تاريخ اوقيانوسيا

عودة للموسوعة

تاريخ اوقيانوسيا

Polynesian migration
A house in Fiji, 1842
Exploration by Europeans till 1812
██ 1606 Willem Jansz ██ 1606 Luiz Váez de Torres ██ 1616 Dirk Hartog ██ 1619 Frederick de Houtman ██ 1644 Abel Tasman ██ 1696 Willem de Vlamingh ██ 1699 William Dampier ██ 1770 James Cook ██ 1797-1799 George Bass ██ 1801-1803 Matthew Flinders

يعد تاريخ اوقيانوسيا وتطورها أمراً معقداً يكتنفه الغموض لافتقاره إلى الوثائق الفهمية، فالمعلومات التاريخية المتوافرة عن اوقيانوسيا قليلة وشبه محدودة ولاسيما معطيات ماقبل التاريخ والتاريخ القديم. ومع ذلك فإن الدراسات التي بدأت منذ مطلع الستينات على نحومكثف ألقت الضوء على جوانب كانت مجهولة من تاريخ المنطقة.

ما قبل التاريخ والتاريخ القديم

الاستيطان الأول

دلّت الآثار واللقى المتنوعة، في كثير من جزر اوقيانوسيا على قِدم استيطان الإنسان إياها ولاسيما جزرها الغربية والجنوبية الغربية. كما أظهرت حتى السكان الأوائل فيها كانوا لايعهدون المعادن واستعمالها، وأنهم صنعوا أدواتهم وأسلحتهم من الحجر والعظم والخشب ومن القواقع والأصداف البحرية التي عثر عليها جنباً إلى جنب مع العظام البشرية والفحم الخشبي والرماد. ويغلب الاعتقاد حتى عصور ماقبل التاريخ بدأت في ميلانيزيا وفي جزيرة غينيا الجديدة حيث كشفت أعمال التنقيب عن أدوات وأسلحة حجرية بدائية وفحم خشبي أقدم من 25000 سنة، عُثر عليها في مواقع يرجع زمن استيطانها إلى العصر الجليدي الأخير (الفورم Würm)، حين كان مستوى سطح البحر والمحيط أخفض من مستواه الراهن، وأعماق المياه بين الجزر وأشباهها قليلة، والمسافات بين هذه الجزر وبينها وبين جنوب شرقي قارة آسيا قصيرة تسمح بالانتنطق بيسر لذلك انتشر السكان الأوائل في الجزر الغربية التي كانت تربطها بآسيا جسور برية. لكن ازدياد درجات الحرارة وذوبان جليد عصر الفورم حملا مستوى مياه المحيط فغمرت اليابسة وزادت الأعماق بينها وبين القارة الآسيوية، فانعزل السكان الميلانيزيون السود والبابوا من سكان غينيا الجديدة والجزر القريبة منها عن سكان إندونيسيا وآسيا واستراليا. وظلوا في عزلتهم حتى وصول موجات بشرية من آسيا والفليبين وفرموزة (تايوان) وإندونيسيا، قبل نحو4000-4500 سنة. وقد عاش القادمون الجدد مع سابقيهم من الميلانيزيين وشرعوا في بدء إعمار ميكرونيزيا بين 3000-2000ق.م.

فخار لابيتا والحضارة الاوقيانوسية

تأتي اللقى الفخارية في مقدمة الآثار التي اعتمد عليها الباحثون في دراسة تاريخ اوقيانوسيا القديم وخاصة الفخار المصنوع الذي عُثر عليه في مواقع كثيرة في ميلانيزيا، ويعهد بفخار لابيتا Lapita نسبة إلى المسقط الذي كشف فيه أول مرة في جزيرة بريطانيا الجديدة سنة 1909.

إن انتشار حضارة فخار لابيتا على رقعة واسعة من ميلانيزيا تمتد من أرخبيل بسمارك في الشمال الغربي حتى جزر تونغة وفيجي في الجنوب الشرقي، وهي أبعد نقاط انتشار الميلانيزيين، يطرح مسألة تاريخية مهمة تؤكد قيام حضارة متطورة في ميلانيزيا سبقت حضارة البولينيزيين المتأخرة عنها زمنياً. إذ يقدر عمر فخار لابيتا المزخرف بعمر استيطان الميلانيزيين لجزر شريط انتشار الفخار، الذي يميل الاعتقاد إلى أنه يرجع إلى ماقبل التاريخ ومطلع التاريخ القديم. كذلك تؤكد وجود شعب قديم يؤلف الأسلاف القدماء للبولينيزيين المتأخرين. ولكن لايُعهد بعد ما إذا كان أفراده من الميلانيزيين، أم إنهم من شعب أقدم غير معروف.

بقيت الأحداث المتصلة بإعمار ميلانيزيا وميكرونيزيا واستيطانهما مقتصرة على الجزر الغربية في اوقيانوسيا عملياً، حتى وصول موجات البولينيزيين قادمة من الغرب أيضاً، ويُعتقد حتى توغل البولينيزيين في أعماق وسط اوقيانوسيا وشرقيها كان للبحث عن جزر غير مأهولة وصالحة للسكن بعيداً عن جزر الغرب الأوقيانوسي. إلى غير ذلك توجه البولينيزيون إلى أرخبيلات فيجي وساموة وتونغة واستوطنوها نحو1140ق.م، وحملوا معهم إليها صناعة الفخار المتأخر عن فخار لابيتا.

الاستكشافات البولينيزية

طور البولينيزيون حضارتهم ولغتهم و«فولكلورهم» وصناعاتهم المرتبطة بالبحر والملاحة في مواطنهم حتى أصبحت جزرهم مهد حضارة «اوقيانوسيا ـ بولينيزيا» متقدمة، ارتكزت عليها معارف البولينيزيين المتأخرين وثقافاتهم خاصة، وبقية سكان اوقيانوسيا عامة في الألف الأول للميلاد. ومن مواطن الحضارة البولينيزية هذه أبحرت المراكب إلى جهات المحيط الهادئ المتنوعة وكشفت مجرة جزره وأرخبيلاته وأعمر البولينيزيون كثيراً منها. ففي أواخر القرن الأول قبل الميلاد وفي أثناء القرن الأول للميلاد انطلق البولينيزيون من مهد سلطتهم في جزر تونغة وساموة إلى أنحاء المحيط الهادئ بحثاً عن مواطن جديدة ومصادر عيش إضافية ورغبة في التوسع والكشف عن جزر لإعمارها واستغلال مواردها الطبيعية، فأبحروا شرقاً وكشفوا أرخبيل ماركيز (ماركيزاس) وكشفوا أرخبيل توكِلاوفي الشمال، وجزر أليس في الشمال الغربي. وقد أصبح الأرخبيلان الأخيران تابعين لنواة بولينيزية (تونغة وساموة وفيجي) لقربهما منها. أما جزر ماركيز البعيدة فقد جعلوا منها مركزاً متقدماً أبحرت منه المراكب البولينيزية إلى جزر اوقيانوسيا غير المكتشفة. ففي القرن الخامس للميلاد بسط البولينيزيون نفوذهم على أرخبيلات تاهيتي وإيستر، ويعتقد أنهم وصلوا إلى جزر إيستر نحوعام 400. ويعد إبحارهم من جزر ماركيز إلى إيستر في أقصى الجنوب الشرقي منها مغامرة بحرية جريئة وخيالية لبعد الشقة بين الأرخبيلين (نحو3900كم) ولبدائية المراكب والإبحار عكس التيارات المحيطية والرياح. وقد عثر البولينيزيون في جزيرة إيستر الرئيسية تماثيل حجرية ضخمة مجهولة الهوية حتى اليوم، تنسب أحياناً إلى أناس من أصول عرقية بيضاء (قفقاسيا) جاؤوها من البيرو، من دون مرشد قاطع على صحة ذلك.

وقد أثار وصول البولينيزيين إلى إيستر القريبة من أمريكا الجنوبية، جدالاً حول إدخال البطاطا الحلوة إلى أوقيانوسية، وهي المادة الغذائية الوحيدة التي وصلت إليها من الغرب، إذ يرى بعضهم حتى البولينيزيين وصلوا إلى شواطئ البيروونقلوها معهم في طريق عودتهم، وآخرون يعتقدون بوصول بحارة من البيروإلى مشارف أوقيانوسية الشرقية حملوا معهم البطاطا الحلوة إلى بعض جزرها.

أما تاريخ كشف جزر تاهيتي ومجموعة أرخبيل سوسيتي واحتلالها من قبل البولينيزيين فغير معروف على وجه الدقة، لكنه لابد حتىقد يكون بعد إعمار جزر الماركيز، وأنه حصل قبل نحوعام 500 للميلاد، كما يستنتج من دراسة اللقى من الفؤوس الحجرية وحراب صيد السمك وأدوات الزينة والحلي التي عثر عليها هناك. واتى الكشف عن جزر هاواي واستيطانها بعد ذلك، إذ أبحر البولينيزيون من الماركيز نحوالشمال والشمال الغربي حتى وصلوا إلى مدار السرطان واستقرت مجموعات منهم في هاواي نحوعام 450، ومجموعات أخرى كشفت جزر أرخبيل لاين (الخط) واستوطنتها في التاريخ ذاته تقريباً. وبعد نحوأربعة قرون (بين 800- 900) للميلاد، اتجه الماركيزيون ـ البولينيزيون نحوالجنوب الغربي فكشفوا أرخبيل تواموتووالكثير من جزر بولينيزية الشرقية، كما وصلوا إلى أبعد جزر أوقيانوسية الجنوبية وأكبرها وهي نيوزيلندا. إلى غير ذلك انتشر البولينيزيون على رقعة مثلث رؤوسه في هاواي وإيستر ونيوزيلندة، وأصبحوا سادة أوقيانوسية من دون منازع طوال الألف الأول للميلاد والنصف الأول من الألف الثاني، وخاصة بعدما أقاموا مراكز ومستوطنات متفرقة لهم في أنحاء ميكرونيزيا وميلانيزيا وأعمروا بولينيزية الغربية قبل وصول المستعمرين الأوربيين إلى أوقيانوسية قي القرون الوسطى.


الحضارة الاوقيانوسية البولينيزية

رافق الكشوف البولينيزية والتوسع في جزر أوقيانوسية نشوء حضارة تصح تسميتها بالحضارة الأوقيانوسية ـ البولينيزية أفرزت نحوسنة 1000-1100 للميلاد أشكالاً ثقافية ومظاهر اجتماعية ودينية، من أبرزها ظهور هافايي (راياتيا) لتصبح عاصمة دينية وثقافية لأرخبيل سوسيتي، وكذلك خروج مجموعات من المغامرين المنتمين إلى طبقة اجتماعية رفيعة إلى جزر هاواي وكوك وتوباي وتواموتولتثبيت أركان السلطة البولينيزية فيها، وإقامة إمارات قبلية فيها، ولاسيما في جزر هاواي التي اتحدت إماراتها في مملكة عاشت حتى سنة 1893. تعد صناعة المراكب والقوارب من أبرز منجزات البولينيزيين المادية، إذ بلغ عدد الأنواع التي صنعوها واستخدموها في رحلاتهم المحيطية أكثر من ستة عشر نوعاً، أصغرها يتسع لشخصين مثل قارب «واكا» و«كايب» وأكبرها المركب المسمى «ندوا» و«واكاتاو» الذي يحمل 200-300 محارب بعتادهم. وقد صنعت كلها من الخشب المعشق والمربوط بحبال ولا يدخل أي معدن أومسمار معدني في أجزائها. وتتصف هذه المراكب والقوارب بسرعتها اللافتة للنظر، وقد نطق عنها القبطان الإنكليزي كوك J.Cook سنة 1769 (مكتشف شرق استراليا) إنها أسرع من سفينته الأوروبية السريعة «أنديفور» بمرتين. كما تمتاز من سواها بتزويدها بركائز جانبية متينة أوبأنها مؤلفة من قاربين متصلين مما يحفظ لها التوازن وعدم الغرق بسهولة.

أما خبرة البولينيزيين ومهارتهم الملاحية ومعارفهم البحرية في ذلك الزمن وفي أحوال المحيط الهادئ الطبيعية المعروفة فأمور تستحق الإعجاب وتثير الدهشة، ذلك أنهم لم يعهدوا البوصلة ولا أي وسيلة توجيه مشابهة، ولم يبحروا بمحاذاة سواحل يابسة معروفة قريبة يلجؤون إليها حين الضرورة. وبقدر مااستعان البولينيزيون والميكرونيزيون، في أسفارهم البحرية بالظواهر الطبيعية وحدها، من اتجاهات الرياح وحركات المياه وأشكال الأمواج وألوان المياه والغيوم وهيئاتها وانعكاس الأضواء على قواعدها واختلاف تلونها فوق الجزر البعيدة غير المرئية، فإنهم استدلوا على المواقع والجهات بالشمس والقمر وبأكثر من 150 نجماً، واستفادوا من مشاهدة جميع طائر أوعشبة في الماء، وغيرها من مسببات متنّوعة تفسر الانتشار الواسع للبولينيزيين الذين يرجع إليهم فضل كشف أوقيانوسية.

فقد هاجر كثير منهم إلي جزر شرق إفريقيا,

إن التوسع البولينيزي، وإن كانت المهارات والخبرات البحرية ركيزته الأساسية، تظل له ركيزة أساسية أخرى لا يجوز إغفالها، وهي عدم مجابهة ذلك التوسع بأي مقاومة تذكر. والسبب يرجع إلى خلوالجزر التي كشفها البولينيزيون من السكان إلا ما ندر، وإن وُجدوا فقلة لم تقف عائقاً أمامهم. إلى غير ذلك أصبح البولينيزيون سادة آلاف الجزر الأوقيانوسية إلى جانب سيادة الميكرونيزيين والميلانيزيين على أنحاء غربية وجنوبية غربية من أوقيانوسية حتى وصول المستعمرين الأوربيين.

الاستكشافات الاوروبية

تاريخ أوقيانوسية بين القرنين السادس عشر والتاسع عشر هوتاريخ التنافس الاستعماري الغربي ولاسيما الأوروبي والكشوف الجغرافية التي ارتبطت به.

وقد رافق وصول سفن المستعمرين الأوربيين إبادة أعداد كبيرة من الأوقيانوسيين الأصليين الذين كانوا عاجزين عن مجابهة القوى الغربية المسلحة بأسلحة متطورة ونارية كانت مجهولة من قبلهم. فبعد رحلة بالبوا (1513) وبعثة ماجلان (1519-1520) ووصول السفن الإسبانية إلى أرخبيل ماريانا التي سميت جزره جزر اللصوص، نشأت المستعمرة الإسبانية الأولى في أوقيانوسيا. أعقب ذلك تدفق السفن الأوربية في رحلات كثيرة قام بها الهولنديون (نورت 1598) و(تورِس وكيروس 1605) و(تاسمان 1642) وغيرهم كثيرون.

الاستعمار

وارتفع عدد البعثات الاستعمارية الأوربية الهولندية والبريطانية والفرنسية والدنماركية إلى أرخبيلات أوقيانوسية إلى المئات مع مطلع القرن الثامن عشر (بعثات ج.أنسون وج.بيرون وس. واليس ول. دوبوغنفيل وج.كوك وبعثاته الثلاث بين 1769-1780 وغيرهم). ولم ينقض القرن المذكور إلا وعالم المحيط الهادئ يقابل استعماراً أوربياً وتنافساً عملياً بين القوى الأوربية على مناطق النفوذ في أوقيانوسية، ولاسيما بين بريطانية وفرنسة، استمر حتى القرن التاسع عشر الذي شهد ظهور قوتين جديدتين على مسرح الصراع هما ألمانيا ثم الولايات المتحدة الأمريكية. فقد احتلت ألمانية أرخبيلات سليمان وبسمارك وغينيا الجديدة، كما تغلغلت في جزر ميكرونيزية بعد شرائها من إسبانية عام 1899. كذلك احتلت الولايات المتحدة جزر غوام وويك وهاواي وساموة الشرقية (1898- 1899)، وبدأت تنافِس القوى الأوربية في التوسع في أوقيانوسية وبسط نفوذها على جزرها. فهماً حتى الولايات المتحدة حصلت على حق استثمار سماد الغوانومن جميع الجزر غير المأهولة، التي يتوافر فيها هذا السماد، وذلك في اتفاقية غوانولعام 1856.

عجز السكان الأصليون عن التصدي للتوسع الاستعماري واحتلال جزرهم لضعف مقاومتهم للغزاة، وانهيار هذه المقاومة إذا وُجدت للتباين الكبير بين تسلحهم الذي يرجع إلى عهود تاريخية قديمة تقف على عتبة العصر الحجري الحديث، وتسلح الغزاة. فهاواي التي أقام فيها كامهاميها الأول مملكة موحدة عام 1810، ثم تحولت إلى جمهورية عام 1893 لم تتمكن من الصمود أمام الاحتلال الأمريكي. مثلها في ذلك مثل باقي إمارات أوكيانات الجزر الأوقيانوسية أوكياناتها الأقل أهمية. إلى غير ذلك أصبح الصراع بين القوى الاستعمارية التقليدية الأوربية وبينها وبين الولايات المتحدة الأمريكية، وانعكاسات النزاعات الدولية في أوقيانوسية وعليها السمة المميزة للأحداث التي سبقت نشوب الحرب العالمية الأولى.

أما سكان الجزر الأصليون فقد سجلت أعدادهم تناقصاً مر ذكره، إضافة إلى تخلخل بنيتهم الاجتماعية وتغيرها باختلاطهم بالوافدين إلى جزرهم من آسيا وأمريكا وأوروبا، وارتفاع أعداد هؤلاء وأعداد الهجناء والمولّدين حتى زادت نسبتهم على نسبة السكان الأصليين.


القرن العشرين في وقت مبكر

US marines during the Guadalcanal Campaign in 1942. (modern day Solomon Islands)

اتصف هذا القرن بكثير من الأحداث التاريخية التي ارتبطت بأحداث عالمية أفرزتها الحربان العالميتان الأولى والثانية من جهة، والتطورات التقنية في وسائل النقل البحرية والجوية وأثرها في أهمية جزر أوقيانوسية من جهة ثانية. وأدى ظهور اليابان قوة مؤثرة في الأحداث إلى نتائج جديدة في توازن القوى الاستعمارية. فبعد فوز اليابان على روسيا عام 1905، دخلت مسرح التنافس في أوقيانوسيا فاستولت على الممتلكات الألمانية في ميكرونيزيا مع بداية الحرب العالمية الأولى، وحصلت بعدها على حق الانتداب عليها عام 1920-1922. كذلك احتلت أستراليا المستعمرات الألمانية في جنوب غربي أوقيانوسية عام 1914، وأصبحت دولة منتدَبة عليها. إلى غير ذلك تم إبعاد ألمانيا عن مسرح الأحداث في أوقيانوسية لقاء ظهور اليابان وأسترالية مكانها بعد الحرب العالمية الأولى. وقد ارتبطت التطورات المذكورة بتحسن وسائل النقل البحرية والجوية فازدادت أهمية جزر أوقيانوسية من الناحية التجارية بوصفها محطات للسفن والطائرات، ومن الناحية الاستراتيجية بوصفها قواعد عسكرية وخاصة بعد الحرب العالمية الأولى وإبان الحرب العالمية الثانية.

إن الحرب العالمية الثانية ودخول اليابان فيها طرفاً معادياً للحلفاء والولايات المتحدة الأمريكية كانت أكبر وقع تاريخي أثر في مسرح العمليات الحربية في المحيط الهادئ. ففيسبعة كانون الأول 1941 باغتت اليابان أضخم قاعدة عسكرية أمريكية في بيرل هاربر وكبدت أمريكا خسائر فادحة جداً، تبع ذلك التوسع الياباني السريع، إذ استطاعت احتلال أجزاء المحيط الغربية كافة وهددت الهند وأسترالية وأصبحت ميكرونيزية وميلانيزية، وبولينيزية الغربية تحت سيطرتها في ستة شهور ونيف. وتوالت هزائم الأمريكيين والأستراليين والإنكليز، لكن الحلفاء استعادوا السيطرة على الموقف في المحيط الهادئ، وهُزمت اليابان في معارك عام 1944.


فترة ما بعد الحرب

وبعد استسلام اليابان إثر ضربها بالقنبلتين الذريتين وانتهاء الحرب العالمية الثانية، أضحت الولايات المتحدة القوة الأولى في أوقيانوسية بسيطرتها على أكثر من 2141 جزيرة تقع شمال خط الاستواء وغرب خط التوقيت الدولي، إضافة إلى الجزر التي كانت تحت الانتداب الياباني قبل الحرب، ووُضعت تحت الإدارة الأمريكية عام 1947.

أما باقي جزر أوقيانوسية فبقيت تحت حكم بريطانية وفرنسة وبقي بعضها تحت الإدارة الأسترالية والنيوزيلندية. وقد حصل بعضها على استقلاله من ذلك بابوا ـ غينية الجديدة وتونغة وسامة الغربية وناورو، كما حتى عدداً آخر يسعى إلى الاستقلال.

دمرت الحرب غالبية الجزر ومنشآتها، وكان من آثارها انهيار الاقتصاد المحلي والبنية الاجتماعية للسكان الأصليين، وزادت المعاناة بعد الحرب، وأخذت أنماط الحياة الأمريكية بسلبياتها وإيجابياتها تطغى على أساليب عيش السكان. كذلك تراجعت أهمية كثير من القواعد الجوية في أوقيانوسية بسبب التطور الكبير في مجال الطيران السريع والبعيد المدى، كما تحولت بعض جزرها إلى حقول تجارب نووية وهدروجينية مما أضر بالبيئة والسكان.

العصر الحديث

انظر أيضا

  • Europeans in Oceania
  • History of Australia
  • History of New Zealand
  • History of the Pacific Islands
  • List of countries and islands by first human settlement

المصادر

  1. ^ عادل عبد السلام. "أوقيانوسية (تاريخياً)". الموسوعة العربية. Retrieved 2012-06-21.
تاريخ النشر: 2020-06-08 19:23:39
التصنيفات: تاريخ اوقيانوسيا, تاريخ العالم

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

الرئيس السيسي يهنئ كوريا الديمقراطية الشعبية بذكرى تأسيس الجمهورية

المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-09-11 18:18:41
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 70%

الحرائق تندلع من جديد في غابات شفشاون

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-09-11 18:18:46
مستوى الصحة: 75% الأهمية: 79%

دخول حيز التنفيذ اتفاقية الغاء التأشيرة بين الطوغو والمغرب

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-09-11 18:18:49
مستوى الصحة: 72% الأهمية: 77%

الملك محمد السادس يبعث برقية لعاهل بريطانيا الجديد

المصدر: أخبارنا المغربية - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-09-11 18:18:13
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 67%

«مدبولي»: توجيهات رئاسية بإعداد شرم الشيخ لتكون مدينة خضراء ومستدامة

المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-09-11 18:18:34
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 65%

وكيل جيرلان بيريرا يجيب: هل اقترب الأهلي من ضم اللاعب؟

المصدر: الأهلى . كوم - مصر التصنيف: رياضة
تاريخ الخبر: 2022-09-11 18:18:18
مستوى الصحة: 44% الأهمية: 42%

نهلة إمام مستشارًا لوزارة الثقافة لشئون التراث غير المادي

المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-09-11 18:18:30
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 69%

جامعة حلوان الأهلية تتسلم ملفات طلابها المتقدمين للعام الجامعي 2022-2023

المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-09-11 18:18:33
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 51%

«الطلاب الوافدين» يضع 10 محاور لتحقيق الدعم النفسي والأخوة الإنسانية

المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-09-11 18:18:36
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 64%

مصر للطيران تشارك في بطولة الجمهورية للشركات.. وتحصد كأس الجودو 

المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-09-11 18:18:39
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 55%

كهربا يشارك في المران الأول للأهلي تحت قيادة كولر

المصدر: الأهلى . كوم - مصر التصنيف: رياضة
تاريخ الخبر: 2022-09-11 18:18:17
مستوى الصحة: 31% الأهمية: 50%

وزير الدفاع يلتقى قائد القيادة المركزية الأمريكية

المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-09-11 18:18:35
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 66%

إلغاء "الفيزا" بين المغرب والطوغو يدخل حيز التنفيذ

المصدر: أخبارنا المغربية - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-09-11 18:18:14
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 53%

آخر أخبار الرياضة من العربية:

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-09-11 18:17:54
مستوى الصحة: 80% الأهمية: 98%

المغرب يسجل 11 إصابة فقط بفيروس كورونا في آخر 24 ساعة

المصدر: أخبارنا المغربية - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-09-11 18:18:12
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 64%

وزيرة الهجرة تبحث مع السفير السعودي سبل تعزيز التعاون المشترك

المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-09-11 18:18:32
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 63%

الركراكي يعيد لاعبا مغضوبا عليه من طرف خليلوزيتش إلى عرين الأسود

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-09-11 18:18:47
مستوى الصحة: 67% الأهمية: 70%

وهبي: القادم أصعب وعلى المغاربة أن يساعدونا لتجاوز الأزمة

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-09-11 18:18:50
مستوى الصحة: 75% الأهمية: 73%

«الأرصاد»: انخفاض درجات الحرارة حتى 17 سبتمبر| مستند

المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-09-11 18:18:40
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 67%

تحميل تطبيق المنصة العربية