الانتفاضة الفلسطينية الأولى

عودة للموسوعة

الانتفاضة الفلسطينية الأولى

الانتفاضة الفلسطينية الأولى
جزء من الصراع العربي الإسرائيلي

رسم يرمز لانتفاضة الشعب الفلسطيني بريشة كارلوس لطوف
التاريخ 1987 - 1993
المسقط
الضفة الغربية، قطاع غزة، إسرائيل
النتيجة إتفاقية أوسلو
الخصوم
إسرائيل الفلسطينيون
القادة والزعماء
إسحاق شامير القيادة الموحدة
الخسائر
160 قتيل 1,087 قتيل على يد الجيش الإسرائيلي
75 على يد مدنيين إسرائليين
1,000 على يد فلسطينين

الانتفاضة الفلسطينية الأولى أوانتفاضة الحجارة، سمّيت بهذا الاسم لأن الحجارة كانت الأداة الرئيسية فيها، كما عهد الصغار من رماة الحجارة بأطفال الحجارة. والانتفاضة شكل من أشكال الاحتجاج العفوي الشعبي الفلسطيني على الوضع العام المزري بالمخيمات وعلى انتشار البطالة وإهانة الشعور القومي والقمع اليومي الذي تمارسه سلطات الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين. استمر تنظيم الانتفاضة من قبل القيادة الوطنية الموحدة الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية فيما بعد. بدأت الانتفاضة يومتسعة ديسمبر/كانون الأول 1987، وهدأت في العام 1991، وتوقفت نهائياً مع توقيع اتفاقية أوسلوبين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية عام 1993.

يُقدّر حتى 1,300 فلسطيني قتلوا أثناء أحداث الانتفاضة الأولى على يد الجيش الإسرائيلي، كما اغتال 160 إسرائيليّا على يد الفلسطينين، وبالإضافة لذلك يُقدّر حتى 1,000 فلسطيني يُزعم أنهم متعاونين مع السلطات الإسرائيلية قتلوا على يد فلسطينين، على الرغم من حتى ذلك ثبت على أقل من نصفهم فقط.

مصطلح انتفاضة

تعني الانتفاضة لغة في معجم لسان العرب لابن منظور: نفضت الثوب والشجر إذا حركته لينتفض. وكذلك اتى في المعجم الوسيط: انتفض الشيء: تحرك واضطرب، وفلان ينتفض من الرعدة. وقديماً وصف أحد الشعراء رعدته عندما يذكر حبيبته، فنطق:

وإني لتعروني لذكراك هزّة كما انتفض العصفور بلّله القطر

استُعمل هذا المصطلح لأوّل مرّة لوصف الثورة الشعبية الفلسطينية في أول بيان صدر عن حماس الذي تم توزيعه لأول مرة في غزة يوم 11 ديسمبر 1987، وأطلق البيان لفظ "الانتفاضة" على التظاهرات العارمة التي انطلقت. نطق البيان: "اتىت انتفاضة شعبنا المرابط في الأرض المحتلة، رفضاً لكل الاحتلال وضغوطاته، ولتوقظ ضمائر اللاهثين وراء السّلام الهزيل، وراء المؤتمرات الدولية الفارغة".

دخل المصطلح ميدان الصحافة العربية والغربيةالتي تناقلته بلفظه العربي كما تواردته ألسنة المحللين والمؤلفين حتى في داخل الوسط الإسرائيلي حيث ألف الصحفيان زئيف شيف وإيهود ياري كتاب عن هذه الفترة التاريخية وأسمياه "انتفاضة".


أسبابها

في الثامن من ديسمبر/كانون الأول 1987 دهست شاحنة إسرائيلية يقودها إسرائيلي من أشدود سيارة يركبها عمال فلسطينيون من جباليا-البلد متوقفة في محطة وقود، مما أودى بحياة أربعة أشخاص وجرح آخرين. وقد اكتفت الإذاعة بإعلان الخبر دون حتى هجرز عليه لأنه كان تعبير عن حادث يشبه الكثير من الحوادث المماثلة. وقد أُشيع آنذاك حتى هذا الحادث كان عملية انتقام من قبل والد أحد الإسرائيليين تم طعنه قبل يومين حتى الموت بينما كان يتسوق في غزة، فاعتبر الفلسطينيون حتى الحادث هوعملية اغتال متعمد . في اليوم التالي وخلال جنازة الضحايا اندلع احتجاج عفوي قامت الحشود خلاله بإلقاء الحجارة على مسقط للجيش الإسرائيلي بجباليا-البلد فقام الجنود بإطلاق النار دون حتى يؤثر ذلك على الحشود. وأمام وما تعرض له من وابل الحجارة وكوكتيل المولوتوف طلب الجيش الإسرائيلي الدعم. وهوما شكل أول شرارة للانتفاضة. ولكن هذه الحادثة كانت مجرد القشة التي قصمت ظهر البعير، لأن الانتفاضة اندلعت بعد ذلك بسبب تضافر عدة أسباب.

الأسباب البعيدة للانتفاضة

إذا كانت الانتفاضة قد اندلعت بسبب اغتال أربعة فلسطينيين، فإن هناك أسبابا عميقة لها تتمثل فيما يلي:

  • عدم تقبل الاحتلال الإسرائيلي: حيث حتى الشعب الفلسطيني لم يتقبل ما وقع له بعد حرب 1948، وبالذات التشريد والتهجير القسري وكونه يتعرّض لممارسات العنف المستمرّة والإهانات والأوضاع الغير مستقرّة في المنطقة. علاوة على الجوّ العامّ المشحون والرغبة في عودة الأمور إلى نصابها قبل الاحتلال كما حتى معظم شعوب العالم لم ترضى باحتلال قوّة أجنبيّة للأرض التي كانوا يعيشون عليها منذ آلاف السنين.
  • تردّي الأوضاع الاقتصادية: بعد حرب الأيام الستة فُتح للفلسطينيين باب العمل في إسرائيل مما جاز للاقتصاد المحلي بأن يتطور ولكن سرعان ما تدهورت الأوضاع إذ بدأ الفلسطينيون يتجرعون إذلالات يومية وبدأت ظروف العمل تتدهور. أضف إلى ذلك التمييز بخصوص الأجور إذ بالنسبة لنفس العمل يتقاضى الفلسطيني أجرا يقل مرتين عن نظيره الإسرائيلي كما كان يمكن طرد العامل الفلسطيني دون دفع أجره. كما كان الفلسطيني مطالبا بتصاريح للتنقل من الصعب الحصول عليها، باالاضافة إلى عمليات التفتيش اليومية التي يتعرضون لها في بيوتهم. كان يتم كذلك خصم 20% من المرتبات على أساس أنها ستصرف على الضفة والقطاع ولكن بدل ذلك كانت تمول المصاريف العامة الإسرائيلية
  • على الصعيد القيادي، لم تكن القيادة الفلسطينية في المنفى على فهم تام بأوضاع الفلسطينيين في الداخل ولا بمعاناتهم ولم تكن تطرح الحلول لمساعدتهم. وكانت منظمة التحرير في تونس تعمل على إنشاء محور عمان-القاهرة لحماية ياسر عهدات عوض العمل على إيجاد حل لقضية اللاجئين أوالفلسطينيين.
  • إلحاق القدس: احتلت إسرائيل القدس سنة 1967 ثم أعربتها عاصمة أبدية لها، مع ما صحب ذلك من إجراءات من بينها تقنين الدخول إلى الحرم الشريف وأماكن العبادة الإسلامية . كما تم الاستيلاء على عدد من الأراضي لترسيخ فكرة القدس كعاصمة غير قابلة للتقسيم من خلال بناء المستوطنات بها. كان الجنرال موشيه دايان يهدف كذلك من خلال بناء المستوطنات إلى الاستيلاء على الأراضي فلسطينية بطريقة متخفية ودعمه الليكود وحزب العمال الإسرائيلي في ذلك لأنه سيؤدي إلى قيام دولة إسرائيل الكبرى . بالإضافة إلى استعمال مصادر المياه الموجودة داخل الأراضي المحتلة لفائدة المستوطنين.
  • على الصعيد العربي، لم يكن القادة العرب يأبهون بما كان يحدث للفلسطينيين - بعكس المثقفين والشعوب العربية -. وهوما كان وراء خيبة هؤلاء من القمم العربية التي كان تضع القضية الفلسطينية في آخر اعتباراتها، وحتى عندما تناقشها فلم تكن تقدم لها أية حلول.
  • تمثل الانتفاضة فشلا للجهاز القيادي الإسرائيلي الذي لم يكن منتبها إلى الغليان الفلسطيني بالرغم من التحذيرات التي أبداها عدد من السياسيين كوزير الخارجية السابق أبا ايبان الذي خط في نوفمبر 1986، أي سنة قبل الانتفاضة، حتى الفلسطينيون يعيشون محرومين من حق التصويت أومن حق اختيار من يمثلهم. ليس لديهم أي سلطة على الحكومة التي تتحكم في أوضاعهم المعيشية. إنهم يتعرضون لضغوط وعقوبات ماكان لهم حتى يتعرضوا لها لوكانوا يهودا [...] إذا هذه الحالة لن تستمر دون حتى يؤدي ذلك إلى انفجار.

الإنقاص من أهميتها

اجتمع عدد من العسكريين في مسقط جباليا الذي هاجمته الحشود الفلسطينية خلال الجنازة. وأمام حجم حركة الاحتجاج طلب الاحتياطيون الدعم، لكن المشرف على الإقليم رد بأنه لن يحصل أي شيء، وأضاف بأن الحياة ستعود إلى طبيعتها في الغد ولم يتم القيام بطلب أي دعم أوإعلان حظر تجول.

لكن الاضطرابات لم تهدأ في اليوم الموالي، ورفض أغلب السكان التوجه إلى أماكن عملهم كما قام طلبة الجامعة الإسلامية في غزة بالتجول في الشوارع داعين الناس إلى الثورة. في حين أراد أفراد الجيش استعمال القوة لتفريق الحشود ولكنهم وجدوا أنفسهم تحت وابل من الحجارة. وقد تمكن بعض الشبان الفلسطينيين من الصعود على السيارات العسكرية وهوما كان يرعب سائقيها فيزيدون في السرعة . وقد تم رمي ثلاثة زجاجات حارقة أصابت اثنتان منها الهدف واشتعلت النار في إحدى السيارات العسكرية. وبعدما تبين حتى إطلاق النار في الهواء لا يؤثر على الحشود الهائجة، أمر الملازم عوفر بإطلاق النار على أرجل جميع من يقترب . وعندما وصل إسحاق موردخاي المسؤول عن منطقة الجنوب إلى مسقط الجيش قام بعزل عوفر من مهامه بسبب قناعته حتى اللقاءة بين الجيش الإسرائيلي من جهة والحشود الفلسطينية من جهة أخرى هي سبب الاضطرابات في قطاع غزة.


الرد السياسي والعسكري الإسرائيلي

في اليوم الثالث للانتفاضة، توجه إسحاق رابين رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى نيويورك دون حتى يأخذ أي إجراءات للقاءة الانتفاضة. وفي غيابه قام إسحاق شامير بمهام وزير الدفاع رغم كونه لم يعمل في هذا المنصب من قبل. كما حتى رئيس الأركان في تلك الفترة كان حديث عهد بمنصبه ولم تكن له خبرة في لقاءة الثورات الفلسطينية. والحقيقة حتى أي شخصية أمنية أوعسكرية إسرائيلية لم تكن تتسقط حتى تقوم انتفاضة فلسطينية بتلك القوة. وقد سمحت هذه الظروف بانتنطق الانتفاضة من قطاع غزة إلى الضفة الغربية.

عند وصول رابين إلى نيويررك تحدث وزير الدفاع الأمريكي عن الانتفاضة بإيجاز مما كان يشير على حتى البعثة الإسرائيلية لم تكن تهتم بما كان يجري في الأراضي الفلسطينية المحتلة. يضاف إلى ذلك حتى الفريق المكلف بنقل الأخبار إلى رابين كان قليل الخبرة فلم يكن رابين مهتما بما يجرى وكان شغله الشاغل حتى يتم صفقة شراء أسلحة.

وعند عودته، لم يكن رابين يفهم الكثير عما يحدث وقام بعقد ندوة صحفية في المطار أكد خلالها حتى إيران وسوريا تقفان وراء اندلاع الانتفاضة. فارتكب بذلك خطأ شنيعا، حسب المراقبين، لأن تصريحه كان يتعارض مع تصريحات شامير الذي حمل منظمة التحرير مسؤولية ما يحدث، كما حتى المراقبين أجمعوا بأن الانتفاضة كانت عفوية ولم يكن يقف وراءها أحد.

الرد العسكري الإسرائيلي

أعرب إسحاق رابين خلال حدثة في الكنيست الإسرائيلي « سنفرض القانون والنظام في الأراضي المحتلة، حتى ولوكان يجب المعاناة لعمل ذلك». وأضاف قائلا « سنكسر أيديهم وأرجلهم لويجب ذلك» .

وصلت الانتفاضة إلى أعلى مستوى لها في شهر فيفري/شباط عندما نشر مصور إسرائيلي صور جنود يضربون فلسطينيين عزل. ودارت تلك الصور حول العالم بما أثار مشاعر التعاطف مع الفلسطينيين. أما إسرائيل فقد قامت بسياسة لتهميش منظمة التحرير والإيقاع بين حركة حماس والفصائل الأخرى.

عندما فشل الجيش النظامي في لقاءة الانتفاضة، استنجد بحرس الحدود من أجل إخماد الثورة الشعبية. ويعهد عن حرس الحدود كونهم قادرين على التحكم بالحشود الضخمة كما يعهدون بعنفهم. ثم حتى متوسط أعمارهم يترواح بين 35 و40 سنة ولديهم بالتالي خبرة كبيرة. تم اللجوء أولا إلى اللواء رقم 20 و21 اللذين قاما بمراقبة الحدود بين إسرائيل ولبنان خلال غزولبنان 1982. ولكن تدخل حرس الحدود لم يغير شيئا على الواقع. ومما قاسي مهمتها أنه لم يكن يسمح لهم بإطلاق النار إلا إذا هوجموا من قبل أشخاص تزيد أعمارهم عن 12 سنة. ثم حتى الرصاص يطلق أولا على ازدياد ستين درجة وفي حالة الخطر يطلق على الأرجل. ولكن هذه القواعد لم تحترم في أغلب الأحيان. وفي أكتوبر 1988 أعربت الحكومة الإسرائيلية عن وجود وحدتين جديدتين في القطاع والضفة الغربية متكونتين من أشخاص يتقنون العربية ومتخفين في ملابس مدنية وتتلخص مهتهم في التغلغل داخل المقاومة الفلسطينية.

تطور الانتفاضة

تميزت الانتفاضة بحركة عصيان وبمظاهرات ضد الاحتلال. امتدت بعد ذلك إلى تام الأراضي المحتلة مع انخفاض لوتيرتها سنة 1991. فبعد جباليا البلد انتقلت إلى مخيم جباليا ومن ثم ، انتقل لهيب الانتفاضة إلى خان يونس والبرج والنصيرات ومن ثم غطى جميع القطاع وانتقل بعد ذلك إلى الضفة. وقد تولى الانتفاضة عموما الأطفال والشباب الذين كانوا يرشقون الجنود بالحجارة ويقيمون حواجز من عجلات مشتعلة. كما كانوا يجتمعون حول الجوامع ويتحدون الجيش بأن يقوم بتفريقهم. وقد استخدمت مكبرات الصوت لدعوة السكان إلى التظاهر كما كانت توزع المناشير ويتم الكتابة على الجدران للثورةضد جيش الاحتلال الإسرائيلي .

كانت المناشير توزع عند مداخل المساجد من قبل أطفال لم تكن أعمارهم تتجاوز السابعة. أوكان يتم إلقاؤها من نوافذ السيارات قبل طلوع الشمس ويتم تمريرها من تحت الأبواب. اتى توزيع المناشير كشكل من انواع الإعلام البديل بسبب تشديد دائرة الرقابة على الوسائل الإعلام التي لم تستطيع الوصول إلى الرأي العام الفلسطيني وأيضا مضايقات واعتنطق للصحفيين. قامت إسرائيل أولا باتباع سياسة تعسفية من خلال الضرب والإيقاف من دون المحاكمة والتعذيب إلى جانب إغلاق الجامعات والعقوبات الاقتصادية وبناء المستوطنات. وقد أدت صور الجيش الإسرائيلي وهويعتدي على الفلسطينيين إلى تعاطف دولي مع قضيتهم ونجح ياسر عهدات في استغلال هذا الموقف من أجل التقدم بالقضية الفلسطينية.

نشأت لجان محلية داخل المخيمات عملت على تنظيم الغضب غير المسلح للشارع الفلسطيني ضد الاحتلال الإسرائيلي المسلح والشد من أزره والتقريب بين صفوفه وذلك عن طريق توفير المؤونة والتعليم والأدوية وباقي الخدمات الضرورية للمخيمات والمناطق التي يطبق فيها حظر التجول .

اشتغلت هذه اللجان في البداية بشكل مستقل ولكن سرعان ما توحدت في هيئة تضم فتح والجبهتين الشعبية والديمقراطية والحزب الشيوعي وكانت لهذه الهيئة علاقات تنظيمية مع منظمة التحرير الفلسطينية التي كانت حينئذ تتخذ من تونس مقرا رئيسيا لها.

طالبت هذه الفصائل بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة في الضفة الغربية وقطاع غزة وبالانسحاب الإسرائيلي خارج حدود 1967. واستمرت الانتفاضة إلى غاية سنة 1993 تاريخ التوقيع على اتفاقية أوسلو. كما ساهمت هذه الانتفاضة في نشوء حركة حماس الداعم القوي لها التي أعربت عن نفسها عام 1987.

مطالبها

سعى الفلسطينيون عبر الانتفاضة إلى إلى تحقيق عدة أهداف يمكن تقسيمها إلى ثوابت فلسطينية ومطالب وطنية.

ثوابت فلسطينية

  1. إقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس وتمكين الفلسطينيين من تقرير مصيره
  2. تفكيك المستوطنات
  3. عودة اللاجئين دون قيد أوشرط .
  4. تقوية الاقتصاد الفلسطيني : تمهيدا للانفصال عن الاقتصاد الإسرائيلي

المطالب الوطنية

  1. إخلاء سبيل الأسرى الفلسطينيين والعرب من السجون الإسرائيلية .
  2. وقف المحاكمات العسكرية الصورية والاعتنطقات الإدارية السياسية والإبعاد والترحيل الفردي والجماعي للمواطنين والنشطاء الفلسطينيين .
  3. لم ضم العائلات الفلسطينية من الداخل والخارج .
  4. وقف فرض الضرائب الباهظة على المواطنين والتجار الفلسطينيين .
  5. وقف حل هيئات الحكم المحلي المنتخبة من مجالس بلدية وقروية ولجان مخيمات .
  6. إتاحة المجال أمام تنظيم انتخابات محلية ديموقراطية للمؤسسات في البلاد .
  7. وقف ارتكاب ما يتعارض مع العادات الفلسطينية

العصيان المدني

ملصق للانتفاضة من سنة 1990

تتميز الانتفاضة الأولى بحركة عصيان مدني كبيرة ومظاهرات ضد الاحتلال الإسرائيلي. وكانت حركة العصيان المدني مطروحة قبل بدء الانتفاضة ولكن قادة منظمة التحرير لم يعيروها أي اهتمام اعتقادا منهم حتى الأشخاص الداعمين لها سذج جاهلون لحقيقة الوضع الفلسطيني. أما الإسرائيليون فقد كانوا يدركون مدى امكانيتها لكنهم قللوا من أهميتها.

ومن بين أشد مناصري حركة العصيان المدني، مبارك عوض، وهوعالم نفس عاش 15 سنة في الولايات المتحدة الأمريكية، وعاد سنة 1983 إلى القدس ليفتح مركزا للاعنف. وقد باءت جميع محاولاته لتطبيق سياسة اللاعنف على الأرض بالفشل. وكان أعضاء منظمة التحرير يحتقرونه ويهددونه ويعتبرونه عميلا للمخابرات الأمريكية.

في سنة 1986 بدأ الفلسطينيون يهتمون بأفكاره. وكان الرجل قد اخترع أكثر من مئة وعشرين طريقة كفاح لاعنفي وكان يدعمه سري نسيبة وحنا سنيورة. وقد قام هذا الأخير بإطلاق نداء لحركة عصيان مدني تبدأ بمقاطعة السجائر والمشروبات الغازية وتمتد لاحقا إلى رفض دفع الضرائب وانتهاء بالقطيعة من النظام الإسرائيلي. غير حتى نداءه لم يجد أي صدى واتهم بأنه يريد حتى يمنع الشباب من لقاءة الجيش في الشارع. اقترح مبارك عوض بتعويض أعمال الشغب بحملات تنظيف ومسيرات صامتة. كما نادى إلى إنشاء هياكل فلسطينية لتعويض هياكل الإدارة المدنية الإسرائيلية بحيث تكون هذه الهياكل نواة لدولة فلسطينية في المستقبل. ونادى كذلك إلى تخزين المؤن الغذائية والوقود وخلق نظم تمويل محلية بدل انتظار المساعدات الخارجية.

في نهاية شهر جانفي/كانون الثاني 1988 اجتمع أعضاء القيادة الوطنية الموحدة واتفقوا على حتى حركة الثورة لا يمكن حتى تستمر أكثر من ستة أشهر كما كانوا يؤمنون -بفضل خبرتهم- حتى طاقة تحمل الشعب ليست قوية واتفقوا على حتى خير حل يكمن في فكرة العصيان المدني وبدؤوا في دراسة أفكار عوض واعتمدوا عددا من نقاط برنامجه كبرنامج للانتفاضة. عندئذ أخذت الانتفاضة توجها على المدى الطويل. وأصبح مبارك عوض مطلوبا بكثرة وأصبح أعداء الأمس من أشد المدافعين عنه. وبدأت أفكاره تلاقي نجاحا فوجد نفسه تحت تهديد الطرد من قبل السلطات الإسرائيلية وذلك عن طريق وزير الدفاع الذي أعرب أنه لن يتم تجديد تأشيرته السياحية وذلك رغم الدعم الذي تلقاه من عدد من الشخصيات الأمريكية. قرر عوض استئناف القرار أمام المحكمة العليا في إسرائيل وأعرب أنه مستعد لاعتناق الدين اليهودي إذا لزم الأمر ذلك.

قررت إسرائيل تطبيق إجراءات عقابية ورادعة لإعادة السيطرة للإدارة المدنية الإسرائيلة والحد من انتشار حركة العصيان. وتمت مراجعة القانون الجزائي ليسمح بالقيام بعمليات إيقاف موسعة. بالإضافة إلى بناء عدد من مراكز الإيقاف لاحتواء العدد الكبير من الموقوفين الفلسطنيين لفترات طويلة. وقرر الجيش كذلك المد من فترات حظر التجوال. وخلال العام الأول للانتفاضة تم إحصاء 1600 حظر تجوال منها 118 لفترة لا تقل عن خمسة أيام. وعاش جميع سكان قطاع غزة حالة منع تجوال وكذا ما لا يقل 80% من القرى والمدن العربية بالضفة الغربية. كما تم إغلاق الجامعات والمدارس الفلسطينية وإبعاد 140 من قادة الانتفاضة إلى جانب هدم عدد من المنازل.

كما أغلقت الجمعيات التي أبدت رغبة في الاستقلال أوانتقاد إسرائيل. ومنع القادمين من الأردن من إدخال مبالغ مالية تفوق مائتي دينار أردني من أجل الحد من الدعم الخارجي للانتفاضة بعد حتى كان يسمح بإدخال ألفي دينار. وتم تنظيم حملات من أجل إجبار الفلسطينيين على دفع الضرائب الإسرائيلية واشترط لتجديد رخص التصدير القيام بدفع الضرائب. وتم إرساء حصار على عدد من المناطق المؤهولة بالعرب فقط مما منعهم من التحرك أوتصدير ما ينتجونه. ووصل الأمر كذلك إلى حد بتر التيار الكهربائي والإمدادات بالماء وخطوط الهاتف. وزاد الوضع تدهورا عندما منعت الأردن استيراد عدد من بضائع الضفة. وقد أدت مجمل هذه السياسات إلى انقلاب ميزان القوة وتدهور مستوى المعيشة لدى الفلسطينيين بنسبة تترواح بين 30 و40 %.

ومن الأمثلة على العصيان المدني تسليم سكان منطقة بيت ساحور لهوياتهم للحاكم العسكري في المنطقة في إطار رفضهم لدفع الضرائب، مما وضع الحاكم العسكري في وضع بالغ الإحراج، حيث حتى إسرائيل بدأت تخشى من حتى تفقد حتى القدرة على التعهد على الفلسطيينيين.

كذلك حاول الفلسطينييون في منطقة بيت ساحور أيضا إنشاء مغرسة للأبقار بتكاتف مادي من السكان، قابلته إسرائيل بمحاولات متكررة عسكرية لإغلاقه والتخلص منه لما كان يمثله من تحدي لسيطرة الاقتصاد الإسرائيلي على السوق الاستهلاكي الفلسطيني، أصبح في عدة حالات مثيرا للضحك لدى الفلسطينيين الذين كانوا "يهربون" أبقارهم في الليل بينما تقوم دوريات عسكرية بالبحث عن الابقار.

دور النساء

امرأة فلسطينية وجندي إسرائيلي في القدس

على عكس الاحتجاجات السابقة، فقد لعبت النساء الفلسطينيات دوراً بارزاً خلال الانتفاضة الفلسطينية الأولى، إذ لم يكن يخشين لقاءة الجيش الإسرائيلي أودعم القضية الفلسطينية. كان هذا الدعم ملموسا في الواقع إذ كن يمثلن ثلث ضحايا الانتفاضة كان دورهم في المدن أكبر من دور النساء في القرى. يعود هذا إلى التأثير الكبير للسلطة الأبوية في القرى والذي يقوم بإبقاء النساء في القرى. بدأت الانتفاضة السماح للنساء بتأكيد وجدهم على الصعيد الاجتماعي والسياسي مما شكل قطيعة مع الماضي. ففي السابق كانت النساء الناشطات هم فقط اللواتي يشاركن في السياسة الوطنية.

بدأ دخول المرأة الفلسطينية معهجر السياسة في سبعينات القرن الماضي بإنشاء عدد من الجمعيات الطلابية، وصاحب دخول المرأة الفلسطينية السياسة إلى ازدياد عدد المعتقلات السياسيات الذي لم يكن يتعد بضع مئات خلال السبعينات ليرتفع لبضعة آلاف خلال الثمانينات. وقد ساهمت السياسة الإسرائيلية النساء الفلسطينيات لاسماع صوتهن بعد حتى قامت بإلغاء إجراء أردني يعود إلى سنة 1955 الذي كان يمنعهن من التصويت فاستطاعت المشاركة في انتخابات البلدية عام 1976 وتم انتخاب عدد منهن في عدد من المجالس البلدية.

مع تدهور أوضاع المعيشة وارتفاع وتيرة الانتهاكات الإسرائيلية زادت مشاركة المرأة وذلك إما عن طريق رمي الحجارة أوتنظيم مظاهرات أوفي صياغة سياسة تسمح من التحصل على مكاسب من وراء الانتفاضة. مع تزايد العقوبات الإسرائيلية لعبت النساء دورا مهما لبلوغ الإكتفاء الذاتي إذ قمن بإنشاء تعاونيات من أجل توفير جميع المواد التي شح وجودها بسبب العقوبات.

حركة الجهاد المسلح

رغم حتى الانتفاضة عهدت بطابعها السلمي فإن النشاط المسلح كان موجودا بنسبة 15%، وهويستهدف أساسا الجنود الإسرائيليين والمستوطنين والمتعاونين معهم. وبينما لم تكن حماس تفرق بين الجندي والمستوطن معلنة حتى المستوطن جنديا كونه يحتل أرض ويحمل سلاح ليقاتل الفلسطينيين ، كانت نداءات القيادة الوطنية الموحدة تفرق بينهما دون حتى تشير إلى المدنيين الإسرائيليين غير القاطنين بالأراضي المحتلة. وكان يتم كذلك نشر قوائم بأسماء المتعاونين مع إسرائيل. وبينما كانت حماس تقدمهم على أنهم مصابون بعقلية مريضة، وانهزاميون، وجبناء وأنهم لا يرتقون إلى مرتبة الرجل، كانت القيادة الموحدة تعتبرهم منشقين عن الصف الوطني.

تم إنشاء ما يسمى بالقوات الضاربة بعد تكون القيادة الوطنية الموحدة وكان أعضاء فتح في البداية من استعان بهم. كانت مهمة هذه القوات تتمثل في تطبيق توصيات القيادة الموحدة ومعاقبة من يبتعد عن نداءات الوطن. لكن تعدد القوات المسلحة لم يلق قبولا من الجميع ويمكن ملاحظة ذلك من خلال منشورات جميع فصيل.

شهدت الانتفاضة عددا من العمليات ضد الأهداف الإسرائيلية مثل عملية ديمونا بالنقب عام 1988 حينما تمت مهاجمة حافلة تقل عاملين متوجهين إلى مفاعل ديمونة. كان يتم كذلك اختطاف جنود يهود لمبادلة أسرى بهم ، وملاحقة وقتل العملاء وسماسرة الأراضي فرديا وجماعيا. عهدت الانتفاضة ظاهرة حرب السكاكين إذ كان الفلسطينيون يهاجمون الجنود والمستوطينين الاسرئيليين بالسكاكين ويطعنونهم.

نشأة حركة حماس

عندما اندلعت الانتفاضة في قطاع غزة، طلب طلبة أحمد ياسين منه المشاركة ودخول المجال المسلح بدل الخط السياسي. لم يكن أحمد ياسين يريد لقاءة إسرائيل عسكريا وكان يمنع هذا النوع من الأنشطة لأنه كان يعتبر حتى أي لقاءة مع الدولة العبرية سيكون مكلفا. ولكنه غير من وجهة نظره بعد أسابيع من انطلاق الانتفاضة وتم البدء في توزيع مناشير تدعوللانضمام إلى صفوف الحركة. كانت المناشير تسقط باسم حركة المقاومة الإسلامية وكان هذا الاسم مجهولا في تلك الفترة. عندما أنشئت القيادة الوطنية الموحدة، اعتبر أحمد ياسين هذه المستوى كمناورة قامت بها حركة تحرير فلسطين لتسيطر على الانتفاضة فقرر إنشاء حركة حماس وذلك في 14 ديسمبر 1987 كما حاول حماية المؤتمر الإسلامي الذي يترأسه بإقناع الناس بأن حماس والمؤتمر جهتان منفصلتان.

تم إنشاء شبكة استخبارات اسمها مجد لملاحقة الأشخاص المتعاونين مع الشين بيت. كما التحق أعضاء الإخوان المسلمين بحماس التي تطورت وأصبحت تمثل دورا هاما في القطاع. بدأت بهاجمة الجنود الإسرائيليين كما قامت بحرق المحلات والحقول المملوكة من قبل إسرائيليين في القطاع. وفي الصيف الموالي أصبح لحماس وجود لا يستهان به في الضفة.

قرر الوسط الأمني الإسرائيلي بالقيام بعملية موسعة بين شهري جويلية وسبتمبر 1988. فتم إيقاف 120 من القادة الكبار في المنظمة منهم جميل التميمي المسؤول عن عملية التنسيق بين القطاع والضفة. أما أحمد ياسين فلم يتم إيقافه بسبب شعبيته الجارفة وحالته الصحية وتم تحذيره بشدة إذا قام بدعم الأعمال «الإرهابية». تم التفكير في منعه من المكوث في غزة ولكن تم التراجع عنها تخوفا من حتى يسهم ذلك القرار في زيادة شعبيته. بعد هذه الحملة نجحت حماس في إعادة تنظيم صفوفها خلال أسابيع. فتم شن حملة عسكرية ثانية في ماي 1989 وتم إيقاف الشيخ أحمد ياسين مع 260 ناشطا من حماس ولكن إسرائيل كانت مدركة حتى الحركة كانت قادرة على إعادة تنظيم صفوفها مع تزايد وتيرة الانتفاضة.

عرب 48

لم يكن أحد يتسقط مشاركة عرب الـ48 وفوجئ بها الجميع، فقد كان رد عملهم أسرع من رد عمل منظمة التحرير في تونس. فقد أعرب فلسطينيوالداخل بأنهم جزء من الانتفاضة ولكن بدل استعمال العنف سيقومون باستعمال حقوقهم من داخل النظام الديمقراطي الإسرائيلي. فقد قام عرب الداخل بتنظيم مظاهرات وحركات إضراب تضامنية وكانوا يفخرون بالجرأة التي يقابلون بها الجيش الإسرائيلي. وقاموا بإرسال مساعدات غذائية وأدوية ومساعدات مالية إلى الفلسطينيين كما كانوا يتبرعون بالدم لصالحهم. أما النواب العرب بالكنيست فقد كانوا يتدخلون من أجل الأسرى الفللسطينيين. وقد عثر عرب الداخل كذلك دعما من قبل بعض فصائل اليسار الإسرائيلي.

عندما وجدت القيادة الموحدة صعوبات من أجل طباعة المناشير تم اللجوء إلى مطابع الناصرة أكبر مدينة عربية داخل إسرائيل ومن ثم إلى القرى العربية. وضع البعض حساباتهم البنكية تحت تصرف منظمة التحرير من أجل تحويل الأموال. وقام آخرون بإعطاء هواتفهم عندما قرر جهاز الشاباك بتر الخطوط الدولية من أجل منع الفلسطينيين من استقبال مكالمات من الخارج.

ساهمت الانتفاضة في تسريع عملية «فلسطنة» عرب الداخل. كما ساهمت في تغيير استراتيجيتهم السياسية التي كانت تعمل على التأثير على سياسة الداخل الإسرائيلية بالتغلل في الإدارات. وقد استنطق نائبان عربيان ينتميان لحزبين صهيونيين من أجل إنشاء الحزب العربي الديمقراطي. ولم يعد الناخبون العرب يصوتون للأحزاب الصهيونية بل أصبحوا للاحزاب غير الصهيوينة مع توجه للأحزاب المتعاطفة مع الفلسطينيين مثل الحزب الشيوعي الإسرائيلي والقائمة التقدمية من أجل السلام. وبالعمل ارتفعت سنة 1988 نسبة مشاركتهم في الانتخابات إلى 73% مع تصويت الثلثين لأحزاب غير صهيونية. أدت الانتفاضة كذلك إلى خروج جيل حديث من الشباب من أصحاب الشهادات على مستوى عال من الوعي وتعاطف كبير مع الانتفاضة

الكتابة على الجدران

قبل بدأ الانتفاضة كانت الكتابة على الجدران حكراً على فصائل منظمة التحرير وعندما تفجرت الانتفاضة بدأت الحركة الإسلامية (حماس، الجهاد الإسلامي) الكتابة على الجدران بدون خبرات سابقة وأصبحت هذه الكتابة من نشاطاتها. كانت هذه الشعارات تبدأ بالشعارات التاريخية كما كان يتم اللجوء إلى الآيات القرآنية والأحاديث النبوية والاقتباس من الأناشيد والأشعار الإسلامية. . ومن هذا المنطلق فقد أكثرت شعارات حماس من وصف الانتفاضة بأنها "إسلامية" و"مباركة" وأنها "ثورة مساجد" وأنها "حرب عقائدية" وأن استمرارها "قدر رباني" وأن عنوانها الكبير صيحات التكبير وأن الإسلاميين هم الذين "فجروا" الانتفاضة (لم تقصد حماس من تفجير الانتفاضة تعجيل المفاوضات مع جزاري شعبنا. (حماس - دير غسانة)) بينما كانت شعارات فتح تأكد أنها أول من حمل الرصاص والحجارة ضد الاحتلال (فتح أورصاصة وأول حجر. (فتح - بيت لقيا)). من الجهة الأخرى لم هجرز شعارات القيادة الوطنية الموحدة على إعطاء وصف محدد للانتفاضة.

اتىت هذه الكتابات في ظل غياب وسائل الإعلام التي لم تستطع النفاذ في زمن الانتفاضة إلى الرأي العام الفلسطيني نظراً للممارسات الشديدة التي قامت بها سلطات الاحتلال عليها من اعتنطق للصحفيين وإغلاقه لها، وتشديد دائرة الرقابة عليها، وتأخير صدورها فكان الجدار المحل الوحيد لنقل مجريات الواقع وأصبح للجدران وظيفة إعلامية مما جعل جدران فلسطين توصف بأنها جريدة الشارع الفلسطيني وأصبحت القيادات المحلية تستعمله للإيصال الرسائل التي لا تستطيع إيصالها عبر مختلف وسائل الإعلام. وحرصت الفصائل الفلسطينية المتنوعة على الإكثار من الكتابات الجدارية لأنها تمثل إحدى علامات الوجود والقوة في منطقة معينة على سبيل شعار (فتح مرت من هنا) (وحماس في جميع مكان) كما أكثرت الفصائل من كتابة أسمائها "مجردة" في جميع الأماكن كأسلوب للنادىية وإثبات الوجود. ومن هنا فقد قام البعض في الساحة الفلسطينية بمسح شعارات الآخرين لنفس الأسباب.

تتراوح أعمار الأشخاص الذين يقومون بكتابة الشعارات بين 13-35 عاماً، مع وجود ملحوظ لفئة 16-25 عاماً. يتميز هؤلاء الأشخاص بكونهم على قدر من التعليم والثقافة، أما صياغة الشعار فقد تكون من عمل الكتاب أنفسهم أوبتوجيه من القيادات الميدانية أوالعليا. والكتابة قد تكون بعد تخطيط مسبق أوتوجيه خارجي وهوالغالب حيث يقوم مجموعة أشخاص منقسمون إلى مجموعة تقوم بالكتابة واخرى بالحراسة ويتم استعمال علب الدهانواللجوء إلى كتابة بخط كبير ظاهر الجدران، كما قد تكون بمبادرة فردية ذاتية ويتم استعمال القلم أوالعود أوالمسمار أوغيره للكتابة على الدفاتر والخط ومقاعد الحافلات والجدران الداخلية للصفوف المدرسية والمرافق العامة.

على الصعيد الدولي

سمحت الانتفاضة بأن يطلع العالم ويهتم بالقضية الفلسطينية وسمحت المشاهد التلفزية للتعسف الإسرائيلي كالمشهد الذي التقطته أجهزة التصوير التلفزيوني الغربية للجنود الإسرائيليون الذين كانوا يكسرون أيدي بعض الشباب الفلسطيني بالحجارة الكبيرة الذي دوى في سمع الرأي العام العالمي الذي جعله يتعاطف مع الفلسطينيين. انتشرت الكوفية في المجتمع الغربي وكانت تدل على تعاطف ومساندة للفلسطينيين وأصبحت رمزا للثورة.

في 22 من ديسمبر 1987، أي بعد أسبوعين من بدأ الانتفاضة، أصدر مجلس الأمن قراره رقم 605 بعد الرسالة التي بعثها المندوب الدائم لليمن الذي كان ممثلا للدول العربية لشهر ديسمبر 1987. وقد شجب القرار السياسات والممارسات التي تنتهك من حقوق الإنسان للشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة، وبصفة خاصة قيام الجيش الإسرائيلي بإطلاق النار مما أدّى إلى مقتل وجرح المدنيين الفلسطينيين العزّل وطلب من إسرائيل التي تمثل السلطة القائمة بالاحتلال حتى تتقيد فوراً وبدقّة باتفاقية جنيف المتعلقة بحماية المدنيين وقت الحرب.

الضحايا

تقدر حصيلة الضحايا الفلسطينيين الذين قضوا على أيدي القوات الإسرائيلية أثناء انتفاضة الحجارة بحوالي 1,162 شهيد، بينهم حوالي 241 طفلا ونحو90 ألف جريح ومصاب و15 ألف معتقل فضلاً عن تدمير ونسف 1,228 منزلاً، واقتلاع 140 ألف شجرة من الحقول والمزارع الفلسطينية، أما من الجانب الإسرائيلي فقتل 160،منهم خمسة فقط من الأطفال .

تم اعتنطق ما يقارب من 60.000 أسير فلسطينى من القدس والضفة والقطاع وعرب الداخل بالإضافة للأسرى العرب. لاستيعاب هذا العدد الضخم من الأسرى اضطرت إسرائيل إلى افتتاح سجون،مثل سجن كتسيعوت في صحراء النقب والذي افتتح في عام 1988.

نتائج الانتفاضة

حققت الانتفاضة الأولى نتائج سياسية غير مسبوقة ّإذ تم الاعتراف بوجود الشعب الفلسطيني عبر الاعتراف الإسرائيلي الأميركي بسكان الضفة والقدس والقطاع على أنهم جزء من الشعب الفلسطيني وليسوا أردنيين.

ادركت إسرائيل حتى للاحتلال تأثير سلبي على المجتمع الفلسطيني كما حتى القيادة العسكرية أعربت عن عدم وجود حل عسكري للصراع مع الفلسطنيين، مما يعني ضرورة البحث عن حل سياسي بالرغم الرفض الذي أبداه رئيس الوزاراء إسحاق شامير عن درس أي تسوية سياسية مع الفلسطنيين. أدت هزيمة صدام حسين خلال حرب الخليج الثانية إلى ارتياح في داخل المجتمع الإسرائيلي مما يعني نهاية أي تهديد محتمل من "الجبهة الشرقية" واستبعاد فكرة احتمال تشكيل قوات تحالف عربية لمهاجمة إسرائيل، مما أدى إلى تغير الشعور الإسرائيلي بالتهديد فاكتسبت إسرائيل القدر الكافي من الثقة الذي يمكنها من القيام بمبادرات سياسية أكثر خطر وأراد جميع من الرئيس بوش الأب وحلفائه الأوروبيين والعرب في استخدام نتائج الحرب كنقطة انطلاق لعملية سلام بين العرب والدولة العبرية. فاتى مؤتمر مدريد الذي شكل بداية لمفاوضات السلام الثنائية بين إسرائيل والدول العربي وتم التشاور مع الفلسطينيين حول حكم ذاتي. تم اجراء بعد ذلك عدد من المفاوضات غير العلنية بين الفلسطينيين والإسرائيليين في النرويج التي ادت إلى التوصل لاتفاق اسلوالذي أدى انسحاب إسرائيلي تدريجي من الـمدن الفلسطينية، الذي بدأ بغزة وأريحا أولاً، في عام 1994، وتواصل مع باقي الـمدن باستثناء القدس وقلب مدينة الخليل،( وهذا منافي للإتفاق ).

كان قد تجاوز التوقيع تبادل عدد من الرسائل بين ياسر عهدات واسحاق رابين تعترف فيه منظمة التحرير بحق إسرائيل في الوجود وتتخلى عن اللجوء إلى الإرهاب ( المقصود مقاومة الاحتلال من وجهة النظر الإسرائيلية ). في اللقاء تتلتزم إسرائيل بإيجاد حل سلمي للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي واعترفت بمنظمة التحرير الفلسطينية كممثل الشعب الفلسطيني.

تم إنشاء السلطة الوطنية الفلسطينية التي أصبحت لها السيادة مكان الإدارة المدنية الإسرائيلية تطبيقاً للاتفاقات المسقطة. في أغسطس 2004، تم نقل الصلاحيات والمسؤولية إلى ممثلين فلسطينيين في الضفة الغربية في خمسة مجالات محددة: التعليم والثقافة، الصحة، الرفاه الاجتماعي، الضرائب المباشرة والسياحة. في 20 جانفي 1996 تم اجراء أول انتخابات رئاسية وتشريعية فلسطينية . في ايلول سبتمبر 1995 تم توقيع اتفاق حديث سمي باوسلو2 وتضمن توسيع الحكم الذاتي الفلسطيني من خلال تشكيل المجلس التشريعي الفلسطيني وهوهيئة حكم ذاتي فلسطينية منتخبة.

مراجع

  • انتفاضة لـزئيف شيف وإيهود ياري Simon & Schuster ، ISBN 978-0-671-71053-8
  • Histoire de l'autre, Collectif, Liana Levi, 2004, ISBN 2-86746-358-0
  • أرض لشعبين:تاريخ فلسطين المعاصر لإيلان بابي ISBN 978-2-213-61868-5
  • Les Palestiniens:Genèse d'une nation من تأليف كزافييه بارون ISBN 978-2-02-060160-3, Editions du Seuil

مصادر

  1. ^ Zachary Lockman, Joel Beinin (1989) Intifada: The Palestinian Uprising Against Israeli Occupation South End Press, ISBN 0-89608-363-2 and 9780896083639 p 327
  2. ^ B'Tselem Statistics; Fatalities in the first Intifada
  3. ^ Collaborators, One Year Al-Aqsa Intifada, The Palestinian Human Rights Monitoring Group, October 2001. Accessed May 15, 2007.
  4. ^ Zachary Lockman, Joel Beinin (1989) Intifada: The Palestinian Uprising Against Israeli Occupation South End Press, ISBN 0-89608-363-2 and 9780896083639 p 38
  5. ^ الانتفاضة الفلسطينية مقدمة من مسقط مقاتل (تم التصفح في 14 مارس 2008)
  6. ^ الفلسطينيون ص .509
  7. ^ انتفاضة ص .14
  8. ^ تاريخ الآخر ص .69
  9. ^ انتفاضة ص .14
  10. ^ انتفاضة ص .15
  11. ^ تاريخ الآخر ص .63
  12. ^ الفلسطينيون ص .512
  13. ^ تاريخ الآخر ص .72
  14. ^ الفلسطينيون ص .512
  15. ^ تاريخ الآخر ص .72
  16. ^ الفلسطينيون ص .510
  17. ^ تاريخ الآخر ص .73
  18. ^ أرض لشعبين ص .251
  19. ^ الفلسطينيون ص .511
  20. ^ انتفاضة ص .15
  21. ^ انتفاضة ص .16
  22. ^ انتفاضة ص .18
  23. ^ انتفاضة ص .18
  24. ^ انتفاضة ص .21
  25. ^ انتفاضة ص .21
  26. ^ انتفاضة ص .26
  27. ^ تساهل لبيير رازو ص.407
  28. ^ تساهل لبيير رازو ص.407
  29. ^ تساهل لبيير رازو ص.407
  30. ^ تساهل لبيير رازو ص.410
  31. ^ تساهل لبيير رازو ص.410
  32. ^ انتفاضة ص .125
  33. ^ الكتابة الجدارية / الشعارية في ظل الانتفاضة المركز الفلسطيني للإعلام (تم التصفح فيتسعة مارس 2008)
  34. ^ تاريخ الآخر ص .66
  35. ^ الفلسطينيون ص .516
  36. ^ الذكرى العشرون المجيدة لانتفاضة فلسطين الأولى الكبرى ( 1987 - 2007 ) كتابة كمال إبراهيم علاونه من مسقط وكالة قدس نت للانباء (تم التصفح في 14 مارس 2008)
  37. ^ انتفاضة ص .309
  38. ^ انتفاضة ص .313
  39. ^ انتفاضة ص .312
  40. ^ انتفاضة ص .327
  41. ^ انتفاضة ص .315
  42. ^ انتفاضة ص .338
  43. ^ انتفاضة ص .339
  44. ^ انتفاضة ص .340
  45. ^ انتفاضة ص .257
  46. ^ انتفاضة ص .258
  47. ^ انتفاضة ص .258
  48. ^ انتفاضة ص .259
  49. ^ الانتفاضة كعنف : أسلحة وأهداف وتنظيمات. (تم التصفح في 22 فيفري 2008)
  50. ^ انتفاضة ص .286
  51. ^ الفلسطينيون ص .519
  52. ^ انتفاضة ص .307
  53. ^ انتفاضة ص .308
  54. ^ أرض لشعبين ص .251
  55. ^ انتفاضة ص .215
  56. ^ انتفاضة ص .216
  57. ^ أرض لشعبين ص .256
  58. ^ انتفاضة ص .216
  59. ^ انتفاضة ص .255
  60. ^ انتفاضة ص .223
  61. ^ حديث الشعارات عن: "الانتفاضة وما يتعلق بها" شعارات الانتفاضة دراسة وتوثيق: إبراهيم محمد وطارق محمد
  62. ^ الانتفاضة الأولى أسبابها، مراحلها، وسائلها، نتائجها مجلة الجندي المسلم من مسقط نسيج (تم التصفح فيتسعة مارس 2008)
  63. ^ نص قرار 605 الأمم المتحدة
  64. ^ واتى قرار مجلس الأمن الدولي رقم 605 (1987) بتاريخ 22 كانون الأول (ديسمبر) 1987
  65. ^ إحصائيات الانتفاضة الفلسطينية الأولى (بتسلم)
  66. ^ الأسرى للدراسات: في الذكرى العشرين للانتفاضة إسرائيل اعتقلت 60 الف فلسطيني في الانتفاضة الاولى مركز الأخبار أمان (تم التصفح في 14 مارس 2008)
  67. ^ دروس ونتائج في ذكرى الانتفاضتين جريدة الأيام بقلم حمادة فراعنة البرلماني الأردني السابق (تم التصفح في 11 مارس)
  68. ^ من الرفض إلى القبول : الانتفاضة الأولى واتفاقية أسلو(تم التصفح في 13 مارس 2008)
  69. ^ دولة إسرائيل- الجزء الثاني مسقط وزارة الخارجية الإسرائيلية (تم التصفح في 13 مارس 2008)

وصلات خارجية

هنالك المزيد من الملفات في ويكيميديا كومنز حول :
الانتفاضة الفلسطينية الأولى
  • مقدمة عن الانتفاضة في فلسطين
  • قرار مجلس الأمن رقم 605
  • مسقبل انتفاضة - فلسطين تحليل لإنتفاضة الثمانينات الفلسطينية على مسقط libcom.org.
  • منطق حول الفلسطينين المتعاونين مع السلطات الإسرائلية خلال الانتفاضة الأولى.
تاريخ النشر: 2020-06-08 22:13:37
التصنيفات: Pages using deprecated image syntax, Portal templates with redlinked portals, 1987 في فلسطين, 1988 في فلسطين, 1989 في فلسطين, 1990 في فلسطين, 1991 في فلسطين, 1992 في فلسطين, 1993 في فلسطين, تاريخ فلسطين, مناسبات فلسطينية, صفحات تستعمل قالبا ببيانات مكررة

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

بايدن: بوتين رئيس عقلاني لكنه أخطأ بالحسابات في أوكرانيا

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-12 00:17:06
مستوى الصحة: 80% الأهمية: 100%

بايدن يريد إجراء "إعادة تقييم" للعلاقات مع السعودية

المصدر: فرانس 24 - فرنسا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-12 00:16:53
مستوى الصحة: 86% الأهمية: 100%

بن سلمان يعرب عن أمله أن تنتج السعودية 50% من حاجاتها العسكرية

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-12 00:17:07
مستوى الصحة: 92% الأهمية: 97%

واشنطن تدعو شركاءها لتسريع وتيرة مساعداتهم المالية لأوكرانيا

المصدر: فرانس 24 - فرنسا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-12 00:16:51
مستوى الصحة: 89% الأهمية: 94%

حزب "الليكود": لابيد باعنا لحزب الله

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-12 00:17:05
مستوى الصحة: 85% الأهمية: 86%

البوليساريو تعلن عن استهداف مواقع جديدة للجيش المغربي

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-12 00:17:00
مستوى الصحة: 75% الأهمية: 90%

موسكو تباشر التحقيق في اعتداء تعرضت له السفارة الروسية في برلين

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-12 00:17:06
مستوى الصحة: 90% الأهمية: 89%

الإمارات ترحب بترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-12 00:16:59
مستوى الصحة: 82% الأهمية: 91%

بايدن مازحا: اخترت طريق السياسة لضعف كفاءاتي

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-12 00:17:01
مستوى الصحة: 95% الأهمية: 100%

دوري أبطال أوروبا: تشلسي يجدد فوزه على ميلان المنقوص ويتصدر

المصدر: فرانس 24 - فرنسا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-12 00:16:52
مستوى الصحة: 85% الأهمية: 100%

بوريل: يعترف بأن الناتو لم يف بجزء من وعوده لروسيا

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-12 00:17:04
مستوى الصحة: 87% الأهمية: 90%

ارتفاع حصيلة ضحايا غرق زورقي مهاجرين في اليونان إلى 30 قتيلا

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-12 00:17:08
مستوى الصحة: 78% الأهمية: 87%

قائد بالحرس الثوري الإيراني: محو إسرائيل بات قريبا

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-12 00:17:00
مستوى الصحة: 78% الأهمية: 93%

تحميل تطبيق المنصة العربية