أكد الدكتور عبدالهادى خضر، أستاذ أمراض الباطنة والمناعة بمستشفى روبرت وود جونسون الجامعى بولاية بأمريكا، أن رهان المصريين على قوة مناعتهم والاستهانة بالإجراءات الاحترازية كان السبب الرئيسى فى زيادة أعداد مصابى كورونا، وقال فى حوار لـ«الوطن» إن دواء «ريمديسفير» يسرع شفاء المريض من 14 إلى11 يوماً، ويقلل نسبة الوفيات من ٨ إلى ١١٪، مؤكداً أن منظمة «FDA» الأمريكية أوصت بسحب «هيدروكسى كلوركوين» لعدم فاعليته فى تعافى المرضى وكل طبيب يستخدمه على مسئوليته الشخصية. وأضاف أن «البلازما» تساعد على التعافى من المرض وجامعة إكسفورد توصلت إلى مصل نتائجه مبشرة وتتم تجربته على المتطوعين، موضحاً أن العزل المنزلى مطبق فى بروتوكولات العلاج بأمريكا، والأفضل ترك المستشفيات للحالات الحرجة.. وإلى نص الحوار.

ما الإجراءات الطبية الواجب اتباعها لمواجهة فيروس كورونا؟

- أفضل الطرق لمواجهة «كوفيد 19»، تتمثل فى الوقاية عن طريق غسل اليدين بالماء والصابون وارتداء الكمامة وتقليل التجمعات، واستخدام المنظفات الكحولية وتنظيف الأسطح، هذه الإجراءات البسيطة أثبتت فاعليتها لتقليل انتشار الفيروس.

كيف ترى تعامل الشعب الأمريكى فى مواجهة الفيروس؟

- التنبيه لخطورة الفيروس فى أمريكا كان متأخراً ولم يكن جاداً فى البداية، والإدارة الأمريكية متمثلة فى الرئيس ترامب تهاونت فى تحذير الأمريكان، وهذا كان سبباً مباشراً فى الأعداد الكبيرة التى رأيناها فى نيويورك ونيوچيرسى. وأصبحت الولايتان من أكثر الأماكن الموبوءة على مستوى العالم، وهذا الوضع لم يتغير إلى أن تم إعلان المسئولين عن الولايتين نيويورك ونيوجرسى خطورة المرض وصعوبته وتفشيه بسرعة، وبدأوا حملة كبيرة لمكافحة الوباء، وتم الالتزام بمختلف الأماكن من قبل المواطنين، وبدأت أعداد المصابين فى الانخفاض، بعد أن استمرت فى الزيادة لمدة لا تقل عن 4 أسابيع، والآن أصبحت نيويورك بعد ثلاثة أشهر من الالتزام من أقل المدن الأمريكية فى عدد المصابين.

د. عبدالهادى خضر: لا توجد أدوية فعالة للقضاء على "كوفيد 19" حتى الآن.. و"ريمديسفير" يسرع الشفاء ويقلل نسبة الوفيات

ماذا عن فاعلية دواء ريمديسفير الأمريكى فى مواجهة الفيروس؟ وهل هناك أدوية أخرى يجرى تجربتها خاصة أدوية وعقاقير الفيروسات؟

- لا توجد حتى الآن أدوية فعالة للقضاء على المرض، وما هو متاح حالياً من أدوية يجرى استخدامها فى التعامل مع المرض، أدوية موجودة بالفعل لأمراض أخرى، وتم التصريح باستخدامها مع الحالات المتقدمة جداً من المصابين ولكن تأثيرها محدود والفائدة منها قليلة. وعلى سبيل المثال عقار «ريمديسفير»، التجارب أثبتت حتى الآن أنه يعمل على الإسراع فى شفاء المريض من 14 يوماً لـ11 يوماً، وتقليل نسبة الوفيات من 8 إلى 11٪. أما عقار «هيدروكسى كلوركوين»، فإن المنظمة الإدارية للأطعمة والأغذية الأمريكية «FDA»، أصدرت قراراً بسحب توصياتها باستخدامه للعلاج أو الوقاية من كوفيد 19، وكل طبيب يقوم باستخدامه على مسئوليته وخبرته الشخصية مع المصابين، لأن الأرقام لم تثبت حتى الآن جديته، والبعض قال إن العقار وخصوصاً فى جرعات عالية يعرض المرضى للخطر، وله أعراض جانبية قد تؤدى إلى الوفاة إذا استخدم مع مرضى القلب، ويجب استخدامه لمريض القلب تحت إشراف طبى، وأثناء وضعه على جهاز لرصد ضربات القلب.

هل المضادات الحيوية لها فاعلية فى الوقاية من الفيروس؟

- العقار الوحيد الذى ثبت من خلال بعض الدراسات البحثية أنه يمكن أن يكون له تأثير على الفيروس، هو دواء أذثرومايسين «Azithromycin»، لكن الدراسات كانت لها نتائج متضاربة، بعضها أكد فوائده فقط إذا استخدم مع هيدروكسى كلوروكين، وبعضها لم يثبت أى فائدة، وبالتالى استخداماته الحالية تحدد بواسطة الطبيب المعالج ويختلف حسب حالة كل مريض، والدراسات ما زالت جارية لتحديد مدى فاعليته.

إلى أى مدى ظهرت فاعلية العلاج ببلازما الدم؟

- نظرياً، يقال إنه علاج قوى، لأنه يتم استخدامه من خلال المضادات الطبيعية للمريض المتعافى من الفيروس، فالمريض يتبرع بالبلازما لمريض مصاب، واستخدام البلازما يكون مع الحالات المتقدمة، ولا توجد دراسة بالأرقام تحدد مدى جديتها مع الفيروس، لكن النتائج الأولية أثبتت أن له تأثيراً موجباً فى مساعدة المصاب على التعافى.

كيف ترى الوضع الحالى لأزمة كورونا على مستوى العالم؟

- بعد الجائحة، سيتغير العالم من جميع النواحى الاجتماعية والطبية والاقتصادية، وبالفعل بدأ التغيير، فعلى سبيل المثال ومن الناحية الطبية، الجميع يعمل حالياً على مراجعة الاستعدادت الطبية لجوائج مثل ذلك ممكن أن يواجهها العالم فى المستقبل، لأن العالم لم يكن مستعداً لوباء ينتقل بسرعة مثل كورونا، والمؤسسات الطبية بدأت تتكاتف لتوحيد جهودها للإسراع فى إنتاج علاج أو دواء لهذا الفيروس، وشركات الأدوية تتضامن بمجهوداتها لإيجاد حلول سريعة للمشكلة، والدليل وجود مصل من جامعة إكسفورد ووصلوا للمرحلة الثالثة من تطويره، ونتائجه مبشرة بدليل وصولهم للمرحلة الثالثة، وهى الاستخدام على المتطوعين فى وقت قياسى واحتمالات وجوده للاستخدام فى أقل من عام، وهذا رقم قياسى بكل المعايير، وحتى الآن ليس لدينا مصل لفيروس الإيدز رغم وجوده لأكثر من أربعين عاماً.

بم تبرر ارتفاع حالات الإصابة بالفيروس فى مصر؟

- السبب الرئيسى عدم اتخاذ المواطنين الإجراءات الاحترازية كاملة منذ التحذيرات الأولية على مستوى العالم فى فبراير ومارس فيما يتعلق بالمرض، والحديث وقتها كان أن الحالات قليلة جداً، لأن هناك احتمالات حول المناعة الخاصة بالمصريين والأمصال المعطاة كالسل وغيرها أعطتهم مناعة لمواجهة المرض، وهذا كان خطأ فادحاً للاعتقاد فى قدرتهم على مواجهة المرض بدون أى إجراءات احترازية، ولم يكن هناك أى سند علمى يؤكد هذه المعتقدات، ما أضاع وقتاً كثيراً فى مواجهة المرض، وساهم فى الضغط على مجهودات الحكومة لمواجهة المرض حالياً، لأن وعى المواطنين فى أى أزمة يرجع لإدراكهم حجم خطورتها، ومن ثم النجاح فى مواجهتها والقضاء عليها.

نصيحتى لشعب مصر

رسالتى للمصريين، أن كل شخص تثبت إيجابية إصابته بالمرض، يجب أن يلتزم بالإجراءات، خاصة الذين يتم نصحهم بالبقاء والعزل المنزلى، فهذا الإجراء ليس تقصيراً من الحكومات، ولكنه موجود فى كل العالم، ونتعامل بنفس الاستراتيجية فى أمريكا مع المرضى ذى الحالات البسيطة والمتوسطة، والمستشفيات للحالات الشديدة ذات الأعراض المتسمة بضيق التنفس، ولأصحاب الأمراض المزمنة الخطيرة، و80% من الحالات المصابة بكورونا ليست فى حاجة إلى مستشفيات.

وأطالب المواطنين بعدم التكدس أمام المستشفيات إلا للحالات الضرورية التى تحتاج فعلاً للرعاية بها.