مراسلات حسين - مكماهون خلال الحرب العالمية الأولى هي تبادل للرسائل بين عامي 1915 و1916 بين حسين بن علي (شريف مكة) وهنري مكماهون حامل لقب سير الممثل الأعلى لبريطانيا في مصر، وكان موضوع الرسائل يدور حول المستقبل السياسي للأراضي العربية في الشرق الأوسط، حيث كانت المملكة المتحدة تسعى لإستثارة ثورة مسلحة ضد الحكم العثماني. وعد مكماهون الحسين بن علي باعتراف بريطانيا بآسيا العربية كاملة دولة عربية مستقلة إذا شارك العرب في الحرب ضد الدوله العثمانية. وهذا ما تم خلال الثورة العربية الكبرى. رأى القوميون العرب وعود مكماهون في رسائله على أنها عهد بالاستقلال الفوري للعرب.

لكن هذه الوعود تم خرقها بتقسيم فرنسا وبريطانيا للمنطقة باتفاقية سايكس-بيكوالسرية في مايو1916 (والتي كشف عنها عام 1917 مع وصول الشيوعيين إلى الحكم في روسيا)، وانتدابهما من قبل عصبة الأمم على المنطقة.

مراسلات حسين مكماهون

مراسلات حسين مكماهون في ويكي مصدر

المراسلة الأولى

رسالة الشريف حسين من 14 يوليو1915

بسم الله الرحمن الرحيم

مكة في 28/ رمضان سنة 1333 هـ (14/ يوليوسنة 1915م)

لصاحب السعادة والحملة نائب جلالة الملك بمصر، سلمه الله.

أقدم لجنابكم العزيز أحسن تحياتي الودية واحتراماتي، وأرجوحتى تعملوا جميع ما في وسعكم لتطبيق المذكرة المرسلة إليكم طيه، المتضمنة الشروط المقترحة المتعلقة بالقضية العربية.

وأود بهذه المناسبة حتى أصرح لحضرتكم ولحكومتكم انه ليس هناك حاجة لأن تشغلوا أفكاركم بآراء الشعب هنا، لأنه بأجمعه ميال إلى حكومتكم بحكم المصالح المشهجرة.

ثم يجب ألا تتعبوا أنفسكم بإرسال الطيارات أورجال الحرب، لإلقاء المناشير وإذاعة الشائعات، كما كنتم تعملون من قبل، لأن القضية قد قررت الآن.

وأني لأرجوكم هنا حتى تفسحوا المجال أمام الحكومة المصرية، لترسل الهدايا المعروفة من الحنطة للأراضي المقدسة "مكة والمدينة" التي أوقف إرسالها منذ العام الماضي.

وأود حتى ألفت نظركم إلى حتى إرسال هدايا هذا العام، والعام الفائت، سيكون له أثر فعال في توطيد مصالحنا المشهجرة وأعتقد حتى هذا يكفي لإقناع رجل ذكي مثلك أطال الله بقاءكم.

حاشية: أرجوألا تزعجوا أنفسكم بإرسال أي رسالة قبل حتى تروا نتائج أعمالنا هنا، خلا الجواب على مذكرتنا وما تتضمنه.

ونرجوحتىقد يكون هذا الجواب بواسطة رسولنا كما نرجوحتى تعطوه بطاقة منكم ليسهل عليه الوصول إليكم عندما نجد حاجة لذلك. والرسول موثوق به.

المذكرة: لما كان العرب بأجمعهم دون استثناء – قد قرروا في الأعوام الأخيرة حتى يعيشوا وأن يفوزوا بحريتهم المطلقة، وأن يتسلموا منطقيد الحكم نظريا وعمليا بأيديهم. ولما كان هؤلاء قد شعروا وتأكدوا أنه من مصلحة حكومة بريطانيا العظمى حتى تساعدهم وتعاونهم للوصول إلى أمانيهم المشروعة، وهي الأماني المؤسسة على بقاء شرفهم، وكرامتهم وحياتهم...

ولما كان من مصلحة العرب حتى يفضلوا مساعدة حكومة بريطانيا عن أية حكومة أخرى بالنظر لمركزها الجغرافي، ومصالحهم الاقتصادية وموقفهم من حكومة بريطانيا.

أنه بالنظر لهذه الأسباب كلها يرى الشعب العربي أنه من المناسب حتى يسأل الحكومة البريطانية إذا كانت ترى من المناسب حتى تصادق بواسطة مندوبيها أوممثليها على الاقتراحات الأساسية الآتية:

أولاً : حتى تعترف إنجلترا باستقلال البلاد العربية من مرسين ـ اذنه، حتى الخليج الفارسي شمالاً ومن بلاد فارس حتى خليج البصرة شرقا، ومن المحيط الهندي للجزيرة جنوبًا يستثنى من ذلك عدن التي تظل كما هي ـ ومن البحر الأحمر والبحر المتوسط حتى سينا غربا.

على حتى توافق إنجلترا أيضًا على إعلان خليفة عربي على المسلمين.

ثانيًا : تعترف حكومة الشريف العربية بأفضلية إنجلترا في جميع مشروع اقتصادي في البلاد العربية، إذا كانت شروط تلك المشاريع متساوية.

ثالثا: تتعاون الحكومتان الإنجليزية والعربية في مجابهة جميع قوة تهاجم أحد الفريقين وذلك حفظا لاستقلال البلاد العربية. وتأمينا لأفضلية إنجلترا الاقتصادية فيها.. على حتىقد يكون هذا التعاون في جميع شيء في القوة العسكرية، والبحرية، والجوية …

رابعا: إذا تعدى أحد الفريقين على بلد ما ونشب بينه وبينها عراك وقتال، عملى الفريق الآخر حتى يلزم الحياد. على حتى هذا الفريق المعتدى إذا رغب في اشتراك الفريق الآخر معه ففي وسع الفريقين حتى يجتمعا معا وأن يتفقا على الشروط.

خامسا: مدة الاتفاق في المادتين الثالثة والرابعة من هذه المعاهدة خمس عشرة سنة. وإذا شاء أحد الفريقين تجديدها عليه حتى يطلع الفريق الآخر على رغبته قبل أنتهاء مدة الاتفاقية بعام(*).

هذا ولما كان الشعب العربي بأجمعه قد اتفق "والحمد لله" على بلوغ الغاية وتحقيق الفكرة مهما كلفه الأمر فهويرجوالحكومة البريطانية حتى تجيبه سلبا أوإيجابا في خلال ثلاثين يوما من وصول هذا الاقتراح. وإذا انقضت هذه المدة ولم يتلق من الحكومة جوابًا فإنه يحفظ لنفسه حرية العمل كما يشاء.

وفوق هذا فإننا نحن عائلة الشريف نعتبر أنفسنا ـ إذ لم يصل الجواب ـ أحرارا في القول والعمل من جميع التصريحات، والوعود السابقة التي قدمناها بواسطة علي أفندي.

جواب السير مكماهون من 30 أغسطس 1915

من السير هنري مكماهون إلى الشريف حسين 30 أغسطس 1915 إلى السيد الحسيب النسيب سلالة الأشراف وتاج الفخار وفرع الشجرة المحمدية والدوحة القرشية الأحمدية صاحب المقام الرفيع والمكانة السامية السيد ابن السيد والشريف بن الشريف السيد الجليل المبجل دولتلوالشريف حسين سيد الجميع أمير مكة المكرمة قبلة العالمين ومحط رجال المؤمنين الطائعين عمت بركته الناس أجمعين.

بعد حمل رسوم وافر التحيات العاطرة والتسليمات القلبية الخالصة من جميع شائبة نعرض حتى لنا الشرف بتقديم واجب الشكر لإظهاركم عاطفة الإخلاص وشرف الشعور والاحساسات نحوالإنجليز. وقد يسرنا علاوة على ذلك حتى نفهم حتى سيادتكم ورجالكم على رأي واحد وأن مصالح العرب هي نفس مصالح الإنجليز والعكس بالعكس. ولهذه النسبة فنحن نؤكد لكم أقوال فخامة اللورد كتشنر التي وصلت إلى سيادتكم عن يد علي أفندي وهي التي كان مشروحا بها رغبتنا في استقلال بلاد العرب وسكانها مع استصوابنا للخلافة العربية عند إعلانها.

وإنا نصرح هنا مرة أخرى حتى جلالة ملك بريطانيا العظمى يرحب باسترداد الخلافة إلى يد عربي صميم من فروع تلك الدوحة النبوية المباركة.

وأما من خصوص مسألة الحدود والتخوم فالمفاوضة فيها تظهر أنها سابقة لأوانها، وتصرف الأوقات سدى في مثل هذه التفاصيل في حالة حتى الحرب دائرة رحاها ولأن الأتراك أيضا لا يزالون محتلين لأغلب تلك الجهات احتلالا عمليا وعلى الأخص ما فهمناه وهومما يدهش ويحزن حتى فريقا من العرب القاطنين في تلك الجهات نفسها قد غفل وأهمل هذه الفرصة الثمينة التي ليس أعظم منها، وبدل أقدام ذلك الفريق على مساعدتنا نزاه قد أعطى يد المساعدة إلى الألمان، نعم أعطى يد المساعدة لذلك السلاب النهاب الجديد وهوالألمان والظالم العسوف وهوالأتراك.

مع ذلك فأنا على كمال الاستعداد لأن نرسل إلى ساحة دولة السيد الجليل وللبلاد العربية المقدسة والعرب الكرام من الحبوب والصدقات المقررة من البلاد المصرية وستصل بمجرد إشارة من سيادتكم وفي المكان الذي تعينونه. وقد عملنا الترتيبات اللازمة لمساعدة رسولكم في جميع سفراته إلينا ونحن على الدوام معكم قلبا ونطقبا مستنشقين رائحة مودتكم الزكية ومستوثقين بعرى محبتكم الخاصة سائلين الله سبحانه وتعالى دوام حسن العلائق بيننا.

وفي الختام أحمل إلى تلك السدة العليا تام تحياتي وسلامي وفائق احترامي.

تحريرا في 19 شوال 1333

الموافق 30 أغسطس 1915

المخلص

السير أرثر مكماهون

نائب جلالة الملك

انظر أيضا

• الوحدة العربية

وصلات خارجية

• نص مراسلات الحسين - مكماهون المركز الفلسطيني للأستعلامات