تحقيق خاص | الصفقات المجانية في الدوري السعودي .. من المسؤول عن إهدار تلك الملايين وما أسباب الأزمة؟


خسر التعاون ثلاثة من أبرز لاعبيه وعناصره الأساسية هذا الموسم مجانًا ودون أي مقابل بانتقالهم لأندية أخرى عقب نهاية عقودهم مع الفريق، وهم الثلاثي مدالله العليان وطلال عبسي وعبد المجيد السواط، وقد رحل الأول بالفعل للهلال فيما سينتقل الثنائي الآخر للأهلي والاتحاد على الترتيب بعد نهاية الموسم الجاري.

التعاون ليس النادي السعودي الوحيد الذي يفقد لاعبيه بالمجان نتيجة عدم تجديد عقودهم في الوقت المناسب، بل يتواجد حاليًا 100 لاعب تقريبًا في أندية دوري كأس محمد بن سلمان للمحترفين السعودي تنتهي عقودهم في 30 يونيو 2020 مما يسمح لهم بالتوقيع لأي نادٍ مجانًا ودون الرجوع لأنديتهم.

  • اقرأ أيضًا | خاص | الأهلي يعرض بلايلي وزميليه الأجنبيين للبيع

والغريب أن الأمر لا يقتصر على الأندية الصغيرة، بل يُعاني كبار الدوري السعودي من تلك المشكلة، والأمر أيضًا لا يتوقف عند اللاعبين السعوديين بل الأجانب كذلك.

والقائمة تضم عددًا من النجوم المهمين جدًا مثل بافيتمبي جوميس وكارلوس إدواردو وياسر المسيليم وبيتروس وسلمان المؤشر ولياندري تاوامبا وفيليب كيش وفاروق بن مصطفى وكريم الأحمدي وغيرهم.

تأخر الأندية السعودية في تجديد عقود لاعبيها حتى دخولهم الفترة الحرة لا يضر بها على الصعيد الفني فقط، بل كذلك المالي .. إذ تخسر تلك الأندية الملايين لفقدانها لاعبيها بالمجان بعد أن حسنتهم وطورتهم وجعلتهم قادرين على اللعب للكبار.

التعاون على سبيل المثال كان قادرًا على جني الملايين من الريالات مقابل الثلاثي، السواط والعليان وعبسي، فيما كان الشباب سيستفيد كثيرًا من مبلغ عبد المجيد الصليهم الذي وقع للنصر مستغلًا نهاية عقده بنهاية الموسم الجاري، لكن الناديين خسرا كل تلك الأموال لأنهما تركا لاعبيهم يدخلون الفترة الحرة دون تجديد عقودهم.

جول النسخة العربية سأل الإعلامي سلمان العنقري حول أسباب ذلك التأخر من جانب الأندية، وقد أوضح أن عدم توفر المال اللازم لتجديد العقود هو العقبة الأصعب في ذلك النوع من المفاوضات.

كما أشار إلى أن اللاعب نفسه يُفضل التريث وعدم تجديد العقد مبكرًا انتظارًا لوصول عروض قوية من أندية أخرى، لأن هذا سيُساعده على الحصول على مزايا مالية أفضل من ناديه أو حتى من النادي الذي سينتقل له.

ولم يُفوت العنقري توجيه أصابع النقد لإدارات الأندية السعودية وتحميلها جزء مهم من المسؤولية عن ذلك، وأتم بأن الخلاف الأهم في المفاوضات على تجديد العقود يكون حول مدة العقد الجديد، إذ يرغب النادي في عقد قصير الأجل لتجنب التكلفة المالية العالية، فيما يبحث اللاعب عن عقد طويل الأجل لتأمين مستقبله.

وكيل اللاعبين فهر الطيب اتفق مع العنقري في تحميل الإدارات جزء كبير من المسؤولية، إذ قال "عدم الاستقرار الإداري في الأندية وضعف التخطيط على المدى الطويل من أبرز أسباب دخول اللاعبين الفترة الحرة دون تجديد عقودهم".

أضاف الوكيل الذي يُمثل عددًا من اللاعبين أبرزهم سعيد المولد "علينا ألا نتجاهل كذلك كثرة تغيير المدربين وهو ما يجعل الأندية لا تفضل الارتباط باللاعبين لفترات طويلة حتى لا تكون مطالبة بالبحث عن عروض لهم حال رفضهم المدرب الجديد فيما بعد، وكذلك الضغوطات الجماهيرية تلعب دورًا في الأمر".

وأتم مؤكدًا أن ضعف الموارد المالية للأندية وتقييد الإدارات بالسقف الأعلى لعقود اللاعبين يضع المزيد من الأعباء على المسؤولين عند التفاوض مع اللاعبين حول تجديد عقودهم.

وكيل اللاعبين عبد الله المجرشي يرى أن الأندية تلعب دورًا في ذلك، لأنها تُفضل انتظار نهاية عقود اللاعبين المطلوبين لديها لضمهم بدلًا من الدخول في مفاوضات مع أنديتهم خوفًا من المطالب المالية المرتفعة.

هذا الأمر رأيناه بالفعل في عدد من الصفقات المحلية، إذ تكلف النصر والاتحاد مبالغ طائلة لضم عبد الفتاح آدم وهارون كمارا من التعاون والقادسية الصيف الماضي، وكذلك الهلال حين ضم ياسر القحطاني من القادسية قبل سنوات.

وكيل اللاعبين حسن العتيبي يرى أن هناك عدة أسباب تدفع باتجاه عدم تجديد عقود اللاعبين، موضحًا أن الأمر يعتمد أولًا وأخيرًا على رغبة الطرفين والتي أحيانًا تتوافق وأحيانًا أخرى تتعارض.

وأوضح العتيبي أن الحديث عن تلك المشكلة يتوجب تصنيف الأندية لعدة فئات، الفئة الأولى هي التي تكون لديها الرغبة في تجديد عقد لاعب ما لموسمين أو ثلاثة وتجد منه الجدية اللازمة لتجديد عقده، لكن الخلاف يكون حول التفاصيل المالية، وهنا يُماطل اللاعب ووكيله في التجديد حتى دخول الفترة الحرة للحصول على أكبر مكاسب مالية، وفي النهاية يحدث الاتفاق قبل نهاية العقد.

أضاف "الفئة الثانية من الأندية تمتلك الرغبة في بقاء اللاعب لكنها تشعر برفضه البقاء وتفضيله الرحيل، وهنا تحاول تسويقه للأندية الأخرى لكن دون جدوى نتيجة ضعف السوق المحلي السعودي، لتعود وتُحاول تجديد عقده لكن دون نجاح نتيجة رفض اللاعب ورغبته الرحيل، وهو الأمر الذي يجعله يدخل الفترة الحرة ويرحل مجانًا".

تابع "هناك أندية صغيرة لا تمتلك الميزانية اللازمة لتجديد عقود اللاعبين بعد تطورهم وتحسنهم، لذا تُفضل الاستفادة منهم حتى نهاية عقودهم، خاصة في ظل عدم حاجتها للمال نتيجة الدعم الحكومي المقدم من وزارة الرياضة السعودية".

وأكد العتيبي الذي يدير أعمال صالح الشهري لاعب الهلال أخيرًا أن ضعف التخطيط لدى بعض الإدارات وترددها في حسم مصير اللاعبين انتظارًا منها لنهاية الموسم ومعرفة وضع الفريق جيدًا يؤدي لدخول الفترة الحرة من العقود دون تجديد، وهنا تُصبح مفاوضات التجديد أكثر صعوبة.

ملخص القول أن الأسباب التي تؤدي لتلك الأزمة مشتركة بين الأندية واللاعبين، إذ تتحمل الإدارات الجزء الأهم من المسؤولية نتيجة ضعف التخطيط وانعدام الرؤية المستقبلية وعدم الاستقرار الفني وتغيير المدربين وهو ما يؤدي لتأخير المفاوضات مع اللاعبين حتى يكون الوقت قد فات بالفعل ودخلوا الفترة الحرة في عقودهم وهنا تصبح المفاوضات صعبة جدًا.

أما اللاعبين، فهم يفضلون انتظار الفترة الحرة والرحيل عن أنديتهم مجانًا بنهاية عقودهم لضمان الحصول على أكبر مكاسب مالية من الأندية الجديدة، وقد رأينا كيف تصارع الأهلي والاتحاد بقوة للفوز بخدمات طلال عبسي وكيف عانى النصر لحسم صفقة عبد المجيد الصليهم.

تلك المشكلة ستنتهي بالتأكيد حال خصخصة الأندية السعودية، لأن المالك ستكون لديه حسابات ربح وخسارة وسيرفض تمامًا وجود أي فرصة لرحيل لاعب مهم لديه بالمجان كما يحدث في أندية أوروبا، إذ تُقاتل الأندية لتجديد عقود لاعبيها قبل نهايتها وإلا يكون القرار ببيعهم والاستفادة من عائد ذلك.

تاريخ الخبر: 2020-06-20 19:21:17
المصدر: جول . كوم - مصر
التصنيف: رياضة
مستوى الصحة: 58%
الأهمية: 50%

آخر الأخبار حول العالم

رئيس نيجيريا يصل إلى الرياض - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-04-27 03:23:49
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 60%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية