبر منذ حتى تفتحت عيناي علي الحياة، وزادت صلتي به عندما كنت أصحب والدي في مسيرته الصباحية المبكرة بجوار شاطئ النيل للمرور علي أرضه.

أتذكر نشيد الصباح في المدرسة الابتدائية، كانت حدثاته رنانة تبعث علي حب ذلك الساري من الجنوب إلي الشمال، في النفوس. ما زالت حدثات النشيد تتردد في ذهني وتقول: النيل العذب هوالكوثر، والجنة شاطئه الأخضر، ريان الصفحة والمنظر، ما أبهي الخلد وما أنضر».

تكبر الصبية وتلتحق بكلية الآداب وتبدأ خطواتها الأولي في عالم الكتابة وهي في السنة الأولي، ليكون القرار بعد التخرج بمواصلة الدراسة الفهمية فتحصل علي الماجستير برسالة كان محورها أدب عبد القادر المازني لتكون أول دراسة يدور مضمونها عن الأدب الحديث وكان ذلك في العام ١٩٥٢، تلا ذلك بعد عدة سنوات رسالة أخرى نالت بها الدكتوراه كان عنوانها «النيل في الأدب العربي»، وهي الدراسة التي أكدت فيها حتى النيل جزء من تراث المصري وحياته اليومية، من خلال ترحال دام شهوراً طويلة بين مدن وقري مصر، شمالها وجنوبها، غربها وشرقها، تجلس وتستمع، تسأل وتنتظر الإجابة، لتخرج في بدايات الستينيات برسالتها عن النيل.

في منتصف الخمسينيات كان الزواج من رفيق رحلتها في الحياة الأستاذ محمد طاهر، الذي كان يمتلك مصنعاً للأدوية وداراً لنشر الخط، وقبل لقائه بها كان عازفاً عن الزواج وهوما يبرره في جلستنا معها بقوله: «منذ طفولتي الغراء كنت عاشقاً للقراءة التي كانت رفيقتي في جميع لحظة، حتي إنني قررت عدم الزواج حتي لا أرتبط بامرأة تستشعر تفضيلي للقراءة عليها، ولكن سمحت لي الظروف حتى ألتقي نعمات أثناء إنهائي بعض الأوراق في عملها بوزارة الثقافة، وكنت حدثا ترددت عليها وجدتها تمسك بكتاب تقرأ فيه، فكان الحب والزواج في منتصف الخمسينيات.

شعرت بحسي الأدبي والمتخصص في عالم الخط أنني أمام موهبة قلما تتكرر، حتي إنني منعتها من القيام بمهام الزوجات في المنزل فكان لدينا الطاهي والخادمة، وأذكر أنني عدت من عملي ذات يوم ووجدتها تقف في المطبخ فنهرتها بقولي إذا ملايين النساء يستطعن القيام بتلك الأمور، ولكن كم واحدة منهن تمتلك هبة الكتابة التي شبهها الأديب الراحل أحمد حسن الزيات في مقدمة كتابها (بلادي الجميلة) بمي زيادة، مؤكداً علي تفوق نعمات في الأسلوب، ونطق واصفا إياها للقارئ: أنت من نعمات بين زوج وفية، وأم رءوم، وأخت مواسية، ومواطنة مخلصة وعاشقة للنيل تنشد علي ضفافه الخضر أناشيدها المؤلفة من عبرات إيزيس وضحكات كليوباترا، وصلوات عمرو، وغزوات صلاح الدين، لتطوف بك في مجالي الطبيعة ومشاهد الكون». كان الزوج نعم الرفيق في مسيرة نعمات أحمد فؤاد وكان يحب بين الحين والآخر مفاجأتها بنفائس الخط والنادر منها كدليل علي محبته لها، ولفهمه بما يمكن لمثل تلك الهدايا من عمله بروحها.

من بين الموروثات التي حرص علي اقتنائها لها كتاب «بانوراما» الفرنسي اللغة ، والذي يعود تاريخ طباعته إلي العام ١٨٤١، وقد طبع منه ٥٠ نسخة فقط تم إهداؤها في حينها لملوك ورؤساء العالم. أما نسخة دكتورة نعمات أحمد فؤاد فلها سيرة يقول عنها زوجها: «في النصف الثاني من الخمسينيات حضرت أحد المزادات الخاصة بأحد القصور الملكية، وكان هذا الكتاب من بين المقتنيات المعروضة للبيع. ظللت أزايد علي ثمنه أنا وزوجة رجل أعمال شهير لا أتذكر اسمها الآن، وكانت معروفة بحب الخط والمزادات.

ظللنا نزايد علي بعضنا البعض حتي علا صوتي بمبلغ ٤٠٠ جنيه، وكان مبلغاً كبيراً بمعايير وقتها، فصمتت السيدة وهي تظن أنني قد أبيعه لها بعد المزاد لقاء بعض الجنيهات الأخرى، ولكنني كنت منذ رأيته أيقنت حتى نعمات ستطير به فرحاً، حيث يحكي مصر ويصورها في وقت الحملة الفرنسية.

بالعمل صار الكتاب أحد أبرز ما نقتنيه، وأتذكر يوما من عدة سنوات حينما أعربت روسيا عن عثورها علي نسخة من هذا الكتاب النادر لدي أحد أفرادها، مشيرة في متن الخبر إلي أنه قد يحدث النسخة الوحيدة الباقية في العالم، يومها أصرت دكتورة نعمات علي الاتصال بوكالة الأنباء الروسية، وأبلغتهم باعتزاز حتى لديها هي الأخرى نسخة أصلية من الكتاب».

في هدوء وحياة خلت من الزحام إلا من أقرب المقربين لها، تعيش الآن المفكرة نعمات أحمد فؤاد، إلا حتى عينيها لا تزالان تلتقطان الواقع وتقرآنه، رغم الجراحة التي أجرتها بهما في العام الماضي، أبرز ما تقرآنه بين سطور الحياة والواقع المصري الآن هوحال المصريين، الذي تري أنه بات مثيراً للشفقة بعد تغير معالم شخصيتهم وتراجعها في السنوات الأخيرة، وهوما نطقت عنه:"عندما يغيب الإنسان عن دور يشعره بوجوده وقيمته للحياة، لابد وأن تتغير ملامح شخصيته،

في العقود الأربعة الأخيرة عاني المصري بشدة ما بين الجري وراء توفير قوت يومه هووأبنائه، وبين شعوره بتهميش القائمين علي أمره لوجوده، بالإضافة إلي الاستهزاء بقدراته العقلية عبر مناهج تعليمية لا تنمي، وغياب ريادة ثقافية كان هوالمضطلع بها علي مدي سنوات سابقة، وتزييف لواقع يلمس هوآثاره ونتائجه، فهل بعد جميع هذا نعود لنتساءل لما تغير المصري وتراجع دوره؟.

هل يعقل حتى مصر التي فهمت العالم الزراعة تعصف بها أزمة قمح وخبز ولديها النيل والأرض والطاقة البشرية، من يصدق هذا،يا ترى؟ إنني أتذكر قاعدة فقهية للإمام الشافعي كثيرا ما أستشهد بها عندما أسأل عن هذه الجزئية، حيث يقول: (لا تستشيروا من ليس في بيته دقيق فإن عقله غائب). ولهذا كله فإنه لن تقوم للمصري قائمة إلا إذا شعر بذاته وحريته وكيانه».

ليس غياب الدقيق وحده هوما يقلق عروس النيل نعمات أحمد فؤاد -رغم تقدم سنوات العمر- بل يحزنها حالة اللهاث المصري وراء الدراما التليفزيونية عبر عشرات القنوات التي باتت تتباري وتتنافس لعرض أكبر كم، وتتساءل: «إذا كان هناك هذا الكم الذي لا نهاية له من الأعمال التليفزيونية فمتي يمسك الإنسان بمجلة أوكتاب أودرس لقراءته بعد عناء يومه، في الماضي كانت البيوت المصرية علي اختلاف مستوياتها بها مخطات تختلف وتتنوع، ولكن كانت القراءة جزءًا من حياتنا التي باتت تعاني الآن حالة من الخواء العقلي جعلت الواقع مشوشاً».

لم تكن حدثاتها في مؤلفاتها مجرد عبارات تسطرها يداها بأمر من عقلها، كانت تسكب علي الورق من روحها، وتضيف له من خبراتها المدعومة بقراءات متعددة في خط من سبقوها، دون حتى تشترط تقديم المألوف والمعتاد أوالمتفق عليه، بل يمكنها حتى تقدم لقارئها صورة جديدة تاركة له خيار التأمل والقبول أوالرفض.


أعمالها

من أوائل أعمال دكتورة نعمات أحمد فؤاد كانت رسالتها لنيل الماجستير وكانت عن أدب المازني والتي تحولت فيما بعد لكتاب طبع وبيع في الأسواق. ويعد هذا الكتاب أول رسالة فهمية في الجامعات المصرية تتناول شخصية من الأدب الحديث، حيث كان الجميع يركن إلي البحث في الأدب العربي القديم أوالآداب الغربية والمقارنة.

من بين مؤلفات الدكتورة نعمات نذكر كتاب «رسائل إلي ابنتي» الذي بدأت فيه في نحوالعام ١٩٥٥، سيرة الكتاب كما ترويها لنا بدأت منذ لحظة معهدتها بأنها باتت علي شفا خطوة من الأمومة، فبدأت في كتابة ما يطرأ علي بالها من عبارات تعبر عن مشاعرها تجاه جنينها، وعقب الولادة العسرة التي ألمت بها، شعرت بالخواطر تنهال علي رأسها وبخاصة بعد فهمها بأن المولودة أنثي، فطلبت من المسقمة أوراقاً وقلماً فخطت ما خطت وليحوي الكتاب إلي جانب المشاعر، المعلومات التي تغرس في النفس الانتماء، وتنشط في الروح العزة، وتفتح للعقل الآفاق.

فبعد فصول الأحاسيس، تتنقل بالحديث بين الفلاحة المصرية إلي المرأة العربية، ثم تأخذك لتحكي عن قيمة المال، وقيمة الصداقة، ومعني الدين والثقافة، وفن اختيار الزوج.

الطريف حتى هذا الكتاب رغم بدئها الكتابة فيه منذ الخمسينات، فإنه لم يخرج للنور بطبعته الأولي إلا في العام ١٩٨٤، حيث انتظرت لتخط مشاعرها تجاه ابنتها الثانية «فينان»، وولدها الوحيد ذي الاسم المركب «أحمد فؤاد»، الذي حمل اسم والدها.

ومن بين حدثاتها في فصل الكفاح تقول: «الحصول علي ورقة يانصيب قيمتها بضعة آلاف من الجنيهات لذيذ ومريح، ولكني لا أتمني لك يا ابنتي حتى تربحي ورقة يانصيب فمثل هذا المال يمضى بسهولة كما اتى، وإن مكث فلا طعم له ولا بركة فيه، إذا خير المال المندي بالعرق».

وتهدي حدثاتها للفلاحة المصرية في فصل خاص بها قائلة: «إلي تلك التي امتزجت بوادينا وحملت طابعه فجمعت في كيانها النحيل طيبة الأرض، وعذوبة السماء، وصبر الصحراء الذي لا ينفد». وتعهد الصداقة في فصلها فتقول: «الإنسان خامة..وتشغيل الخامة هوالصداقة».

ثم تقول في موضع آخر محدثة إياها عن الإيمان وأثره: «فهمتني الحياة حتى الإيمان مرفأ ترسوعليه بشرية الإنسان بأوهامه ومخاوفه وأحلامه أيضاً، ولا يؤنس الإنسان شئ كصلته بربه، مهما حلق في الفضاء وهبط علي سطح كوكب أوآخر فما أوتي من الفهم إلا قليلا».

من روائع نعمات أحمد فؤاد كتاب «الجمال والحرية والشخصية الإنسانية في أدب العقاد» تحدثت فيه عن شخصية هذا المبدع الذي تملأ الخط طرقات وغرف منزله الذي يعيش فيه بمفرده بلا زوج تؤنس وحدته. وهوما عبرت عنه بقولها: «وكأنه منذور للمعبد....فقد وهب نفسه للكتابة ووهبت نفسها له»، وتقول في موضع آخر: «مسكين المحرر العملاق في توحده... نخلة سامقة وسط الحجر». وتقول عن أسلوبه: «هوخير من تتمثل عنده دقة اللفظ العربي ومطابقته للفكرة..الحدثة عنده قفاز محبوك».

لنعمات أحمد فؤاد الكثير من المؤلفات التي تقترب من الأربعين كتاباً من بينها «أزمة الشباب»، «الأدب والحضارة»، «أم كلثوم وعصر من الفن» وهوالكتاب الذي تقول عنه: «عند انتهائي من كتابة هذا المؤلف الذي لم أخطه كسيرة ذاتية فقط ولكن كتأريخ لعصر شامل، مضىت إلي الست أم كلثوم كي أعرضه عليها قبل طبعه، فقرأته ونال إعجابها ولكنها تحفظت علي بعض نقاط وردت به أذكر منها ما خطته عن مكانتها وقت حتى كانت منيرة المهدية سلطانة الطرب، احتكمنا لشاعر الشباب أحمد رامي فاتى في صفي».

كتاب آخر لنعمات أحمد فؤاد هو«من عبقرية الإسلام»، الذي تقول في مقدمته: «كم قرأت لأخط هذا الكتاب عن الإسلام، كم تأملت وكم تمليت، كم وعيت وكم استوحيت، وبعد هذا كله اتى مجرد نظرة من نوره ونفحة من هداه». وتقول في موضع آخر عن شخصية المجتمع في الإسلام: «إذا ضممنا آيات الشوري في القرآن إلي آيات المجادلة الحسنة، فإننا نلمح حض القرآن علي وجوب دور الرأي العام، وأن الرأي العام له رقابة نفسية بمعني أنه إذا صلح هذب الآحاد والجموع وإذا فسد وتقاعس فسد المجتمع، ووسيلة المجتمع إلي إيجاد مجتمع فاضل هوالحياء والاستتار، فالحياء قيد اجتماعي، والاستتار حصر للشر».

الطريف حتى ممتلكات الدكتورة نعمات أحمد فؤاد من الخط تجاوزت كما تقول ابنتها حنان الأربعين ألف كتاب وهوما دفع بها للتضحية بميراثها وبناء مخطة ضخمة علي الطراز العربي في بترة أرض يمتلكها زوجها الأستاذ محمد طاهر في طريق الهرم حفاظاً علي ذلك التراث النادر الذي ضاق به المنزل. وقد سجلتها مؤسسة الأغاخان الثقافية كإحدي المخطات النادرة التي أسسها فرد.

معارك طرقت بابها: من «هضبة الهرم» إلي دفن النفايات مروراً بسياسات وزارة الثقافة

نطقوا عنها إنها امرأة ما فتأت تخرج من معركة إلا لتدخل أخرى جديدة، لا يعنيها الجهد بقدر ما تعنيها النتيجة. تارة تحارب الفساد الذي أراد يوماً بيع هضبة الأهرام لمستثمر كندي لبناء منتجع سكني بها، وأخرى تحارب الجهل الذي لم يمانع في حتى تكون مصر مدفناً للنفايات النووية، وثالثة تعادي الأمية التعليمية والثقافية علي صفحات الجرائد رافضة بيع العقل والموروث المصري.

هي تقول عن نفسها: «لم أختر يوماً معركتي بل كانت معاركي هي التي تختارني، ولم أظن أنني في يوم ما سأخوض أي معركة، كانت البداية في منتصف السبعينيات عندما أوفد لي أحد طلابي حينما كان مبتعثاً في كندا، مجلة كندية علي غلافها صورة لرجل علي هيئة صقر يفرد جناحيه علي الأهرامات، وعنوان الغلاف «عودة بيتر مونك»، بينما تروي صفحات المجلة من الداخل كارثة بيع عشرة آلاف فدان من هضبة الأهرامات لهذا المستثمر الكندي لقاء نحو٢ مليون دولار، بالمشاركة مع شركة مصر لتنمية السياحة، وهورجل كما نطقت المجلة تجاوز طرده من إحدي الولايات الكندية وتغريمه مبلغ طائل لخداعه لهم.

جن جنوني حين فهمت الخبر وسألت عن الشركة وعنوانها وتتبعت أساس الموضوع ووجدت حتى صحيفة «التيمس» أطلقت صيحة في عام ١٩٧٥ لحماية الأهرامات وهضبتها من تلك الصفقة أي قبل معهدتنا بهذه الكارثة بنحوعامين، تأكدت من المعلومات التي جمعتها وبدأت معركتي بمنطق في جريدة الأهرام نشر بتاريخ السابع من يوليوعام ١٩٧٧ كان بعنوان «مدينة سياحية عند الهرم» أكدت فيه رغبتي في إعمار جميع شبر في مصرنا، خاصة بعد حتى كثر الحديث عن المدن والقري السياحية، ولكن هذا لا يعني حتى نأتي بعدد البناء لتدك وتحفر وتوصل أنابيب المياه والصرف إلي منطقة الأهرامات. مؤكدة حتى أصحاب الأموال غير أصحاب الحضارة.

بعد منطقي هذا حادثني رئيس مجلس إدارة الشركة علي الهاتف ورجاني حتى أزور المشروع قبل مهاجمته معلنا عن يقينه بتغييري رأيي طالما مشاهدة الورق الخاص به، فحددت موعد لقائي به فعرض علي كتالوج المشروع بما فيه من صور المباني وملاعب الجولف التي ينوون إقامتها، فكان أول ما لفت نظري حتى الطراز المعماري الذي اختاروه للمنتجع هوالطراز الأندلسي، وعندما تساءلت في سذاجة عن السبب قيل لي إذا ذلك اتى بسبب رخص التكاليف حيث إذا إقامة المشروع علي الطراز الفرعوني مكلف للغاية. وهالني ما أري وأسمع فكل بلاد العالم المتحضر تحرص علي الزمن في جميع مبني قديم وتمنع قيام الحديث إلي جانبه لتحقيق وحدة الطابع ومحاولة اصطناع العراقة، فكيف نفكر عكس ذلك؟».

بالطبع فشل المسؤول في منح دكتورة نعمات أحمد فؤاد إجابة مقنعة فلجأ للتهديد تارة بإخبارها بأسماء كبار المسؤولين الحاجزين لفيلات في المشروع، وتارة أخري بإغرائها بمنحها فيلا هي الأخري طالما التزامها للصمت. فانصرفت ليكون منطقها في اليوم التالي الموافق ١٣ يوليوعام ١٩٧٧ بجريدة الأخبار تحت عنوان «احملوا أيديكم عن هضبة الأهرام».

أكدت فيه حتى الهضبة ليست ملكاً لوزارة أونظام أولشركة، ولكنها ملك للهرم والتاريخ والحضارة الإنسانية، مشيرة إلي حتى المصريين يعيشون علي عنصرين النيل الذي يطعم ويسقي، والهرم الذي يشد إليه الرحال من جميع بلاد الدنيا فيعطي لمصر المال والقيمة الحضارية.

اختتمت منطقها بعبارة «إن الآثار أعراضنا فابقوا لنا الماضي.. إبقوا لنا شيئاً». لم يأت الموضوع بالنتيجة التي رجتها فلم يتحرك أحد، فسارعت لكتابة سلسلة من الموضوعات «أصدرت وزارة السياحة بيانا للرد علي منطقاتي نشر في جريدة الأخبار بتاريخ ٤ سبتمبر من عام ١٩٧٧ أكدت فيه حتى العقد الخاص بالمشروع يتضمن حق الانتفاع بالأرض لا بيعها بثمن ٤٠ قرشاً للمتر وهوثمن مناسب،

كما أشار البيان إلي حتى المشروع سيحقق أرباحاً تقدر بستة ملايين دولار في السنة الأولي، تصل إلي ٤٠ مليون دولار في سنته السادسة، إلي جانب ما سيوفره من فرص عمل، إلي جانب الكثير من البنود التي فندتها في منطقي التالي، وأكدت فيه حتى وزارة السياحة تستخف بعقلية المصريين وبرلمانهم بعد موافقتها علي مشروع كهذا من دون الرجوع إلي مجلس الشعب، مستندة في رأيي علي الوثائق التي حصلت عليها وتشير إلي خداع المستثمر الكندي». كان لهذا الموضوع دوره في تدخل مجلس الشعب بعد تكاتف الرأي العام والمثقفين مع منطقات دكتورة نعمات أحد فؤاد ليصدر قرار رئاسي فيما بعد في مطلع الثمانينيات بوقف المشروع.

استغرقتها معركة جديدة بدأت بعدما نما لفهمها عن توقيع مصر والنمسا لبروتوكول اتفاقية في العام ١٩٧٨ يقضي باستقبال أول شحنة نفايات ذرية كانت قادمة من النمسا لدفنها في صحراء مصر الشرقية. وهي المعركة التي خطت فيها الموضوعات وحاضرت في الندوات بالتعاون مع الدكتور حامد عبد الله ربيع، الذي كان يشغل وقتها رئاسة قسم السياسة بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية في جامعة القاهرة، تلك الواقعة تقول عنها دكتورة نعمات: «سقط تحت يدي بنود الاتفاقية فوجدتها يشوبها حالة من الغموض والتنازلات من الجانب المصري بلا أي لقاء، وكأنه من دواعي سرورنا وإحساسنا بالمكانة الدولية حتى نتقبل نفايات النمسا الذرية، بينما تدل القراءة الجيدة للاتفاقية علي حتى بنودها لا تعدوإلا حتى تكون تأجير لبعض الأراضي المصرية لصالح الطرف النمساوي.

بهذا وجدتني وقد دخلت معركة جديدة لم أسع لها، فكنت أصور الأوراق والمستندات وأوزعها علي الحاضرين لإطلاعهم علي خطورة الاتفاقية وهوما أثار الرأي العام العالمي وبالطبع وصل الأمر للرأي العام في النمسا، حتي فوجئت في أحد الأيام بسفير النمسا في القاهرة يأتي لزيارتي في منزلي مقدماً اعتذار بلاده، ومؤكداً عدم المضي في المشروع من قبل حكومته».

وتضيف دكتورة نعمات متذكرة: «كان لمناهضتي لمشروع الهضبة واتفاقية دفن النفايات في مصر، أثرهما في وضع اسمي في قائمة الاعتنطقات التي طالت مصر في سبتمبر ١٩٨١، وكنت أتسقط ذلك إلا حتى اسمي حمل في اللحظة الأخيرة بعد زوال مسببات الصدام.

في عصر الرئيس مبارك خاضت نعمات أحمد فؤاد معارك لا معركة واحدة ضد وزير الثقافة فاروق حسني معترضة علي ما يقيمه من معارض للآثار المصرية خارج مصر، مؤكدة حتى في سفر الآثار الكثير من الأخطار عليها، وأن علي من يريد رؤية آثارنا المجيء لها، وأنه لا توجد دولة في العالم تعمل ما نعمله لقاء حفنة من الجنيهات، خطت نعمات أحمد فؤاد الكثير ولكنها خسرت المعركة التي لم يستمع لها فيها أحد، إلا حتى عروس النيل كسبت احترام الجميع.

تخرجت في كلية الآداب جامعة القاهرة. أعدت رسالتها في الماجستير عن أدب المازني؛ وكانت أول رسالة تقدم للجامعة في الأدب الحديث. حصلت على الدكتوراه من جامعة القاهرة في الأدب وموضوعها "النيل في الأدب العربي" 1952.

  • شغلت عدة مناصب هامة من أهمها مدير عام المجلس الأعلى للثقافة بالقاهرة، وأستاذ الدراسات العليا بجامعة حلوان لمادة فلسفة الحضارة، وأستاذ بالمعهد الدولي للاقتصاد والبنوك الإسلامية التابع للاتحاد الدولي للبنوك الإسلامية. قامت بالتدريس بجامعات دول عديدة: استانبول، جامعة نيويورك، جامعة جورج تاون بواشنطن، جامعة طرابلس بليبيا، وجامعة الأزهر الشريف، وأكاديمية الفنون بالقاهرة.

خاضت الكثير من المعارك الفكرية والقضائية لحماية التراث والآثار منها منع دفن النفايات الذرية للنمسا في مصر، منع المساس بماء النيل ومنح قطرة منه لإسرائيل، هدم قبة الحسن، سفر الآثار واستباحة الآثار بالنهب والإهداء، الدفاع عن الآثار الإسلامية، التعديات الداخلية على النيل، أعدت قائمة بالآثار التي أخذتها إسرائيل من سيناء وقدمتها إلى اللجنة الدائمة للآثار بوزارة الخارجية المصرية قبل التفاوض على استرجاع الآثار، وغيرها من القضايا الوطنية الهامة.

عضوبالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية (لجنة العلوم والحضارة) وعضواللجنة الدائمة للآثار الإسلامية والقبطية، رئيس الجمعية الفهمية للمحافظة على التراث والآثار التاريخية.

لها أكثر من ثلاثين كتابًا مطبوعًا في الأدب والنقد والسياسة والدين والفن، منها دراسة في أدب الرافعي، أم كلثوم وعصر من الفن، أدب المازني، الأخطل الصغير، ناجي الشاعر، إلى ابنتي، في بلادي الجميلة، النيل في الأدب المصري، قمم أدبية، شخصية مصر، خصائص الشعر الحديث، النيل في الأدب الفني، أعيدوا كتابة التاريخ، الجمال والحرية، من عبقرية الإسلام، وغيرها الكثير، بالإضافة إلى الموضوعات الصحفية والبرامج الإذاعية والتليفزيونية في مصر والعالم العربي.


الهامش

تاريخ النشر: 2020-06-07 20:43:14
التصنيفات: مواليد 1926, وفيات 2016, ناشطات مصريات, كتاب مصريون, خريجو جامعة القاهرة, أشخاص من محافظة المنيا, حاصلون على جائزة الدولة التقديرية

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

سعر بورصة الدواجن الرئيسية اليوم الإثنين 23-5-2022

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-23 09:20:58
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 52%

توزيع درجات الصف السادس الابتدائى 2022

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-23 09:20:58
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 63%

نتيجة الصف الأول الإعدادى برقم الجلوس والاسم 2022

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-23 09:20:57
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 51%

عصام عبد الفتاح: علي الطلاق ما طلبت طرد سيد عبد الحفيظ

المصدر: الأهلى . كوم - مصر التصنيف: رياضة
تاريخ الخبر: 2022-05-23 09:17:20
مستوى الصحة: 42% الأهمية: 50%

ارتفاع الحرارة.. حالة الطقس فى مصر اليوم الإثنين 23-5-2022

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-23 09:20:54
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 54%

سعر جرام الذهب عيار 21.. أسعار الذهب اليوم 23-5-2022

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-23 09:20:55
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 68%

الصحة تناشد المواطنين تطعيم الأطفال بكافة الأمصال| صور

المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-23 09:17:28
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 56%

مركز تنمية القدرات بجامعة مطروح ينظم دورة تدريبية عن «إدارة الوقت»

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-23 09:21:03
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 54%

مبروك عطية يعلق على تصريح وجود الإنترنت والفيسبوك فى القرآن

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-23 09:20:56
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 56%

الكوكب المراكشي يودع بطولة القسم الثاني

المصدر: راديو مارس - المغرب التصنيف: رياضة
تاريخ الخبر: 2022-05-23 09:17:53
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 55%

الوداد يبتعد في صدارة البطولة

المصدر: راديو مارس - المغرب التصنيف: رياضة
تاريخ الخبر: 2022-05-23 09:17:54
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 54%

كم سعر الدولار اليوم فى مصر مقابل الجنيه؟

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-23 09:20:59
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 57%

لمدة 5 أيام.. جدول موعد صرف مرتبات شهر يونيو 2022

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-23 09:20:55
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 54%

الأهلي يعلن قرارات اجتماعه الطارئ بشأن نهائي عصبة الأبطال

المصدر: راديو مارس - المغرب التصنيف: رياضة
تاريخ الخبر: 2022-05-23 09:17:52
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 69%

أسعار الحديد والأسمنت فى مصر اليوم الإثنين 23-5-2022

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-23 09:20:58
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 54%

تحميل تطبيق المنصة العربية