تعليم المرأة من الكتاتيب إلى الكليات والجامعات


ثلاث مراحل

وأضافت: نستطيع القول إن التعليم مر من ذلك الوقت حتى الآن بمراحل ثلاث، المرحلة الأولى كانت مرحلة الكتاتيب، إذ كانت منتشرة بجميع أنحاء المملكة، ولكن كان تعليم البنات قاصرا على مبادئ القرآن الكريم وحفظ الأحاديث النبوية وكل ما يتعلق بأمور الدين، ففي مكة المكرمة كان هناك كتاب السامية وكتاب المدرسة الصولية وكتاب الفقيهة فاطمة البغدادي، وكان بالقصيم كتاب موضي الدامغ.



تطور الكتاتيب

ثم تطورت تلك الكتاتيب إلى مدارس منزلية شبه نظامية، بدأها الملك سعود عام ١٣٦٠هـ؛ ليعطي حافزا لقبول فكرة تعليم المرأة، وبدأها بمنزله وكانت الفكرة تستلزم تأييدا، فأحضر معلمتين من مصر عام ١٣٦٧هـ لتعليم بناته القرآن وأمور الدين، إضافة إلى اللغتين العربية والإنجليزية والرياضيات والتاريخ والجغرافيا، وغيرها من المواد التي رأى أنها مهمة للتعليم الأساسي.

تشجيع المجتمع

كان الملك سعود يهدف من تعليم بناته لتشجيع المجتمع على تعليم الإناث باللين والإقناع وليس بالجبر، وهذا يدل على حنكته وحسن تخطيطه لتنفيذ هذا المشروع، وليتمكن بأسلوب التدريج أن يقنع الأهالي بأهمية تعليم البنات، تاركا الباب مفتوحا لمَنْ أراد أن يعلم بناته، والمرحلة الثالثة تمثلت في المدارس النظامية، التي كانت داخل المنازل «المدارس المنزلية».

مدرسة المبرة

بعد ذلك جاءت الأميرة حصة بنت الملك سعود، وعرضت عليه فكرة مدرسة أخرى، أطلقت عليها اسم «المبرة»، وهذه المدرسة تعلم البنات البر بوالديهن، وأسرتهن، ومجتمعهن، وقيمهن، ولن تكون هذه المدرسة سببا في تغريبهن، كون أنه بذلك الوقت كانت الدول المحيطة بالمملكة قد رفعت الحجاب، ونادت بالتغريب وخلافه، مثل: مصر والعراق، وهذا هو سبب تسمية المدرسة بالمبرة.

وافتتحت هذه المدرسة عام ١٣٧٦هـ، وسميت «مبرة كريمات الملك سعود»، وهذه الفكرة كانت موجودة في عهد الملك عبدالعزيز، لكن لمرض الملك تعذر إنشاؤها، وبعد هذه المدرسة توالت المدارس، وافتتحت المدارس الأهلية في عهد الملك سعود، ومنها المدرسة الفيصلية بمكة لتعليم البنات، المعهد اللبناني بجدة، واستمرت هذه المدرسة لمدة ١٢ عاما، ووصلت لـ١٦ مدرسة بعد أن كانت ٨ منها بجدة، ٢ بمكة والرياض، ومدرسة في كل من الدمام والخبر والطائف.

رياض الأطفال

من أهم المدارس الأهلية كانت مدرسة النجاح بجدة، ثم بعد ذلك أنشئت مدرسة الحنان بجدة، وأنشأها الملك فيصل بعهده، وتولت رعايتها الأميرة عفت التي كان لها دور كبير في تشجيع الفتيات السعوديات على الإقبال على التعليم، واستمرت تتوالى المدارس من ضمنها مدرسة روضة المعارف بجدة، التي أنشئت عام ١٣٧٥هـ، وكانت أول مدرسة يفتتح فيها رياض الأطفال.

الرئاسة العامة

بعد ذلك تم إنشاء الرئاسة العامة لتعليم البنات، ورئاسة البنات كانت انطلاقة لفتح المدارس ما شجع الناس على الإقبال عليها، كون الملك سعود أصدر أمرا ملكيا عام ١٣٨٠هـ بإنشاء الرئاسة العامة لتعليم البنات، وترأسها الشيخ عبدالعزيز بن ناصر الرشيد، وتولى الإشراف على جميع المدارس الشيخ محمد إبراهيم آل الشيخ، وتحديد هذه الشخصية لهذا المنصب جعل المجتمع أكثر تقبلا لتعليم بناته، وكسر الرهبة التي تكرست في نفوسهم لحرمة التعليم.

التعليم الفعلي

وخصص الملك سعود للرئاسة العامة لتعليم البنات ميزانية قدرها ٢ مليون ريال، وكانت ترتفع العام تلو الآخر، وأمر بافتتاح المدارس في المدن والهجر والقرى، وبدأ التعليم الفعلي، فالرئاسة العامة حدث ليس بالأمر الهين، ومن خلالها زاد تقبل فكرة تعليم البنات، وقفز التعليم إلى مستويات ضاهت من خلالها المملكة الدول الأخرى، التي سبقتها بعشرات السنين.

الأميرة نورة

وتبع ذلك الصرح التعليمي العظيم، الذي أنشأه الملك عبدالله -طيب الله ثراه- وهو جامعة الأميرة نورة، نسبة لأخت الملك عبدالعزيز التي بلورت التعليم كله، ولم يقتصر التعليم على الإلزامي منه فقط «حتى الثانوية العامة»، بل بدأت الرئاسة العامة تفتح الكليات، من ضمنها كلية البنات أو كليات التربية، ومن ثم دمجوا مع بعضهم البعض، واختار الملك عبدالله مسمى جامعة الأميرة نورة.

جهود جبارة

وقالت عضو المجلس البلدي عرفات الماجد: انطلقت مسيرة التعليم مبكرا في المملكة، واهتمت حكومتنا الرشيدة بتطوير التعليم جيلا بعد جيل، واليوم نحن نعيش مرحلة جديدة تختلف في مقاييسها عن كل ما سبق من حيث الحداثة والاستدامة والتطوير، إذ تصرف الدولة ميزانيات ضخمة كل عام بهدف تطوير التعليم ومنافسته لأحدث الأساليب التعليمية حول العالم، ومن الطبيعي ألا يحدث هذا بين ليلة وضحاها، بل يحتاج لوقت من التدريب المتواصل للكوادر التعليمية قبل الطلاب، وهذا ما تنجزه الدوله خلال هذه الفترة، إضافة لمجموعة من البرامج التعليمية عن بُعد، التي جعلتنا الجائحة نعيشها مرغمين، ولكنها رفعت من قدراتنا على تقبل أساليب جديدة لم تكن تلفتنا سابقا.

كل ذلك بجهود جبارة من قبل حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، فنهنئ أنفسنا بهذه القيادة ذات النظرة الثاقبة.

أكدت المؤرخ وأستاذ التاريخ القديم في جامعة الملك سعود د. فتحية عقاب أن تعليم المرأة كان تحديا حقيقيا تعرض له المجتمع السعودي بالبدايات، كون أن طائفة من الأفراد رأوا أن فيه مساسا بمبادئهم الأصيلة، ولذلك برزت لدينا قضية تعليم المرأة، وكان التعليم موجودا مع بداية توحيد المملكة في عهد الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه-.

تاريخ الخبر: 2020-09-23 08:24:30
المصدر: اليوم - السعودية
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 53%
الأهمية: 58%

آخر الأخبار حول العالم

أخنوش يحسم الجدل بخصوص التعديل الحكومي

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-26 15:26:58
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 59%

بوطويل وسليم يتطلعان لبلوغ نهائي دوري أبطال أفريقيا

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-26 15:26:25
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 61%

المغرب يطرح مناقصة لبناء مزرعة رياح بقدرة 400 ميغاوات

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-26 15:26:28
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 65%

المغرب يطرح مناقصة لبناء مزرعة رياح بقدرة 400 ميغاوات

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-26 15:26:35
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 67%

بوطويل وسليم يتطلعان لبلوغ نهائي دوري أبطال أفريقيا

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-26 15:26:19
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 50%

أخنوش يحسم الجدل بخصوص التعديل الحكومي

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-26 15:26:57
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 67%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية