ليونارد وولي
| سير ليونارد وولي Sir Leonard Woolley | |
|---|---|
|
ليونارد وولي (اليمين) وت. إ. لورنس (يسار)
عند تنقيبات المتحف البريطاني في جرابلس، سوريا، ربيع 1913. | |
| وُلـِد |
تشارلز ليونارد وولي 17 أبريل 1880 ساوثولد رود (كالپتون العليا ضاحية هاكني بلندن، لندن، إنگلترة، المملكة المتحدة |
| توفي | 20 فبراير 1960 (عن عمر 79) |
| مبعث الشهرة | حفرياته في أور في بلاد الرافدين |
| السيرة الفهمية | |
| المجالات | فهم الآثار |
السير تشارلز ليونارد وولي Charles Leonard Woolley (عاش 17 أبريل 1880 - 20 فبراير 1960) كان عالم آثار بريطاني، أكثر ما اشتهر به كان حفرياته في أور في بلاد الرافدين. ويُعتبر أحد أوائل فهماء الآثار "المعاصرين"، وقد حصل على لقب "فارس" في 1935 لإسهاماته في مجال فهم الآثار.
سيرته
ولد عالم الآثار البريطاني المعروف تشارلز ليونارد وولي في مدينة لندن، وكان أبوه قساً بروتستانتياً، وهونفسه تفهم اللاهوت في جامعة أكسفورد قبل حتى يتحول إلى المجال في الآثار، ولذلك كان للجانب الديني تأثير كبير في كيفية تعامله مع وقائع العمل الأثري وتفسير بعض الاكتشافات التي أدت إليها تنقيباته. وحين كان في العشرينيات من عمره مارس العمل الحقلي الأثري لأول مرة في النوبة وفي إيطاليا قبل حتى يتولى إدارة التنقيبات الأثرية في مسقط كركميش عام 1911 حينما كان في الواحدة والثلاثين من عمره. خدم ليونارد وولي منذ اندلاع الحرب العالمية الأولى ضابطاً في مخابرات الجيش البريطاني في مصر، وتعرّض للأسر في هجريا منذ عام 1916 حتى نهاية الحرب في عام 1918.
أمضى وولي فترة ما بين الحربين العالميتين الأولى والثانية في التنقيبات الأثرية في هجريا ومصر والعراق وسوريا. وفي عام 1935 منح رتبة فارس في بريطانيا تقديراً لخدماته في مجال الآثار، وعمل مستشاراً خاصاً بالشؤون الأثرية في الهند في عام 1938م. وفي الحرب العالمية الثانية أصبح مستشاراً لقيادة قوات الحلفاء. وكان له دور مهم في حماية الآثار من مخاطر تلك الحرب؛ إذ إنه بناء على مشورته أصدر القائد الأعلى لقوات الحلفاء آنذاك، الجنرال دوايت ايزنهاور أمراً منع بموجبه تخريب الأبنية التي تحوي كنوزاً أثرية وفنية أونهبها. وواصل بعد انتهاء تلك الحرب أعمال التنقيب الأثري، ومن ثم عكف على إعداد البحوث والخط الخاصة بتنقيباته، ولكن بعضها تأخر في الصدور إلى ما بعد وفاته، ومن تلك الخط مذكراته التي صدرت في عام 1962. كانت تنقيبات المتحف البريطاني في مسقط مدينة كركميش القديمة ـ على الضفة الغربية لنهر الفرات في بلدة جرابلس عند الحدود السورية ـ الهجرية حالياً ـ بين عامي 1878-1881، واستؤنف التنقيب في هذا المسقط عام 1911 ليستمر حتى عام 1914م. وقد تولى ليونارد وولي إدارة تلك التنقيبات قبل اندلاع الحرب العالمية الأولى خلفاً لكامبل تومبسون، وفي ذلك الوقت قام وولي بالتنقيب في المسقط الأثري تل يونس القريب من كركميش، حيث اكتشف أفراناً لصنع الفخار وأرجع تأريخها إلى دور «حَلَف الباكر». فضلاً عن العمل في كركميش قام وولي بمساعدة لورنس العرب بالتحري في مسقط ديوي حيوك على الحدود بين سورية وهجريا، حيث وجدت ثلاث مقابر في هذا المسقط الذي تعرض للنهب من قبل المزارعين المحليين، المقبرة الأولى خاصة بالحرق ويعود تأريخها إلى القرن الثامن قبل الميلاد، والمقبرة الثانية استخدمت لدفن الجنود الأخمينيين الفرس في القرن الخامس قبل الميلاد، أما المقبرة الثالثة فتعود إلى العصر الفرثي. ومع نشوب الحرب أجرى وولي ومساعده لورنس أعمال تحرٍ أثري في شبه جزيرة سيناء في عام 1914 قبل التفرغ تماماً لعمل المخابرات العسكرية في مصر، وبعد انتهاء الحرب عاد وولي إلى كركميش ليواصل أعمال التنقيب، ولكن الأحوال السياسية لم تمكنه من ذلك فأوقف عمله وانتقل إلى التنقيب في تل العمارنة في مصر (1921-1922).
انتقل وولي إلى العراق وباشر عمله في عام 1922 بإدارة تنقيبات المتحف البريطاني في تل العبيد على بعد نحو6.5كم إلى الشمال من أور. وهناك اكتشفت لأول مرة آثار العصر الأول من عصور ما قبل التأريخ في جنوبي العراق، وفي العام نفسه باشر بإدارة تنقيبات البعثة الأثرية المشهجرة من المتحف البريطاني ومتحف جامعة بنسلفانيا في أور، وهي التنقيبات التي استمرت حتى عام 1934م، وكان مساعده في المواسم الستة الأخيرة هناك ماكس ملوان. في عام 1935م قام وولي بحفر مجس سبر في تل عطشانة (ألالاخ القديمة) على الضفة اليمنى لنهر العاصي في سهل العمق، ولما اكتشف أهمية هذا المسقط عاد إلى التنقيب فيه قبل الحرب العالمية الثانية (1937-1939)، وواصل التنقيب هناك بعد انتهاء الحرب (1946-1949). وقد ضمت تنقيباته في الموسم الأول مسقط المينا على ساحل البحر المتوسط حيث اكتشف مخازن للفخار الإيجي والقبرصي، وأرخ السكن في المسقط من أواخر القرن التاسع ق.م حتى أوائل العصر الهلنستي.
من أشهر الاكتشافات التي اقترن بها اسم ليونارد وولي المقبرة الملكية في أور التي ضمت ستة عشر ضريحاً ملكياً اكتشفت في جميع منها كنوز نفيسة يعود تأريخها إلى نحومنتصف الألف الثالث قبل الميلاد، ويعود إلى وولي ودقته في التنقيب الفضل في رسم المشهد الحقيقي لما وقع في تلك الأضرحة التي مورست فيها التضحية البشرية بعشرات الأشخاص، وكان تفسيره لتلك الممارسة ـ في كونها تضحية بالأتباع من الحاشية مع الملك أوالملكة المتوفين ـ مصيباً؛ إذ أثبتته الأدلة الكتابية التي لم تكن مكتشفة في حينه. شغل التقرير النهائي لتنقيبات وولي في أور عشرة مجلدات خط معظمها بنفسه، واستغرق نشر هذه المجلدات خمسين عاماً بعد انتهاء التنقيب. أما الرُّقُم المسمارية التي اكتشفها في تلك المدينة فقد بلغ عددها في سجلات البعثة نحو20 ألف رقيم، وصدرت استنساخات بعضها بثمانية مجلدات، وأُخذ على وولي تسرعه أحياناً في الاستنتاج أوتقديم تفسيرات يريد لها حتى تتفق مع النصوص الدينية، وهذا ما وقع في تفسيره لطبقة سميكة من الرواسب الطينية على أنها من مخلفات الطوفان، وكذلك إعلانه عن اكتشاف بيت النبي ابراهيم في أور، أووصفه لمجيء السومريين بعد الطوفان، وجميعها استنتاجات نفاها البحث الفهمي، ويُحمد وولي على تقبله الأدلة الفهمية واستعداده دوماً للتراجع عن الاستنتاجات التي لا تثبت صحتها، وتتفق آراء الباحثين على أنه واحد من أفضل المنقبين الآثاريين في القرن العشرين.
انظر أيضاً
- هوارد كارتر
- فليندرز پتري
- أرثر إيڤنز
- هاينريش شليمان
المصادر
- ^ نائل حنون. "وولي (ليونارد ـ)". الموسوعة العربية.
المراجع
- Dead Towns and Living Men. Being Pages From An Antiquary's Notebook. Jonathan Cape, London 1920
- Ur of the Chaldees Ernest Benn Limited 1929, Penguin Books 1938, revised 1950, 1952
- The Excavations at Ur and the Hebrew Records George Allen and Unwin, London 1929
- Digging Up The Past 1930
- Abraham Faber and Faber London 1936
- Ur: The first phases Penguin Books Harmondsworth 1946
- A Forgotten Kingdom Penguin Books 1953
- Spadework: Adventures in Archaeology 1953
- Excavations at Ur: A Record of 12 Years’ Work 1954
- Alalakh, An Account of the Excavations at Tell Oxford 1955
- History of Mankind 1963 (with Jaquetta Hawkes)
- The Ancient Near Eastern World Oxford 2005
قراءات إضافية
- Winstone, H. V. F. (1990). Woolley of Ur. London: Secker and Warburg.
وصلات خارجية
- PBS (WNET, New York): "The Rape of Europa." November 24, 2008.
