المستثمرون يضمدون جراح الفيروس بالهروب إلى الذهب


كان الذهب نجما ساطعا في عام مبهر لصناعة المنتجات المتداولة في البورصة. رحلة هروب إلى بر الأمان مدفوعة بالوباء أثارت اندفاعا نحو مخزون القيمة الذي يعود إلى آلاف الأعوام، في الوقت الذي عملت فيه الكميات الضخمة من التسهيل الكمي على إشعال المخاوف مرة أخرى من التضخم الجامح في بعض الأوساط، مثل الولايات المتحدة واليابان والمملكة المتحدة ومنطقة اليورو.
كانت النتيجة صافي تدفقات جديدة مقدارها 64.2 مليار دولار إلى منتجات السلع المتداولة في البورصة في الأشهر السبعة الأولى من 2020، ارتفاعا من 7.8 مليار دولار فقط في الفترة نفسها من العام الماضي، وفقا لبيانات من ETFGI للاستشارات - على الرغم من الانهيار في أسعار منتجات السلع النفطية المتداولة في البورصة في وقت سابق من هذا العام عندما تحولت أسعار النفط الخام لفترة وجيزة إلى سلبية. قال بن جونسون، مدير أبحاث منتجات السلع العالمية في مورنينج ستار: "ما بدأ على أنه رحلة إلى بر الأمان تطور إلى وسيلة يحاول المستثمرون من خلالها تضميد جراحهم فيما يتعلق بالتضخم المحتمل في المستقبل". قالت ديبوراه فور، المؤسسة المشاركة لشركة ETFGI: "من الواضح أن الذهب يشهد تدفقات داخلة كبيرة للغاية مقارنة بالعام الماضي. إذا ظللنا نرى كل هذه الأموال التي تطبعها الحكومة، فهل نرى تضخما؟ يرى بعض الناس أنه وسيلة تحوط".
قال مارك فيتزجيرالد، رئيس تخصص المنتجات في شركة فانجارد، إن تدفق الأموال إلى منتجات الذهب المتداولة في البورصة ربما كان أيضا مدفوعا ببساطة بارتفاع سعر الذهب 26 في المائة حتى الآن هذا العام، في الوقت الذي يركب فيه المستثمرون الموجة في انتظار مزيد من المكاسب.
ظهر السلوك نفسه المدفوع بالتدفق في أجزاء من نشاط الصناديق المتداولة في البورصة ذات الدخل الثابت. عبر هذه القطعة، شهدت صناديق السندات المتداولة في البورصة عاما قويا، حيث بلغ صافي التدفقات الداخلة 141 مليار دولار في نهاية تموز (يوليو)، بزيادة تسعة مليارات دولار عن هذا الوقت من العام الماضي. مع ذلك، لم يكن الأمر سهلا. قال جونسون إن حصيلة 141 مليار دولار "أكثر من رائعة لأننا شهدنا انعكاسا حادا حقا في بداية العام. في بعض الحالات كانت هناك تدفقات خارجة قياسية من صناديق السندات" في شباط (فبراير) وآذار (مارس).
كان الاندفاع نحو أبواب الخروج مدفوعا بمخاوف من التأثير التضخمي المحتمل للتسهيل الكمي، إلى جانب مخاوف بشأن قفزة في حالات التخلف عن سداد سندات الشركات حيث تهدد عمليات الإغلاق وتغيير سلوك المستهلكين بتعريض نماذج الأعمال لكل شيء، من التجزئة إلى النفط، للخطر. لكن "تحول ذلك عندما قال الاحتياطي الفيدرالي إنه سيتدخل في سوق سندات الشركات"، كما قال جونسون، مضيفا: "رأينا حركة سريعة مطلقة للأموال تجد طريقها إلى صناديق الاستثمار المتداولة ذات الدخل الثابت، حيث قطعت شوطا لا بأس به نحو تسجيل تدفقات داخلة قياسية".
وفقا لفيتزجيرالد: "عندما نكون في وضع تدخل فيه البنوك المركزية حيز سندات الشركات وتدعم السوق، فإن هذا يجعل المستثمرين يقولون إن هذا سيكون له تأثير في الأسعار".
مع ذلك، أرجع فيتزجيرالد بعض الحماس لصناديق الاستثمار المتداولة ذات الدخل الثابت إلى عوامل ذات طبيعة عادية. المكاسب القوية في سوق الأسهم في الأعوام الأخيرة تعني أن كثيرا من المستثمرين كانت لديهم مراكز مثقلة بالأسهم وأرادوا إعادة توازن محافظهم، في حين أن موجة بيع حادة في وقت سابق من هذا العام "ستكون قد ذكرت الناس بأنك بحاجة إلى تخصيص متوازن للأصول".
عامل آخر ربما كان نمو الصناديق المتداولة ذات الدخل الثابت، التي تخلفت عن أقرانها في الأسهم. قال فيتزجيرالد عن السوق الأوروبية: "هناك إلمام أكبر بالصناديق المتداولة ذات الدخل الثابت. لدينا مجموعة واسعة من المناقشات مع مجموعة متنوعة واسعة من العملاء". تختلف الآراء حول ما إذا كانت أسعار الفائدة المنخفضة باستمرار تجبر المستثمرين على الارتفاع في منحنى مخاطر الدخل الثابت. قالت السيدة فور إن هناك مؤشرات على تدوير نحو سندات الشركات ذات العائد المرتفع وسندات الأسواق الناشئة.
لكن جونسون قال في حين أن سندات الشركات وصناديق الاستثمار المتداولة ذات العائد المرتفع أثبتت أنها أكثر القطاعات شعبية في الولايات المتحدة بما لديها من صافي تدفقات قدرها 54 مليار دولار، إلا أن السندات الحكومية وغير الحكومية قصيرة الأجل كانت شائعة أيضا، ما يشير إلى "عدم وجود دليل حقيقي على ملاحقة المخاطر أو سلوك ملاحقة العوائد".
علاوة على ذلك، أكبر التدفقات الخارجة كانت من قروض البنوك والصناديق المتداولة للسندات بالعملات المحلية في الأسواق الناشئة "على أقل تقدير، هي بعض القطاعات الأكثر خطورة". صناديق الأسهم المتداولة في البورصة بلغت 113 مليار دولار من صافي الأموال الجديدة في الأشهر السبعة الأولى من العام، وفقا لـ ETFGI، وهو جزء يسير أقل من التدفقات الداخلة في الفترة نفسها 2019، مع حدوث نقص كبير في الولايات المتحدة، على الرغم من انتعاش السوق فيها. لكن كان أداء بعض المجالات أفضل، مثل صناديق الاستثمار المتداولة التي تستهدف العوامل البيئية والاجتماعية والحوكمة، التي استحوذت على 38.8 مليار دولار في الأشهر السبعة الأولى، أي ثلاثة أضعاف المبلغ في العام الماضي. قالت السيدة فور: "الأصول البيئية والاجتماعية والحوكمة اخترقت حاجز الـ100 مليار دولار. بالنسبة لكثيرين، ينظر إليها على أنها تحقق عوائد قوية تتفوق على السوق وتقلل من المخاطر. التدفقات لا تأتي فقط من أوروبا كما كانت، فالمستثمرون في الولايات المتحدة أخذوا يتنبهون لتغير المناخ والتنوع وما إلى ذلك. كنا نتحرك في هذا الاتجاه ولكن كوفيد صعد هذه الحركة." كما سلطت الضوء على الشهية للصناديق المتداولة التي تركز على مواضيع معينة تتماشى مع روح العصر، مثل صناديق الرعاية الصحية أو الصناديق التي تسعى إلى الاستفادة من النمو في السيارات الكهربائية. جغرافيا، الصناديق المتداولة في الأسواق الناشئة ومنطقة آسيا والمحيط الهادئ، التي تركز على الأسهم والدخل الثابت، استحوذت على أموال في تموز (يوليو) بعد معاناتها تدفقات خارجة ملحوظة. عزت السيدة فور ذلك جزئيا إلى الاعتقاد بأن بعض الدول الآسيوية، مثل كوريا الجنوبية وفيتنام، تعاملت مع الوباء بشكل جيد نسبيا. مع ذلك، جادل فيتزجيرالد بأن التحركات كانت مفروضة بسبب الدولار، حيث تميل الأسواق الناشئة إلى المعاناة عندما يقوى الدولار وتتقدم عندما يضعف.
من رأي فاني وورتز، رئيسة الصناديق المتداولة والفهرسة وبيتا الذكية في شركة أموندي، أن التناوب علامة على تغيير أوسع في عقلية المستثمرين. قالت: "خلال ذروة الوباء، شهدنا اهتماما متزايدا بالدخل الثابت والقطاعات الدفاعية مثل الرعاية الصحية، والملاذات الآمنة مثل الذهب. الآن مع ظهور البراعم الخضراء وتحول المستثمرين مرة أخرى إلى الأصول ذات المخاطر، نشهد زيادة الاهتمام بالأسهم والشركات الدورية مثل شركات المواد والشركات المالية".
كما هي الحال دائما، هناك مخاطر في المراكز التي يتخذها المستثمرون. قال جونسون إن الذهب ليس له عائد ويصعب تقييمه، في حين أن المخاوف من التضخم المتفشي المدفوع بالتسهيل الكمي الذي غذى جنون الشراء السابق بعد الأزمة المالية العالمية لم تتحقق. تفتقر صناديق الذهب المتداولة أيضا إلى مزايا التنويع التي تتسم بها الصناديق الحقيقية. قال فيتزجيرالد: "إذا وضعت كل بيضك في سلة واحدة، فقد تكون محظوظا لكننا لا ننصح بذلك".
علاوة على ذلك، حذرت وورتز من أن بعض صناديق الذهب المتداولة ليست مدعومة بسبائك الذهب، وقد لا تكون مضمونة بالكامل في حالة التخلف عن السداد من قبل طرف مقابل في المقايضة.
مع ذلك، بالنسبة لجونسون، الخطر الكبير كما يراه كثير من المستثمرين هو ببساطة متى، أو ما إذا كان بإمكانهم التقاعد. وحذر من أن "عائدات السندات لن تفي باحتياجات إنفاقهم إذا خفضوا مدخراتهم".

تاريخ الخبر: 2020-09-23 02:23:21
المصدر: صحيفة الإقتصادية - السعودية
التصنيف: إقتصاد
مستوى الصحة: 37%
الأهمية: 38%

آخر الأخبار حول العالم

أسعار الحديد اليوم الجمعة 26-4-2024.. «اعرف الطن بكام» - اقتصاد

المصدر: الوطن - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-26 06:20:59
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 51%

خريطة افتتاحات المساجد في 11 محافظة اليوم.. اعرفها - المحافظات

المصدر: الوطن - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-26 06:21:00
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 64%

تراجعت 16 جنيها.. انخفاض أسعار اللحوم اليوم في الأسواق - اقتصاد

المصدر: الوطن - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-26 06:21:01
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 61%

مواعيد تحرك القطارات اليوم مع بدء التوقيت الصيفي - أي خدمة

المصدر: الوطن - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-26 06:21:02
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 64%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية